الشروط ٢٠٠ كومنت.
▾
▾
▾
"هل تعَرف شيَئًا عن حياتِك الزوجيَة هيونجين"
تسائلَت علَه يعرِف طريَقًا نسَلُكه نحوَ اليَقين.
"نعَم انا متَزوج مِن لارونث اسوستيني، وهو صاحِبُ مصنَع اسوستيني للدَواء"
ضيَقتُ عيناي لاجلِس بجانِبه مُفكرًا بما يتَلوه علي فهذَا ليسَ بالاسَم الغَريب مُطلقًا.. اسَم زوجه اشعُر انني كُنت على معرِفةً بِه!.
حاولَت وحاولَتُ حتى رسَوت فتذَكرت!
عصَفت بي سُرب الادَراك حتى ابحَرت بمُخيَلتي ونعم هاقَد استَنـتجتُ هوية زوَج هذا الجميَل.
لقَد كُنت احَد العامِليَن بمصنَعه الدوائِي!.
ونعَم انه هو هيونجين اسوستيني هوانق.. زوج لارونث اسوستيني اشهَر الصيَادلة بالعالَم وانا كُنَت عامِلاً بمصَنعه للادويَة..
"لقَد كُنت اعمَل بمصَنع زوجِك ايُها الجميَل"
اردفَت وانا جالِسًا فوق احدى المقابِر ويُجاورني هيونجين الجالِس باعلَى قبرٍ اخَر.
"بالكادِ استَمع اليَك مينهو ارفَع صوتك"
ورفعَت صوتي مُنفِذًا فهُناك حفلُ لذُكرى وفاة احَد ساكِنيِ القبَور يُشارِكه بقيَة الموتَى بالاحتِفال كعادَتهُم.
فتاريَخ الوفآة في عالَم الاموات
هو تاريخ الميَلاد في عالم الاثيَر.
العَديد مِن الاروَاح تُحيطَنا مُتراقِصة وكُنا احَد المَدعوين بالتَأكيَد لاننا لو لَم نحضُر الحفَل سيُمنع علينَا دخول المقبَرة لِما بعَد الابَد.
انتَهى الحفَل وعادَت الارواح لقبَورها راقِدة، وقررنا انا وهذا الجميَل الذهَاب لمصَنع زوجه حيثُ كُنت اعمل.
كلانا يعتَقد ان زوجَه لهُ خيَط بفُستَانِ موتِنا.
ان لَم يكُن القِماش باكمَله..
دخلَنا المصَنع بهَدوء ليَلاً واشَحت بنَظري عن احِدى الميَتين الذَي كان يعبَث بسِجلاتَ التصَنيع الكيَميائي.
التَف اليَنا سَريعًا مُلقيًا التَحية
"انا الدُكتور لوبن كُنت احَد المُشرفين على تصَنيع الدواءِ هُنا وانا عالِمٌ كيميَائي"
وفجاة مِن خلَفه ظهرت العَديد مِن الاروَاح لاطفالٍ ونِسَاء ورجَال وفتيَات، ما يُقارب المِئة الجُثة!.
تناسيَت امرَهم واخذَت بيدَا هيونجين نحو المُستَندات الكيَميائية فأنا كذلِك حاصِل على البكالوريوس في الهندسَة الكيَميائية.
عُدت بالبَحث في المُستَندات مُنذ العام ١٩٩٠ وحتى يَوم وفاتَي..
اتَضح لي ما جعلَني ارتَعِش فورًا..!
هُنَاك اوامِرًا من لارونث اسوستيني بإضافة مادة جلايكول الإيثيلين في الادويَة التي صُنعت في الثالث والعشَرون من مارس ١٩٩٨ وقد توفيتُ انا بعد شهَرين مِن ذلِك الامَر..
وجميَع هؤلاء ايُعقل انهُم ماتَوا بذَاتِ الوسيَلة، تِلك التَجرُبة الطَبية الفاشَلة على مرضَى القلبِ امثالي.
تِلك المادة السَامة كفيلة بقتَل اي مخلَوقٍ لمُجرَد استِنشاقه رائِحتها وقَد امَر ذلِك المُجرم بدسَها سِرً بالدواء الفاسِد ليتَاكد مِن جودَة اثآرِه على العيَنات البشَرية..
سُرعان ما اخذَت هيونجين نحو المشَفى ودخلَت لسِجلات المدنيَين ابَدأ بالبَحث علَي اجِد ما ينَفعني.
وصُعِقنا بامتِناع الاطِباء عن القيَام بتَشريح جُثَثِنا واصدَار تقريَرٍ طِبَي عن حالاتِ الموتَ في تِلك الايَام الاربَع.
مات ما يُقارِب المِئة شَخص ولَم تقُم السُلطات بالشَك، بل انهُم اكتَفوا باعتِباره سبَب الوفآة مِن تلَوث الميَآة بانفِجارِ باخِرة تحوي الوقود.
لكِن اثآر الدِماء على جسَد هيونجين لِم تجُف وهذَا يعنَي انهُ ليَس مِن ضحَايا الدوَاء الفاسِد،
جسَدهُ مُزرَقًا بالكامِل وهذا يعني شيَئًا واحِدًا..
هيونجين لا قبَر له في المقبَرة
وعَدم وجودِ قبَر، يعنَي عدَم وجود جُثة!
وعَدم وجود جُثة وقبَر يدَل على ان جُثته مازَالت داخِل المشَفى ولَم تُدفَن!!
