اهرب منك الليك

Galing kay nanono3726

374K 6.1K 145

للكاتبه / قيتارة عشتار Higit pa

الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرين
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الخاتمة

الفصل الثامن عشر

11.8K 203 0
Galing kay nanono3726


-ياللهي انها فتاة صغيرة

هتفت المرأة بذعر وهي تمد يدها الى قابس الكهرباء لتنير الصالة التي كانت تسبح في بحر من الظلام المخيف ..كان النور خافتا جدا لان المصباح كان قديما جدا ولم يستبدل منذ فترة .. كانت ناز تضع يديها على أذنها وتبكي بصوت عالي وتصرخ وتستنجد وتركل بقدميها الأرض وكأنها تصارع شيئا ما .. تقدمت المرأة العجوز. من ناز وبجانبها رجل ما وابنتها وفوج من الاطفال خلفهم اقتربت منها لتدرس ملامح وجهها بنضرات خاطفة رفعت ناز رأسها قليلا وأبعدت الشعر المبلول بالدموع من على خدها كان وجه المرأة العجوز مالوفاً لديها وكذلك الفتاة التي تقف بجانبها انكمشت على نفسها وهي ترى نضرات الرجل الواقف بجانبهم كان يشمل جسدها بنضرات راغبة ..أحست بقلبها يكاد يخرج من بين ضلوعها وهي تتخيل شريط مأساتها يمر من أمامها ...لا لا تنضروا الى جسدي بهذه الطريقة .. لم تعد تحتمل فصرخت بأعلى صوتها وهي تناهض وتستنكر ان يقوم شخص اخر بالاكمال على ما تبقى من فتات كرامة جسدها الممتهن -ابتعدوا عني ..إياك الاقتراب ..لا ..لاااا

كانت عيناها تتجولان باضطراب وهي تضع يديها على أذنيها لتمنع نفسها من ان تسمع تلك الأصوات التي تتخيلها

-أمي هل هذه تشبة ناز ام أني أتخيل هذا ؟

هتفت الفتاة الشابة وهي تقترب من ناز الجاثمة فوق الارض بخوف واضح للعيان عندما سمعت ناز اسمها رفعت عينيها الممتلئة بالدموع لتنضر اليهم مجددا محاولة التعرف عليهم من خلال الظلام النسبي الذي جعل وجوههم غير مرئية بالنسبة لها بشكل تام

-خالة بان ..هل هذه انتي

هتفت المرأة العجوز وهي تضرب صدرها بحركة دلت على تأثرها

-ياللهي انها فعلا ناز ! ناز مالذي جاء بك الى هنا ! قومي يا ابنتي لما انت بهذه الحاله

تعرفت ناز فورا على جارتهم وابنتها ! نعم انها الخالة بان والدة ريم صديقتها وجارتهم المقربة..مدت ريم يدها الى ناز وحملتها من على الارض المغبرة وهي ترتجف

*******

-اذا زوجك مسافر الى أوربا وسوف تلحقين به بعد ان يحصل على الإقامة هناك لتعيشوا في اوربا

وضعت ناز فنجان الشاي على المنضدة وهي تسعل بخفة وتقول بارتباك -نعم ..سافر الى اوربا بعد شهرين من زواجنا ووعدني ان يقوم بمعاملة لم شمل لأنتقل انا الأخرى الى هناك كانت تود لو تلكم نفسها على سيل الأكاذيب الذي خرج من فمها بلا رقيب ..الكذب خصلة ذميمة فكيف أنى لها ان تقوم بأختلاق هذه الأكاذيب فقط لتبرر موقفها ووجودها في البيت القديم دون مبرر إجابتها ريم هذا المرة بعد سؤال والدتها -ماذا عن والدتك ومايا ولما جئتي الى هنا بهذه الحالة ..تبدين بحالة مزرية ! احتارت في اختلاق كذبة اخرى تبرر لها بهم وجودها هنا ..قالت بارتباك واضطراب واضح

-انهم مسافرون

أطرقت الخالة بان رأسها وقالت بعد تفكي

ر -كنا نظنك لصا ما ..خفنا على البيت لهذا قررنا الهجوم خرجت انا وريم وزوجها والأطفال حتى نخيف اللص ..ختمت جملتها بضحكة قصيرة جعلت ناز ترد بضحكة مماثلة رغماً عنها

