حبيب العمر

الفصل التاسع

ولن تبقي معه من اجل الطفل فقط ..لن تخبره ..

لن تجعله يختارها رغما عن ارادته ..

تذكرت انه لم يقف فى المرة الماضيه امامها عند الطلاق ولا تعتقده سيفعل  اليوم ..

سيعود اليوم وستخبره بقرارها ..ستتطلق ..وستعود الى  القاهرة تماما كالمرة  السابقة ..

ولكن هذة المرة لن ترجع خاوية  الوفاض ..

ستعود وجزأ منه معها ..
جزا منه لا يستطيع ان ينتزعه منها ..
فهو  طفلها هى  ..وحدها ..

وسيكون ذكرى  كافية جدا منه ..

كان من المقرر ان يبقي بعيدا اسبوعا كاملا ولكنه اتصل ليخبرهم انه انتهى  من عمله سريعا وسيعود فى  طائرة المساء  
اخبرتها الوالدة  بغمزة عين :" بالطبع مشتاق  ...هكذا تكون الزوجة الناجحة التى لا يستطيع زوجها البعد عنها .."

ثم استطردت بينما تحادث زوجها :" انا فى  غاية التاكد انه لو كانت ريم موجودة معه لاصبح السفر لاسبوع اسبوعان .. ريم اخطأت ..من الذى  يرفض ان يقضي مع زوجه اياما فى  باريس ".

تقبلت ريم كلامها بابتسامه ..ابتسامه لا تعبر  عن النار التى  تشتعل فى داخلها .

سالتها الوالدة :" ما بك يا ريم ؟"

ردت ريم نافيه :" لا شيء".

سألتها مستفسرة :" الن تقابلى  زوجك بالمطار؟...اذهبى  وفاجئيه ..واخرجوا للعشاء باحد المطاعم ".

كادت ترفض ..

ثم وافقت
انها فرصة جيدة ..
فرصه ليتحادثا بعيدا ..خارج المنزل ..

لابد ان تنهى  الموضوع اليوم ..

قبل ان تظهر  اعراض الحمل ..

قبل ان يعرف ..

رآها واقفا فى  صفوف الناس المقابلين فى  المطار .
كانت ابتسامته الواسعه دليل على  كونها فاجئته ..
ولكن لم تفلح ابتسامته فى جعلها تبادله الابتسام ..
احتضنها بشوق بالغ ..

كاد وجودها بين زراعيه ان يضعفها ..

فلقد عاهدت نفسها منذ اسابيع ان تظل له ..الا تبتعد او تتركه واليوم تخلف عهدها ..

اليوم قررت ان تبتعد عنه بلا عودة ..

لم يلاحظ تجهمها وهما يركبا السيارة  بينما يقول بفرحة :" لقد احضرت لك مفاجئة  ستعجبك للغاية ،ولكن ستدفعين فى المقابل".

لم ترد ..

لم تعرف بما ترد .

لاحظ تجهمها فسالها :" ما بك ؟"

ردت :" لا شيء ".

قال مؤكد :" لا ..هناك شيء ...ما الذى  حدث ؟هل حدث شيء بالمنزل؟"

قالت مؤكده :" لا ..لا ..لا شيء ..كلنا بخير".

سال بشك:" اذن ماذا هناك ؟"

قال بصوت مهزوز :" انا ..انا اريد الطلاق."

كان صرير السيارة  قويا وهو  يوقفها على  جانب الطريق ويلتفت اليها بكل غضب هاتفا:" م.. ماذا؟"

لم تجيبه ..فلقد اخافها غضبه ..صمتها زاد من غضبه ..

ولكنه قال بصوت منخفض منذرا بالشر:" هل استطيع ان اعرف لماذا تطلبين الطلاق هذة المرة ؟"

لم ترد ..

فاستطرد مبررا :" اقسم لك ..امجد توسل لى ان احضر  نصف ساعه فقط عيد ميلاد شيري ..لا شيء  بينى  وبينها ..ولولا ان منزلها كان فى  طريق المطار لم اكن لاذهب ..ولكن اقتنعت انها نصف ساعه ومازال هناك وقت على الطائرة ..هل مازلتى تشكين بوجود شيء بينى  وبينها ؟؟..اقسم انى  لم ارها منذ سنين "

كان كلامه يوحى  بالصدق الشديد ..

