طائر الظلام

By user39921406

5K 99 2

الملخص .. كأنها والعذاب علي موعد ... كأن الام الذكريات لم تعد تكفي فأتي اللقاء ليوقظ نيران السنين القديمه . و... More

1-التقينا وسط الدموع
-2 قلب في الظلام
3_ صوتك القاسي
4 - سيدها الوحيد
5 - الكلمات لا تقتل
6 - لا أمل . . .
8- الحب لا يُسترد
12

9 - رحيل إلى الغد

725 19 2
By user39921406

    احتاجت سيليا إلى كل ما أوتيت من قوة إرادة للذهاب غلى غرفة برودي ذلك المساء إذ تفرض عليها واجباتها كممرضة الموااجهة . . . . مع أن كارول أكدت لها ان شيئاً لن يحصل ، وأنها شرحت له كل شيء . . ولكن ما أقلق سيليا هو " كل شيء " الذي شرحته له ! كان مستلقياً على سريره حين دخلت ، والنظارة السوداء مكانها  إلتفت إليها سائلاً : - سيليا ؟ - ومن سواها ؟ - لماذا كذبت علي ّ ؟ ابتلعت ريقها بصعوووبة فالهجوم مباغت : - كذبت عليك ؟ ولماذا أكذب عليك ؟ - هذا ما أحاول معرفته . قالت كارول أنها هي من يقابل جوناثان ، فلماذا جعلتني أظن أنك أنت الفاعلة ؟ - وهل فعلت هذا ؟  رد بخشونة : - تعرفين جيداً أنك فعلت ! وماذا عن بيانشن ؟ - إنه طبيب لا اكثر ولا أقل . - وماذا عن ذلك الرجل الذي قضيت الليل معه . ذالك الذي حمل إليك فطوؤك إلى السرير ؟ - زرت كارين وجاك هاموند ، فدعوني إلى المبيت عندهما . أما الذي حمل لي الفطور فهو إبنهما جون . سمعته يتمت شيئاً . فقالت : " ماذا قلت ؟ " . - قلت اللعنة عليك ! لماذا فعلتِ بي هذا ؟ ألا يكفيك عجزي حتى تزيدي عليه تبججك بعلاقاتك الغرامية ؟ - لم اتبجج قطّ . . . أنا فقد . . .  - جعلتني أشعر أنني غير قادر على أن أكون ؤجلاً ! وبتُّ أجلس هنا في هذا الكرسي متمنياً لو أكون حبيبك ! - برودي . . .  - اخرجي من هنا سيليا ، لا أطلب منك ذلك طلباً بل آمرك ، فلن أطيق وجودك بعد الآن . - سأتركك قليلاً ، ولكنني سأعود وقت العشاء . .  - أريد أن تتركي المنزل سيليا . . ما عدت بحاجة إليك . . .  - لكن . . . .  - تعرفين أن هذا صحيح . . فأنا لا اتناول علاجاً أو حبوباً منومة . . . لذا ما حاجتي إلى ممرضتي ؟ سيكون رحيلك مفيداً للجميع وخاصة لك ولي . - ما رأيك بصديقة ؟ - لن نكون أنا وأنتي صديقين أبداً . - هذا غير صحيح . . .  - أنا لا أريد أن أكون صديقك سليا . وهذا ما تعرفينه منذ ان دخلتِ عليَّ في المستشفى وبدأتِ تغيظينني بصوت قاس للحصول على رد . . . وقد كنت وقتذالك أعرف غايتك تلك فلم تعجبني . . . . وها أنا الآن أطلب منك الرحيل فما عاد من المناسب بقاؤك . - فهمت . ولكن يجب أن يوافق جوناثان أولاً ، فهو طبيبك . - وأنا كذلك طبيب قادر على تقرير ما إذا كنت بحاجة إلى ممرضة أم لا . سألتني قبل الآن إن كنت أرفض أن أناقش وضعي معك وحدك ، وأقول نعم هذا صحيح . شهقت بصوت مرتفع وكأنه صفعها . . فأردف : - هل يناسبك الرحيل غداً ؟ - إذا أردت هذا حقاً سأرحل غداً . - نعم أريد ذلك سيليا . . .  وقفت امام الباب فأردف : - أنا سعيد بعلاقة كارول وحوناثان ، فلا بدَّ أن يجدا السعادة معاً . - أجل وأنا مسروره بهما كذلك ، فكارول شابة تعرف ما تريد .  