-حسنا يا بنيتي نامي عندنا اليوم وسوف نقوم بتنضيف الشقة قبل ان تسكني فيها فهي متسخة جداً اضطربت ناز وقالت لها على الفور وهي تتذكر نضرات زوج ريم المقرفة وكيف كان يمشط جسدها بنضرات جائعة ومقززة

-لا سوف أبقى في شقتي فزوجي لا يحبذ ان اقضي يوما ما في بيت اخر لقد اوصاني بذلك إجابتها الخالة بان بسرعة وهي تقول

-أتفهم ذلك يا ابنتي ..سوف نقوم بمساعدتك غداً صباحا لكن الا تودين للاستحمام فشكلك مشعث ومتعب ! وقبل ان تجيب ناز صرخت الخالة بان على الفور

-يا ريم احضري لناز منشفة وثوبا ما ترتديه قامت ريم ببسرعة وتوجهت الى غرفتها يتبعها اولادها الثلاثة الصغار ذوي الأعمار المتقاربه كما تتبع الصيصان الدجاجة الأم .. خرجت ريم بعد فترة وهي تحمل ثوبا نضيفا ومنشفة كبيرة ..اعطتهم لناز على الفور ..حملت ناز المنشفة والثوب ووصلت الى انفها رائحة مسحوق الغسيل النفاذه التي جعلتها ترغب بالاستفراغ فورا ..ابتسمت باضطراب للعائلة ولمحت طيف رجل يقف بالقرب من باب غرفة النوم ..زوج ريم بالتأكيد الذي كان يراقبها من الباب بدأ جسدها بالتعرق والارتجاف في آن واحد ..اخذت عدة انفاس متلاحقة وهي تطرد صورة هذا الرجل المقيت الذي يذكرها بمصابها والحادثة الشنيعة التي حدثت قبل يومين .. خلعت ملابسها بتردد وتباطئ ودخلت تحت صنبور المياه الدافئة التي اعادت اليها القليل من الحياة الى جسدها ..خرجت من تحت صنبور المياه الساخنة ولفت جسدها بالمنشفة ..تقدمت قليلا من الثوب المعلق خلف باب الحمام لكنها لمحت شيئا جعلها تتجمد في مكانها على الفور تقدمت من المرآة لترى ما لمحت من جسدها ..يديها مليئة بالخدوش الحمراء ..رقبتها مصابة بكدمات بنفسجية اللون ..وجهها .. ذراعها.. رقبتها ..في كل جزء من جسدها المنتهك

-ياللهي

همست ناز بمرارة وهي تبتعد عن المرآة وتلتصق بجدار الحمام البارد المليئ بالحبات المتعرقة بسبب التصاق البخار به .. تنفست بصعوبة لتحاول ان تكبح موجة الغيثيان التي تصاعدت الى فمها ..وضعت يدها على فمها بقوة وهي تنشج بصوت عالي ..

-ناز هل انت بخير ؟؟

جاءها صوت ريم كأنه قادم من مغارة ما ..تنبهت الى سؤال ريم ومسحت وجهها وانفها بسرعة وقالت لها بصوت متهدج

-خارجة على الفور ..

ارتدت الثوب على الفور وحمدت ربها ان الثوب طويل جدا ويستر تلك الكدمات التي من الممكن ان تثير استغراب ريم ووالدتها وهي لا تقوى على استجواب أخر خرجت من الحمام وعلى وجهها ابتسامة مصطنعة فقالت لها ريم على الفور واولادها متعلقين بأذيال ثوبها

