•|| مدينة الألعاب المائية ||•
كل عام و أنتم بخير أصدقائي ، عيد فطر سعيد ، أعاده الله علينا و عليكم باليمن و البركات 💜✨
🔹🔹🔹
استيقظت من النوم فقد شعرت بحركة في غرفتها ، جلست بهدوء و هي تمسح عينيها بنعاس
" اوني-شان .. ماذا هناك ؟ "
" سوباري ، هل لديك أي ربطة شعر بلون أزرق ؟ "
اشارت سوباري لمكان ما ، إلتقطت شقيقتها ربطة الشعر و غادرت بسرعة ، ستخرج من المنزل بلا شك ، استلقت
" اشعر بالملل ، إنها اجازة الصيف و الجميع يستمتع بوقته .. "
بحثت عن هاتفها ثم اتصلت بصديقتها التي ردت بمرح
" أهلا سوباري .. كيف حالك ؟ "
" بخير ، ماذا عنكِ ؟ "
تبسمت ميكا و نطقت بسعادة
" بأفضل حال "
ثم أردفت بحماسة أكبر
" للتو كنت أخطط للاتصال بك و بـ أنري ، ما رأيك في مرافقتي لمدينة الألعاب المائية ، سنسبح و نستمتع كثيرًا .. "
السعادة غمرت سوباري فهي و أخيرًا ستستمتع بإجازتها الصيفية الخاصة بالصف الثاني من المرحلة المتوسطة ، و دون تفكير أجابتها بالموافقة ..
بعدها أنهيتا الاتصال و مباشرةً قفزت سوباري تجهز نفسها و أغراضها لهذه الرحلة الممتعة و التي لم تكن في الحسبان !
أنهت جميع التجهيزات ثم اتجهت للمطبخ لتناول طعام خفيف ، و بينما كانت تتفحص ما هو متواجد وجدت عدداً من البرتقالات .. ظلت تنظر إليها بهدوء ثم التقطت إحداها و أخذت تنظر إليها ، كعكة البرتقال هي أول ما تعلمت صنعه ..
الجميع يعرف أن كعكة البرتقال التي تعدها سوباري هي الألذ و الأفضل على الإطلاق .. لكن أحدًا لم يعرف سر إتقانها لهذه الكعكة بالذات ..
الأمر مرتبط بقصة قديمة ، سوباري علمت في طفولتها أن كعكة ميكادو المفضلة هي كعكة البرتقال !
و تأكدت من ذلك من خلال أحاديث شقيقته ميكا ، لذا فقد تعلمتها منذ كانت في الصف السادس ، و أتقنتها مع الوقت لتصبح من أفضل ما يكون ..
تركت حبة البرتقال على الطاولة ثم اخرجت ما تحتاجه لصناعة الكعك ، فما دامت جيدة به لما لا تصنعه لصديقتيها في رحلتهم البسيطة ..
بدأت بتحضير الكعكة و عندما انتهت و قامت بوضعها داخل حافظة مناسبة ، بدلت سوباري ثيابها و حملت معها الحقيبة التي جهزتها و كذلك حافظة الطعام ..
و حالما ارتدت أحذيتها سمعت صوت جرس الباب ، تحدثت بصوت مرتفع
" أنا ذاهبة يا أمي .. "
" رافقتكِ السلامة .. "
خرجت من المنزل برفقة صديقتها الشقراء و التي اشارت على حافظة الطعام
" ماذا جلبتِ معكِ ؟ "
تبسمت بثقة
" كعكة البرتقال ! "
قامت أنري بإلصاق كفيها بسعادة
" انتِ افضل من يعد كعك البرتقال ! احب الكعكة التي تعدينها كثيرًا ! "
سعدت سوباري لسماعها تلك الكلمات ، و تابعتا السير معًا ..
🔹🔹🔹
كانت تسير برفقة التوأم المتطابق و اللذان كانا في السابعة من عمرهما ، ظلا يتلفتان حولهما و يشاهدان الزحاليق المائية المرتفعة و غيرها من المنزلقات و أحواض السباحة ..