ابتلعت ريقها بصوت مسموع ثم قالت بصوت خافت :" ليس هذا هو  السبب".

عاد غضبه جليا وهو يسال :" اذن ما هو  السبب".

"انا ..انا لا اريد ان اكمل ".

"لكن هذا ليس اتفاقنا ."

"الحمدلله ماما سميحه اصبحت افضل ..والطبيب يقول ان العلاج يحقق نتيجة  مرضية جدا ".

سال بعناد وتصميم :" وهل تزوجتينى  فقط من اجل امى ...طبقا لم اذكر ..انتى  تحبينى ..طيلة  عمرك وانت تحبينى ".

كان تذكيره لتلك الحقيقة مؤلم ..فردت بانكار :" كنت طفلة  ...مبهورة".

قاطعها :" وتلك الاسابيع القليلة الماضية  التى  مرت بيننا ..هل كنت طفلة فيها ؟'

كذبت :" كنت احاول ."

رد بشكل قاطع :" كاذبه ..انا لست طفلا لاصدق اكاذيبك تلك ..ما الذى  حدث لتطلبى الطلاق ..طلبتى الطلاق بالمرة  السابقة لما ..ولما تطلبيه هذة المرة ؟"

لم ترد
فقال بلهجة جافة  وتهديد :" اذن اعرفى ...لا طلاق .. انت زوجتى ..الان ..ومستقبلا ...اى  كما يقولون الى  ان يفرقنا الموت ".

ردت بسرعه :" ولكنك لا تحبنى ".

ضاقت عيونه وهو ينظر اليها فاستطردت :" لما تكمل حياتك مع امراة لا تحبها ..اعلم انك تزوجتنى  فى البداية لترضي والدتك ..او  ربما من اجل الشركة ..اتفهم طموحك ..لكن لا يوجد داعى  لان تدفع تمنه طيلة حياتك ".

ازداد ضيق عيونه وهوو يسال :" المؤسسة!! ما علاقة المؤسسة بزواجنا ؟"

ردت بشكل مباشر ..:" لا داعى  لتنكر ..لقد قرأت عقد البيع ..كان يوم زواجنا ..وسالت ابى  يوم طلبت الطلاق اذا كنت دفعت ثمن ما اشتريت فاخبرنى  انه لم ياخذ منك شيئا ثم سالنى  مستنكرا  ان اخذ اموالا من زوج ابنتى ..كان واضحا انى ادفع لك مهرا لتتزوجنى  او ان ابى  يرشوك ..اسفه ..اسفه لكونى  مصدر شفقة  لك يوما ".

قاطعها :" الهذا طلبتى  الطلاق ؟"

تجاهلت سؤاله :" لم يمكن من المفترض ان نتزوج ".

هزها بيديه وهو  يقول  :" الهذا تطلقنا ؟؟!!"

اعاد هزها بعنف وهو يقول بغضب :" هل تعتقدى انى  طماع  ... مستعد لان ابيع نفسي من اجل المال؟"

كان غضبه ممزوجا بالم وهو يوضح ما حدث :" لقد اشتريت نصف المؤسسة من والدك ودفعت كل قرش ولكن بعد ثلاث سنوات ..لم يكن معى  سيولة وقتها ..وضعت كل ما معى  من اموال وميراثى من ابى  فى التجديدات والتوسعة للمؤسسة وكتبت شيكات لوالدك مؤجلة ..و دفعت ..معى  صور الشيكات اذا اردتى التاكد ..لم اتزوجك من اجل المؤسسة ..المؤسسة اتفاق عملى  بحت ...وكانت الصفقة ستتم سواء تزوجنا ام لا ..وتستطيعين التاكد وسؤال والدك ".

نظر الى  الطريق وهو  يقول بهمس غاضب :" ايضا لم اتزوجك من اجل ارضاء ابيك او امى  ".

سالت بصوت محرج :" ولما تزوجتنى ؟"