اهرب منك الليك

By nanono3726

382K 6.2K 147

للكاتبه / قيتارة عشتار More

الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرين
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الخاتمة

الفصل التاسع

14.5K 262 0
By nanono3726


مر كل شيء امام سامر كآنه فلم مسرع ..دفعه لها ..تدحرجها على الدرج الطويل الدرج الذي بات يراه ممتدا الى ما لا نهاية .. 

استقرار جسدها على الأرض مرضجا بالدماء !!

-سهـــــــــــى !! صرخة واحده قوية ملتاعة لم تخلو من ارتعاشة صغيرة خرجت من فم سامر وهو ينزل الدرج راكضا هلعا مما حدث ..وجد جسدها جامدا لا حراك فيه ..وبقعة دم كبيرة تزداد توسعا تحت جسدها الساكن بلا حراك .. .. مالذي فعلته يا سامر !! ماهذا الجنون ..ما هذا الاجرام ..اين كان عقلي ..وضع يده المرتجفة على جبينه ..وهي ترتعش من بقوة .. لم يعرف ماذا يفعل ..كانا مصابا بفقدان للوعي وهو واقف يرى زوجته هكذا ميته لا وجود للروح فيها ..ارتجف جسده هذه المرة بقوة ..وهو يحس برائحة الموت تغلف المكان .. اغمض عينيه وفتحها بسرعة عله يرى شيئا اخر غير الجثة الموجودة امامه

_ياللهي سامر لقد قتلتها ..هتفت شقيقة سامر الصغرى وهي تنضر الى الجسد الساكن فوق الارض .. –خذها الى المستشفى بسرعة مالذي تنتضره هل وصل جنونك الى هذه الدرجة يا سامر !..استفاق اخيرا من غيبوبته على صراخ شقيقته ليجد جميع سكان العمارة السكنية قد خرجو من ابواب شققهم ونزلوا على الفور ليرو فلم الدماء النازفة من جارتهم فوق الارضية البيضاء التي تلونت باللون الاحمر القاني ..

-هذه المرآه تموت تحركوا وانقذوها ....سوف اخذها الى المستشفى بنفسي ..تقدم منها الشاب الذي هتف بكلمته وهو يرتجف من المنضر المروع ..لكن يدي سامر امتدت وابعدته بعنف عنها ..خلع قميصة وغطى جسدها الذي استحال الى لون اصفر شاحب بسبب نزفها المستمر ..برودة جسدها الخالي من الحياة جعله يهلع ويقوم بحلمها به بحركة سريعة ويداه مازالتا ترتجفان ...منطلقا بسرعة الى المستشفى ..عادت سارة بسرعة الى الشقة بعد ان راقبت ما فعله سامر قبل قليل ...دخلت الصالة لتجد خالتها تجلس على احد الكراسي وسط الفوضى العارمة ووجهها خالي من أي تعبير

نضرت سارة بهلع نحو خالتها وهي تقول بصوت مرتجف

_ياللهي خالتي ماذا سوف نفعل لو ماتت ..انا خائفة جدا من ان يكتشف سامر هذا ..لن يتزوجني ابدا ..لن يتزوجني

صرخت بها احلام وهي تحرك يديها بعصبية

-كل هذا بسببك وبسبب غبائك تبا لك ..هل ما تفكرين فيه الآن هو فقط الزواج ؟ نحن في ورطة كبيرة قد تدمرنا ...اذا ماتت مات السر معها واذا عاشت فنحن مكشوفون لا محالة ..في الحالتين سوف نتضرر لان سامر لن يسامحنا ابدا بسبب ما حصل وسوف يبقى يلومنا ويلوم نفسه ..هيا علينا الذهاب الى المستشفى حتى لا يشك في شئ ..زفرت بضيق وهي تنهض من على الكرسي الموجود في قلب الفوضى المنتشرة في كل مكان ...

-يسرى انت ابقي مع الاطفال ونحن سنذهب جميعا ..

____

قاد سيارته بسرعة جنونية ليصل الى اقرب مشفى... نضر في المرآه الامامية الى الجسد المسلتقي بهدوء في المقعد الخلفي ..شتم نفسه الف مرة على ما فعله ..اوقف السيارة بقوه لتحدث صوتا قويا من احتكاك الاطارات بالأرض ..فاحت رائحة الاطار المحروق المقيته في كل المكان ..حملها وركض نحو البوابة الكبيرة باقصى سرعته

صرخ بكل ما أوتي من قوة وهو يدخل المستشفى حاملا اياها ..اجتمعت الممرضات حوله فزعين من الصراخ ومن الدماء المغطية كلا من جسديهما ..تناول الاطباء والممرضات جسد سهى منه ووضعوه في النقالة وادخلوها الى غرفة الطوارئ

قال الطبيب لاهثا وهو يدفع النقالة مع باقي الممرضات

-مالذي حصل بالضبط ماكل هذه الكدمات ..

