اهرب منك الليك

By nanono3726

382K 6.2K 147

للكاتبه / قيتارة عشتار More

الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل العشرين
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الخاتمة

الفصل التاسع عشر

13.1K 224 0
By nanono3726

-شخص ما يحمل مسدسا ..ارفع يديك واترك السلاح بسرعة

صرخ احد الشرطة وهو يوجه سلاحه نحو ضرغام الذي رمى المسدس بسرعة ..تقدم الشرطة بحذر ورفس بقدمه المسدس الموجود على الأرض ..انقض بعدها على ضرغام وركله بقوة فوقع ضرغام على الأرض من شدة الألم متأوها ..امسك الشرطي به من رأسه والصقه بالجدار وهو يشير لبقية رفائقة بالتقدم ..تقدمت افواج الشرطة منه وقام احدهم بتفتيشه ..قال من بين اسنانه وهو يحاول ان يبعد الشرطي وهو يقول من بين اسنانه

-انت لا تعلم من انا ..ابتعد انا لم افعل شيئا

تململ قليلا وحاول ابعاد الشرطي الذي يكتفه ..ابعده قليلا فما كان من الشرطي الى ان ضربه بشيئ ما جعله ضرغام على رأسه ..احس بحرارة وخدر يزحف ببطئ الى رأسه لتسحبه سحب الظلام بعدها ويغيب في عالم الا وعي .. فتح عينيه ببطئ ليبصر سقفا اسود اللون ومكانا مظلم نسبياً. رائحة العفن والرطوبة هي كل ما وصل الى انفه الحساس لأي رائحة غريبة .... آفاق من ما هو فيه وجلس ببطئ والألم في رأسه يكاد يفتك به -اغمي عليك وجائو بك الى هنا

نضر في كل الاتجاهات عسى ان يجد مصدر الصوت الذي كان يحدثه استقام وتوجه الى الامام ليبصر قضبان حديدة ..امسك بالقضبان وحاول النظر من خلالها ليجد ان هناك شخصا ما خلف القضبان في الزنزانة المقابلة لزنزانته .. زنزانة ..أنا في سجن ..أكد ضرغام ذلك لنفسه ووهو يمسك بالقضبان ما بين يديه.. اقترب الشخص الذي كان موجوداً في قعر الزنزانة المجاورة المظلمة .. -كمال أيها الوغد أهذا انت كان كمال هو الشخص الجاثم في الزنزانة الاخرى ..وجهه متعب وملطخ بالسواد ..صرخ ضرغام من جديد وهو يحاول الخروج من الزنزانة مثل الأسد المحتجز في قفص يحاول بشتى الطرق كسر القيد والخروج من القفص -ايها الوغد ..سوف ادق عنقك بكلتا يدي انت وتلك الــ تلك الــ..

ماتت الكلمات على شفتيه وهو يرفس القضبان بقدمه الى أن احس بخدر بسبب توالي الضربات دون فائدة ..

-هل لك ان تخرس لطفا ؟ انت شخص غبي الى ابعد الحدود ..تلك الطاهرة اشرف منك ومن الكون اجمعه الصدمة ..ثم الدهشة ..ثم الجمود ..مالذي يقوله هذا الغبي بحق السماء ! كيف ..كيف .,.؟ تدافعت الكلمات دفعة واحدة الى فمه لينطق ما كان يجول بخاطره ..ليشتم كمال على الأقل حتى يفرغ غيضه في في وابل الشتائم تعبر عن حنقه وغضبه .. -مالذي نطقته الآن ايها السافل تقدم كمال قليلا من القبضان ولاح لضرغام الكثير من ملامحه التي صعب عليه تميزها منذ قليل ..امسك القضيب الجديد بيده وضرب رأسه بكل ما أوتي من قوة وهو يبكي بصوت مسموع ويتمم بكلمات جعلت ضرغام يتجمد في مكانه

-ايها الغبي زوجتك بريئة انا من دبر لها تلك المكيدة في ذلك اليوم ..انا من طاردها ..انا من فرض نفسه عليها ..انا من طالبتها بالعودة الي ..انا من اتصل بها ليلا نهارا ..كانت تخبرني في كل مره انها تحبك وتترجاني ان لا اتصل بها لكني كنت نذل كالعادة ولم يكفيني تدمير حياتها في بادئ فأكملت على الباقي ..انا نذل وحقير واستحق الموت ..عاقبني الله بزوجتي الفاسدة التي وضعت رأسي في الوحل ..قتلتها ..قتلها وانا استحق القتل الآن انا مجرد حشرة لا تستحق ان تعيش

كان ضرغام يستمع الى كلماته المتحلاقة التي كانت اشبه بوابل رصاص يخترق عقله ومسامعه ..يالهول ما سمعه للتو ! كان لديه شك صغير ببرائة ناز ولكن الآن هو متأكد اشد التأكيد بعد تأكيد كمال وكلماته التي اعتلها نبرة الندم والتحسر ..هل من المعقول انه خسر حب امرأة طاهرة بلحضة طيش وتهور وتسرع ! كان كمال يبكي وقد جثى على ركبتيه وامسك رأسه بين يديه ..مازالت الصدمة تشل ضرغام بالكامل ..ارتسمت على وجهه نضرة جمود خطيرة تشبه السكون الذي يسيطر على البحر قبل العاصفة صرخة واحدة مدوية اطلقها ضرغام وهو يهجم على القضبان مجددا ..وابل من الشتائم خرج من فمه وهو يضرب بكل ما أوتي من قوة عسى ان تتحطم القضبان ويخرج من خلفها ليمسك بكمال ويبرحه ضربا الى ان يخرج روحه !

