الفصل التاسع

20.8K 300 0
                                    

  الــــــفــــصــــــل الــــــتــــــاســـــــــــع

جلست مريم تتأمل المطعم الذي عملت به منذ ثمانية اشهر ، منذ ان وطدت بقدميها الي تلك البلد الغربيه واصبحت غريبه وسط أناس لا تعرفهم حتي عمها الذي أتت من اجله تركها ورحل دون ان يكلف نفسه عناء ان يسأل عنها ومع كثير من الاتصالات به علمت بأنه لا يرغب في عبئها وان زوجته الانجليزيه لا ترغب برؤية احداً من افراد عائلته ... لتأتي صورة العجوز عدنان في ذهنها عندما اصطحبتها سيلا الي مطعمهم فتذكرت كلمته التي اضحكتها
احب هؤلاء العرب جدا ، واحب طعامكم الّدسم
فهربت دمعة من عينيها عندما تذكرت سيلا وهي تهاتفها كي تذهب لأبنتها الصغيره لانا وتبقي بجانبها ، وعندما وصلت الي الصغيره في المنزل وقبل ان تحتضنها وجدت هاتفها يرن للمره الثانيه برقم سيلا تخبرها
سيلا :أبي قد مات يامريم واصبحت وحيده
يالها من كلمه قد ذكرتها بطفولتها عندما مات اباها وتركها بمفردها تحيا حياه في كنف زوج ام .. تعلم تماماً بأن امها قد تزوجت عندما تخلت عنها عائلة والدها .. اما عائلتها فكانوا لا يملكوا القدره بأن يتكفلوا بأبنتهم الارمله وطفلتها
شريط ذكريات يومان قد مرا عليها ... ودموعها تهطل بقوه ،ولكن لمسات ايد الصغيره لانا الحزينه قد جعلتها تفيق لتقول
لانا : الكعكه قد نضجت يامريم ، ولانا لا تريد ان تأكل شئ بدون الجد
فحتضنتها مريم بقوه وهي تربط علي كتفها : لانا حبيبتي كده ماما هتزعل منك وجدو برضوه .. عايزه تزعليهم
فتمسح الصغيره دموعها قائله : بس جدو خلاص مشي بعيد ومش هيرجع تاني ، هيزعل من لانا ازاي
فتبتعد عنها مريم قليلا لتتذوق الكعكه قائله : امممم كعكت لانا مطلعتش حلوه ، لانا مطلعتش شاطره
فنظرت لانا لكعكتها التي صنعتها بمساعدة مريم ومدّت بيدها كي تتذوق الكعكه قائله : أمممم لاء كعكة لانا حلوه
فبادلتها مريم الجدال الذي انشأته وظلوا يتذوقوا الكعكه وكل منهن ينفي ما يدعيه عليه الاخر
حتي وضعوا بأيديهم علي بطونهم التي امتلأت من اكل الكعكه، فضحكت لانا وهي تري وجهه مريم وفمها ملطخ باشيكولاتة الكعكه
لانا ضاحكه :اصبحتي مضحكة يامريم
فتشير مريم علي فمها وانفها الصغيران وتضحك قائلة مثلها بطفوله : وانتي يالانا اصبحت مضحكه
ويقتربوا من احد المرئات التي يضمها المطعم حتي ينظروا لوجههم ضاحكين
فيتأملهم هما من بعيد بعدما داعب خصلات شعره الاشقر
...............................................................