تمتم سامر بصوت غير مفهموم وكلمات متقطعة وهو شاحب الوجهه

-انا ..درج..سقطت ..لم اكن اقصد ... ـأأا وقبل ان يكمل جمله الغير مفهومه والغير مترابطة وصلت النقالة الى غرفة الطوارئ

لتدخل الممرضات والاطباء واحد تلو الأخر مغلقين الباب بوجه سامر الذي انهار على ركبتيه امام الباب الأبيض المغلق ...

-__

-لا يوجد وسيلة تنقل افضل من هذه ؟

ضحك غيث باقتضاب وهو يقول

-يا اميرة الساحل عليك الرضاء بهذه الوسيلة الوحيدة المتوفرة والا عدتي الى قصرك سيرا على الأقدام

نضرت سجى بريبة الى الدراجة النارية ذات اللون الاسود اللامع ..دارت برأسها في كل الاتجاهات لكي تتأكد من عدم وجود احدهم ..

-حسنا ..لكن هل هي آمينه ؟

امتطى غيث الدراجة النارية بمهارة وقال لها وهو يشغل المحرك ليزمجر بصوت عالي ..

-تشبثي جيدا ولن يصيبك شيء !! اعطيني الأكياس

قدمت له اكياس مشترياتها بقليل من التردد وقالت له وهي تركب خلفه ..

_ارجو ان توصلنا الى البيت دون اعاقات او اصابات

ضحك غيث بكل قوته وهو يحرك الدراجة الى الأمام قليلا ..صرخت سجى عندما اختل توازنها فقال لها على الفور

-قل لك تشبثي بي ..هيا سوف ننطلق الآن

انطلقت الدراجة النارية بسرعة مجتازه كل الطرقات والتكتلات

الزحامية للسيارات بسهوله وسلاسه لصغر حجمها ..تشبثت به بكل قوتها ..رائحة جسده التي اختلطت مع رائحة البحر والرمال تغلغلت الى انفها ..تحسست عضلاته القوية من فوق قميصه الخفيف ..حبست انفاسها ولجمت احساسيها وواسندت رأسها على ضهره في صمت تام ..احست بـألم في خديها بسبب ضرب خصلات شعرها على خدها من سرعة القيادة والهواء الشديد

-ها قد وصلنا !

رفعت رأسها ببطئ وكسل وكأنها كانت في حلم ..شعرت بالخواء بسبب ابتعاده عنها ..نضرت الى القصر البارد المحاط بالأسيجة والاسلاك الشائكة الممتدة فوق السياج وكآنه سجن سياسي ..احست بالانقباض بسبب عودتها الى البيت ..لكم تمنت قضاء كل يومها هناك بالقرب من البحر ..بالقرب من السكينة ..البعيد عن الوحش الساكن في هذا البيت المليء بالحقد والجشع والطمع

وضعت يدها على ذراعها وتنهدت بضيق وعينها تمتلئ بوجع سنين طويلة ..تنحنح الشاب الواقف امامها لتستيقظ غفوتها الفكرية ناسيتا العالم حولها

ابتسمت للــ الغيث الواقف امامها ..نضرت مطولا لتلك العيون السوداء اللامعة الحنينه ..ابتسم لها بود قائلا

-حق التوصيل يا آنسة ..ارتبكت سجى وقالت له وهي تبحث في جيوبها

-آآه حقا انا اسفه لا احمل نقودا معي ..استعمل بطاقة الأئتمان بالعادة ..توقف قليلا سوف اعود حالا

اطلق ضحكة قوية وهو يقدم لها الآكياس جميعها دفعة واحدة

-كنت امزح فقط ..ركب دراجته بعد لوح لها دون ان يستدير ناحيتها ..رفعت يديها ملوحه بحركة بطيئة وعينيها مركزه على الدراجة التي استحالت الى حجم اصغر ..فاصغر ...الى ان اختفت في نهاية الشارع الطويل الخالي من اي كائن بشري ..

ما اجمل الفطور مع العائلة مجتمعة ..قالت شهد بصوتها الرقيق وهي تدير وجهها هنا وهناك وتوزع النضرات الودودة والنضرة الحانية التي ورثتها من والدتها ..رن الهاتف الوردي اللون الموضوع على طاولة الطعام ..حولت شهد نضرها نحو الهاتف لتتخفي ابتسامتها بالتدريج وهي تحملق برعب ..