-اخرسوا جميعا وكفاكم ضوضاء ..تعال انت الضابط يريد التحقيق معك

تقدم احد رجال الشرطة وهو يحمل عصا سوداء اللون قصيرة بعض الشيء وقام بفتح زنزانة ضرغام وجره كمن يجر الخروف ..حاول ضرغام الهجوم على زنزانة كمال لكن الشرطي ركله في بطنه وجره بكل ذل نحو مكتب التحقيق

*

كانت سهى مستلقية على الأريكة في حضن والدتها وهي تبكي بمرارة ..حاولت والدتها تهدأتها وهي تضمها الى حضنها وتهدأ من روعها ..

-لا اصدق انه طلقني بهذه السرعة وبهذه السهولة

صرخت سهى بلوعه وهي تحاول الابتعاد عن والدتها والدموع تغرق وجهها المصفر

-استغفر الله العظيم واتوب اليه ..حسبي الله ونعم الوكيل عليك يا سامر كلما سامحتك تعود لعمل شيء يدمر كل ما بناه

شهقت سهى بألم وغطت وجهها بكلتا يديها وهي تبكي

-تحملته سنين طويلة ولم يتحملني ثلاثة اشهر ! لا اصدق ..تخلي عني كما يتخلى عن قطعة قماش بالية ..انا اكرهه اكرهه صرخت بعبارت الكره وهي تجري لتدخل غرفتها لتصفع الباب بقوة ..تردد صدى انصفاق الباب في البيت الصغير احتضنت الجدة مصطفى الصغير الذي كان مرتاعا بسبب بكاء والدته المرير

-سامر ...دمرت ابنتي حسبي الله ونعم الوكيل ..حسبي الله ونعم الوكيل

دخلت غرفتها لتبكي على حبها الذي دفن ليموت ولن يرى النور بعد ذلك..بكت وبكت وبكت الى ان استنفذت طاقتها وهدأت بعدها

-أنا أكرهه !! صرخت بداخلها لكنها كانت تجيب نفسها بنفس اللحظة

..-بل تحبينه حتى وان قتلك وها انتي تبكين الأن كالبلهاء

مسحت الدموع عن وجهها الرطب وتوجهت نحو الحمام ..فتحت صنبور المياه وأخذت تغسل وجهها وتدعكه بكل قوتها لدرجة ألهبت وجهها الرقيق نضرت الى وجهها المحمر في المرأة وأبصرت القلادة التي مازالت تزين رقبتها الناصعة البياض ..امسكتها بيد مثلوجة وسحبتها بعنف لتنقطع ولتقع الميدالية على ارض الحمام الباردة وليتردد صداها مع الكلمات التي نطقتها سهى بألم -أنها النهاية يا سامر

كانت سجى تجلس بجوار غيث الذي كان يستمع لحديث والدته بأصغاء شديد ..بعد ان شتمته وضربته في الشارع اثار منظرهم استغراب الجيران فما كان منه الى ان حملها على ضهره وقال للجموع الغفيرة المتجمهره حوله

-زوجتي تعاني من حالة استياء شديدة بسبب انتهاء شهر العسل بسرعة

تعالت الصرخات والزغاريد والتبريكات من سكان الحي ..سمعت كلمتي مبروك ..وزواج سعيد لأكثر من مرة من اكثر من شخص ..بالرغم من ان الحي من الأحياء الراقية في المدينة لكن سكانه ودودين بشكل لا يصدق على عكس سكان الحي الذي كانت تسكن فيه ..فهي لا تعرف حتى من يحد بيتهم ومن هم جيرانها ..ام انه كان خطئها في عدم التعرف عليهم لأنها انطوائية ؟ دخلت البيت الكبير واستقبلها الجميع بنضرات متفحصة وقلقة بنفس الوقت ..هاهي تجلس امامهم الآن وونضرات الجميع مسلطة عليها بالذات ..كانت تضم يديها في حضنها وتفركهما بأضطراب .. حركتها هذه استرعت اهتمام حماتها فقالت على الفور -زوجتك لا ترتدي خاتم زواج يا غيث استنفرت حواس سجى الخمس في نفس اللحظة التي انتهت بها حماتها من رمي قنبلتها ..اجاب غيث على الفور وهو يمسك بيدها المضطربة بين يديه الدافئة

-سجى تعاني من حساسية في جلدها بسبب الحلقة ..سوف اشتري لها حلقة مصنوعة من الذهب الأبيض بعد ان اتفرغ من اعمالي .. واضاف قائلا وهو يرى نضرات الأرتياح تعتلي وجهها الصغير .. -كما انها تعاني من مشاكل في انزلاقها من يدها بسبب اعمال المنزل نضرت والدته اليه بشكل مطول قبل ان تقول بمكر الحموات

-هكذا اذا هي تعمل في البيت ..حسننا هل تستطعين فرم اوراق الملوخية ؟ نطقت سجى اخيرا بعد صمت دام طوال الوقت بسبب خجلها وترددها في طرح موضوع ما يشتت من تحديق العائلة بها

-بالحقيقة انا لا استط... الضربة القوية التي أتتها من كوع غيث في خصرها جعلتها تسكت على الفور وثم تردف قائلة بتردد

-بالتأكيد استطيع يا خالتي ..انا خبيرة في تقطيع أوراق الملوخية

اطلقت تنهيدة ارتياح عندما لاحضت انشراح حماتها ..لكن ماقالته بعد ذلك جعل اعصابها تنشد ..

