الفصل الخامس

22.6K 297 1
                                    

  لــــــفـــــصــــــــل الــــــخـــــامـــــس
**********************

وقفت مريم تبكي وتصرخ وهي تراهم يقتربون منها بسكراً شديد لتسمع احدهما وهو يقول : كم انتي جميله ايتها الفتاه المسلمه ، اريد ان اخلع ذلك الحجاب عن شعرك لأراكي كاملة ايتها الحوريه
فيضحك الاخر وهو يقذف بداخل جوفه ذلك الحساء الكريهه قائلا : هيا ياميكل افعل بها ما شأت انت اولا وسنلحقك..
فنظرت حولها تتأمل اي احداً ينجدها من هؤلاء ، ولكن مازال الوقت مبكرا ، فتحركت سريعا من امامهم لتركض وفجأة يد أحدهما قد جذبتها بقوه لتطرحها ارضاً
لتصرخ به مريم قائلا : ابعد عني يا حيوان
فينظر هو الي اصدقائه الاثنان قائلا : اشعر انها تسبني هذه الفتاه اللعينه
فألجم فمها بقوه كي يسكت صوت صراخها ، لتغمض مريم عيناها وتسبح بعقلها بدعاء سيدنا يونس : لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين .... وظلت تردده طويلا حتي هبطت دمعة من جفونها وهي تتأمل اعين ذلك السكير ورائحة فمه الكريهه المنبعثه
فتسمع صوت صراخاً وضجيجاً يسير حولها ، وامتدت يد احدهما الي ذلك السكير الاخر الذي قد اطرحها ارضا ، فتتطلع الي كل ما يحدث حولها حتي اغلقت عيناها وسبحت في دموعها
لتستيقظ علي لمسات ذلك الطبيب الذي يبدو من لهجته انه سورياً : انتي بخير
فتحرك رأسها بأرهاق واعتدلت قائلة بخوف : انا فين وايه اللي حصل
فيشير الطبيب بأصبعه علي ذلك الشخص الواقف بعيدا يتحدث في هاتفه ، لتتأمله للحظات فتري بعض الخدوش علي وجهه وبجانب شفتيه ... فتنهض ببطئ وهي تتكلم بضعف : انا ممكن امشي صح ؟
ليأتي يوسف علي صوتها بعدما أنهي حديثه في الهاتف : انتي كويسه ؟
فترفع مريم برأسها الذي أخفضته أرضاً عندما تذكرت كل ماحدث ، فيفهم هو ما يفكر فيه عقلها
يوسف : متخافيش محصلش ليكي حاجه
فتنظر اليه بأعين ترقرقت بها الدموع : أنا مش عارفه أشكرك أزاي
ليضحك يوسف قائلا : والله انا مش عارف مين اللي يشكر مين ، ويظل يتفحصها بأعجاب ليقول ثانية : تحبي اوصلك
فتتطلع اليه مريم قليلا ..وكادت أن ترفض ولكن هزت برأسها تعبيراً عن موافقتها عندما تذكرت كل ماحدث لها ... وسارت من أمامه بخطي بسيطه ، حتي خرجوا من ذلك المستصف الصغير للطوارئ
فيقترب منها يوسف حتي سار بجانبها : انتي مصريه
فأبتسمت وهي تحن الي بلدها وتكره تلك الغربه التي عرضتها لكل هذا : ايوه
فيداعب هو ذلك الجرح الذي اخذ موضعاً بجانب احد حاجبيه : عايشه هنا لوحدك
لتقف مريم فجأة بعد أن أغمضت عيناها بقوه : عايشه مع صديقه ليا
فيقف يوسف بدوره لتقول هي : أنا مش عارفه اشكرك ازاي
فيبتسم يوسف علي طريقة حديثها الذي اول مره يستشعره في انثي : انتي بتعملي ايه هنا يا....
فتصمت مريم للحظات قائله وهي تكمل سيرها : اسمي مريم . اما انا هنا ليه عشان اشتغل
فيعود يوسف لسيره مرة اخري وهو يضع بكلتا أيديه في جيوب بنطاله الرياضي ،فتنظر هي الي تلك الحافله القادمه قائله بأمتنان : انا هنا هقدر اكمل طريقي شكرا استاذ
فيبتسم يوسف ابتسامة بسيطه وهو يتطلع اليها مودعاً ايها: يوسف
ويقف يتأملها وهي تسير نحو الحافله البسيطه لعامة الشعب في تلك البلده ... فأغمض عيناه وهو يتنهد : بنت غريبه اووي
................................................................