تحرك بؤبؤ عينيها بسرعة في محجر مقلتيها بفرع وكأنها تنضر الى وحش ما مختبئ في الهاتف ..وزعت نضرات قلقة على جميع الحضور الموجودين حول مائدة الأفطار ..وبالأخص شقيقها الذي كان يصب الشاي لزوجته بحركة ضنها الجميع اهتماما وحبا ...تلقى ضرغام نضراتها وكآنه فهم شيئا ما مما يحدث ..تجمدت يده التي كانت تحمل ابريق الشاي الكبير على نفس الحركة ليفيض الشاي من الكوب الفنجان الصغير ..تنبه لصوت ضعيف يقول له

-يكفي حبيبي لقد امتلأ الكوب ..احس ضرغام بشعور غريب عندما قالت له حبيبي ..هل كانت تعنيها حقا ام انها جزء من التمثيلية ! ..

حملت شهد هاتفها بقلق وعيون الجميع عليها وهي تدخل احدى الغرف وتضع الهاتف على اذنها ..دخلت الغرفة لتجيب على المتصل بصوت لاهث

-مرحبا ..سجى !! تلقت صوت الشهقات والبكاء لتعلم ان سجى ليست بخير ابدا

تحدثت معها وحاولت الاستفسار عن ما يجري ..لكن صوت بكاء سجى المرير جعل كلامها غير مفهوم على قالت لها سجى بشكل مباشر انها تريد التحدث مع ضرغام وطلبت منها اعطائها رقم هاتفه ..رفضت شهد بشدة اعطائها الرقم وتوسلت اليها ان لا تحاول التحدث مع أخيها بسبب ما حدث في الماضي وانها لا تريد ان يؤذي عمها ضرغام او يقترب منه ..حذرتها ان اقترابها من ضرغام سوف يسبب للجميع مشاكل هم في غنى عنها ..وهو الآن متزوج وسعيد مع زوجته ...قالت لها سجى برجاء أخير وصوتها ينبئ بعاصفة بكاء مرير قادمة في الطريق ...ارجوك قولي له اني

بحاجة ماسة للتحدث معه ..ارجوك ..

-حسنا سوف اسأله اولا لكني لا اعدك بشي ..ابعدت الهاتف عن اذنها ببطئ وتناهى الى مسامعها شهقات سجى وانينها الذي كان يقطع نياط القلب ...نضرت الى الهاتف بحزن وهي تعتصره بيديها ..المشاكل قادمة في الطريق لا محالة

 عادت لتجد الجميع منهمك في تناول الفطور وتبادل اطراف الحديث ..سألها زوجها من كان المتصل فقالت له انها الطبيبة تؤكد موعدها معها غدا ...لم تشئ على ذكر اسم سجى ابدا ..لان ذكراها في هذا المجلس سوف يجعل الجميع في حالة تكدر وتأهب بسبب الشؤم والمشاكل التي ممكن ان تجلبها معها من جديد

بعد الانتهاء من تناول الفطور ..غمزت لضرغام ليتبعها ..نضرت ناز الى الشقيقين المتجهين نحو الصالة الأخرى ...انبأها احساسها بان هناك شيئا ما ..لم تستطع كبح جماح فضولها وقامت بتتبعهم دون ان ينتبه احد ما

رمت سجى هاتفها بضيق وهي تشهق وتبكي بحرقة بعد ان انهت حديثها مع شهد ..رمت بجسدها على السرير والصداع يكاد يفتك بها ..تذكرت العاصفة الهوجاء التي حدثت البارحة بعد ان اوصلها ذلك الشاب الى البيت ..دخلت البيت خلسة وهي تمشي على اطراف اصابعها ..دعت الله ان يكون والدها مازال خارج المدينة ولن يلحظ عودتها

لكن صوته المقيت الصارم جاء ليبدد جميع آمالها الوردية بان يكتمل هذا اليوم بسعادة

-اين كنت الى هذا الوقت ...رفعت رأسها ببطئ الى اعلى السلالم حيث كان يقف هناك ..وجهه الصارم المتغضن اثار اشمئزازها ..تخيلت ما سوف يقدم على فعله بعد قليل ..هل سوف يضربها ..لم يهددها كالعادة بتهديداته التي تثير رعبها وهلعها

-كنت اتسوق ..

-هل ذهبتي للقائه ؟ قاطعها والدها بصرامة

-لقاء من ؟ اجابته وهي ترتجف

لا تكذبي ...لقد عاد الى المدينة ..اعلم انك ذهبي لرؤيته

-من الذي عاد قالت له باستفسار

اجابها وهو يهدر بغضب

-من غيره ..ضرغام عاد ..هل ذهبتي اليه ؟ هل تحدثتي معه سوف اقتلك ..هيا اعترفي !