-يا سمية احضري الملوخية والسكينة الخاصة بها واحضريها الى هنا ثم اكملت بمكر وهي ترى تردد سجى واستجدائها لحل ما في عيون غيث الذي اشاح بوجهه بعيدا هربا من الكارثة التي ستحل بعد دقائق جائت سمية شقيقة غيث المتزوجة وهي تحمل الأغراض الخاصه ووضعتها على المنضدة -هيا فلنرى مدى شطارة زوجة غيث في الطبخ ..مابك يا ابنتي تقدمي من المنضدة وارينا عملك كرهت سجى هذا اليوم المقيت المليئ بالاختبارات ..احست انها في فحص تطبيق في الجامعة وعليها ان تثبت مهارتها لأستاذها ..ماهذا كل هذا لتثبت لها ان زوجة جيدة لأبنها ..ماذا لو علمت ضروف زواجهم ..هل ستجربها ايضا بأختبارات مماثلة؟ تقدمت بخطوات مترددة نحو المنضدة ..شجعتها سمية بابتسامة ودودة وجلست بجانبها ..اصبح غيث امامها الأن مباشرة رأته يشير بيده عن كيفية امساك سكين التقطيع الخاص ..كان يشير بيده ويحركها بنفس الحركات التي يجب ان تتبعها سجى .. امسكت هي الأخرى بالسكين ونفذت الحركات كما وصفها غيث بالضبط ..وياللعجب لم تخطئ ابدا مع انها المرة الأولى التي تقوم بمثل هكذا عمل

-حسنا انها ماهرة جدا وستطبخ لنا ذات يوم لكي نذوق طبخها ..احسنت الأختيار بني ..مبارك لك ولعروسك الجميلة زفر الجميع بارتياح عندما نطقت والدة غيث بهذه الجملة وبدأت التبركيات تنساب من افواه الجميع ..رمق غيث سجى بنضرة لم ترها من قبل ابدا ..كانت تقبل وجنتي سمية وهي تبارك لها وعيانها تعانق زوج العيون الواتي كانتا ترسلان لها شعورا جميلا بالدفئ والحنان .. بدأت احاديث النساء بعدها واستأذن غيث وشقيقه وزوج اخته يوسف ليخرجوا تهربا من ثرثرة النساء .. قالت والدة غيث وهي ترتشف من قدح الشاي الساخن وتنفخ فيه

-بالحقيقة يا بنيتي اننا بالرغم من حالتنا المادية المتيسرة لكنني لا ارضى ان تدخل الخادمات ونسائنا هم من يطبخون الطعام ويقمن بأعمال المنزل ..لا تستغربي من عدم دخول الخادمات الى منزلي فنحن لا نرضى ان يقوم غيرنا بعملنا ..ولا تنزعجي مني بسبب اختباري وكما ارفض ان تشقق في العائلة لهذا قمت بشراء هذا المنزل الكبير وقسمته على اولادي بالتساوي ..منزل غيث والذي سيكون منزلك يقع خلف منزلنا ..سوف يعجبك فغيث يتمتع بذوق جميل جدا ..واختياره لك يثبت مدى صحة كلامي ضحك الجميع بمن فيهم سجى ..لكن ضحكة سجى كان فيها الكثير من الحياء والخجل .. توالت اسألتهم واحاديثهم حتى الليل بعدها جاء غيث وامسك بيدها وسحبها من بين النساء وقال لهم

-يكفيكم استجوابا لزوجتي ..هيا نحن متعبون وسوف نخلد الى النوم ضحكت والدته وقالت له

-ومنذ متى انت تنام مبكرا يا ولدي ضحك الجميع واحمرت سجى حتى تحول لونها الى لون قرمزي مما اثار موجة ضحك اقوى وهم يشيرون الى مدى احمرار وجه سجى اختفى صوت الضحكات تدريجا وحل محله الصمت عندما جرها غيث خلفه نحو البيت الذي من المفروض ان يكون بيت غيث ووالذي يقع خلف البيت الرئيسي للعائلة ..مشت خلفه وهو يمسك بيدها ..جرت يدها من بين يده وهي تقول

-استطيع المشي اترك يدي وكأنها لم تتحدث معه ابدا ..تجاهلها تمام ووصل الى البيت المنشود ..لم تستطع سجى ان ترى ملامح البيت من الخارج لكن الكراج المخصص للسيارات كان طويلا جدا وهي تجتازه خلف غيث ..وصل اخيرا الى الباب الرئيسي وفتحه وقام برميها الى الداخل بكل عنف وقال لها بنزق

-بيتك الجديد ايتها العروس !

تفضلي كان مازال غاضبا بسبب ما حدث اليوم في الصباح وبسبب كلماتها الغير منطقية لكنها هي الأخرى ايضا غاضبه منه لأنه اخفى الحقيقة عنها واخبرها بأنه صياد فقير معدم ...غضبه منها يعادل غضبها هي الأخرى ..واكثر ما يغضبها هو تسليم نفسها لرجل تجهل حتى وضيفته .. رمقته بنضرة ازدراء ووجهت له نضرة جانبيه وهي تمشي نحو باب خمنت انه الحمام .

-انها فتاة جميلة سوف تعمل كبائعة وليس كخياطة فهي ستجذب الزبائن بشكلها الجميل ..

