نظر لها بعينان ضيقتان من ثم ابتسم بجلستهة يعانقها بحب من ثم قال بصوت حنون ،،،
- انت لست فقط بعشيقتي ،،، انت الغطاء الذي يدفئ جسدي ،، انت من التي جردتني من اقنعتي التي كنت ارتديها لنساء قبلك ياأمرأتي ،،، انت سكني وداري ومأواي ،،، انت ثوابي وعقابي ياقرة عيني ،،، انت من التي تقول لي ابتعد واشعر بقربك الي ،،،
صمتت وهي تستمع لكلامه الساحر برأساً خفيض ،،، تنهدت بدمعتها ،،، حاوطها بذراعيه يقترب لفمها شيئاً فشيئاً،،، ادارت له وجهها من ثم نظرت له بعيناها التي تفيض بدمع الحيرة وباحت بصوت مخنوق ،،،
- لن استطيع ان استمر في هذا العطاء،،،، احبك جداً ولكن هناك مااهم من حبي لك ،،، يجب ان اكسر حواجز حبك ياكيان ،،،، اصبح حبك حاجز بالنسبة الي ،،،، حاجز يبعدني عن ولدي وعن احترامي لذاتي كاأمرأة ،،، انا لست بعاهرة،،،، بحبك هذا جعلت من جسدي لك سرير تفرش عليه غرائزك وشهواتك ،،، تعدينا مرحلة الحب وتوقفنا عند الشهوة والامتلاك ،،، بحبك التمست غرائزي كأنثى ونسيت اني امرأة لها مبادئ والتزامات وغريزة امومة ،،،
تتكلم بصورة متقطعة تحدثه وتدمع بعينها الحزينة ،،، يستمع لها بنظرات مدهوشة ،،، اقتضب جبينه وتعالت وتيرة انفاسه فقال بصوت منتفض ...
- دعيني ارجوك اترجم بعض المفردات التي قلتيها الان ،،،، ( من ثم اشار على فمه وقال بصوت خفيض جداً )
اعيدي كلامك ،،، سأتظاهر بأني لم افهم شيء لعلك تصيغي كلامك من جديد ،،،
نهضت من مكانها منتفضة وهي تشير بيدها بطريقة هستيرية ،،،
- لا لالا انت قد فمهت وانت فهمت مااقصده ،،، انت اسست الي دولة ،،، دولة كاملة من الحب ،،، وجعلتني ملكة فيها ولكن نسيت ان هذا الحب والعشق يتوج بشيئاً مقدس وشريف ،،، انت تذكرت معي كل شيء ونسيت اعظمهم واهمهم ، نسيت ان تكرمني وتضع لي منزلة في حياتك وتقدرني وتحملني اسمك انت لم تفكر بهذا العشق الا بمفاهيمك الخاصة وانا لم اتذكر الا انوثتي التائهة ،،،
يجلس بمكانه كالصنم ينظر لها بتعحب وبملامح مصدومة ،،، صمت لبرهة وهي تتناثر بين دموعها وأهاتها ،،، رفع بيده من ثم قال ،،،
- كفى ،،،، انت بدأت بالنهاية ياجان ،،، هذا الكلام هو بداية النهاية ،،،( من ثم نهض يقف امامها بأنفاساً مشتعلة من الغضب فقال )
- انت تعتقدين بأنك الان تستطيعين بهذا الكلام ان تزلزيليني ،،، وتحاولين ان تثبتي لي بأنك اهم امرأة في حياة كيان العابد ،، وتريدين ان تشردي احساسي ،،، احساسي الذي لم امنحه لأي امرأة كما وهبته لك ياجان ،،، انت الان بكلامك هذا تحاولين ان تستفزيني ياأمرأة ،،،، تحاولين ان تذهبين بي الى الجحيم من ثم تعيديني لرياض الجنة ،،، تريدين بعثرتي وتقومين بجمعي متى مااردتي ،،،
ذرفت بدموعها المكبوتة من ثم فاضت جرأتها المدفونة فقالت ...
