حب تحت راية داعش

By asooma-hd

311K 11.3K 3.2K

هذه قصة حب لا تشبه اي قصص الحب الاخرى .. بين ارهابي قاتل وشابة عشرينية الهوى تحيا سعيدة بين اهلها واصدقائها... More

البارت الاول : المقدمة
بارت 2 : عمل جديد
بارت 3 : صدمة
بارت 4 : صدمة 2
بارت 5 : حب في زمن الحرب
بارت 6 : ذكريات
بارت 7 : لقاء غير متوقع
بارت 8 : غريب الأطوار
بارت 9 : ناريستان
بارت 10 : ناريستان 2
بارت 12 : فقدان و رحيل
بارت 13 : الإرهاب يباعد الأصحاب
بارت 14 : الارهاب يباعد الاصحاب 2
بارت 15 : حفل الخطبة
بارت 16 : سنة جديدة
بارت 17 : حرب السلام وبداية الظلام
بارت 18 : بداية الظلام
بارت 19 : غربة وطن ( أُمّ )
بارت 20 : عمل و أمل
بارت 21 : أحداث دامية
بارت 22 : خيانة و مهانة
بارت 23 : المواجهة ( استبانة الحقيقة )
اعلان هام
بارت 24 : عودة شبح الذكريات
بارت 25 : حياة جديدة
لمن يهمه الامر
اعلان هام
اعلان هام لكل القراء الاعزاء
شكر عام

بارت 11 : ذكرى العيون الزيتية

8K 371 133
By asooma-hd


كانت هذه الليلة ، مثل كل ليلة يقضيها بعد عودته من النزهة في تلك المحمية ، ليلة قمرية هادئة تتصف بالسكون الذي يخيم على المكان ، لكن هذا الظلام الهادئ ، يحمل له في كل مرة اعاصيرٌ مدمرة و عواصفٌ هوجاء من المشاعرِ والافكار المتناقضة لتجتاحه قلبه ، فتحطم اجزاء عديدة من كتلة الجليد التي تكونت بداخله منذ صغره ....

كان مشغول بالتفكير فيها و في كلامها ، اهتمامها به ، نظراتها له طوال الرحلة ، و أثناء عودتهم في السيارة ، فهي لم تنتبه لوجود مرآة صغيرة امامه موجهة إليها فقط فلم يكن يرى غيرها ، فقد قام أحمد بوضع العديد من المرايا في السيارة حتى يتسنى له رؤية كل زاوية من سيارته ، و مما لا شك فيه ان الامر يتعلق بالفتيات ...

كان يتسائل كل ليلة عن تلك النضرات التي كانت تخترقه، يكاد يقسم بانها ليست شفقة او حقد كما كان يعتقد عندما رأها لاول مرة في السوق التجاري ، حيث صرخت به ( مغرور ) ...

كان يشهق من هول الصدمة كلما يتذكر ، كيف اختفى ذلك الغضب الذي سيطر عليه منذ الصغر امام تلك العيون السوداء الدامعة ، لكن تلك العيون الزيتية لم تكن اول مرة يراها ، حاول التذكر لكن خانته ذاكرته ، مرت في مخيلته صورة سريعة لمثل هذه العيون ، لكنها اختفت بسرعة....

تسائل في ذاته ، لما لم تتصل به منذ عودتهم ، اي منذ 4 أيام ولا يعلم السبب ، فكر بان يتصل بها لكنه كلما يتذكر ، ما فعله بها يتراجع عن قراره ، قد أرهقه التفكير فيها كل ليلة و اتعبه ، حتى انه لم يكن مهتم بتنفيذ خطته ، فلا يؤاخذ على ذلك لأن عقله كان في حالة هذيان ، و هو يشعر انه غارق في دوامة ...

قررَ أخذُ قسطا من الراحةِ و النوم ، عله يستيقظُ قويٌ كما اعتاد ، فربما كان سبب ضعفه هذا والخمول الذي اجتاحه قلة النوم ( هذا مااعتقده ) ...