نطق الرجل ذو الأربعين عاما ذو الملامح الصارمة بجملته وهو يتفحص ناز من رأسها الى اخمص قديمها وهي ترتدي ثوبها الاسود الطويل.. كانت تقف في المحل المخصص للبيع الملابس النسائية والرجالية التي يتم صنعها في المعمل الذي يتوارى خلف الستار الموجود في طرف المحل كان المحل كبيرا جدا ويقع في منطقة شعبية ..كانت ناز تقف وهي تشعر بالتعب يغزو جميع اوصالها المنهكة ..تحمل محمد الصغير بكلتا يديها التي تخدرت بسبب حمله لفترة طويل وتقف امامها ريم التي امسكت بطفليها بيديها خشية ان يضعيوا منها في السوق الكبير كانت تتفاهم مع صاحب المحل حول الأجرة التي سوف تتقاضها ناز لو عملت معه ..اشاحت ناز بنضرها بعيدا عن البائع لتبصر الستارة التي ارتفعت وكشفت عن غرفة اخرى اوسع من المحل تجلس عليها فتيات كثيرات يجلسن قبالة ماكينة الخياطة ..اثارالمنظر رعبها وحمدت الله انها سوف تعمل كبائعة وليش كخياطة فهذا يذكرها بوالدتها التي اصيبت بشتى الأمراض بسبب السهر الطويل امام ماكينة الخياطة احست بأنها سوف تبكي عندما تذكرت ايام الفقر والجوع وها هي الآن تعود اليها بعد ان اجتازت الجسر الذهبي المرصع والماس وهي حافية القدمين لتجتاز الجسر بسرعة عائدة الى عالم الفقر والتعب والشقاء كبحت الدموع والغصة الواقفه في حلقها وهي تعزي نفسها وتؤكد لنفسها ان الغنى هو غنى الروح وليس غنى البطون ..العيش في فقر والعمل ليلا نهارا لكي تعيل نفسها افضل من العيش مع زوج لا يرحم قد يرمي بها في الشارع عند اقل نزاع .. الثقة هي من هدم علاقتها بضرغام لان ثقته مهزوزه بها ..ضرغام آآآآه بات الاسم يجرح حتى عندما انطقه بيني وبين نفسي ... طردت ناز ضرغا من افكارها وتنبهت لريم وهي تهزها وتقول

-مبروك عزيزتي حصلتي على العمل بسرعة خارقة

ابتسمت ناز لصاحب ولريم وهي تقول

-شكرا لك ياريم ضحك صاحب المحل وبانت اسنانه الصفراء وقال لناز وهي يحك رأسه

-صوتها الساحر سوف يسحر الزبائن وسوف يشترون منا الكثير ..انضري يا ناز اعتبريني مثل شقيقك او والدتك ان شئتي ..جميع الفتيات الواتي يعملن هنا هن فقيرات وانا اعتبرهن مصدر رزق لي لذلك انا رؤوف معهم ..لا تخافي مني واعملي بجد كي تثبتي لي انك فتاة عاملة جيدة ابتسمت له بارتباك وقالت له بصوت مرتعش

_بالتأكيد يا سيد سدير سوف ترى كل ما هو جيد ان شاء الله واثبت لك اني عاملة جيدة

-على بركة الله تستطيعين العمل منذ الآن هتفت ناز برعب -الآن ؟ اجابها على الفور وهو يضع كلتا يديه على الطاوله الموجودة امامه كي يستند عليها

-بالتأكيد تستطيعن العمل الأن وتقاضي اجرة اليوم !

-على بركة الله نطقت بجملتها الأخيرة والألم يعتصر قلبها ..خريجة كلية لغات وتتحدث ثلاث لغات وفي مقتبل العمر وتعمل في محل كبائعة ملابس !! وكل هذا بسبب من ؟ بسبب رجل هز كياني ودمر حياتي وختم جسدي بختم الذل قبل ان يطردني من حياته ..الحمد لله على كل حال مسحت الدمعة اليتيمه التي لم يلحضها احد لحسن حظها وتوجهت خلف السيد سدير وهو يعرفها على العاملات واحدة تلو الأخرى رمقنها بنضرات تفحص واخرى حاسدة لم تغفل عن ناز ..يحسدنها على جمالها وعلى قوامها ولا يدركن مدى تعاستها عرفها على زوجته ايضا التي جائت بعد نصف ساعة من بدأ العمل ..قدرت ناز عمرها في الثلاثينات,,,بدت سيدة لطيفة وودودة لكن نضرة الحزن التي تغلف عينيها البنيتان كانت واضحة جدا ..جمود زوجها في التعامل معها لم تغفل عنه ناز ابدا

-على الرحب والسعة يا ناز ..سعدت بانضمامك الينا ..اتمنى ان يروقك العمل

-شكرا لك سيدتي ! نطقت ناز وهي تبتسم بالرغم عنها لأنها مازلت تشعر بعدم الأرتياح وشعور مقيت بالغربة سيطر عليها دون ان تعلم السبب