حاولت أحدهما إفلات يدها التي تمسك به لكنها أبت و نظرت ناحيته بتهديد
" كاميو ! "
أخذ نفسًا عميقًا و زفر ثم أنزل نظراته
" أود اللعب ! "
" سأصطحبكما لحوض الأطفال ، لا يمكنكما اللعب حيث شئتما فأنتما صغيرين ! "
تحدثا في الوقت ذاته بسخط
" لسنا كذلك ! "
وصل صوت فتاة من الخلف لمسامع الثلاثة
" ميكا ! "
إلتفتت لتجدها أنري التي تلوح لها بسعادة و بجوارها تقف سوباري بابتسامة ، سحبت ميكا الصغيرين و تحركت ناحية صديقتيها اللتان تقدمتا كذلك حتى أصبحن متقابلات ..
لمعت عينا سوباري و هي تنظر للصغيرين
" لم اركما منذ فترة طويلة .. "
شعر الاثنان بالخطر ، فهي دائمًا ما تركض خلفهما و تحتضنهما و تزعجهما بشكل مبالغ به .. و بالفعل سحبتهما و احتضنتهما بقوة
" ألم تشتاقا إلى حضن سوباري اوني-شان ؟ "
صرخ الاثنان و أخذا يحاولان الخلاص و هما ينطقان بكلمات عشوائية ، بالنسبة لـ ميكا فقد تجاهلت صرخات الاستغاثة و ظلت تحادث أنري التي لم تلتفت لهما من الأساس فهي تراهما اشبه بالشياطين التي تسكن الأرض ..
خففت سوباري من حضنها و حدثت الصغيرين
" صنعت لكما كعك البرتقال الذي تحبانه !"
توقف الاثنان عن المقاومة و نظرا إليها بنصف عين ثم تحدثا بصوت واحد
" لا نحبه أبدًا ! "
تركتهما ثم نظرت إليهما و هي ترمش
" إذن ماذا تحبان ؟ "
تحدث كاميو
" كعك الشوكلاة .. "
و تابع كاورو
" كعك البرتقال سيء الطعم ! "
هنا تدخلت ميكا و هي تضحك
" ميكادو هو الذي يحب كعك البرتقال .. يبدو أن الأمر اختلط عليك .. "
ظهرت ابتسامة هادئة على ملامح سوباري و هي تفكر
* أعرف ذلك جيدًا .. كيف انسى ما تعلمته لأجله ؟الكعك الذي تدربت مرارًا على صناعته ليكون الألذ عندما يتذوقه .. *
اعتدلت في وقفتها و هي تتذكره ، آخر لقاء كان عند تخرجه من المتوسطة ، أي مضى ما يقرب السنة على ذلك ..
انتهى أمره فقد قررت مسبقًا التخلي عن حبه ، تتمنى له السعادة برفقة حبيبته (أياكو) ، لكن حقيقةً لا زالت تشعر برغبة في مقابلته ..
تشتاق أحيانًا لرؤيته و تتمنى معرفة أخباره ، و من الجيد أن ميكا تقوم بالتحدث عنه فتعرف بعضًا من أخباره ..
تعجب الصغيران من هدوئها و شعرا بالذنب فربما جرحا مشاعرها ، فنطق أحدهما
" لا تقلقي ، ميكا و أنري ستأكلان منها .. "
بينما تحدث الآخر
" صحيح .. نحن فقط من لا يحبها ، و قد يأكل منها ميكادو- ني سان كذلك .. "
هنا تصنمت سوباري و نظرت إليهما بصدمة ثم نقلت بصرها لحيث ميكا محاولةً جعل السؤال يبدو طبيعيًا
" هل شقيقك الأكبر هنا ؟ "
تبسمت و تحدثت
" أجل ، و كذلك أصدقاءه .. لذا فهو لن يبقى معنا البتة .. سنكون وحدنا مع الصغيرين ! "
لم تعرف سوباري أتسعد لكونها لن تراه ، أم تحزن لذلك ، شعور متناقض ينتابها و لا تنكر شعورها بالشوق الشديد لرؤيته ..
تحرك الجميع لمنطقة مناسبة للجلوس و مجاورة لحوض السباحة الخاص بالصغار فشقيقا ميكا التوأم لا يزالان في الصف الثاني الابتدائي ..
جلست الفتيات على أطراف حوض السباحة و ارجلهن تداعب مياهها الباردة ، أخذن يتبادلن الأحاديث بينما كان التوأم يسبحان بسعادة و يمرحان معًا ..