تسطحت نهال علي فراشها وهي تستمع لكلمات طارق فيها بعدما عُقد قرانهم، حتي ضحكت قائله : طب وبعدين عاملت ايه
ليهمس طارق في الهاتف قائلا : بعشق ضحتك ، ارحميني شويه يانهال مش قادر
لتتمايل في فراشها وهي تهاتفه قائله : أنت بتحبني أووي كده ياطارق ، طب امتا وازاي مع انك مشوفتنيش غير مرتين بس قبل خطوبتنا
فيتنهد طارق قليلا بعدما اعتدل برأسه علي وسادته : كل اللي اقدر اقولهولك يانهال اني اول ماشوفتك حسيت ان روحي بتنسحب ليكي وقلبي دق جامد اووي وكأنه عايز يقولي هي ديه نصك التاني اللي بتدور عليه
ثم صمت للحظات حتي قال بسعاده
طارق : اللمعان اللي في نظرت عينيكي وابتسامتك الهاديه بقيت هي كل حياتي ، ربنا يقدرني واقدر اسعدك ياحببتي
فأدمعت عين نهال وهي تستمع لحديثه حتي اعتدلت من علي فراشها
نهال : طارق خليك ثواني بس معايا
ليظل طارق ينده عليها من خلال الهاتف حتي سمع صوتها
نهال : انا هقفل دلوقتي ، وانت افتح حسابك الشخصي وبعدين ادخل علي صفحتي وابقي شوف الصوره اللي حتطها
واغلقت الهاتف سريعا وهي تتأمل تلك الصوره التي تضم رجلا يقف و خلفه امرأه تتحامي في ظهره وعلي الصورة عباره (متخافيش)
لتفيق نهال من التطلع الي تلك الصوره علي تعليقه : هبقي امانك وسندك طول عمري ياحببتي ، متخافيش
لتبتسم نهال عند رؤية تعليقه ،وضغطت بأصابعها علي لوحة مفاتيح حسوبها : ربنا يخليك ليا
ليسقط امجد بأعينه علي تلك الكلمه بعدما انهي تصفح حسابها ومعرفته بأنها اصبحت ملكاً لغيره ، ولكن عبارتها هذه اليه وتبادلهم مشاعر الحب قد جعلته يضغط علي قبضه يديه بقوه ويتطلع بقهر عبر تلك الشاشه فتظهر غيرته لاول مره
فقد نسي بأن حبيبته الطفله يوما ما ستصبح لها عاشقاً متيماً بها ..كما اتخذ هو زوجة وعاشقة اخري
...................................................................
أحتضنته سارة بقوه وهو يراقصها حتي قالت هامسه وهي تتحسس خده الايسر بنعومه : أشتقتلك كتير يوسف ، ساره نفسها تبقي علطول معك
ليبعدها يوسف عن أحضانه قليلا قائلا بأبتسامه هادئه : الفستان يجنن عليكي ، واقترب من أحد أذنيها كي يهمس لها بما يريده .. حتي ضحكت بشكل مثير قائله : ساره كلها ليك
فيقترب منهم فادي وهو يبتسم علي ذلك الأندماج الذي في صالح صفقاته : لبنان كلها نورت بوجودك جو
فبادله يوسف بأبتسامه واثقه : أكيد لبنان منوره بيك ، ثم نظر الي ساره التي تقف بجانبه : وبساره
فلمعت عين ساره بتلك النظره الشاغفه حتي أبتعدت عنهم
فاقترب منه فادي وهو يبتسم : أنا حاسس أنك معجب بساره كتير يوسف
فنظر اليه يوسف طويلا بعدما أخذ مشروبه المثلج من أحد الجراسنه وبدء يحتسيه بمذاقً خاص : أكيد ساره عجباني يا فادي ، بس مش بالطريقه اللي انت بتفكر فيها ياعزيزي
.................................................................
