ٱلموِتُ ليّسً أنٌ تُخٌرجَ ٱلروِحَ منٌ ٱلجَسَدِ
بّل هُوِ أنٌ يّموِتَ مٱ بّدُٱخٌلنٌٱ وِنٌحًنٌ مٱ زلنٌٱ على قَيّدُ ٱلحًيّٱة
____________________________________
الحياةٌ ليست عادلةً على الإطلاقِ مهما حاولتُ أن أكونَ منصفاً ينتهي الأمرُ بي ظالمٌ للآخرينِ وكل ما نظرتُ في المرآةِ أرى الوحشَ الذي بداخلي يصرخُ مطالباً بالحريةِ أكبِتُه وأبقيهِ أخفيهِ عن الآخرينِ
ربما سوفَ أفقدُ السيطرةَ وربما لا هذا يعتمدُ على الشخصِ الذي أشرفُ عليه وكم هو مجردُ مريضٍ قليلُ العقلِ ومستفزٌ وهذا ما جعلني أستطيعُ السيطرةَ على شياطيني أنني أرى أناساً مجانينَ يومياً
أدرُسُ حالاتِهٌم بِدقةِ وأعلَمُ أنَ ما يَحدُثُ بِعُقولِهم وأفعالِهِم ليسَت بأيديهِم بل هي مجردُ نزعاتٍ مريضةٍ وأنا أحاولُ أو بالأحرى وَظيفَتي هي التَحَكُمُ بِهَذِهِ النَزَعاتِ مِما جَعلَ تَحكُمي بحياتي أسهلُ
أمشِي في المِكان بِتَبختُرٍ كما لو أنني أملِكُهُ بالفعل فأنا هُنا الآمرِ النَاهي أستَطيعُ أن أفعَلُ ما أُريدُ دونَ أن أخشى العَواقبِ فلا أحَد يستَطيع أن يفعَلَ لي شَيء فأنا لا أخسَرٌ أبداً
إنَها المَشفى السابِعةُ التي يَتِمُ تَعيني بها وأنا لا أكتَرِث أنا مَلِكٌ هنا , أنا مَلِكٌ أستطيعُ أن أنتقلٌ مِن قَصرٍ لأخرِ دونَ اكتِراثٍ أغيرُ العرشَ وقتَ ما أريدَ بغمضةِ عينٍ ولأقولَ أنا مَلِكٌ لا يغيرُ العرشَ فقط أنا مَلِكٌ يغيرُ العرشَ والرَعِّيةَ
.
.
يقومونَ بِنقليَ بِسَبِ ماذا هذهِ المرةِ ؟ لا أذكرُ أنَني قُمتُ بِشيءٍ يُذكَر ؟
عَلى حَسبِ أقوالِ مُديرِيَ صَاحِبِ الشأنِ العَالِ أَنَني لَستُ كَفوء كِفايةً لأكونَ في مَشفاهِ وَأنَني أقومُ بِأعمالٍ تُسيءُ إلى المَعطَفِ الأبيَضِ الذي أرتَديهِ ...... كَلِماتِهِ تِلكَ التي اختارَها بَعدَ تَفكيرٍ وَقالَهَا وَهُوَ يَعلَمُ أنَها لَم تُعجِبنِي أبَداً رُغمَ أنَهُ قالَهَا بعِنايةٍ وَقالَ كُلُ كَلِمَةٍ مِنها بأُسلوبٍ مُنَمَقٍ كِفايةٍ لِتَبدو كالمُجَامَلَةِ
إنًهُمُ مَجمُوعَةً مِنَ الناسِ المُجَرَدةِ مِنَ العَقلِ وَالحالاتِ الَتي يُمكِنَ عِلاجُها قَليلَةً جِدَاً فَهُم مَيؤوسٌ مِن مُعظَمِهُم لَيسَ عَلَيَ أن أكُونَ بِالدِقَةِ التِي يُطلَبُ مِنيَ أن أكونَ بِهَا قَامُوا أهلَ هَؤلاءِ المَرضَى بإلقائِهِمِ فِي المَشفَى ما ذَنِبيَ أنَا؟ وَلِمَا عَليَ أن أكونَ أفَضلُ مِن عائِلتِهِمُ؟ أنا سأقوم بوظيفتي وسوف أحاول معهم
"اسمَعنِي أيها الطبيب ستَايلِز لَستَ طَبيبٌ سَيِءٌ لَكِن العَدِيدُ مِنَ المَرضَى وَدَعنِي أحَدِدُ الإناثُ يَخافُونَكَ بِشِدِةٍ" وَأنَا ضَحِكتُ بِسُخرِيَةِ دَاخِليَاً عَلى أيها الطبيب ستَايِلزَ فَهُوَ لَيَسَ بِتِلكَ الجُرأَةِ ليقول اسمي مجرداً من رسمية تحيط بتعاملي مع الآخرين
وهل قال أنني لست طبيب سيء ؟؟ هذا يجرح مشاعري....انا أفضل ما حدث له ولمشفاه العريقة
"يخافونني لما ؟" قلت بنبرة مجحفة
و حمحم هو بهدوء وقال خائفاً من ردة فعلي التي لا تتضمن عنف بل تتضمن روح الشيطان الخبيثة صاحبة النوايا الدفينة التي لا تؤذي الجسد بأي شكل بل تدمرك وتجعلك ذليل لي
وهذا هو عيب مثاليتي الوحيد ان نزعاتي تجعلني لا أفرق بين الامر الصحيح والخاطئ"لقد تحدثنا مع إحدى المرضى وقالت أنك كنت إحم......تستغلها جسدياً"