ارتجف جسد سجى بقوة مما سمعته ..ضرغام عاد الى المدينه !! بعد طول غياب ..لكن تهديد والدها القاسي المترافق مع الخبر السعيد هذا جعلها تنكمش على نفسها ..نزل اليها بسرعة من الدرج ,..خافت كثيرا من تقدمة فركضت ناحية الطرف الأخر من الدرج لتصعد الى غرفتها ركضا ..لحق بها وهي تغلق الباب بقوة وتقفله بيدين مرتجفه .ركل الباب بقدمه فارتعدت وعادت الى الخلف وهي تضع يديها على اذنها حتى لا تسمع شيئا ..سوف يؤذيها لا محاله ..سوف يدمرها من جديد ..مثلما دمر طفولتها وشخصيتها سوف يقتل سجى الانسانه لكي يحصل على سجى التي يريد خلقها بنفسه كم جاهدت العقد التي تسبب بها والدها لها منذ نعومة اضافرها ...كم احتجزها وكم منعها من الخروج للعب مثل بقية الاطفال في عمرها ..كم ضربها هي ووالدتها التي اجهضت اكثر من مرة بسبب قسوته ...سجى هي الوحيدة التي قاومت وخرجت الى الحياة ...وياليتها لم تفعل ..ليتها ماتت كغيرها من الأجنه التي كانت في رحم والدتها ..شخصية والدتها الضعيفة لم تكن ندا لزوجها الظالم فلم تستطع شيئا لحماية ابنتها ...

_افتحي الباب والا ندمتي ...هدر غاضبا وهو مازال يضرب الباب بعنف مفرط

-هل ذهبتي للقائه ؟؟ ها ؟ قولي ..احذرك يا سجى انت تلعبين بعداد عمرك وليكن في علمك ..هناك رجل تقدم اليك ..ارمل ولديه ابنتان صاحب مصانع عالميه ..سوف تتزوجينه

شئتي ام ابيتي هل فهمت هذا .؟

شهقت بألم وهي تبكي بحرقة وتضع يديها على فهما بقوة ..عادت كوابيسها من جديد سوف يحبسها مع رجل لا تحبه مرة اخرى ليدمر الباقي من حياتها

بكت بصوت مسموع وهي تكسر جميع ماهو موجود على طاولة الزينه ..اصابتها موجة من الغثيان بسبب تذكرها لزوجها السابق وكيف كان يعتدي على جسدها بعد ان كانت ترفضه

مررت يديها على رقبتها وعلى جسدها فاركتاً كل. جزء فيه بقوة وكانها تريد محو كل اثر للماسته على جسدها ...هل سوف تعود هذه الايام السوداء للظهور على سطح حياتي من جديد !؟ مستحيل

تقدمت بسرعة الى احد الأدراج ..تعثرت بالسجاد الوثير المفروش على الأرضية ليرتطم رأسها بحافة الدُرج ...شهقت من الألم ووضعت يدها على موضع الألم ...أصيبت بجرح من جراء هذه الضربة ..تحاملت على نفسها وتحركت نحو الدرج لكي تفتحه بيديها المرتجفتين ..أخرجت العلبة البنية اللون من تحت الملابس الموجودة في الدرج ..ابتلعت حبتي المسكن دون ماء ..احست بطعم مرورة الدواء المقيتة

تمددت على الفراش و..

عادت بعدها الى ارض الواقع وهي تذكر كلمات شهد الرافضه لرجائها بلقاء ضرغام لتنهار في موجة بكاء اشد وامر هذه المره 

اصوات خطوات سريعة تركض هنا وهناك ..اطفال مصابون ..نساء ورجال على وشك الموت ..اهالي يتراكضون خلف الممرضات علهم يتطمنون ..حوادث ..رائحة الموت تحيط المكان تعبق معها رائحة الدم التي تشبه رائحة الصدأ ...نضر سامر الى كل شيء وهو لا يزال غير مصدق ماحدث ..خرجت احدى الممرضات من غرفة الطوارئ فقز اليها متضرعا وهو يسألها بصوت هلع وكلمات لم يعرف يربطها بسبب فزعه وخوفه

-سهى ...زوجتي في الغرفة هل هي بخير ! ..طمأنيني ..

نضرت اليه الممرضة بغضب وهي تزوره

_زوجتك فقدت جنينها !! اثار الضرب واضحة جدا على جسدها ناهيك عن الرضوض والكدمات والكسور المنتشرة في جسدها ! هذه ليست اول الحالات في مشفانا ..وانا اكاد اجزم ان هناك مجرم فعل بها كل هذا

استدارت وتركته واقفا في مكانه متجمدا من هول ما سمع حاامل !!!!! ..لم تعد الرؤيه واضحة ابدا ..نضر الى يديه المجرمة وعيناه تفيضان بالدموع الساخنة التي جرت على خده الاسمر بسرعة ..لقد قتل ابنه بيديه ..انا مجرم ..مجرم

ضرب الحائط بيده دون الاكتراث للألم الذي ألم به من جراء لكماته المتواصلة للحائط الصلب ..استمر في ضرب الحائط وكآنه يعاقب نفسه ويعاقب يداه التان اقترفتا ابشع جرم في حياته ..حاول الممرضين والاطباء الموجوين في الممر الامساك به ..تلوى وهو يصرخ بصوت عالي ويبكي ودموعه تحجب الرؤية عن ما هو امامه ..ادمى يديه من شدة الضرب واستسلم بعد ان تعب ...جلس منهارا على الارض وهو يغطي وجهه بيديه الداميتين .....

