حب تحت راية داعش

Per asooma-hd

311K 11.3K 3.2K

هذه قصة حب لا تشبه اي قصص الحب الاخرى .. بين ارهابي قاتل وشابة عشرينية الهوى تحيا سعيدة بين اهلها واصدقائها... Més

البارت الاول : المقدمة
بارت 2 : عمل جديد
بارت 3 : صدمة
بارت 4 : صدمة 2
بارت 5 : حب في زمن الحرب
بارت 6 : ذكريات
بارت 7 : لقاء غير متوقع
بارت 8 : غريب الأطوار
بارت 9 : ناريستان
بارت 10 : ناريستان 2
بارت 11 : ذكرى العيون الزيتية
بارت 12 : فقدان و رحيل
بارت 13 : الإرهاب يباعد الأصحاب
بارت 14 : الارهاب يباعد الاصحاب 2
بارت 15 : حفل الخطبة
بارت 16 : سنة جديدة
بارت 17 : حرب السلام وبداية الظلام
بارت 19 : غربة وطن ( أُمّ )
بارت 20 : عمل و أمل
بارت 21 : أحداث دامية
بارت 22 : خيانة و مهانة
بارت 23 : المواجهة ( استبانة الحقيقة )
اعلان هام
بارت 24 : عودة شبح الذكريات
بارت 25 : حياة جديدة
لمن يهمه الامر
اعلان هام
اعلان هام لكل القراء الاعزاء
شكر عام

بارت 18 : بداية الظلام

6.1K 305 68
Per asooma-hd


بدأ عصرٌ جديداً لمدينةِ السلامِ ، حيث استطاعت الدولة الاسلامية ، فرضَ سيطرتها على المدينةِ بأكملها ، بعد إنتصارها على أفرادِ الجيشِ .

لكن ما تزال الحدود الجنوبية لمدن السلام و آزاد و الرفيف ، ساحةٌ للقتالِ بين كتائب داعش و قوات الجيش المجتمعة من المدن الثلاث ( فيروزة - النصر - الياقوت ) .

كان هناك شيئاً غريب هذه المرة ، فحتى بعد مرور شهر ، من سيطرة داعش على السلام ، لم ترتكب الى الان ، اي جريمة بحق الناس ، رغم ذلك لا يستطيع سكان المدينة الشعور بالامان .
( لا أحد يعلم منهم ، ان اقوى امراء الدولة الاسلامية قد إستوصاهم على السلام ، بان لا يتعرض اي داعشي الى المواطنين ، وان لا يقوموا باي تفجير ، حتى تأتيهم الاوامر في الوقت المناسب ) ، وكل هذا من اجل محبوبته التي اقسم لها ، ان لا تشعر بخوف في وجوده او غيابه ، كذلك غالية لم تنسى وعدها لنفسها بان تنتقم من قاتلين والدها وعمها .

******

بعد فترة من سيطرة داعش على السلام ، لاحظت غالية ان زينة تختفي احياناً ، لتعود بعد ساعة او اقل ، وهي ترتدي جلباب طويل فضفاض ، وتضع غطاء على رأسها ليخفي خصلاتها الذهبية ، وحينما تسألها غالية ، تخبرها انها تخرج لاستنشاق الهواء ولا تبتعد عن القرية .

تصرفها هذا بدأ يزعج غالية ويغضبها ، لكنها لا تحب منعها رغم خوفها الشديد عليها ، لذا كانت دوما تآثر الصمت ، لربما تعي زينة بنفسها ، حجم الخطر في خروجها صباحاً ، دون ان تخبر احدٌ .

في صباحات أحد الايام ، جلست الام وابنتها على مائدة الفطور ، وهن ينتظرن مجيء زينة ، لكنها تأخرت جداً ، لذا تناولن فطورهن وبدأن بمزاولة اعمالهن المعتادة .
مرت ساعتان وأكثر على خروج زينة من المنزل ، غالية يكاد قلبها ان يتوقف لشدة خوفها على صديقتها ، وتدعو الله كل دقيقة ان يعيدها سالمة ، وقد استجاب الرحمن لدعائها .

عادت زينة وكانت حالتها مزرية جدا ، ملابسها متسخة ، حجابها لم يكن على رأسها ، وقدمها وذراعها مغطاة بكدمات عديدة ، ذعرت غالية من منظر صديقتها وقد صرخت بها وهي تتفحصها ، ومئات الاسئلة تدور في مخيلتها :
- أخبريني من فعل بك هذا ؟
أين كنتِ ؟
ماذا فعلوا اولئك الوحوش بكِ ؟

لكن زينة طمئنتها قائلة :
- لا تقلقي غالية لم يصبني أي مكروه ، صدقيني ، لكني تعثرت حين كنت امشي و وقعت .

