اهرب منك الليك

By nanono3726

374K 6.1K 145

للكاتبه / قيتارة عشتار More

الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرين
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الخاتمة

الفصل الحادي عشر

14.8K 229 1
By nanono3726


لم يعد صدر الحبيب موطني ..لا ولا ارض الهوى المذبوح ارضي

لم يعد يمكن ان ابقى هنا ...فهنا يبكي على بعضي بعضي

!! مستقيل وبدمع العين امضي ..هذه الصفحة من عمري وامضي

! فوداعا يا احبائي وداعا ..انا متعب والعين تحتــــــاج لغمــــضي ..    

وداعا هذه هي النهاية ...لم اعد استطيع التحمل ..فتحت ازرار قميصها وخلعته ..خلعت بنطالها وبقيت بملابسها الداخليه فقط .. توجهت نحو البحر دون ان تردد لحظة واحده.. وداعا امي ..وداعا ضرغام ..وداع يا حياة ..وداعة يا سنين الألم والحرمان ..خطت الى الأمام وبرودة المياه تلسع قدمها العارية .لكن الألم في قلبها وروحها كان اشد من لسعات هذه المياه.تقدمت اكثر واكثر ماشيتا على الرمال المغمورة بمياه البحر المالحة .. غمرت المياه وجهها لتنزلق بعدها قدمها ويغوص جسدها في المحيط العميق لتسمع صوتا مكتوما يهتف بسرعة -احدهم رمى نفسه في البحر ...تعالوااا غابت بعدها في عالم الظلمات غائبة عن الوعي ..للحضات وجيزة .. احست بذراع قوية تنتشلها من المياه التي كانت تغوص فيها ..لتعود الى اغمائها القصير بسبب شربها كميات كبيره من المياه شيء ما دافئ يلامس شفتيها وهواء ساخن ينفخ في روحها وفي رئتيها ..سعلت بقوة لتخرج المياه من فمها وانفها ..ازداد سعالها شدة وحاولت الجلوس لكن الاعياء والتعب اضنى جسدها فعادت للاستلقاء على ظهرها تتنفس بسرعة لم تستطع ان تميز ملامح منقذها الا انها سمعت صوت تنفسه ولهاثه السريع وانفاسه المتلاحقة -انها عارية تبا . شعور غريب سيطر عليها وهي تستلقي على ظهرها تصارع الاغماء .. لكن مهلا هذا الصوت ليس بغريب عني ابدا .. هذا الصوت بدا مألوفا لها جدا ..من انت يا منقذي ويا مدمري ..لما انقذتني من تيار الموت واعدتني الى ها ..اعدني الى البحر فهو كفيل بغسل وجع سنيني جميعها ..محاولة فتح عينيها كانت امرا مستحيلا وضربا من الخيال ..احست بشيء ما يلتف حول جسدها لتغمض عينيها وتعود الى عالم الظلام ..

