اهرب منك الليك

By nanono3726

382K 6.2K 147

للكاتبه / قيتارة عشتار More

الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الخاتمة

الفصل العشرين

12.6K 241 1
By nanono3726


بعد شهرين ...

كانت سهى تمسك بيدها باقة الورود الحمراء وتشم عبيرها وهي مغمضة العينين ..ابعدت الباقة عنها واخرجت البطاقة من بين الورود وهي على يقين وشبه متأكدة انها من سامر .. مزقت الغلاف الأحمر الذي يحيط البطاقة بلهفه وبسرعة وقرأت الكلمات المكتوبه بخط جميل وبالحبر الأسود (ما لعينيك على الأرض مثيل ) اخذت نفسا عميقا وطويلا وزفرت بأرتياح وهي تقرأ السطر القصير الف مره وكأن الكلمات المنقوشة عليه سوف تمحى بعد قليل وسوف تنساها ابتسمت ودارت حول نفسها وهي تحمل الباقة الكبيرة ..وضعتها على الطاولة ووضعت البطاقة بين مجموعة البطاقات المتكسده منذ شهرين بالضبط سمعت صوت الموسيقى القادم من الشارع ..ابتسمت بحبور وتقدمت من الشباك وعلى وجهها ابتسامة عريضة وجدت سامر يقف عند باب سيارته وهو يتكئ عليها وعلى وجهه هو الاخر ابتسامة سلبت قلبها .. أشار الى قلبه ثم اطبق كلتا يديه ووضعهما امام وجهه في حركة تشير الى انه يتوسل ..حملت سهى احدى الوردات وقام بنزع اوراقها ورمتها فوق سامر الذي كان يرفع رأسه باتجاهها وهو يتوسل لها بالنزول . أحست بأنها الأميرة التي تسكن برجها العاجي العالي وهو الأمير القادم على فرسه وسوف يأخذها الى عالم الأحلام .. عادت الى الغرفه واخذت معطفها الثقيل وخرجت بسرعة ..كان الجو باردا جدا والشتاء القاسي قد كسى المدينة بوشاح من الكآبة والتلبد .. رأتها امها وهي تخرج فضحكت ضحكة قصيرة وقالت لها -بسرعة قبل ان يراك مصطفى ويصر على القدوم معكم ارتدت معطفها على عجالي وهي تشارك والدتها الضحك ...شعرت كفتاة يافعه تخرج لملاقاة خطيبها في اول موعد ... هذا هو فعلا اول موعد لها مع سامر بعد ان تم الطلاق ..عانت من فترة عصيبه وهي تظن ان سامر تخلى عنها الى الأبد لكن بعد بضعة ايام جاء سامر وهو بكامل اناقته ...ظنت في بدايه الأمر انه قادم لأخذ مصطفى منها فما كان منها الا ان هاجمته في دارها قام بتهدأتها وطلب ان يتحدث معها على انفراد ليرمي بما في جعبته ويخبرها لمااذا قام بفعلته ..خرج بعدها بعد ان قال لها جملة طمأنتها وطردت جميع الأفكار السوداء من رأسها -انت حرة الآن ..لك حق الأختيار ولكن لتعلمي اني لن اتخلى عنك ابدا ..وسوف انتظرك الى الأبد

بعدها تتالت حركات سامر الشاعريه التي كان يفعلها في وقت الخطوبة ..الرسائل الغرامية والشكولاته والعطور والورود .. في كل يوم تستلم باقة كبيرة من الورود الحمراء وفي وسطها بطاقة كتب عليها بخط يده عبارة تجعلها تجن وتجعل قلبها يخفق مثل مراهقة تقرأ اول رسالة حب تستلمها .. نزلت على الدرج بسرعة ووخرجت من باب العمارة السكنية لتصفعها رياح الشتاء الباردة على وجهها المزين .. تقدمت منه وابتسامته الساحرة تشدها مثل السحر نحوه ..تقدمت منه فمد يده ليمسك يدها المثلوجة بين يديه الدافئة ...احست بالرجفة تعتلي اوصالها وبالنشوة من دفئ يد سامر التي لم تلمسها منذ فترة طويله ..

-حسننا ايتها الأميرة من حسن حظي انك وافقتي على الخروج معي اليوم ..فهناك مفاجأة بانتظارك ..