تلك المريضة أنا أعرفها جيداً هل سيقومون بنقلي لمشفى اخر بسب فتاة تقضي حياتها في مصحة نفسية قالت أنني طارحتها الفراش
لا انكر أنني كنت أفعل لكنها لم ترفض ولم تكن الوحيدة
كانت تبادلني العلاقة وقد اشتكت علي لأنها رأتني مع فتاة غيرها ...غيرة النساء ليست فقط لمن يحبون .. حسناً سوف انتقل على كل حال بدأت اسأم هذا المكان جميع الفتيات متشابهين والممرضات معظمهم عجائز ولست شخص يفضّل البقاء في المكان ذاته فترة طويلة
قلت بهدوء على عكس ما كان يتوقعه تماماً كان يتوقع أن يرى الجليد المجرد وأنا أخبره كيف سأبذل قصار جهدي لأدمر سمعته "إلى أين سوف تنقلونني حتى أجهز نفسي ؟"
صدم المدير من ردة فعلي وفتح فمه مذهول مني
دراستي للطب النفسي كانت محاولة جيدة مني لكنني لا أستطيع السيطرة على غضبي
أصبحت في الخامسة والعشرين ولم أستقر في منزل وليس لدي حبيبة حتى الأن حياتي عبارة عن مزحة تخرجت عندما كنت في الثانية والعشرين وأنا أعمل في المجال منذ ثلاثة أعوام وعملي هو كل حياتي أحياناً أشعر أنني ميت من الداخل فالمشاعر بداخلي باتت معدومة وميتة سوى شعور البرود كما لو أن داخلي جزء صغير من القطب الجنوبي ....مررت بالأسود فانطفأت شعلة الحيوية في روحي ظناً منها بعدم وجود من سيشعل فتيل شمعة مشاعري الخامدة
"مشفى سانت ماري في لندن " بخفوت قال وهو يعلم بسوء حروف نطقها .
أنا لن يتم نقلي أنا سوف يتم نفيي إلى مشفى ملحقة بكنيسة العلاج يعتمد فيها بالإعتراف بالذنوب للكاهن فيتظاهر بامتلاكه القدرة على منح الغفران
لقد نقلني من منطقة منتصف الذروة إلى الريف في لندن لألتقي براهبات بملابس رهيبة قد ارتدتها النساء في القرون الوسطى ماذا يفترض بي أن أفعل في مكان معزول معدوم من الحياة ورفاهية اعتدت عليها
زرت ذلك المكان مرة من أجل محاضرة طبية للتثقيف وهو يبدو كأحد مسرحيات برادوي التافهة التي تقوم على الغناء وإهتمام الفتيات بقطف القطن وأشياء من هذا القبيل ..او انني فقط اتأثر بكتب قراتها مرغماً اثناء دراستي
لكن هيا هاري لننظر إلى الجانب الإيجابي فتيات الريف بأعين زرقاء وخصلات صفراء ووجوه بريئة إنه لأمر محمس
معظمهن بريئات ولم يحصلوا على القبلة الأولى بعد! ليسوا مثل فتيات المدينة المنحلات في رذيلة سوء الحياة
وافقت بهدوء وأنا أعلم أنني استطيع الرفض بسهولة وعلى عكس العاصفة التي بداخلي غادرت مكتب المدير لأتجه إلى مكتبي الخاص جمعت أغراضي القليلة جداً في صندوق صغير وطويت معطفي الطبي ووضعته مع الأغراض أيضاً
اتجهت إلى المرأة وسرحت شعري بإهتمام كبير إنه أفضل مؤهلاتي الكثيرة وثنيت أكمام قميصي الأزرق إلى الأعلى مظهراً عروق يدي البارزة وفتحت أول زرين من القميص مظهراً إحدى الرسومات على صدري وقد حصلت عليها في لحظات ثمالتي المفرطة ...وتلك لحظات عديدة
إتجهت إلى غرفة روز الجميلة التي لا أنكر جمالها رغم قذارتها لأعطيها الوداع الخاص بها
فتحت الباب بهدوء لأرى المرأة المصابة بمرض العهر جالسة على الكرسي بجانب النافذة ونظرت إلي بخوف عندما دخلت
"هارولد مرت مدة منذ أن رأيتك " إقتربت منها ببطيء وأنا أرى الخوف في عينها يزداد
" هارولد أنا لست هارولد أنا الطبيب هاولد والسيد ستايلز لكي" وأنا أهمس بالقرب من أُذنها بنبرة ثقيلة احتبس بركان غضبي