*** *** ***

-ابي ..ابي التفت سامر حوله ليرى ما هو مصدر الصوت .. -ابي ..ابي انا هنا ..نضر سامر الى الاسفل ليرى طفلة صغيرة ذات عيون زرقاء ..وشعر بني قصير ..تضع شريطا ابيضا فوق رأسها ليربط خصل شعرها الذهبية .. ..بدت كنسخة مصغرة من سهى .. -من انت يا صغيرة ..هل ضعتي عن اهلك .. ابتسمت الطفلة ابتسامة طفولية رقيقة كاشفة عن صف اسنان بيضاء لامعة -ابي .. !! العب معي ..احملني ..رمت بنفسها وتشبثت ببنطاله وهي تقول -العب معي معي ..تركت بنطاله ودارت حوله وهي تطلق صرخات طفولية وتضحك ..لتنطلق بعدها راكضة كالملاك على على المروج الخضراء وركض خلفها سامر -مهلا يا صغيرة ..مهلا استمرت الطفلة الصغيرة في الركض وسامر يتبعها كانت اشبه بفراشة صغيرة رقيقة ...تقفز فرحا هنا وهناك ...لمح سهى تجلس على الارض العشبية ..كانت ترتدي فستانها الازرق المفضل ..مصطفى بجانبها ..ضحكت فور ان رأت الطفلة تتقدم منها -امي لقد جاء ابي ..هيا فلنأكل .. ماذا ..هذه الطفلة الجملية ابنته ..سهى ..سهى بخير وتجلس على الارض ..ركض ليصل اليها لكنه لم يستطع الوصول ابدا ..جاهد وركض وصرخ ليصل اليهم لكنهم لم يروه وكأنه غير موجود ..كانت تضحك بسعادة وهي تضم اولادها الى صدرها مهما ركض وتقدم من ناحيتهم فهم يبتعدون اكثر واكثر ,.... -توفقوا انا احبكم يا سهى ..عودي الي ..عودا انا احبكم توقف قليلا ليسترجع انفاسه المقطوعة وهو مازال ينضر الى سهى واطفاله ...فجأه احس بشخص ما يمسك بيده ..نضر الى الاسفل ليجد الطفلة تمسك بيده وملامح الحزن بادية على وجهها ..تغيرت ملامحها السعيدة التي رآها قبل قليل الى ملامح آسى وغم ..تشبثت بيده بقوة وقالت له .. -لماذا قتلتني ..لما .. اغمض عينيه بألم ليفتحهما بعد ثواني فوجد الطفلة في حضن سهى وهي مغطاة بالدماء تماما ..وكذلك سهى التي تقطع فستانها وتلطخ بالدماء ..ومصطفى يهز جسدها ويبكي ..جلست بعدها وحملت جثة ابنتها وكذلك مصطفى وهي مدماة الجسد والروح .. -نحن راحلون يا سامر ..راحلون ..راحلون -لا سهـــى ...لاااااااااااااااااااااااااا لاا ...اطلق صرخة قوية زلزلت ارجاء المنزل الفارغ ليستقيظ سامر من نومة وهو يتنفس بشدة وجسده العاري غارق بالعرق ..مسح حبات العرق عن جبينه المتغضن ..ونهض من السرير بتلكئ ..وتوجه نحو المطبخ .. ماهذا الكابوس المقيت ..تبا مالذي فعلته بنفسي ؟ انا كمن وضع السكين على وريده ليقصه وتنتهي حياته ..سهى كانت حياتي وروحي لكني بغبائي اضعتها من يدي ..اخرج زجاجة مياه معدنية من الثلاجة وشربها كلها دفعة واحده ..نضر الى الساعة ليجدها تشير الى السادسة صباحا ..مازال الوقت مبكرا للذهاب الى المستشفى ..سوف يذهب الى المشفى وبعدها الى العمل .. تجول في المنزل وهو يحس ان روحه مسلوبه بعد ذلك الكابوس المفزع ..ماهذا الفراغ المحيط بكل ركن من اركان البيت ؟ ماهذا السكون المقيت ..البيت اشبه بالقبر من دون ضحكة سهى ..من دون وجودها في البيت ..كم اشتقت لك يا فؤادي وكم انا احترق ندما على فعلتي الشنيعة .. دخل الغرفة وجلس على السرير الخاوي ..امسك مخدتها وغمر انفه فيها ...تنشق رائحتها وهو يحس بطعنة في احاسيسه ..لكم اشتاق لرائحتها ..رائحتها العالقة بالمخدة بدأت بالاختفاء ..اشتاق لكي اضمها الى صدري ..اشتاق ان اسمع كلامها المعسول ومحاولاتها الدائمة لتتحدث معي ..اطلق تنهيدة طويله وتوجه نحو الخزانه وارتدى ملابسه بسرعة ..قرر الذهاب الى المشفى عله يحضى ولو على الأقل برؤيتها من بعيد بعد ان رفضت رؤيته عدة مرات ..اغلق باب الشقة وتوجه نحو سيارته وهو يصلي لربه ان يراها هذه المرة