*

المحتوى الان غير مخفي

كانت سجى تجلس في حديقة منزل غيث على الأرجوحة الموجودة في الحديقة ..دفعت بقدمها على الأرض لتهتز الأرجوحة التي كانت تجلس عليها .. شهرين كاملين وغيث يماطل في موضوع المهرب الذي سوف يخرجها من البلاد ..في قرارة نفسها كانت سعيدة بينها وبين نفسها لأنه يماطل في الموضوع فهي لا تريد التخلي عنه والسفر بعيدا ...منذ تلك الليلة وهو لم يقترب منها ابدا ..لكن تلك اللسمات العرضية التي كان يتعمدها بمكر عندما تمر من جانبه او عندما تجلس بجانبه على الغداء عند والدته كانت تعذبها وتجعل اعصابها مشدودة في توق للأرتماء في احضانه .. مازالت صدمة مركزه الأجتماعي وعمله مسيطرة عليها بالكامل ..لكن هي بالأصل لم تسأله عن عمله او اي شيئ يخصه هي من نسج قصة كونه صياد خرج هذا الصباح كما العادة ليتركها وحدها في البيت الواسع ..بدأ الشعور بالوحدة والفراغ يملئ حياتها بعد ان تجهالها يبدوا ان كلماتها الطائشة والمتسرعة صباح ذلك اليوم كانت اشد قسوة من ان ينساها غيث ,..لكنه الآن يمارس عقوبة اشد قسوة من كلماتها الجارحة في المرة الوحيدة التي طهت له الطعام تجاهلها تماما وتناول الغداء مع والدته ..صاحبة الاختبارات ...وكم اغضبها هذا والذي اغضبها اكثر ردة فعله الباردة عندما عاد ووجدها تنتظره وقد رتبت طاولة المطبخ بانتظاره ... عندما عاد اطال النظر بها طويلا وهي تبتسم بارتباك على امل الصلح ..رفع حاجباه باستعلاء ودخل غرفته دون ان يعيرها اي اهمية تحجرت في كرسيها واحست بالذل يكتسحها بسبب تجاهله المقيت لها ..دفعت كرسيا بعيدا وحملت جميع صحون الطعام لتفرغها في سلة المهملات ... عاد بعدها وهو يرتدى ملابس اقل رسمية مما كان يترديه ..كالعادة بنطال قصير وكنزة بلا اكمام تبرز عضلات ذراعه وكمال جسده رأها تفرغ الطعام في سلة المهملات فتقدم منها بسرعة وامسك بها من معصمها الذي كان يحمل احدى الصحون الفارغة

-مالذي تفعلينه ايتها المجنونة او تظنين نفسك في بيت والدك لترمي الطعام بكل استهتار هكذا بينما غيرك يموت جوعا !! هذه الأطعمة ليست من نقود والدك اللص ..هذه نقود تعبت انا في جمعها بعرق جبيني !

اهانته لها ولوالدها الغير متوقعة جمدتها على الفور وهي ترفع عينيها لتبصر وجهه الغاضب من بين دموعها الغزيرة ..مالذي ذكره بوالدها ولماذا يعايرها به بعد هذه الشهور ..دفعته باشمئزاز لتذهب بعيدا عنه دون ان تنطق بعبارة واحدة احكم الامساك بها وهزها بعنفه المعتاد الذي يعاملها به منذ ان جرحته بكلامها الغبي والطائش مما أدى الى سقوط الصحن وتحطمه... تحت تواسلاتها ورجائها بتركها وهي تبكي بحرقة تركها وهو مستغرب من ردة فعلها وكيف اصبحت حساسة وتبكي دون سبب تركته وتحركت كالعاصفة الهوجاء لتذهب الى الغرفة وتنام كعادتها في الآونة الاخيرة ...كانت تلجئ للنوم المبكر كي تتجنبه فقط ولا تضطر لتبادل اي حديث معه ... صحت من سلسلة ذكريات الشهرين الفائتين على صوت طرقات على الباب الخارجي الذي يلي الحديقة الصغيرة ..استغربت من الطرقات وقالت في نفسها انه لابد ان يكون احد اصدقاء غيث .. تقدمت من الباب وهي تسارع خطواتها مع تسارع خطوات الطرقات والحاحها ..فتحت قفل الباب الحديدي الكبير بسرعة .. تلاشت ابتسامتها مع ابصارها لأخر شخص تود ان رؤيته ..تسارعت ضربات قلبها واعترت الرجفة جميع اوصالها ..لا مستحيل اسؤا كابوس في حياتها يقف امامها ..تجمع الدموع الساخنه ونطقت بشرود وهمس ابح مشبع بالخوف -''أأأآبي !!!!!

