أسرار عروس أكتوبر

By annetryssa

102K 6K 5.5K

و بما أن الحب يزهر في أكتوبر، كنا تجسيده More

||ما تراه خدعة||
السِّر الأول
|| أميرة مالك الحصان||
|| حقيقة مالك الحصان||
||نذر شؤم||
||حفيدة آرماندو||

|| سيدة الرقعة ||

8.2K 790 890
By annetryssa

__________________





____enjoy____

.

.

.

" ستذهب زوجتي معي أيها الدوق، ولست أمانع تحويل قصرك لساحة حرب في أي دقيقة"

كنت أقف خلف مارياس، جسدي يرتجف مع أني أحاول الهدوء، أنجيلا ومرسيليا يحملان أسلحتهما، واحدة صوبي والثانية صوب مارياس

مارياس الذي يصوب سلاحه لرأس جدي

ما الذي حدث؟ حسنا إليكم ما حدث

.

.

.

.

.

ايفارلين• قبل سبع ساعات •

" أين نذهب ؟" كانت باتريشيا تنظر إلي بعينيها الزرقاوتين الواسعتين وفي عينيها لمعة فضول، أما مارياس فهو بعيد كل البعد عن حالة ابنته

كان غاضبا، مهتاجا، ولا يرد علي بكلمة، وذلك مرعب، خاصة أننا لم نذهب لقصر جدي، بل غير سالفاتوري دفة الطريق نحو المدينة

" ألا تفكرين في اخباري من قام بهذا الهراء لكِ؟" أخذت نفسا، كان يمكنني فقط اخباره

لكني لست غبية أيضا، هو غير موثوق ويسعى لتدمير بقدر سافيدش على الأقل

إذا اخبرته بالحقيقة يبدوا أنه سيرتكب كارثة، وأعلم أن جدي لا يحبني لدرجة أن يقبل التضحية بوريثه، ولن يتردد في طردي خارج الباب كأني لم أكن يوما، هو لم يتردد في فعل ذلك مع ابنه فلماذا يتردد معي ؟

ثم هنا مارياس إذا بقيت وحيدة سيعود ليراني لقمة سهلة ولن أنجو

أنا أحتاج شيئا بديلاً، شيئا يجعلني أبتعد عن عائلة جدي دون أن ينسحبوا عن دعمي ويجردوني من لقبي

"لا أعلم من هو، كان ملثمًا"

"هل تقولين أنع قاتل مأجور" عضيت شفتي، إن دروس التمثيل التي أخذتها يجب أن تجدي نفعا

"لست أعلم حقاً، لكنه كان ملثما بالكامل كل ما رأيته هو أعينه البنية" شددت على باطن يدي حتى ابيضت مفاصلي

من الذي قد يحاول قتلي ويكون مقنعا لمارياس ؟

"ألم يقل شيئا ؟" كنت أتجنب النظر في عينيه وأحدق بأقدام باتريشيا الصغيرة التي تتدلى فوق حضن والدها

"لم يقل شيئا، حسنا لقد قال أمرا حول أني كنت غبية لاعتقادي أن سيده سيتركني وشأني"

أخيرا وجدت من ارميه للمصيدة

"جوزيف" لم يكن كلامه سؤالا بل أكثر كتأكيد، لقد جعلت جسدي يرتجف وامتلئت عيني بالدموع، مرت بيننا لحظة صمت، يمكنني أن أرى جسده المشدود من الارتباك لكنه لا يفعل شيئا

"لا تبكي ايف" خفت أهدابي على الصوت اللطيف الرقيق للفتاة الصغيرة التي كانت تشد بطرف أصابعه على كم ذراع فستاني

"بابا سيضرب العم الشرير" لقد قالت ونظرت لمارياس، حينها فعلت أنا، وكان ينظر إلي، وحين التقت أعيننا أخيرا دون أي خبث أو فخ أو كره او حقد، ابتلع ما بحلقه وأشاح عينيه عني

لم يدم الاتصال سوى عشر ثواني على الأكثر ليكسره، يمكنني التخمين لأي درجة لا يطيقني.