*** ***

فتحت عينيها ببطئ . عادت لتغلقهما والصداع يفتك بها ...صوت انينها الخافت قطع صمت المكان ..حاولت النهوض بسرعة لترى اين هي ..جلست وجالت بنضرها لترى ما حولها ...غرفة خشبية في العلية ..سرير واسع لشخصين ورائحة اخشاب قوية جدا ..عادت لتغلق عينيها وهي تفرك جبينها المتخدر من شدة الألم ,,اين الدواء ..اين هو المسكن ..ياللهي الم ارمي بنفسي الى البحر ؟ لماذا لم أمت ..لماذا هذا الألم الفتاك الذي يسلبني الراحة ...مدت رأسها من العلية لتجد غرفة جلوس بسيطة تتكون من قطع قليلة من الاثاث ولكن للفوضى دور اكبر في تشكيلها .. المكان كان غارقا في الفوضى والملابس في كل مكان بالاضافة الى الكؤوس المتسخة واطباق الطعام ..وقفت على قديمها وهي تشعر بقليل من الدوار ..نضرت الى ساقيها العاريتان وتلمست ما كانت ترتديه ..قميص رجالي واسع جدا ..احست بالضياع والحيرة وظلت تفرك صدغيها في محاولة لتخفيف الصداع القاتل.. نزلت الى البهو ووقفت في منتصفه وهي تتطلع الى الفوضى بعين منقرفة ومتقززه صوت فتح الباب وانغلاقه جذب كل اهتمامها الى الواقف عند الباب ذو الابتسامة الساخرة الجذابه ..غيث !! ذلك الصياد الذي اوصلها الى البيت ذلك اليوم القريب .....بقيت في حالة تأهب وهي تنضر الى مكان الباب حيث كان يقف هناك . -ماذا ... انت !!!! هتفت بتعجب ابتسم الوجه الاسمر البشوش كرد على تفاجئها العفوي ..كان يحمل كيسا ابيضا في يده ..قال لها وهو يضع مشترياته على احدى الطاولات -نعم انا الفارس المغوار ومنقذك يا اميرة الساحل المنتحرة احست سجى بالحرج وبالحزن الشديد في نفس الوقت ..اطرقت برأسها للأرض ووضعت يدها على رقبتها مخفضة رأسها وتحرك كتفاها برتابه دلت على انها كانت تبكي ..عادت للجلوس على الكنبة لتنهار في موجة بكاء جعل غيث يشعر بالندم على مزاحه الثقيل ..تقدم بسرعة منها وهو يقول -اوووه انا لا احب الدموع ..لا تبكي ارجوك ..جلس بقربها وربت على كتفها وهو يقول -الحياة اسهل بكثير من ما نتخيله ..لا تكوني بهذا البؤوس !رفعت وجهها المليئ بالدموع اليه وهي تقول بصوت باكي مختنق -انت لا تعلم شيئا ...لماذا انقذتني ..لما ..لما لم تدعني اموت واتخلص من جميع همومي ..قالت كلامها وهي تضربه وتدفعه بعيدا عنها ..امسك غيث بها من يديها الاثنين وحملها بكل سهولة ووضعها على كتفه وقال لها وهو يحاول تفادي ضرباتها المستمرة له -حسنا ..لا تهتمي ..سوف احقق رغبتك ..تحرك بسرعة حاملا اياها على كتفه وخرج من الغرفة ...واصلت سجى ضربه ورفسه فامسك بساقيها العاريتان بيده الأخرى وهو مستمر في مسيرته نحو هدفه ..فتح الباب الخارجي وخرج من الكوخ الخشبي الصغير ومشى الى الامام دون ان يتأثر بصراخها -لماذا تصرخين ؟ ام تطلبي مني ان اعيدك الى البحر ...سوف اعيدك الى بحر اصغر وقبل ان تفهم ما كان يعنيه بلكلماته ..صرخت برعب وهي تقذف في وسط البركة التي كانت موجودة امام الكوخ .. شهقت بقوه من برودة المياه وحاولت الخروج من البركة وهي تضرب سطح الماء بغضب وحنق وتشتم بصوت عالي -تبا لك ايها الـــ..حقير ضحك بصوت عالي مستمتعا بغضبها -لما انت غاضبة الآن؟ام ترمي بنفسك البارحة في المياه ..هيا انتحري هنا جيدا ..لا تنسي ان تدخلي رأسك الى الماء حتى تختنقي بشكل جيد اشار بيده الى الاسفل وكأنه يغطس رأسها في الماء بيده ..عاد ادراجه الى الكوخ وهو يضحك بصوت عالي ...غضبت سجى وضربت سطح الماء بكلتا يديها بحركة تنم عن غضبها الشديد خرجت من البركة مخلفتا ورائها مياه غزيرة تجري من جسدها وقميصها الرجالي الواسع الذي التصق بجسدها دخلت الكوخ وضربت الارض برجلها بحركة غاضبه ورفعت سبابتها وقالت له بتوعد وكأنها تأنب طفلا صغيرا قام بعمل مشين -هذه حركات طفولية جدا !! رجل في مثل سنك لا يقوم بها استدار غيث ناحيتها وتجمدت نضراته على جسدها الذي بانت جميع اجزائه بسبب التصاق القميص بجسدها ..ابتلع ريقه وابعد عينيه بصعوبة وقال لها بصوت هادئ -كنت احاولك على اكمال ما بدأته انت البارحة ..هيا غيري ملابسك وتعالي لتناول الفطور وكفاك صراخا ..لا احب النساء ذوات الصوت العالي رمقته سجى بنضرة غاضبه ووهي متكتفة اليدين تضم يديها بقوة نحو جسدها ..