دخلت ناز بسرعة الى العمارة السكنية لكي تتجنب زخات المطر التي هطلت فوق المدينة لتجعلها مبتله ورطبة وباردة جدا ..كانت تحمل في يدها اكياس المشتريات التي اشترتها من البقالة القريبة من بيتها .. صعدت الدرج وهي متعبة بعد يوم عمل طويل ..وجدت زوج ريم يقف عن باب العمارة ..ارسل اليها ابتسامة مقززه اثارت ناز واثارت مخاوفها واشمئزازها ..تحاشته وهي تصعد الى شقتها فتحت الباب لتلفحها البرودة التي صفعت وجهها وشعرها المبلل بالمطر .. وضعت الأكياس الصغيرة في المطبخ وتوجهت نحو المدفأة القديمة لتضع فيها القليل من الوقود ..ارسلت الاشعة الدافئة التي صدرت من المدفأة القديمة جعلتها تشعر بالارتياح قليلا مع انحسار البرودة التي كانت تشعر بها في جميع اوصالها خلعت معطفها المبلل عن جسدها المنهك وعلقته بالقرب من المدفأة ليجف ..خلعت اللفحة التي كانت تحاوط رقبتها وتخنقها وبعدها حذائها القديم وجورباها المبللين ..لتنشرهم بالقرب من النار والدفئ .. مرت من امام المرآة لتلمح البروز الطفيف الذي طرأ على جسدها وتحديدا عن بطنها ..مسدت بطنها برفق وحنان وهي تتابع مشيها نحو المطبخ ..افرغت اكياس الخضروات والمشتريات البسيطة ووضعت علبتي الحليب في الثلاجة .. بالتأكيد هي لا تطيق طعم الحليب لكنها تحاملت على نفسها وباتت تشرب في اليوم كميات كبيرة منه لتغذية طفلها !! نعم الطفل الذي دبت الحياة فيه في رحمها ..اعاد لها هذا الطفل تمسكها بالحياة ومكافحتها في سبيل العيش عادت بها الذكريات الى اليوم الذي علمت فيه بحملها ..كانت ردة فعلها مفزعة وجعلت الطبيب وسدير وزوجته يتطلعون لها بعيون واجمة ومتهمه كانت زوجة سدير تقف عن الباب وهي تضع يدها على فمها لتمنع نفسها من البكاء لكن دون جدوى فالدموع شغلت حيزا كبيرا من وجهها الأبيض المستدير ..

-هل الطفل غير شرعي ؟ انطلق السؤال من فم سدير دون وعي كسهم اصاب ناز بالذعر والكراهية والغضب صرخت بنفس الوتيرة الهستيريه التي كانت تصرخ بها قبل قليل

-ياللهي ماهذا السخف انه طفل ضمن اطار الزواج ..لكني لا اريده ..لا اريده اخرجوه مني على الفور لا اريده ..

بكت بصوت مسموع ونشيج يقطع نياط القلوب وكأنها تحمل اوزار الدنيا كلها فوق كتفها ...وشاركتها البكاء زوجة سدير التي استرخت فوق كتف زوجها لتبكي على مصيبتها هي الأخرى وعلى حرمانها من نعمة الأمومة ...راقبت ناز الزوجين لتبكي اكثر لأنها تتلقى هذا الخبر وحيدة

-لماذا تردين التخلص منه مدام ناز ؟

كفكفت دموعها وقامت باختلاق كذبه بسرعة خارقة وكم كرهت نفسها بسبب كثر كذبها في الأونه الأخيرة ..