" هل يمكنك التوقف عن تجعيد أنفك ؟ " اقول بفظاظة، لأنه لا يحترم وجود ابنته أساسا ويتصرف طوع خاطره

"أنا لا أفعل" دافع بحرارة وشد على باتريشيا كي لا تنظر نحوي

"هل أعيرك مرآة ؟ " لقد تحركت أصابعه لتفك العقدة بين حاجبيه وتنهد

"لا تفتعلي جدالا معي، ليس وقته"
أفلتت مني ضحكة هازئة "لماذا ؟ هل أنت مشغول جداً بالتفكير في قتل جوزيف مع أنه كاد يسدي لك خدمة؟"

لقد غضب واندلع البرد في عينيه واضعا باتريشيا على الكرسي عن يساره وثبتها بحزام الأمان، ثم أعطاني انتباهه

" هل تكرهين فكرة قتل زوجك السابق يا زوجتي ؟" لقد شد على آخر كلمة يحرص على تذكيري من يكون بالنسبة لي

" لم نكن قد تزوجنا بالمناسبة، كنا على وشك، إضافة أني لا أكره الفكرة"

توقفت عن الحديث حين رأيت كيف تقع شفتاه على شفتي مجدداً، لقد قضمتها، لأن طريقة تحديقه بها توحي لي ببعض أفكاره وهذا مزعج

"أنا أكره أنك تتظاهر بالقلق يا زوجي" ابتعدت عيناه عن شفتي حين أدرك كيف أحرص على تذكيره بالعودة للواقع

" دعيني أجعل الأمور واضحة لكِ يا أميرة" همس ويده ارتفعت لتتخذ سبيلها على خدي الساخن

" أنتِ زوجتي، سواءً شئتي أم أبيتِ أنا موجبٌ على حمايتك، وهذا لا علاقة له بمقدار رغبتي في تدميرك"

إصبعه قد لامس طرف شفتي وثقلت أنفاسي، هناك نافذة عازلة بيننا وبين سالفاتوري، لذلك كان لدي خيال جامح تعززه طريقة لمسه لشفتي السفلى وكيف يتتبعها
أراهن أن ما في عقله أسوء من ما في بالي بمراحل

"بابا؟"
زارني البرد كما لو أنه تم رميي في قاع الجليد، ويده ابتعدت عني سريعاً لينظر نحو باتريشيا التي تسللت أسفل الحزام ووضعت يدها على ساق والدها

لقد نسيت وجودها لوهلة

"لما لا تبقين هادئة في مكانك" لقد داعب خدها المنتفخ وأمسكها مجدداً بين ذراعيه

حينها حطمت أيا كانت الأفكار في عقلي واستبدلتها بالبرود ثم نظرت من النافذة للخارج

ما الذي كنت افكر فيه بحق الرب ؟ ومع من ؟ مارياس كاسيو دافير ؟ لابد أني فقدت عقلي.

*************

لقد قضينا عشرين دقيقة في السيارة للوصول لقلب موسكو، وعشر دقائق للدخول نحو شركته

هناك ثلاث مباني عملاقة تقابل بعضها وكلها ملك ل آل دافيير
دافيير كوسميتك، دافيير للفنون، والمجمع التجاري

ونحن دخلنا للمجمع التجاري، مع أن عيني لا تترك دافيير كوسميتك

هنا حيث يصنعون ويبيعون العطور، أكثر شيء أجيده في حياتي على بعد بضع خطوات مني

أتذكر أن مارياس سبق وأخبرني أن كل أفراد عائلته يعملون، لذلك أنا أتطلع أن أطلب منه العمل فيها

المجمع التجاري يليق باللقب فعلا، لم ألقى سوى محلات ديور وشانيل، قوتشي، سيلين، رالف لورين، بولڨاري، بيجوتي، وحتى البشر الذي يسيرون هنا يصرخون بمن يكونون أكثر من المكان نفسه

لن استغرب إذا التقيت بوتين هنا

محل لافيتش الذي يبيع أجود أنواع جلود النمور لا يمكن ألا يغري رئيس البلد المهووس بالمفترسات

أما عن للتصميم الفوتوشوب فكله أبيض من زجاج، مفتوح كليا وحين أنظر من هنا وارفع رأسي للأعلى أرى كل الطوابق العشرين وكل المحلات المضيئة فيها، اما عن المصعد فهو أيضا من زجاج في منتصف المجمع، وهناك تلك الطرقات التي تربط بين كل طابق وبعمود المصعد

هذا جميل حقاً.

"من ننتظر عندنا" سألته، لقد كنا نقف هنا لعشر دقائق وهو يحدث سالفاتوري، ويمسك يد باتريشيا

لقد أردت أخذها منه لأني شككت أن محادثتهما حساسة بعض الشيء، لكني شعرت أني إذا حاولت التدخل سيركلني بعيدا

على الأرجح يعتقد أني سأنتقم منه عن طريق ابنته اللطيف
هذا ليس مستبعداً استطيع تحريضها عليه بجعلها تحبني أكثر وهناك الكثيرون من العوامل المساعدة

"حين تأتي ستعرفين"

امرأة أخرى ؟ كم حبيبة وخطيبة سابقة يمتلك هذا الرجل ؟
أعتقد أن تعابيري كانت تصف أفكاري لذلك رفع حاجبا وتبعه طرف شفته

"هل من خطبٍ يا أميرة ؟"

احترق

"لا شيء بالتأكيد متحمسة لرؤيتها" بالتأكيد لم أكن كذلك، لم أصب بالجنون من أجل امرأة أخرى في حياتي الرجل الذي يرى نفسه زوجي

لم نلبث دقيقة أخرى حتى قرع طبل واضح من خلفنا، استدار مارياس للخلف ففعلت مثله..