توقفت سيارة سامر الحديثة في الساحة الكبيرة الموجودة امام المشفى الوطني..أخذ أنفاسا طويلة متلاحقة ووضع رأسه على مقود السيارة وقد خانته شجاعته في اللحظة الاخيرة ولم يستطع النزول الى المستشفى ليراها ويتعذب اكثر من السابق ضرب رأسه بمقود السيارة ...قال بهمس متعذب _ ماذا افعل ..ماذا افعل قرر في اللحظة الاخيرة النزول والذهاب اليها دون الاكتراث بالنتيجة فتح باب السيارة لكن يداه تجمدتا كليا على الباب ولم يستطع التحرك ..أصيب بالشلشل من ماهو موجود أمامه ..تمنى لو ان الارض انشقت وبلعته في هذه اللحظة ************** -كيف هو حال اميرتي الصغيرة هذا اليوم ؟! ضحكت سهى ضحكة قصيرة مقتضبة وقالت بصوت هزيل - اووه طارق ارجوك انا في السابعة والعشرين من عمري وابني سوف يصبح بطولي قريباً ومازلت تناديني بتلك الالقاب الطفولية ضحك طارق بشدة الى ان أدمعت عيناه وقال لها وهو يضع باقة الزهور الكبيرة ذات الرائحة الفواحة التي ملأت المكان بشذاها العبق الزكي - ياللهي سهى ابنك لم يتجاوز الرابعة ويلزمه عُمر لكي يصبح بطولك .. ساعدها في الاستناد على طرف السرير ووضع مخدات إضافية خلفها واستطرد قائلا _ انت صغيرة وكالدمية في نضري مهما كبرتي .. ضحكت سهى ولكن بمرارة هذه المرة قائلة - دمية مكسرة ومعطبة ..لا تصلح لشيئ أبدا تغيرت نبرة صوتها لتنبأ بموجة بكاء قادمة في الطريق ..لم تستطع مقاومة الوجع في قلبها حاولت كتم نشيجها ودموعها لكن تلك الدموع التي تأبى ان تطاوعها ولو لمرة واحدة في حياتها جرت دمعة ساخنة على خدها الشاحب فسارعت يد طارق لالتقاطها ..مسح الدمعة بسرعة وهو يقول لها بحنان أبوي - مالذي حصل يا سهى لما كل هذا الانكسار ! انت أقوى من كل هذا ..انا اقف بجانبك لا تنسي هذا الشيئ استرجعت رباطة جأشها وابتلعت ريقها بصعوبة وقالت له مبتسمة _ اين هو مصطفى ...وأمي !!؟ - مصطفى في البيت مع أختي ووالدتك ذهبت مع عمر لتحضر الطعام فاهتمامنا بك وسهرنا هنا لا يعني لا يعني استغناءنا عن الطعام ضحكت سهى من قلبها على مزحة طارق وقالت له _ ذكرتني بنا عندما كنا صغار وقمنا بسرقة دجاجة من ثلاجة أمي لكي نشويها ضحك طارق هو الاخر وقال لها _ لقد كنت انت السبب في الكارثة بسببك احترقت الحديقة - وما شأني انا لقد كنت أظنه ماءً وليس بنزيناً ...عادت لتضحك مجددا فقالت بحزن _ كانت اجمل ايام ..اتمنى ان تعود يوما ولكن هذا ضرب من المستحيل .. - سوف تعود وأيام اجمل من تلك الايام ستكون اقترب منها وامسك بيدها وقال لها وبريق غريب يلتمع في عينيه _ ثقي بي يا سهى ابعدت يدها عنه وقالت له بسرعة لتغير الموضوع - انا اريد الخروج من هنا بسرعة جو المشفى الكئيب يخنقني ..رائحة المعقمات تجلعني اشعر بالدوار - لكنك لم تشفي بعد يا عزيزتي هل انت متأكدة من رغبتك _ نعم يا سامر فانا متعبة .آآه اسفة احست سهى بالخزي والعار عندما نادت طارق باسم زوجها ،...