في داخل موطنا الحبيب بعيدا عن تلك الغربه !!
جلس أحمد يتطلع في هاتفه بتأفف وهو جالس بسيارته امام بناية خطيبته ، فنظر الي ساعته بضيق ..حتي وجدها تردف الي داخل السياره بجانبه قائلة بدلع : هتوديني فين بقي ياحبيبي
فأبتسم أحمد بخبث وهو يميل نحوها كي يقبل أحد خديها : اي مكان حبيبي يختاره
وسار بسيارته السوداء الفارهه التي قد حصل عليها قسطاً من ذلك البنك الذي يعمل به .. فحل الصمت بينهم قليلا قبل ان يقول هو : هي بنت خالك سافرت كندا
فيمتقع وجه أروي عندما ذكرها بتلك البغيضه التي تكرهها : يادي ست مريم ديه
فيلتف اليها أحمد بطرف عينيه قائلا : وهي عايشه مع مين هناك ، انا اللي اعرفه ان خالك محسن سافر أمريكا وصفا كل تعاملته ورأس ماله في كندا
فتصرخ به أروي قائله : ايه يا احمد ما تراعي احساسي ، مش معقول اكون معاك وتفتكرلي ست مريم .. ولا انت من ساعة ماشوفتها أعجبت بيها
فأوقف أحمد سيارته جانباً في احد الاماكن الهادئه والمظلمه قائلا : ياحببتي انتي عارفه ان سؤالي مقصدش بي حاجه ، مجرد سؤال ياستي اوعي تتعصبي وتضيقي بقي ... لاحسن مفجأتي هلغيها
فتقترب منه أروي لتداعب بشرة خديه بأناملها : قولي بقي يامودي هنروح فين
فيبتسم أحمد للمسات أيديها وظل يتذكر أخاه البعيد وهو يحتضن النسوه التي تتهاتفن عليه ، حتي قربها منه أكثر نظراً اليها بقوه : أروي انا هعمل حاجه بس متزعليش مني ماشي
فنظرت اليها اروي قليلا وهي تحرك برأسها موافقة علي ماسيفعله ،وأغمضت عيناها عندما وجدت انفاسه تقترب منها حتي بدء يقبلها بقوة ... وابتعد عنها قليلا ليقول : أروي انا عايزك تبقي كده
لتفتح أروي عيناها ببطئ ، بعدما استعادت انفاسها التي هربت منها : اللي هو ايه !
فتنهد أحمد قليلا قائلا : اننا نعمل اي حاجه عايزين نعملها من غير ما نفكر في الناس ومجتمعنا بتفكيره العقيم والمتخلف ، يعني مافيهاش حاجه لما أمسك ايدك او احضنك او أبوسك زي ما بوستك او حتي يكون في بينا علاقه
لتنظر اليه اروي طويلا وتضع بيدها علي شفتيها : علاقه ...
فيكمل أحمد بحديثه قائلا : وفيها ايه يا اروي ما الاجانب بيكون بينهم علاقات كتير قبل الجواز وعادي بيتجوزوا بعض .. احنا بس اللي مجتمع متخلف .. وكمان ياحببتي انا مش عايز اضيع لحظه واحده من عمرنا سوا قبل الجواز او بعده .. لازم نعيش حياتنا من غير عقد او تخلف
لتحرك هي برأسها له تأكيداً علي كلامه قائله : عندك حق ياحبيبي .. وتتذكر أمر مفاجأته غير عابئه بتلك القبلة المحرمه وذلك القرب .. او حتي هذه الكلمات التي ترخص منها بعد ان اكرمها الله وجعلها حورية غاليه : ايه هي بقي المفاجأه يا حبيبي
فيتأملها أحمد بخبث بعدما ألتقط احد أيديها ليقبلها بنهم : هنروح الديسكو عشان نرقص
لتضع أروي بيدها علي حجابها الملفوف علي صيحات الموضه وخصلات شعرها تخرج منه : هنروح الديسكو بالحجاب عادي ، مش هيبقي منظري وحش
فيضحك أحمد ساخراً وهو يتأمل تفاصيل جسدها من تلك الملابس الملتصقه: ده انتي كده اللي شكلك وحش ياحببتي
فتتأمله أروي طويلا غير مدركه ما يقصده : مش فاهمه انت تقصد ايه ياحبيبي
فيميل احمد علي احد اذنيها : بمووت فيكي ياحببتي
فتتناثر كلمات ذلك الشرقي حول أذنيها كما يتناثر الهواء .. وتصبح للدنيا عالم خاص بهم يحللون فيها الحرام وكأنه هو الحلال .. وينظرون للحلال وكأنه هو من يكبت حريتهم عن شهواتهم .. ولكن كما سنتفاوت في درجات الجنه بعقولنا المتيقنه بأن كل ما يمنعنا عنه الخالق هو من أجل جزائنا بجنته في النهايه ، سنتفاوت أيضا في درجات النار بعقولنا التي تبحث عن الحرام لكي ترضي اهوائها
...................................................................