-لان زوجي مقيم في اوربا وسوف التحق به بعد انتهاء المعاملات الرسمية لكن وجود الطفل سوف يعيق الكثير

انطلت خدعتها وكذبها على الجميع بسرعة وبسهولة ..فالكذبه واقعية ومنطقية ..خرجت بعدها من المستشفى وحصلت على بقية اليوم على اجازة من السيد سدير زارتها بعدها زوجة سدير في الليل وهي تحمل معها الكثير من المشتريات والأطعمة وعلى وجهها شبح ابتسامة يهدد بموجة بكاء اخرى

-ناز حبيبتي اتمنى ان تعيدي التفكير فيما تريدين القيام به ..الأجهاض حرام ويغضب الله وابنك ليش ابن حرام حتى يجهض .. تكلمت معها لفترة طويلة وشرحت لها معاناتها في الأنجاب مما جعل ناز تقتنع تماما بوجهة نظرها ..قررت الأحتفاظ بالطفل وليحدث ما يحدث ..وليكن الله في عونها تتابعت بعدها زيارات سدير وزوجته لها وساعدوها كثيرا في الأعتماد على نفسها وقام سدير بزيادة راتبها لانها سوف تصبح اما لطفل وهي بحاجة لراتب اكبر مما تتقاضاه لكنها لم تغفل عن نظرة الحسد التي كانت تصدر من عيني زوجة سدير وتحط على بطنها الضامر الصغير ..كانت خائفة وحزينه في الوقت نفسه بسببها ..حزنها عليها بسبب حرمانها من الطفل وخوفها منها بسبب نظرة الحسد المخيفة .. وضعت بعض الحليب في الغلاية الصغيرة ووضعتها على الطباخ ..استمر المنوال كما هو في الشهرين الماضيين والشيء الوحيد الذي تغير هو عدم خوفها من احتمال اكتشاف ضرغام لها فهو لم يكتشف مكانها ابدا بسهولة وهذا افضل فكرت في احد الأيام ان تقوم بالذهاب اليه واخباره بالحقيقة لكنها طردت الفكرة الغبية من رأسها وهي تضحك من نفسها ومن غبائها ..من اشهر المسدس في وجهها واخبرها بكل غل انه يريد غسل عاره لن يصدق ابدا ان الطفل من صلبه ..قد يظنه ابن كمال ..مجرد التفكير في الأمر يجعل معدتها تؤلمها واعصابها مشدودة .. مازالت تعاني من حالة رعب عند سماع اي صوت قوي وحذرها الطبيب من مخاطر هذه الصدمة على الطفل وان عليها ان تكون اكثر حذرا في المستقبل وان تغذي طفلها بشكل جيد فهي مصابة بفقر دم سمعت صوت طرقات على باب الشقة الخشبي ..ذهبت راكضه وفتحت الباب ليدخل محمد الصغير بفرح ويمسك بأطراف ثوبها الاسود الطويل .. عندما همت بحمله صرخت ريم بسرعة

-لا اياك وحمله انه ثقيل جدا ..لا تحملي اي شيء ثقيل فهذا خطر على طفلك ..

تراجعت ناز على الفور وكأن كلام ريم كان كالسهم الخارق الذي هدد امن طفلها ..

-تفضلي يا ريم ..فلنتاول العشاء سويا .. 

سيدي لقد وجدنا المدعو فادي وهذا هو عنوانه امسك ضرغام بالورقة الصفراء الباهتة التي تشابه لون شحوب بشرته المتعبة ..شهران من السهر وسوء التغذية ..نفث دخان سيجارته التي أدمنها في الفترة الأخيرة واصبحت هي لذائة الوحيد لينفس فيها عن غضبه وندمه التي تكاد تودي به نحو الهالكة .. وجه ابيض صغير بعيون زمردية يطارده أينما ذهب وماذا ما فعل ..تزور أحلامه كل ليلة لتقول له كلمة "لماذا " فقط وتختفي بعدها .. حالة من الندم المؤلم ترسم شهوره الأخيرة ..بعد ان جاء محاميه بترخيص السلاح الذي يملكه اعتذر الضابط منه وكذلك الشرطي الذي ضربه بعد ان عرفوا مكانته ومن هو ..اما كمال فوقع في مصيبة لا يستطيع الخروج منها عندما اخبرهم انها جريمة غسل عار لم يمتلك لي دليل يثبت ذلك لان مروى ماتت محترقة في ذلك الحريق الذي اشعله هو .. ولأن الرجل الذي كان معها هرب دون ان يترك اي اثر له ..جميع أصابع الاتهام تتجه نحو كمال الذي رفعت عليه عائلة مروى قضية قتل عمد وهو مهدد بحكم الاعدام باي لحظة تعقد فيها جلسة المحاكمة لكن لا ضرغام لم يسمح بترك القضية وقرر اخراج كمال ليقوم هو بمعاقبته بنفسه .. هو من دمره ودمر ناز وجعله يعاقبها بأبشع شيء من الممكن ان يحصل في حياة اي مرأة .. عندما أستعلم عن مواصفات الرجل الذي كان برفقة مروى اخبره المحامي الذي وكله هو لكمال دون ان يعلم .عرف ان مواصفات الرجل اسمر وضخم الجثة وأصلع ويتحدث بلهجة مغايرة للهجة البلد المحلية ... ذهب كالمجنون صوب بيته واخرج الملابس المتسخة التي كان يرتديها عندما كان محبوساً ليخرج المحفظة الشخصية اللتي سقطت من ذلك الرجل في يوم الحريق وكانت المواصفات مطابقة للتي قالها المحامي قام بالتحري عن عنوانه وها هو الان بين يديه..دليل برائة كمال بين يديه ..وهو من سيمسك زمام اللعبة هذه المرة