اما غالية فقد قضت هذه الليالي الاربع المُرهِقة ، بخوف وذعر مابين المنزل والمشفى ، حيث كانت تراودها افكار مزعجة ومخيفة ، فتشعر ان عينيها تسيل دمٌ بدل الدمع ، و هي تفكر انها ستصبح يتيمة الأبوين ، و سوف تعيش وحيدة طوال حياتها ...

لا تعلم من أين تأتيها هذه الوساوس والهلوسات ، رغم ان والدتها لم تمت بعد ، فقط اصابها تعب شديد واغمي عليها ، لكن بعد نقلها للمشفى وظهور التقارير الطبية تبين انها تعاني من ( قصور القلب ) من الدرجة الثانية ، و هذا ماسبب الخوف لغالية وافقدها صوابها ، فـلو كانت حدة المرض من الدرجة الاولى لم تكن لتهتم لكن الدرجة الثانية خطرة نوعاً ما ...

الحزن واليأس اللذان سيطرا على قلبها جعلها تنسى إخبار الاصدقاء او حتى عمها ، فلم تكن تريد ان تفسد سفرته ، فقد سافر مع زوجته و اولاده الى مدينة الرفيف من أجل انهاء بعض الاعمال المتعلقة في تجارته ، و ايضا من اجل ان تزور ( سلوى ) اختها التي تسكن في تلك المدينة ، لا أحد يعلم ماالذي ينتظرهم هناك وماذا يخبأ لهم القدر من مصائب ومفاجئات مكنونة... .

وبين مشاعر الحيرة والافكار الممتزجة باليأس والاستسلام ...

انبثق صوت رنين الهاتف الذي تمسك به ، لترى اسمه على شاشة هاتفها
( إياد يتصل بك )
لا تدري كيف لم تفكر في الاتصال به ، رغم انها تظنه ملاكها المنشود الذي سيأتي اليها وهو يفرد جناحاه ، فيحملها ثم يطير بها الى اعالي السماء ليحط معها في جنةُ عدنٍ ، فينسيها ماتحمله من هموم واكدار...

عادت الى واقعها ، وقد ردت عليه بصوت متحشرج ، وكلمات متقطعة :
- مــر ..... مرحبا

- اهلا ، كيف حالكِ

- بخير ، وانت ؟

اسرع بسؤالها :
- لما لم تتصلِ بي ؟

اجابته وهي تبتسم ، فلم تتوقع انه متلهف هكذا لسماع صوتها ، خاصة بعد كلامه الجارح في المحمية :
- اعتذر منك لدي ظروفٌ خاصة ، لكن يسرني انك اتصلت ...

شعر بالفضول :
- لا يهم ، لكن هل أستطيع معرفة هذه الظروف التي منعتكِ من الاتصال ...

تلعثمت وهي تجيبه :
- في الحقيقة انا لست في البيت الان ، انا في المـ......

قاطع كلامها وهو متفاجئٌ :
- أين انتِ في هذا الوقت المتأخر ؟

اغرورقت عيناها بالدموع في هذه اللحظة : - انا في المشفى ، والدتي ....

قاطعها للمرة التالية بنبرة حازمة قليلا :
- اخبريني اي مشفى ، انا قادم حالاً ...

- لا ارجوك الوقت متأخر ، لن ازعجك بمصائبي ...

قالها وهو يضغط على اسنانه :
- قلت انا قادم ، مااسم المشفى ؟

- مشفى السلام ، لجراحة ، القلب الطابق الثالث ...

شعرت بالبهحة قليلا وقد ارتسمت على شفاهها ابتسامة صغيرة ، مالبثت ان اختفت لشدة حزنها ، فها هو اليوم ملاكها قد تنازل عن غروره قليلاً ، ليتصل بها ويسأل عن احوالها والاهم من هذا انه قادمٌ الان لرؤيتها ...

اسرع منطلقاً الى الشارع الذي يوجد امام الفندق ، وقد اوقف اول سيارة اجرة مرت امامه ليركبها وقد طلب من السائق ان يزيد من سرعته ، ولم تمر خمسة عشر دقيقة حتى وصل الى وجهته....

قام بدفع الاجرة ، ثم توجه الى باب الدخول للمشفى ....