بدأت مريم في أعمال يومها المعتاده مُنذ ذهاب ريما ، ووفاة الجوز عدنان ، فنظرت الي الجرح الذي بيدها بألم ، فقد شردت في حزن سيلا الذي ذكرها بحزن طفولتها علي والدها وجرحت يدها دون قصد
ليأتي أرناف من خلفها قائلا : مريم السيد جون ، أعطاني باقية الوقت المتبقي من العمل كي اذهب في نزهه مع أصدقائي ، فأغلقي أنتي المطعم فضلا منك
فبتسمت مريم عندما رأت أبتسامة ذلك الشاب الصغير الذي يُذكرها بأخوتها : موافقه بس بشرط
فنظر اليها أرناف بتعجب حتي علت الأبتسامه وجهه وهو يسمعها تقول : أتبسط وقضي وقت لطيف مع أصدقائك بس بعيد عن الملاهي الليليه
فضحك أرناف وهو يستمع لحديثها الذي يذكره بحديث والدته حتي قال بسعاده : أرناف بقي يسمع كلام روزينا ومريم
وابتسم وهو يودعها : أوعدك مريم أنها هتكون نزهه لطيفه وفقط دون أي شئ في بالك ، وسأجلب لكي الحلوه التي تحبينها
وأنصرف تماما من المطعم ، ليأتي جون قائلا ببرود : انتبهي لعملك فلن أسمح بأي تقصير، ولولا حاجتي لكي لكنت طردتك من العمل
..................................................................
تأمل احمد أروي التي تجلس معه في أحد الكافيهات بملابسها الضيقه فنظر اليها بضيق قائلا : اروي أتعدلي بقي في لبسك
فتعجبت أروي من صراخه المفاجئ فهي تفعل كل هذا لاجله فنظرت اليه طويلا
أروي : مش انت عايزني كده يا احمد
فصرخ أحمد بوجهها بضيق : مش كل ما أقول حاجه تقولي ليا نعم ، وتمشي ورايا زي الهبله .. أروي خليكي قوتي مش ضعفي وساعديني اتغلب علي شهواتي
فتأملت أروي كلامه الذي يتنافي مع طباعها حتي قالت ببتسامه هادئه : حاضر حبيبي اللي تشوفه ، ها هتطلع معايا بقي رحلة شرم اللي النادي مطلعها
فأرتشف أحمد القليل من قهوته وتنهد قائلا : ما أنا قولتلك مش فاضي يا أروي
فأبتسمت أروي قائله : ياحبيبي دول يومين الاجازه بتاعتك ، يعني مش هعطلك عن شغلك ، واقتربت منه لتلامس يده قائله : عشان خاطر اروي حبيبتك ، وافق ياحبيبي
فتنهد أحمد قليلا حتي قال بأبتسامه هادئه : ديه أخر رحله هنطلعها سوا قبل ما نتجوز
فأبتسمت وهي تتأمل ملامحه الرجوليه التي تعشقها : موافقه ياحبيبي
...................................................................
أنهت مريم كل أعباء يومها بعدما اصبحت بمفردها في ذلك المطعم ولكن ليس عبئ العمل هو ما يُتعبها أنما عبئ وجود ذلك المدعو جون بأحاديثه البغيضه ، فنظرت الي أخر أثنين من الزبائن وهم يغادرون فتنهدت براحه وذهبت الي داخل المطبخ حيث يوجد به غرفة جانبيه توضع بها بعض المتعلقات الشخصيه ، وبدأت تزيل ذلك اليونيفورم الذي ترتديه فوق ملابسها حتي وجدته يقف خلفها يتابع حركتها بوقاحه
جون : كم أنتي جميله أيتها الحوريه ، ثم ضحك بقوه وهو يقترب منها
جون : أريدك لي !