-ياليتك لم تفعلي ما فعلته يا سهى .....كم انا غبي ..غبي ..لو لم تضربي امي ذلك الضرب المبرح ..ياللهي كيف فعلت هذا بك ..انا غبي ..غبي ..مرت الساعات طويلة وسامر مازال جالسا على على الارض منكسا رأسه ..

صوت رنين الهاتف ايقضة من غيبوبته ..نادية !! مالذي تريده هذه الآن ّ! رمى هاتفه باهمال على الارض وعاد لينضر الى الباب الابيض الكبير المغلق ..تعالى صوت رنين الهاتف من جديد بالحاح هذه المرة ...رفعه من جديد ليجد رقم نادية مجدد ..رمى الهاتف بعنف هذه المرة ليتحول الى اشلاء

مرت ثواني ..دقائق ..وساعات ..قبل ان يخرج الطبيب تتبعه مجموعة من الممرضات

-دكتور ..كيف حالها ..كيف حالها ..سأل الطبيب بلهفه وهو يتأمل ان يقول له شيئا يبرد نار قلبه ..لكن هيهات ان يفرح بعد فعلته الشنيعة ..حتى لو خرجت سهى من هذه الحالة

نضر اليه الطبيب مطولا وعلى وجهه نضرة ساخرة من اهتمام الزوج المزيف الذي جاهد لتصديق اهتمامه ..لكن الانسانة التي كادت تلفظ انفاسها الاخيرة بين يديه منذ قليل جعلته يريد ان يقوم بضرب هذا المغفل الذي اجرم بحقها بهذا الشكل ..

-كسور في الضلوع ..كسر في الساق ..رضوض في يديها ..نزيف داخلي حاد ..مالذي تريد معرفته اكثر يا سيد ؟

احس سامر بان احدهم قام بلكمه في معدته ..احس بالوجع والضياع ..احس بتأنيب الضمير ..بسبب غضبه الذي لم يتسطع السيطرة عليه في تلك اللحضات التي اطاح بها قلبه وحياته وروحه وزوجته ورفيقة دربه ..

-لو لا لطف الله لكانت زوجتك في خبر كان ..نزفت الكثير من دمائها ..احمد الله وصلي شكرا له لانها لم تمت

غرقت ملامحه بألم ثقيل وبحزن شديد مع كل كلمة ينطق بها الطبيب ..جلس على الأرض مجددا عندما لم يعد قادرا على تحمل المزيد والمزيد ..انا استحق الأعدام على ما فعلت !!

رفع رأسه بصعوبة الى الطبيب قائلا

-هل استطيع رؤيتها ؟

-كلا الزيارات ممنوعة ..قال جملته المقتضبة ورحل على الفور ..

سمع صوت خطوات سريعة تقترب منه عندما رحل الطبيب ..رفع رأسه مجداا ليجد والدته وسارة وشقيقاته يركضون بسرعة للوصول اليه

-سامر هل هي بخير ؟ قالت والدته بقلق وتوجس وهي تراقب وجه ابنها المليئ بالدموع المحمر العينين ..وجه لهم نضرة باهته وهو يراقب سارة بالتحديد التي كانت ترتجف خوفا

-لقد فقدت جنينها ..شهق الجميع بادعاء واضح وهم يضعون يدهم على فمهم في حركة واضح بأنها تمثيل وليست حقيقة

قالت سارة بصوت مرتجف وهي تمثل الأسى والخوف

-ليتنا لم نثقل عليها في بيتها ..لما جن جنونها بهذا الشكل

نهرتها احلام بحركة من رأسها ونضرة غاضبه جدا ..جعلت سارة تلجم لسانها على الفور ..

اشتعل غضب سامر مما قالته سارة فقال وهو يجاهد على اخفاض صوته حتى لا يثير انتباه المارة

-هل هذا وقت حديثك الفارغ الآن ايتها البلهلاء !! ثم اني بدأت اشك بما حدث فعلا قل فعلت سهى هذا !! غادرو المشفى حالا قبل ان يثور غضبي من جديد !! غادرو ..تراجع الجميع بعد صرخة سامر الى الوراء ..فاشارت لهم احلام ان يخرجو جميعا وفعلت هي مثلهم تماما وغادروا المستشفى وهم قلقون مما هو قادم ..