هذه كانت، كاتيا؟

لها إبتسامة عريضة ترتدي ملابس رسمية زرقاء اللون تناسب جسدها الهزيل ذو التموجات الواضحة، وتجمع شعرها بتصفيفة لائقة للخلف

لقد وقفت عيناها علي وزادت لمعتهما، سريعا ركضت نحوها باتريشيا بأقدامها الصغيرة وحين وصلت رفعتها عالياً وراحت تداعب أرنبة أنفها الصغيرة
لقد ارتحت باتريشيا رأسها على كتفها، وحينها استمرت كاتيا في الاقتراب نحونا

وقفت أمام أخيها ونظرت نظرة سريعة نحو سالفاتوري ثم عادت لتنظر إلي

"أهلا بضيوفي" قالت برحابة صدر واقتربت نحوي، لم أكن اعلم هل تصافحني أو….اه تقبل خدي

أمسكت يدي وعيناها تلمعان قائلة "سعيدة بوجودك في مكان عملي يا ايفارلين! سأتفاخر لأنك تزورين ملكيتي أولاً"

قاطعها مارياس ببرود "ليست بعد، لازلتِ مجرد…"

"مديرة تنفيذية، أجل شكراً لك على تذكيري" علقت بسخرية وشدت يدي معها، مارياس نظر إلي نظرة قصيرة المدة ثم قال بنفس برود " ستبقين مع كاتيا حتى أعود"

كنت على استعداد لأسأله لماذا وأين تذهب لكنه لم يتح لي الفرصة و أولاني ظهره، وسالفاتوري خلفه

ما كان هذا ؟

ربما الأحمق يحاول طمس اللحظة الحارقة التي كانت في السيارة، لكن هذا يظل طفوليا

بعد التفكير في الأمر، سواء أعترف مارياس بذلك أو لا، الجاذبية الجسدية التي يشعر بها اتجاهي شيء لا يستهان به

لازلت لا أنام بسبب تلك القبلة التي حظيت بها لأول مرة معه، لقد حاولت مراراً خداع نفسي أنها مجرد حيلة قام بها كي يخفيني عن جوزيف

لكنه بعد أن أغلق الباب استمر في ذلك، لقد فقد سيطرته على نفسه وعاد ليتوازن

"أنت شاردة ايفارلين"قالت كاتيا وهي تحمل بين يديها باتريشيا وكلاهما تحدقان بي مع استفهام واضح في سماهما

" أنا فقط منزعجة" ابتسمت كاتيا، لكن سرعان ما اختفت ابتسامتها حين اقتربت مني أكثر وصارت تركز بعينيها على رقبتي

ارتفع مد الجزع في عينيها " هل مارياس…."

"لا ليس مارياس" أوقفت اعتقادها في المنتصف وجزمت لها بعيني أنه ليس اخاها

حينها انحسرت نظرة الخوف في عينيها وقالت وهي تلمس رقبتي "يا للهول، أخي ليس من النوع الذي يظرب امرأة وهي ليست عدوه، كدت أموت خوفا"

هل يجب علي أن أفرح ؟ لأني متأكدة أنه يراني عدوّه الأول

" هل لهذا هو غاضب ؟" قالت وبدت مبتهجة، أعلم أي نوع من الفانتازيا تحكيه مخيلتها، ولم انفه لها بالتاكيد أريدها أن تصدق حب أخيها القاتل لابنة أعدائه

"أرى هذا لذلك أمر باجتماع المائدة المستديرة!" كانت تسير بغبطة وتمسك ذراعي معها

هناك العديد من الأعين تتصل بي من أمامي وخلفي، مع أن الخطبة التي أقمتها ومارياس كانت سرية، وكل الحظور وقعوا على إتفاقية عدم البوح

إلا أن المكان كان فيه ما يكفي من الناس لتتسرب النميمة سريعا، لم تمر ثمانية وأربعون ساعة أساسا، هذا مرعب