وحتى لا تعطي فرصة لغالية و امها ، سؤالها مرة اخرى ، هربت متوجهة الى غرفتها في الدور الثاني ، جنب غرفة غالية .

أرادت الاخيرة اللحاق بها ، وقد انتابها غضب شديد ، لكن سهام اوقفتها بقولها :
- دعيها ترتاح يا ابنتي .
- لكن !! ، امي !!
- أعلم خوفك عليها عزيزتي ، لكنها ليست طفلة ، حتى تمنعيها من الخروج ، ان كان خروجها من المنزل يسعدها ، إذا علينا ان لا ندمر سعادتها .

توجهت سهام الى المطبخ لتعد الغداء بعد ان ربتت على كتف ابنتها وهي تبتسم لها ، وبقيت غالية متسمرة في مكانها ، وقد تمتمت بصوت خفيف " آه يا امي انتِ لا تعلمين شيئاً " .

في المساء ، كانت غالية جالسة في البستان ، تتأمل القمر والنجوم بعينها الحالمة ، لكن عقلها غارق بالتفكير في أشياء كثيرة ، وبينما هي كذلك ، جاءت زينة من خلفها لتحطم حاجز الصمت بينها وبين صديقتها :
- غالية
- نعم
- أما زلتِ غاضبة مني ؟
- لست غاضبة منك يا زينة ، بل خائفة عليكِ .
- أخبرتكِ اني اخرج لاستنشاق الهواء .
- هه أخبري والدتي بهذا ، لكن انا لا
- حسناً ، سأخبركِ ، لكن ارجوكِ لا تسخري مني
- ومتى سخرت منكِ أيتها الحمقاء ، هيا تعالي اجلسي بقربي ، وأخبريني كل شيء .

شعرت زينة بالحماس وهي تخبرها :
- في الحقيقة ، أنا أذهب لرؤية منزل أحمد ، عساني اجده هناك .

غالية بذهول :
- ماذا ! منزله قريب من احدى مقرات داعش ، الا تخافي ان يروكِ ؟
- لا يهمني غالية ، المهم ان اراه ، او المح ظله من بعيد ، آه كم اشتقت اليه
- زينة حبيبتي ، لا اريد ان اجرحك ، لكن صدقيني أحمد لا يحب احداً ، هو شخص أناني لايفكر الا بنفسه .
- لكني احبه غالية ، احبه جدا ، اشعر انه قريب مني ، ولن امتنع عن ذهابي الى هناك ، حتى لو تغضبين ، حتى لو يكلفني هذا حياتي .
- حسناً ، لن أمنعكِ لكني سآتي معكِ ، ولن أدعكِ تخرجين لوحدكِ
- لا لن أعرضك للخطر بسببي
- ممنوع الاعترض ، تعلمين اني عنيدة اكثر منكِ
- لكن !! ، غالية ؟
- هسس ، هيا الى المنزل لنعد العشاء معاً

ابتسمت زينة بلطف وذهبت لتلحق بصديقتها .

* * * *

وفت غالية بوعدها لزينة ، وأصبحت كل فترة ، تستيقظ مبكراً جدا مع صديقتها ، ويغيران ملابسهما الى اخرى فضفاضة ، وتقصدان محلة أحمد حيث المباني الفخمة والعصرية ، لكن رغم هذا تبدو المساكن مخيفة لانها مهجورة منذ مدة ، حتى منزل أحمد نفسه يبدو كأحد منازل السحرة المسكونة بالاشباح ، وبعد ان تتأكد زينة ان لا أحد يسكن في المنزل ، ولا أحد يزوره تعودان أدراجهما .

لكن في أحد الايام حدث شيء ، سيغير حياة الشابتين الى الأبد .

في كل مرة ، تكتفي زينة بمراقبة المنزل من بعيد ، لكن هذه المرة ، أرادت ان تتأكد اكثر ، بان المنزل مهجور ، ورغم اعتراض غالية وتحذيرها لخطورة ما هي مقدمة عليه ، الا انها لا تستمع للنصيحة ، وتفعل ماتراه مناسب لها ، لذا بدأت بالاقتراب من المنزل ، حتى استطاعت الولوج الى الحديقة من خلف المنزل ، وما كان من غالية الا ان تتبع صديقتها ، فقد وعدتها زينة ، انها لن تعاود المجيء الى هنا ، إذا تأكدت بنفسها ان المنزل خالي ، فلا ضير من المخاطرة الان ، ان كانت النتيجة عدم المجيء مجددا .