-هيا فلنذهب الى بيتكم كانت تحمل أفرشة وأغطية نظيفة وتتجه نحو الباب الخارجي ..توقفت ناز قليلا وحيت الخالة بان قبل خروجها ..تبعت ريم بصمت وصيصان ريم ملتصقين بها ويتبعونها ويثيرون ضجة كبيرة .. دخلوا الى البيت فقامت ريم بازالة الاغطية القديمه من السرير بحذر شديد حتى لا تتطاير اكوام التراب الموجودة فوقها انتهت بعد عدة دقائق من ترتيب السرير واولادها يقفزون هنا وهناك ..راقبت ناز الاولاد بحنان وهم يلعبون ويمرحون ..لكن على الفور تشكلت لديها صورة مؤلمة الا وهي انها لن ترزق بأولاد من زوجها ابدا فهو سيطلقها لا محالة ! نعم هي بنضره امرأة فاسقة وخائنة باعت المبادئ والقيم فقط لتعود الى حبيبها الذي خذلها قبل فترة لكن كيف امكنه تخيل مثل هكذا أمر ..الم يرى لهفتها اليه ؟ لم يسمع منها كلمات الشوق ألم تخبره انه عندما يعود سوف يجد مفاجأة ..كانت تخطط لليلة عرس جديدة تعوضها عن الذي فات لكن يبدوا ان الحياة تغلق ابواب السعادة والراحة في وجهها كلما حاولت التخلص من احزانها ومن خذلان الماضي -كل شيء جاهز صرحت ريم بصوت جاهر وهي تساوي اطراف الفراش ..شكرتها ناز واندست في الفراش على الفور لانها كانت تعبة جدا ولا تقوى على المزيد ماهذا الخدر الذي يسيطر على اطرافها والألم في ضهرها واسفل بطنها يجعلها في رغبة دائمة في الاستفراغ .. خرجت ريم من البيت وطلبت منها ناز ان لا تغلق الأنوار لانها تخاف من الظلام ...رحبت بسلطان النوم بعدها لتبحر في عالم النوم والراحة المؤقته لتنسى همومها .. **

كان يذرع الغرفة ذهابا وايابا ..يتحرك باضطراب ويتنفس بصوت مسموع ..غرفة المكتب المغلقة الستائر الغارقة في رائحة التبغ المحروق من السجائر الفاخرة رفع بصره الى عتبة الباب حيث كانت تقف سهير وهي ترتجف وتفرك يديها ببعضهم وبنيتها قول شيء ما صرخ بها بكل قوة وغضب

-اين كنت انت وتلك الغبية ليندا والسائق ؟ اين كنتم هاا اجيبي

اصيبت سهير بالذعر من غضب ضرغام المشتعل وهي تراه سوف ينفجر في اي لحظة ..كان وجهه مصفرا وملابسه غير مرتبه على غير عادته وذقنه نبت وطال وهذه اول يهمل نفسه بتلك الطريقة اجابت بصوت مرتعش وهي تضع قبضتا يديها امام صدرها في حركة دفاعيه ..خانها صوتها الذي ارتعش قليلا وهي تجيب

-كنت ..كنت في أجازة ..السيدة ناز آآآاعطتنا اجازة وصرفتنا

شهقت سهير بعنف وارتدت الى الخلف وقد اتسعت عيناها بسبب الشتيمة الغير اخلاقية التي صدرت من سيد عملها ضرغام بعد ان سمع تبريرها ..بحياته لم يتلفظ مثل هكذا الفاظ ..مالذي حصل معه مالذي جرى كانت تجلس بين احفادها واولادها في تجمع عائلي جميل عندما جائها اتصال ضرغام الغاضب الحانق ..على عجل استأذنت من الجميع واستأجرت سيارة اجرة وعادت على الفور الى القصر سيطر عليها الذهول لفترة وهي تدخل الى القصر الذي كان بابه الخارجي مفتوحا على مصراعيه ..بقع دمع متجمدة ومطبوعة على الأرضية البيضاء التي كانت نضيفة الا من تلك البقع وأثار الأقدام الصغيرة ... ارتاعت من منضر الدم الذي استحال لونه الى لون اسود بسبب مرور فترة طويلة على وجوده ..توجهت الى المطبخ وهي تتبع الفوضى التي المت بالبيت وكأن هناك اعصارا حدث في اجازاتها ..كان مرتاعة وخائفة وتضرب اخماسا بأسداسا وهي تمشي ببطئ متبعتا اثار الفوضى العارمة .. التحفيات والآنيات الخزفية والنباتات المنزليه مكسرة ومهشمة بالكامل !! المطبخ بحد ذاته كان عبارة عن كارثة ..الأواني متحطمة والزجاج في كل مكان بالاضافة الى نفس بقع الدم .. تبعت بقع الدم لتجدها تصل الى الدرج ومن ثم الى غرفة النوم ..لم تجرؤا على الدخول الى غرفة النوم ولكنها نزلت بسرعة المكتب لتجد ضرغام بهيئته المخيفة وكأنه شيطان خارج من الجحيم ..كان عيناه تشتعل بغضب لم تره سهير منذ فترة طويلة جدا

