الفصل السابع

20.5K 778 32
                                    

حضر والدها الذى استقبلها بحفاوة ..لم يظهر  اى ردة فعل عندما اخبروه بموعد عقد القران ..بارك لهما قائلا :" كل ما تأمر  به زوجتى انا عنه موافق دون نقاش ..فأنا زوج مثالى ".

ابتسم محمود وهو  يقول:"  وانا سأفعل مثلك حتى ترضي عنى ريم "

اصطنعت ريم الضحك وهى تقول :" انا احب كلمتى حاضر ..ولك ما تريدين يا حبيبتى ".

فرد محمود بسرعة:" وانا افضل شخص يقول حاضر  .واعشق كلمة  لك ما تأمرى به ".

انفجر الجميع بالضحك من طريقته للكلام ..فلا يمكن تخيله بتلك الطاعة المطلقة ...
اجتمع الجميع لتناول الغداء وكأنهم لم يفترقوا ..

بعد الغداء طلب منها محمود الاستعداد للخروج لشراء الشبكة   .فقالت مترددة :" لا داعى يا محمود  .مازالت امتلك الاولى ".

فرد بلهجة حازمة :" عقد جديد ومهر جديد وشبكة جديدة ...هل نسيتى انه امر ملكى..هل تريدينى ان اطرد من المنزل ؟"

ردت بتأكيد :" انت تعلم انها لن تطردك ابدا".
نظر اليها مطولا ثم قال آمرا :" هيا ..استعدى لنخرج".

ركبا السيارة بصمت كما فعلا فى الصباح ..وجدتها فرصة لتأمله ..كان كما عرفته دوما ..منتهى الوسامة وكأن ملامحه تصف حقيقة شخصيته ..منتهى  الصلابة والعناد .

كانت وسامته تلك مصدر تعاستها ؛فهى اهم اسباب الغيرة ؛فلو لم يكن وسيما لربما هدأت خلافاتهما ..ولكن كيف ..

بتلك الشخصية المرحة القوية  .المبهرة ..
ليس ملامح وجهه الحبيبة فقط .

كانت هناك بعض الشعيرات القليلة البيضاء فى فوديه ..هى الدليل الوحيد على  السنوات الماضية التى غابت فيها عنه ..

وبدلا ان تكسبه سنا كبيرا ..اكسبته وسامة اضافية ..تبا!

'اتراه شعر بغيابها كما شعرت  ..اتراه تألم ..ترى بما شعر عندما اصرت على الطلاق مهددة بالخلع ..والمحاكم والقضايا ..هل فرح للخلاص منها؟

فهى لم تكن زوجة مثالية ..اتراه تنفس الصعداء لتخلصه من خلافاتهم التى لا تنتهى عن الانجاب او عن غيرتها الدائمة  من النساء حوله ..

مازالت تحتفظ بذلك الشيك الذى  مازال بحقيبة يدها كما هو  عن مؤخر الصداق ..لم تمس تلك الشيكات الشهرية كنفقة التى  مازالت تدخل حسابها البنكى بانتظام ..لم يظلمها فى  ذلك ..فلقد سارع الى  اعطاؤها كل حقوقها ..

ترى لما كانت السرعة ؟ ربما كاد يطير  من الفرحه  .اراد قطع تلك الصفحة من كتاب حياته سريعا . تعجل حتى لا تعود .."
لقد ارهقها التفكير ..

دخلا محل المجوهرات التى  اعتادا الدخول اليه قبلا ..نفس المحل الذى ذهبت اليه كعروس فرحه مترقبة لزفافها القريب منذ اعوام ..اليوم امراة ناضجه تذهب مع نفس الرجل لشراء رابط جديد..غير  متفائلة بالنهاية ..

حبيب العمر Where stories live. Discover now