لٱ تُحًزنٌ إذٌٱ جَٱءك سًهم قَٱتُل منٌ أقَربّ ٱلنٌٱسً إلى قَلبّك
، فُسًوِفُ تُجَدُ منٌ يّنٌزع ٱلسًهم وِيّعيّدُ لك ٱلحًيّٱة وِٱلٱبّتُسًٱمة.
لٱ تُعتُقَدُ أنٌّ نٌهٱيّة ٱلأشّيّٱء هيّ نٌهٱيّة ٱلعٱلم
، فُليّسً ٱلكوِنٌ هوِ مٱ تُرى عيّنٌٱك.
________________________________
عِندَمَا استَوعَبَ هَاري الأمَرَ بِأقسَى سُرعَتِهِ جَرَى لِغُرفَةِ إزَابِيلا وَعَقلَهُ يُصَورُ سِيناريُوهاتِ كُلٌ مِنهَا أسوَءُ مِنَ الأخَر لِدَرَجةِ أنَهُ كادَ أن يَقَعَ مَرتيَنِ فِي طَريقِهِ صُورَة فَتى الجَليدِ بَدأت بِالذَوَبانِ وَ هُوَ لا يُفَكر فِيمَا يَعتَقِدُه عَنهُ النَاسِ الأنَ عَلَيهِ الوُصُولِ بِأقصَى سُرعَتِهِ
وجود والدتها هنا وإزابيلا تشمئز منها تكرهها وتخافهها أيضاً ليس بأمر عليه تفويته ولن يسمح لغيره بأن يسيطر عليها وأن يخيفها
فتح باب غرفتها ليجد صغيرته جالسة على طرف السرير وتضم أقدامها إلى صدرها نظرت إليه ولمح شبح ابتسامة على وجهها
هل يعقل أنها سعيدة برؤيته ؟هذا ما اعتقده هاري ولكن هي لم تكن سعيدة فقط بل كادت ان تطير من الفرحة
فهو الأن بنظرها ذلك الفارس المنقذ الذي اتاها على حصان أبيض
هل يعقل أن الشخص الذي انتظرته حتى يخلصها ويحررها
لكن سريعاً ما ازاحت تفكيرها ونظرها عنه عليها أن تركز في مصيبتها الكبرى الأن امامها اسوء كوابيسها
تجلس تلك السيدة الانيقة على الاريكة وتضع قدم فوق الأخرى تلك السيدة الجميلة مع شعر مصبوغ باللون الأشقر واعين زرقاء واسعة جدا ووجه خالي من التجاعيد شعرها المرفوع الى الأعلى يظهر رقبتها مبينة انها كبيرة في السن من رقبتها المترهلة بشكل بسيط
على عكس وجهها الذي يبدوا انها دفعت الملاين وحقنته بالكثير من الإبر حتى يصبح بهذا الشكل مع ملابس رائعة متناسقة مظهرها مكلف ويبدوا أنها دفعت عليه الكثير
ولكن معه حق والد إيزي أن يسحر بها في تبدوا جميلة وفاتنة ووجد من أين حصلت إزابيلا على جمالها فوالدتها ما زالت تبدوا شابة رغم كبر سنها ورثت عنها البشرة الصافية لكن لون بشرة إيزي اجمل بمراحل ووساع العينين لونها الأزرق ولكن إيزي لون عيناها اجمل بكثير
ببساطة كانت إزابيلا النسخة المعدلة والأجمل من والدتها وبالتأكيد جذابة أكثر بكثير فلون بشرتها وعيناها يظهر أنها فرنسية مثيرة بلون أعينها البنية
فور رؤية والدة إزابيلا له تبسمت له بودية "لا بد انك الطبيب الجديد الخاص بإبنتي انا جوليا ........... ارجوا ان تعجبك هديتي وارجوا ان تعتني بطفلتي جيداً " بعد ان جلست بجانب ازابيلا وضمتها اليها وأصبحت تربت على شعرها بلطف
هنا تلاقت أعين هاري و إزاببلا ليرى تلك النظرى التي مضى وقت طويل يبحث عنها نظرة الخوف بل أسوء الذعر الدموع المتجمعة بعينها ونظرتها كانت تصرخ لهاري مستنجدة هي خائفة بشدة اصابعها المرتجفة تضرب في ملائة السرير وتقول انا احتضر انقذني
لم يحتمل هاري
وغضب كثيراً فدموعها ليست سهلة النزول وهذا يعني أنها تتألم من الداخل لذا قال ببرود " لستي بحاجة لتوصيني على مريضتي ولكن المعذرة حان وقت الجلسة سيدة تونالرس " ابتسمت له رغم فظاظته وطرده الصريح لها وقبلت ازابيلا على خدها فأغمضت ايزي عيناها بقوة ونزلت دموعها بصمت وشاهدت والدتها وهي تغادر الغرفة بعد ان كانت ترمق هاري بنظرة تعرفها جيدا تلك النظرة التي تخيف ازابيلا بشدة