تقدمت زينة نحو النافذة المغلقة باحكام ، وحاولت فتحها ولم تستطع ، لذا طلبت منها غالية ان تفسح المجال لها ، علها تستطيع فتحها ، وايضا فشلت ، فما كان منها الا ان تكسر الزجاج بإحدى الحجارة ، وقد استطاعت فتح النافذة وازاحة الستارة ، وكما توقعت غالية ، المنزل خالي من اي انسيٌّ او جنُّ ، والغبار يغطي الاثاث والارضية ، وشبكة العنكبوت في كل زاوية من السقفية .

حزنت زينة واغرورقت عيناها بالدمع ، فهذا يعني ان أحمد لم يقترب من منزله منذ رحيله عنه ، ومنذ هجر والداه المنزل وهروبهمها من خطر الارهاب المحدق بهم ، طلبت منها غالية ان تعودا أدراجهما قبل ان يلمحهما أحدهم ، لكن لم يكن اليوم يوم سعدهن . ..

عندما تحطمت النافذة ، إستطاع أحد افراد داعش ، سماع صوت تحطم الزجاج ، حينما كان مارٌ بالقرب من المنزل ، وقد لاحظ ان الصوت قادم من الخلف ، لذا بعد ذهابه خلف المنزل ، رأى الشابتين وهما تتجسسان على المنزل ، فظن انهما لصتان ، وبسرعة خاطفة قام بالقبض على زينة ، فهي الاقرب إليه وصرخ بهن بصوتٍ عالٍ ومخيف :
- أتقدمان على السرقة في ظل خلافة دولتنا !! ، كيف تجرأن ؟

زينة من شدة رعبها ، شعرت بثقلٍ في اللسان فلم تستطع النطق ، إكتفت فقط بذرف الدموع والخوف قد تملك جسدها كله ، فبدأت ترتعش .

كان منظره مخيف جداً ، رغم انه يغطي وجهه عدا عينيه اللتان تجدحان شرراً وحقداً .
وهذه المرة الاولى للشابتين ، ان يلتقين بداعشي عن كثب ، يبدو كأحد الشياطين في الافلام المرعبة ، بهذا الرداء الاسود القاتم ، لكن غالية لم تكن خائفة منه ، بل واجهته بكل شجاعة واقتربت منه ، وهي تأمره بلهجة غاضبة :
- دع ذراع صديقتي ياهذا .
- ماذا ؟ هذا !! ، شيء مضحك وغريب فعلاً ، سارقة وأيضاً سليطة اللسان ولا تخاف .

وأخيراً نطقت زينة بعد عناء طويل :
- اقسم لك سيدي ، لسنا سارقات ، أرجوك إترك ذراعي ، ودعنا نذهب ، صدقني لن ترانا مرة اخرى .

لكنه بدل ان يترك يدها ، قام بإخراج سكين صغيرة من جيبه ، و وضعها على يد زينة ، وبدأ يضغط على نصل السكين ، مع تعالي صرخات الاخيرة ، التي كاد ان يغمى عليها لشدة الرعب .

لم تستطع غالية الوقوف مكتوفة اليدين ، وهي ترى هذا الشيطان يريد قطع ذراع صديقتها ، لذا قامت بدفعه بقوة كبيرة ، ليسقط هو أرضاً ، وقد سقط سلاحه منه دون ان ينتبه ليقع قرب قدم زينة التي تحررت بفضل غالية ، لكنه وثب واقفاً بسرعة ، وقد على زفيره لشدة غضبه ، فإنقض على غالية من الخلف ، وهو موجه سكينه نحو عنقها ، وقد كشر عن اسنانه قائلا :
- سأجعلك تندمين على فعلتك الشنيعة هذه .

بدأت زينة تتوسل به ، ان يترك غالية ، ولكنه اخبرها شيئاً أفزعها أكثر :
- لا تقلقي يا حسناء ، سأقتلها فقط هي ، أما انتي ستكونين ظيفتي الليلة .

