عشق القلوب

By nanono3726

489K 6.2K 115

للكاتبة : سهام صادق More

الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون والاخير

الفصل الاول

77.7K 494 18
By nanono3726

نظرت الي يديها لتجدها قد باشت وأبيض جلدها من كثرة الصابون والماء ، اللذان أصبحت تعيش بينهم مع الأطباق التي لا تنتهي من الغسل، لتتأمل ساعتها البسيطه قبل أن تركض مسرعة الي عملها وهي تتذكر أعين العجوز الضخم وصوته العالي وهو ينهرها

مريم بتعب من اثر ذلك الركض : أنا كده أتأخرت ، ومستر عدنان مش هيرحمني

وبعد ركضاً ، قد جعل حركة تنفسها تضطرب وصلت الي المطعم الذي تعمل به ، لتقف أمامه قائله بصوت مضطرب : أسفه مستر عدنان

لينظر اليها عدنان بعدما داعب شاربه ووضع بيده علي كرشه الضخم وهو يتلذذ مذاق ذلك الحساء قائلا : انتوا المصرين كده

وتركها وذهب ليكمل باقي ما يصنعه من طبخ في مطعمه المتواضع

فتتابعها نظرات صديقتها ريما .. فهي عربيه من اصل جزائري تعيش هنا في كندا من أجل العمل كي تجلب نقوداً تنفق بها علي والدتها المريضه وأخاها الذي مازال طالباً : مريم أنتي اتأخرتي كده ليه

لتضحك مريم بشده علي نطقها للغه المصرية البسيطه : لو كنت أعرف أن تعليمي ليكي للغتي هيخليها بالشكل ده ، كنت فكرت قبل ما اعلمهالك ياريما ، انتي دمرتي اللغه

فتداعبها ريما وهي تقترب منها بشوكتها العملاقه : كده يامريم ماشي ، انتي اتأخرتي ليه بقي؟؟

لتنظر اليها مريم بحسره : كنت ببعت فلوس لماما ، وبعدين قررت أفضل شويه قدام البحر ، اصله بيفكرني بسكندريه

فتبتسم ريما اليها قائله : بس أنتي كده مش هيبقي معاكي فلوس كتير ، تقدري تجيبي لبس ليكي ، وتدفعي ايجارالسكن ، ولا هتقدري تخرجي في العطله ، وده اول مرتب ليكي ليه مخلتهوش

فتترك مريم الطبق الذي تغسله من بين ايديها قائله: ومين قال ان انا عايزه اجيب هدوم ، او عايزه اخرج في العطله ،فلوس السكن الحمدلله انا عامله حسابها ياستي ومتخافيش مش هخليكي تدفعيلي وادبسك

ريما بأبتسامه : مش قصدي يامريم، انا اقصد ...

وقبل ان تكمل ريما حديثها اقتربت مريم منها بوجه مبتسم : وانا بهزر ياريما علي فكره

ليسمعوا صوت العجوز الصخب يعلو حتي تقول ريما ضاحكه: اكيد الاكله الجديده اللي بيخترعها مقاديرها متظبطتش معاه

..................................................................

واذا تأملت ذلك القصر، ستشاهد صرحاً عملاقاً وسط حديقة خضراء واسعه محاطه ببلورات الكريستال المضائه التي تعلو هذه الأعمده الأسطوانيه ، وعندما تردف قدماك داخله ستنبهرعيناك بهذا الطراز الذي صمم به ، لتري عالماً من الثراء الفاحش الذي يعيشه صاحب ذلك القصر

وضع يده بتثاوب علي تلك المنضده التي بجانبه، الي أن وقعت يداه علي هاتفه الخلوي الذي قد أهتز بقوة ليعلن عن رنين أحدهما ، فضغط بيده عليه كي يري المتصل وهو ينهض من فراشه بعدما ألقي بنظرة علي تلك المرأة التي تتسطح بجانبه علي ذلك الفراش الوثير ، فيتذكر ليلتهم المثيره أمس ، فيبتسم بسخريه ويذهب سريعا الي حمامه المزخرف بماء الذهب ، فيأخذ حماماً منعشاً كي يريحه بعد تلك الليله التي قضاها ، وبعد وقتاً ليس بالكثير خرج وهو يضع بتلك المنشفه علي شعره الأسود الغزير الناعم كي يحجب قطرات الماء عن التساقط ، فيعلن هاتقه مره أخري عن أتصالا فينظر الي ذلك المتصل ثانيه