فألجمت الصدمه فاها وهي تراه يقترب نحوها حتي صرخت بوجهه ، فتأملها هو بخبث
جون: لقد أغلقت باب المطعم من الداخل ولا يوجد غيرنا ، سنستمتع بتلك الليله حبيبتي
وتأملها قليلا بعدما دفعته عنها بقوه
جون: أحبك يامريم ، بل أعشقك وكل ماافعله فيكي هو بسبب حبي لك الذي أسرني
فدفعته مريم عنها ثانية وهي تصرخ بوجهه : انت مجنون ، انت اكيد مش انسان طبيعي .. كان لازم أسيب المطعم ده من زمان
فأبتسم جون بعدما بدء يفك أزرار قميصه : هووس بلاش صوت عالي عزيزتي .. أريد أن أري شعرك وجسدك
فكانت تلك الكلمه كفيله بأن تصفعه علي وجهه بحده : أنت مريض ، مريض
فدفعه جون بقوه حتي سقطت علي الأرض وبدء يقترب منها ، ولكنها أستطاعت ان تنهض سريعا وتلتصق بالحائط
مريم بخوف : أرجوك مستر جون سيبني اروح لحالي
فقهقه جون بقوه وهو يتأمل خوفها : متخافيش عزيزتي ، سنتزوج بعد أول علاقه بيننا لا تقلقي لن أتركك
فتأملت ذلك التمثال الموضوع علي احد الطاولات القريبه منها ، حتي هدأت قليلا قائله بهدوء : طيب أنا هعمل كل اللي انت عايزه بس ، وظل بصرها عالق خلفه حتي فزع جون من نظراتها نحو الجهه الاخري ، فألتف كي يري ما تتطلع اليه هي حتي مدت بيدها سريعا للتمثال .. فحول جون بصره نحوها سريعا كي يتفادي هجمتها ولكن دفعتها هي له بذلك التمثال كانت أسبق واقوي .. فسقط جون مغشيا عليه من دفعت ذلك التمثال الرخامي
فنظرت اليه مريم طويلا وهي تبكي... وأنحنت بجسدها نحوه كي تراقب نبضات قلبه وتنفسه ،وعندما أدركت بأنها مازال حيا ، أخذت حقيبتها وركضت نحو باب المطعم الذي وجدت به المفتاح من الداخل ، فتأملت حركة الناس الهادئه وحبست دموعها وهي تسير أمام أعينهم ولحسن حظها وجدت حافله أتيه فأستقلتها بخوف وهي تتذكر مشهد جون وهو سكير والرغبه تمتلك أعينه
وبعد نصف ساعه كانت تهوي علي فراشها باكيه
مريم : كان لازم من زمان أسيب المطعم ،ريما مشيت والسيد عدنان مات
وظلت تبكي حتي غفت دون أن تشعر
...............................................................
مر يومان علي تلك الحادثه وكانت مريم حبيسة غرفتها دائما حتي هاتفها قد أغلقته كي لا تستطيع سيلا التواصل معها ، فحمدت ربها بأن مكان غرفتها في ذلك المسكن لا تعلمه سيلا
فنظرت الي بعض الأوراق التي بيدها لتتأمل عناوين عمها السابقه في تلك البلده .. واخذت حقيبتها وأنصرفت وهي تتمني أن يدلها احداً علي رقم هاتفه الجديد كي تستطيع التواصل معه من أجل أن يعطيها ثمن تذكرة الطياره للعوده الي مصر
...............................................................
نظرت ريما الي الرجل النائم بجوارها وهي تبكي بصمت ، لتتذكر تهديد زين لها بذلك الفيديو الحقير الذي أتخذه أذلالاً لها كي تعمل معه كفتاة ليل في ملاهي أمريكا الليليه .. فبعد زواجهما بيومان وفرحتها التي لم تدوم
(فلاش باك)
أستيقظت لتري نفسها بجانب رجلا لا تعلم من أين اتي وكيف اتي الي غرفة نومها ... ولكن مافهمته لاحقا بعدما صرخت في الرجل النائم ودخل زين عليهم دون اي رد فعل منه علي أغتصاب حقه في زوجتها