كان متوترا وخائفا قليلا ، لكنه بالطبع لن يظهر ذلك لها ولن يعترف حتى لنفسه انه قلقٌ عليها ....

وصل الى الطابق الثالث ، كان عبارة عن ممر طويل جدا توجد فيه ردهات كثيرة مقابلة لبعضها البعض ، وقد لمحها جالسة على بالقرب من احدى الردهات و يبدو عليها التعب والانهاك ...

كانت مطأطأة الرأس ، وقد اسندت وجهها على ذراعيها ، تسمر لوهلة وهو يتأمل تلك الجميلة ذات الابتسامة الساحرة ، وقد كان يعتقد بانها هي المريضة ، لذلك تقدم اليها وعلامات الانزعاج واضحة على محياه لم يلقي التحية بل انطلق قائلا لها وقد جلس امامها :
- غالية ، لما تجلسين هنا عليك ان ترتاحي فانتِ مريضة ..

تفاجئ كيف انطلقت من لسانه هذه الكلمات ، التي كان واضح فيها اهتمامه وخوفه ، اما هي فقد فزعت قليلا ، لانه لم يلقي التحية وايضا لم تتوقع ان يصل بهذه السرعة ، لكنها اخفت وجهها بكلتا ذراعيها وسمحت لدموعها بالانهمار ، علها تأخذ معها بعض من همها وغمها ، فكل ماكانت تحتاجه في هذه اللحظة هي يدٌ تربت على كتفها ، و تواسيها ، و لحسن حظها فقد كانت هذه اليد لملاكها ، بدأت تمتمت ببعض الكلمات التي استطاع فهمها رغم ارتفاع شهقاتها :
- ليتني كنت المريضة ، لا استطيع رؤيتها هكذا وانا عاجزة ، ليتني استطيع اهداء قلبي لها ...

اردف بتساؤل :
- عن من تتحدثين ؟

اجابته من بين شهقاتها:
- عن والدتي ، انها تعاني من عجز في القلب ...

صمت لدقيقة وقد تجهم شكله ، ليصبح حاد الملمح ، لم يتوقع بانه قطع تلك المسافة من اجل شخص اخر غيرها ، لكنه لا يهتم بمن يرقد في ذلك السرير ، فقد قدم ليكون بقربها هي ، لم ترق له رؤيتها بهذه الحالة لذا امسك بيديها وابعدهما عن وجهها ، لكنه شُده بهذه العيون الدامعة التي تحمل من البراءة والنقاء ما اثرى ، سرح في خياله وهو يرمق هذه العينين التي تشبهان بئر عميق انعكس ضوء القمر فيه ليعطي ماءه تلألؤٌ وهاج ، وقد تذكر من تشبهان ، فقد مرت في مخيلته ، ذكرى لوالدته التي كانت تبكي في تلك الليلة التي قصت فيها شعرها ...

عاد الى الواقع ، ليطمئن غالية بكلمات عذبه هدأت من روعها :
- يقول رسولنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) : { ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه} وايضا قوله { فإن مرض المسلم يذهب الله به الخطايا، كما تذهب النار خبث الذهب والفضة } ...

اكمل قائلا :
- ان مرض والدتك هو اختبار من الله لقوة صبرها وايمانها ، هذا اختبارها هي وحدها وعليها الفوز به ، ثم ان سقمها يحمل لها اجرٌ عظيم و هو غفران ذنوبها ، اما انتِ فعليكِ الوثوق بحكمة الله ، لا توهنيها اكثر بيأسكِ و تحمليها فوق طاقتها ، يكفيها علتها ، لذا كوني قوية امامها ولا تشعريها انكِ خائفة ، هل فهمتِ ام عليّ ان اكرر ؟

لم تنطق بدورها باي حرف ، فقد كانت منبهرة به كيف استطاع تهدأتها بهذه السرعة ، بعد ان قضت 4 ايام في حالة يرثى لها ، فلم تهنئ بنوم ولم تدخل اي طعام لمعدتها ، و رغم هذا لم تشعر بالجوع
تسائلت ان كان سبب ارتياحها هو هذه الكلمات الورعة والزاهدة ام انه هو فقط ، شعرت بالخجل بعد ان لاحظت نظراتها الهائمة لاياد ، الذي كان ما يزال امامها وهو يمسك بيديها ، و سرعان ماابعدت ناظرها عنه ، ليتبعها هو بسحب يديه...