أجابته غالية :
- يا لك من شخص قذر

بدأ يدخل نصل السكين ببطئ في عنق غالية ، حتى يستمتع برؤية ضحيته تتألم وهو يضحك بتهكم ، وقد أخذت الدماء مجراها خارجاً ، وزينة لا تستطيع الهرب وترك صديقتها ، لكن فجأة وقع بصرها على سلاحه المرمي على الارض بقربها ، فإلتقطته بسرعة ودون ان تفكر بشيء ، ضغطت على الزناد ، لتتجه الرصاصة الى رأس الداعشي وتستقر فيه ، فترديه قتيلاً ، تحت ذهول غالية وصدمة زينة التي بدأت تهمس بخفوت " لقد مات ، أنا قتلته ، أنا قاتلة " صرخت بها غالية " زينة أرجوك ليس هذا وقت الندم ، دعينا نهرب هيا ، لقد سمعوا صوت الرصاصة وسيأتون إلينا " ، وحقاً كانت محقة فقد سمعت جلبة من بعيد ، فعرفت انهم قادمون ، لذا ماكان منها الا ان تمسك ذراع زينة وتسحبها ويبدأن بالركض بعيداً ، لكن لسوء حظهن فقد لمحوهن من بعيد ، فأمرهم واحد منهم ان يلحقوا بهن ، اما هو فقد توجه الى منزل أحمد ، ليرى ماذا كن يفعلن هنا ، ومن أين جاء صوت الرصاصة ، وفور دخوله الى الفناء الخلفي ، شده منظر الدماء على الارض ، فذهب مسرعاً باتجاهه ، ليتفاجأ برؤية جثة صديقهم ، انتابه غضبٌ عارم ، كيف لفتاتين ان تقتلا داعشي بكل سهولة .

زينة وغالية وصلن الى الشارع العام ، وقامت غالية بإيقاف سيارة أجرة ، فقد ابتعدن عن الدواعش وفقدوا اثرهن لسرعتهن وايضا بعدهن عنهم ، لكن السائق تردد خوفاً منهن فقد اعتقد انهن من داعش ، فهو يعلم ان مقرهم قريب من هنا .
لم يكن الوقت مناسباً للتفاوض ، لكن غالية أخبرته انها ستعطيه ضعف الاجرة ان قام بتوصيلهن ، لكن طلب منها النقود اولا قبل ان تركبن السيارة ، وبسبب ارتعاش يدها سقطت منها محفظتها لتتناثر منها النقود ، حملت النقود من على الارض ، وقد لمحتهم من بعيد يركضون بإتجاههم ، وقاموا برمي رصاصة على السيارة ، لذا تركت محفظتها وهرعن الى داخل السيارة ، بعد ان اعطت الاجرة الى السائق .

بعد وصول الدواعش الى مكان السيارة ، لمح أحدهم محفظة نسائية على الارض ، فعلم انها تخص احدى الفتاتين .
قام بفحصها وافراغ محتوياتها فلم يجد شيئاً مهم بها ، فقط اوراق اختبارات قديمة ، لكن سقط شيئٌ غريبُ من حزمة الاوراق هذه ، فالتقطه الداعشي ، وظهر شبح ابتسامة خبيثة قد ارتسمت على محياه ، وهو يطالع البطاقة الصغيرة التي كتب فيها اسم غالية وموقع سكنها بنظرات يملؤها الغل والسخط .

مر يومان على هذه الحادثة ، غالية و زينة لم تستطيعان النوم أبداً ، كن مرعوبتان ومصدومتان جداً ، حالت زينة إزادات سوءاً ، فكلما تذكرت الحادثة ، تبدأ بالبكاء بشكلٍ هستيري ، لكن غالية تواسيها دوماً ، وتخبرها بانه استحق القتل ، فهو مجرم ، وأيضاً يحق لها القتل ان كان دفاعاً عن النفس ، وهذا ما يجعلها افضل قليلاً ، ولو لم تقتله لكن الان في عداد الموتى .

وصلت الاخبار إلى أمير السلام ، حيث ان الشاب الذي قتل ، كان قائد كتيبة ( القعقاع ) إحدى الكتائب الجديدة التي ظهرت في مدينة السلام ، وقد أمرهم أميرهم ان يبحثوا عن الشابتين في كل أرجاء قرية اورمان ( قرية غالية ) .

