حب تحت راية داعش

By asooma-hd

311K 11.3K 3.2K

هذه قصة حب لا تشبه اي قصص الحب الاخرى .. بين ارهابي قاتل وشابة عشرينية الهوى تحيا سعيدة بين اهلها واصدقائها... More

البارت الاول : المقدمة
بارت 2 : عمل جديد
بارت 3 : صدمة
بارت 4 : صدمة 2
بارت 5 : حب في زمن الحرب
بارت 6 : ذكريات
بارت 7 : لقاء غير متوقع
بارت 9 : ناريستان
بارت 10 : ناريستان 2
بارت 11 : ذكرى العيون الزيتية
بارت 12 : فقدان و رحيل
بارت 13 : الإرهاب يباعد الأصحاب
بارت 14 : الارهاب يباعد الاصحاب 2
بارت 15 : حفل الخطبة
بارت 16 : سنة جديدة
بارت 17 : حرب السلام وبداية الظلام
بارت 18 : بداية الظلام
بارت 19 : غربة وطن ( أُمّ )
بارت 20 : عمل و أمل
بارت 21 : أحداث دامية
بارت 22 : خيانة و مهانة
بارت 23 : المواجهة ( استبانة الحقيقة )
اعلان هام
بارت 24 : عودة شبح الذكريات
بارت 25 : حياة جديدة
لمن يهمه الامر
اعلان هام
اعلان هام لكل القراء الاعزاء
شكر عام

بارت 8 : غريب الأطوار

8.5K 368 50
By asooma-hd


كان واقف بشموخ وثقة كبيرين ، عند مدخل السوق المركزي ، ينتظر أحدهم او ربما لا ، ربما أذهله منظر السوق ، هذه البناية العملاقة التي تسمى ب ( المول ) ، لم يعتد على اماكن كهذه ولم يرها من قبل وحتى لو أبصرها سابقا لن يستطيع دخولها والتأقلم فيها ، ليس لديه الوقت لهذه الترهات ( التبضع والاستمتاع والتسكع مع الاصدقاء )

منذ صغره وهو اعتاد الوحدة لا يخالط الكبار ولا يلعب مع الصغار ، لم يستطع رؤية العالم الخارجي والتعرف عليه ، بل اكتفى بحياة القرية البسيطة والهادئة فالصخب لا يثيره والضوضاء لا تبهجه ...

هم بالابتعاد متجها الى الشارع العام لكن اوقفه صوت دافئ :
" عفوا سيد إياد اضن انك اوقعت هذه "

التفت خلفه ليرى الشيء الذي اوقعه ، وقد تفاجىء من رؤية هويته المزورة ، كيف لم ينتبه لسقوطها منه ، لو اضاعها حقا لكانت مصيبة وكارثة في ان واحد ، وستفشل مهمته حتما ...

لكنه دهش أكثر عندما رأها ،،
ايعقل هذا !! ، للتو اغضبها وتركها ولم يساعدها ، وهي الان ساعدته بإعادة الهوية
، ظن انها تمثل دور الطيبة الان
وستنتقم منه لاحقا ، فقد فسر غضبها منه ( حقد وكراهية ) ، فهو لم يعد يصدق بأن هناك اناس طيبوا القلب ويساعدون بعضهم ، يرى الجميع أشرار ، سيئين ، كفار ، ملحدين ..

قام بسحبها منها بقوة واكمل طريقه ، لكنها أسرعت لتلحق به حتى اجتازته وتوقفت امامه ، لذا بدأ الغضب يسري في عروقه ، تجهم وجهه وقطب جبينه ، ثم زعق بها وهو يقترب منها ويكشر عن انيابه :
- ماالذي تريديه ؟

ابتسمت له وهي تخبره :
- الن تشكرني ؟

اجابها بصوت حاد قليلا :
- ماذا ؟ أشكركِ !!! هكذا اذا ، تريدين ان اشكركِ وتصبحي صاحبة فضل عليّ ..

اخفضت رأسها وهي تشعر بالاحراج قليلا : - اووه لا ليس هكذا ، كنت امزح معك ، في الحقيقة أتيت لأعتذر منك ..

تغيرت ملامحه فجأة لتصبح باردة بشكل مخيف :
- على ماذا تعتذرين ؟

- أنا آسفة ، ماكان عليّ ان اصرخ في وجهك مغرور ...

عم الصمت بينهما لم يقل شيئاً لها ، فقط اكتفى برمقها بنظرات غريبة و خاطفة ، ثم ابتعد متوجها الى سيارة سوداء حديثة ، جاءت لتقله ....