"بالمناسبة، ما هي المائدة المستديرة ؟" سألتها حين توقفنا أمام محل كارتير، كان ذا واجهة زجاجية تُعرض بضائعه ويترتب أمامها الناس وكأنها متحف

لم تعبجني أشياء كارتير كثيراً، ليس بما يكفي لإشباع رغباتي

" هذه، إنها المكان الذي يجتمع فيه أخي مع السفاحين لدينا من أجل القيام بأمور فضيعة لا أريد التفكير فيها"

مرت رعشة سريعة على جسدي، لقد نجحت في جعله يصدق أن من فعل ذلك كان قاتلا مأجورا خاصا بجوزيف، معدتي لازالت تتلوى في قلق من أن يكشفني أو يشك بي، سيكون ذلك فضيعا

ثم فكرة أنه سيقتله، بالحديث عن الأمر، جوزيف لم يؤذني بأي طريقة كانت، سوى أنه أحبني مع أني رفضته واراد الزواج مني

لقد وعدني مراراً أنه سيجعلني احبه وإني أحتاج فقط الوقت، مع ذلك فم أرغب فيه

الآن فجأة أشعر بالذنب إذا قتل بسبب كذبي عليه
تبا.

"ستريك باتريشيا كل زوايا المكان، أليس كذلك باتي ؟ أمك تبدوا متحمسة" لقد غمزت كاتيا حين لقبتني بأمها، وحينها هوى قلبي أرضاً

بينما تقترب باتريشيا مني وتمسك بذراعيها القليل من ساقي وعيناها الزرقاوتان الجميلتان تبتسم بحماس الأطفال المريح وخدها متورد بشكل جميل

أنا لم أفكر يوماً أني سأكون أمًا لطفلة ليست طفلتي، لا أقصد أنها عبء، لكني لا أعرف هل سأكتسب مشاعر الأمومة لها
مع أني لم أنجبها من رحمي ؟ هل ستحبني هي وتقدر محاولاتي؟ هل ستراني أما لها حقا أم مجرد بديل لتتركني إذا كبرت بعد أن أعود عليها ؟

يا للهول أنا حقاً أفرط في التفكير، ربما يجب علي أخذ الأمور بأريحية أكثر، أملك سنة للبقاء مع باتريشيا، سواء حاول والدها تقييدي أو لا، حين تنقضي السنة سأكون خارج حياتها، أعلم أن مارياس لديه فكرة عما في عقلي، لذلك يستمر في ابقائها بعيداً عني

سيكون من الصعب لثلاثتنا إذا تعلقت هذه الطفلة بي او تعلقت أنا بها

تبا أفكر كثيراً مرة أخرى

"أجل يا باتريشيا، سأكون في عنايتك خلال هذه الجولة" ربتت على رأسها، كنت في البداية أقشعر من فكرة لمسها بأي طريقة عاطفية

لكن بمجرد ما وضعت يدي على شعرها ولمست خدها اللطيف ومالت ناحيتي ذاب كل ترددي ليحل محله رغبة عارمة في حملها

أعلم أن باتريشيا تعاني نوعا من الأمراض، لم أسأل عنها، لكني سأحرص على معرفتها بمجرد دخول بيت والدها.


.

.

.

.

.

.

سالفاتوري:

لقد بقينا هنا نحدق في جوزيف وهو يخرح من شركته ويدخل سيارته، التجسس عليه عن طريق اختراق كاميرات المراقبة في بيته وشركته لم يكن صعبا

"يبدوا مرتاحاً جداً بالنسبة لرجل حاول قتل وريثة آرماندو" قال إدوارد بصوت يقين، جعلني ذلك أشك أيضا في احتمالية وجود أي علاقة به

"يمكنه فعل ذلك عمدا أيضا للتظاهر أن شيئا لم يحدث" قال السيد أماراس حينها هز إدوارد رأسه

وجوده معنا عبر الكاميرا أفضل من عدم وجوده اطلاقا، مع اني أنزعج من الأصوات التي تأتِ خلفه، على ما يبدوا هناك شخص ما في بيته

" ما الذي سنفعله إذا ؟ نهاجمه مباشرة ؟" اقترح لوثاريو وجمع الكابو حاجبي منزعجا

"بالتأكيد لا، هذا سيكون رحيما له" لم يكن مارياس يملك مشكلة في قتل جوزيف لذلك لم يحاول التأكد من صحة رواية خطيبته، إنه فقط متحمس للفكرة وها قد أعطيناه سبباً.