بعد ساعة تقريبا ...جائت نادية الى المستشفى وهي تبكي وتلطم على خدها وعينيها حمراوتان من البكاء ...قام سامر من مكانة واحساس بالخدر والتنمل في ساقيه جعله يستند على الحائط

-مالذي جاء بك الى هنا يا نادية في هذا الوقت المبكر ..وضعت يديها على فمها لتمنع بكائها ونشيجها ..

-مالذي فعلته يا اخي ؟ مالذي فعلته بالمسكينة

احس سامر بخنجر في صدره بعد كلمات شقيقته ..ادار وجهه باتجاه الحائط وضرب رأسه به وهو يصرخ بصوت عالي

-هل هذا هو ما جأتي لتقولينه ..اذهبي من هنا يا نادية لست بحاجة لتأنيب احدهم ! ما فيني يكفيني ! اذهبــــــــــي

-عليك ان تسمعني يا سامر ..لقد ظلمت سهى ..عندما عدت الى بيتك عند طلوع الفجر ..احست بالغباء عندما رأيت الدماء تملئ المكان ودخلت الشقة لأجدها مقلوبة رأسا على عقب كرهت نفسي ..كان يجدر بي البقاء ومنعهم مما كانوا يحاولون فعله ...كل هذا بسببي بسببي ..وانخرطت في البكاء وتهاوت على احد الكراسي الموجودة في الممر

استدار سامر ناحيتها وقال بصوت جاهد لكي يجعله طبيعيا

-مالذي تقصدينه !! تمنعين من ؟ تحدثي بسرعة !

مسحت انفها باحد المناديل الورقية التي اخرجتها من جيبها وقالت وهي ترتجف وقد احمر وجهها من البكاء

-اعذرني يا اخي ..لم اكن اعلم ان جنونك سوف يصل الى هذا الحد لتؤذي زوجتك لهذا الحد ..

-تكلمي يا نادية بسرعة لان اعصابي قد تلتفت ولا اتحمل المزيد

استجمعت قواها واخذت نفسا عميقا وقالت ببطئ

-ما حصل في بيتك وتدمير الحفلة بالكامل كان بتخطيط من سارة ..وسهاد ..واكملت بصوت خافت ..وامي

لا اريد ان ازيد المشكلة ...لكني احس بتأنيب الضمير ..ما كان هذا ليحدث لو اني لم انسحب من تلك المهزلة ..كان يجب ان ابقى وادافع عن سهى ..لقد ظلمتها يا اخي ..ظلمتها

لم يعد سامر يسمع شيئا على الاطلاق احس بالصداع الشديد وبالغضب المستعر بسبب اعتراف شقيقته احس بالسفالة والنذالة لما قام به ..لم يعد قادرا على سماع المزيد ..تحرك باتجاه المخرج لكن يدا نادية امسكتا به باحكام وهي تبكي وتصرخ

-لا تفعل شيئا يا اخي استحلفك بالله ..لا تكرر خطأك مرتين ..سامر ..اطلقت صرخة باسمه لكنه لم يكن واعيا لما يقوم به توجه نحو الباب الخارجي ..وصل الى سيارته وفتح الباب بسرعة ليجلس في المقعد الامامي ..رائحة الدماء مازالت منتشرة في المكان ..رائحة الدماء الصدئة جعلت غضب سامر يزداد اكثر وهو يقود السيارة بسرعة جنونية اثارت غضب بقية السائقين المارين من امامه او بجانبه ..وصلت الى بيته في سرعة قياسية ..وجد احدى الساكنات في العمارة تقوم بتنضيف الدماء ..احس برغبة في لكم نفسه وتحطيم وجهه ..كيف صدقهم ؟ كيف أذى حبيبته سهى ..كيف ..كيف ..صعد الدرج بسرعة وغضبه يتزايد مع كل درجة يصعدها ..مع كل درجة تدحرج عليها جسد الحبيبة لتغرق في بحر دمائها بعدها ..

ركل الباب الخارجي بقدمة بقوة جعل جميع من في البيت يخرجون ليرون بركان الغضب المتمثل في سامر ..

-سهــــــــــــــــــــاد ...ســـــــارة ..امــــي ..تجهر الجميع امام سامر حتى الاطفال الصغار الذين بدا عليهم الرعب من منضر خالهم الغاضب

-زينب ...خذي مصطفى وبقية الاطفال وادخلي الغرفة ..تحركت الطفلة ذات العشر سنين بسرعة وادخلت اولاد خالتها واخوتها ومصطفى الصغير الذي كان يقول بصوته الطفولي بحزن

-اين ماما ..اين ماما

راقب سامر انغلاق باب الغرفة لينقض بعدها على رقبة سارة التي كانت تراقب هي الاخرى بشرود وجسدها يرتجف من الخوف

-ايتها الحقيرة ..لقد خدعتيني ..وانت ايضا ..تقدم نحو سهاد ليجرها هي الاخرى من ياقة قميصها ..ضرب رأسيهما مع بعض فصرختا من الألم وهما يترجيانه ان يتوقف ..