يوسف:أجتماع ايه الي بعد ساعه ده ، اه خلاص أفتكرت ، خلي جومانه تحضر الأوراق المهمه يا أمجد

فيلقي بهاتفه جانباً ، ويدخل ذلك الممر الذي ينتهي بحجره واسعه مليئه بأحدث ملابس الموضه الرسميه والغير ذلك ، وبعد دقائق كان يخرج وهو ينثر من عطره المفضل علي بذلته ويقف أمام المرئه ليمشط شعره برسميه ، وتصبح هذه هي هيئته العمليه ، حتي تستيقظ تلك المرأه بعدما أستنشقت رائحه عطره الفواحه فنهضت من علي الفراش وهي تحكم في غطاء جسدها العاري

صوفيا : هشوفك أمتا تاني ياجو ؟

ليبتسم لها هو بعدما أرتدي ساعته الأنيقه : أكيد لما يجيلي مزاج يا صوفيا ، وقبل أن يذهب ويتركها : اه صحيح أنا كتبتلك شيك بالمبلغ الي محتاجه ، عشان تعرفي بس أن يوسف أدور مش بياخد حاجه غير لما بيدفع تمانها

فتترك هي لكلماته ان تتناثر حولهاا كما تناثر ذلك العطر حتي اصبحت رائحته تتلاشي ، فتمسك الشيك وتتأمل المبلغ فتبتسم أبتسامة عارمه .....

..................................................................

وعندما رددت بقلبها قبل لسانها قول الله تعالي (وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا )

أغمضت عيناها ببطئ ، وهي تتذكر حياتها السابقه ، لتدمع عيناها علي الماضي وهي تضم بكتاب الله الي صدرها قائله : ربنا مش بيظلم حد يامريم ، اصبري

فتتجمع الغيوم حول السماء ، ويبدء المطر بالسقوط بغزاره ، لتقف ناظرة للسماء من شرفة غرفتها الصغيره التي تقطنها مع صديقتها ريما في ذلك البلد الأروبيه ... وهي ممدده بأحد أيديها فتتساقط قطرات المطر لتنساب من بين أصابعها ، حتي تبتسم وهي تتذكر طفولتها بشرود

يلاا يامريم ، ادخلي بسرعه عشان متبرديش

فتنظر لوالدتها ببتسامة هادئه : لاء أنا عايزه ألعب في المطر ، وافضل باصه للسما كتير ، مش أنتي قولتيلي ياماما أن ربنا بيستجاب لدعائنا لما المطر بينزل لانه بيجي معاه الخير ، انا هفضل ادعي بقي أن بابا ينزل من السما

لتحتضنها والداتها بقوه ، وهي تمسح علي شعرها قائله بحب : بابا راح عند ربنا ياحببتي ، والي بيروح مش بيرجع تاني ، ادعيله أن ربنا يرحمه

فترفع بوجهها المبلل من أحضان والدتها : ربنا يرحمك يابابا !!

لتفيق مريم من شرودها ، علي صوت صديقتها : يلاا يامريم العشا جاهز...

فتذهب الي طاولتهم الصغيره ناظره الي ذلك الحساء الساخن قائله : ايه ده ياريما

فتبتسم ريما قائله : شربة عدس بالجزر ، انتي ناسيه اننا بقينا في نص الشهر

لتضحك مريم علي صديقتها : انتي تقريبا بتعملينا طول الشهر شربة عدس بالجزر ياريما

فترفع ريما بوجهها عن طبقها قائله : شربة العدس مفيدة في الجو ده

وبعد أن نظرت مريم الي طبقها وقطعة الخبز الصغيرة : بسم الله الرحمن الرحيم

لتتطلع اليها ريما : هو انتي كنتي بتقري ايه يامريم ، انا كنت سامعه صوتك وانتي بتبكي

فتبتسم مريم لها : كنت بقرء في كتاب ربنا ياريما ، عايزاني بقي أزاي مبكيش وانا بين ايد الحنان المنان الكريم

لتنظر اليها ريما بغرابه : وانتي ليه كنتي بتقولي لا يظلم ربك احدا ، هو ربنا ظالم

فتمد مريم يدها لتضعها برفق علي يد صديقتها : بالعكس ياريما ، ده هو الحاكم والعادل الأعظم ، أحنا اللي بنظلم نفسنا ، وبنظلمها اووي كمان، وانا لما بحس اني مظلومه في الدنيا وشيطاني بيصورلي أن ربنا ظالمني ، بحب اوي افتكر الايه ديه ، عشان أثبت لشيطاني كويس ان ربنا عمره ماظلم حد من عباده ،وبكده نفسي بتطيب ، الا بذكر الله تطمئن القلوب