تراءى لها شخص تعرفه ، يقود السيارة لكن سرعان ما ابعدت هذه الشكوك من رأسها ، و صوت رنين الهاتف قد انساها مارأت ، لتجيبها على الطرف الاخر رؤى :
- غالية اين انتي ؟

قطبت حاجبيها ، وهي تتحدث بصوت مرتفع :
- اوووه ... من الرائع حقا ، انكن تذكرتن وجودي معكن ...

- لقد بحثنا عنكِ كثيرا ، لكن لم نجدك ، اخبريني اين انتِ ؟

تنهدت لتجيب :
- انا عند مدخل السوق ..

- حسنا انتظرينا ..


***********


ف

ي مكتب صغير مؤثث بأثاث فخم جدا ' منضدة توجد عليها بعض الكتب والاوراق ، وايضا جهاز حاسوب محمول ، وهناك رفوف عديدة وضعت فوقها بعض الكتب ، وايضا العديد من المزهريات ، تزين قاعة الغرفة ..

كان جالس برفقة أحدهم ، وقد احتسى القليل من كوب قهوته ، ثم اردف بعدها قائلا :
- كيف عساي اثق بك ف أنا لا أعرفك حتى ، وكيف اضمن انك لن تخبر حكومتك الضعيفة ...

رد الاخر الذي كان يجلس امامه :
- لا تقلق انا اريد الانضمام معكم ، منذ ان سمعت بكم وقرأت عنكم ..

تنهد مأمون وهو يسأله :
- اخبرني لما تريد الانضمام هل قرأت شروطنا ؟ من يبايعنا لا يستطيع الانسحاب..

- اسمع لقد مللت حياتي ....
( صمت للحظة ثم اكمل )
فكما ترى انا شاب مدلل وثري ، املك كل شي ، لذا اريد استغلال ثروتي لشيء انتفع منه ، وكما اني اعرف الكثير عن الوزراء ولدي معلومات عديدة عن خطط الحكومة استطيع تزويدك بها ........
مارأيك ؟

صمت مأمون قليلا ، ثم اجابه :
- حسنا ،، موافق اطلعني بكل المستجدات من خلال اتصال هاتفي
لا استطيع ان اقابلك مرة اخرى ...

ابتسم الاخر وهو يسأله :
- الم تثق بي بعد ؟

لم يرد ، بل استقام على ساقيه ، و برح مكانه متجهاً الى باب الخروج ، لكنه توقف قبل خروجه ثم التفت الى الشخص الجالس بهدوء يراقبه واجابه
" لا أثق حتى بظلي "
وتوارى من امامه ، ليتبعه ابتسامة ثقه ترتسم على شفاه هذا الشخص وهو يقول :
" مغرور "


*************


بعد عودتها من السوق ، امضت غالية نهارها في تنظيف المنزل ، و التجول في البستان ومحادثة الاصدقاء ، لكن صورة هذا الشخص ، لم تبرح مخيلتها ، فبدأت تحدث ذاتها متسائلة :
" ذلك الغضب في عينيه لم افهمه أبداً ،
ترى ماسببه ؟ ما سر سخطه وغيضه ؟
ولما هذا الاسى والالم ؟
ان مكان ولادته هو ( آزاد ) ، نفس المدينة التي توفي فيها والدي ، هذه المدينة التي سطا عليها الارهاب وسلبها حريتها واغتصب ارضها وشرد اهلها "

صرخت بحماس :
" اجل ان سبب غضبه هو الارهاب ، ياالهي لقد وصفته بالمغرور انا حقا اسفة بشأنه ماكان يجب ان انعته هكذا "

هكذا اعتقدت غالية لم تظن ولو للحظة ، بإن هذا الشخص هو السند الرئيسي و الداعم الاكبر للارهاب ، والمؤازر الاول لهم ...

مر الوقت بسرعة ولم تشعر بذلك ، بدأت الشمس بالغروب لتنحجب وراء الافق البعيد ، بعد ان انعكست ألوان الشفق الحمراء ، على السماء الزرقاء ..

هذا المنظر الرباني الخالص ، دليل على قدرة الله وعظمته في خلق هذا العالم الواسع ، الذي لا تستطيع يد البشر المساس به ولا تلويثه ..
جذب عيناها هذا المنظر الرائع الذي يبدو أشبه بلوحة إبداعية ، خطها رسام محترف باحدى ريشاته ..

لكن نادتها والدتها لتعيدها الى أرض الواقع :
" غالية تعالي ياابنتي لتلقي التحية على الضيوف "

فقد قدم لزيارتهم عمها وزوجته واولادهم ، القت التحية عليهم وبدأت باعداد العشاء مع والدتها وقد ساعدتهم سلوى ، زوجة عمها قليلا ....