جريَتُ وجرَى خلَفي حتى
وصلَنا الطابِق السُفلي.
"انا خائفٌ مينهو"
ارتَبك وبعضًا مِن دمَوع عينَيه تجمهَرت بسَواد محجرهُ الفاتِن.
وبتَردُدي وخشيَتي اقتَربت بخطَواتي شيَئًا فشيَئًا مِنه حتى احاطَت يدَآي بكتِفيَه ثُمَ وضعتُ رأسَه على كتِفي مُعانِقً ايآه والرُعبَ يُحيطَني مِن ردِ فِعلَه فأنا لسَتُ بقريَبٍ مِنه.
ولكِنه بادلَني العِناق باكيَاً على كتِفي توتَرت لاشَدهُ ناحيَتي مُربِتًـا على رأسَه و بخجلٍ مِنه قبَلتُ فروَته.
فصلَتُ العِناق ادخُل للمشَرحة المُسَماة بثلاجَة الموتَى هُنا..وبحثَت بينَ الاسِرة مُبعِدًا الاغطيَة البيَضاء عن وجُهِهُم..رؤوس الجُثَث.
وهُناك غُرفةٌ مجهَولة، خلف ذلِك البَاب ولَم نجِد سِوى الفرآغ وخلَف ذلِك الفرَاغ بابًا اخر.
إبتلَعتُ ريقي راغبٍ الدَخول و هيونجين خلَفي مُتمسِكًا بكتِفي، فتحَتُ البَاب واذا ما خلَفه سُلمًا يقودَنا للإسَفل.
نزلَنا بخُطانا للاسَفل حتى
وجدَنا جُثتيَن بالاسَفل
ارتَعب هيونجين مُتمسِكًا بيدآي، نحنُ لسَنا خائِفين من الجُثث فالبَشر اكثر إخافةً مِنا.
تقدمَتُ مِن الجُثة مُبتلِعًا ما بحُنجرتي مِن غَصةٍ عالِقة تَأبى ان تتحَرر وتترُكني وشأني.
نظرَت للجميل مُشيَرًا له بعينآي ما ان كانَ مُستَعِدًا لِما سيُواجه، ليومئ لي بتَردُدٍ عظيَم.
ابعَدتُ الغطَاء عن راسَ الجُثة وصُعِقت!
انها جُــثَــة هيونجين!
ما زَالت جُثَته بالمشَرحة! دخَل خلَفنا احَد الاطِبَاء ليتَقدم نحوَ جُثة هيونجين ويُخرِجها للأعلى.
تبَعناه نسَيرُ خلَفه جالسَين على الارَض بالاعلى بينَما يقَوم اثنانٌ مِن الاطِبَاء بإجرَاء فحَوصاتٍ على جسَد هيونجين.
وإتضَح انهُم يُحَاوِلون التَحقيَق بطريَقة موتِه.
هيونجين رفيَقي بالعالمَ الاثيري، وتَنتَهي رسالتَي اليَه ونفتَرق عِندمَآ يعلَم كلانَا سبَب وفاةِ كليَنا.
ونَحنُ على بُعد دقائِقًا على الافتِراق،
ها قد بدأ الاطبَاء بفحصَهُم الشَرعي.
مرَت ساعاتٍ طويَلة وساعاتٍ اكثَر
حتى صدَح صوتَ الاطِبَاء السَعيد
نهَضتُ اسيَر نحوهَم مُحاوِلاً معرِفةَ نتيَجة بحثَهُم
وكمَا دائِمًا جلسَتُ على المِنضَدة مُنتظِرًا الانتِهاء مِن طبَاعة التَقرير الطبَي.
سَار هيونين ناحيَتي وباشَرنا بالقِراءة بعد خرَوج الاطبَاء وخلَو المكانِ مِن اي مخلوقٍ سِوانا.
امسَكتُ بالتَقرير اقرأ مُحتَواه..
وهيونجين صامِتًا يُبصِرُنـي..
رفعَـتُ راسَي نحوه انظُر
لعيَنيه الفاتِنة والمُترقِبة.
"لقَد قتَلك زوجَك خنَـقًا بعَد الاعتِداء عليَك بالضَرب المُـبَـرِح"
..
واقفيَن فوقَ اعلَى جبَلاً في البَلاد نُبصِر بعضنَا مُتمسِكيَن بالايَادي، فنحَن سنفتَرق الان وانتَهى مابيننُا وسَترقُد ارواحنَا، فقد انتَهت رِسالتُنا في هذَا العَالم.
ادمعَت عينآي كحالِ هيونجين السَاكِن
مِن الحَديث سِوى جسَدهُ المُرتَجِف.
"عِـدنـي ان تجِـدني بحيَاتِنا الاُخرَى مينهو"
قبَلتُ يدَآه الناعِمتَين مؤكِدًا عدَم خيَانتي لوعِدنا.
"اعِدُك هيونجين سأبحثَ عنَك واُفتِش واُحارِب لإكون بجانِبك"
نحنُ لَم نكُن معًا في حيَاتِنا الاولَــى لذَا سنُحارب لنَـكون معًـا في حياتِنا الاُخرَى القادِمة، عِندمَـا نُخلَق مِن جَديَد.
بدأت ارواحُنا بالتَلاشَـي حتى
اختَفت تدريَجيًا مِن هذَ العالَـم.
..