-من كان يدخل في غيابي الى البيت ؟

سؤاله الصريح جعلها تزدرء ريقها بصعوبه وصورة غير واضحة تكونت في بالها ..لكنها طردت هذه الفكرة من بالها لم تريد ان تتصور ان سيدة القصر السيدة ناز متهمة بشيء ما ..لا لا يارب ارجوا ان يكون ظني خاطئا

-والدة السيدة وشقيقتها الصغرى وصديقة السيدة ناز السيدة سهى وولدها الصغير فقط !

لم تنتظر وقتا طويلا قبل ان ينفجر ضرغام بها قائلا

-لا تكذبي !! انت تتسترين عليها ..

شلتها الصدمة قليلا قبل ان تجيب بنبرة صارمة وشجاعة

-انا لا اتستر على احد ما يا سيدي هذه هي الحقيقة لم يدخل البيت احد غريب في غيابك !

نضر اليها مطولا وكأنه يمتص الصدق من نضرات عيينها ليحللها ويتأكد ما ان كانت صادقة ام لا ..قال لها بهدوء هذه المرة

-نادي السائق على الفور

خرجت وهي ترتجف من ما حدث وكأنها هي المتهمة الأولى ...لكن لماذا يسأل هذا السؤال ارجو ان لا يكون هناك شيء ما قد حدث في غيابي نادت على السائق الذي كان يجلس في الكوخ الصغير الموجود بالقرب من الباب فذهب فورا الى السيد ضرغام وبدأت هي بتنضيف البيت وترتيبه بعد الفوضى التي كانت تغمره ..

**

-كانت تتلقى مكالمات كثيرة ولكنها لم تجب ابدا

صرح السائق وهو يمسك قبعته بكلتا يديه ..استجوبه ضرغام بشكل حرفي وهو يسأله مختلف الأسئلة حول ناز ومشاوريها وخروجها ودخولها

-وماذا ايضا ؟ استفسر ضرغام

-لا شيء أخر اجابه السائق على الفور

-انصرف فورا ..

خرج السائق وهو يتسائل عن ماهية هذا التحقيق ولما يقوم به رب عمله ..وجدد سهير منهمكة في التنضيف فسألها على الفور

-مالذي يجري يا سهير ؟

-لا علم لي ...صدقا انا لا اعلم ...