************



بعد إدائه لصلاة المغرب في المسجد ، توقف عند احد المتاجر التي تبيع الحواسيب واجهزة الاتصال الذكية ، قام بشراء حاسوب محمول ، و بعض الاقراص الليزرية و الفلاشات ، ثم توجه الى أحد الفنادق المتواضعة في السلام ...

حياه موظف الاستقبال بابتسامة جميلة
" أهلا بك سيدي بما اخدمك "

وكعادته المشؤومة لم يبادله الابتسامة بل تجهم وجهه أكثر ، حتى سبب الخوف للموظف :
- اريد حجز غرفة صغيرة لي ..

- الهوية من فضلك....

أخذ هويته ليسجل منها المعلومات اللازمة ثم أخبره بعدها :
- من هنا تفضل سيدي ..

اعطاه مفتاح غرفته وتمنى له ليلة مريحة ، وابتعد ليعود الى موقعه ..

كانت الغرفة صغيرة باثاث بسيط تتخللها نافذة ذات ستائر بيضاء ،
وسرير كبير وطاولة صغيرة بجانبها كرسي وضع عليها حاسبه ...

ادى صلاة العشاء ، ثم تمدد على سريره ليأخذ قسطٌ من الراحة لكنه لم يستطع اغماض جفنيه رغم ثقلهما ..

ترى هل نسى من يكون ، ام تناسى عمداً انه قاتل
و القتلة لا يستطيعون النوم بسلام ، حتى لو أرادوا ذلك فكلما حاولوا النوم مرت عليهم طيوف قتلاهم ، لتفزعهم وترغمهم على الاستيقاظ ولن يتمكنوا من النوم بعدها
وبين الماضي والحاضر حل الصباح ، واشرقت الشمس متوسدة حضن السماء ، لتتسلل اشعتها من زجاج النافذة وتبعث في النفس الراحة والاطمئنان ولتخبرنا بأن الامل مازال ولم يزل بعد موجود في الحياة ، فابتسم وتوكل على الله ...

استيقظت غالية بنشاط كعادتها ، وتوجهت الى البستان لقطف الخضار فقد نضجت واصبحت جاهزة للبيع ،

بعد تناول الافطار طلبت منها والدتها ان تذهب معها الى السوق لشراء بعض الاقمشة اللازمة لمحل الخياطة وبعض المستلزمات الاخرى وايضا لبيع الخضار..

ولم تستطع الرفض ، بينما غالية توجهت الى غرفتها لتغيير ملابسها المنزلية ،
توجهت والدتها الى منزل جارهم ( أبو ادريس ) ، وطلبت منه ان يقلهم بسيارته فأومأ موافقاً ...



*************


في السوق :
باعت ام غالية جميع الخضار بسعر مقبول ، وتوجهت بعد ذلك الى بائع الاقمشة الذي يقع متجره بالقرب من متاجر بيع الالبسة .
دخلت والدتها الى المتجر اما غالية أبت الدخول فقد شعرت بالضجر ، لذلك توقفت بتملل تراقب بصمت ، لكن بينما كانت تنظر هنا وهناك لمحت وجهه المألوف يقترب من بعيد لتهمس قائلة :
" ياالهي انه هو "


كان يسير في السوق يبحث عن متجر لبيع الالبسة قرر شراء العديد من الملابس ، تكفيه لمدة اقامته في هذه المدينة ، لكنه سمع صوتٌ انثوي ناعم يخاطبه :
- أليس صدفة رائعة ان نلتقي للمرة الثانية وفي سوق أيضا ...

أخذ يتأملها وهي تقف بجانبه ، و ابتسامة جذابة قد ارتسمت على شفاهها ، تجعل كل من يراها يقع في سحرها ، لكن رجل باذخ مثله لا يقع فريسة سهلة في سحر امرأة ، لذلك اكمل طريقه متجهاً امامه ، انزعجت من سلوكه الفظ معها :
- أسحب أسفي انه حقاً مغرور ...

ورغم هذا لحقت به ، و بدأت تسير بجانبه وتثرثر :
- مرحبا ، اسمي غالية وانت ؟؟ اوووه تباً لقد نسيت إسمك إياد ، لذا تشرفت بمعرفتك ..

توقفت امامه ومدت له يدها للمصافحة ، لكنه شعر بغضب كبير منها وتصلبت شرايينه وهو يشد على قبضته و يقطب حاجبيه ، كم تمنى قتلها لكنه لا يستطيع فعل شيء لها ، سوى تهديدها ، لعلها تخاف وتبتعد :
- ابتعدي من هنا والا ....