وقد شعر بتزايد ضربات قلبه التي تكاد تكون مسموعة لها ، فهم بالوقوف والابتعاد قليلا فقد اصبح الجو خانقا له ، لذا توجه الى كافتيريا المشفى ، ثم جلب معه كوبان من القهوة وقنينة مياه معدنية ، قام بوضع قنينة المياه بجانبها ، و اعطاها كوب القهوة ، رفضت في بادئ الامر لكنها سرعان ما شعرت بالخوف بعد رؤية نضراته الحادة لها فلم تكن تريد ان تغضبه ، لذا أخذت منه الكوب ...

مرت ساعة وقد كانا ما يزالان جالسين مقابلين لبعضهما البعض ، شعرت غالية بالتعب الشديد لذا اغمضت جفنيها لتنعم بالراحة قليلاً ...

اما إياد فقد اعتاد على السهر لهذا لم ينام ، شعر بالممل والضجر فلم يعتاد ان يجلس كل هذه المدة دون فعل شيء ، لكن انقذه صوت الأذان الذي صدح من بعيد ، لذلك توجه الى المصلى الذي يوجد في الطابق الاول لاداء فريضته ....

اشرقت شمس الصباح لتتسلل خيوط ضوئها من النافذة المواجهة لغالية ...

شعرت هي بدفئها على وجهها ، لذا استيقظت وهي تتثائب ، لكن عينيها كانت تبحث عنه فقط ، ظنت انه قد عاد الى الفندق عندما لم تلمح خياله في المكان ...

وقد لفت نظرها الطبيب القادم مع مساعدته برفقة الممرضة ، فعلمت انه قادم للكشف عن صحة والدتها ...

بعد الفحص طمئنها الطبيب بان صحة امها جيدة وحالتها مستقرة الان ، لذا لم تستطع ان تكبت دموعها وقد بدأت تحمد الله وتشكره ، لانها لم تخسر والدتها كما خسرت أباها من قبل ...

اقتربت من والدتها ثم جلست بجانبها وهي تمسك كفها وتقبله و تبكي لشدة سعادتها ...

صدفة استيقظت والدتها بعد ان سمعت بكاء ابنتها الشابة ، حركت رأسها قليلا فشاهدت غالية وهي تجلس بالقرب منها ، قامت برفع ذراعها التي اتصلت بها اسلاك عديدة و انابيب غريبة ، ثم وضعتها فوق يد ابنتها و هي تبتسم لها ، وقد أخبرتها بصوت ضعيف جدا ان لا تقلق عليها ....

شعرت غالية بالسعادة تغمرها من جديد ، لذا قامت بحضن والدتها ، وقد قامت بوضع رأسها فوق صدر والدتها ...

لكن رغم سعادتها التي لا توصف ، تذكرت بان على والدتها ان ترتاح ، ولا يجب ان تتعبها ، لذلك تركتها تنعم بالراحة والهدوء ، وهرعت الى الخارج ، لتتفاجئ به جالس امامها بكل بذوخ وخيلاء وهو يمسك كتاب صغير و يقرأه ، فتضاعفت بهجتها ....

تقدمت اليه والابتسامة تعتليها قائلة :
- صباح الخير ...

وضع الكتاب بجانبه ليتحدث :
- صباح النور ، ماسر هذه الابتسامة ؟

اجابته وهي تكاد تقفز امامه لفرط سعادتها :
- لقد تحسنت صحة الدتي ، و حالتها مستقرة الان ، و عليّ ان اخرجها من المشفى غدا ، اعلم انها لا تحب رائحة المستشفيات ، الهي كم انا سعيدة ، شكرا لك إياد ، شكرا لك حقا ...

تجاهل الشكر :
- هل تثرثرين هكذا دائما ام ان اليوم مناسبة خاصة ...

حاولت ان تمازحه لذا ابتسمت بتهكم وهي تخبره :
- انا لا اثرثر واللعنة مالذي تتفوه به ...