" سنرسل الرجال لبيته أراهن أنه سيحب رؤية بعض من أتباعه ينزفون في أرض غرفته" لقد بدى ذلك دمويا جدآ، لكن إذا قارنا الأضرار فأتباعه لا شيء مقارنة بكنز العائلتين الذي كاد يهدر بسبب حقده الدفين

"فجر سفنه التجارية في أمريكا يا إدوارد، فجر آخر اثنين وصلو للميناء غدا"

"لا تعتقد أبدا أني سأستخدم رجال آرون من أجل هذا الهراء"

"لماذا ألستما صديقين حميمين" تلميح مارياس الساخر يثير حنق ادوارد، مسح على وجهه بعصبية

"لن يساعدني في هذا الهراء" أشك في ذلك، آرون ماكسويل رجل ذو مبادئ لا أعتقد أنه سيترك صديقه في ورطة

" بالتأكيد لن يساعدك" صوت أنثوي جاء من خلف إدوارد ورأيت كيف تجمدت تعابيره

كان فتاة…اوه سحقاً ليست فتاة

انها اللعنة ماريسا أوكريانو

كانت ترتدي فستانا أزرق طويلاً لحد ركبتيها وتحمل بين يديها سلة أراهن أن فيها كعكا، أنا احترم هذه الفتاة بعدما حصل في السنة الاخيرة لم أتوقع أن أراها تقف على ركبتيها بهذه القوة

" هل تتسكع مع امرأة صديقك وتستغرب لما لا يساعدك" قال السيد أماراس، أرى تلك المتعة في عينيه وهو يضايقه

"اللعنة لست أفعل إنها تلتصق بمؤخرتي" وهنا حفيدة الأوكريانو ضربت رأسه بالسلة

"من الأفضل أن تسرع إدوارد سيبدأ آرون في الشك"

لا أعلم هل تتعمد وضع صغيرنا في مشكلة، انها تقول ذلك بأقذر طريقة يمكن تخيلها، ولو أنها لم تكن امرأة يرتبط اسمها بلقب ماكسويل لصدقت أنها تريد اغواء ادوارد

"سأتحدث معه" قال ادوارد وهو يحدق بها من فوق رأسه غاضباً، حينها ابتسمت ورفعت يدها ملوحة تماما نحو مارياس

هذا كان جريئا جدا، يجب على آرون ماكسويل التفكير في المرأة التي هو على وشك أن يتزوجها

مرت بضع لحظات فقط حتى يقول ادوارد "فقط لأنني احظر هذا الهراء وأساعد لا يعني أني عضو في مائدتكم، فقط من أجل الاحتياط"

أغلق مارياس الاتصال في وجهه، ذلك كان وقحا للغاية لكن صغيرنا يستحق

لما ينكر اصله ؟ أراهن أنه لا يرى حظه بوجوده في هذه العائله

"سيكون الأمر مثلما اتفقنا، سالفاتوري ستقود الرجال معك لبيته، و أبي أريدك أن تستقبل أليخاندرو أوكريانو بدلا عني حتى أستطيع وضع الأمور في نصابها "

ها نحن على بعد خطوة من إعادة كل العلاقات مع أثينا، عجبب لو أخبرني أحد أن هذا سيحدث قبل سنة مضت لوضعته في مشفى مجانين

لكن كل شيء يحدث ويعود لنصابه بطريقة مريحة أكثر من اللازم

" يجب أن أذهب لقصر آرماندو، وسيرافقني لوثاريو، أخبر الرجال أن يستعدو"

الوضع مربك،زيمكنني الجزم أن غابرييل لن يترك حفيدتها وشأنها بهذه السهولة ويحاول فهم ومعرفة الأسباب، وبالتأكيد مارياس لن يتردد في اتهامه بالتقصير لأنه سمح للخطر بالاقتراب من زوجته في أرضه

الساعة الآن هي الرابعة مساء، وأشعر بجسدي يشتد من التفكير في الأحداث القادمة قريبا

.

.

.

.

.

.

أنجيلا:

أجلس قرب مارسيليا وعمتي معنا في الحديقة، كل منا قلق أكثر من الآخر وكلما مرت دقيقه دون خبر عن ايفارلين يزيد القلق

رفعت رأسي عن هاتفي وعيناي على سافيدش وجدي، يقتربان منا وعلى وجهيهما علامات القلق الدفين

وقفت عمتي فالين واقتربت منهما " أين هي ؟ لم تجدوها؟"

نفى سافيدش لعمتي "لقد قلبت الأراضي رأسا على عقب أرسلنا مجموعة من الرجال ليبحثوا خارج القصر"

دارت خالتي مرارا في دوائر عشوائية، إنها تموت خوفاً حتما، ونحن نفعل، من الغباء أن أشعر بالقلق عليها مع أني لم أطل الحديث معها إلا البارحة، أو ربما هذه لعنة إتصال الدماء