تصنعت الغضب ، وهي تضع ذراعها على خصرها :
- والا ماذا هممم ؟

صمت ولم يجبها ، ابعدها عن طريقه بذراعه وابتعد ، لكنها ايضا لم تتركه بل لحقت به ثانيةً قائلة :
- اسمع لقد قرأت مكان مولدك ، انت من مدينة آزاد ، لذلك اود ان نصبح اصدقاء ، سوف اساعدك صدقني ، ساعرفك على مدينتي ، و سوف أبحث لك عن مـ ....

قاطع ثرثرتها :
- لا شكرا لا احتاج الى المساعدة ..

لم تلحق به هذه المرة فلا فائدة منه ترجى لذلك عادت ادراجها ...

اما هو فقد كانت شرارات الغضب تتطاير منه ، دون ان يلحظ أحداً ذلك ، فهو يبدو كشخص بارد الاعصاب و غير مبالي ، لكن في باطنه بركان ثائر على وشك ان ينفجر ، ربما لو كان يرتدي لثامه الان لقتل جميع من في السوق ، و اول شخص هي ،
بدأ يهمس لنفسه قائلا :
- تلك الثرثارة ، كيف تجرأت على مضايقتي انها كوجع رأس لا يزول ، تساعدني !! من أخبرها بأني احتاج المساعدة ، لكن ....

فجأة تغير شكل وجهه ، وكأنه تحول لشيطان مخيف ، ابتسم بشر متسائلا :
- هل قالت انها ستعرفني على مدينتها ؟ ربما استطيع ان استغلها لتنفيذ خطتي
، سأجعلها تخبرني بكل ما يخص هذه المدينة ، ليس عندي وقت لاستطلعها بنفسي ...

قبل ان تعود الى المتجر الذي توجد فيه والدتها ، نادى عليها :
- مهلا لحظة ، توقفي ..

ابتسمت هي في المقابل ، فقد تعرفت على خامة هذا الصوت الاجش ، واستدارت ناحيته :
- ماذا ؟

- انا موافق ..

- توافق على ماذا ؟

اجابها بتردد :
- لنصبح اصدقاء ..

تحدثت وهي مندهشة :
- حقاً ؟

اومأ لها :
- أجل ..

اقتربت منه وهي تبتسم ، مدت له ذراعها للمرة الثانية كي تصافحه وهي تخبره :
- مرحبا ، انا غالية ...

طالع يدها بنظرات مترددة ، لكنه استسلم أخيرا ، وايضا قام بمصافحتها وهو يعرف بنفسه :
- إياد ...

شعر برعشة غير متوقعة سرت في جسده ، فهذه أول مرة يمسك بيد امرأة غير والدته ، لذلك ترك ذراعها بسرعة ، و ابتعد تاركاً مكانه ، بعد ان وضع في ذراعها ورقة صغيرة بيضاء ..

ارادت ان تناديه فهي لم تعلم كيف ستلتقي به مرة اخرى ، والورقة كانت فارغة ولا تحتوي على شيء ، لكنها فجأة وقعت من يدها ، وقد تحولت الى الوجه الاخر ، حينها تبين انه رقم ما ، التقطت الورقة بسرعة ، وبقيت متسمرة مكانها دون ان تنبس بكلمة ، عندها ابتسمت وهي تهمس لنفسها وتطالع الرقم :

" غريب الاطوار "



يتبع............




انتهى البارت
آرائكم ؟

Continue Reading

You'll Also Like

3.4K 713 32
بينما الماضي يلاحقها ويدمر حياتها لم تر ان دمارا جديدا قد اتى ليكون بعنوان عيناك والماضي .
47.7K 2.2K 29
في العراق يسألونك عن نسبك قبل ان يسألوا عن اسمك ويسألونك عن طائفتك قبل ان يسألونك عن صلاتك ويسألونك عن حالتك الماديه قبل ان يسألوا عن اخلاقك ويسأل...
558K 17.3K 38
حسابي في الأنستا ؛ rciwei » لا اُبيح نقل الرواية أو إقتباسها « قد يُعرضك نقل أو إقتباس أو سرقة الرواية بدون إذن من الكاتبة إلى المسائلة القانونية .
2.2K 137 23
كيف لي ان اتضاهر القوه ومن الداخل متحطم كيف لي ان اكون سعيد وداخلي حزين كيف لي ان ابتسم وداخلي يبكي من المه كيف لي ان اشعر بل فرح وداخلي يشعر بألم كي...