امتقع وجه طارق وتغيرت ملامحه بشكل سريع - حسنا سوف أتحدث مع الطبيب ولنرى ماذا يقول اغلق الباب بعد ان خرج فتنفست الصعداء ..كم هي غبية عندما نادته باسم ذلك ال.. استرجعت ذكريات ذلك آليوم المرير فأحست بثقل يجثو فوق صدرها كيف استطاع دفعها وضربها بذلك الشكل المتوحش ..امتدت يًدها الى رقبتها لتمنع العبرة التي باتت تخنقها ..تحسست الرقبة الطبية التي كانت ترتديها ..ازداد ألمها شدة ..لكن دخول والدتها الى الغرفة مع عمر رحمها من تذكر تلك الذكريات المريعة - يا قلب امك ..الحمد لله على سلامتك ما أجملك عندما تبتسمين هكذا يا فؤادي - أمي حبيبتي ..احتضنت امها بحذر خشية ان تتألم بسبب كسورها فاجهشت والدتها بالبكاء وضمتها الى صدرها اكثر _ اريد الخروج من هنا على الفور ..أرجوكم ******* توجهت سجى عائدة الى السقيفة التي كانت تنام فيها فقال لها غيث بصوت حازم - غيري ملابسك بسرعة وعودي الى هنا فلدي حديث معك ..حقائبك موجودة في تلك الزاوية على يدك اليمين ..انا انتضرك .. تحركت سجى بحركات آليه ولسعة برد ضربتها فارتجفت قليلا من البرد بسبب ملابسها القليلة المبلله ..اخرجت قميصا عاديا وبنطال اسود اللون ..ارتدتهم بسرعة واخرجت مشطا من الحقيبة ومشطت شعرها المبلل بسرعة ..عادت الى المطبخ لتجده منهمك في ترتيب المائدة ..نضرت باستغراب الى المائدة التي كانت تحتوي على بيض مقلي ووشرائح البندورة وقطع الخبز .. -هل تحديقك في الطعام هذا سوف يستمر لوقت طويل ؟ تفضلي بالجلوس يا اميرة الساحل .. وجهت سجى له نضرة نارية ورفعت انفها باستعلاء وقالت له _انا لا أكل من هذا الطعام ابدا ..افضل الشاي فقط ...صب الشاي لي ضحك غيث وهو يجلس على الكرسي الصغير ويشرع بتقطيع الخبز -اخدمي نفسك بنفسك يا آنسه .. جلست سجى على الكرسي المقابل له وتطلعت بالابريق الحديدي القديم بتعجب ..مدت يدها بسرعة فشهقت بقوه وهي تمسك يدها وتصرخ وتشتم -اللعنه ..الم تمسكي ابريقا من قبل ؟ عليك استعمال قطعة من القماش اولا ايتها الذكية المتحاذقة اعترضت سجى على كلامه وهي مازالت تمسك اصابيعها التي احترقت من الابريق الساخن -وما ادراني انا ..لم ارى مثل هذا الاختراع من قبل ابدا في حياتي حمل الابريق بنفسه وصب لها في الكوب الموجود امامها ..امسكت بالكوب بحذر وتطلعت الى محتوياته قبل ان ترتشفت منه بسرعة -والآن حدثيني عن نفسك ..لماذا اقدمتي على الانتحار احست سجى باحساس غريب ..كمن يفتح الجرح ليذر عليه الملح ..قررت تجهاله وعدم الاجابة على سؤاله ..لكن ذلك الوجه الاسمر البشوش كان كالمغناطيس الذي يجذبها لتلصق به ..لتحدثه عن كل شيء لتشاركه همومها ليحمل شيء من ذلك الوجع والألم القابع في فؤادها فكرت مطولا قبل ان تجيبه -وكيف استطعت انقاذي ؟ مالذي جاء بك الى ذلك المكان في ذلك الوقت ... -لقد كنا نقوم بتصليح احد قوارب الصيد انا وباقي الصيادين ..