في بادئ الأمر كانت سوباري مشاركة في الأحاديث ، بعدها أخذت تراقب الأطفال و هم ينزلقون للماء و يقفزون إليها ، لاحظت الشبه الكبير بين التوأم و ميكادو ، كان ميكادو يبدو مثلهما تمامًا في الشكل ، لا تزال تذكره في عمر مقارب لعمرهما الحالي ..
تبسمت و هي تتذكره عندما قام بتعريفها بكل من ميكا و أنري ، و لا تزال صداقتها بهما قائمة حتى اليوم ، كم من مرةٍ كانت شاكرةً له ، و كم من مرةٍ تمنت لو تحظى به .. الحب أناني و لم يولد إلا أنانيًا ..
لم تستطع تمالك تلك الرغبة في مقابلته ، لرؤيته بعد هذه المدة ، هل تغير ؟ كيف يبدو مظهره ؟ هل هو سعيد ؟ هل هو بخير ؟
تلك المشاعر دفعتها للوقوف و التحدث
" أود الإنزلاق من الزحلوقة الكبيرة هناك .. "
تعجبتا فقد كانت صامتة لفترة و ها هي ذي تتحدث فجأة ، ربما سرحت كونها تود السباحة بشدة ؟
تبسمت أنري و وقفت
" أنا أيضاً أود ذلك ! "
هنا تحدثت ميكا لأخويها
" هل يمكنكما البقاء هنا حتى ننزلق ؟ سأعود سريعًا .. "
تحدثا بلهجة مطيعة
" حسنًا .. "
تحركت صديقتاها و تبعتهما و هي ترجو أن يلتزم الصغيران بكلمتهما ..
وصلن لحيث تلك الزحلوقة المائية الكبيرة ، أرادت سوباري أن تكون أول من ينزلق حتى يتسنى لها الانفصال عنهما و الذهاب لرؤية ميكادو .. ليس للكثير من الوقت بل فقط نظرة سريعة ..
و بالفعل انزلقت و كان الأمر في غاية الروعة ، لحظات ساحرة استمتعت بكل ثانية بها ، و حالما وصلت لحوض السباحة خرجت و أخذت تمسح وجهها بسعادة
" كان ذلك مذهلًا .. "
أنزلت يديها و قد فكرت أن تترك فكرة الذهاب و البحث عنه ، فذلك سيفسد مزاجها و بلا شك ، و رغم أنها غير راضية البتة عن هذا القرار إلا أنه الأفضل ..
اغلقت عينييها بكلتا يديها و ظلت على حالها لفترة مما جعل من حولها يعتقد أنها تبكي أو مصابة ، فاقترب احدهم و لمس كتفها
" هل أنتِ على ما يرام .. "
انزلت يديها و حركت رأسها للخلف لتلتقي عيناها بعينيه البنفسجيتين .. ظلت تنظر إليه بعدم تصديق بينما تبسم
" سوباري-شان ! "
أنزلت نظراتها بينما تحدث بصوته الهادئ
" لم أركِ منذ فترة طويلة .. كيف حالك ؟ "
تبسمت على مضض
" بخير .. "
ثم حدثت نفسها
*اريد رؤية ميكادو لكنني أرجو ألا يكون بالجوار .. أتمنى أن يكون ريوتا فقط هنا .. *
" سوباري .. لا تبدين بخير .. "
رفعت نظراتها إليه ، فقد ازداد طوله بشكل ملحوظ و يبدو أن نتيجة ذهابه للنادي برفقة ميكادو أصبحت واضحة فقد اكتسب جسده عضلات متماسكة ، هي لم تشتق فقط لـ ميكادو بل لصديق طفولتها ريوتا أيضًا ، دمعت عيناها
" لم ارك منذ فترة .. سعيدة جدًا بهذا اللقاء .. "
بدأت تمسح دموعها بينما وصل لمسامعها صوت قائل
" لا أصدق أنكِ ما تزالين طفلةً بكاءة بعد كل شيء ! "
تلك النبرة و ذلك الصوت ، بلا شك إنه ..
تحدثت و ريوتا في الوقت نفسه
" ميكادو ! "
نظرت لذلك الشاب الذي احبته مرة ، شعره طال و قد غير تصفيفته مجددًا ، هكذا هو ميكادو تراه يجدد من تصفيفة شعره و يهتم بها ، جسده ازداد عرضًا و طولًا و كصديقه اكتسب جسده عضلات و قوة ..