-حسننا اجمع الحرس ولننطلق لهذا العنوان على الفور

-هذه ملابس أطفالي عندما انجبتهم لقد قمت بأخراجها من السقيفة لاحضرها لك ..ستكون لطفلك القادم

أخرجت ريم قطع الملابس النظيفة والصغيرة من الكيس البلاستيكي وبعثرتها أمامها لتراها

-ياللهي ما أصغرها ..تناسب الدمى

قالت ناز جملتها وهيً تبعد محمد عن احظانها لتتفحص قطع الملابس الصغيرة ..

-أنصحك نصيحة من امرأة انجبت ثلاثة لا تغدقي وتسرفي في شراء الملابس للطفل الوليد فهو سوف يكبر بسرعة وتذهب الملابس هباءً اشتري منها القليل وما تحتاجيه فقط ضحكت ناز وهي تضع يدها على بطنها وتقول

-ياللهي ريم هذا اخر سلالتي ولن يأتي بعده طفل اخر لهذا يجب ان ادللـه ضحكت ريم وهي تحمل طفلها الذي غفا وتضعه على الأريكة الموجودة خلف ناز

-ماهذا الكلام يا ناز سوف تذهبين الى أوربا الى زوجك سوف تنجبين عشرة

ضحكت ناز ولكن هذه المره بغير تسلية وكان ذكرى ضرغاام التي جائت ريم على ذكرها خنقتها

-ماذا سوف تسميه ؟ أطلقت ناز تنهيدة وقالت

-ربما هي فتاة يا ريم قالت لها ريم على الفور

-ولكننك تتوحمين على الاشياء الحامضة المذاق وهذا مؤشر على انه صبي وليس فتاة ولنتأكد اكثر سوف نذهب غداً الطبيبة لنرى جنس المولود تحمست ناز وقال بحماس عالي

-موافقة

خرجت ريم بعدها من بيتها وهي تحمل طفلها النائم وتواعدت معها على الخروج في الصباح حتى لا تكون العيادة مزدحمة ومكتظة ويصعب الحصول على موعد ودعتها وأغلقت الباب وأحكمت إقفاله .. حملت كيس الملابس ودخلت غرفتها حتى تنام .. وضعت الملابس على السرير وهي على وشك البكاء ..من كان يصدق ان ابن ضرغام العمري اشهر رجل اعمال في المنطقة سوف يرتدي ملابس ارتداها أطفال من قبله مسحت الدمعة التي شقت طريقها على خدها بسرعة وسحبت الغطاء عن السرير لتدفن جسدها في الفراش البارد .. همست بصوت خافت قبل ان تغفوا وهي تضع الغطاء على وجهها كي تشعر بالدفئ قليلا -كيف أنساك وفي داخلي جزء منك ....