أقتربت ريما منها بأشفاق وهي تري أرتعاش جسدها القوي قائله : مريم فيكي ايه من ساعة مارجعت من المطعم وانا لقياكي علي الحال ده .. انتي ليه مروحتيش المطعم جون اللعين ما هيصدق
لترفع مريم بوجهها المدمع من بين قدميها : انا عايزه أرجع مصر يا ريما
فتتأملها ريما قليلا قائله : هترجعي لمين ، لجوز امك اللي مش عايزك في بيته وامك غصب عنها مش قادره تقول حاجه عشان متخسرش حياتها وولادها التنين .. ولا لعمتك اللي طردتك عشان خافت هي وبنتها لتسرقي خطيب بنتها .. ولا عمك اللي كلمك مره وقالك هيبعتلك تذكرة طياره ع لأمريكا عشان تيجي تعيشي معاه وبعدين مسألش فيكي حتي رقمه غيره ..هترجعي لمين قوليلي
لتتطلع اليها مريم طويلا قائلة بضعف وخوف : انا تعبانه اووي ياريما .. اول مره احس اني ضعيفه اوي قدام الدنيا طول عمري بقول لنفسي : لازم اقف واقوم مهما حصل .. وافضل ديما الانسانه اللي عمرها مايأست من رحمة ربنا
فأقتربت منها ريما وأحتضنتها بقوة قائله : مش انتي قولتي هتعلميني ازاي أصلي أيه رئيك نقوم نصلي سوا .. هاا هترفضي طلبي وتفضلي قاعده بتعيطي
لتتأملها مريم بسعاده وهي تمسح دموعها : ياا ياريما اخيراً .. عارفه دلوقتي بقي احنا بقينا نساعد بعض كل ما واحد فينا هيضعف التاني هيقويه
لتضحك ريما علي حديث صديقتها الجميل قائله وهي تشير بأصبعها اليها : بس انا لسا مقررتش البس الحجاب .. ويمكن اصلي سطر واسيب عشره
فأبتسمت مريم علي حديث صديقتها : المهم متسبيش كل الابواب بينك وبين ربك مقفوله افتحي باب يمكن في يوم يفتحلك كل الابواب ... هحكيلك حكاية اللص الصائم
فتأملتها ريما وهي تتطلع اليها بأعين الدهشه : لص وصائم !
فأبتسمت مريم قائله وهي تنظر الي فاه صديقتها المفتوح ببلاها : احد الصحابا سهيل بن عمرو كان مسافر هو وزوجته ..
وفي أثناء رحلتهم .. اعترضلهم قطاع الطرق ..
وخدوا منهم كل اللي معاهم من مال وطعام .. كل شئ !!
وبعدين قعدوا اللصوص يكلوا اللي حصلوا عليه من طعام وزاد ..
فلاحظ سهيل بن عمرو .. أن قائد اللصوص مش بيشاركهم في الاكل ده
فسأله .. أشمعنا انت مش بتاكل معاهم ؟!!
فرد عليه وقاله: إني صائم ..
فتعجب سهيل وقاله .. تسرق وتصوم !!
رد عليه وقاله : إني أترك بابا بيني وبين الله لعلي أن أدخل منه يوما ما ..
وبعدها بعام أو عامين .. رأه سهيل في الحج وهو يتعلق بأستار الكعبة ..
وقد أصبح زاهدا .. عابدا ..
فنظر إليه وعرفه .. فقاله : أو علمت ..
من ترك بينه وبين الله باباً .. دخل منه يوما ما
...................................................................