فتنهض ريما بدورها من علي المنضده : انتي فليسوفه يامريم ، وعارفه عن ربنا حاجات كتير ريما متعرفهاش ، بس ليه بقي ربنا خلق ناس زي وزيك فقرا بيتعذبوا في حياتهم وناس تانيه عايشه في قصور وراكبه احدث العربيات ، وترفع ريما بأحد المجله قائله : شايفه الحفلات ، وشايفها الناس دول ، اه لو واحد فيهم دخل مطعمنا ده ممكن مستر عدنان يبقي اغني واحد في المنطقه ..

فتبستم مريم قائله لصديقتها : هو انتي مبتصليش ليه ياريما ولا انتي مسلمه بالاسم بس

فتمسك ريما بطبقها كي تفرغ ما به من طعام قائله : وهصلي ليه مادام مافيش أي أمنيه لريما بتتحقق ، لا ريما بقيت غنيه ، ولا حياتها أتغيرت ، الاحسن ان ريما تعيش كده من غير دين

فتتأملها مريم بحسرة، وهي تخرج من جيبها صورة ذلك الطفل ذو قدم واحده قائله : طيب والطفل ده انتي مش شايفه نفسك أنك أحسن منه ، وانتي واقفه علي رجلك ، ليه بصيتي لأصحاب القصور والعربيات الحديثه ، ومبصتيش للطفل ده

فتقول ريما ساخره : عشان لازم نبص ديما للأحسن منا ، ده هو المفروض ، مينفعش الأنسان يبص للأقل منه

فتربط مريم علي كتف صديقتهاا بعدما نهضت : انتي طيبه ياريما ، بس عقلك ده عايز غسيل من اول وجديد

فتضحك ريما قائله : بالعكس انتي الي عقلك ده عايز غسيل من جديد ، لتمسك بيدها حتي تقترب من تلك المرئه الصغيره التي تتوسط غرفتهما : بصي لنفسك ، في حد لسا بيلبس كده ، او حاطت علي شعره القماشه ديه ... ده أسمه تخلف يامريم

فتبتسم مريم لصديقتها قائله : واجمل تخلف ياريما صدقيني ، احنا ليه بتعجبنا المجوهرات والتحف الجميله

لتنظر اليها ريما قائله بتعجب : عشان مش اي حد يقدر يشوفها ويشتريها ، يعني انا وانتي مثلا منقدرش نقف عند اكبر محلات المجوهرات ، لانهم ممكن يفتكرونا لصوص

فتضحك مريم قائله : وانا بقي مش سلعه رخيصه عشان اي حد يقدر يشوفها ، وشوفتي انتي شبهتي الي بيشوف المجوهرات ديه بأيه بالص ، شوفتي بقي ربنا حافظني ازاي بحجابي ولبسي ده ، حافظني حتي من عيون اللصوص، عشان انا غاليه ...

لتنظر اليها ريما بتعجب قائله :يلا ننام يامريم عشان شغلنا بكره

فتبتسم مريم .. وتهرب ريما من تلك الافكار التي تراودها بأحلامها ..

.................................................................

شخصية اذا رأيتها ستظن بأنها لا تفعل شيئاً سوا العمل، وكيف لا تظن ذلك وبالرغم من عمره الذي لا يتعدي الثلاثون سوا بثلاث اعوام ، أصبح يحمل اسماً ناجحاً في عالم البيزنس ، نعم هو ينتمي لتلك الطبقه ولكن عندما بدء يتخلي عن رفاهية الشباب ويدخل هذا العالم استطاع ان يثبت اسمه وبقوة رغم نزواته التي أيضا تلاحقه وتسرق منه بقية عمره ..