********

-من انت ،؟ ماذا تريد

دخل حراس ضرغام الى الشقة الكبيرة وهم يشهرون أسلحتهم في وجه الشخص الذي كان يقف أمامهم ويسألهم عن هويتهم

-سؤال واحد واجب عليه بسرعة ..اين هو فادي !! نظر الشاب اليهم مطولا واستفسر قائلا

-من انتم ؟؟

-لا شأن لك اجب السيد عن ما سألك عنه بسرعة

قال حارس الأمن جملته وهو يشير بمسدسة مهدداً

-انه في تلك الغرفة ولكنه مشغول الان فلديه زبونه ... وقبل ان يتم جملته دفعه ضرغام بقوة أطاحت به على الارض وتوجه نحو الغرفة المقصودة دفع الباب بقوة ليبصر المدعو فادي مع امرأة ما في وضع مخل بالأدب ..رمقه باشمئزاز. واشار له بالخروج وهو يحمل مسدسه بيده صرخت المرأة الثملة التي كانت بين يديه بصوت ثمل مخمور

-هي اين تذهب لا يجب ان تخرق الاتفاق

تصاعدت موجة الغثيان عند ضرغام وهو يشاهد هذا المنظر ..ود لو انه يضرب رأسة برصاصة ما لتنهي غبائه فهذا بالضبط هو منظر العاهرات وليس كما رأى ناز وهي تدافع عن نفسها وتدفع كمال عنها ..كاد ان يجن فصرخ بوجهه

-اخرج أيها الحثالة قبل ان أفرغ مسدسي في راسك وقف خارج الغرفة وخرج بعدها المدعو فادي بعد ان ارتدى سروالاً

-هذه تخصك

شهر ضرغام المحفظة بوجهه فأصفر وجه فادي وتراجع للوراء مذهولا ونطق فورا بلهجته المغايرة

-مالذي تريده بالضبط ،؟ هل انت من طرف اهل مروى

اطلق ضرغام ضحكة قاسية وقال باشمئزاز

- جيد وفرت علي نصف الشرح والآن اسمع دون مقاطعة وتأكد انك إذ لم تنفذ ما آمرك به سوف اقوم بالتبليغ عنك على انك بائع هوى واجعلك تتعفن في السجون وتحصل على تسفير على الفور 

]ارتدت ناز رداء الحوامل الخاص الذي أعطته إياه ريم ..ابرز الردء ذو الحمالات الغليظة بطنها بشكل واضح .. ارتدت معطفها وخرجت لتجد ريم تنتظرها خارجا مع محمد وقد تركت باقي أولادها عن والدتها -هيا فلتذهب استقلوا الباص الشعبي الذي كان غير مكتظ بالناس لانه يوم عطلة -اين تقع عيادة الطبيبة

سألت ناز باستفسار

-في القسم الشرقي من المدينة انها طبيبة راقية ووالدتها قريبة والدتي لهذا كانت جميع فحوصي مجانية ..يالله كم أحب الاشياء المجانية !

ضحكت ناز وكذلك ريم وشاركهم محمد الضحك بصرخات طفولية دون ان يعلم سبب ضحكهما دخلت ناز الى العيادة وظلت ريم تنتظرها خارجا استلقت على السرير الطبي فوضعت الطبيبة سائلا باردا على بطنها المدورة ووضعت الجهاز على بطنها دون ان تتوقف عن الثرثرة دقيقة واحدة

-انك في حامل في الشهر الرابع ونصف ! هزت ناز برأسها قليلا كأشارة على انها سمعتها ..أثرت الصمت فان تحدثت في هذة اللحظة فسوف تبكي على الفور ..راقبت الصورة على الجهاز الموجود أمامها فأشارت اليه وقالت بصوت مرتجف

-ماهذا الشيء الذي ينبض ؟ إجابتها الطبيبة وهي مازالت تمرر الجهاز على بطنها ..

-انه قلب طفلك ..هل تودين الاستماع لها ؟

-نعمممم هتفت ناز بحماس وبترقب وهي تنتظر ان تسمع الصوت في اي لحظة ادارت الطبيبة شيئا ما ..فدوى صوت نبضات القلب في العيادة -ياللهي

شهقت ناز وهي تحاول النهوض وصوت نبض الجنين يصدح في الغرفة لم تعد تحتمل فأطلقت العنان لدموعها ..كانت تبكي بحرقة وهستيريه وفي بالها امنية غبية الا وهي ان يسمع ضرغام الان ما تسمعه .. مسحت وجهها وأنفها وقالت لها الطبيبة بسعادة وهي تظن انها تبكي من شدة السعادة