**

بعد ان خرج السائق من المكتب بدأت الأفكار تتصارع في داخله من جديد ..هل كسبت حب الخدم ولهذا هم يدافعون عنها بهذا الشكل ام انه هنالك شيئا ما يحدث من خلفه تذكر كيف خرج بعد تلك الليلة وهو يقود سيارته بسرعة معبرا عن غضبه المستعر ..لم تحترم ناز رباط الزواج المقدس وخانته مع خطيبها السابق من خلف ضهرة ..استعر غضبه وهو يتخيل المرات التي شاركته فيها السرير..وفي بيته هو ! لطالما كان الرجل الذي لا يهزمه احد ولا ينتقص منه احد أبدا ..جائت هذه الناز الصغيرة لتضع رأسه في الوحل .. ندم اشد الندم على تسليمها قلبه وحبه ..ربما هذا هو السبب في استقوائها عليه ! عندما دخل ذلك اليوم الى البيت وسمع صوت تأوها بين يدين كمال الذي كان يقبلها ويصارحها بحبه أصيب بالغثيان من المنضر ولم يتحمل نضرة الانكسار في عينيها التي كانت تستجدي رحمته ..ياللوقاحة يضبطها بالجرم المشهود وتطلب العطف ! لم يتحمل المزيد خصوصا بعد هروب كمال من الكمال ..انقض عليها ليمزق جسدها وروحها وقلبه بيديه المنتقمة ..تعمد أخذها بأكثر الطرق ايلاما حتى تتأذى وتتألم وتندم على فعلتها وفعل بالفعل ..صراخها ورجائها لم يجدي معه نفعا فهو كان يضن انه سوف يصاب بالغثيان من لمسها ،..أراد فقط معاقبتها لكن عندما لمسها وضم جسدها الناعم الى جسده اول ما خطر بباله هو ان كمال شاركه هذا الجسد ...شاركه في زوجته وهتك عرضه بعد ان تركها كان يضن انه باستطاعته ان يقتلها ويدفن عاره ..لكن منضرها المشتت ونضرتها المنكسرة ودموعها الهستيريه حركت شيئا ما بداخله جعله يثني عن قراره في اللحظة الاخيرة ! خرج بعدها كالإعصار من البيت وهو لا يريد ان يتنفس نفس الهواء الذي تتنفسه تلك القذرة عاد بعدها هو يريد ان يستجوبها ان يقتلها ان يدمي قلبها ان يرد على الألم والشعور بالخزي والعار الذي سببته له لم يجد أحدا وكان البيت يغرق في سكون مقيت .ووحشة تشبه وحشة المقابر عاد الى ارض الواقع والى مكانه حيث يقف في المكتب ..قرر ان يذهب اليها عند والدتها وان يقوم بسحبها من شعرها سحبا لتعود الى هنا ليقوم بتعذيبها ويجعلها تشاركه الألم الذي يعاني منه الآن ..خرج من المكتب بسرعة وتسلق الدرج بسرعة اكبر ليدخل الى الغرفة التي شهدت تلك العاصفة السوداء المحملة بغبار الانتقام والثأر مازال زجاج المصباح السقفي منتشرا في كل مكان والسرير في حالة فوضى وبقع الدم لوثت الشراشف البيضاء الناصعة ..ارتدى ملابسه على عجل لكن صوت رنين آلهاتف أوقفه عن الخروج من الغرفة على الفور ..لم تكن نفس نغمة هاتفه تتبع الصوت ليجده يصدر من الهاتف ذو الغلاف البنفسجي اللون ..توجه نحو الهاتف الذي كان يهتز فوق طاولة الزينة أخذه بيده وفتح الرسالة النصية ليقرأها وعيناه تكاد تخرج من محجرها

-مرحباً ابنتي ناز اتصلت بك منذ يومين لكنك لم تجيبي علي ..المهم نحن مسافرون الى خالتك في الشمال مع مايا ..سوف نمكث هناك بعض الوقت ..كان بودي وداعك لكنك لم تجيبي على اتصالاتي ..المهم اعتني بنفسك وزوجك واتصلي بي فور تفرغك ..

رمي الهاتف بغضب وقال من بين اسنانه

-اذا انت لست عند والدتك ..عند العشيق ربما ..سوف احفر باطن الأرض واخرجك واجعلك تندمين على اليوم الذي فكرتي فيه بخيانتي

كان كمال يهم بالدخول الى الشقة التي قام والد مروى بشرائها له ولزوجته المصون ..هي من طلب الشقة البعيدة عنهم وهو انتقل معها دون ان ينطق بشيء ما .. وقف عند الباب وهو يفكر مليا بما حدث كان ضميره يأنبه بعد فعلته مع ناز اراد تخريب مابينها وبين ضرغام فقط لتعود اليه ويبدو انه نجح اذ كان صرغام غاضبا جدا في تلك اللحضة ..كاد ان يدق عنقه ..يا ترى ماهو مصير ناز في هذه اللحضة ؟ هل طردها هل قتلها ..هل هي بخير الآن عنف نفسه وأدخل المفتاح في باب الشقة ..اغلق الباب خلفه بهدوء تام ودلف الى الداخل ..استوقفته عدة اصوات غريبة وصوت تأوهات تقدم من الغرفة وهو يتتبع الاصوات .. لم يفتح باب غرفة النوم كان هناك شق صغير في الباب ..مد رأسه ليبصر ابشع واقبح واكثر المناظر اشمئزازا التي رآها في حياته زوجته مروى ... تجلس في حضن رجل غريب اصلع ضخم الجثة وذو لون اسمر داكن جدا تقبله بشكل مقرف ومثير للأشمئزاز... كان يقف مذهولا وهو يراقب ما يحدث ..شاهدها وهي تقف لتخلع ملابسها كاشفة عن جسدها الرخيص وهي تقول

