الفصل العاشر والاخير

27.5K 1K 97
                                    

نظر الى  الطريق وهو  يقول بهمس غاضب :" ايضا لم اتزوجك من اجل ارضاء ابيك او امى  ".

سالت بصوت محرج :" ولما تزوجتنى ؟"

تنهد بياس :" لانى  احببتك .."

م ..ماذا ؟
ربما اخطأت فى السمع ولكنه اكمل بيأس :" منذ زمن طويل ..من اول مرة رايت طفلة  فى العاشرة مازالت بضفائرها تقف بعيدا خائفة من تجربة  جديدة و عائلة جديدة تدمج مع عائلتها ..يومها مازحت عمى  وانا اقول 'جميلة  ابنتك يا عمى ...زوجنى  اياها' ..فاجابنى  ضاحكا 'ربما بعد عشر  سنين '..توسلته 'اجعلهم ثمانية ' استهزا قائلا ' وما يدريك انها سترضي ' قولت بغرور شديد ' سترضي ..وستحبنى..وسترى  ..اتريد رهانا على  ذلك ؟' فسال ممازحا 'على  ماذا ؟' فاجبت ' ان اشاركك فى المؤسسة ..' وافق وقال ' اذا وافقت على  الزواج بك سابيعك نصف المؤسسة 'كنا نمزح ..ولكن انا لم اسعى  الى  قلبك ...نعم احببتك ولكن خفت عليك فمازالت صغيرة ...ولكن كل تصرفاتك باحت بحبك لى ..حتى  جاء وطلب ان اعاهده ان اعاملك كاخت حتى  نتزوج ..كان خائفا ان تكون مشاعرك طفولية .. مشاعر  مراهقة لا اكثر ..
كنت صغيرة ولا يصح ان اخون ثقة والدك بى ..او ان اخبرك عن مشاعرى ...بعد زواجنا اعتقدت انك فهمت مشاعرى ..كنت احاول ان اطمئنك عندما كنت تحاولين الانجاب بشكل مستميت بانى  اريدك انت  .وان حبى  لك لا علاقة  له بالانجاب من عدمه  ..وان مشاعرى  لن تتأثر  واننا لسنا بحاجه لرابط لان ما بيننا اقوى  واكبر ..
وعندما طلبتى  الطلاق ..كان اسوء شيء على  الاطلاق ..اسوء من شعورى  باليتم يوم مات ابى  ..عندما تأتيك الطعنة  من اقرب شخص  لك ...وابت علي كرامتى  ان احتفظ بامراة لا تريدنى  ..امراة  تهدد باللجوء للمحاكم للتخلص منى  ..تهدد بالخلع والفضائح ..جزأ منى  اخبرنى  انى  كنت حب مراهقة  ..وان مشاعرك لم تكن ناضجة يوم تزوجتك ..طلقتك كما اردت ...ولكنى انتظرت عودتك ..انتظرت رجوعك ...دون ضغوط ...انتظرت ان تختارينى  مرة  اخرى بينما اراقبك ... وجدتك على  وشك الخطبة  لاخر ...كدت اجن ...رجل اخر ..غيري ...الا ترين انك لى  ...انتى  ملكى  وحدى ..دمغتك باسمى  ..الى الابد ..ولاول مرة  استغل امى   ..وجدتها وسيلة  لرجوعك لى ...ابتززت عواطفك لتعودى ..لست فخورا بذلك ...ولكن اما ذلك واما ان  اراك فى احضان غيري ..اما ذلك واما ان يكون علي التعايش مع الالم واليأس كل يوم عوضا عن الامل الذى سكننى  منذ طلاقنا ..الا يقولون ان كل شيء  مباح فى الحب والحرب وهى  كانت حربا بالنسبة لى..ولاول مرة  ندمت على عدم وجود طفل بيننا ..ربما كان ليشكل عائق امامك قبل طلبك الطلاق وقتها او اليوم ...ساطلقك يا ريم .. اعترف انى  خسرت الحرب ..وان حبك كان مشاعر  مراهقة ماتت منذ زمن ولم تكن يوما مشاعر  حقيقية ..ربما انا ايضا كنت مراهق عندما احبب طفلة  بضفائر  طويلة  ..ولكن حبى  لها لم يتغير  يوما ولم يقل .."