*

كان سامر يهم بتبديل ملابسه لكن نضراته تجمدت تماما وهو يرى شيئا ما يلتمع في طرف الغرفة ..كانت الغرفة فارغة تماما فهو يقوم بنقل اغراضه للبيت الجديد ..عرض شقته للبيع واشترى واحدة اكبر منها وتدخلها اشعة الشمس وافضل من هذه الشقة بأفضل مرة طوال الايام الماضية كان يكره نفسه ويشعر بغضب لأنه تصرف بجبن وارسل لها ورقة طلاقها عبر البريد ..تصرف خالي من الرجولة ! لكن هي من طلب ذلك وحضيت به ...في قرارة نفسه كان يفكر تفكيرا اخر وقرار الطلاق كان مجرد حد لتصرفات سهى الطفولية .. كان يخطط لأعادتها الى عصمته بعد ان تقضي فترة وهي بعيدة عنه ..اراد ان يعطيها مجالا للقرار وهو بعيد عنها تماما ولا يحيطها قيد الزواج ّ! نعم الأن تستطيع ان تفكر بالمستقبل والقرار النهائي وهي ليست متزوجة ولا يربطها شيء به ..سوف يبدأ معها بداية جديدة وتستطيع الأختيار فيما بينه وبين طارق هي الآن فتاة غير مرتبطة وسوف يتقدم لها بعد فترة من جديد ..ابتسم برضا وهو يفكر بما سيقوم بفعله ..سوف يعيشها جو خطوبة من جديد وبعدها يعودان الى بعضها .. المهم ان توافق بعدها ..اما اذا رفضت فيسيحترم قرارها الى ابعد الحدود ولن يتدخل من جديد في حياتها وسوف يطالب بقسم حضانة ابنه بينه وبينها ... -سيدي لقد وضعنا كل شيء في الشاحنة

.. -حسنا انا خارج على الفور ..

اجاب سامر العامل وهو يزر قيمصه الأبيض اللون ..تقدم من الشيء اللامع الواقع على الأرض ..حمله ليجد انها قطعة فضة تخص سهى ..وقعت من سلستها الفضية ..حملها وقبلها ليضعها في جيبه وهو يخرج من الشقة اقفل باب الشقة وهو دامع العين ...ودع الشقة التي شهدت حبه وزواجه وولادة طفله وقتل حبه في آن واحد خرج من العمارة السكنية بعد ان ودع جميع الجيران ...رن هاتفه فوجد ان المتصل والدته .فتح الخط ليأتيه صوت والدته الباكي

-سامر حبيبي لماذا لا تجيب على اتصالاتي هل نسيت امك يا قلب امك ..البيت الذي اشتريته لي بجانب بيت يسرى جميل جدا ..ماذا عن بيتك الجديد ؟ حبيبي سامر لا تكن قاسيا اجب ولو بكلمة واحدة ..انت تقتلني عندما ترسل لي احتياجاتي والنقود دون ان تتحدث معي ..سامحني يا حبيبي ..سامحني جرت دموع سامر على خده وقال لها بصوت باكي

-معاذ الله ان اعصي لك امرا يا أمي وان اغضب ربي بك لكن سكننا في بيت واحد بات مستحيلا ..لقد دمرتي حياتي وانا تناسيت كل شيئ ..سامحتك يا أمي ..ادعي لي ان تعود سهى الي ونعود اسرة واحدة معا -سدد الله خطاك وانالك ما تريد يا بني اغلق الهاتف بعدها وخرج من العمارة السكنية ليغلق بابها ..وليغلق صفحة من حياته الى الأبد **

ذهبت سجى الى بيت العائلة من جديد ..مشت بضع خطوات قبل ان تصل للباب المشترك بين بيت غيث والبيت العائلي الكبير ومن حسن حظها عندما دخلت وجدت سرى زوجة ياسر شقيق غيث

-انا بحاجة لشيء ارتديه للنوم ..لم احضر معي اي ملابس للأسف وملابسي ليست عملية للنوم تركت سرى الأطباق التي كانت تغسلها وقالت لسجى وهي تضحك ضحكة لم تخلو من الغباء والبلاهة

-نامي بدون ثياب

استمرت ضحكتها لدقيقة وسجى تعاني من حالة جمود وعدم القدرة على مشاركتها للضحك ..توقفت عن الضحك عندما ادركت ان طرفتها لم تكن ضريفة ابدا بالنسبة الى سجى واستأذنت منها وعادت بعدها وهي تحمل ثوبا في يدها

-اسفة على التأخير ..هذا الثوب من ايام عرسي ولم يعد يناسبني بسبب الحمل خذيه

اخذت سجى الثوب وعادت الى البيت على مضض ..دخلت من باب المطبخ ورأت ان الأضويه قد انطفأت وبات المطبخ يسبح في سكوت مخيف وموحش ..ألفت العيش في الكوخ وهي تعاني ممن الاحساس بالغربه ..دخلت الى الحمام الذي دخلته قبل قليل وكم ارتاحت عندما وجدته فارغا ..تسائلت اين ممكن اين يكون غيث في هذا الوقت ..ارجو ان يكون قد خلد الى النوم قالت سجى في نفسها وهي ترتدي الثوب الطويل ..خرجت من الحمام ودخلت غرفة النوم ..قررت تجاهله ان كان مستيقظا وتجاهله ايضا ان كان نائما ..دخلت من الباب فأ حست بشيئ ما يلتف حول معصمها ..ادرها غيث بسرعة البرق مما أدى الى ارتطامها بصدره العريض ..ابعدت نفسها عنه وهو مازال يمسك بمعصمها بقوة

-ابعد يديك عني انت تؤلمني ..مالذي تريده الآن

هزها من معصهما وهو يحمله الى الأعلى مما ادى الى تضاعف الألم في يدها قال لها من بينه اسنانه وهو مازال يهزها -اين كنت ؟ اين ذهبت في هذا الليل كيف تخرجين من دون اذني هاااا صرخ بالكلمات بوجهها وهي مازالت تحت تأثير كلماته المتشككة ..اين يمكن ان تكون قد ذهبت ؟ هل يريد افتعال شجار ولا يعرف اسبابا لذلك ام انه يريد ازعاجي فقط ! -انا اخرج دون اذنك ولا انتظر اذنا منك للخروج ..ذهبت لأحضار شيء ارتديه من سرى .. ابعد يديك عني دفعته بقوة عنها ليبتعد عنها ..توجهت نحو السرير وهمت بأخذ مخدة ..لكنه استوقفها قائلا

-مالذي تظنين نفسك فاعلة ..وعليك التخلي عن لهجة عدم الأحترام هذه والا قصصت لك لسانك الطويل هذا

-لا تكف عن التهديد الفارغ ابدا سوف انام في الصالة كلماتها المستفزة زادت من غضب غيث فما كان منه الا ان امسك المخدة من يدها وجرها بقوة ..احست بالأم بأصابعها بسبب جره للمخدة منها ..صرخت بوجهه بحدة -اعدها الي !