وتحصل على ما تريد . . . أوه . . . ليتها تحصل على الرجل الذي تريده . . . على الرجل الذي تحبه . . . ولكنه يبعدها عن منزله . . . وعن حياته . . . ربما إلى الأبد . فهو ما عاد يريدها ، وما عاد منجذباً إليها . . . أوه. . . ليتها لاحظت ذلك الانجذاب في البداية واستغلت الفرصة لتكون بين ذراعيه ! كانت تةضب حقيبتها حين قرعت كارول الباب . - ماذا يجري هنا ؟ هل تشاجرت مع أبي ؟ أرجوك لا تتركي المنزل بسبب هذا الشجار . . فسينسى كا شيء غداً . أترحلين بسبب أتهامات جدتي ؟ إنها راحلة غداً . - لا شأن بجدتك برحيلي . - ولم َ تشاجرت مع والدي ؟ إن هذا مفاجيء . - هذا صحيح . . ولكن عندما أصبح ممرضة لا يجدي وجودها نفعاص فالخير في رحيلي . ألا ترين أن من الأجدى لك مرافقة جدتك ؟ إنها متكدرة . - إنها دائماً هكذا . - ماذا كانت أمك تفعل في سويرا ؟ - كانت تعيش هناك . - في سويسرا ؟ - ألم يذكر لك امر رجيلها ؟ لقد ذهبت لتعيش هناك بعد انفصالهما . - ولكنني اعتقدتها . . عادت إليه .  - كانت تعود أحياناً لقضاء العطلات . ولكن زوجها لم يكن يحب زيارة إنجلترا . . وهو رجل لم يدخل حبه إلى قلبي يوماً . كان أصغر منها بعشر سنوات وهو إلى ذلك رجل عابث . ابتعلت سيليا ريقها وقد صدمها الخبر . . . فعودة برودي إلى زوجته ما باءت بالفشل فحسب بل أدَّت إلى الطلاق والزواج برجل آخر . . يالله . . . إنها تفهم الآن ما يشعر به من عذاب ! - لكن أمي كانت سعيدة مع زوجها . . آه سيليا ليتك لا تتركين والدي ! فأبي لا يعرف ما يفعل بنفسه بصرفك من خدمته .  - يل يعرف . . لقد كنت شوكة في خاصرته منذ مجيئي غلى هنا . لقد وافقت على الذها ب في الصباح ، ولكنها لم ترحل قبل أن تراه للمرة الأخيرة . الطعام اللذيذ الذي حملته إليها كلرول على صينية ، لم يرق لها . . وقد مرَّ الوقت حتى تأكدت من نوم برودي . . فهي لا تستطيع أن تراه إلا بهذه الطريقة . كان الضوء يغمر غرفته . . . ولكنه كان نائماً ، لا يدثره إلا غطاء ؤقيق . . مت زال منظره يخطف منها الأنفاس . . . ارتعشت أصابعها وهي تلامس صدره بنعومه ، فتحرك ولكنه سرعان ما عاد يغطُّ في نوم عميق . . . جلست على حافة السرير وقالت هامسة : - لم أقصد إيذاءك قد برودي . . . ولم أشأ أن تشعر بأنك أقل من رجل . ولكنت شاركتك حياتك بكل سعادة لو عرفت ولو مرة أنك مهتم بي . . . أوه حبيبي . . . لم أتوقف قط عن حبك حتى عندما آلمتني . كنت أتمنى أن تكون حبيبي برودي . . .  وتدفقت دموعها غصباً عنها وهي تنظر إليه ، غير قادرة على مقاومة تطوقها إلى ضمه إليها . . . . وعادت تهمس : - إذا احتجتني يوماً أو أردتني . . . فأنا تحت طلبك دوماً . وقفت على مضض . ثم هرعت إلى الخارج لا تلوي على شئ . بدت غرفتها باردة ، وحيدة فاندست يائسة تحت أغطية السرير , تدفن وجهها في الوسادة لخنق نحيبها . فلم تكن تعرف إلى أين تذهب في الغد ، ولم تكن تهتم لأنها لم تشعر ببؤس كهذا من قبل . . .  - سيليا . تسمَّرت في مكتنها عندما سمعته يناديها فالتفتت إليه فإذا هو في الباب . رمشت بعينيها لأنها ظنت أن الخيالات تتراءى لها . - هل لي بالدخول ؟ لا . . . لا تتراءى لها الخيالات . . . إنه حقاً هنا . . . ونظرت إليه مذعورة . . . هل كان مستيقظاً طوال الوقت .؟ هل سمع ما قالته عندما كانت تودعه ؟  - استيقظت منذ لحظات ووجدت صعوبة في الإغفاء من جديد . . . كان عليّ أن آتي إلى هنا لأودعك . لأنني أعرف أنك لن تودعيني قبل رحييلك في الصباح . . أين أنت ؟ رطبت شفتيها ، وهي لا تدري كيف ترد عليه ، فكرر بنعومة : - أتأذينين لي بالدخول ؟ لا أريد أن تسمعنا كريستبال فتظن بنا الظنون . تصلبت ، ولكنها لم تلبث أن جلست : - لا تقلقي . . لن أقنعك بعدم الرحيل . فنحن نعرف أن لا حاجة إلى رعايتك . - أجل . .  - ولكن هناك ما انا فعلاً بحاجة إليه . - نعم ؟ وما هو ؟ جلس قربها عل السرير ، ومال إلى الأمام يمسك ذراعيها ثم يرفع يديه ببطء حتى كتفيها . . . فوجهها : - ليتني أستطيع رؤيتك . . . أنت جميلة ، اليس كذلك ؟ - لا . . .  - بلى . . . أنت جميله . سألت كارول منذ أسابيع فقالت إنك جميلة ، فشعرك شعلة نارية حين تتداخل الشمش فيه . . . وبشرتك ناعمة عاجية وعيناك زمريتان أما ثغرك . . . فشهيّ . شهقت أنفاسها متألمة : - برودي . . .  - أتعلمين كم اشتقت إلى عناقك ؟ كم احتجت إلى أن تحضنيني . . . ؟ ولكنكِ كنتِ دائماً رسمية بالتعامل معي . . . ممرضة بكل ما في الكلمة من معنى . . . أليس فيك إمرأة ؟ تأوهت : - تعرف تماماً ما يوجد فيَّ . . . ألم يسبق ان زرتني من قبل فأمضيت الليل عندي . - لم أبت طول الليل بل جزءاً منه لأنك طردتني . - اضطرت إلى ذلك . - وهل ستطردينني اللية أيضاً ؟ - حماتك . . .  - اللعنه على كريستبال . . . هل ستطردينني ؟ أعطته الرد الوحيد عندها : - لا . - سيليا ؟ - قلت لا . . . لن أطردك لأنني لا أقدر على إبعادك عني . . ألا تعرف هذا ؟ - عانقيني سيليا . . . إن لم أشعر بك بين ذراعي حالاً جننت . صاحت صيحة مخنوقة متحشرجة ثم رفعت ذراعيها إليه تشعر يتجاوبه السريع معها . . . كان عناقاً عنيفاً وعاصفاً ، فتعلقت بكتفيه العريضتين ، لتغرق في عالم أصبح مجنوناً تماماً . . . فبرودي وحده هو الحقيقة فيه . وأخذ يهمس لها : - ليتني أراك . . . ليتني أرى جمالك المسترسل أو عينيك التائقتين إلى شوقاً . - ليس الأمر مهماً . . .  - لكنه مهم عندي .  وضعت يديها على وجهه . - أزل الحاجز الذي يحول بينك وبين الرؤية . - درس آخر في علم النفس ؟ - لا تهزء بي برودي . . .  - أهزأ بك ؟ كنت غبياً عندما جئت غلى غرفتك . . . أترضين عادة مرضاك وتجعلينهم يتنفسون عن ضغط أنفسهم بهذه الطريقة . أمسكت أعصابها بجهد كبير وهي ترفض أن يفسد عليها هدوءها . - لماذا أحرمهم مما يتمتع به الأطباء ؟ راقبته وهو ينتفض مبتعداً . . . فأردغت بصوت ناعم : - أنا لا أقول إلا ما تتوقع سماعه ، ولكنك تعلم ان أقوالي هذه غير صحيحة . . . فما من طبيب أو مريض ، بل ما من أحد اقترب مني من قبل . برودي أنا أريدك أنت ، أنت وحدك . . .  - سيليا . . . .  - لماذا لا تفهمني . ألا تشعر بقلبي الواجف . . . ألا تسمع أنفاسي المتهدجه . . .  - سيليا!  - لن أتوسل إليك أكثر . . .  - يا إلهي ما عدت أحتمل . . ما عدت أستيطع تحمل المزيد . .  وأبعدها عنه متألماص . - هل رغبت يوماً في أن يكون لك طفل سيليا ؟ - كل إمرأة تحلم بالاطفال . - ستبدين جميلة في حملك ، ولكنني لأسف لن أكون ذالك الرجل الذي يبعث فيك حياة جديدة . ثم نظر إليها نظرة طويلة حتى شعرت أن بصره قد ارتدَّ إليه ، ولكنه وقف بسرعاً وخرج من الغرفة لا يلوي على شيء .  استيقطت في الصباح التالي على طرقة خفيفة ، أعقبها دخول كارول التي نظرت إلى سيليا : - كيف كانت ليلتك ؟ - لا بأس بها . - سيليا ؟ - هل شاهدت أباك هذا الصباح ؟ ضجكن : - أجل . . . إنه يصيح بالجميع . . . جوناثان معه في الوقت الحاضر .  - أهو مريض ؟  - لا تسأليني عنه ، إنه لا يتفوه بشئ . - وماذا عن جوناثان ؟ تنهدت : - يمارس قواعد المهنه عليّ . لا بد أن أمراً مهماً دفع برودي إلى استدعاء جوناثان باكراً هكذا .  - أوالدك بخير ؟ - إنه تعب . . . أما زلت تريدين الرحيل اليوم ؟ - نعم ، إلا إذا عدل والدك عن رأيه ، ولا اظنه فاعلاً . - سيليا ؟ - نعم ؟ - هل قصدك أبي البارحة ؟ ابتلعت سيليا ريقها بصعوبة . . ولكنها ابتسمت : - لا فائدة من الإنكار . . . أليس كذلك . - ولماذا تريدين الإنكار ؟ - لا أريد الإنكار . . . ولكنني أؤكد لك أن إتهامات جدتك غير صحيحة . فقد أتى والدك ليلة البارحة ليودعني ليس إلا . . . .  - ولكن ألا ترين أنه بقدومه ذاك أشار إلى ما في قلبه تجاهك . . . أنا لا أصدق ما تقولينه عن عدم إهتمامه بك . . . . خاصة وهو من كان يبدي اهتماماً كبيراُ بك قبل ست سنوات ولا أظن مشاعره تغيرت تجاهك . . . .  تنهدت سيليا من عناد كارول : - إنه لا يذكرني حتى . . .  - لا أكاد أصدق قولك . - لن يغر تصديقك أو عمدمه من واقع إصراري على الرحيل . - حسناً سأتحدث إلى أبي .   أكملت سيليا ارتداء ملابسها وهي سروال أسود ضيق وقميص أخضر واسع . وفيما كانت توضب الحقائب انفتح الباب على غير توقع فالتفتت تتوقع رؤية برودي ولكنها دهشت من رؤية كريستبال إير التي كانت واقفة هناك وعيناها الصغيرتان تحدقان إليها بعجفة وازدراء : - إذاً أنت راحلة حقاً آنسة هالام ؟ ويبدو أن قرارك هذا اتخذته بعدما اقتنعت للمرة الثانية بأن لا وجود لك في حياة برودي . - هو لا يحتاجني ممرضة . - ولا عشيقة ! - سيدة إير . . .  - سئم منك هذه المرة في وقت أسرع من المرة الماضية . . . أليس كذلك ؟ لقد سئم دونا بالطريقه ذاتها. - في المرة الأولى أم الثانية ؟ - ماذا تقصدين بالثانية . . . ؟ تعنين الصلح!