وقف أمجد يتأمله وهو يرتدي جاكت بذلته الرسميه بعدما انتهي الأجتماع المتفق عليه مع أحد العملاء ليقول : انت ايه اللي عمل فيك كده
فألتف اليه يوسف بعدما هندم من رسميته ووقاره قائلا بجديه : عادي يا أمجد مجرد خناقه متشغلش بالك بقي ، خلينا دلوقتي نفكر في صفقتنا الجديده
فنظر اليه أمجد طويلا قبل أن يمد يده بذلك الملف قائلا : كل المعلومات اللي هتحتاجها بخصوص الصفقه الجديده في الملف ده
ليبتسم يوسف بعدما رئي بعض المعلومات الاحترافيه بخصوص صفقتهم وعملائهم : هايل يا أمجد ، هطلع عليه بعد ما حفلة رأس السنه تخلص أنت معزوم عليها اكيد انت وسالي
فتنهد أمجد قليلا ليقول : انا لو عليا مش عايز احضر حفلات بس اعمل ايه سالي بتعشق الاجواء ديه وانا مبرداش أقولها لاء كفايه اني مغربها معايا
فأبتسم يوسف اليه ونظر في هاتفه وهو يغادر غرفة مكتبه : هستناك اوعي تتأخر
..................................................................
تأملها جون والأبتسامة تعلو شفتيه حتي قال وهو يقترب نحوها : أكيد انتي عارفه ان اليوم اللي اخدتيه عطله ده مكنش يوم عطلتك فبتالي هيتخصم من مرتبك
فتنهدت مريم قليلا قبل ان تحرك رأسها موافقة علي ما سيفعله .. حتي مال نحوها قائلا : النهارده مطعمنا وطبعا بذكائي انا .. هيكون مسئول عن حفلة رأس السنه لقصر أدور باشا ..
فنظرت اليه مريم بدهشه : ازاي هنبقي مسئولين عن قصر انا وريما وأرناف
فتعالت ضحكات جون حتي قال ساخراً : أنا ضميت نشاط مطعمنا لفندق (فيرمونت) اكيد طبعا سمعتي عنه
وقبل أن يكمل جون باقية حديثة ... أتت لانا راكضه أتجاه مريم قائله بفرحه : مريم انتي وحشتيني .. عارفه لانا سمعت ايه النهارده مع عمو بتاع التاكسي .. قراءن كان صوت اللي بيغني حلو اوي يامريم
فضحكت مريم علي تعابير الصغيره وتشبيهها لصوت الشيخ بالغناء
ليمتقع وجه جون علي حديث أبنته وكاد ان يصرخ في وجه ابنته ووجه تلك المسلمه التي يبغضها ... ولكن اقتراب سيلا منهم قد غير كل شئ .. لتبتسم سيلا لزوجها وتحتضنه قائله : سنه سعيده ياعمري ، وتمسكه من احد ايديه قائله وهي تضعها علي احشائها : السنه اللي جايه عيلتنا الصغيره هينضم ليها فرد جديد
فيبتسم جون بسعاده ، حتي يلمح بطرف عينيه ابنته التي تتجاذب مع مريم اطراف حديثها الطفولي وهي تصنع الكيك وبجانبهم ريما التي تداعبها ايضا فيتذكر حفلة الليله وهو يقول : سأفعل كل شئ كي أضايقك يامريم ...وابعدك عن طفلتي
...................................................................
نظرت نهال الي رسالتها التي أصبحت مقروئه دون رد ، فتأملت رسالتها الحمقاء التي قد بعثتها له .. وأدمعت عيناها بألم وهي تشعر بجفاء أخيها حتي وجدت برسالة نصيه قد بعثت اليها : ازيك يانهال
فأبتسمت وهي تمسح دموعها عندما رأت أن من يراسلها هو أمجد
فردت بألم : الحمدلله يا أمجد ، انت عامل ايه .. وهبطت دموعها ثانية وهي تقول : وياسين عامل أيه
وظلت لدقائق تنتظر رده حتي بعث لها بتلك الصورة التي قتلتها ، فقد كانت صورة صغيره ياسين الذي اصبح عمره الان ثلاث سنوات وزوجته سالي التي كانت أحد جارتها وهو يقف يحمل صغيره وسالي تحتضن زراعيه بقوه والابتسامة تعلو شفتيها
فوضعت بيدها علي فمها لتكتم صوت شهقاتها وتتذكر كم كانت تحبه سراً وهو لم يبادلها يوماً اي حب سوا الحب الأخوي الذي عذب احدهما وجعل احدهما زوجاً لاخري واباً لطفلا
وضحكت بألم وهي تبعث له بذلك الوجه المبتسم عبر رسالتها قائله : ربنا يخليهولك يا أمجد
ليكون رده الاكثر جرحاً : عقبالك يانهال لما يكون عندك طفل حلو كده زي ياسين ...