كانت مبهورة  بما تسمع ..محمود يحبها ..كان يحبها دوما ..

رمت نفسها بين احضانه بينما تضربه بقبضتها :" لماذا لم تقل ذلك من قبل ..ضيعت من عمرنا ثلاث سنوات ".

تفاجيء بموقفها

كان وجهه يعكس عدم الفهم وهو  ينظر الى  ملامحها فردت هى  على  استفساره الصامت :" بالطبع مازالت احبك ..المرة  الماضيه كنت اغار  من شيري ثم علمت بموضوع المؤسسة وشعرت انك تزوجتنى  شفقة ..احساس الحب من طرف واحد احساس مؤلم للغاية ..وكان لابد لى  ان ابعد ..وانت على  ما يبدو عجبك ذلك".

شدد من احتضانه لها وهو  يرد على اتهاماتها:" من قال ذلك ..لقد كدت اجن ...واخبرنى  والدك انه يومان وستتعقلين ..وستعودين ..صدقته ..كنت اسافر  فقط الى  القاهرة لاراك من بعيد .. ارهقتنى  المراقبة والانتظار ... عجبنى ان اراك تتغيرين ..اراك تستقلين بحياتك ..ولكن كل خوفى  ان يتغير  قلبك ومشاعرك ايضا  ...انتظرى ..طلبك للطلاق هذة المرة  لما؟ لقد كانت الامور جيدة للغاية ..ما الذى  تغير؟"

عندما لم تجيب ؛رفع وجهها باصبعه اسفل ذقنها ..:" قولى يا ريم ..لا داعى  لاصابتى  بالجنون ".

همست :" انا حامل ".

قال بعدم تصديق بينما ابتسامة سعيدة تملا وجهه :" حقا ؟؟رائع ..لا اصدق ..اخيرا"..

سالت : " انت سعيد؟"

رد بصدق : "فى  غاية السعادة ..ساصبح ابا ..بينما انت ستصبحين  ...مثل البالونة ".

ضربته بكوعها 
تأوه متألما ثم سال :" لا افهم ..ما علاقة الطلاق بالحمل ؟"

" اعتقدت انك لا تريده ..وانك ستغضب عندما تعرف ".

" اغضب؟  انا ساحتفل ..لقد تأخر خمس سنوات كاملة . لقد ضاعت سنوات كثيرة من عمرنا ولكن انتهت ..لا طلاق ولن نبتعد عن بعضنا بعد الان  ..كل اهتمامنا سيكون ببعضنا البعض ..لن يخفى  احدنا شيئا عن الاخر  ..وبالطبع سنحمى  زواجنا من اجل صميدة .. ".
" من صميدة؟"
"ابننا ..ولى  عهدنا المصون ..."

"ابنى  انا سيكون اسمه صميدة ".

" انه اسم فى غاية الرومانسية  ".

ضحكا معا ثم اصطنعت التفكير  وهى  تقول :" اريد ان احتفل ..وساتناول العشاء بالخارج ".

رد وهو  يصطنع التفكير  ايضا :" ما رايك ان نتناوله فى  باريس ..مازالت غرفتى  محجوزة باسمى ..وجواز سفرك معك ؟"

هزت راسها موافقة ثم قالت ولكن انا لست مستعدة ..وليس معى  ملابس "

قال بتاكيد : " ساشترى  لك من باريس كل ما تحتاجين .وايضا لابد ان نشترى  لصميدة .."

هتفت :"صميدة ثانية ".

رد بتأكيد : " بالطبع ياام صميدة ".

حبيب العمر Where stories live. Discover now