فيرفع بوجهه قليلاً بعدما نظر في بعض الاوراق بأتقان ووقعها : كده اوراق الصفقه تمام ، يا أمجد في اي حاجه تانيه

فينظر أمجد الي بعض الاوراق .. ثم يعود بالنظر اليه فيقول : عجباك حياتك ديه يايوسف ، سهرات وشرب ، فين نفسك من كل ده

ليرتخي هو بجسده الرياضي قليلا ، حتي ينهض من علي كرسيِ مكتبه قائلا : ما الشرب والسهر والستات ، هي ديه نفسي يا أمجد

فيضحك أمجد قائلاً : وانت مبسوط بحياتك ديه بقي

فيبتسم يوسف قائلاً : جداا ، هو في حد يلاقي حياه زي ديه وميتبسطش

وقبل ان يتحدث اليه أمجد ثانية ، تطلع هو الي ساعة يده قائلا : متكملش عارف هتكلمني عن الدين ، بس للاسف ديني ده الي بتتكلم عليه انا معرفش عنه حاجه ، انا مسلم اسما وبس ، ثم قال ضاحكا : ومسيحي برضوه

ليقول أمجد يتنهد : بس انت مسلم يايوسف ، ولا انت ناسي ان والدك مسلم ، صحيح انت أتربيت في وسط عائله مسيحيه عشان والدتك مسيحيه ، بس انت في النهايه اسمك يوسف عبدالله أحمد ... يابن خالي

فيبتسم يوسف قائلاً : انت اه قولت اني اتربيت علي الدين المسيحي ، بس للاسف ولا بقيت مسلم ولا بقيت مسيحي ، انا عايش بعقيدة نفسي

ليتطلع اليه امجد بأسي .. حتي يقول يوسف : بكره عندنا اجتماع بدري ، ومتشغلش بالك بيا كتير .. سلام

وانصرف وهو لا يفكر بشئ سوا بعالمه الفاني ، حتي تتبعته نظرات ابن عمته بأشفاق وهو يقول : ربنا يهديك يابن خالي !

...............................................................

نظرت اليها الطفله بعفويه ، ثم بدأت تُقرب يديها التي لطخت بالدقيق حتي أصبحت بيضاء مثلها تمام وبرغم من بياض يديها الا أنها أكتسبت ذلك اللون أيضا ، فتأملتها مريم بضحك قائله : كده يا لانا ، تعملي فيا كده .. فتمسك بيدها برفق ، حتي يقتربوا سويا من تلك المرئه التي تتوسط هذا المطبخ : شوفتي بقينا أزاي ، ودلوقتي لو جدو دخل علينا هيرفدني

لتبتسم الصغيره قائله : بس لانا مش هتخلي جدو ، يرفد مريم ، لان لانا بتحب مريم كتير

فتحتضنها مريم وهي تبتسم علي نطق الصغيره لها بأسمها ، من بين حديثهاا وهي تقول : مريم كتير .. طب أشمعنا كتير بقي الي قولتيها بالعربي الي حاله يعتبر ماشي معاكي

لتنظر اليها الطفله قائله : مش أنتي كل شويه تقوليلي ، انا بحبك يا لانا كتير ، فالانا لازم تقول لمريم انها برضوه بتحبها كتير

فتتطلع اليها مريم بحب قائله : طيب تعالي يلا أغسلك أيدك ، ونضف هدومنا يا مفعوصه

فتتطلع اليها لانا .. حتي تتضحك مريم علي منظر فاها الذي فُتح ببلاها : ايه مفعوصه ديه ؟؟

لتضحك مريم .. وقبل أن تكمل حديثها مع الطفله ، وجدت هذا العجوز يقف ينظر اليهما بتفحص بعد ان صنع تلك الكعكه لحفيدته

فتمسك مريم بيد الفتاه الصغيره كي تهندم هيئتهاا ليقول جدها : انتي مش شايفه المطعم مليان زباين .. روحي قدمي المشروبات المطلوبه يلا

لتضحك مريم من كلمة العجوز عن مطعمهم البسيط الذي لا يردف اليه الا القليل

...............................................................

Continue Reading

You'll Also Like

40.6K 2.3K 11
عاد من عمله ليجد الهدوء يعُم أرجاء المنزل، ولج إلي غرفة النوم، وجدها تنتظره في أبهي زينتها، ترتدي ما يخطف الأنفس و يأسر قلوب أبناء آدم، و عطرها الفوا...
333K 8.4K 28
جميع حقوق الملكيه للكاتبة ♡منة فوزي ♡
25.1K 1.1K 8
. الحياة غير عادلة.. من قال تلك المقولة كان معه كل الحق.. هو رجل لا يعرف من رغد الحياة سوى اسمها، اسمه مجد وحياته كانت على نقيض من معنى اسمه.. منته...
5.2K 372 21
لا تسألني اساله يجدر بي الاجابه عليها بمشاعري... لأنني لن أجيب لا تحول موجهتي في اي رياضه او مهاره... لأنني من سوف افوز لا تصدق اي شيء اقوله... لأ...