-كل هذه الدموع من اجل صوت قلبه ماذا لو قلت لك انك حامل بفتى ! -هذا امر جيد الحمد لله على كل ما يأتي

اجابتها ناز و كانت في داخلها تحمد ربها انه صبي وليس فتاة فاخر ما تريده هو انجاب فتاة تأتي لهذه الحياة لتتعذب كما تعذبت هي ..على الاقل الفتى يستطيع مواجهة الحياة دون صعاب .. نهضت ناز ومسحت المادة الطبية الموجودة على بطنها وارتدت ملابسها -تفضلي هذه صورة للفتى العنيد ضحكت ناز وخرجت من الغرفة بعد ان شكرًت الطبيبة وأخذت الصورة هتفت على الفور دون ان تلاحظ المرأة التي كانت تجلس خلف ريم

-ريم انظري هذه صورة طفلي

-وماهو جنسه ؟ سالت ريم وهي تنظر الى الصوره بفرحة

-انه فتى ..انا حامل بولد

-مبارك جبيبتي سوف يفرح والده بهذا الخبر حاولت تجاهل ملاحظة ريم لكن المرأة آلت نهضت من على الكرسي الذي يعاكس ريم واستدارت نحوهم لتقول بصدمة بعد ان شهقت

-ناز ..

-شهد !!!! 

القى ضرغام بجسده المتعب على السرير في غرفته ..كم كان متعبا وبأمس الحاجة للنوم الذي لم يذق طعمه منذ فترة طويلة .. رن هاتفه ليجعله يشتم بصوت عالي ..بعد التعب الذي عاناه في اقسام الشرطة وبعد اعتراف فادي تم تخفيف التهمة الموجهة لكمال الذي كان بصدد الأعدام ..بعد ان اخبر المدعو فادي بما سوف يفعل خاف فادي جدا بسبب التسفير وتهمة الدعارة فقام بالأعتراف على انه صديق مروى المتوفاة بالحريق ..ترك ضرغام زمام الأمور للمحامي وهو سينتظر خروج كمال بفارغ الصبر ليفرغ غيضه فيه ..اما المحققين السرين الذين كلفهم بالعثور على ناز لم يجدوا لها اي اثر .. الندم هو الشعور الذي يأتي متأخرا دائما ..لو اني استمعت لها منذ البداية وشرحت لي ماكان يحصل لما تركتني وهربت بسبب خوفها تعالى صوت رنين الهاتف فشتم من جديد واخذ الهاتف ليجد شهد شقيقته تتصل به

-مالذي تريدينه الآن يا شهد انا متعب زفرت شهد بضيق وقالت وهي تحاول كبح غضبها المتشعل

-ماريده هو معرفة مالذي تفعله زوجتك في المدينة الساحلية وانت مازلت في العاصمة ..ولماذا لم تخبرنا بحملها !! رأيتها اليوم في العيادة النسائية وبطنها تكاد تصل الى فمها ونحن لا نعرف بحملها ...ونعم الأخ انت يا ضرغام سوف تغضب امي كثيرا منكم

كانت تتحدث دون ان تتوقف فصرخ ضرغام بحدة قائلا -ماذااااااااا !!!!!!!!!!!!

Continue Reading

You'll Also Like

132K 3.8K 31
رواية بقلم المبدعة blue me الجزء الرابع من سلسلة للعشق فصول حقوق الملكية محفوظة للمبدعة blue me
128K 3.8K 49
رواية بقلم المبدعة Serendipity Green لاجل حبك فقط لاجل حبك كبرت .... لاجل حبك سهرت ...... لاجل حبك تغيرت ........ والان الان كرهتك بقدر حبك فاصبحت اع...
1.8K 300 25
ضائعة بين الأمواج ترفعني و تصفعني و توقعني علي واقع مر لا اعرف ما يحل بي و ماذا يحدث لي في هذا البحر الموج عالي حتي انه اغرقني لا اقدر عل...
10.2M 475K 75
" سَــتَتركينَ الـدِراسة مِــن الــغدِ.. لَــقد سَـحبتُ مـلفاتكِ مِــن الـجامعةِ بـالفعل ..! " " مـالذي تَــهذي به..!؟ " " هــذا مــا لَـدي... لاتَ...