ظلت تنظر إليه بهدوء ، بأعماقها سعيدة و قلبها ينبض فرحةً بهذه اللحظة ، لكن عقلها كان يخبرها أن ما يحصل خطأ و أنه ليس من المفترض أن تلتقي به خاصةً في هذا الوقت
انزلت نظراتها بحيرة فسألها
" أين (مرحبًا ) أو (كيف حالك ؟) .. لا أرى ترحيبًا أيتها الأميرة الصغيرة ! "
حركت نظراتها في المكان
" حسناً ، سأقول لك (مرحبًا) ما دمت تريدها بشدة .. "
نظر إليها بنصف عين بينما وصلت ميكا و تحدثت بسرور
" أخي ! "
ثم اقتربت منه
" أين أياكو ؟ "
" تأخذ استراحةً برفقة راي .. "
تدخلت أنري بفزع
" أخي راي هنا ؟! "
كتفت يديها بانزعاج و ابعدت نظراتها
" حتى أنه لم يدعوني للقدوم ، ألم يرى كيف كنت اشعر بالملل ؟! "
اصطنعت سوباري الضحك على ما حصل لصديقتها ، بالنسبة لميكادو فقد لاحظ أن سوباري كبرت و أصبح أمرهما بالنسبة لها غير مهم ..
صداقة الطفولة انتهت و ربما لا تذكر منها شيئًا ، كل ما يهمها الآن صديقتها و باقي الأمور لا تهمها البتة ..
ابتسم و قد شعر أنها تكبر شيئًا فشيئًا دون أن يشعر ، لكنها تظل طفلةً بكاءة بعد كل شيء !
فجأةً انتبه لأمر في غاية الأهمية
" ميكا .. أين الصغيران ؟ "
" يلعبان في جهة الأطفال .. "
شعر ميكادو بالقلق الشديد و مباشرةً حادثها
" ما كان عليكِ تركهما بهذا الشكل ، لم لم تخبريني برغبتكِ في اللعب لأذهب و ارافقهما ؟! "
" اخبرتهما ألا يتركا منطقة الأطفال .. "
زفر و اسرع ناحية اقرب طرف و رفع نفسه بذراعيه ثم خرج مسرعًا ناحية تلك المنطقة و هو يرجو أن يجدهما هناك ، و قد شعر بالذنب كونه ألقى بالمسؤولية على عاتق ميكا فهي لا تزال غير مسؤولة !
🔹🔹🔹
شعرت ميكا بالقلق الشديد و كذلك سوباري فتحركتا لأقرب سلالم و خرجتا من بركة المياه ركضًا نادتهما أنري : لحظة ..
لم تستمعا إليها و تابعتا طريقهما ، مسحت المكان بنظراتها لتجد أن الجميع غادر ..
قررت الخروج و التجول علّها تجدهما في منطقة أو اخرى ..
🔹🔹🔹
وصل ميكادو أولاً ، بحث عنهما ببصره في الأرجاء لكنه لم يجد أحدًا .. أخذ نفسًا ليهدئ من روعه ، لن يصيبهما مكروه فالمكان يعج بالناس و لا مجال لأن تحصل معهما مشكلة دون أن يتدخل الناس ليساعدوهما ..
و رغم كل ما يقوله كان القلق قد تملكه ، ركض و هو يبحث عنهما ، ينقل نظراته من منطقة لأخرى و يسأل من يقابله في المكان واحداً تلو الآخر ..
🔹🔹🔹
وصلت الفتاتان برفقة ريوتا لحيث حوض سباحة الأطفال و لا أثر لهما ، مباشرةً دمعت عينا ميكا
" أنا المخطئة ، لم يكن عليّ تركهما وحدهما .. لن أسامح نفسي إذا ما حصل لهما مكروه ! "
أخذت تبكي بينما حوطتها سوباري بذراعيها و أخذت تواسيها
كان ريوتا لا يزال يحرك أنظاره في الأرجاء و حينما فقد الأمل في تواجدهما قدم لها منديلاً و تحدث
" امسحي دموعك فالبكاء لن يحل المشكلة ، انتظري هنا فقد يعودان بينما سنبحث نحن عنهم ! "
أومأت برأسها و التقطت المنديل ، و تحرك كل من ريوتا و سوباري بحثاً عن الصغيرين ..
🔹🔹🔹
اخذت سوباري تبحث و نبضات قلبها المتسارعة تكاد لا تهدأ ، هي من اقترحت على صديقتيها المغادرة ، لم تكن تعلم أن الصغيرين لا يستمعان لما تقوله ميكا !