فتأملت نهال صورة طفله بدقه وهي تري ملامحه التي تشبه اباه حتي بدء قلبها يتحدث خلف تلك الشاشه الالكترونيه : مش نفسك يبقي عندك طفل كده ، هو شاف حياته وبقي ليه اسره ليه بتعذبي نفسك ، كان نفسك ياسين يبقي أبنك مش كده !!
وأفاقت علي صوت رسالته الاخري .. لتري أعتذاره بما فعله يوسف معاها وان الطريق مازال صعباً كي يعود اليهم ويتحرر من الكرهه الذي صنعه جده
..................................................................
أنهوا أعداد الكعك والشطائر الخفيفه التي قد تعلماها من العجوز ، ووقفوا علي عتبة ذلك الباب الخلفي من المطبخ المطل علي الحديقة الواسعه والمجهز لهم.... ناظرين الي ذلك العالم ، فتنهدت ريما تنهيدة قوية بعدما أعطت احد الصواني الموضوع عليها كؤس الخمور قائله : شايفه الحياه يامريم
فنظرت مريم طويلا لكل ما تتأمله هي وصديقتها حتي أشاحت بوجهها قائله : انتي اللي شيفاه ده حياه
فأبتسمت ريما وهي تري أحد الرجال وقد أعجبها وسمته وهيئته التي تدل علي ثرائه : اومال ايه اللي هيكون حياه غير ده ... قصور وعربيات وحفلات وفساتين ورقص ... يااا انا نفسي ابقي وسطهم .. ثم تأملت صديقتها التي تنظر اليها قائله : عارفه انك هتقولي عليا ضعيفه يامريم ، بس أنا بحب الدنيا اووي ونفسي أعيش كل حاجه فيها بترفهه ... أسافر وألبس واتفسح وأرقص
لتتطلع مريم اليها طويلا قائلة وهي تتأمل صفاء السماء بنجومها : هي الدنيا فعلا فيها حاجات كتير حلوه ممكن نتمتع بيها ياريما
فتضحك ريما وهي تقول : شوفتي كلامي صح ازاي
فتكمل مريم حديثها : عندك السما والنجوم والقمر والشمس والجبال والبحار والسحاب والطير وجمال الاطفال وضحكتهم ونظرة في عيون طفل يتيم ودعوة اب وام وحب الاخوه والاهل والاصدقاء وعشق الحبيب اللي حارب الدنيا عشان تبقي حلاله...
فيتهكم وجه ريما وهي تسمع فلسفة صديقتها : يامريم بقول قصور وفلوس وعربيات وسفر وفساتين وارقص مع اجمل راجل .. تفتكري انهي الاحسن
لتتنهد تلك الفليسوفه كما أدعتها صديقتها فتكمل مريم حديثها ببهجه: ( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)
فيأتي جون في تلك اللحظه قائلا وهو يستشيط غضبا : مهمتك انتهت في المطبخ يامريم ، ودلوقتي تخلعي حجابك ده وتلبسي نفس uniforme طقم العمل عشان تخرجي تقدمي المثلجات للضيوف
ويشير الي مايقصده فتري شتي أنواع الخمور ، فتضع بيدها علي حجابها قائله : انا برفض اوامرك مستر جون حتي لو هتفصلني عن العمل
فيتطلع اليها جون ساخراً وتقترب ريما منهم قائلة بأشفاق علي صديقتها : مستر جون انا ممكن أخرج بدل مريم
ليضحك جون بتهكم: انتي كمان ياريما مكلفه بنفس الأوامر ، احنا دلوقتي مش بنشتغل في المطعم وبنعمل كيك وقهوه وبس وطعام من اختراع العجوز .. احنا دلوقتي وسط عالم تاني راقي ومافيش حاجه اسمها لاء
business is business !
..................................................................
كان يردف الي داخل قصره متجهاً ناحية ذلك السلم العملاق ذو أتجاهين وهو يتحدث في هاتفه : اكيد مشتاق اني اشوفك ياعمري ، ثم تأمل ساعته قائلا : ده احلي خبر سمعته هستناكي بعد الحفله مع ان كان نفسي تحضري الحفله معايا ... بس اكيد هعوضك بأحلي منها .. هتوحشيني لحد ما اشوفك
فيسمع ذلك الصوت العالي القادم من مطبخ قصره ، حتي سار بخطوات بطيئه نحو المطبخ ويري ما يحدث بطرف عينيه ويسمع اخر كلمة يتحدث بها معاها :لو منفذتيش الاوامر فأعتبري نفسك مرفوضه !!!!

...................................................................... 

عشق القلوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن