~ رواية : سجينتي ~

By nona_masri

2.4M 35.3K 3.8K

يقولون انك عندما تسير في طريق الأنتقام يجب أن تحفر قبرين , أحدهما لعدوك والأخر من اجل نفسك ! لماذا يقسو عليه... More

** الملخص**
**البارت الثاني **
** البارت الثالث **
** البارت الرابع **
** البارت الخامس **
** البارت السادس **
** البارت السابع **
** البارت الثامن **
** البارت التاسع **
** البارت العاشر **
~ استطلاع آراء حول الرواية ~
** البارت الحادي عشر **
** البارت الثاني عشر **
** البارت الثالث عشر **
** البارت الرابع عشر **
** البارت الخامس عشر **
** البارت السادس عشر **
** البارت السابع عشر **
** البارت الثامن عشر **
** البارت التاسع عشر **
** البارت العشرين **
** البارت الواحد والعشرين **

** البارت الأول **

215K 2.2K 187
By nona_masri

قراءة ممتعة للجميع ツ

- كان الهاتف يرن بأستمرار ودون توقف مما ازعجها وشتت تركيزها لذا تركت فرشاة الرسم من يدها ونهضت من مكانها.... شقت طريقها نحو المنضدة الكلاسيكية الصغيرة القابعة في غرفة المعيشة ثم رفعت السماعة وأجابت : آلو...

رد عليها المتصل : بكلم الأنسة جوليا السباعي ؟

قطبت حاجبيها واردفت بحذر : ايوه ، مين معايا ؟

المتصل : انا حسان سكرتير ابوكي يا هانم ، عايز اقولك حاجة مهمة بس عايزك تهدي الأول .

في تلك اللحظة تسلل الخوف الى قلب جوليا وكأنها كانت تعرف مسبقاً ماذا سيخبرها السكرتير فسألته بذعر : بابا وماما جرالهم حاجة !

تنهد الرجل على الطرف الآخر واردف بنبرة حزينة : هما كانوا عايزين يسافروا باريس عشان يحتفلوا معاكي بالسنة الجديدة بس مع الأسف عملوا حادثة على سكة المطار و...

قال ذلك ثم التزم الصمت فصاحت جوليا بهلع : و أيه اتكلم !!!

اردف بنبرة اكثر حزناً : ومع الاسف ماتوا هما الاتنين .

- لم تصدق جوليا ما سمعته ابداً اذ ان الخبر نزل عليها مثل الصاعقة الرعدية وقد شلتها الصدمة تماماً لدرجة انها اوقعت سماعة الهاتف من يدها ثم وقفت تحدق بالفراغ... كانت تحاول أن تستوعب ما اخبرها به سكرتير والدها المدعو حسان وشيئاً فشيئاً بدأت الامور تصبح واضحة امامها لذا تبدلت تعابير وجهها و تسلل الرعب إلى اعماقها.... شعرت بقلبها يهوي وكأنها سقطت من فوق حافة الهاوية فاخذت تهز رأسها وتمتمت بغير تصديق : لأ كدب... اكيد دي كدبة .

قالت ذلك ثم ركضت نحو غرفتها ... فتحت درج مكتبتها وهي ترتجف بشدة ثم وضعت جواز سفرها في حقيبتها ومن ثم خرجت من شقتها بسرعة كبيرة دون ان تحزم اغراضها او تبدل ملابسها حتى .... وقفت في الشارع الفرنسي المكتظ بالناس واخذت تتلفت من حولها وهي تبكي وترتجف علها تجد سيارة اجرة .

- كان عمرها آن ذاك 24 سنة وقد أتت إلى باريس منذ ثلاث سنوات لتحقق حلمها في دراسة فن الرسم حيث ان والدها سمح لها بالمجيء إلى مدينة العشاق والفن لتصبح رسامة مشهورة وتفتتح معرضها الخاص عندما تعود إلى مصر ، اوقفت سيارة أجرة وتحدثت مع السائق باللغة الفرنسية فأخبرته بأن يوصلها الى المطار بسرعة .... وعندما وصلت الى وجهتها أستقلت أول طائرة متوجهة الى القاهرة وهي تدعو الله ان يكون الخبر مجرد اشاعة لا أساس لها من الصحة .

- وبعد عدة ساعات وصلت الى مصر أخيراً فتوجهت فوراً الى المشفى بعد ان تحدثت مع سكرتير والدها عبر الهاتف حيث اعطاها عنوان المشفى... كان عمها وعائلته المكونة من زوجة وأبنة تصغرها بثلاث سنوات هناك وكانوا يبكون وينتحبون امام غرفة الموتى كما ان سكرتير والدها الذي اتصل بها وأخبرها بما حدث لأبويها كان موجوداً ايضاً .... أقتربت منهم بخطوات ثقيلة والدموع متراكمة في عينيها الزرقاوين وهي تحاول ان ترغم نفسها على التقدم نحوهم وعلامات الذعر مرسومة على وجهها الشاحب فسألت بصوت مرتجف : هما ...هما فين ؟

نظروا جميعاً اليها اما عمها فنهض من مكانه وعانقها قائلاً من بين دموعه : أه يا بنتي ...شفتي اللي حصل لأهلك ، انا مش مصدق انهم ماتوا بالسهولة دي !

قال ذلك وأخذ ينتحب بصوت عالٍ ، اما هي فنزلت دموعها بغزارة كالسيل الجارف وصرخت قائلة : لاااااا ، انتوا بتكذبوا عليا... بابا وماما كويسين حتى انا كلمتهم امبارح وقالوا انهم محضرين مفاجأة علشاني , ازاي تقولوا انهم ماتوا !!

مسح العم المدعو فتحي السباعي دموعه واردف : دي الحقيقة يا بنتي ، ولو انك مش مصدقة الكلام ده تقدري تدخلي وتتعرفي على جثثهم جوا .

في تلك اللحظة قال السكرتير بشيء من الحدة : انت ازاي بتقول كلام زي دا للبنت يا فتحي بيه ، عايزها تدخل وتبص على جثث بباها ومامتها وهما متشوهين !

بعد ان سمعت جوليا تلك الجملة اتسعت عيناها وسألت بنبرة مصدومة : ايه ... قلت متشوهين !

فأقتربت منها زوجة عمها المدعوة هناء وقالت بنبرة حزن : دي الحقيقة يا بنتي ، بصراحة بباكي ومامتك تشوهوا لما تقلبت فيهم العربيه حتى انا مكنتش مصدقة ان دول هما لحد ما طلعت نتائج تحليل الـ D.N.A وعرفنا ان الجثث اللي جوا دي بتاعتهم .

قالت ذلك وأجهشت بالبكاء اما جوليا فتمالكت نفسها بصعوبة وازدردت ريقها ثم اردفت بصوت كاد ان يختفي : عايزه اشوفهم .

وعندما ارادت ان تدخل إلى الغرفة أمسكها السكرتير حسان وقال بنبرة توسل : ارجوكي أهدي يا هانم ، لو شفتيهم دلوقتي أكيد حتنهاري .

فصرخت قائلة : متقوليش أهدي ...انا عايزه اشوفهم دلوقتي !

- وبقيت تصرخ وتحاول ان تدخل الى الغرفة التي يرقد بها والداها ولكن حسان كان يمنعها من فعل ذلك حتى لا تنهار عندما تراهما على تلك الحال التي تقشعر لها الأبدان , وما هي الا ثواني معدودة حتى خانها جسدها وفقدت وعيها فأسرع نحوها وصرخ قائلاً : دكتور ... نادوا الدكتور بسرعة !!

-----*****-----

- بعد مرور اربعة ايام وبعد ما انتهت الجنازة ذهبت جوليا الى منزل اهلها الكبير برفقة سكرتير والدها الوفي حسان وكانت حالتها يُرثى لها ؛ وجهها كان شاحباً جداً وكانت ترفض تناول الطعام او شرب اي شيء ، فقط تنام معضم الوقت وفجأة تنهض من سريرها بفزع وتصرخ بذعر ... وذات يوم نزلت الى غرفة المعيشة بعد ما اخبرتها الخادمة ان عمها " فتحي بيه " اتى لكي يزورها فأتجهت الى حيث كان جالساً وقالت بصوت ضعيف : مساء الخير .

ألتفت إليها فتحي وقال : مساء النور .. تعالي اقعدي هنا ، انا عايز اتكلم معاكي في موضوع مهم .

جلست مقابلاً له واردفت بنبرة تخلو من الحياة : لو عايز تطلب مني اسيب البيت وأروح اقعد معاكوا في بيتكوا فالأحسن انك متفتحش الموضوع دا ابداً يا أونكل لاني مستحيل اعمل كدا .

أبتسم فتحي ابتسامة صفراء واردف بخبث : لا مش هطلب منك تيجي تقعدي معانا علشان كدا اطمني .

ضيقت جوليا عيناها وسألته : امال عايز مني ايه ، يعني مش من عوايدك انك تيجي وتزورني في وقت متأخر زي دا ابداً .

في تلك اللحظة وضع امامها حزمة من الأوراق واستطرد قائلًا : بصي يا جوليا ، انا بكره اللف والدوران عشان كدا هتكلم معاكي ع المكشوف ... ودلوقتي انا عايز منك تمضي على الأوراق دي وبدون اي اعتراض .

فأمسكت الأوراق وسألته : ايه الأوراق دي ؟

اجابها : دي اوراق نقل ملكية وعايزك تمضي عليها علشان تتنازليلي عن حقك في ادارة الشركة والبيت دا اللي انتي قاعدعه فيه كمان .

فنظرت جوليا اليه بغير تصديق وقالت بدهشة : انت عايزني اتنزلك عن الورثة اللي سابها لي بابا !!

قطب فتحي حاجبيه وقال بنبرة قاسية : انتي لازم تعملي كدا علشان لو معملتيش فتأكدي ان الشركة دي حطير منك في ظرف اسبوع واحد وانا الشخص الوحيد اللي هقدر احافظ عليها .

وضعت جوليا الأوراق على الطاولة بحركة عصبية ثم اردفت بنبرة غاضبة : ولو قلتلك اني مش عايزه امضي على الأوراق دي ومش هديك اي حاجه من ورثة بابا هتعمل ايه ؟

فنهض من مكانه ثم اقترب منها ببطء وفجأة امسك شعرها وشده بقوة جهلتها تتألم وقال وهو يكز على اسنانه : صدقيني لو ممضيتيش على الأوراق دي انا همرمط عيشتك وأوريكي ايام سودا بحياتك كلها مش هتشوفي زيها .

اما هي فأدمعت عيناها لأنه كان يشد شعرها بقوه وكذلك لأنها لم تتوقع ان يكون عمها بتلك الحقارة فصاحت قائلة : أنت ...أنت ليه بتعمل معايا كدا ، هوا انا مش بنت أخوك الوحيد ؟؟

في تلك اللحظة ضحك فتحي بسخرية واردف : أخويا ... اخويا اللي كان بيعاملني على اني حشرة وبيتكسف مني قدام الناس !

قال ذلك وشد شعرها بقوة واضاف بنبرة حاقدة : دا انا كنت مستني اليوم اللي هشوفه فيه متهزم ومذلول من سنين وجايه دلوقتي تقوليلي اخويا !!

ذرفت جوليا الدموع بمرارة وسألته بانفعال : انت ازاي بتتكلم عن بابا بالطريقة الوحشه دي ، دا كان بيحبك أوي !

فصرخ قائلاً : بيحبني ، لو كان بيحبني صحيح زي ما بتقولي حضرتك مكنش خلاني اشحته كل اخر شهر عشان يديني مرتبي زيي زي اي موظف عادي في الشركة .

فسألته بعدم تصديق : كل دا علشان الفلوس ؟؟؟

زجرها بنبرة كره : لا مش علشان الفلوس ، وانما علشان دا حقي الشرعي .

فصاحت به : اي حق دا اللي بيخليك تعمل في بنت اخوك كدا ؟

صفعها بقوة ثم صاح بها قائلاً : بطلي تقولي عنه اخويا ...هو مش اخويا الحقيقي اصلاً .

في تلك اللحظة نظرت اليه بعيون زرقاء مفتوحة من هول ما سمعت وسألته بنبرة مذعورة : بتقصد أيه ؟

فتركها وقال : دي الحقيقة ، احنا مكناش خوات بجد ومفيش اي رابط دم بينا اساساً .

هزت جوليا رأسها بالنفي واردفت : انا مش مصدقه اللي انت بتقوله دا ، يعني ازاي انت مش اخوه الحقيقي ... ولو مكنتش عمي بجد امال انت مين ؟؟؟

اجابها بنبرة قاسية : انا اخوه بالتبني ..جدك المحترم تبناني لما كنت عيل صغير ودا لأنه كان السبب في موت والدي اللي مات وهو بيحاول ينقذ حياتيه بعد ما عمل حادثة .

ازدردت جوليا ريقها وقالت بنبرة مرتجفة : حتى لو كان جدي هو السبب في موت والدك مينفعش تعمل مع اخوك كدا , اصلاً ذنب بابا ايه في اللي حصل دا كله ؟

عنفها بحدة : ازاي ملوش ذنب ، هو مكنش بيعاملني على اني اخوه الصغير أبداً ودايماً كان بيحاول يحبطني قدام الناس ، حتى بعد ما جدك المحترم مات هو خذ كُـــل الورثه لأن حضرته كان الأبن الشرعي اما انا فطلعت على فشوش ومخذتش ولا حاجة وفضلت عبد عنده لغاية ما مات وخلصت منه .

فقالت جوليا بصدمة : انت ...بتقصد أيه ؟؟

تجاهل سؤالها وتذمر قائلاً : بطلي رغي بقى قبل ما اخرسك بطريقة مش هتعجبك ويلا امضي على الأوراق دي بسرعة لأني معنديش وقت اضيعه معاكي .

فنهضت وقالت بنبرة قوية : مش همضي على أي حاجة ، وانت اتفضل اطلع برا من غير مطرود .

رفع فتحي حاجبيه قائلاً : كدا ؟؟ طيب يا ست هانم .. زي مانتي عاوزه ، براحتك خاااالص .

قال ذلك ثم اخرج هاتفه من جيبه وأتصل بأحدهم وتشدق قائلًا : دخلوه .

وبعدها اغلق الهاتف ونظر اليها وابتسم ابتسامة صفراء ثم استطرد : متلومينيش على اللي هعمله دلوقتي اتفقنا .

سألته بخوف : هتعمل أيه ؟

في تلك اللحظة دخل رجل الى المنزل وهو يشهر سلاحه الى رأس السكرتير حسان الذي كان يتنفس بسرعة ويبدو عليه الذعر ، اما هي فذعرت بدورها عندما رأت ذلك المنظر وصرخت قائلة : ايه اللي انتوا بتعملوه دا ، سيبوه يا مجرمين !

فقال فتحي : لو ما ممضيتيش على الأوراق دي حموت الرجل دا حالاً .

فقال حسان بنبرة مرتجفة : متسمعيش كلامه ... اوعي تمضي على اي حاجة دا عايز يضحك عليكي .

في تلك اللحظة قام الرجل الذي كان يمسكه بضربه على مؤخرة رأسه بقوة وقال بحدة : اخرس خالص بدل ما اخلص عليك .

اما جوليا فصرخت ببكاء : ايه الحقارة دي ، انا مكنتش متخيله ابداً انك ممكن تكون نذل وحقير بالشكل دا !

صفعها فتحي مجدداً بقوة جعلتها تقع ارضاً ثم اقترب منها وشد شعرها قائلاً : لو ما خرستيش هعرف اخرسك كويس ، يلا امضي على الأوراق قبل ما اقتل الرجل دا قدام عينيكي وبعدها صدقيني هقتلك انتي كمان .

فنظرت الى حسان بعيونها الباكية حيث وجدته يتوسلها بنظراته حتى لا توقع على الأوراق ولكنها ادركت انها ان لم تفعل ذلك فسوف يقوم عمها الحقير بقتله لا محالة إذ انه يبدو جاداً فيما يقوله ؛ لذلك امسكت قلم الحبر وهي ترتجف ثم وقعت على الأوراق ودموعها تنهمر مثل زخات المطر .

في تلك اللحظة أبتسم فتحي وأخذ الأوراق ثم قال بنبرة انتصار : كدا تمام .

وبعدها التفت الى مساعده الذي كان يمسك حسان واردف : عزيز ، خد الحقير دا وارميه برا ولو شفت وشه هنا تاني اقتله من غير ما تفكر .

ابتسم عزيز ذلك الرجل الضخم البالغ من العمر اثنان وثلاثون عاماً وقال بصوته القوي : امرك يا ريس .

ثم زجر حسان بقوله : امشي قدامي يلا.

بعدها خرجا من المنزل ، اما جوليا فجلست تبكي بحرقة وتسألت : ليه كدا ؟؟

رمقها فتحي بنظرة ازدراء ثم أمرها : يلا قومي اطلعي برا وما تورينيش وشك النحس دا تاني انتي سامعه ؟؟

فنظرت اليه وهي تبكي ثم صاحت : عايزني اروح فين ، انا معنديش مكان تاني عشان اروح له .

هز كتفيه بعدم اكتراث وقال : مليش دعوه ، ان شاء الله تغوري في ستين داهية ما بيهمنيش .

وبعد قوله القاسي ذاك بصقت عليه وصرخت قائلة : انت حقير وزبالة ، انا هدفعك التمن غالي اوي .

- لم يتمالك فتحي نفسه من شدة عصبيته بعدما اهانته بتلك الطريقة فامسك شعرها قائلاً : انا هوريكي ازاي بتتكلمي معايا بالشكل دا .

- سحبها خلفه وبعدها فتح باب المنزل وجرها من شعرها عبر الحديقة حتى وصل الى البوابة الرئيسية ، فتحها ثم رماها خارجاً حيث وقعت على الأرض بقوة وبعدها قال بسخط : مش عايز اشوف وشك دا هنا تاني انتي فاهمة ، ولو رجعتي او فتحتي بؤك بحرف واحد وحكيتي لاي حد عن اللي حصل هنا هيكون عقابك الموت .

قال ذلك ثم اغلق البوابة في وجهها وعاد الى داخل المنزل ، اما هي فنهضت وهي تتآلم بسبب الجروح التي أصيبت بها عندما رماها الرجل على الأرض بتلك القسوة ...وقفت تحدق بالمنزل وهي تبكي بحرقة ثم قالت : هروح فين دلوقتي ، ليه حصل كل دا ؟؟

واخذت تنتحب قائلة : بابا ...ماما ...انتوا رحتوا وتركتوني ليه ؟؟

ثم جلست على الرصيف وانفجرت بالبكاء وهي لا تعلم الى اين ستذهب في تلك الساعة المتأخرة من الليل , كما ان عمها طردها من المنزل دون ان يسمح لها بأن تحزم حقائبها او تأخذ بطاقتها الأتمانية حتى .... بقيت جالسة بالقرب من المنزل حتى بزوغ الفجر وكانت على وشك ان تتجمد من شدة البرد الا انها اخذت تخبر نفسها : مينفعش تضعفي دلوقتي ...لازم تبقي قوية لحد الصبح عشان ترجعي حقك اللي تسرق منك بالقوة .

- بقيت على تلك الحال الى حين اشرقت الشمس من بين تلك الغيوم المتلبدة فنهضت من مكانها فلم تشعر بأطرافها التي تخدرت بسبب البرد والجلوس لفترة طويلة ... استجمعت قواها ووقفت امام البوابة واخذت تصرخ قائلة : انت يا واطي يا زبالة ....لو كنت راجل بجد مكنتش طردتني من بيت ابويا بالشكل الحقير دا , لكن انا هخليك تدفع الثمن غالي وهروح للبوليس علشان ارفع عليك دعوة دلوقتي .

في تلك اللحظة خرج عزيز من المنزل ثم اتجه نحوها مما جعلها تخاف وتعود بخطواتها الى الوراء وسألته برعب : انت..انت عايز مني أيه ؟؟

تجاهل سؤالها كلياً ثم امسكها من ذراعها بقوة وزجرها بنبرة حادة : عايزه تروحي للبوليس ها ، انا هعرف شغلي معاكي .


قال ذلك ثم سحبها الى داخل الحديقة , اما هي فبدأت تبكي وتحاول ان تحرر نفسها من قبضة ذلك الرجل الذي كان يضغط على يدها بعنف لذا صرخت به : سيبني يا مجرم ...انا مش عايزه اروح معاك !

صفعها عزيز بقوة بحيث افقدها الوعي ثم حملها وأدخلها الى المنزل ، وعندما استيقظت وجدت نفسها مكبلة اليدين على كرسي في المخزن فحاولت ان تحرر نفسها ولكن دون جدوى .... دخل عمها ومساعده عزيز الى المخزن مما جعلها ترتعب عندما رأتهما فسألتهما بخوف : عايزين مني أيه ؟؟


أقترب فتحي البغيض منها واردف بعصبية : هو انا مقولتلكيش اني مش عايز اشوف وشك دا تاني ؟

ثم صاح بها : قلت ولا مقولتش !!

اخذت تذرف الدموع قائلة : قولي عَايزني اروح فين بعد ما خدت مني كل حاجه ، انا معرفش حد هنا غيرك ليه بتعمل فيا كدا ؟؟

اغمض فتحي عيناه بمحاولة منه للحفاظ على هدوء اعصابه ثم نظر اليها وتمتم بحنق : هديكي فرصة اخيرة عشان تغوري من هنا من غير دوشة لكن لو سمعت انك روحتي للبوليس او حكيتي لأي حد عن اللي حصل أمبارح فتأكدي ان نهايتك حتكون على أيدي , انتي سامعة ؟

فقالت وهي تبكي : لو كنت عارفة انك هتطلع يوم من الأيام نذل وزبالة بالشكل دا مكنتش قلتلك عمي ابداً , انت متستحقش الشرف دا عشان انت رجل زباله .

صفعها ثم قال بغضب : لو ما سكتيش دلوقتي ورحمة أبويا هقتلك !

في تلك اللحظة تدخل عزيز قائلاً : اهدأ يا ريس , ماينفعش نقتلها هنا عشان مانفتحش عيون البوليس علينا , ولو عايز تخلص منها سيب الحكاية دي عليا انا .

فتنهد فتحي وقال : خلصني من وشها النحس بدون وجع دماغ .

قال ذلك ثم خرج من المخزن , اما جوليا فأخذت تصرخ قائلة : سعدوني يا عالم ...المجرمين دول عايزين يقتلوني !!

فضربها عزيز مجدداً وصرخ قائلاً : اخرسي !!

- ثم فك وثاقها وسحبها خلفه وبعدها اخرجها من المخزن , قام بدفعها الى داخل سيارة سوداء حيث انها كانت تشعر بالدوار ولم تستطيع ان تقاوم او تدافع عن نفسها حتى وبعد مدة قصيرة وصل الى مكان غريب كان اشبه بالزقاق يقع بالقرب من النوادي الليلية التي يتم بها تعاطي المخدرات وممارسة الدعارة ... نزل من السيارة ثم أخرج جوليا التي كانت فاقدة للوعي وبعدها رماها على الأرض وأخرج من جيبة حقنة مخدرات اراد ان يحقنها بها لكي يبدو انها قد تعاطت جرعة زائدة ادت الى موتها فأقترب منها لكي يحقنها ولكنها فاجأته عندما ضربتة بحجر كان بجانبها ثم نهضت بسرعة وهربت قبل ان يستيقظ .


اخذت تركض وهي تبكي وترتجف حتى خرجت من ذلك الزقاق ... وصلت الى الشارع الرئيسي فوقفت تحاول ان تجد احداً لكي يساعدها وأذ بها تلتقي بسيارة شرطة ... في تلك اللحظة نزل رجلين من رجال الشرطة وسألها احدهما بنبرة قلق : في أيه يا أنسه ، هو انتي هربانه من حد ؟


أقتربت منه ثم أمسكت بذراعه بحركة تنم عن التوسل وقالت بأنفعال : ارجوك ساعدني ...عايزين يقتلوني !

فقال الرجل الأخر : طب أهدي شوية وقوليلي مين هو الي عايز يقتلك ؟؟

اجابته من بين دموعخا : عمي ..هو بعت واحد من رجالته وكان هيقتلني من شوية بس انا قدرت اهرب منه .

قطب رجل الشرطة حاجبيه وسألها : انتي شفتي شكله كان عامل ازاي ؟

أومت له بالموافقة ثم ازدردت ريقها واردفت بنبرة مرتجفة : ايوه , كان طويل وعنده جرح في وشه ولابس اسود .

أمسك احد الرجلين بجهاز الأرسال وقام بطلب الدعم قائلاً : عايزين دعم في منطقة *** الشمالية , في شخص حاول يقتل بنت هنا .

اما الرجل الثاني فأردف : انا هروح اتفحص المكان وانتوا خليكوا هنا .

قال ذلك ثم اخرج مسدسه ودخل الى الزقاق , وما هي الا بضع دقائق حتى سمع كل من جوليا ورجل الشرطة الأخر اطلاق نار مما جعلها ترتعب اكثر وسألت بنبرة ذعر : ايه الصوت دا ؟؟؟

اما رجل الشرطة فأخرج مسدسه فوراً وقال بنبرة قلقة : هروح اشف ايه الي حصل , خليكي هنا وما تتحركيش ابداً .

قال ذلك ثم دخل الى الزقاق فوجد زميله مقتولاً والدماء تغطيه , وما هي الا ثانية حتى خرج عزيز من خلف الحائط وقام بأطلاق النار عليه ليتركه ميتاََ الى جانب زميله ... اما جوليا فخافت اكثر بعدما سمعت صوت الطلقة الثانية وعادت بخطواتها للخلف قائلة : ايه الي حصل ؟؟؟


في تلك اللحظة خرج عزيز من الزقاق وهو يحمل مسدساً بيده , وعندما رأته تسلل الذعر الى قلبها وأدركت انه قتل رجال الشرطة فهربت من المكان بسرعة .... حاول ان يلحق بها ولكنه سمع صوت سيارة الشرطة قادمة من بعيد حيث انهم اتوا ليقدموا الدعم فهرب في الأتجاه المعاكس قبل وصولهم .

يتبع.....

Continue Reading

You'll Also Like

6.5M 305K 44
" رفيقة " عالمي كله قد توقف بعد تلك الكلمة مازلت مصدومة والجميع كذلك " جلالتك أعتذر لكن لابد أنك أخطئت ..." هدير قوي ملأ القاعة الضخمة مما جعل جسدي ي...
735K 10.6K 18
اريام حبيت زوج اختي ضعت بشهوتي
6.8M 32.8K 15
اجبرها والدها علي ان تعيش حياتها متنكرة في هيئة الرجال وعندما رفضت حياتها تلك و سعت للخلاص منها والتشبث بانوثتها ... استنجدت بمن تحب فرفضها وسخر منه...