قالت سارة وهي تبكي من فرط ألمها بعد ان حول يديه الى شعرها ..

-حبيبي سامر ..وقبل ان تكمل دفعها بكل قوته باشمئزاز قائلا

-لا تقولي حبيبي ..من حبيب من !! تبا لك ايتها الحقيرة ..وانت الأخرى تقدم من سهاد ليهزها بعنف

-الم تفكري بي عندما فعلتي هذا ؟ هل وصل حقدكم على زوجتي لتدمروا حياتي

وانت الاخرى تقدم من والدته وهو يصرخ بصوت عالي

-راعيت الله فيك ولم اعص لك امرا ..لماذا كل هذا الحقد والضغينه ..لماذا ..لم تجب والدته بشيء

قالت له ساره وهي تبكي

-سامر لقد اخبرتني انك تحبني ...لقد كنا نتحدث على الهاتف مطولا ..هل نسيت ذلك

صرخ بكل ما آوتي من قوة هادرا

-لقد كنت غبيا !! غبيا .!! كيف افرط بالكنز الثمين لأذهب الى الحثالة امثالك ..

اخرجو من البيت جميعا ..هذا بيت سهى ..سوف اسجل البيت بأسمها وانتم غير مرحب بكم هنا ابدا !! اخرجوا ولا اريد ان ارى وجه احداكن في المستقبل

دخل الغرفة الصغيرة وخرج منها حاملا مصطفى

_انا عائد الى المستشفى الأن ..واذا عدت ووجدت احد منكم هنا ..سوف اقتله هل فهمتن !! لقد اصبحت مجرما ولا مانع لدي من قتل ودحرجة احداكن الآن على الدرج

خرجا صافقا الباب خلفة بقوة ...

دخل المستشفى وهو يحس بخدر في يده المصابة من جراء حمله الطويل لطفله الكبير الحجم ..لمح وجوها مألوفه تقف بالقرب من الغرفة التي ترقد فيها سهى صرخ مصطفى بفرح وهو يجاهد للتحرر من يد والده

_ خالي ..

كان عمر واقفا وهو يفرك جبينه بتوتر وطارق الذي كان يقطع الممر ذهابا وإيابا منكسا رأسه ..والدة سهى منهارة على احدى الكراسي وأختها تشد من أزرها وتخفف عنها ..حرر الطفل الصغير من سجن ذراعيه ليركض نحو خاله فرحا

_ اين ..ماما .اين قال مصطفى وهو يرمق الوجوه التي خلت من وجه والدته

رفع طارق رأسه المنكس لتتغير معالم وجهه على الفور عندما رأى سامر تقدم منه بسرعة وامسك به من ياقة قميصه

_ أيها المجرم الحقير الوغد كيف تتجرأ على القدوم الى هنا أيها الوغد كيف تؤذيها بهذا الشكل كيف ...وأنهى كلامه مع لكمة وجهها الى وجه سامر الذي لم يدافع عن نفسه أبدا ...تراجع الى الخلف وهو يمسح فمه المدمى ...امسك عمر بطارق وهو يقول له

_ يكفي انت تفزع الصغير ..هذا ليس المكان او الزمان المناسبين للشجار

_ يا ويل قلبي عليك يا بُنيتي ..شافاك الله وعافاك واعادك إلينا سالمة معافاة ..حسبي الله ونعم الوكيل عليك يا سامر ...حسبي الله ونعم الوكيل

ازداد بكائها ونحيبها وهي تضرب ركبتيها وتبكي بمراره على ابنتها

قال له عمر بعد ان تأثر بدموع والدته

- سوف أجعلك تندم على ما فعلت انت وأهلك يا سامر ...سوف أجعلك تندم على اليوم الذي ولدت فيه

لم يجب سامر بشيئ بل جلس وحده في مكان بعيد بعض الشيئ عنهم

لم يستطع قول شيء أبدا ...كيف يدافع عن نفسه وهو مجرم حتى في نضره هو نفسه ...لو ضربته والدة سهى بالحذاء لما اعترض على ذلك .احس بالحقارة والخسة والندالة !!