عندما لمحتك من بعيد وانت تنزلين البحر ..لم احتج لوقت كثير قبل ان اعلم انك لم تكوني تسبحين او تمارسين اي رياضه في ذلك الوقت احنت سجى رأسها بخجل من فعلتها ...كيف وصلت الى تلك الحالة التي جعلتها تقدم على اسوأ شيء ممكن ان يحدث في الحياة .. تجمعت الدموع في عينيها ..فرمت الكوب باهمال على الطاوله لتضع يديها على فمها والدموع تغرق عينيها -الحياة صعبة ..همست بصوت مرتعش قبل وهي تشيح بوجهها الى مكان أخر كي لا تنضر الى عينيه .. -تحدثي عن ما يزعجك وسوف اساعدك حركت رأسها بسرعة لتنضر اليه ..نضراته الحنونه ..وجهه البشوش ..ابتسامته سحرتها بالكامل فقالت بعد ان شجعها بحركة من رأسه تحثها على الكلام -اسمي سجى ماجد العمري ..لابد انك سمعت باسم والدي من قبل ..اجابها وقد تلاشت ابتسامته العذبه تلك الى تجهم -ومن لا يعرفه ..انه سبب شقاء الصيادين والفقراء ..والدك انسان جشع وطماع ..عذرا يا آنسه لكن هذه هي الحقيقة -لا تعتذر ..لكن هذا طبع والدي ..انا اخجل حتى من تسميته والدي ..من يقوم بايذاء ابنته الوحيدة يتسطيع ايذاء الأخرين بسهولة ... -مالذي فعله لك ؟ سأل غيث باهتمام ... -لقد ..زوجني من قبل باالاكراه من شخص لا اطيقه ..تطلقت منه بعد عناء لاعود الى سجنه وتعذيبه ..لم يكتفي بكل ما فعل لي ..جاء لي بزوج جديد ..ارمل ولديه اولاد ..عندما قررت الهروب لم استطع ..واقفلت الابواب في وجهي فلم اجد امامي الى ذلك البحر ..لارمي بجسدي اليه فيلتهمني ويأخذني من هذا العالم البغيض استمرت سجى في قص قصتها الحزينة على هذا الغريب دون ان تعلم لما هي مستمرة في سردحكايتها دون مخاوف او قيود ..ربما لانه غريب ولا يهمه سماع تفاهاتها وشكواها ..او ربما لانه اعطاها انطباعا بأنه انسان لطيف ..او ربما لانه يعجبها ..اكملت قصتها دون ان تهمل اي جزء بسيط فيها .. -ومالذي تفكرين به الآن ؟ سأل غيث وهو متكتف اليدين وينضر اليها وعلى شفاهه ابتسامة صغيرة ..وعلى فكرة ...فكرة انتحارك كانت فكرة سخيفة وطفولية جدا ولا تحل شيئا ..الم تفكري بوالدتك المسكينة ؟ ماذا عساها ان تفعل الآن ؟ الم تفكري بحزنها وكمدها ؟ ثار غضب سجى فضربت الطاولة بكلتا يديها وقالت له بشبه صراخ _لا تهني بهذا الشكل ..انا لا اسمح لك !! .. -انت في منزلي ..ولي الحق في فعل ما اريد .. _سوف اترك هذا المنزل لك ..لست بحاجة له ..تبا قامت من مكانها بسرعة وضربت الطاوله بحنق واستطردت قائلة له بعد توجهت نحو الباب .. _شكرا لأنقاذي ايها الفارس المغوار قال لها بسرعة -اذا خرجتي من هذا الباب ..سوف يعيدك والدك سحبا الى البيت كمن يسحب الخروف .. تجمدت يدها على مقبض الباب وسرت رعشة في جسدها وهي تتخيل المنضر ...والدها يسحبها لتتزوج من ذلك الشخص الذي اختارته ...احست بالخوف الشديد مما هو ينتضرها ..استدارت ناحيته وقالت بهلع -حسنا ..انت انقذتني من الموت ويجب عليك اكمال مساعدتي ايضا !!!