-ماذا تظنين نفسك فاعلة ..سوف تأتي امي لزيارتنا في الصباح ومالذي سوف تقوله عندما تراك نائمة في الصالة ! اجابته بحدة وهي تحاول اخذ المخدة من يده

-غيث انا احذرك من غضبي فلتقل ما تقله ...اعطيني المخدة ..ثم لماذا علي الأنتظار كل هذا الوقت !! تحدث مع المهرب ليخرجني من البلاد بسرعة ..اعطيني الـــ

امسك بها من جبينها وابعدها عنه ليصد ضرباتها ..حاولت ابعاده بقوة لكنه كان يدفعها بقوة توازي قوة دفعها ..وهو يحمل المخدة الى فوق رأسه حتى لا تصل اليه دفعته بقوة وهي تصرخ صرخة تصم الأذنين -اعطينـــــــــــــــي اياااااااااااها

ضحك غيث ملئ فمه وهو يتسلى من ردة فعلها ومن غضبها الذي يثيره اكثر مما تتصور ..استمر ضحكه وهي تضربه ...

-ياللهي ماهذه الصرخة انت خالية من اي اثر للأنوثة

كلماته المستفزه جعلت غضبها يتصاعد اضعاف اضعاف فهجمت عليه بقوة اطاحت به على السرير الواقع خلفه ..جلست فوق جسده وامسكت المخدة بكلتا يديها وضربته بها ..وضربته مرة اخرى كان غيث يضحك بشدة وهو يتفادى ضرباتها ..امسك بمخدة اخرى وراح هو الأخر يضربها بها وهي تحاول تفادي ضرباته استفزها ضحكه المستمر وعدم تألمه من الضرب ..ابعدت شعرها الذي تحرر من عقاله بيديها وهي تلهث وحاولت النهوض وتركه لان ضربه لم يجدي نفعا ..لكنه امسك بقدمها باللحظة الأخيرة قبل نهوضها مما ادى الى اختلال توازنها والسقوط على الأرض كان الألم لا يطاق بسبب ارتطام جسدها بالأرض الصلبة ..

_انت لا تطاق نهضت من على الأرض واخذت المخدة وساوت السرير ووضعت حاجز مخدات بينها وبين المكان الذي سوف يشغله هو وقالت له -حسنا هذا افضل حل حتى لا تكتشفنا والدتك ..

همت بالنوم في الجزء المخصص بها لكنه حملها وقال لها وهو يحملها

-انا معتاد على النوم في هذا الجزء ..نامي هناك

وتأكيدا على كلامه رماها بأهمال بالطرف الثاني من السرير ونام هو على الطرف الأخر .. حاولت كتم غيضها لكن غضبها في هذه الليلة جعلها تطلق صرخه حادة اخرى قبل ان ترمي بنفسها على السرير وهي تتنفس بصوت مسموع

-تصبحين على مخدة قال غيث وهو يضحك باستمتاع فما كان من سجى الى برمي مخدة اخرى فوق رأسه وهو يضحك ضحكته المستفزة ..

يتبع محلق ناز وينتهي الفصل

رح حط الملحق بالمشاركة الأولى حته ما يتقطع البارت

المحتوى الان غير مخفي

كانت ناز تعمل بجد طيلة اليوم وتتعامل مع الزبائن بوجه بشوش ..جمالها وحسن تعاملها مع الزبائن جعل الجميع يتهافت على المحل لشراء شيئ ما من البائعة الحسناء .. صاحب المحل وزوجته سعدا كثيرا بالعدد الهائل الذي جذبته ناز للمحل ورأت ناز بعينها نضرة السعادة والرضا التي ارتسمت على جميع وجوه العاملين في المحل

-كما قلت لكم صاحبة هذا الوجه الجميل سوف تجلب السعد والحظ للمحل

قال صاحب المحل السيد سدير كلماته وهو يضحك ..كلماته المادحة لم ترق ناز ابدا فهي في قرارة نفسها تسخر من نفسها ومن كلماته

-صاحبة حظ جيد للناس ..وحظ سيئ بالنسبة لي ! أخر ما يمكن ان يتهموها به هو الحظ السعيد ..فاين هو الحظ ومصاعب الحياة تتزايد علي مع كل لحظة .. بعد انتهاء ساعات العمل الصباحية تجمعت الموضفات والخياطات في الغرفة الخاصه بالعمل واخرجت كل واحدة منهن طعام الغداء الخاص بها ..ماعدا ناز التي جلست منزويه في احدى زوايا المكان تحتسي القهوة التي اشترها من الكافتريا المجاورة للمحل ...عليها عدم التبذير في الأموال وشراء الوجبات من المحلات لان هذا سيكلفها راتبها الضئيل كله !