وهو يستحق كل ما سوف يحدث وكل ما سوف تجلبه فعلته الشنيعة

-_____________________-

فتحت عينيها ببطئ وألم ..اصبحت الرؤية امامها ضبابية ..اغلقت عينيها وفتحتهما اكثر من مرة حتى تتوضح الصورة امامها ..لم ترى سوى حيطان بيضاء .. ...آلام مبرحة غزت كل جزء من جسدها .. .حركت يديها ببطئ والوجع يزداد في يدها ..لم تستطع تحركيها لانها كانت مجبرة بجبيرة بيضاء ..لم تستطع تحريك رأسها بسبب الرقبة الطبية التي كانت ترتيدها ..حاولت تحريك يدها الثانية فمدتها الى بطنها لتتحسسها ..ازداد الألم هذه المرة اكثر في قلبها ...احست بالفراغ والخواء فعرفت انها فقدت طفلها ..افلتت منها شهقة قوية لتطلق العنان لدموعها بعدها ...انتحب بصوت مسموع والدموع مدارا على خديها ..

تنبهت والدتها الى صوت بكاء ابنتها ..كانت تقرآ كتاب الله عز وجل وتتضرع الى الله ان يشفي سهى مما هي فيه ..تحركت نحوها ..فوجدت وجه سهى محمر ومليئ بالدموع وهي تجاهد لتحريك رأسها لكن جميع محاولتها بائت بالفشل بسبب الاوجاع التي تهيجيت بسبب حركاتها المتخبطة

صرخت امها وهي تحاول تثبيتها بقوة في السرير

-سهــــــــــى حمدا لله انك استقيظتي ...يا قلب امك الحمد لله على سلامتك ..

ازداد صراخ سهى وبكائها هذه المرة ..

بكت امها معها وهي تقول

-لا تبكي يا حبيبتي ..الطفل ممكن ان يتعوض ..لكن صحتك وسلامتك اهم شيء يا طفلتي ..كفي بكائا انت تقتليني بنشيجك هذا ودموعك

نطقت سهى اخيرا بصوت مرتجف

-لا استطيع يا أمي ..لقد ذبحوني ..ذبحوني ودمروني ..آآآه يا أمي ..قلبي ينزف دما ..ياليتني لم اتزوجه وسمعت نصيحتك ونصيحة خالتي ..انا لم اعد اتحمل ..لا اريد ان اعود لذلك الكابوس ..خلصوني يا امي ..خلصوني من هذه المصيبة

تخبطت في فراشها وهي تضرب بيدها على الفراش ..احست والدتها انها على وشك الاصابة بانهيار عصبي ..خرجت من الباب لتجد ابنها ..وطارق يجلسون في الخارج منتضرين بترقب ..

-تعالوا لقد استيقظت وهي ليست بخير ..ابنتي سوف تضيع من يدي ..

دخل طارق وعمر بسرعة الى الغرفة ليجدوا سهى غارقة في بكائها ..تحول بكائها الى بكاء هستيري وازدادت حدة صرخاتها الضعيفة التي كانت تطلقها وهي تنتحب ..

دخل سامر بعدها الى الغرفة فقال بصوت متردد

-سهـــى ...

لم تستطع سهى رفع نفسها بسبب الثقل في رأسها وبسبب الكسور ..قالت بهلع عندما سمعت صوته وهي تجول بعينيها بقلق وبسرعة

-اخرجوه من هنا ...اخرجوووووووه صرخت بكل قوتها وهي تسعل بشدة من جراء صراخها ..تقدم طارق منه ودفعه بقوة الى خارج الغرفة

قال له من بين اسنانه ..

-ابتعد عنها ..اخرج من حياتها ايها القذر ..مصيرك هو السجن ايها الجبان

صرخ سامر به

-انها زوجتي وانت من يجب ان يخرج من هنا ..حاول دفعه لكن اصرار طارق كان اشد من اصراره وصراخ سهى يزداد بحدة

-انتضر قبل ان تخرج ..قالت سهى وهي تبكي

-ارسل لي ورقة طلاقي قبل ان اخرج من هذا المستشفى ... 

Continue Reading

You'll Also Like

1.8K 300 25
ضائعة بين الأمواج ترفعني و تصفعني و توقعني علي واقع مر لا اعرف ما يحل بي و ماذا يحدث لي في هذا البحر الموج عالي حتي انه اغرقني لا اقدر عل...
10.2M 475K 75
" سَــتَتركينَ الـدِراسة مِــن الــغدِ.. لَــقد سَـحبتُ مـلفاتكِ مِــن الـجامعةِ بـالفعل ..! " " مـالذي تَــهذي به..!؟ " " هــذا مــا لَـدي... لاتَ...
72K 978 17
تشعر بالملل وتريد كتاب مميز كي تقرأه ولا تريد تضيعة وقتك في البحث عنه في هذا الكتاب سأعرض عليك العديد من الكتب الروائية العالمية المشهورة خارج الواتب...
14K 316 12
هذه القصة لحالة يمكن تصير لأي واحد فينا.. تيفاني أمرأة شابة تخيلاتها للحياة وردية.. تلتقي بتيم ويغير مفهومها واحلامها..