طائر الظلام

user39921406 által

5K 99 2

الملخص .. كأنها والعذاب علي موعد ... كأن الام الذكريات لم تعد تكفي فأتي اللقاء ليوقظ نيران السنين القديمه . و... Több

1-التقينا وسط الدموع
-2 قلب في الظلام
3_ صوتك القاسي
5 - الكلمات لا تقتل
6 - لا أمل . . .
8- الحب لا يُسترد
9 - رحيل إلى الغد
12

4 - سيدها الوحيد

435 10 0
user39921406 által

  أشرق يوم الإثنين مشرقاً براقاً ، فسعت سيليا إلى تركيز أفكارها على جمال هذا اليوم ، وذلك عندما كانت تتناول الفطور مع كارول وحدها ، فكريستبال إير طلبت الفطور إلى غرفتها وكانت العجوز قد اختفت عن الأنظار منذ وصول سيليا إلى المنزل في الليل الفائت . أصرت سيليا على عودة كارول إلى كليتها بداءاً من اليوم . . فعلى حياتها أن تعول إلى فلكها الطبيعي . - وأضيفي أن والدك حينما يرى نفسه وحيداً معي في المنزل سيتقبل وجودي أكثر وتتضاءل رغبته في التخلص مني . - - لا أعتمد على هذا . . صحيح أنه لم يعرف أنك وصلني ، إلا أنه في مزاج رهيب منذ ليلة أمس ابتسمت سيليا : - - ربما عرف أنني وصلت . - - لا أظن هذا . . من المستحسن ذهابي الآن . هل أنت واثقه أنك ستكونين على ما يرام ؟ - - كل الثقة . كان عندي مرضاً أسوء حالاً منه . ترددت سليا أمام غرفة برودي ، تتساءل عن نوع الإستقبال الذي ستتلقاه . فإن كان ما قالته كارول عن مزاجه صحيحاً فهذا يعني أنه لم يفرش لها الارض ترحيباً .  حين دخلت بعد طرقة خفيفة ، كان خارج فراشه مرتدياً ثيابه ، جالساً أمام النافذة ، ولكنه لم يرفع وجهه إليها وكأنه كان يعرف من دخل عليه حتى قبل دخولها . قالت تهاجمه ما إن رأت النظارة : - لم تضع هذه النظارات وعينيك لا تشوبهما شائبة ؟ بدلاً من الغضب التي أملت أن تثيره ، التوى فمه بابتسامه ساخرة : - ولماذا ترتدين بزّة الممرضات الرسمية ، وأنت تعلمين أنني لا أراك ؟ - لكن هذا لا يجيب على سؤالي . - أضعها لأنني أ{يد أن أضعها . - هذا ليس رداً ! - وهو الرد الوحيد الذي عندي . . . وماذا عنك ؟ أنت لم تجيبي عن سؤالي بخصوص بزَّتك الرسمية . - أنا . . ممرضة . . - سبق أن قلت إنك ممرضتي . . . أنا أستحسن ألا ترتدي بزّة التمريض عندما تكونين معي . . . اخليعها . تصاعد الللون الأحمر إلى وجنتيها : - عفواً ؟ تشدق ساخراً : - عزيزتي آنسة هالام . . . ماذا أعني برأيك ؟ ألا تقيمين في المنزل ؟ - أجل . - إذاً توجهي إلى غرفتك وارتدي شيئاً آخر علماً أنك قادرة على خلع ما تريدين دون أن أستفيد من هذا شيئاً ! فقد حرمت حتى من متعة النظر إلى إمرأة جميلة . - أنا لست جميلة . - وكيف لي أن أعرف ؟ قد يكون وزنك مئة كيلو غرام أو تشتبهين " غوريلا " فكيف أعرف ؟ ابتسمت : - لست على هذا القدر من البشاعة . . . كما أنك غير مضطر لرؤية جمال المرأة ما دمت قادراً على الإحساس به .  - أوه . . أجل. . وهل ستحب المرأة أن تجد يدي طريقاً إلى جسمها . أترغبين معي هذا آنسة هالام ؟ عضت على شفتيها غير واثقة من قدرتها على تحمل حديث حميم كهذا . فقال معلقاً بخشونة : - عرفت أنك لم ترغبي . أخذت نفساً عميقاً : - سأعقد معك إتفاقاً . تغيرت أسارير وجهه. - أي نوع من الاتفاق ؟ - تخلع النظارة السوداء ، لأنها غير ضرورية خاصة وأن لك عينين ساحرتين ، وعندئذ أسمح لك بالتعرف إلي لمساً . . . اتفقنا ؟ فكر برودي برهة ، وهز رأسه ببطء : - اتفقنا . مع أنني قد أصاب بخيبة أمل . تقدمت تجثو أمامه وسألت : - خيبة أمل ؟ - ابتسم : - لك صوت مثير آنسة هالام ، لذا أخشى أن أكتشف أنك مختلفة تماماً عما أتصور . أمسكت يديه مبتسمة ، وهما يدان حساستان ما زالتا تحملان آثار الجروح ، فوضعتهما على جانبي وجهها . لأن من الطبيعي أن يرغب في التعرف إلى وجهه الفتاة التي يسمع صوتها ولكن ليتها . . ليتها فقد لا تشعر بالتوتر . لمس شعرها أولاً : - همم. . . ناعم الملمس ، متجعد . . مالونه ؟ - أحمر ذهبي تقريباً . راحت أطراف أصابعه تمر على وحهها . . فاقشعرت بشرتها لملمسه . . . كان مستغرقاً في مهمته ، حتى تمنت ألا يشعر باضطرابها . . وتمتم : - حاجبان جميلا المظهر . . أهداب طويلة حريرية . . . مالون عينيك ؟ - عيناي خضراوان . - خضراوان قاتمتان أم .. .  - قاتمتان . - أنف مرتفع . . أهناك نمش ؟ - القليل منه . أخذ توترها يزداد قوة كلما أمعنت يداه في لمس كل جزء من وجهها . . وتابع : - وجنتان مرتفعتان . . مجوفتان . . إذن أنت لست سمينة . - خمسون كيلو غراماً أما طولي فمئة واثنان وسبعون سنتمتراً . - أنت نحيلة بالنسبة لطولك . ما عدت أستغرب أن يكون خداك أجوفين ! لك ثغر جميل . . همم ، يغري يتقبيله . احتاجت إلى كل ما تملك من قوة إرادة لئلا تسحب نفسها بعيداً عنه . . . ولكنها كانت تعلم من التواء فمه أنه يقصد إثارتها ، فبقيت صامتة تبذل جهداُ كبيراً . تحركت يداه إلى ذقنها وقال متمتماً : - ذقن صلب . . . كنت أعلم هذا . - رفع يديه إلى أذنيها ، ثم هز رأسه ينزلهما إلى جنبيه : - هل أنتهيت ؟ هز رأسه : - عليَّ الآن أن أرى جسدك بيديّ . شهقت : - لا! قست تعابير وجهه : - هذا هو الإتفاق سيليا . - لا . . .  - بلى . . سألتك إن كنت تقبلين أن تجدى يداي إليك طريقاً - وقد وافقت على ذلك إن قبلت أن أنزع النظارة التي لا تعجبك  شهقت : - عنيت وجهي ! لا جسدي ! - أنت تتراجعين عن الإتفاق إذن ؟ - لا أتراجع بل أقول إن الإتفاق ليس كما تصوره أنت . أ- مر مؤسف . . مع أن نحولك لا يغريني أبداً بالاقتراب منك .  كانت الإهانة شديدة الوقع عليها ، فقد تذكرت سيليا زوجته الشهية التي فضلها عليها منذ ست سنوات.
