حيث ينتمي قلبي

By Osa-chan

9.8K 832 894

اكتشفت في تلك اللحظة مدى عظم المكانة التي يحتلها "هو" في قلبي و التي لم ادركها يوماً .. أنا بالفعل واقعة ف... More

•| مقدمة |•
•|1|•
•|2|•
•|3|•
•|4|•
•|5|•
•|6|•
•|7|•
•|8|•
•|10|•
•|11|•
•|12|•
•|الخاتمة |•

•|9|•

494 44 47
By Osa-chan

•|| مدينة الألعاب المائية ||•

كل عام و أنتم بخير أصدقائي ، عيد فطر سعيد ، أعاده الله علينا و عليكم باليمن و البركات 💜✨

🔹🔹🔹

استيقظت من النوم فقد شعرت بحركة في غرفتها ، جلست بهدوء و هي تمسح عينيها بنعاس

" اوني-شان .. ماذا هناك ؟ "

" سوباري ، هل لديك أي ربطة شعر بلون أزرق ؟ "

اشارت سوباري لمكان ما ، إلتقطت شقيقتها ربطة الشعر و غادرت بسرعة ، ستخرج من المنزل بلا شك ، استلقت

" اشعر بالملل ، إنها اجازة الصيف و الجميع يستمتع بوقته .. "

بحثت عن هاتفها ثم اتصلت بصديقتها التي ردت بمرح

" أهلا سوباري .. كيف حالك ؟ "

" بخير ، ماذا عنكِ ؟ "

تبسمت ميكا و نطقت بسعادة

" بأفضل حال "

ثم أردفت بحماسة أكبر

" للتو كنت أخطط للاتصال بك و بـ أنري ، ما رأيك في مرافقتي لمدينة الألعاب المائية ، سنسبح و نستمتع كثيرًا .. "

السعادة غمرت سوباري فهي و أخيرًا ستستمتع بإجازتها الصيفية الخاصة بالصف الثاني من المرحلة المتوسطة ، و دون تفكير أجابتها بالموافقة ..

بعدها أنهيتا الاتصال و مباشرةً قفزت سوباري تجهز نفسها و أغراضها لهذه الرحلة الممتعة و التي لم تكن في الحسبان !

أنهت جميع التجهيزات ثم اتجهت للمطبخ لتناول طعام خفيف ، و بينما كانت تتفحص ما هو متواجد وجدت عدداً من البرتقالات .. ظلت تنظر إليها بهدوء ثم التقطت إحداها و أخذت تنظر إليها ، كعكة البرتقال هي أول ما تعلمت صنعه ..

الجميع يعرف أن كعكة البرتقال التي تعدها سوباري هي الألذ و الأفضل على الإطلاق .. لكن أحدًا لم يعرف سر إتقانها لهذه الكعكة بالذات ..

الأمر مرتبط بقصة قديمة ، سوباري علمت في طفولتها أن كعكة ميكادو المفضلة هي كعكة البرتقال !

و تأكدت من ذلك من خلال أحاديث شقيقته ميكا ، لذا فقد تعلمتها منذ كانت في الصف السادس ، و أتقنتها مع الوقت لتصبح من أفضل ما يكون ..

تركت حبة البرتقال على الطاولة ثم اخرجت ما تحتاجه لصناعة الكعك ، فما دامت جيدة به لما لا تصنعه لصديقتيها في رحلتهم البسيطة ..

بدأت بتحضير الكعكة و عندما انتهت و قامت بوضعها داخل حافظة مناسبة ، بدلت سوباري ثيابها و حملت معها الحقيبة التي جهزتها و كذلك حافظة الطعام ..

و حالما ارتدت أحذيتها سمعت صوت جرس الباب ، تحدثت بصوت مرتفع

" أنا ذاهبة يا أمي .. "

" رافقتكِ السلامة .. "

خرجت من المنزل برفقة صديقتها الشقراء و التي اشارت على حافظة الطعام

" ماذا جلبتِ معكِ ؟ "

تبسمت بثقة

" كعكة البرتقال ! "

قامت أنري بإلصاق كفيها بسعادة

" انتِ افضل من يعد كعك البرتقال ! احب الكعكة التي تعدينها كثيرًا ! "

سعدت سوباري لسماعها تلك الكلمات ، و تابعتا السير معًا ..

🔹🔹🔹

كانت تسير برفقة التوأم المتطابق و اللذان كانا في السابعة من عمرهما ، ظلا يتلفتان حولهما و يشاهدان الزحاليق المائية المرتفعة و غيرها من المنزلقات و أحواض السباحة ..

حاولت أحدهما إفلات يدها التي تمسك به لكنها أبت و نظرت ناحيته بتهديد

" كاميو ! "

أخذ نفسًا عميقًا و زفر ثم أنزل نظراته

" أود اللعب ! "

" سأصطحبكما لحوض الأطفال ، لا يمكنكما اللعب حيث شئتما فأنتما صغيرين ! "

تحدثا في الوقت ذاته بسخط

" لسنا كذلك ! "

وصل صوت فتاة من الخلف لمسامع الثلاثة

" ميكا ! "

إلتفتت لتجدها أنري التي تلوح لها بسعادة و بجوارها تقف سوباري بابتسامة ، سحبت ميكا الصغيرين و تحركت ناحية صديقتيها اللتان تقدمتا كذلك حتى أصبحن متقابلات ..

لمعت عينا سوباري و هي تنظر للصغيرين

" لم اركما منذ فترة طويلة .. "

شعر الاثنان بالخطر ، فهي دائمًا ما تركض خلفهما و تحتضنهما و تزعجهما بشكل مبالغ به .. و بالفعل سحبتهما و احتضنتهما بقوة

" ألم تشتاقا إلى حضن سوباري اوني-شان ؟ "

صرخ الاثنان و أخذا يحاولان الخلاص و هما ينطقان بكلمات عشوائية ، بالنسبة لـ ميكا فقد تجاهلت صرخات الاستغاثة و ظلت تحادث أنري التي لم تلتفت لهما من الأساس فهي تراهما اشبه بالشياطين التي تسكن الأرض ..

خففت سوباري من حضنها و حدثت الصغيرين

" صنعت لكما كعك البرتقال الذي تحبانه !"

توقف الاثنان عن المقاومة و نظرا إليها بنصف عين ثم تحدثا بصوت واحد

" لا نحبه أبدًا ! "

تركتهما ثم نظرت إليهما و هي ترمش

" إذن ماذا تحبان ؟ "

تحدث كاميو

" كعك الشوكلاة .. "

و تابع كاورو

" كعك البرتقال سيء الطعم ! "

هنا تدخلت ميكا و هي تضحك

" ميكادو هو الذي يحب كعك البرتقال .. يبدو أن الأمر اختلط عليك .. "

ظهرت ابتسامة هادئة على ملامح سوباري و هي تفكر

* أعرف ذلك جيدًا .. كيف انسى ما تعلمته لأجله ؟الكعك الذي تدربت مرارًا على صناعته ليكون الألذ عندما يتذوقه .. *

اعتدلت في وقفتها و هي تتذكره ، آخر لقاء كان عند تخرجه من المتوسطة ، أي مضى ما يقرب السنة على ذلك ..

انتهى أمره فقد قررت مسبقًا التخلي عن حبه ، تتمنى له السعادة برفقة حبيبته (أياكو) ، لكن حقيقةً لا زالت تشعر برغبة في مقابلته ..

تشتاق أحيانًا لرؤيته و تتمنى معرفة أخباره ، و من الجيد أن ميكا تقوم بالتحدث عنه فتعرف بعضًا من أخباره ..

تعجب الصغيران من هدوئها و شعرا بالذنب فربما جرحا مشاعرها ، فنطق أحدهما

" لا تقلقي ، ميكا و أنري ستأكلان منها .. "

بينما تحدث الآخر

" صحيح .. نحن فقط من لا يحبها ، و قد يأكل منها ميكادو- ني سان كذلك .. "

هنا تصنمت سوباري و نظرت إليهما بصدمة ثم نقلت بصرها لحيث ميكا محاولةً جعل السؤال يبدو طبيعيًا

" هل شقيقك الأكبر هنا ؟ "

تبسمت و تحدثت

" أجل ، و كذلك أصدقاءه .. لذا فهو لن يبقى معنا البتة .. سنكون وحدنا مع الصغيرين ! "

لم تعرف سوباري أتسعد لكونها لن تراه ، أم تحزن لذلك ، شعور متناقض ينتابها و لا تنكر شعورها بالشوق الشديد لرؤيته ..

تحرك الجميع لمنطقة مناسبة للجلوس و مجاورة لحوض السباحة الخاص بالصغار فشقيقا ميكا التوأم لا يزالان في الصف الثاني الابتدائي ..

جلست الفتيات على أطراف حوض السباحة و ارجلهن تداعب مياهها الباردة ، أخذن يتبادلن الأحاديث بينما كان التوأم يسبحان بسعادة و يمرحان معًا ..

في بادئ الأمر كانت سوباري مشاركة في الأحاديث ، بعدها أخذت تراقب الأطفال و هم ينزلقون للماء و يقفزون إليها ، لاحظت الشبه الكبير بين التوأم و ميكادو ، كان ميكادو يبدو مثلهما تمامًا في الشكل ، لا تزال تذكره في عمر مقارب لعمرهما الحالي ..

تبسمت و هي تتذكره عندما قام بتعريفها بكل من ميكا و أنري ، و لا تزال صداقتها بهما قائمة حتى اليوم ، كم من مرةٍ كانت شاكرةً له ، و كم من مرةٍ تمنت لو تحظى به .. الحب أناني و لم يولد إلا أنانيًا ..

لم تستطع تمالك تلك الرغبة في مقابلته ، لرؤيته بعد هذه المدة ، هل تغير ؟ كيف يبدو مظهره ؟ هل هو سعيد ؟ هل هو بخير ؟

تلك المشاعر دفعتها للوقوف و التحدث

" أود الإنزلاق من الزحلوقة الكبيرة هناك .. "

تعجبتا فقد كانت صامتة لفترة و ها هي ذي تتحدث فجأة ، ربما سرحت كونها تود السباحة بشدة ؟

تبسمت أنري و وقفت

" أنا أيضاً أود ذلك ! "

هنا تحدثت ميكا لأخويها

" هل يمكنكما البقاء هنا حتى ننزلق ؟ سأعود سريعًا .. "

تحدثا بلهجة مطيعة 

" حسنًا .. "

تحركت صديقتاها و تبعتهما و هي ترجو أن يلتزم الصغيران بكلمتهما ..

وصلن لحيث تلك الزحلوقة المائية الكبيرة ، أرادت سوباري أن تكون أول من ينزلق حتى يتسنى لها الانفصال عنهما و الذهاب لرؤية ميكادو .. ليس للكثير من الوقت بل فقط نظرة سريعة ..

و بالفعل انزلقت و كان الأمر في غاية الروعة ، لحظات ساحرة استمتعت بكل ثانية بها ، و حالما وصلت لحوض السباحة خرجت و أخذت تمسح وجهها بسعادة

" كان ذلك مذهلًا .. "

أنزلت يديها و قد فكرت أن تترك فكرة الذهاب و البحث عنه ، فذلك سيفسد مزاجها و بلا شك ، و رغم أنها غير راضية البتة عن هذا القرار إلا أنه الأفضل ..

اغلقت عينييها بكلتا يديها و ظلت على حالها لفترة مما جعل من حولها يعتقد أنها تبكي أو مصابة ، فاقترب احدهم و لمس كتفها

" هل أنتِ على ما يرام .. "

انزلت يديها و حركت رأسها للخلف لتلتقي عيناها بعينيه البنفسجيتين .. ظلت تنظر إليه بعدم تصديق بينما تبسم

" سوباري-شان ! "

أنزلت نظراتها بينما تحدث بصوته الهادئ

" لم أركِ منذ فترة طويلة .. كيف حالك ؟ "

تبسمت على مضض

" بخير .. "

ثم حدثت نفسها

*اريد رؤية ميكادو لكنني أرجو ألا يكون بالجوار .. أتمنى أن يكون ريوتا فقط هنا .. *

" سوباري .. لا تبدين بخير .. "

رفعت نظراتها إليه ، فقد ازداد طوله بشكل ملحوظ و يبدو أن نتيجة ذهابه للنادي برفقة ميكادو أصبحت واضحة فقد اكتسب جسده عضلات متماسكة ، هي لم تشتق فقط لـ ميكادو بل لصديق طفولتها ريوتا أيضًا ، دمعت عيناها

" لم ارك منذ فترة .. سعيدة جدًا بهذا اللقاء .. "

بدأت تمسح دموعها بينما وصل لمسامعها صوت قائل

" لا أصدق أنكِ ما تزالين طفلةً بكاءة بعد كل شيء ! "

تلك النبرة و ذلك الصوت ، بلا شك إنه ..

تحدثت و ريوتا في الوقت نفسه

" ميكادو ! "

نظرت لذلك الشاب الذي احبته مرة ، شعره طال و قد غير تصفيفته مجددًا ، هكذا هو ميكادو تراه يجدد من تصفيفة شعره و يهتم بها ، جسده ازداد عرضًا و طولًا و كصديقه اكتسب جسده عضلات و قوة ..

ظلت تنظر إليه بهدوء ، بأعماقها سعيدة و قلبها ينبض فرحةً بهذه اللحظة ، لكن عقلها كان يخبرها أن ما يحصل خطأ و أنه ليس من المفترض أن تلتقي به خاصةً في هذا الوقت

انزلت نظراتها بحيرة فسألها

" أين (مرحبًا ) أو (كيف حالك ؟) .. لا أرى ترحيبًا أيتها الأميرة الصغيرة ! "

حركت نظراتها في المكان

" حسناً ، سأقول لك (مرحبًا) ما دمت تريدها بشدة .. "

نظر إليها بنصف عين بينما وصلت ميكا و تحدثت بسرور

" أخي ! "

ثم اقتربت منه

" أين أياكو ؟ "

" تأخذ استراحةً برفقة راي .. "

تدخلت أنري بفزع

"  أخي راي هنا ؟! "

كتفت يديها بانزعاج و ابعدت نظراتها

" حتى أنه لم يدعوني للقدوم ، ألم يرى كيف كنت اشعر بالملل ؟! "

اصطنعت سوباري الضحك على ما حصل لصديقتها ، بالنسبة لميكادو فقد لاحظ أن سوباري كبرت و أصبح أمرهما بالنسبة لها غير مهم ..

صداقة الطفولة انتهت و ربما لا تذكر منها شيئًا ، كل ما يهمها الآن صديقتها و باقي الأمور لا تهمها البتة ..

ابتسم و قد شعر أنها تكبر شيئًا فشيئًا دون أن يشعر ، لكنها تظل طفلةً بكاءة بعد كل شيء !

فجأةً انتبه لأمر في غاية الأهمية

" ميكا .. أين الصغيران ؟ "

" يلعبان في جهة الأطفال .. "

شعر ميكادو بالقلق الشديد و مباشرةً حادثها

" ما كان عليكِ تركهما بهذا الشكل ، لم لم تخبريني برغبتكِ في اللعب لأذهب و ارافقهما ؟! "

" اخبرتهما ألا يتركا منطقة الأطفال .. "

زفر و اسرع ناحية اقرب طرف و رفع نفسه بذراعيه ثم خرج مسرعًا ناحية تلك المنطقة و هو يرجو أن يجدهما هناك ، و قد شعر بالذنب كونه ألقى بالمسؤولية على عاتق ميكا فهي لا تزال غير مسؤولة !

🔹🔹🔹

شعرت ميكا بالقلق الشديد و كذلك سوباري فتحركتا لأقرب سلالم و خرجتا من بركة المياه ركضًا نادتهما أنري : لحظة ..

لم تستمعا إليها و تابعتا طريقهما ، مسحت المكان بنظراتها لتجد أن الجميع غادر ..

قررت الخروج و التجول علّها تجدهما في منطقة أو اخرى ..

🔹🔹🔹

وصل ميكادو أولاً ، بحث عنهما ببصره في الأرجاء لكنه لم يجد أحدًا .. أخذ نفسًا ليهدئ من روعه ، لن يصيبهما مكروه فالمكان يعج بالناس و لا مجال لأن تحصل معهما مشكلة دون أن يتدخل الناس ليساعدوهما ..

و رغم كل ما يقوله كان القلق قد تملكه ، ركض و هو يبحث عنهما ، ينقل نظراته من منطقة لأخرى و يسأل من يقابله في المكان واحداً تلو الآخر ..

🔹🔹🔹

وصلت الفتاتان برفقة ريوتا لحيث حوض سباحة الأطفال و لا أثر لهما ، مباشرةً دمعت عينا ميكا

" أنا المخطئة ، لم يكن عليّ تركهما وحدهما .. لن أسامح نفسي إذا ما حصل لهما مكروه ! "

أخذت تبكي بينما حوطتها سوباري بذراعيها و أخذت تواسيها

كان ريوتا لا يزال يحرك أنظاره في الأرجاء و حينما فقد الأمل في تواجدهما قدم لها منديلاً و تحدث

" امسحي دموعك فالبكاء لن يحل المشكلة ، انتظري هنا فقد يعودان بينما سنبحث نحن عنهم ! "

أومأت برأسها و التقطت المنديل ، و تحرك كل من ريوتا و سوباري بحثاً عن الصغيرين ..

🔹🔹🔹

اخذت سوباري تبحث و نبضات قلبها المتسارعة تكاد لا تهدأ ، هي من اقترحت على صديقتيها المغادرة ، لم تكن تعلم أن الصغيرين لا يستمعان لما تقوله ميكا !

تمنت لو أنها لم تقدم على ذلك الاقتراح ، توقفت لتلتقط أنفاسها و قد احنت نفسها و اتكأت بيديها على ركبتيها و هي تتابع الشهيق و الزفير ..

رفعت رأسها و مباشرةً وقعت عيناها على أحد الصغيرين و هو يركض بمرح ، اتسعت عيناها بعدم تصديق و حالما اعتدلت مرّ مجموعة من الأشخاص أمامها مما اعاقها عن متابعة التحرك ناحيته ..

بعدها سارت و وصلت للمكان الذي كان به لم تجده .. تلفتت بصدمة

" أين اختفى ؟ "

تحركت في المكان بحثاً عنه و يبدو أنها فقدته ..

🔹🔹🔹

بينما كانت تجلس وحيدةً وصل لمسامعها صوت أنري

" ميكا .. ألم يعودا ؟ "

حركت رأسها نفيًا و الحزن قد كساها

" اخشى أن يكونا قد اختطفا ، فكما تعلمين والدي ثري و مثل هذه الأمور ممكنة .. "

ثم وقفت

" أنري ، تبادلي الأدوار معي .. سأذهب للبحث .. "

" لكِ ذلك .. "

جلست أنري بينما انطلقت ميكا ..

🔹🔹🔹

بقيت سوباري تبحث في المنطقة ذاتها و في النهاية جلست باستسلام

" غادر بلا شك .. "

اخذت نفسًا عميقًا و قررت أن ترتاح لبعض الوقت ، و بينما كانت تسترخي وصل لمسامعها شخص يتحدث

" حسناً ، لنلعب جولةٌ اخرى .. سيبحث عنا كاورو هذه المرة .. "

حالما سمعت اسم "كاورو" إلتفتت لمصدر الصوت لتجد فتًى اشقر رغم أنه يملك بشرة تميل للإسمرار .. عيناه خضراوتين مميزتين و يبدو أنه في مثل عمرها ..

ملامحه لم تكن بالغريبة عليها البتة لكنها لم تدرك السبب .. و قبل أن ينطلق هو و كاميو للاختباء نادت بصوت مرتفع

" كاورو .. كاميو ! "

توقف الفتى و قد أوقف الصغيران بينما ركضت سوباري حتى وصلت إليهم و السعادة تكاد لا تسعها .. وقفت أمامهما

" الحمدلله أنني وجدتكما ! "

اختبآ خلف الفتى الأشقر و كأنهما يحتميان به و ظلا ينظران ناحيتها بخوف ، إلتفت للخلف

" هل تعرفانها ؟ "

حركا رأسهما نفيًا

" لا .. "

انزعجت سوباري و تحدثت بسخط

" كاذبان ! "

ثم اردفت

" شقيقاكما قلقان عليكما بشدة ، عودا معي هيا ! "

ثم اشارت للفتى و تابعت

" ثم من يكون هذا ؟! "

أجابا بصوت واحد

" كا-شان .. "

كتفت يديها

" و من يكون كا-شان ، لم أره من قبل و لا أعرفه و لا أستطيع ائتمانه عليكما ! "

تدخل الشاب ليحل سوء الفهم

" يا آنسة .. هذان الصغيران كادا يقفزان في حوض سباحة لا يناسب عمرهما و بالكاد تمكنت من جعلهما يلعبان معي ليعدلا عن الفكرة .. "

نظرت إليه و تابعت

" شكرًا لك .. عليّ الآن أن آخذهما معي .. "

قاطعها

" لكنهما لا يعرفانك ، لا بد من أن اسلمهما لشخص اكثر ضمانًا "

نظرت إليهما بسخط

" أيها الشقيان ! "

هنا وصل صوت ميكا لمسامعهم

" كاميو .. كاورو ! "

ركضت بسرعة و انحنت ثم احتضنتهما بقوة ثم اخذت تبكي ، سكت الصغيران فقد احزنهما منظرها ، أرادت سوباري شكر الفتى لكنه اختفى ، حركت أنظارها بتعجب

" إلى أين ذهب يا ترى ؟ "

و هكذا عادت ميكا و سوباري لحيث أنري ، و هناك اتصلت ميكا بشقيقها و اخبرته بالأخبار السارة مما دفعه و أصدقاءه للقدوم و الاحتفال بهذه المناسبة ..

اخذوا يتبادلون الأحاديث و القصص المتنوعة برفقة ميكا و صديقتيها ، و بينما كانوا يتحدثون اخرجوا الوجبات الخفيفة و مباشرةً اشار ميكادو للكعك

" كعك برتقال ؟ "

أومأت ميكا برأسها

" صنعتها سوباري .. "

" لنتذوقها .. "

ظلت سوباري تنظر إليه بترقب ، ترغب بمعرفة رأيه بالكعكة التي لطالما بذلت حهدها لتكون الأفضل بالنسبة له ..

و حالما تذوقها ارتسمت ابتسامة واسعة على ملامحه

" ألذ كعك برتقال تذوقته حتى الآن ! "

نظرت أياكو إليه بعدم تصديق ثم التقطت القطعة من يده

" دعني اجربها .. "

تذوقتها و نظرت إليه بنصف عين

" كعك عادي بنكهة عادية .. ما بالك ؟ "

" أنتِ حتى لم تقومي بصنعها من قبل .. "

تبسمت بثقة

" استطيع ، كما أن التي اصنعها تفوق هذه لذةً و نكهة ! "

انزعجت سوباري و نظرت إليها بتكذيب بينما تبسمت أياكو بثقة و احتضنت ذراع ميكادو

" ثم إن ما يصنع من يد الحبيبة له طعم حلو لا يماثله طعم آخر .. "

اغاظ الأمر سوباري فإلتصاقها بميكادو بهذا الشكل و أمام ناظريها يثير غيرتها و حزنها ، يذكرها بفقدان شخص تعرفه و تحبه أكثر مما تفعل المدعوة (أياكو) .. تلك الفتاة الدخيلة التي سلبت ميكادو منها !