"غريب كيف اختفت بعد أن غفلت عنها بضع دقائق ؟ ومع الحصان أيضا ؟" لقد لمحت الشك في صوت فالكو وهو يوجه كلامه نحو سافيدش

حينها دافعت أمي قائلة " لا يمكنك أن تلومه حين تكون هي من تريد الهروب! لو أنها لم تأخذ حصانه وتهرب لكانت قد هربت بعد ذلك في الليل أو الرب أعلم مع من"

لقد اشتدت ملامحي من تلميح أمي الذي يطعن مباشرة في شرف ايفارلين، حتى أني كنت على وشك التدخل مع أني دائما لا أناقشها

"إياكِ التجرؤ على الحديث عن دمائي! لست أهتم من تكونين يا امرأة"

في داخلي كنت أطير من السعادة على كلام جدي وملامح أمي المحرجة الغاضبة، لكني أيضاً شعرت بقدر من الغيرة، لم يدافع عني ولو مرة واحدة مع أنه يرى كيف تعاملني أمي طول الوقت

توقفي أنجيلا هذا ليس وقته

"هل تريدني أن اتصل بأخي وأطلب منه اختراق هاتفها ؟ ربما نحصل على موقعها" عرضت مارسيليا، ونجحت في صرف انتباه جدي عن امي

"لا تفعلي، هاتفها ليس معها على أي حال" حينها سحب سافيدش من جيبه هاتف ايفارلين

وهنا ضرب قلبي بقوة في صدري، أعتقد أن الجميع فكر بنفس ما افكر فيه، من المستحيل أن تكون قد هربت

"هل اختطفت! " قلت بفزع ونظر أخي ناحيتي ببرود جعلني أتجمد مكاني، هذا وارد ربما جوزيف سمع وأراد الانتقام، معروف أنه كان مهووسا بها

"لكن هذا غير منطقي، أن يدخل الخطر أراضينا ويكون قريباً منك ويقوم بعملية اختطاف فيما استمريت بقطف الزهور لها، ألا تعتقد أن ذلك غير منطقي سافيدش ؟ المشادة التي تحدث أثناء عمليات الاختطاف لا أعتقد أنه من الممكن ألا تلاحظها"

لا أفهم ما يحاول فالكو الوصول إليه، لكن هذه المرة قد تدخل ابي وقال بحزم " توقف عن صرف أي شكوك حول قدرات سافيدش يا فالكو، هذا غير عملي البتة"

أنهم يحاولون في رؤية تصرفات فالكو على أنها غيرة، لكني أراها صادقة للغاية، واخذت أفكر فيما يقوله حتى نظرت لأخي

حجته غريبة، لقد قال أنهما كانا سويا حين أعجبتها زهور عباد الشمس وأرادت منها، فقام بقطفها من أجلها فيما ركبت خيله للعب في الارجاء، لكنها اختفت فجأة حين استدار ناحيته

ومن غير الوارد أن أتخيل أخي يقطف ورودا من أجلها

"يجب أن نفعل شيئا إذا سمع مارياس بهذا ستكون كارثة قد حصلت" أضاف عمي بقلق من هذه الفكرة

وزاد قلقنا كلنا معه بكلامه.

تبا لهذا .

.

.

.

.

.

.

ايفارلين:

"باتي نامت" لقد أغلقت باب مكتبها بعد أن وضعت باتريشيا على الاريكة وحرصت على تغطية جسدها، ثم عادت إلي

كتاب ممتعا التجول حول المكان ويدي تمسك يد باتي، لكنها طفلة صغيرة ولم تستطع تحمل زيارة كل ركن في المكان إلا وتعبت ثم نامت وها نحن ذا

"كيف الأمر معك في بيت جدك؟" تساءلت كاتيا، وكل ما احتجته هذا السؤال لتعود بي الذاكرة للحظة التي كانت فيها يد سافيدش تتلف وتلون رقبتي

وضعت يدي على رقبتي وشعرت بالعرق يكتسح طريقه على جلدي

يا إلهي ذا مرعب
"أنت بخير يا ايفارلين ؟" تذكرت أني لست وحدي وأعدت عيني نحوها مبتسمة

"كل شيء رائع جدي لطيف للغاية " كانت هذه حقيقة لذلك لم أعاني لتزييف نبرتي أو إبتسامتي لها.