لكنه شعر بالغضب يعتليه ، وقد تجهم شكله وقطب جبينه وصرخ عاليا بها ، وهو يوجه سبابته امامها حتى شعرت انه سوف يغرزها بعينها :

- إياكِ ان تلعني امامي ثانيةً ، والا سأقتلع لسانكِ ...

صعقت من وقاحة كلماته ، التي القاها كالسم عليها ، وقد شعرت بإهانة كبيرة أكثر ، عندما شاهدت بعض الممرضات يراقبنهم ، وقد تأكدت انهن سمعن ماقاله ، لذا اُدمعت عينيها ، وطأطأت رأسها امامه حتى لا يرى دموعها ثم أخبرته:
- أنا اسفة ...

ثم انطلقت مسرعة نحو السلالم و دموعها تتطاير في الهواء ، و لا تعلم اين تأخذها قدميها ، فقط تريد ان تبتعد لتنسى ماحدث للتو ، لم تلحظ انه لحق بها وقد امسك ذراعها بقوة وهو يصرخ بها للمرة الثانية :
- الى أين انتِ ذاهبة ؟

رفعت بصرها امامه ، ليفاجئ بدموعها التي تسيل بسببه في كل مرة ، وقد زعقت به هي الاخرى :
- دع ذراعي إياد ، ولا شأن لك ..

شعر بالندم لما فعله ، لذا حاول ان يهدأ من روعها قليلا وقد تحدث بهدوء هذه المرة :
- لا تصرخي هكذا فنحن مازلنا في المشفى ..

اشتاطت غضبا منه وقد افلتت يدها من قبضته :
- حقا !! الم تفكر ولو للحظة اننا مازلنا في المشفى ، عندما اهنتني امام اولئك الممرضات ، ام اردت ان تتبجح امامهن وتتباهى بقوة الرجل المسيطر ..
قالت جملتها الاخيرة وهي تقلد شكله وافعاله لتستفزه ...

وقد نجحت في ذلك ، لذا امسك ذراعيها بقوة أكبر ثم قام بدفعها الى الجدار وهو يجهر بها :
- لا تستفزيني أكثر يا غالية ، كي لا تري مني ما لا يسركِ ...

لم تستطع ان تصمت او تهدأ ، حتى لو كانت خائفة منه ، في النهاية لا يحق له تهديدها هكذا ، ولن تسمح له ان يعاملها بهذا الشكل ، لذلك قامت بدفعه بكل مااستطاعت من قوة ، وقد صرخت به :
- ابتعد عني أيها المريض النفسي ، من تظن نفسك لكي تقوم بتهديدي...

لكنها تسمرت مكانها وقد فغرت فمها ، و جحظت عينيها ، عندما شعرت بالم الضربة القاسية التي تلقتها على وجنتها ..

لم تصدق ماحصل ، حقا لم تصدق ذلك ، هل قام ملاكها بضربها للتو ام يخيل لها ذلك ؟

حتى هو كان في حالة صدمة ، و لم يستطع ان يصدق انه قد ضربها للتو ، لذا بدأت ذراعه ترتعش وهو يشعر بالندم والخجل ، والكره لنفسه ، كان يفضل ان يرديها قتيلة برصاصة تخترق قلبها او يقطع راسها مباشرة ، اهون عليه من ان يضربها هكذا ، اقترب منها وهو يحاول ان يمسك وجنتها ، وقد بدأ يكرر اعتذاره لها ويتلعثم :
- انا .... اسف .. حقا ، اسف يا غالية ... سامحيني ارجوكِ لم اقصد ايذائكِ...

لكنها منعته من الاقتراب مشيرتا له ان يتوقف عنده ولا يقترب أكثر ، ولم تدعه يلمسها ، بدأت تتراجع الى الوراء وهي لا تزال مصدومة ، وتضع ذراعها على وجنتها لشدة الألم ، التصقت بالجدار ثم بدأت بالانزلاق حتى وقعت ارضا ، قامت بتغطية وجهها بكلتا يديها ، وقد تعالى صوت شهقاتها ، وسط كلمات مبعثرة وجهتها الى اياد :
- اكرهك ، اكرهك جدا ، لا اريد رؤيتك بعد الان ، لا اريد سماع صوتك ، ابتعد عني ، اغرب عن وجهي ....