ابعدت نظراتها و بسبب غيرتها نطقت

" لست بحاجة لشهادة ميكادو و لا غيره ، كعكتي هي الألذ و الجميع يشهد ، و الكعكة التي ستصنعينها لا تحتوي سوى على لمسة الحبيبة ، بلا نكهة و لا طعم ! "

هنا تدخل كل من ريوتا و تاكيشي في الوقت ذاته

" لا داعي للشجار .."

ثم اردف ريوتا

" لم نأتي هنا لإحداث المشاكل بل للمتعة .. "

بينما تحدث تاكيشي بثقة

" كلاكما تصنعان الكعك بمهارة كبيرة و الجميع يشهد على ذلك ، لذا كونا سعيدتين .. "

ظل ميكادو يضحك على ما يجري دون أن يدرك أن أساس كل ما يحصل هو ، كلتا الفتاتين تغاران بسببه و بسبب حبه تتشاجران !

مضى اليوم و عادت سوباري للمنزل ، لسبب ما تزعجها المدعوة (أياكو) .. ميكادو يستحق الأفضل و هي ليست جيدة كفاية ..

فتحت الخزانة و اخرجت دمية الأرنب ثم احتضنتها و استلقت على السرير

" لست أعلم ما الذي يحبه بها ، إنها مزعجة .. "

ظلت تحدق في الفراغ و هي تتساءل ، لماذا لا زالت تشعر بأمل يخبرها أن ميكادو سيكون لها ، و أن عليها ألا تستسلم ..

ربما عنادها ابى التخلي عن هذا الحب ، ليس ما يراودها أمل حقيقي لكنه ما تتمناه و ما ستسعى إليه ، لا تدرك كيف و بأي طريقة ، إلا أنها قررت ألا تصغط نفسها و تترك حبه ، بل ستفسح المجال لمشاعرها ..

فربما اصرارها سيكون سببًا لحصولها على من تحب و إن طال الزمان ..

انتهى الفصل ..

• كيف كان الفصل ؟

• ما أكثر ما يميز الفصل من وجهة نظركم ؟

• هل تعرفون من هو كا-شان ؟

• هل لديكم أي تعليق أو ملاحظة ؟

• لا تنسوا التصويت ⭐️ و إن أمكن ادعموني بتعليق 💬 ..

{ كا-شان هو الطفل الذي رقص مع سوباري في الروضة ، و قد أخبرتها والدتها أنه يشبه الأمراء لكن سوباري أبت الاعتراف بذلك و ظلت تبكي .. }

و شكرا لكم 💜💜

Continue Reading

You'll Also Like

1.2M 116K 35
في وسط دهليز معتم يولد شخصًا قاتم قوي جبارً بارد يوجد بداخل قلبهُ شرارةًُ مُنيرة هل ستصبح الشرارة نارًا تحرق الجميع أم ستبرد وتنطفئ ماذا لو تلون الأ...
25.2K 334 10
كانت تعرف أنها ليست غلطته، لقد اعتذر بعد ذلك أكثر من خمس عشرة مرة مبرراً أن نبات السرخس هو الذي جعله يعطس.. لقد ظنت في البداية أنه يخشى فقط أن يكتشف...
14.2K 271 10
لقاء الغرباء لللكاتبة آن هامبسون روايات عبير القديمة العنوان الاصلي للرواية gates of steel by anne hampson الملخص كلنا غرباء في هذا العالم...الحب وح...
933K 34.8K 40
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...