-مرحبا يا ناز تعالي وشاركيني طعامي

رفعت ناز وجهها الى الفتاة التي كانت تتحدث معها ..كانت فتاة في نفس عمرها تقريبا وترتدي ملابس مبهرجة وذات الوان صاخبة ووجهها ملطخ بجميع الوان الزينة ..لكنها كانت لطيفة وودوده بالرغم من كل هذا !

-شكرا لك انا لست جائعة

-بالله عليك لا تخجلي نحن اخوة جميعا في هذا المكان ...اعرفك بنفسي اسمي خلود وانا اعمل هنا منذ ثلاث سنوات مدت ناز يدها الى اليد الممدودة وصافحتها..بعد ذلك جلست مع خلود التي قصت عليها قصص جميع العاملات بالدور الى ان قالت لها بكل وضوح عن صاحب المحل وزوجته قولا اثار حزن ناز الى ابعد الحدود

-انه يحب زوجته ..لكنها لا تنجب اطفالا لهذا هو حزين الى هذه الدرجة ..وهي اشد حزنا منه ! شهقت ناز ووضعت يدها على فمها وقالت بحزن صادق

-ياللهي هذا فضيع اجابتها خلود وهي تخرج علبة السجائر من حقيبتها

-نعم انا اشعر بالشفقة نحوهم فهو يحبها ولم يتزوج بأخرى للحصول على طفل وهي مازالت تعاني وتزور كل اطباء العالم برغبة الحصول على طفل

اشعلت سيجارتها واخذت نفسا وهي تقول مستطردة

-يبدوا ان علاقتهم مهددة فالحزن والبرود اصبح كل ما يغلف حياتهم ..هيا انتهت فسحة الغداء فلنعد الىى العمل احست ناز بالشفقة والحزن تجاه الزوجان وما يعانيه كل منهما ..دعت من صميم قلبها ان يرزقهم الله بطفل يؤنس وحدتهما .. نهضت بسرعة لتعود الى مكان عملها ..احست بطنين بأذنيها وان الأرض تهتز من تحتها ..حاولت ان تجد شيئا تستند عليه لكن الدوار كان شديدا جدا ..حاولت ان تصل الى الكرسي لكن الأرض الصلبة الخشنة احتضنت جسدها المتعب وهي تقع فوقها لتغيب في عالم اللاوعي ..اخر ما وصل الى اذنيها مجموعة من عدة صرخات بأسمها وصوت احدهم يصرخ برعب

-استدعوا الأسعاف على الفووورر

..............

رائحة المطهرات والمعقمات ازكت انفها ففتحت عينيها لتبصر الجدران البيضاء وازواج من عدة عيون تراقبها بصمت وترقب -حمد لله على سلامتك يا ناز ومبارك حاولت النهوض من السرير لترد على رب عملها الذي كان سعيدا جدا لدرجة لم تفهمها وابتسامته تشق وجهه ..لكن مبروك على ماذا مالذي ينطق به هذا العجوز ..كان الألم لا يطاق والشعور بالغيثان لا يحتمل جاء الطبيب راكضا وقام بفحص ضغطها وهو يبتسم ابتسامة الأطباء المشهور وقال لها على الفور

-مبارك يا سديتي ..انت حامل ..فقدت وعيك لانك كنت مجهدة ولم تأكلي شيئا منذ فترة ..كيف تهملين نفسك لهذه الدرجة

وتهملين طفلك المسكين

طفل !!!!!!! ياللهي هذا كابوس وسوف اصحى منه في اي دقيقة ..وهل انا بحاجة الى هم ليزيد همومي ..طفل من رجل لن يعترف به ابدا !! طفل ضرغام الذي رماني في الشارع دون رحمة ..كيف سيصدق انه سوف يصبح ابا لطفل منها ! ياللهي افقني من هذا الكابوس يارب لم اعد اتحمل ..جرت الدموع على خدها الشاحب ..واطلقت ضحكة هستريه وهي تبعد الطبيب وتقول -اريد اجهاضة

وصل الى اذنها صوت تحطم زجاج ..ادرت وجهها لتجد زوجة سدير تقف وقد اسقطت وعاء المياه الذي كانت تحمله وهي تقف عند الباب وتضع يدها على فمها وعينيها مغرقة بالدموع

كانت ناز تعمل بجد طيلة اليوم وتتعامل مع الزبائن بوجه بشوش ..جمالها وحسن تعاملها مع الزبائن جعل الجميع يتهافت على المحل لشراء شيئ ما من البائعة الحسناء .. صاحب المحل وزوجته سعدا كثيرا بالعدد الهائل الذي جذبته ناز للمحل ورأت ناز بعينها نضرة السعادة والرضا التي ارتسمت على جميع وجوه العاملين في المحل

-كما قلت لكم صاحبة هذا الوجه الجميل سوف تجلب السعد والحظ للمحل

قال صاحب المحل السيد سدير كلماته وهو يضحك ..كلماته المادحة لم ترق ناز ابدا فهي في قرارة نفسها تسخر من نفسها ومن كلماته -صاحبة حظ جيد للناس ..وحظ سيئ بالنسبة لي ! أخر ما يمكن ان يتهموها به هو الحظ السعيد ..فاين هو الحظ ومصاعب الحياة تتزايد علي مع كل لحظة .. بعد انتهاء ساعات العمل الصباحية تجمعت الموضفات والخياطات في الغرفة الخاصه بالعمل واخرجت كل واحدة منهن طعام الغداء الخاص بها ..ماعدا ناز التي جلست منزويه في احدى زوايا المكان تحتسي القهوة التي اشترها من الكافتريا المجاورة للمحل ...عليها عدم التبذير في الأموال وشراء الوجبات من المحلات لان هذا سيكلفها راتبها الضئيل كله !