آنت وأنفاسها تتسارع وقالت "سيد ستايلز ....إشتقت لك "بعد أن وقفت وإقتربت مني تريد تقبيلي
أطلقت ضحكة بسيطة وقلت "إذاً إشتقت لي أيتها الرخيصة "شددت شعرها ودفعتها الى السرير إقتربت من السرير وصعدت فوقها وقلت بصوت أجش بارد وأكاد أبصق عليها
"أتيت لأودع عاهرتي القبيحة "
لم تكن تستمع لما أقول لأنها كانت تعبث بخصلات شعري الطويل بأصابعها ألم أقل أنها مجنونة ؟ كنت دائماً ما أذلها واهينها ودائماً ما تعود إلي مثل الجائعة
إنحنت لتقبلني وهي تنظر إلى شفتي وتعض على شفتها السفلية وقبل أن تتلامس شفتينا صفعتها بأقوة ما أملك حتى أدمت شفتيها فأنا لا أترك أيا كان يقبلني وهي لم تفعل ذلك لم أتركها تقبلني يوماً كانت مجرد ممارسة للجنس في لحظة اثارة لرجل عازب
التقبيل ليس شيء أفعله مع أي أحد ليس مع أي فتاة بخسة الثمن مثلها
"لما فعلت ذلك سيد ستايلز ؟" لم أجبها وصفعتها مجدداً وقد تركت أصابعي علامة واضحة وبارزة على خدها الأبيض لم اكن يوما ممن يفرضون قوتهم على الجنس اللطيف لكن حينما ارى مكان الأنوثة الرقيقة خبث مطلق يبعث شياطينه افقد رزانتي وكرهي للرجل الذي يضرب المرأة يتحول لإعجاب
تركتها على السرير وإتجهت نحو الباب وعلى ما أظن أنها إنتبهت على ما قلته سابقاً أثناء ما كانت هائمة في افكارها القذرة لأنها جرت نحوي وأمسكت بيدي وتشبثت بذراعي
"أرجوك سيد ستايلز إلى أين تذهب ؟لا تتركني أتوسل إليك "
وهي تمسك بي وترجوني دفعت يدها عني لتقع على الأرض وأمسك بمقبض الباب لأخرج وانتهي من الامر
أمسكت بقدمي وهي تشد على بنطالي وتقول ببكاء " أنا أسفة سوف أسحب كل شيء قلته فقط لا ترحل سوف أحدث المدير أرجوك ...................سيد ستايلز لم أكن أعتقد أنهم سوف ينقلوك كنت أريد فقط أن أُعاقبك لا تتركني هنا وحدي أرجوك " هل هي جادة؟
دفتها ليصدم جسدها في الحائط وإقتربت منها وضعت أصابعي على شعرها أُملس عليه لأشده بقوة وسمعت صوت الخصلات تقتلع من شعرها لا احب سماع الذل من امرأة ترجوني لتمنحها بعض العاطفة التي انا ذاتي احتاج من يمنحها لي
"كما ينتهي الامر دائما مخاط دموع ودماء............... يااااال القرف فقط لا تتكلمي لأنك لا تستحقي أن أقوم بقتلك وأن أقوم بتوسيخ يدي بك" هل حقا طنت أنها قادرة على معاقبتي ....فمن تريد اهتمامي بها عليها ان تفعل الكثير لي
تركتها وارتد رأسها إلى الحائط وخرجت قبل أن أفقد أعصابي ولكن قبل أن أخرج استمعت إلى سنفونية بكائها
"كل ما عليكي فعله الأن هو ان تجدي شخص جيد في الفراش مثلي وهكذا معضلتكي ستحل "
.
.
.
.
.
وفي مكان أخر تماماُ
تملك كل شيء وكل ما تريد فقط كل ما عليها أن تطلب وسوف يأتي لها دون أن ترفع أصبعاً ولكن هل هذا شيء يجعلك تشعر بالسعادة
لا بالنسبة لها تنتظر الشيء التي تتمناه الحرية تتمنى أن تكسر القيود التي تشل حركتها تتمنى أن تصرخ قائلة أنا لا أريد شيء منكم ألقوني في الشارع مثل متسولة فقط دعوني وشأني
تقول في نفسها أريد أن استمتع كأي فتاة أخرى أريد أن أتسكع في الشوارع ببساطة وأبتسم دون أن اضع في عقلي عواقب ظهور أسناني
لكن لا هنا كل شيء له عقابه وحسابه ليس كل ما يتمنى المرىء يحدث وهي امنياتها بسيطة وقليلة تحلم بما يمتلكه الجميع
.