تصلب جسد سامر بالكامل وهو يرى منضرا لا يستطيع وصفه الا بمنضر يدمي القلب والروح ...سهى حبيبته تجلس على كرسي ذو عجلات ويدفعها ذلك البغيض طارق .. سهى الحبيبة ..ذات الابتسامة الدافئة ..ذات الروح الطيبة ..ذات الجمال الخلاب ..تجلس على ذلك الكرسي اللعين وشعرها الاسود الطويل الذي كان يبرق بلمعان جذاب ...بهت وفقد حيويتيه ..بات يشبه خيوطا سوداء متكومة فوق رأسها الصغير ..وجهها المشرق...بات ذابلا وباهتا واشبه بوجوه الموتى ...اراد ان يلكم نفسه في هذه اللحظة ..ان يؤلم نفسه باي طريقة ان يعاقب نفسه باي طريقة ..عله يخفف من تأنيب ضميره ..عاد ليشتعل فتيل غضبه عندما رأي ذلك الطارق يمسد على كتف سهى وهو يدفع الكرسي ..احس انه لم يعد يستطع السيطرة على مشاعره المتأجأه ابدا ..وثب كالنمر برشاقة من السيارة وتقدم بخطوات ثابته دون اي تردد ! وقف امامهم تماما ...تغيرت ملامح سهى واختفت الابتسامة الباهته التي كانت تجامل بها طارق وهو يتحدث معها .. -ياللهي ..شهقت سهى وعلى وجهها الشاحب نحت تعبير الخوف والهلع اغمضت عينيها بشدة لكي تمنعهما من مشاهدته هل من رأته هو سامر حقا ؟؟ هذا الشخص لا يشبهه ابدا ...كان يتقدم منهم وشعره الذي طال مؤخرا يتحرك مع حركته بخفة ..ذقنه غير حليق وملابسه مجعدة و غير مرتبه ابدا ... اما الهالات السوداء تحت عينيه فلا يصعب على احد رؤيتها حتى ولو على بعد مترين .اغمضت عينيها بشدة بعد ان احست بالدوار ..تمنت لو انها تفتح عينيها الآن لتجدة قد اختفى تماما وان ما رأته هو مجرد طيف ..لكن توقف طارق الذي كان يدفعها وصرخته التي تلت توقفه المفاجئ اكد لها ما رأته -مالذي تفعله هنا ايها الحقير ..مالذي تريده .. فتحت عينيها لتجد وجه سامر قد اكفهر وتغيرت ملامحه الهادئة التعبه الهادئة التي لمحتها منذ قليل ... -جئت لأخذ زوجتي الى بيتها ..ولا تتدخل في ما لا يعنيك !! هل فهمت والأن ابعد يديك عنها -سهى لن تعود لك مجددا ...ارسل لها ورقة الطلاق بسرعة مثلما طلبت هي !! لم يعد سامر يتحمل استفزاز طارق له فتقدم بسرعة مجتازا المسافة المتبقية بينهم بخطوات قليلة -انا لن اطلقها ...وهي ستعود الى بيتيها ..اليس كذلك يا سهى ..مد يده اليها ليلمسها لكنها انكمشت على نفسها وارتدت الى الوارء -اياك الاقتراب مني ..ابتعد ..ابتعد ..ابعدوه عني ..كانت سهى تتلوى على الكرسي ذو العجلات وهي تحاول النهوض لتلوذ بالفرار بعيدا عن اي مكان يجمعها به كانت اشبه بطفلة مذنبه يسوقونها الى مكان العقاب وهي تجاهد للتخلص من العقوبة ...لم تستطع التحرك فبكت بصوت مسموع وهي تصرخ بهستيريه ..ابعدوه عني سوف يقتلني ..ابعدوه تراجع سامر لا اراديا الى الوراء والألم في فؤاده لا يفوقه الم في العالم كله ..سهى من كانت تتحرق شوقا للمسة منه او لكلمة منه ..خائفة ومنكسرة ومرتعبه الى حد الجنون ..هل فعل بها هذا حقا!! هل اصبح الوحش الكاسر بنضرها وليس ذلك الزوج الحنون الذي كانت تحيطه برعايتها واهتمامها ّ! قال بصوت مرتجف .. -سهى ..انا فقط اريد ... -لا تتكلم معي ..لا اريد ان اسمع صوتك الى اخر يوم في حياتي لقد وصلنا الى خط نهاية لا رجعة فيه ...لقد قتلتني وما تراه الآن هو بقايا سهى ...اتمنى ان لا تعرقل عملية الطلاق لان هذا اكبر معروف تقدمه لي في حياتي دفع طارق الكرسي مجددا بعد ان اشارت له هي بذلك ..لم يتكلم عمر شقيقها ولا والدتها التي كانت توجه له نضرات نارية مليئه بالكره والنقم ..احس باحساس غريب لم يشعر به من قبل ابدا النبذ ..الضعف ..العجز ..الخسارة ..نعم هذه هي الخسارة ..الخسارة الفادحة فلقد خسر كنزا كان في يده اضاعه بطيشه وغباءه .. صوت اغلاق باب سيارة طارق ايقظه من افكاره ..ليراها تسند رأسها على الزجاج موجهتا له نضرة منكسرة وحزينه ..ادمت قلبه بلا رحمة ..ابتعدت السيارة ليبتعد أمل عودتها الى حياته مع ابتعاد السيارة بالتدريج الى ان اختفت في نهاية الشارع ... ** *** ** -اين ذهبت تلك الحقيره اين ولولت والدة سجى وهي تلطم على خديها وتقول -لقد ماتت ...