ووقف ببتسامه واسعه ليعتذر للرجل علي ماحدث ، وانهضها من علي الفراش بعدما لفت جسدها العاري ليقول وهو يتفحصها بوقاحه : حبيبتي ريما الفلوس اللي هناخدها من الشغلانه ديه هتعيشك ملكه ، وهيبقي ليكي أسم كمان في المجتمع الغربي وسط كبار البلد
ريما صارخه : أنت بتقول ايه يازين ، انت اللي عملت فيا كده وعرتني
لتتذكر بتشويش ماحدث امس بعدما ارتشفت القليل من ذلك المشروب الذي لا تعلم نوعه : انت ، ايوه انت فعلا اللي جبت الراجل ده هنا وسبتيني معاه وانا كنت زي السكرانه ، وتذكرت كل ماحدث بينها وبين الرجل من ليله مثيره
حتي صفعته قائله : ياحقير ، ياحيوان ... طالقني انا مش ممكن أعيش معاك ، انا أزاي أتخدعت فيك كده وصدقتك
زين ضاحكا وهو يلوح بأحد الاسطوانات التي بيده أمامها : طب لما أشوف رد فعلك هيكون ايه بعد ما تتفرجي علي الفيديو ده .. اللي ممكن أرفع بيه قضيه عليكي واقول زوجتي كانت بتزني في اوضة نومي .. هاا تفتكري هيبقي ليكي صوت
فأدمعت عيناها وهي تتأمل وقاحة ذلك الرجل الذي يدعي زوجها حتي قالت بترجي : زين حرام عليك سيبني اروح لحالي ، ابوس رجلك
وأنحنت بجسدها كي تقبل قدميه حتي تحرك قائلا ببرود : أنتي خلاص دخلتي اللعبه ياريما وبقيتي معانا .. ومافيش تراجع وياستي انا موافق ان مراتي تبات كل يوم في حضن راجل غيري مدام .. وحرك النقود الخضراء بين يديها
لتفيق ريما من شرودها علي لمسات ذلك الرجل وهو يقبلها ، وأغمضت عيناها وهي تترك له جسدها وروحها سابحه في عالم الأموات
...................................................................
ذهبت مريم الي بعض العناوين التي تعلمها عن عمها ، ولكن كل ماكانت تتلاقه ... بأن لا أحد يعلم عنه شئ منذ أن غادر كندا وذهب الي أمريكا ... لتتذكر عنوان مقر شركته القديمه فذهبت اليها ، ليقابلها أفراد الأمن بجمود .. ولحسن حظها كان صاحب الشركه يردف في تلك اللحظه الي مقر شركته
وعندما شاهد معاملة الامن لها وقف يتأملها قائلا : انتي مصريه
فعندما سمعت صوته أبتسمت براحه فقد كان هو أيضا مصرياً ويبدو من شيبته أنه رجلا طيباً ..
فأبتسم لها بود قائلا : أنا بعتذر علي ديه المعامله يابنتي ، بس أكيد أنتي أتعودتي علي الحياه هنا
فبادلته مريم الأبتسامه قائله براحه : انا بنت اخو محسن نعمان ، أكيد حضرتك عارفه
فبتسم الرجل بطيبه : طبعا يابنتي ، ماهو كان صاحب الشركه قبل ما أشتريها منه
مريم : انا بس كنت عايزه أعرف رقم تليفونه الشخصي ، اكيد حضرتك ممكن تعرفه وتساعدني لاني للأسف لما وصلت كندا هو صفي كل حسابته وسافر
فنظر اليه الرجل طويلا حتي قال بوجه بشوش وهو يخرج هاتفه : خدي يابنتي تليفوني أه اتصلي بيه ، من حسن حظك ان لسا رقم عمك معايا لان تعاملتنا لسا مستمره
ووقف بعيدا يحادث أحد الموظفين ، حتي أتي صوت محسن قائلا : اهلا حمدي باشا ، اخبارك ايه واخبار الشركه ايه
فنطقت مريم بلهفه : عمي أنا مريم ياعمي
فصمت محسن قليلا قبل ان يقول : انتي وصلتي لحمدي باشا ازاي ، وبتتكلمي من علي تليفونه ليه
فدمعت عيناها وهي تشكو له كل ماحدث معها
مريم : عمي أنا مش عايزه حاجه غير ..