" حمدا لله، لقد قلق عليك والدي من أن يغضب عليك جدك " لا يفترض بكلامها أن يشعرني بالدفئ لكنه يفعل حقا، أعتقد أن السيد اماراس قد أخطأ بين مواليد المشفى واخذ ابنا لا يعود له

كاتيا نظرت لهاتفها لوهلة ثم ألقت بصرها علي وقالت " أخي هنا، إنه في مكتبه"

جمعت حاجبي، لم يتأخر كثيراً؟ نظرت للساعة وأدركت أنها الرابعة والنصف مساء، حسنا أنها ثلاث ساعات

البقاء مع كاتيا وباتريشيا مريحة بطريقة عجيبة، أفكر أن أبدأ التسكع معهما طول الوقت

" إنه يريدك يا ايفارلين" قالت بشيء من الانزعاج في عينيها.

"تعالي معي يجب أن نصل لمكتبه في الأعلى"

يمكنني التخمين أسباب انزعاج كاتيا، اخوها يسيطر على كل شيء مع أنها تبذل الجهود طول الوقت

بعد لحظات قصيرة وصل سالفاتوري، نظري إلي منحنيا ثم إلى كاتيا، وأخيرا أسرع خطاه نحو باتريشيا وحملها برزانة بين ذراعيه

"الكابو ينتظرك في الأعلى سيدة دافيير" راجعت اللقب الذي ربطني فيه آخر مخاطبته لي
كنت أفكر في نفيه ووضعه عند حده لكني مرهقة بما فيه الكفاية لاتجاهل الأمر

صعدت للمكان المدعو بالأعلى، لقد كانت غرفة الإدارة وهو فيها

كاتيا وسالفاتوري قد امتنعا عن دخول الطابق بأسره وتوقفا عند المصعد

بينما أنا كنت عنده بابه وطرقت الباب، مرت بضع لحظات قبل أن يأتي صوته الهادئ من خلف الباب "تفضلي"

حينها فتحته وخطوت ناحيته، كان شعره غير مرتب وهيئته الغاضبة تزعجني، خطوت نحوه برزانة وتوقفت أمامه

رفع عينيه من حاسوبه ونظر الي، ثم نظر للحاسوب

" أين تريدين العمل، هنا أم في شركتي؟" ماذا ؟

رمشت مراراً وفتحت فمي وأغلقته، هل يسألني أين أريد العمل حقاً ؟

هل سأفعل ذلك دون مشاكل ؟

"زوجتي، لا أملك اليوم بأكمله، كما تعلمين لدينا حرب مع عائلتك"

هل يجب على هذا أن يطمئنني بحق الرب ؟

"أحب صناعة العطور" لقد قلت ذلك، حينها ارتسمت ابتاسمة على وجهه ووقف من مكانه متجها إلي

د"إذا هل الشائعات صحيحة؟" ساد على ملامحي التساؤل، في حين أخذ خطوة أقرب إلي

" أنك كنت تصنعين عطور شركة والدك وتعطينه ملكية الإنتاج؟"

صمتت، لم أكن أعلم أن هناك اشاعات مثل هذه تدور في المجتمع، أو ربما ليست موجودة وهو يحاول سحب الكلام مني

"اذا كان صحيحاً سأحرص على الاستفادة منك كما يجب، لقد أزعجني أن والدك رغم نذالته يمتلك انتاجا ينافس انتاجي وأحسن منه، يريحني أن أعرف أنه ليس ملكه"

دحرجت عيني بسخرية لاذعة " هل تحاول استغلالي أكثر مما استغليتني بالفعل ؟"

" لما تجعلين الأمر بهذا السوء؟، أنتِ لم تحبي العمل مع والدك لكني زوجك"

اغتصبت إبتسامة وأنا أرد عليه "أنت وهو وجهان لعملة واحدة لكنك تتفوق عليه ببضع أشواط "

كرهت أن تعليقي قد أضحكه مع أنه قتلني وجعلني أكثر كرها له " لا تكوني هكذا يا أميرة، مهما حصل أنا زوجك ومنقذك أليس كذلك ؟"

إنه يتعمد الضغط على أزراري وجعلي على الحافة، وأكره أنه يحصل على رد الفعل الذي يريده مني في كل مرة

" أجل، هذا ما يجعل الأمر أسوأ" هز رأسه وبدى الاستهزاء واضحاً في تصرفاته، إنه لا يأخذني أبدا على محمل الجد

"إذا هل ستعملين أم لا ؟" ابتلعت ما بحلقي في كلا الحالتين سأعمل وأفضل فعل شيء أحبه بدل معاناتي وحدي في أمر ممل

"حسنا سأعمل معك لكن.." تغيرت تعابيره المسرورة حين أضفت لكن آخر كلامي

"سأملك أربعين بالمئة من أسهم الشركة" لقد رفع حاجبه لأعلاه ونظر إلي كأني أكبر حمقاء في هذه الحياة