قتلت نفسها يا رجل ...ماتت ..ماتت كل هذا بسببك عليك اللعنة قتلت ابنتي الوحيدة ...حرق الله قلبك كما حرقت قلبي وحياتي -اخرسي يا امرآه هل انت غبية لهذه الدرجة ..ولماذا تقتل نفسها وتأخذ ملابسها واغراضها معها ؟؟ ولماذا سحبت مبلغا ضخما من البنك ؟ كفاك غبائا يا امرأه توقفت عن البكاء وقد لاحضت ان كلام زوجها منطقي _اين يمكن ان تكون !! اعد لي ابنتي !! اعدها -سوف اعيدها رغما عنها ...لابد انها هربت مع ذلك الغبي ..لقد علمت ان قدومه الى المدينه سوف يجلب المتاعب ... اخرج هاتفه النقال من جيبه واجرى اتصالا -ابنتي مختفية ...ابحثوا عنها في كل مكان ..لا تتوقفوا عن البحث مشطوا المنطقة اغلق الهاتف بحركة غاضبه وقال وبريق الغضب يلتمع في عينيه ... -سوف تعودين وسازوجك رغما عن انفسك يا سجى *** **** **** *** بعد محاورة طويلة جدا ومناقشة من سجى وغيث عانى فيها غيث من الأمرين بسبب عناد سجى وتزمتها هدر بها غاضبا -يكفي ثرثرة وعنادا !! هذا اخر ما استطيع تقديمه لك اجابت سجى بتململ -لكن سيد غيث ..انا لا استطيع البقاء هنا في بيتك ! هذا لا يجوز اخذ غيث نفسا طويلا ثم قال بنفاذ صبر وهو على وشك الانفجار -انت لن تبقي معي .. انا اقوم بعمل مزودج في هذه الفترة عملي يبدأ صباحا وينتهي في الليل ..اعود الى هنا لأنام فقط ..وانا لا استطيع فهم شيء واحد الآن ..انا اقوم بمساعدتك وانت تعترضين ؟؟ اذهبي وتشردي في الشوارع مادخلي انا !! -شأنك رغما عنك ..الم تخرجني من البحر ..عليك التكفل بي ! -وياليتني لم افعل ...ياليتني رميتك بنفسي من البحر لأتخلص من ثرثرتك هذه وعنادك -حسنا ..انا موافقة ...سوف ابقى هنا لحين خروجي من البلاد ..لكن ماذا سافعل طول اليوم ..منزلك يبدوا كئيبا جدا -هذا هو كل ماهو متوفر حاليا ...اعتبريه قصرك الصغيرة يا اميرة الساحل -حسنا ..حسنا جالت بنضرها حول المكان ثم قالت -لا بأس بتغير الديكور قليلا اليس كذلك ؟ نضر اليها غيث مطولا وقال وهو يأخذ نفسا عميقا -افعلي ما تشائين ...ارحميني منك فقط توجه نحو الكرسي الصغير الموجود في نهاية البهو ..خلع قميصه بسرعة ليستبدله بأخر قديم مخصص للعمل ..ابعدت نضرها عن جسده المفتول بالعضلات خجلة منه ..جاذبيه مدمرة وجسد رياضي اسمر لفحته الشمس مطولا .. خرج من البيت بعد ان استبدل ثيابه دون ان يقول لها شيئا تجولت في المنزل الصغير وقررت عمل شيء مفيد ..التنضيف اولا ..رغم جهلها بقواعد التنضيف البسيط الى انها بذلت جهدها وهي تقوم بالنتضيف والترتيب بعد ساعات طويله من المسح والغسل واعادة التريبت احست بالرضى التام وهي ترى ما صنعته يداها ..بدا المكان كأنه كوخ اخر اختفت الفوضى تماما .. لكن ذلك الشيء الذي وجدته في الحمام جعلها تشعر بالمغض والغثيان في آن واحد ملابس داخلية نسائية فاضحة ...ذات لون وردي فاقع ..احست بالغضب لكنها نهرت نفسها وقالت في قرارة نفسها وما شأني انا ؟ هو حر في تصرفاته سيطر العبوس على وجهها والصور الفاضحة له مع امرأه اخرى تغزوا خيالها الخصب ..احست بالحر بعد ان تحركت كثيرا ونضفت كثيرا ..نزعت القميص بسرعة وقد قررت التوجه الى الحمام لكي تستحم وترتاح بعد جولة العمل الطويلة صوت فتح قفل الباب جمدها في مكانها ..استدارت ببطئ ناحية الباب ليقع قلبها بين قدميها وهي ترتجف بخوف من العينين التان كانتا ترمقانها

Continue Reading

You'll Also Like

5.9M 168K 109
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣
11.4K 469 33
صراع بين حياة وموت صراع قلب بين عاشقين صراع انتقام وبقاء صراع من اجل دم ازرق ملكى انه صراع سحر عشق فى محرقة وياله من صراع الرواية منقولة
1.5M 135K 38
في وسط دهليز معتم يولد شخصًا قاتم قوي جبارً بارد يوجد بداخل قلبهُ شرارةًُ مُنيرة هل ستصبح الشرارة نارًا تحرق الجميع أم ستبرد وتنطفئ ماذا لو تلون الأ...
4.5K 110 6
"لا أحد يتغير فجأة ولا أحد ينام ويستيقظ متحولاً من النقيض للنقيض ! كل ما في الأمر ! أننا في لحظة ما ! نغلق عين الحب ونفتح عي...