وقبل أن تكمل حديثها معه
محسن : سلام دلوقتي يامريم عشان انا مش فاضيلك هبقي أكلمك بعدين ، يلا سلام
واغلق الخط قبل أن يسمع أستنجادها به كي تستطيع الحصول علي مال لتعود لوطنها ثانية
فتأملها حمدي من بعيد بأشفاق ، حتي أقتربت منه لتعطيه هاتفه قائلة بأمتنان
مريم : انا مش عارفه اشكر حضرتك أزاي
فأبتسم لها بحنان وهو يقول بلطف : ربنا معاكي يابنتي
وأنصرف من أمامها لتسمح هي بتلك الدمعه الحبيسه ان تسقط علي خديها
................................................................
وقفت سيلا تراقبه بشك قائله : اين مريم ياجون ؟ ماذا فعلت بها ؟
فألتف جون بوجهه بعيدا عنها وهو يتحسس رأسه المربوطه التي أدع بأنها بسبب حادث بسيط علي الطريق
جون : مريم ، مريم انها فتاه مزعجه .. هي من تركت العمل
فأقتربت سيلا منه بملامح مرهقه قائله : لقد تغيرت كثيرا ياجون ، أصبحت رجلا قاسي وكاذب أيضا
فجذبها جون اليه بغضب : سيلا أصمتي ، وافهمي معني كلماتك المهينة لي فأنا زوجك وحبيبك أنسيتي حبيبتي حبنا
فذكرها بحب سنون مضت حتي قالت هي : من اجل لانا ومطعمنا جون أخبرني اين مريم ، فنحن نحبها ارجوك
فأمتقع وجه جون حتي قال بغضب : لقد طردتها ، فقد كانت تسرق من إيراد المطعم !!
.................................................................
أقتربت منه ساره بشغف لتتأمله وهو نائم ، فأستيقظ هو
يوسف : صباح الخير
فأبتسمت ساره وهي تتطلع اليه : كان نفسي تضل بالبنان ، وماتسافر
فجذبها يوسف لأحضانه : ما انتي عارفه ياساره ان عندي شغل كتير بكندا ... وكمان ما أنا لسا معاكي اه
فأرتخت ساره برأسها علي ذراعيه
ساره : خلي بالك من فادي يوسف ، صفقاته كتير مشبوها ومش تمام
فتذكر يوسف بعض المعلومات التي جمعها عن فادي واعماله الغير شرعيه في بعض الامور .. فضمها اكثر اليه : يوسف بقي عارف ساره كويس ، عشان كده يوسف هيبقي صديق لساره مش عشيق
فنظرت اليه ساره بحزن حتي قالت : بس انا ..
يوسف : احنا قضينا اوقات لطيفه سوا ساره ، بس انا مش هقدر اكمل في علاقتنا ديه مدام عارف انك بتتعلقي بيا اكتر .. لازم نبعد عن بعض ساره .. بس تأكدي اني ديما هبقي جنبك ومعاكي
وربط علي وجهها بحنان ليكمل حديثه : صديقه مو عشيقه
................................................................
جلست علي فراشها وهي تتأمل النقود القليله التي في حوذتها فقد مر اكثر من اسبوعاً وهي تتفقد المطاعم والمحلات دون جدوي من اجل العمل ... فدق باب غرفتها بطرقات بسيطه ،فنهضت من علي فراشها كي تري من الطارق .. لتكون تلك السيده التي تُسكنها تلك الغرفه في ذلك المنزل السكني
مريم : اهلا مدام مدلين
فرمقتها مدلين بنظرات غاضبه : اذ لم تدفعي اجرة سكن الغرفه ، فعليكي بالرحيل غدا ايتها العربيه ..
فنظرت مريم بأسي الي بعض الاموال القليله التي بيدها وهي نصف ثمن تلك الحجره
مريم : انا معايا نص اجرة الحجره بس ، اوعدك ان يومين وهدفع الباقي
فأدرات مدلين ظهرها كي تنصرف قائله بصوت غاضب : بعد غد ستتركين الحجره اذا لم تدفعي المال ، فأنا لدي من سيسكنها 

عشق القلوبWhere stories live. Discover now