لم يعقب شيئا على كلماتها هذه ، وقد نفذ امرها حالا وخرج من المشفى ، متوجها الى الفندق والغضب والندم قد سيطر عليه ، ليتبعه بعد وصوله للفندق ، اتصالات متكررة من عبدالله ، لم يكن يشعر بحالة جيدة كي يرد عليه ، لكن الاخر مالبث معاودة الاتصال أكثر من مرة ، وقد شعر إياد بالانزعاج الشديد ، لذا رد عليه والغضب يعتليه مقاطعا حديث عبدالله :
- اقسم ان اتصلت مجددا لأأمر الرجال ان يقطعوا رأسك ، ويضعوه على قمة جبل ازاد ، سحقا لك....

شعر بالخوف الشديد وقد بدأ يتلعثم و يتمتم :
- اعذر ازعاجي لك يا مولاي فالامر مهم جدا ...

صرخ به للمرة الثانية :
- ألم تسمع ما قلت جيدا ، هل تستهين باوامري لك ...

ابتلق ريقه بخوف :
- وهل أجرؤ على ذلك يامولاي ، سأرسل لك جميع المعلومات الى الايميل ، يبدو انك تحتاج الى الراحة ...

هدأ من روعه قليلا :
- انت محق ،فعلا احتاج الى الراحة ...

لم يكن يقصد بالراحة عمله ومهمته ، بل كان يعني انه بحاجة الى الراحة منها ، لذلك قرر تركها علّ هذا يريحه من الندم و ينسيه مااقترفه بحقها ، وقد شعر انها جعلته مهملا ومقصراً تجاه عمله الحقيقي وتجاه ربه وعن قيام الليل ، اراد التنفيس عن غضبه باي طريقة لذلك عاود التخطيط لمهمته ، وقد غرق في بحر افكاره الشيطانية ثانية ، وهو يتوعد ان يجعلها تندم ، لانها حولته الى رجل ضعيف ..


*************


بعد خروج والدة غالية وعودتها الى المنزل ، لاحظت سهام ، حال ابنتها الذي لا يسر أحدٌ ، فلم تعد تأكل ولا تنام ولا تبتسم الا نادرا ...

اصبحت تقضي معظم اوقاتها في البستان ، حتى اصدقائها لا تتحدث معهم ولا تخرج ايضا ، لم تعتقد الام بان سقمها هو السبب في حزن ابنتها ، فلطالما كانت غالية متفائلة ولا تدع اي شيء يثبط عزيمتها ، وقد فضلت ان لا تتحدث معها بشأن ذلك او تسألها ، ربما هي من ستخبرها لاحقاً .

لم تكن غالية حزينة بسبب فعلة إياد رغم انه تمادى حقا كما اعتقدت ، لكن هي علمت انه شخص منفعل ، يسيطر عليه غضبه ، فقد تذكرت ماقاله لها في ذلك اليوم عندما كانوا في المحمية :
" لتخافي مني يا آنسة فـ انا مصاب بالمس ، سُلط علي الغضب واقترن بي "

لقد اشتاط غضبا جدا عندما ضحكت امامه فما بالها بنعته بـ ( المريض النفسي )
ربما كان وقع تلك الكلمات عليه جارحاً ، ولم يستطع كبت ثورانه ، ثم انها شعرت بندمه عندما اعتذر منها ، لهذا اعتقدت بانه سوف يعاود الاتصال بها ....

لكن إياد استطاع في مدة قصيرة ، ان يستعيد نشاطه و يتخلص من ادمانه على صوتها ، الذي جعله عاجزا عن مواصلة مهمته ...