-هيا بسرعة لقد طلبت من احد الموضفين في شركة والدي ان يقوم بالهاء كمال الغبي ريثما ننتهي نحن .. حملها وهو يقول لها بعد ان ضحك ضحكة قصيرة

-ومابال زوجك هذا

اجابته وهي تتلقى قبلته

-انه ليس رجل ويحرمني من العلاقات لانه عاجز ربما لا اعرف ..وانا لا استطيع ...سوف ادفع لك ضعف المبلغ المتقف عليه اذا قمت بعملك على اكمل وجه

تجمد كمال في مكانه وابتعد عن الباب حتى لا يرى المشهد القبيح الذي كان يراه قبل قليل ..استحق هذا ..انا ارتبطبت بانسانة قذرة وهذا هو مصيري ان اصبح بلا شرف قمت بتدمير حياة المسكينة ناز بموقف مماثل لأوهم زوجها انها على علاقة بي والله عاقبني بنفس الكأس التي اشربت ناز منها ...زوجتي تخونني مع رجل تدفع له المال ليعاشر جسدها المنتهك القذر خرج من الشقة وهو يلهث ويبكي كالنساء المنكوبات..كانت ساقه ترتجف وهو ينزل الدرج ..وقف امام سيارته المصطفة في الكراج المخصص للسيارات امام العمارة السكنية التي كانت فارغة من السكان ماعدا الشقة التي يشغلها هو ومروى ضرب رأسه بسطح السيارة وبدأ بالعويل والبكاء ..

**

كانت ناز تجلس على احد الكراسي وفي حضنها يستقر الطفل الصغير محمد ابن ريم الأصغر سنا بينما والدته ريم وجميع بنات الحي وصديقاتها القديمات يقومون بتنضيف البيت وطرد الغبار والأتربه المتراكمة من سنين ..كانت تلف حول كتفها وشاحا اسود اللون يماثل السودا الموجود تحت عينيها الفاتنة التي فقدت الكثير من بريقها ولمعانها ..وججها مصفر بالرغم من انها نامت لفترة طويلة .. في الصباح الباكر بعد ان استقيضت جائتها ريم وصيصانها والخالة بان وقالوا لها انهم سوف يقومون بالتنضيف معها ومساعدتها لان حالة البيت يرثى لها .. شاركتهم التنضيف قليلا لكنها اصيبت بالدوار لذا طلبت منها ريم وبقية النساء ان تجلس وتراقب الأطفال كانت ملامح البيت تتغير قليلا قليلا لتدب الحياة بين حنايا البيت المهجور .. بعد عدة ساعات من التنضيف المستمر وتبديل الأغطية والغسل انتهى الجميع من التنضيف فدخلت الخالة بان وهي تحمل صينية كبيرة فيها بعض الطعام البسيط المعد للغداء التفت النساء والصبايا حول الصينيه وكذلك ناز التي نزلت لتجلس على الارض حول الصينيه وهي مازالت تمسك بمحمد الصغير ذو العامين

-اتركيه يا ناز وتناولي طعامك انه مزعج جدا

أبت ناز ان تفلته وقالت لها على الفور

-لا ارجوك اتركيه ..

انه طفل محبوب جدا جسد محمد الطفولي وضحكه المستمر لها ونعومة بشره ورائحة شامبو الأطفال التي تفوح منه جعل جميع حواسها تستنفر ..وكأن هذا الصغير يذكرها بشيء ما ..احست بحاجة لضمه الى صدرها وتقبيله على خده كل دقيقة ..كم هم جميلين هؤلاء الأطفال نضرت ناز مطولا الى النساء والى صديقاتها الواتي كانت تلعب معهم العاب الطفوله والعرائس وتقضي النهار كله تركض معهم في شوارع الحي الآن كبروا جميعم واصبح لدى كل واحدة منهم كأقل تقدير طفلان ..اما هي فخرجت من الحياة بجروح خاوية وتعاسة لا تستطيع الشكوى لأي واحده منهم عنها زفرت بضيق وهي تحاول طرد الأفكار المؤلمة وقالت لريم على الفور بنيتها ..كانت تخطط للبقاء هنا في هذه المدينة والعمل فيها فصعب على صرغام العثور عليها في الأزقة الفقيرة ..