-مرحبا يا ناز تعالي وشاركيني طعامي رفعت ناز وجهها الى الفتاة التي كانت تتحدث معها ..كانت فتاة في نفس عمرها تقريبا وترتدي ملابس مبهرجة وذات الوان صاخبة ووجهها ملطخ بجميع الوان الزينة ..لكنها كانت لطيفة وودوده بالرغم من كل هذا !

-شكرا لك انا لست جائعة

-بالله عليك لا تخجلي نحن اخوة جميعا في هذا المكان ...اعرفك بنفسي اسمي خلود وانا اعمل هنا منذ ثلاث سنوات

مدت ناز يدها الى اليد الممدودة وصافحتها..بعد ذلك جلست مع خلود التي قصت عليها قصص جميع العاملات بالدور الى ان قالت لها بكل وضوح عن صاحب المحل وزوجته قولا اثار حزن ناز الى ابعد الحدود

-انه يحب زوجته ..لكنها لا تنجب اطفالا لهذا هو حزين الى هذه الدرجة ..وهي اشد حزنا منه ! شهقت ناز ووضعت يدها على فمها وقالت بحزن صادق

-ياللهي هذا فضيع

اجابتها خلود وهي تخرج علبة السجائر من حقيبتها

-نعم انا اشعر بالشفقة نحوهم فهو يحبها ولم يتزوج بأخرى للحصول على طفل وهي مازالت تعاني وتزور كل اطباء العالم برغبة الحصول على طفل اشعلت سيجارتها واخذت نفسا وهي تقول مستطردة -يبدوا ان علاقتهم مهددة فالحزن والبرود اصبح كل ما يغلف حياتهم ..هيا انتهت فسحة الغداء فلنعد الىى العمل احست ناز بالشفقة والحزن تجاه الزوجان وما يعانيه كل منهما ..دعت من صميم قلبها ان يرزقهم الله بطفل يؤنس وحدتهما .. نهضت بسرعة لتعود الى مكان عملها ..احست بطنين بأذنيها وان الأرض تهتز من تحتها ..حاولت ان تجد شيئا تستند عليه لكن الدوار كان شديدا جدا ..حاولت ان تصل الى الكرسي لكن الأرض الصلبة الخشنة احتضنت جسدها المتعب وهي تقع فوقها لتغيب في عالم اللاوعي ..اخر ما وصل الى اذنيها مجموعة من عدة صرخات بأسمها وصوت احدهم يصرخ برعب -استدعوا الأسعاف على الفووورر

..............

رائحة المطهرات والمعقمات ازكت انفها ففتحت عينيها لتبصر الجدران البيضاء وازواج من عدة عيون تراقبها بصمت وترقب -حمد لله على سلامتك يا ناز ومبارك حاولت النهوض من السرير لترد على رب عملها الذي كان سعيدا جدا لدرجة لم تفهمها وابتسامته تشق وجهه ..لكن مبروك على ماذا مالذي ينطق به هذا العجوز ..كان الألم لا يطاق والشعور بالغيثان لا يحتمل جاء الطبيب راكضا وقام بفحص ضغطها وهو يبتسم ابتسامة الأطباء المشهور وقال لها على الفور

-مبارك يا سديتي ..انت حامل ..فقدت وعيك لانك كنت مجهدة ولم تأكلي شيئا منذ فترة ..كيف تهملين نفسك لهذه الدرجة وتهملين طفلك المسكين

طفل !!!!!!! ياللهي هذا كابوس وسوف اصحى منه في اي دقيقة ..وهل انا بحاجة الى هم ليزيد همومي ..طفل من رجل لن يعترف به ابدا !! طفل ضرغام الذي رماني في الشارع دون رحمة ..كيف سيصدق انه سوف يصبح ابا لطفل منها ! ياللهي افقني من هذا الكابوس يارب لم اعد اتحمل ..جرت الدموع على خدها الشاحب ..واطلقت ضحكة هستريه وهي تبعد الطبيب وتقول

-اريد اجهاضة

وصل الى اذنها صوت تحطم زجاج ..ادرت وجهها لتجد زوجة سدير تقف وقد اسقطت وعاء المياه الذي كانت تحمله وهي تقف عند الباب وتضع يدها على فمها وعينيها مغرقة بالدموع

Continue Reading

You'll Also Like

15.4K 637 41
وقعتُ أسيراً لعينيكِ وما أنا بفلسطيني لأقاوم لم أري جمالاً كجمال عيون الغزالة خاصتك رغبت بالنظر مطولاً فيهما ف لقد ضاع عقلي وقد ضاع رشدي منذ أن أطلت...
3.2M 26.1K 10
Top Highest Ranked #1 IN Romance Top Highest Ranked #1 IN Jealous هو رجل غربي من الطراز الأولى أما عنها فـ هي إمرأة شرقية .. أضداد مختلفة ولكن م...
10.2M 475K 75
" سَــتَتركينَ الـدِراسة مِــن الــغدِ.. لَــقد سَـحبتُ مـلفاتكِ مِــن الـجامعةِ بـالفعل ..! " " مـالذي تَــهذي به..!؟ " " هــذا مــا لَـدي... لاتَ...
21K 792 16
~ الملخص ~ الحب... شعور بدائي غريب، فيه عنف عاصف يغزو القلوب ويحرقها دون رحمة وفي الوقت ذاته هو تجسید للبراءة، ومشاعر الشابة الجميلة "لورين مورغان" ت...