زفرت براحة وانهمرت دموعها للمرة الأولى أمام هاري واصبح جسدها يرتجف مثل ورقة في منتصف الخريف يضربها الهواء اقترب منها ووضع يده على كتفها بخوف عليها لتقف على قدميها وتحتضنه بقوة وهي تشد على ملابسه كما لو انها فقدت احد عزيز على قلبها
الفتاة القوية صاحبة اللسان السليط ترتجف بخوف تبكي بقوة لم يتوقع ذلك وصدمته كبيرة هي عانقته بقوة
أجهشت بالبكاء حتى بللت قميصه فضمها هو أيضاً وشدها إليه أكثر واصبح يهمس إليها بكلمات لتهدئتها (لقد ذهبت ) (أنت بخير الأن ) لكنها ترتجف بقوة وفجأة أصبحت تقول "سوف تقتلني مثلما قتلته سوف تقطع عنقي مثله "
صدمة هاري لا توصف !!!!!قتل هل هذا سبب عقدتها
كل ما حدث انه جلس يربت على كتفها وهو يقول "انا لن اسمح لها باذيتك إيزي انا معك فقط تحدثي معي أكثر سأساعدك........ مثل من سوف تقتلك ؟" لم تهدأ شهقاتها أبداً
بل زادت وكل ما مر أمام عينيها وعلى ذاكرتها جعلها تتركه وتنزلق بين يديه لتقع ارضاً وتضع يديها على اذنها لتبدأ بالصراخ بهستيرية وهي تقول "أوقفها ...... ابتعدي عنه اتركيه يعيش ارجوكي ......ماااااارتن "
نزل لمستواها وازاح يديها عن اذنيها وثبتها جيداً ومن ثم أمسك بوجهها بقوة وعنف وقال " أفيقي استيقظي لن اسمح لها بالاقتراب منك انت بأمان معي ....أنتي قوية أوقفيها لا تجعليها تضعفك "
كل ما رأه الان هاري صعقه تلك الفتاة القوية التي تستطيع اغضابه دون التفوه بكلمة واحدة تبكي بهستيرية ترتجف ولأول مرة يشعر انها مريضة حقاً ففي السابق كانت كشخص طبيعي له شخص يستطيع الحديث معه بسهولة دون تعقيدات المرضى الاخرين
هدأت أنفاسها وبدأت بالبكاء بصمت ودون ان يسألها هاري فقط بدأت بالحديث " لقد كنت نائمة في ذلك الظلام عندما سمعت ذلك الصوت صوت صراخ اخي مارتن لأجري لغرفته بخوف وحينها ....حينها رأيتها الدماء تغطي يداها " شهقاتها علت وعاد تلك الرجفة "لقد امسكت بي بيديها المليئة بالدماء وكانت تقول ان تفوهت بكلمة ستفعل بي المثل " لتبدأ بخدش يديها وهي تقول "لقد ملأت يداي بدمائه " ليمسك بها هاري ويحملها ويوقفها عن إيذاء نفسها
ومن ثم وضعها على السرير وقد غطى جسدها الصغير بملائة السرير الزرقاء وهي ما زالت تبكي ليشد شعره الى الخلف بإنهاك وغضب ولأول مرة في حياته لا يعلم كيف يتصرف مع مريضة او مع حالة لقد فقد صوابه بالتأكيد لا يستطيع تهدئة نفسه فكيف به ان يهدئها هي
لا يعلم إن كان أي مما قالته حقيقة أو إن كان كله حقيقة او كذب بأكمله أو هي مجرد تهيأت وهذا هو مرضها أن تتخيل تلك الأمور المرعبة التي تسيطر على تفكيرها
انهارت أمامه وشعر بالخوف والهلع عليها وشعر بوخزة في صدره على منظرها الحزين
"أجل ليو ما الذي تريده ؟" بعد أن أجاب على هاتفه الذي لم يتوفق عن الرنين من ربع ساعة ولكنه لم يجيب لأنه كان مشغول بمراقبة إزابيلا التي انتفخت عيناها وأصبح أنفها احمر وكل وجهها كذلك من شدة البكاء وعندما بدات بالسكون أخيراً كانت تمسح دموعها الساقطة بساعيدها بعنف