تمنت لو أنها لم تقدم على ذلك الاقتراح ، توقفت لتلتقط أنفاسها و قد احنت نفسها و اتكأت بيديها على ركبتيها و هي تتابع الشهيق و الزفير ..
رفعت رأسها و مباشرةً وقعت عيناها على أحد الصغيرين و هو يركض بمرح ، اتسعت عيناها بعدم تصديق و حالما اعتدلت مرّ مجموعة من الأشخاص أمامها مما اعاقها عن متابعة التحرك ناحيته ..
بعدها سارت و وصلت للمكان الذي كان به لم تجده .. تلفتت بصدمة
" أين اختفى ؟ "
تحركت في المكان بحثاً عنه و يبدو أنها فقدته ..
🔹🔹🔹
بينما كانت تجلس وحيدةً وصل لمسامعها صوت أنري
" ميكا .. ألم يعودا ؟ "
حركت رأسها نفيًا و الحزن قد كساها
" اخشى أن يكونا قد اختطفا ، فكما تعلمين والدي ثري و مثل هذه الأمور ممكنة .. "
ثم وقفت
" أنري ، تبادلي الأدوار معي .. سأذهب للبحث .. "
" لكِ ذلك .. "
جلست أنري بينما انطلقت ميكا ..
🔹🔹🔹
بقيت سوباري تبحث في المنطقة ذاتها و في النهاية جلست باستسلام
" غادر بلا شك .. "
اخذت نفسًا عميقًا و قررت أن ترتاح لبعض الوقت ، و بينما كانت تسترخي وصل لمسامعها شخص يتحدث
" حسناً ، لنلعب جولةٌ اخرى .. سيبحث عنا كاورو هذه المرة .. "
حالما سمعت اسم "كاورو" إلتفتت لمصدر الصوت لتجد فتًى اشقر رغم أنه يملك بشرة تميل للإسمرار .. عيناه خضراوتين مميزتين و يبدو أنه في مثل عمرها ..
ملامحه لم تكن بالغريبة عليها البتة لكنها لم تدرك السبب .. و قبل أن ينطلق هو و كاميو للاختباء نادت بصوت مرتفع
" كاورو .. كاميو ! "
توقف الفتى و قد أوقف الصغيران بينما ركضت سوباري حتى وصلت إليهم و السعادة تكاد لا تسعها .. وقفت أمامهما
" الحمدلله أنني وجدتكما ! "
اختبآ خلف الفتى الأشقر و كأنهما يحتميان به و ظلا ينظران ناحيتها بخوف ، إلتفت للخلف
" هل تعرفانها ؟ "
حركا رأسهما نفيًا
" لا .. "
انزعجت سوباري و تحدثت بسخط
" كاذبان ! "
ثم اردفت
" شقيقاكما قلقان عليكما بشدة ، عودا معي هيا ! "
ثم اشارت للفتى و تابعت
" ثم من يكون هذا ؟! "
أجابا بصوت واحد
" كا-شان .. "
كتفت يديها
" و من يكون كا-شان ، لم أره من قبل و لا أعرفه و لا أستطيع ائتمانه عليكما ! "
تدخل الشاب ليحل سوء الفهم
" يا آنسة .. هذان الصغيران كادا يقفزان في حوض سباحة لا يناسب عمرهما و بالكاد تمكنت من جعلهما يلعبان معي ليعدلا عن الفكرة .. "
نظرت إليه و تابعت
" شكرًا لك .. عليّ الآن أن آخذهما معي .. "
قاطعها
" لكنهما لا يعرفانك ، لا بد من أن اسلمهما لشخص اكثر ضمانًا "
نظرت إليهما بسخط
" أيها الشقيان ! "
هنا وصل صوت ميكا لمسامعهم
" كاميو .. كاورو ! "
ركضت بسرعة و انحنت ثم احتضنتهما بقوة ثم اخذت تبكي ، سكت الصغيران فقد احزنهما منظرها ، أرادت سوباري شكر الفتى لكنه اختفى ، حركت أنظارها بتعجب
" إلى أين ذهب يا ترى ؟ "
و هكذا عادت ميكا و سوباري لحيث أنري ، و هناك اتصلت ميكا بشقيقها و اخبرته بالأخبار السارة مما دفعه و أصدقاءه للقدوم و الاحتفال بهذه المناسبة ..