- انا لااريد كل ماتقصده هذا ،،، فقط كل مااريده الان ان تدعني في حال سبيلي ،،، تدعني امضي بسلام مع ولدي ،،، لن انكر بأنك بحبك لي قد فعلت لي الكثير وعوضتني عن الكثير ،،، ولكن جسدي صرخ بحرقة ،،،، لم اعد احتمل هذا الوضع ياكيان وبعشقك المشروط والعقيم قمت بتحديد مكانتي ولااستطيع الانتقال الى مرتبة اخرى في حياتك ،،، اصبحت حبيسة دور العشيقة ياكيان ،،، تمنيت ان تسبق احساسي ورغبتي في التقرب اكثر فأكثر ،،، تمنيت ان تكون تلك هي رغبتك قبل ان تكون رغبتي ،،، ولكن انت ،،، انت
( صمتت بتنهيدة ولم تستطع ان تنطقها فكبريائها كأمرأة خانها في قول مايجول بداخلها )) هز رأسه بغضب ،،، والغضب يستتر داخل صدره فقال بصوت رزين ،،،
- لما لاتقوليها ،،، انا لن اتزوج اليس كذلك ،،، هيا تجرئي وقولي لما لاتقولي ،،، قد مضى على عشقنا العامان والان قد علمتي بأني لن اتزوج ماهذه السذاجة ياجان ،،، منذ بادئ الامر وانت تعلمين بأني لن اتزوج وقلتها مراراً وتكراراً مالذي استجد الان ام لاني عشقت حتى النخاع ياأمرأة ،،، او لاني تورطت وتوحدت بك وبجسدك ياجان ،،، او لانك تأكدتي من كيان لن يستطع العيش من دونك او لن يستطع لمس امرأة غيرك ،،، هيا تجرئي وقولي الذي تريدين ببوحه ،، احبتتك جان نعم انا لا احب بل انا عشقت ،،، ولكن حتى وان عشقت لن تلوي ذراعي ياأمرأتي ،،، يجب ان تضعي خطوط حمراء بين الخيال وبين اليقين ،،، خيالي هو زواجي منك ويقيني هو عشقي لك والى الابد ،،،
تدقق في النظر اليه وهي تستمع رغماً عنها تمنت لو انه صمت على ان لم ينطق بهذا الكلام القاسي ،،،تقدم امامها بغضب من ثم مسك ذراعها بقوة فقال بغضب جامح ،،،
- ترغميني على الزواج ياجان ،،، عذراً ياانثتي حتى وان كنت راغباً فبتلك الطريقة لن ارغب ياجان افهمتي لن ارغب ،،،
هزت رأسها رافضة وبكبرياء مخدوش صرخت بدموع متناثرة ،،،
- لااريد ،،،،ولن اريد ،،،، بكلامك هذا لااريد شيء بعدما كنت اتمنى ان تسر لي نفسي بعدما اسرت ،،، فرحت بحبك ولكن حبي لك لن يستمر بعد رفضك هذا المستمر ،،، بعد ان تبريت مني ومن وجودي في حياتك ،،، انا كحبيبة عشقت وجودي في قلبك عشقت الفرح الذي اتيتني به بعدما كنت مهمومة ولكن كعشيقة تضرر كلاً من جسدي وكبريائي ياكيان ،،،
هز رأسه برصانة من ثم قال بلهجة مهددة ،،،،
- والان مالذي تريديه مني ،،، حتى الان لعلي لم افهم شيء... سأقنع نفسي من اني في حالة الوعي واللاوعي ولعلي لم افهم شيء،،،
تعالت وتيرة انفاسها وهي تنظر لعمق عينه البركانية فباحت بصعوبة ،،،
- ارغب بتركي ،،، ونسيان لحظات العشق التي سكنها سوياً لعلي بنسيانك هذا لن يشعر قلبي بحنينك مجدداً واعود اليك راضخة ،،،، واعود بزهو انوثتي مجدداً بين احضانك بعد ان كانت معدومة ،،،
يحدق بها بقسوة لم يسبق له ونظر لها بتلك النظرات القاسية ،،، ابتسم بلئم فقال لها ببرود ظاهر ،،،
- بفعلتك تلك تقولين لي اما ان تتركني او تتزوجني ،،،، ( من ثم التف حولها فقال بهدوء،)
وانا لن اتزوج ياجان ،،،، ولن اتمسك بك مجدداً واذهبي الطريق مفتوح امامك ،،، ولعلك تجدين امومتك بنسيان انوثتك ،،، ولن تتختبري صبري وطول انتظاري فأنت لاتعلمين بكامل قدراتي ،،، حتى وان كنت الهي لن اتمسك بك بعد تلك المقايضة ،،،، المقايضة والاستفزاز شيئان لاتجدينهما في عشق كيان ياامرأتي ....
جرت دموعها كانهار من الحزن المشتعل تجري على وجهها الراضخ لنصيبها المقدر ،،، من ثم قالت بصوت مرتعش ،،،
- انا لااقايضك ولا استفزك ولكن سأدعك تعيش بسلام من دوني ومن دون حيرتي ومشاكلي المستمرة واتمنى لك حياة رغيدة ،،،
هز رأسه ببطئ وهو يستمع لها بعينان دامعتان بصلابة ،،،،فأعترض بصوت غاضب ،،،
- قد يقولون بأن الموت يأتي مرة واحدة وانا اكيد من اني سأشعر به مئات المرات بعد فراقك ولكن لن ارضخ لك ياجان ،،،، وسأرى وجهك في وجوه الناس اجمع ،،، وسأتلهف على رؤيتك وسأتذكر اصغر تفاصيلك ،،، وسأقتل روحي بتكرار السؤال ذاته هو متى اراك ومتى ستعود وسأظل انادي بصمتي اليك حتى وان كان في اوهامي وسأجمد دموع حنيني ،،، وسأحتضن بقايا امنياتي وامنياتك ،،، ولكن على الرغم من اني سأشعر بهذا اجمعه ولكن لن اتمسك بك ياجان ،،،،
تقرب اكثر من وجهها الذي غرق ببكائها ينظر لها بتحديق وعين متسعة على وسعهما من ثم قال بصرخة وصلابة ،،،
- هيا قد بدأ العد التنازلي في انتهاء وقتك في حياتي ،،،، هيا ارحلي ،،،، ارحلي ،،، ارحلي ،،،، ارحلي بعد ان غرزتي بجسدي وقلبي سيف انوثتك وعشقك ،،،، ارحلي هيااااااا
شهقت بصوت عالي بين بكائها واختناقها بصوتها الذي اعلن فقدان احباله الصوتية بألم ،،،، التقطت حقيبتها وهي تركض بسرعة نحو الباب ،،، تركض من على السلالم بدموعها التي تفر هاربة من خلفها برضوخ واستسلام ،،،،
رحلت بتحريها لمستقبلها المرسوم ،،، الذي رسم من اشلاء الماضي الذي رسم على يد عثمان ،،،رحلت تجبر احاسيسها على ان تعلن الوداع وانهالت علية بالعتب واللوم فكيف للوداع له القدرة على ان يفرقها من الذي عشقته وتمنت ان تشيب على يده وبين احضانه ،،،ولكن بعد جلسات طويلة من التفكير والندم قررت ان تلقي الندم على اللقاءوليس على الوداع ،،، فلولا لقائها بكيان لما تمزق قلبها اسيراً،،،،
جالسة بين رذاذ المطر الذي يدق على النافذة بلحناً عشوائي،،،، تتأمل بنظراتهاالمهمومة ،،، تجري دموعها رغما عنها فهي قد تعلمت واصبحت رفيقة دموعها المكبوتة ،،،، صرخت بأه محبوسة في ارشيف صدرها المليء بالحزن والقرارات التي تنال من سعادتها ،،،، مسكت صدرها بأنفاس ثقيلة من ثم باحت بداخلها ،،،
( هجرتك ،،، نعم هجرتك رغماً وطوعاً ،،،هجرتك لأنني رأيت قلبك يهوى عشقه ورغباته فقط ،،، اشتاق لك ،،، نعم انا اشتاق لك ولكن وضعت امومتي فوق اشتياقي وحبي لك )
مضى على قرار جان بفراق كيان شهراً كاملاً ،، شهر من التفكير واعادة ترتيب سعادة من حولها على حساب سعادتها ،،،، شهر وكيان لاسؤال ولاكلام ،،، لم يتصل ولم يأتي ولم يحاول في اعادة جان لأحضانه مجدداً ،،،اختفى بشكل كامل من حياتها وساعات يومها ،،،
وفي صباح يوم روتيني ،،، تخطي جان من غرفتها بخطوات ثقيلة نحو المطبخ وهي تستمع لتذمر والدتها وهي تقول ،،،
- يابني تعبت اقسم بالله تعبت ،،، ماذا نفعل لك لكي تأكل وتتكلم ،،، سنفقدك يافيصل ،،، هيا حبيبي تعال ،،، اذا تناولت طعامك سأتصل بعثمان يأتي لرؤيتك مارأيك ،.
تقربت والدة جان الى فيصل تحتضنه بحنانها وهي تؤكد على كلامها ،،،
- هيا ابدأ بتناول الطعام ،،، هيا ياصغيري وصدقني سأذهب بك الى والدك ،،،
نظر اليها فيصل بصمت ووالدة جان تهز برأسها تؤكد له بوعدها ،،، نظرت جان تترقب مايحدث امامها بنظرات حزينة ،،، التفتت اليها والدتها من ثم قالت بأسى ،،،
- هاقد بدأ يأكل ماذا سنفعل بعد ان ينتهي من اين سنأتي بعثمان ،،،
تنهدت جان تنهيدة تعلن بها توقف عمرها فقدانتهى عمرها منذ ان قررت هذا القرار ولكن تجهل متى ستدفن من بعد الان ،،، نظرت ببسمة حزينة فقالت ،،،
- لاداعي لكل هذا التفكير ،،، سيذهب الى ابيه وسيراه وسيعيش معه ،،، انت لم تكذبي فالايام القادمة محملة بأمنيات فيصل ،،،
اتسعت عينان والدتها مستغربة فقالت ،،،
- جااان ستتخلصين من ولدك ،،، ستتركينه مع والده وستلتفتين لحياتك التائهة ،،،
مسكت جان جبينها بغضب من ثم قالت بصرخة ،،،
- اي حياااااااة التي تتحدثين عنها ،،،، ذاك الحلم انتهى،،،، انتهى،،،،عدت لكابوسي ولكم من جديد ،،،( من ثم ذرفت بدموعها قالت وهي تهز برأسها ) وسأعود لسجاني ،،، نعم سأعود لزنزانتي وسجني من جديد ،،، اليس هذا ما تريدنه مني ،،،
تبسمت والدتها بسعادة فقالت لها وهي تحتضنها بحنان ،،،
- صغيرتي الان عدتي لرشدك ياحبيبة والدتك ،،، نعم الذي ستفعلينه هذا هو الصحيح ،،، طفلك وعائلتك هذا هو الحل الوحيد لكل ام نبيلة ياابنتي ،،، نحن لسنا من اللاواتي يخربن منزلهن ويشردن اطفالهن من اجل حب ومتعة جسد ،،، نحن نحتمل كل الظروف من اجل اولادنا من اجل اطفال اصحاء نفسياً وجسدياً ،،، والقدير سيعوض لك في حضك بولدك ياابنتي ،،،
سقطت دموعها على صدرها بحسرة ،،، نهضت باأقدام اسيرة تنظر لمستقبلها بمرأة معكوسة لماضيها ،،، تقدمت نحو فيصل فعانقته بحب وقالت له وهي تنظر لعمق عينه ،،،
- ولدي وصغيري ،،، استعد للعودة ،،، سنعود للعيش مع والدك وستعود لأحضان والدك من جديد ،،، ( من ثم جمعت دموعها وقالت بصوت مخنوق )
لايهمني مالذي سيحصل بعد الان ،،، ولن افكر من اليوم الا فيك وفي مستقبلك ،،، هل ترغب بالتحدث مع والدك ،،،
هز برأسه متفاعلاً معها ومع حديثها ،،، تبسمت بحزن من ثم قالت ،،،
-اذن هيا فلنتصل به لعلك تتحدث معه ،،،
مسكت الهاتف تضغط على زر ،،، زر بألم ،،، تبطئ بأتصالها لعل دقائق الزمن تتوقف من ان تذهب لجحيمها مجدداً ،،، وضعت سماعة الهاتف على اذنها وهي تستمع ،،،
- هلووو ،،، نعم من هناك فيصل ام جدة فيصل ،،،
اختنقت بغصتها وهي تقول ،،،
- بل انا جان ،،، لافيصل ولا جدة فيصل ،،،
صمت لبرهة من ثم قال بغضب ،،،
- ومالذي تريديه مني سيدة جان ،،،
تبلع ريقها بصعوبة من ثم تعثرت بقولها ،،،
- اريد ان اعود بولدي لأحضانك مجدداً ،،، ارغب في ان نعود اسرة من جديد وارجوا ان توافقني ،،، حالة ولدنا حرجة للغاية ،،، فكر في فيصل كما انا فكرت به قبل ان اتخذ هذا القرار ،،،
ظل ساكتاً تستمع لأنفاسه المتسائلة عن الكثير والكثير من الاسئلة التي ذهب بها ولم يعرف لها اجوبة ،،، تنهد بصوت مسموع فقال بحزم ،،،
- انا موافق مع انك تعلمين بأن تلك برغبتي منذ زمن ،،، ولكني الان اقول لك من جديدارغب بأن تعودي لي يا ام ولدي ،،،
اغمضت عينها وهي تشعر بسخونة دموعها الحارقة ،،،، مضت الايام واقترب موعد سفر جان الى عثمان بعد ان اتفقا على تفاصيل عودتهما ورتبا كل مايلزهما كعائلة ستعيش في فرنسا وفي مجتمع اوربي ،،،
تنظر لها بحزن ودموعها حبيسة اشتياقها لهم فقالت بصوت مرتعش ،،،
- جهزتي كل مايلزمك ياجان ،،،
التفتت جان وهي تؤكد على اغلاق الحقائب والامتعة ،،، فقالت بصوت مهموم متثاقل ،،،
- نعم امي ،،،، قد انتهيت من كل شيء ولم يتبقى على ذهابي الى المطار الا ساعة واحدة فقط ،،،
ذرفت والدة جان بدموعها وهي تعانق فيصل بشوق فقالت لجان ،،،
- اعتني بولدك ياصغيرتي ،،، اهتمي به وبوالد طفلك ،،، صدقاً ياجان لورأيت مشكلتك من منظور اخر ستحل كل ازماتك ياابنتي ،،، تذكري حسانته قبل سيائته وسترين فارق كبير في مشاعرك ،،،
اومئت جان برأسها وبنظرات تائهة من ثم قالت بيأس مبين ،،،
- لاياامي لن يتغير عثمان ولن اتأمل في ان يتغير ولكني عدت من اجل ولدي بما ان والده لايستطيع العودة الى هنا من جديد ،،،وانا لا استطيع ترك ولدي ...
هزت رأسها والدة جان ببسمة حزينة ،،، ودعت جان والدتها بألم وهي تصطحب ولدها بين يدها ،،،، تذهب به لأحضان والده تاركة خلف ظهرها الكثير من الاحلام ،،، تركت مشاعرها ،،،اشتياقها انوثتها ،،، رغباتها ،،،، وعادت لجرحها من جديد ،،،،
( على السادة الركاب ربط احزمتهم )
استمعت جان لتلك الجملة بألم ،،،، ادمعت عينها وهي تنظر من عبر نافذة الطائرة بغصة تحبس انفاسها ،،، شعرت بالضغط علي يدها وهو يشير للطائرة ببسمة ،،،. تبسمت وهي تقول له بحنان ،،،
- نعم سنحلق الان الى والدك ،،، انظر للنافذة وسترى تلك الغيوم التي ستأخذنا لبابا عثمان ،،،
مسكت صدرها ،،، تغمض عينها لعلها تفقد الذاكرة ولو لبرهة من الزمن على ان تواجه معانتها وحرمانها من جديد ،،
يجلس على كرسيه الهزاز يهز به للأعلى وللاسفل بقلق متستر ،،، يلقي بالهواء دخان سكائره المشتعلة بنار اشتياقه وكبريائه ،،،، يحدق للفراغ بقسوة وبأفكار غامضة ،،،
- سيد كيان هي الان في المطار بصحبة ولدها فيصل ،،، اترغب من ان نمنعها من السفر ونعود بها الان ،،،،
اغمض عينه بعد الصدمة التي تلقاها للتو،،،، نهض من كرسيه بتنهيدة حائرة تبحث عنها وعن احضانها ،،،. لزم بصمته ينظر للنافذة بتحديق مستمر ،،، اقترب حسان من ثم قال بصوت خفيض ،،،
- سيد كيان لو رغبت بمنعها من السفر الان حتى وان كانت بداخل الطائرة استطيع بمنعها،،،
التفت كيان ينظر بهدوء قاتل ،،،، رفع بيده فقال بأنفاسا محبوسة ،،،
- دعها ترحل ولاتعترض طريقها ،،،، دعها تخطو خلف قرارها ،،،
اقترب حسان اكثر فقال ...
- سيد كيان متأكد من كلامك هذا ،،، اي لن تندم على انك تركتها ترحل وبأستطاعتنا ان نعود بها ،،،
هز كيان رأسه ببطئ فقال بحزم ،،،
- لا لن اندم ولعلها لن تندم مع اني اكيد من ندمها الذي اشعره به الان الذي يسكن بين خفقان قلبي
هم حسان على حمل الهاتف واعطاء الاوامر بعدم الاعتراض ،،،، اغلق حسان هاتفه وكيان يلازم صمته من ثم قال حسان ،،،
- نفذت اوامرك ولكن مع شكِ بأنك ستتحمل فراقها ورحيلها ،،،
سكت ولم يتكلم لثواني معدودة من ثم قال بصوت مرتعش وعينان دامعتان ،،،
- ومالفائدة اذا عدت بها بعد ان سارت خلف قرارها هذا تاركة كيان للجحيم ،،، اذا كانت هي قد رحلت من جسدي وقلبي فمالفائدة من عودتها امام ناظري ،،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
تصويت من فضلكم ❤️