وتوقفت عن البكاء بعد ان تعبت وبدأت تشعر بالنعاس وعينها تغلق تلقائياً ولكن اذنها سمعت ما قاله هاري عبر الهاتف "ضعها في مكتبي فأنا لا أغلقه " لقد أخبره أن يضع هدية والدة ازابيلا في مكتبه ليلقي نظرة عليها ويجدها وقعت في النوم وهي تطلق شهقات ما بعد البكاء في اثناء النوم
لم يرى اي مغزى من بقائه لذا قرر الرحيل وهو يلعن تحت أنفاسه تلك السيدة التي أتت فجأة وجعلت إزابيلا في تلك الحالة النفسية السيئة بعد أن قبل جبينها وغطاها جيداً وهمس بخفة "عمتي مساءاً صغيرتي"
دخل إلى مكتبه وهو يريد أن يرى ما تلك الرشوة التي قدمتها له حتى يلتزم الصمت عن حالتها الصحية والنفسية وعلى ما يبدو أن جورج لم يكن طبيب نزيه لان حالة إزابيلا واضحة وهو الآن معها من مجرد اسابيع وجورج معها منذ سنين طويلة
بالتأكيد تلقى ساعات باهظة من تصميم ارماني كالتي تلقاها هاري ليغلق فمه ويستمر بتلفيق التهم ونشر الإشاعات حول حالة إزابيلا
مرت عدة ساعات وهو جالس في مكتبه وهو يمسك بتلك الساعة ويحدق بها محاولاً ربط الذي قالته إزابيلا بأي شيء ومارتن أخاها هل هو حقاً موجود؟
فتح حاسبه المحمول وقرر البحث في الأمر ففي النهاية هم عائلة ثرية للغاية وبالتأكيد هناك بعض المعلومات عنهم في الانترنت
ادخل في صندوق البحث كلمتان (مارتن تونالرس ) لتظهر صورة لفتى في الثالثة عشر من عمره والشبه واضح للغاية بينه وبين إزابيلا ما عدا العيون الزرقاء
ليرى أنه بالفعل أخاها ولكنه فقد حياته عندما كان في الثالثة عشر عندما حاول مجموعة من اللصوص سرقة المنزل ليراهم ذلك الطفل ويلقى حتفه بحادث مأسوي وبعدها تعقدت العائلة الكبيرة لدرجة أن أخته الصغيرة إزابيلا تونالرس ذهبت لمصحة نفسية من أجل علاج عقدتها ولم يسمع اي اخبار عنها حتى. الان
هذا ما قرأه هاري على حاسوبه ليبدأ باستيعاب ما حدث لربما إزابيلا محقة في ما قالته وربما هي مخطئة مهما كان الامر تلك الفتاة عانت كثيرا بنظر هاري
هي تستحق حياة مثالية وليس حياة بائسة وهو سوف يحقق ذلك
قرر أن يذهب ليرى ما تفعل الان
بالتأكيد هي ليست نائمة في هذا الوقت ما زالت الساعة الحادية عشرة قبل منتصف الليل وهي ليست معتادة على النوم مبكراً فذهب إلى الجناح C ليراها
عندما كان على وشك الدخول إلى الجناح رأى إيزي خارجة من غرفتها بعد أن ضغطت كلمة السر يضحك داخلياً أليست هي نفسها الفتاة التي كانت منهارة صباح اليوم؟ الى أين هي ذاهبة الان بهذه الملابس ؟سروال النوم القطني مع قميص وخف المنزل تمشي به
فقرر أن يختبئ ويتبعها ليرى إلى أين ستذهب وخطى خلف خطاها ببطئ شديد ليراها تدخل الى مكتبه وتترك الباب خلفها مفتوح لترتسم تلك الضحكة الكبيرة على محياه
ويدخل خلفها ويشاهدها وهي تعبث بأشيائه في الظلام وقد أخرجت شيئا من أحد الإدراج
ليشعل الضوء ويوقف عملية السرقة التي كانت تقوم بها لصته الصغيرة ويجعلها تلتفت له بعد شهقت وتوقع علبة السجائر والهاتف المحمول أرضا من الصدمة
ليقول بخبث ورضى شديد ودعونا لا ننسى الابتسامه التي تظهر غمازتيه " الأن صغيرتي المشاكسة حصلت على عشرون نقطة عقاب اخيراً "