كان سعيدا جدا ، عندما وصله ايميل عبدالله ليخبره ويهنئه بنجاح خطتهم ، وقد قاموا بخطف عائلات الوزراء الثلاثة ، ثم اتصلوا بهم حيث اجبروهم على الخضوع لاوامرهم
، لذا قام مأمون بمهاتفة سعد ، قائد كتيبة حذيفة بن اليمان الذي توجه مع الكتائب الاخرى ، الى مدينة الرفيف ليعرف كل الاخبار والمستجدات بجميع تفاصيلها :
- السلام عليكم ...

- وعليكم السلام يا مولاي ورحمة الله وبركاته ...

- لقد وصلتني الاخبار ، بارك الله بكم وحماكم يا سعد...

اجابه سعد وهو يتحدث في حماس ملحوظ : - ان انتصارنا على هذه الفئة الكافرة ، فضل من الله تعالى وتأييدٌ لنا ....

سأله مأمون :
- هل وافق الوزراء على جميع الاوامر ؟

- نعم يامولاي ، فقد امروا الجيش والشرطة بالانسحاب وتسليم اسلحتهم ومعداتهم لنا ، ومنذ يومان وشعب الرفيف يعلن مبايعتهم لنا ، بعضهم بسبب الخوف وبعضهم بارادته ...

- لا تثيروا سخط العامة دعوهم يطمأنوا لنا ، و لا تقتلوا احدا الا الذين يؤذونا ، و من لا يريد المبايعة دعوه وشأنه ، لا تفعلوا شيئا له ...

قاطعه سعد متسائلٌ :
- ولكن يا مولاي ، هل تغيرت شروط دولتنا ؟

- لا لم تتغير لكننا لن نعلن عنها الان ونطبق مابها ، دعنا اولا نوهم الناس باننا سمحون معهم ، ونثبت لهم بان ماسمعوه عنا مجرد شائعات لا صحة لها ، ثم بما ان الجيش والشرطة قد استسلموا بدون قتال ، لذا فنحن ايضا لن نقاتلهم ....

- سمعٌ وطاعة يامولاي..

- بلغ تحياتي ( لحسام ،سليم ،علي وليث) وللمجاهدين ...... الى اللقاء

وقبل ان يغلق الخط ، اوقفه سعد :
- مولاي ؟

- ماذا ؟

تلعثم وهو يتحدث :
- استمحيك عذرا لكن هل لي بسؤال ؟

- تفضل !!

- منذ شهران ونحن لا نعلم عنك شيئا ، وانت لم تتصل بنا حتى ، اين كنت كل تلك المدة ؟

لم يكن سعد يتوقع ان يسمع الجواب من أميره ، لكن فاجئه بجوابة الغير متوقع :
- السلام ..

بعد انتهاء الاتصال ، ابتسم بمكر وهو يغمغم بصوت خافت :
" اقتربت النهاية ، سأريكم لعنتي جميعاً "

يتبع ..........




رمضان كريم وصيام مقبول أحبتي جعله الله في ميزان حسناتكم ، واعتذر على التأخير بس كان عندي مشاغل هواي

Continue Reading

You'll Also Like

301K 18.8K 46
ذئبٌ جائعٌ سفاح يطارد الغريب أينما مضئ .. ويفتح الآفاق للأشباح وغابة الصفصاف لم تزل تعانق الرياحْ ماذا جنينا نحن ؟ حتى نموت مرتين فمرة في الحياة و...
251K 20.8K 50
؛ ما هو الحب؟ ؛ كتلة حلويات محرمه من الله. ؛ محرمه؟ ؛ اجل محرمه لأنها تجعلك ثمل حد اللعنه وقد تفعل اي شيء بسببها.... بـدت 2020/8/13 اانتهت 9/20 /2020
13.4M 389K 179
فتاة في مقتبل عمرها ذو صفات كثيرة سيئة، أولها الأنانية والغرور، تعيش بحرية أعطاها إياها والدها، وثقة جعلتها تفعل خطأ من خلفه، حين أدرك خطئها وأنه تك...
537K 16.5K 30
مَنَعَ النَومَ شِدَّةَ الاشتِياقِ :::وَاِدِّكارُ الحَبيبِ بَعدَ الفِراقِ لَيتَ شِعري إِذا بُثَينَةُ بانَت :::هَلَّنا بَعدَ بَينِها مِن تَلاقِ وَلَقَ...