اخذوا يتبادلون الأحاديث و القصص المتنوعة برفقة ميكا و صديقتيها ، و بينما كانوا يتحدثون اخرجوا الوجبات الخفيفة و مباشرةً اشار ميكادو للكعك
" كعك برتقال ؟ "
أومأت ميكا برأسها
" صنعتها سوباري .. "
" لنتذوقها .. "
ظلت سوباري تنظر إليه بترقب ، ترغب بمعرفة رأيه بالكعكة التي لطالما بذلت حهدها لتكون الأفضل بالنسبة له ..
و حالما تذوقها ارتسمت ابتسامة واسعة على ملامحه
" ألذ كعك برتقال تذوقته حتى الآن ! "
نظرت أياكو إليه بعدم تصديق ثم التقطت القطعة من يده
" دعني اجربها .. "
تذوقتها و نظرت إليه بنصف عين
" كعك عادي بنكهة عادية .. ما بالك ؟ "
" أنتِ حتى لم تقومي بصنعها من قبل .. "
تبسمت بثقة
" استطيع ، كما أن التي اصنعها تفوق هذه لذةً و نكهة ! "
انزعجت سوباري و نظرت إليها بتكذيب بينما تبسمت أياكو بثقة و احتضنت ذراع ميكادو
" ثم إن ما يصنع من يد الحبيبة له طعم حلو لا يماثله طعم آخر .. "
اغاظ الأمر سوباري فإلتصاقها بميكادو بهذا الشكل و أمام ناظريها يثير غيرتها و حزنها ، يذكرها بفقدان شخص تعرفه و تحبه أكثر مما تفعل المدعوة (أياكو) .. تلك الفتاة الدخيلة التي سلبت ميكادو منها !
ابعدت نظراتها و بسبب غيرتها نطقت
" لست بحاجة لشهادة ميكادو و لا غيره ، كعكتي هي الألذ و الجميع يشهد ، و الكعكة التي ستصنعينها لا تحتوي سوى على لمسة الحبيبة ، بلا نكهة و لا طعم ! "
هنا تدخل كل من ريوتا و تاكيشي في الوقت ذاته
" لا داعي للشجار .."
ثم اردف ريوتا
" لم نأتي هنا لإحداث المشاكل بل للمتعة .. "
بينما تحدث تاكيشي بثقة
" كلاكما تصنعان الكعك بمهارة كبيرة و الجميع يشهد على ذلك ، لذا كونا سعيدتين .. "
ظل ميكادو يضحك على ما يجري دون أن يدرك أن أساس كل ما يحصل هو ، كلتا الفتاتين تغاران بسببه و بسبب حبه تتشاجران !
مضى اليوم و عادت سوباري للمنزل ، لسبب ما تزعجها المدعوة (أياكو) .. ميكادو يستحق الأفضل و هي ليست جيدة كفاية ..
فتحت الخزانة و اخرجت دمية الأرنب ثم احتضنتها و استلقت على السرير
" لست أعلم ما الذي يحبه بها ، إنها مزعجة .. "
ظلت تحدق في الفراغ و هي تتساءل ، لماذا لا زالت تشعر بأمل يخبرها أن ميكادو سيكون لها ، و أن عليها ألا تستسلم ..
ربما عنادها ابى التخلي عن هذا الحب ، ليس ما يراودها أمل حقيقي لكنه ما تتمناه و ما ستسعى إليه ، لا تدرك كيف و بأي طريقة ، إلا أنها قررت ألا تصغط نفسها و تترك حبه ، بل ستفسح المجال لمشاعرها ..
فربما اصرارها سيكون سببًا لحصولها على من تحب و إن طال الزمان ..
انتهى الفصل ..
• كيف كان الفصل ؟
• ما أكثر ما يميز الفصل من وجهة نظركم ؟
• هل تعرفون من هو كا-شان ؟
• هل لديكم أي تعليق أو ملاحظة ؟
• لا تنسوا التصويت ⭐️ و إن أمكن ادعموني بتعليق 💬 ..
{ كا-شان هو الطفل الذي رقص مع سوباري في الروضة ، و قد أخبرتها والدتها أنه يشبه الأمراء لكن سوباري أبت الاعتراف بذلك و ظلت تبكي .. }
و شكرا لكم 💜💜