صاح بها وهي لا تزال جاثية أمامه . - حسناُ ؟ فوقفت تنظر إلى المرارة البارزة في وجهه . . ما أشد ما تكره هاتين النظارتين ! ولكن أتكرههما إلى درجة أن تتحمل يديه على جسدها ؟ وجدت في هذه الفكرة ما يبعث عن التوتر ومع ذلك صاحت به : - حسناً. . لك ذلك . نبض عرق في فكه ، ولكنه لم يتحرك ، بل قال يصرف النظر عن الأمر ببرود : - لست يائساً إلى هذا الحد . ثم هب واقفاً ولكن سيليا لم تكن قد تحركت ، فاصطدم بها حتى كاد يوقعها ولكن يديه سرعان ما أمسكتا بها . - أنا آسف . ثم ما لبث أن ابتعد عنها بحده ماداً النظارة إليها . - هاك . . خذي هذه النظارة اللعينه إن كانت تهمك إلى هذه الدرجة . تناولتها منه قائلة : سأسعى إلى تبديل ملابسي لأنني أفكر في القيام بنزه في الحديقة . . . - لا . .  - لا؟ - لقد سبق وقلت لك أن لا فائدة منها . ردت بعناد مماثل : - بل هناك فائدة . . فالكلب بوبي الذي رأيته البارحة لا يأكل كما يجب . أحسبه مشتاقاً إليك . - الكلاب مخلوقات متقلبة ، كالنساء تماماً . سرعان ما ينقلب حبها إلى شخص آخر . - ولكنه ليس مضطراً إلى البحث عن آخر وأنت أمامه . بدا غاضباً حقاً : - لا أريد الكلب هنا كما لا أريد النزول إلى الحديقة ! بالله عليك . . . دعيني وشأني . . !  - لا أستطيع . . هل حلقت لحيتك هذا الصباح ؟ علت وجهه تقطيبة : - وما شأن هذا ببوبي ؟ لا شئ . . كنت أشأل . - حسناً . . لا تسألي فلا أحتاج مربية أطفال . تدربت على القيام بما يلزمني في الحمام . لقد مررت بهذا كله في المستشفى . . لماذا إهتمامك بحلاقة لحيتي أو عدمها ؟ ثم راح يلمس بشرة وجهه الناعمة . . فقالت : - إنها جيده . . تسأل فقد عما إذا كانت باستطاعتك القيام بأشياء معقدة كالإغتسال أو الحلاقة أو ارتداء ملابسك . لماذا ترفض القيام بنزهة في الحديقة ؟ - لأنني أرفض السير معتمداَ على عصا بيضاء . . !  لماذا لم تفكر في هذا السبب من قبل . فلبرودي كبرياء يمنعه من عرض عجزه أمام الناس . . . لقد حفظ ما يحيط به في غرفته وحمامه . . ولكن في الحديقة ما زالت مجهوله بالنسبة له ، محفوفة بأخطار غير مرئية . فسارعت تقول له بمرح : - لديّ ما هو أفضل بكثير من عصا بيضاء .  أوه . . صحيح ؟ - أجل. . جرب هذه . وضعت يدها بيده ، فاتنفض : أو هذه إذا شئت . ثم وضعت يدها في ذراعه . - هذا يسهل علي إعطائك التعليمات التي تحتاج إليها . - - لا! . - - لماذا ؟ - لأنني سعيد هنا . - ربما ولكنني غير سعيدة ! فلن أمضي الصيف في هذه الغرفة الخانقة وهناك حديقة جميلة تمد يديها مرحبة . أكملت هذه الكلمات ثم تحركت مبتعدة عنه : - تهربن آنسة هالام ؟ - أبداُ . . إنما بوبي على ما أظن سيقدر صحبتي له أكثر منك . رد ساخراً : - دون شك . نظرت إليه نظرة إحباط قبل أن تترك الغرفة خافقة القلب . . . فقد يظن أنه دفعها إلى الهروب . . ولكنها لم تنته منه بعد ! - بدلت ملابسها ثم قصدت الحديقة ، فسارع بوبر لملاقاتها . . فقالت بصوت مرتفع وهي تدرك أن الجالس جامداً أمام النافذة سيسمعها . - سيدك المتقلب المزاج ما زال جالساً مقطب الجبينين في غرفته . .  - إذن لم يبقى سوانا . . . فلنبحث عن قطعة تلعب بها . . . هه ؟  قضت ساعة كاملة مع الكلب وهي تحاول بذلك أن يعرف برودي أنهما يتمتعان بوقت عظيم . . ولكن عندما أزف وقت عودتها إلى الداخل شعرت بالندم . توجهت إلى غرفتها الملاصقة لغرفة برودي تريد الاعتسال وترتيب نفسها قبل الغداء . وعندمت هيأت نفسها توجهت إلى المطبخ حيث مدبرة المنزل تقدم الطعام . قالت لها : - سأحمل طعام السيد بادجر مع طعامي . بدا التردد على الآنسه ويل: - اعتدت أن أحمل له الطعام على صينية . - سأحمل طعامنا معاً على صينية واحدة . - لا أحسبه يرضى بذلك . - وهذا ما أعتقده أنا أيضاً . بدت الحيرة على وجه مدبرة المنزل . - ألا يقلقك هذا ؟ - أبداً . - حسناً ولكن لا تقولي إنني لم أحذرك . حملت سيليا الصينية ضاحكة ثم توجهت إلى غرفة برود ي فقرعت الباب بقدمها . - ادخل . صاحت ترد عليه : - لا أستطيع! - مالذي يمنعك ؟ سمعته يتمتم ثم فتح الباب . مرت به تحمل الصينية سائلة عن المكان الذي يفضل أن يتناول طعامه فيه , فقال لها : - طننتك ممرضة لا ساقية في مطعم . - لن أجادلك الآن ولن أسمح لك بإفساد شهيتي . . فلحم الغنم يبدو لذيذاً . - إذن لم تموتي جوعاً . . صحيح ؟ جلست براحة على مقعد يقع قبالة مقعده : - ألن تجلس ؟ رفع رأسه بعجرفة : - حين تخرجين . - أوه . . ولكنني لن أخرج . - لا أريد مراقباً يراقبني أثناء تناول الطعام ! - لن أراقبك بل سأكون مشغولة بطعامي . .  التفت إليها بحدة : - تتناولين طعامك ؟ لن تأكلي هنا ! - لكنني بدأت . . همم.. كنت على حق . . اللحم لذيذ لماذا لا تتذوقه ؟ انا واثقة أنك . . .  - لا تعامليني كطفل . - إذن توقف عن التصرف كطفل ! هل في تناول الطعام ما يضرك ؟ اكره أن آكل وحيدة . - كرتستبال . . .  - تتغذى عند أصدقاء . تمتم: - هذا تصرف مثالي منها . لم يكن يستطيع مسامحة حماته على تجاهلها له ، فهي لا تزوره على الرغم من أنها تعيش معه تحت سقف واحد . ..  توسلت إليه سيليا بصوت ناعم  - رجاء إجلس برودي . . . سيبرد الطعام . نظر إليها نظرة غاضبة جعلت عينيه تنصبَّان عليها حتى استصعبت تصديق أن هاتين العينين النافذتين لا تريانها . . قال بحدة :  - ألن تقطعي طعامي ؟ - أتريد مني ذلك؟ - لا! كان في الواقع يتناول طعامه بطريقة رائعة ! ولكنها لم تعلق على هذا لأنها تعرف كرهه لمن يراقبه . بعد تنظيف الطاولة قالت : - سأحضر القهوة . أدار ظهره إليها : - سيليا . . .  - نعم ؟ - شكراً لك . . يستحسن أن أعرف ما أتناول قبل أن أقدم على الأكل ، الآنسة ويل تترك الصينية عادة دون تفاصيل هامة .وقد حدث أن تناولت الحساء مع حلوى التفاح . - أوه . . برودي . - لحضري القهوة  حين عادت تحمل صينية القهوة كانت لحظة التقارب قد تلاشت ، إذ رجع برودي إلى وجومه . . . ولكن ما حدث من تقارب قبل قليل كان بداية جيده . لذا لن تدفع الأمور قبل الأوان ، فكانت أن عرضت عليه قراءة الصحيفة . فصرف النظر عن الاقتراح قائلاً:
- أستمع إلى الراديو ولكن الراديو لا يذكر إلا العناوين الرئيسية وهناك أمر آخر يتعلق بي . فأنا لم أقرأ الصحيفية اليوم . - تردين قرأءتها أثناء دوام العمل ؟ - ولم لا ؟ لاعبت الكلب أثناء الدوام . التوى فمه ساخراً: - نعم . . عندما كان " سيده المتقلب المزاج مقطب الجبين في غرفته " . بدا لها ما فعلته طفولياً فقالت : كان بوبي يفضل أن تلاعبه أنت . - لقد تمتع بصحبتك كثيراً . كنت تبدين مرحة . - صحيح . . والآن هل أقرأ الصحيفة ؟ رد ساخراً: - هيا إقرأي . أكره أن أفسد عليك يومك الرائع . تركها في البدء تقرأ بلا تعليق ثم لم يلبث أن راح يسألها عن نقاط معينة ، فعلمت أنه يصغي إلها باهتمام . . أخيراً وضعت الجريدة من يدها . - هذا يكفي الآن . . أحتاج إلى فنجان شاي ، ماذا عنك ؟ - آسف . . لم أفكر في الأمر . . . اذهبي وتناولي الشاي . - سأحضر الشاي هنا . . .  - أفضل أن أكون على انفراد عندما احتسي الشاي وعندما أتناول العشاء أيضاً. - طبعاً . . ولكنني سأحمله لك بنفسي . هل من مانع ؟ وعندئذ أقول لك ما هو على الأقل .  قال لها : " حسن جداً " ثم أشاح عنها وجهه . عندما وصلت سيليا أسفل الدرج كانت كارول قد عادت من كليتها . فسألتها : - أكل شئ على ما يرام ؟ - نعم . . . لماذا لا تصعدين إليه ؟ فسيكون سعيداً برؤيتك . - أكان على ما يرام ؟ - حسناً . . لم يرميني بشئ . كيف كان يومك في الكلية ؟ ردت وهي ترتقي الدرج : - رائع ..  - اهتمي بكليتك وانسي القلق على والدك . . . بالمناسبة ماذا تدرسين ؟ ضحكم كاروول: - احزري! - لا تقولي الطب ؟ - وما سواه . - حقاً . . أراك فيما بعد . وقفت كارول أمام غرفة أبيها تهمس : - هل الدخول إليه آمن ؟ - إنه آمن من البقاء خارجاً ! ضجكت كارول وهي تدخل ، فابتسمت سيليا ثم توجهت إلى المطبخ لتقول لمدبرة المنزل أن برودي وكارول يطلبان الشاي . أما هي فتريده في غرفة الجلوس. بدت كارول هانئة البال تضئ وجهاا إبتسامة مشرقة . - لقد جالس يحادثني . . مهتماً بما أقوله . . فعلاً.   لكن هذا لا يدل على نجاحها . . فقد يطلب منها غداً الرحيل وقد يشجعها على التنفيذ تعليقات خبيثة أخرى تطلقها كريستبال . تلك الليلة عندما حملت إليه صينية الطعام حيث كان في النهار جالساً امام النافذة التي أحدق بها الظلام . وهذا ما ذكرها بأنه لا يستطيع إلا رؤية الظلام الذي يلفة ببراثنه .  - أحضرت لي العشاء ، وهذا يعني أن الظلام هبط على الكون خارجاً . أليس كذلك سيليا ؟ - كيف عرفت انني قادمة ؟ بدأت ترتيب الطعام على المائذة . فهز كتفيه : - من عطرك . قطبت جبينها : - ولكنه عطر جديد . لم أضع مثله من قبل . دنا منها حتى كادت أنفااسه تحرك شعرها : - قلت لك عطرك سيليا . . . عطر جسدك كعطر الأرض والقمر والسماء . . . كأفروديت تماماً.. - أوه . . . - أليس عندك أكثر من الآهه ؟ ولكنها عوضاً عن الرد راحت تصف له عشاءه , متجنبه النظر إليه . . فما برودي إلا مريض تعتني به . . ولكنه تمتم رداً على سؤاله : - جبانه . ردت بعنف : - لست جبانه . . إنما أعتقد أن هذا النوع من الحديث قد يفضي إلى أية نتيجة .  - أنت على حق سيليا . . فلن يجدي الحديث نفعاً ما دمت أؤمن أن اللأفعال صوتاً يعلو صوت الكلمات . وقبل أن تعرف نواياه شدها إلى فوق يضمها إليه بلهفة . . . أرادت ان تقاوم بل حاولت المقاومة ، ولكن جسدها خانها . . . فاندست في صدره متأوهة وكأنها لا تعرف لها سيداً غيره ز.