ّ  ضحكت كريستبال . - أنت تشاركينه فرشه طوال هذه المدة وأنت لا تعرفين أنه لم يكن بينهما صلحاً   تنجت سيليا فتمسكت يدها بالكرسي القابع خلفها ، ترتجف بشدة : - ولكنك تلك الليلة عندما اتصلت ُ هاتفياً . . . ببرودي قلت لي أنهما عادا إلى بعضهما بعضاً . . . وإنهما يستعدان للخروج معاً . - لا اعتقد أن ما سأقوله الآن سيضرّ أخداً . . ولا يهمني حتى وإن أخبرتي برودي بما ادَّعيته تلك الليلة , فقد تأخرت على توضيح الأمور ست سنوات . . . . لقد ذكرت تلك الليلة ما كنت تتوقعين سماعه . . . . أتذكرين أنك رفضت أن تحدثيه حينما عرضت عليك استدعاءه للرد إلى مكالمتك . - ولكنني رأيت دونا معه . - ممكن . . . لأن كارول أصيبت بحادث أثناء عودتها من المدرسة . فكانت أن رجعت دونا من سويسرا لتكون معها . - لا لتكون . . . . . مع برودي ؟ ضحكت ضحكه تخلو من أي إحساس : - لا . . . علمت منذ عرَّفني إليك إن علاقته بك جادة . . . ولكنني أرفض أن تحل نكرة مثلك مكان ابنتي ّ لا أستطيع السماح بهذا !  - إذن . . . لم تخبري برودي بإتصالي ؟ - أوه . . . أخبرته ولكنني قلت له أيضاً ما توقع سماعه . قلت له إنك أدركتي أنه كبير السن على فتاة مثلك ، كما قلت له إنك لا تستطيعين قبول واقعه الذي تشاركه فيه طفله وزوجة ، كما قلت له إنك لا تملكين الشجاعة على قول هذا وإنك لا تريدين رؤيته ثانية . حين رجعت من المستشفى مع كارول شعرت بكابوس يطبق علي ، ولكن مخاوفي لن تكن في محلها . - إنه لا يذكرني حتى . - انا لم أنسك قط . تناهى إليها صوته من الباب المفتوح . . . دخل الغرفة ووقف قربها والنظارة السوداء تخفي أساريره . - صدقت في السنوات الست أنك لم تهتمي بي . . . وأنك . . .  التفت إلى حماته يرتجف غضباً : - أظنك بحاجة إلى عطلة طويلة كريستبال . . . عطلة تمضينها بعيداً عني وعن سيليا . . .  - برودي . . .  لم تُجفله نبرتها المصدومة فأردف ببرود : - أرى أن من واجبك الرحيل . - ولكن . . . .  - أعتقد أن كارول وجوناثان سيسرهما استدعاء سيارة أجرة لك . - ولكن إلى أين ؟ - ليتك تذهبين إلى الجحيم بسبب ما جعلتني أقاسي منه ست سنوات ! راقبت سيليا العجوز تخرج كالعاصفة من الغرفة تصفق الباب وراءها . . ثم لم تلبث أن أدارت عينيها الخضراوان إلى برودي لتقول متأوهة : - كنت تعرفني طوال الوقت ؟ - اجل . . . ولكنني كنت أعمى . . . . عادت كارول من حفله لتقول لي أنها قابلتك وإنها وجدتك جميله كما كنت دائماً . . . . ذلك المساء استدعيت لتلبية حالة طارئة ، وكان تفكيري منصباُ عليك . . . كنت أفكر فيك حين وقعت الحادثة . . . .  شهقت : - اكان الإصطدام بسببي ؟ - لا . . . بل كان غلطتي . . . . كنت خائفاً من أن تصدميني ثانية بعد هذه السنوات ، وكنت مقتنعاً فيما بعد أن عماي وسيلة لتجنب الواقع . وحين استعدت وعيي في المستشفى وجدتك هناك . خِلتُ نفسي أهذي ، ولكن مع مرور الأيام والأسابيع عرفت أنني أحببتك أنت وحدك دون دونا . . . . وأنني ربما أجبرتك على الظهور في مخيلتي فقد . ولك أذكر حتى لكارول لئلا تظنني فقد عقلي . لم تصدق أنه كان يناديها هي ألا ترحل لا دونا . . . لقد فهمت همهماته خطأ . . . .  - ثم عدت ثانيه تعذبينني . . . تثيرين غضبي . . ز . نعطينني سبباً أعيش من أجله وأنا كنت حتى ذاك الوقت أرفض الحياة . لماذا جئت . . . يا إلهي ! ماأعظم ما مان عليه عذابي عندما جئت علي أنك ممرضتي فلمست وجه وأنا أشعر ببشرتك الناعمة كالحرير . هل كنت ستدعينني أُتمّ ما أريد يومذاك . يجب أن نبوح بالحقيقة الآن ، فالوقت ليس متأخراً كنا ادَّعت كريستبال . . . . ولم يتأخر يوماً . ؟ حاولت ، وكنت أنجح أحياناً في إيعادك أياماً ولكنني لم أتمكن من نسيانك كلياً ، فقد كنت أول رجل أجببته . . .  - الأول ؟ - والأخير . . . كدتُ أبوح لك بمشاعري ولكنني رأيتك تخرج من المستشفى مع دونا ، وكنت قبل ذلك قد اتصلت بك فإذا بالسيدة إير تقول لي إنك على وشك أن تخرج الليلة بصحبتها لأن المياة عادت إلى مجاريها بينكما . - أخبرتني كريستبال بمكالمتك . . . وكمنت مستعداً لإرتكاب جريمة بسبب ما أخبرتني به ّ ثم قررت أن أمهلك وقتأُ للتفكير فاصطحبت كارول للقيام برحلة نقاهة طويلة ، حين عدنا وجدتك قد انتقلت إلى مستشفى أخرى . . . وكان هذا خير دليل على قرارك . - ولكن الأمر لم يكن كما تقول . فقد وجدتني عاجزة عن العمل معك في مستشفى واحدة بعد عودتك إلى زوجتك . تنهد : - لماذا وافقت ـن تكوني ممرضتي ؟ ألتعذبينني ؟ أم لتنتقمي مني ؟  - لا أنا من كنت أتعذب . . ولكنك كنت تحتاجني ، ولا تتجاوب إلا معي . أما كنت تعلم أنني أقوم بأي شئ في بسيل مساعدتك ؟ - أي شئ ؟ - نعم أي شئ . - إذن كنت تقصدين ما قلته بالأمس ؟ _ ماذا قلت ؟ - إنك لم تتوقفي عن حبي . اتسعت عيناها دهشة :  أكنت مستيقظاً ؟ - طوال الوقت . . . وكيف لي أن انام ؟ حين دخلت إبى الغرفة فلمستِ وجهي وصدري ورحتِ تبوحين لي بما في قلبك ، علمت أنني لن أدعك ترحلين . - إذن لقد عرفت أنها الحقيقة . وأنني كنت صادقة عندما قلت إنني لم أرد رجلاً آخر سواك من قبل . - وأنا لم أرد امرأة أُخرى مُذ رأيتك . . . بل لم يكن في حياتي امرأة أخرى طوال هذه السنوات . دارت حول نفسها بحدة فرأته مبتسماً .  - برودي ؟ فتقدم كنها بخطوات واثقة . - كنت أعذب نفسي وأنا اتخيلك مع رجل آخر . . . .  ثم توقف امامها حتى كاد يلتضق بها فاندفع الدفء منه واجتاح مشاعرها :  - ثم أخبرتني كارول أن ليس لديك صديق . . . أو زوج أو أولاد ، وأعتقد أنها سألت جون عن هذه المعلومات . . . فتصاعد الأمل عندئذ في نفسي ولكن أدركت أنني أعمى ولم أجرؤ على الأعتراف بأنني تذكرتك . ولكنك كنت ممن يقوم بالتضحيات . . . . وعرفت أنه حين تعلمين مدى حاجني إليك ستتخلين عن الدنيا . . . أوه . . ز ما أشد أسفي على ما سببته لك من ألم بقسوتي عليك سيليا .  كانت متسامحه عى الآلام التي انزلها بها . - اخبرني برودي . . . ما كان شعورك نحوي . . . منذ ست سنوات ؟ - ألم أبح بخ هنيهة ؟ لا ليس بالكامل . - أولاً يجب ان أشرح لكي شيئاً عن زواجي . . . كنت أريد زوجة تعزز مركزي الذي تبوأته . . . وكانت هي تتمتع بمزايا تخولها ان تكون زوجة رجل مشهور ولكن لسوء الحظ لم يقل لها أحد إنني سأمضي سنوات قبل بلوغ القمة . . . ولم أدرك يومذاك صعوبة لأن يكون لشاب زوجة أبوها مستعد لشراء أي شيئ تطلبه . . . . وحين ولدت كارول كنا منفصلين . . . ولكنني أحببت إبنتي كثيراً . . . وصممت على المحافظة على العائلة من أجلها حتى جاء هاري . - أخبرتني كارول عن زوج أمها . - بعد ذلك أدركت أن زواجي لم يكن زواجاً بقدر ما كان صفقة تجارية ، وقد أدركت ذلك اليوم الذي توجهة فيه إلى العنبر لأزور مرشة ، فاصطدمت بفتاة ، شعرت أنني أكاد أغرق في عينيها البريئتين ، وأنني أرغب في أن تحتويها ذراعي بقوة . . . يومذاك نظرت في عينيك . . . كما انظر الآن . . . فوقعت في حبك . - برودي ؟ أقلت . . . غنك . . . تنظر إليً ؟ - أيعمك أن أبقى أعمى ؟ - لا يهمني أبداً لو كنت أعمى ، او كان لك ست زوجات وعشرون ولداً . . . ز لأنني أحبك . . . وسأظل أحبك . . .  - ليلى أمس ، بعدما بحت لي ما بحت وأنت تظنني نائماً دخلت عليك في الغرفة . في تلك اللحظة قفز شيء داخلي ، أزال الضغط النفسي عني ، فنظرت إليك . . . فجأة رأيتك . . ز جميلة كما عهدتك .  - لماذا لم تقل لي ؟  - كنت أفكر في أشياء أخرى . . ز مع أن لا شئ كان أهم عندي منك عندئذ ، ولكنني شعرت بحاجتي إلى الإنفراد بتفسي لأتأكد إن بصري قد عاد إليَّ مؤقتاً أم دائماً ، فخرجت من غرفتك لأتحقق من حالتي لانني ما كنت أستطيع إجبارك على الزواج بأعمى . - لن تجبرني على الزواج ، بل كنت ستسعدني به . - حبيبتي..... هل تتزوجينني ؟ - يجب ـم أكون غاضبة منك ، فكيف تهينني ظاناً أن حبي شفقة عليك ؟ - لأنه لم يكن باستطاعتي تقديم أقل ما تستحقينه . - ومن كان يهتم ؟ - انا من كنت أهتم . - وهل  كنت ستتركني ارحل لو بقيت اعمى ؟ - لا أدري . . ز أترين ، بقيت حتى سمعت أكاذيب كريستبال . اعتقدت أنك تخليت عني منذ ست سنوات . وبعد معرفتي الحقيقة ، لم أعد واثقاً من ردة فعلي. لفَّت ذراعيها حوله ، وأغرقت وجهها في صدره . - إنك ترى من جديد . . . . ولن تلبث أن تعود إليك عافيتك . . .  وهل ستتزوجينني ؟ - سأفكر بالأمر . ألم تكفك ست سنوات ؟ اشتدت ذراعاها حوله . - أظنني لأحببتك منذ وقعت صدفة بين ذراعيك . . . أجل . . . . سأتزوجك . وكان لها ولبرودي السعادة التي كانت للزوجين العجوزين دفيدسون . . . وقد عرف كل منهما هذا وقدسه    * * *
    

Continue Reading

You'll Also Like

7.1M 351K 71
" سَــتَتركينَ الـدِراسة مِــن الــغدِ.. لَــقد سَـحبتُ مـلفاتكِ مِــن الـجامعةِ بـالفعل ..! " " مـالذي تَــهذي به..!؟ " " هــذا مــا لَـدي... لاتَ...
1.2M 3.8K 61
⚠️ القصة دي شبه واقعية وتحكي أحداث معظمها حدث معي شخصياً بالفعل،⚠️ يعني معظم الشخصيات اللي فيها موجودة بمواصفتها لكن الخيال فيها إن مش كلهم بل معظمه...
3.4M 51.2K 66
تتشابك أقدارنا ... سواء قبلنا بها أم رفضناها .. فهي حق وعلينا التسليم ‏هل أسلمك حصوني وقلاعي وأنت من فرضت عليا الخضوع والإذلال فلتكن حر...
148K 5.8K 31
رجال آلقوة.. وآلعنف آلغـآلب آلمـنتصـر.. وكذآلك آلعقآب لآ نهم ينقضون على صـيده بــكسـر جـنآحـيهم آي بــضـمـهمـآ آوبــكسـر مـآيصـيدهم كسـرآ آلمـحـطـم آ...