-ريم انا بحاجة الى عمل ..هل يمكنكم مساعدتي !!

**

توقف كمال عن البكاء والعويل وفتح صندوق السيارة بسرعة خارقة ...اخرج علبة البنزين الأحتياطية من صندوق السيارة وانطلق راكضا نحو الشقة من جديد دفع الباب ودخل الى الشقة ..فتح غطاء العلبة ورش البنزين في كل مكان بشكل مجنون ..قليلا هنا وكثيرا هناك تقدم من الغرفة واصوات شهقات مروى وصراخها المقزز يملئ اذنيه ...نضر من شق الباب ليجدها منغمسة في ما تفعله مع ذلك الرجل الغريب .. ركل الباب بكل ما أوتي من قوة وقال بصوت غاضب مجنون

-ايتها الفاسقة سوف اقتلك ..سوف اقتلك شهقت مروى برعب وهي تبعد الرجل عنها الذي قفز على الفور ليرتدي ملابسه على عجل بحركات سريعة ..لفت مروى نفسها بالمنشفة وهي تتوسل بعد ان رأت كمال يقوم برش البنزين بالغرفة كالمجنونة ..خرج الرجل الاخر من الغرفة ومروى تلف نفسها وتتقدم من كمال وترجوه بكل ذل ..دفعها بقوة فسقطت على طرف السرير وجرح رأسها وفقدت الوعي وهي تنزف بغزارة من رأسها وقف عن عتبة الباب فمد جيبه واخرج ولاعة النار وفتحها وثبتها ليبقى اللهب مفتوحا ..رماها بكل برود في منتصف البهو فاشتعلت النيران على الفور وبدأت بالتهام قطع الاثاث اوقف ضرغام سيارته على بعد من العمارة السكنية التي سأل عنها احدى موضفات شركات والد مروى الغبيات ودلته على الفور كان بنيه مفاجأة كمال فهو يضن ان ناز عنده ربما ..اخرج المسدس من صندوق السيارة الأمامي ووضعه في جيبه ونزل بسرعة نزل من السيارة ومشى قليلا اصطدم به رجل ضخم الجثة يماثله في الضخامة ..ابتعد عنه على الفور دون ان يعتذر واكمل طريقه لمح ضرغام شيئا ما اسود اللون يقع على الأرض حمله وصاح بقوة

-يا رجل لقد اوقعت شيئا ما

لم يلتفت الرجل له واكمل جريه السريع سمع ضرغام صوت الصراخ والعويل والتقط انفه رائحة دخان حادة ..مشى بسرعة قاطعا الطريق بسرعة كبيرة ليجد العمارة السكنية تتوهج في منتصف الليل وكأنها شعلة ملتهبه اجتمعت الشرطة ورجال الأمن وسيارة الأطفاء وخرج جميع اهالي الحي الراقي وبعضهم لاذ بالفرار خشية ان يتسمر الحريق دون ان يستطاع السيطرة عليه اوقف كمال رجل الشرطة وقال له

-انا المسؤول عن الحريق وانا قتلت زوجتي ..واحرقت كل شيء خذوني الى السجن

Ipagpatuloy ang Pagbabasa

Magugustuhan mo rin

1.3K 121 13
عانت كثيرًا بسبب مقتل شقيقتها التوأم أمام عينيها، أصبحت باردة وغامضة، منافسة قوية لأنجح وأكبر رجل أعمال بالرغم من حداثة عمرها، لكن هذا كله لا يمنع عن...
1.4K 71 7
يأتي الزمان عليك، ثم أقرب الأشخاص إليك يكونوا أشدّ أعداء لك، ومن دون أن تدري، يأتي الماضي لـ يُجدد نفسه، ويكون هو الحاضر الذي يُنقذك، والمُستقبل الجم...
37.6K 2.7K 45
[جيلان] لم تكن الحياة عادلة لجيلان فبعد أن عاد الهدوء لحياتها و وافق زوجها علي عودتها للعمل سعيدا بخبر حملها تحطمت عائلتها الصغيرة قبل حتي أن تبدأ فث...
431K 10.9K 37
الجزء الثاني من سلسلة في الغرام قصاصا بقلم المبدعة blue me حقوق الملكية محفوظة للمبدعة blue me