تأوه هو أيضاً : - ماذا تردين . . صفي ثوبك ؟ - إنه ثوب أسود . . .  - أله ياقة مقفلة ؟ راحت أصابعه تعبث بالزر المستلقي قرب عنقها : - أحب ملمس بشرتك . ولكنني أعرف أن جمال شعرك البراق يتوهج متألقاً أمام اسوداد الثوب . - وكيف عرفت ؟ . . .  - لقد وصفته أمامي . . . أتذكرين ؟ عرفت سيليا سبب تحركاته ، وندمت عليها . . كانت تعرف أنه في هذه اللحظات نسي عماه الذي ما عاد يهمه في هذا الوقت فقد كان يداعبها بيديه لا بعينيه . تصرف برودي بوحشيه بغيتة إثارتها ومعاقبتها ، وقد كادت فعلاً تشهق ألماً . ولكن المشكلة أنها كانت تحس يالسعادة بين يديه رغم هذا الألم . . . فقد مضى زمن طويل منذ أن ضمها على هذا النحو . . . زمن طويل . . طويل . فجأه أبعدها عنه بفظاظة وقد تحجرت عيناه قسوة والتوى فمه ازدراء حتى حسبته يراها .  قال لها وهو يمرر أصابعه في شعره الكث : - لقد إستطعت لمسك أخيراً . ابتلعت لعابها بصعوبة : - برودي . . . أنا . . .  - ما أغرب الأمر ! لقد شعرت أنك مألوفة . يستحيل . . يستحيل أن يتذكرها ! لقد مضى ست سنوات ، وقد تغيرت ، باتت أنضج . . . يالله . . . إن لم يثر فيه أسمها الذكريات فكيف لجسدها أن يذكره بها . نادها عابساً  -سيليا ؟ - ما زلت هنا . - أعرف . . أظنني برهنت أن كل حواسي ما زالت تعمل بشكل طبيعي . اجمر وجهها وتلعثمت حياء وهي ترد : - صحيح . . أعني . . لقد برهنت . . والآن يجب أن أنزل لتناول العشاء . . سيبرد طعامك ، بل برد طعامك . . سأحمل إليك صينية أخرى .  - ياللغرابة ، لم أعد جائعاً ! لقد اكتفيت . كانت أنفاسها مقطوعة في حلقها أمام كلماته المهينة . فردت باشمئزاز : - إذن ، من السهل إرضاؤك سيد بادجر ، لأنني لم أكتفِ بعد وأستطيع أن أجد ، إن تركت هذا السجن ، من يساعدني على الإكتفاء . . . عمت مساءً سيد بادجر . . .   - أيتها الـــ . . . .   استطاعت ، قبل أن تقبض عليها يدها ، الفرار إلى خارج الغرفة ، فقد بدا لها مجرماً يرغب في وضع يديه على عنقها لخنقها .  ترى أما زال برودي في عقله الباطني يذكرها ؟ ألهذا أحسَّ بأنه عانقها واحتواها بين ذراعيه على هذا النحو من قبل ؟ هل تذكرها ؟ لو تذكرها حقاً لوجب عليها الرحيل . . . نعم . . الرحيل . منذ ست سنوات أحبت برودي ولكنه أختار زوجته ورفضها . . . وإن ثابرت على عملها هذا علم برودي أنها ما تزال تكن له ذاك الحب . . .   الليلة ، عندما عانقها ، أيقنت أنها ما تزال تحب برودي بادجر !

Olvasás folytatása

You'll Also Like

464K 10.4K 38
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...
895K 17K 57
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" الذي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...
881K 26.1K 40
لقد كان بينهما إتفاق ، مجرد زواج على ورق و لهما حرية فعل ما يريدان ، و هو ما لم يتوانى في تنفيذه ، عاهرات متى أراد .. حفلات صاخبة ... سمعة سيئة و قلة...
514K 16.3K 33
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...