.
.
.
.
.
.
#Harry
مر يومين ودعت المدينة بأسلوبي ليس لدي أصدقاء فيها بل ودعت أماكني المفضلة المقاهي الرائعة والملاهي الليلة والحانات كل ما سوف أشتاق إليه
فالبشر ليسوا من هواياتي ليسوا شيئاً أفضله وأرغب بالتعامل معه فلا أحد يستحق أن أتعب حلقي بالحديث معهم هم فقط موجودن حولي لكيلا أمشي وحدي في الشوارع وأن لا أجلس في مكان خالي أهميتهم الوحيدة هي أن يبقوا المكان من حولي دافئ حتى لا يتجمد جسدي مثل قلبي
جمعت أغرضي من الشقة ولم يملأن سوى حقيبتين لقد أمضيت فيها شهرين فقط وها أنا أنتقل مجدداً للمرة الالف وضعت الحقائب في سيارتي السوداء واتجهت ألى المكان المنشود
إعتدت على التنقل لذا لا أملك العديد من المقتنيات فلم أقضي في مكان أكثر من أربع أشهر وأملك النقود الكافية لشراء شقة لكنني لا أرى المغزى منها لذا لن أفعل على الإطلاق
وصلت بعد ساعتين من القيادة لريف لندن مشيت في شوارع مدينة سانت ميرلاند الهادئة وقد نسيت أين تقع المشفى لأنني زرتها قبل ثلاث سنوات ولم أمضي يوم كامل فيها لقد غادرت فور إنتهاء المؤتمر
سألت أحد المارة ودلني عليها لأعلم أنها على أطراف الريف أيضاً كيف يمكن أن تسوء الأمور أكثرتوجهت إلى تلك المشفى لأرى المبنى الشبيه بقصر من القرن التاسع عشر يحمل قبل مدخله لافتة كبيرة
(مصحة سانت ماري للأمراض العقلية)
.
.
.
.
.
.
.
هارولد ادوارد ستايلز شخص بارد فظ ذو الحياة المملة الباردة يبحث عن أي أحد يملأ فراغات وقته يبحث عن أحد يضيف الألوان لحياته لكن حتى الآن لم يجد شخص مناسب
لم يجد شخص يستحق أن يدخل عالمه الخاص العظيم شخص يجعل لحياته معنى
يبحث ويبحث عن فتاة مثالية لا توجد فيها غلطة صغيرة يبحث عن من تستطيع أن تملأ ثغراته وأن تكون ملائمة له بدقة
جميلة بشكل لا يوصف تملك جسد لطالما حلم به جسد صغير ونحيل لكن مثير يحرك رغبته الباردة
وذات شخصية بارزة وقوية لكن خاضعة له ذات شخصية فريدة من نوعها تجذب من حولها ليس بكثرة كلامها لا بل بقلته و لكن بقوة حروفها القليلة تسطير على الأجواء.
وفي النهاية يريدها أن تنظر له بدفئ شديد لتذيب جليد قلبه المتجمد يريدها أن تغمره بحنانها أن تهتم به كما تهتم الأم بأطفالها وأن تعيد الحياة له
ويشعر أن لقاء تؤمته المثالية النادرة قريب للغاية
.
.
.
.
أما هي قد سئمت من حياتها وقد سئمت من عدد المرات التي أتى في بالها إنهاء هذه الحياة البائسة
تنتظر ذلك الشخص الذي سوف ينقذها من وحدتها وحياتها المميتة تبحث عنه في ثنايا سطور حياتها
تقول أنها سوف تعطيه كل ما تملك من مشاعر وحب وعواطف متبقية لديها لو أخرجها من عزلتها اللعينة
ولو حصلت على حريتها أو على حياة جديدة برفقة فارسها المنتظر لن تهتم
بطريقة فعله للأمر
هي فقط تعد نفسها بأنها سوف تكون مدينة لمنقذها بكل شيء وسوف تعطيه كل شي
_____________
تحتوي القصة على بعض المقاطع والألفاظ التي لا تليق بالبعض
سوف يتم التنزيل حسب التفاعل
إن لم تعجبكم يمكنكم ابداء رأيكم بكل صراحة اتقبل النقد البناء بكل روح رحبة
هناك العديد من الحقائق في هذه الرواية مثل أسماء المستشفيات والاماكن وهناك العديد من الأمراض الحقيقة والتي أعراضها حقيقة أيضا وإسم الرواية لمرض حقيقي أيضا (النيوروز )
أتمنى أن تنال إعجابكم