* * * * *

الموقع : دلكش

مكان واسعٌ جداً ، مخيف ، مظلم ، يشبه السجن ، غرفٌ كثيرة مقفلة ، لا يوجد كهرباء بها او اي مصدر لضوء او نافذة لدخول الشمس ، وكل غرفة مزدحمة بأناس تبدو عليهم آثار التعب والالم ، دماؤهم نزفت حتى ارتوت الارضية بها ، دموعهم ذرفت حتى جفت ، وعيونهم تستغيث وتصرخ بدل افواههم ، قلوبهم مثقلة بالجراح ، وارواحهم محملة باليأس والقنوط .

وهناك في آخر الممر غرفة بها ضوء خافت جدا ، تصدر منها صرخات مدوية لامرأة .
بعد نصف ساعة فتح باب الغرفة ، فخرجن منه نساء ثلاث يرتدين جلباب أسود فضفاض ولا تظهر منهن سوى اعينهن ، احداهن تبدو كبيرة في السن ، والآخرتان تقتادان إنثى ، يصعب التعرف على ملامحها ، فالدماء تغطي وجهها ، والكدمات تغطي جسدها وعيناها معصوبتان ، ويداها مقيدتان من الامام ، ويبدو إنها مغمى عليها من الألم .

بعد ست ساعات من النوم المتواصل ، إستيقظت وهي تشعر بسخونة جسدها المتورم ، وصداع شديد في مقدمة رأسها ، اما عينها اليسرى لا تستطيع فتحها فقد لكمتها احدى النساء الثلاث على عينها فتورمت بسرعة .

" أنا أعلم إنكم في مكان أفضل الان ،
أشعر بالسعادة كلما أتذكر هذا .
أحياناً أتمنى اللحاق بكم ،
لكن يبدو ان الله قد قدر لي
ان أعيش طويلاً في هذه الحياة ،
فيمتحن صبري وإيماني .
قدر الله وما شاء فعل . "

صمتت قليلاً ثم إبتسمت بأسى وأردفت :

" لا تقلقي عليّ انا لا أشعر بألم التعذيب
بقدر شعوري بالوحدة ،
ان أصحى كل يوم ولا أجد مأوى لي
او أجدك بقربي ، أنا خائفة حقاً
هنا أسمع تأوهات عديدة بقربي ،
ربما لفتيات معي بالغرفة ،
لكن لا أتحدث ولا يتحدثن ،
فأرواحنا لا تحتمل الحديث ،
أسمع صرخات الآن لانثى أخرى ،
من المؤكد انهم إقتادوها لتعذب ،
كما فعلوا بي "

غضبت كثيرا وهي ما زالت تتحدث إلى السقف :
" ساعديني لااتخلص من قطعة القماش اللعينة هذه ، كي أبصر ما يدور حولي ، صدقيني أستطيع تحمل الالم والجراح ، لكني لم أعد أتحمل الظلام أكثر ، و هذه الرائحة النتنة ، تبدو كرائحة جثث متفسخة ، إنها تقتلني يا الهي "

وفجأة إنهارت بالبكاء ، وهي تشعر بألم فظيع في قلبها ، وكأن جروحها كلها قد تفتحت من جديد ، فهي ما زالت لم تتجاوز حالة الصدمة بعد ، وفي كل مرة تتذكر تلك الليلة ، تنهار وتتأزم حالتها الصحية .

يتبع ....

مساء السعادة والنقاء لكل القراء والاصدقاء ، وكالعادة اعتذر منكم على التأخير 😁

أتحفوني بتوقعاتكم

من تتوقعون هو أمير السلام
المنصب حديثاً ؟

من هي هذه الفتاة التي كانت تتحدث في نهاية البارت ؟

ماذا سيحل بالشابتان بعد العثور على بطاقة السكن التي تخص غالية ؟

Continua llegint

You'll Also Like

79.1K 3.4K 25
الجزء الثاني من رواية " ولا زلت في حبل الغرام اتجود.. " رواية / انتي ربيع العمر في كل الفصول! للكاتبة/ الرنيد
474K 23.5K 30
ذهبت في رحلة ظنت أنها ستنجني من ورائها مالاً كثيراً لكن فجأة وجدت نفسها أسيرة في أرضه بين شعبه حيث لا وجود ولا أمان لذوات البشرة البيضاء ،أسروها...
186K 6.2K 45
يتطلقون امها وابوها وتعيش عند امها بالبحرين وبعد غياب 8 سنين ترجع وتعيش حياتها عند ابوها
151K 16K 57
قتلو امي بسحر. القصه حبيت اوصل بيها رساله السحر موجود. هذا الشي مره نكتلت. بسبب السحر ياريت الناس تفتهم هذا الشي موجود ومو خرفات الشي موجود رب العا...