" أنت لا تعتقد أني سأعطيك جهدي واجعل انتاجي باسمك دون ثمن صحيح ؟"

لقد أوقفني برفع يده "لماذا بحق الإله تعتقدين أني سآخذ انتاجاتك وأجعلها باسمي ؟"

ماذا ؟

"أنا لا أنوي أخذ جهدك يا سيدة دافيير، انتاجك سيحمل اسمك، وستأخذين من الشركة بقدر جهدك فيها لست أحتاج اخفاءك وجعل الشرف لي في أي شيء، أنت زوجتي والنجاح الذي تحرزينه مع الفخر فيه يعود على كل فرد من آل دافيير "

لقد كانت كلاماته ترمى ناحيتي كالسهام، بنبرة فيها اللوم والغضب، وكأنه كره فكرة أني اعتقدت أنه ينوي استغلالي، لماذا ؟ ألن يكون ذلك أسهل بالنسبة له ؟ سينجح هو وسيرتفع أكثر.

" أرفض أن تريني كمحتال أو مستبد لعين فقط لأن والدك كان كذلك "

لماذا يجب عليه أن يكون مباشراً ويضرب منتصف الجرح الذي كرهت وجوده دائما

"أنا لا أفعل، يجب أن تتذكر من تكون وأي عمل هو عملك، ثم بالنسبة لرجل خدعني أربع مرات وكذب علي في أشياء مصيرية، لا يحق لك أبدا لومي على وضع هذا في حسباني"

"هذا الامر يختلف يا سيدة دافيير "

"لا تحاول أبدا التغطية على طريقتك الملتوية في سحبي لأي كان الهراء الذي تريده من عائلتي"

لقد ارتفع صوتي آخر كلامي وتنفسي احتد وارتفع صدري مراراً، عكسه من كان هادئا وقابلني بالبرود

لم ألحظ قربي منه حتى لمس خصلة شعري وأعادها خلف أذني متعمداً جعل اصبعه يلامس وجنتي

"تبدين جميلة حين تغضبين يا أميرة"

ابتلعت شتيمة قبل أن تتسرب من شفتي وأفقد رونقي كالسيدة الراقية ذات الأخلاق الحميدة

" وتوقف عن ربط اسمي بلقبك" قلت ما جال في خاطري طويلا، لقد كرهت ذلك، كما لو أنه يطمس آخر جزء مني ليجعلني ملكيته الخاصة

" سواء شئتي أم أبيتي، أنتِ دافيير، ايفارلين سيرافينا دافيير"
كم اكره أنه يستمتع بهذا، لو أنه قال لي كلامه حين كنت عمياء مغرمة لهرعت لتقبيله من السعادة

لكن الآن…قطعا لا

"جهز العقد من أجلي سيد دافيير سأراجعه فيما بعد، ومن الأفضل ألا تحاول لعب ألعاب سخيفة معي"

"يا للأسف، إني أحب لعب الألعاب معك"

إلهي ألهمني الصبر.

***************

كنت أعلم أن الوضع سيسوء، حين وصلنا لممتلكات العائلة و مارياس حشد معه من السيارات والرجال مت ينذر بحرب حقا

كان كل شيء في فوضى وها نحن نكتشف أن جدي قد قلب المنطقة رأسا على عقب حين اختفيت

لكن ليس هذا كل شيء، حين دخلنا لبيت جدي، داخل القصر، كان رجاله يصوبون أسلحتهم نحونا، دون أي سبب واضح، يلتفون حولنا، ورجال مارياس لا يختلفون

صراع داخل القصر كنت أنا أقف في المنتصف وأعلن أني سببه الواضح

"هل تجرأت على دخول أرضي وأخذ حفيدتي عنوة؟!" صرخ جدي عاليا وبندقيته مباشرة مصوبة نحو مارياس

ما هذا الهراء!

" هل تحاول رمي قلة مسؤوليتك علي بتهمة كهذه ؟" كان مارياس غاضباً بقدر لا يوصف وهو يتحدث مع جدي

"لقد تركت زوجتي عرضة للقتلة داخل جدران قصرك!" صراخ مارياس يطغى على المكان وجسدي يرتجف، أشعر بشعور سيء

عيناي قد كانتا تجولان حول عائلتي، مارسيليا وانجيلا عمتي فالين يصوبون بأسلحتهم نحوي، فالكو وعمي فاريو مثلهم لا يترددون

فقط رأس الافعى غير موجود

" ما الذي يقوله هذا الرجل يا إيفا" خاطبني جدي ورق صوته محطما بعض من القلق في قلبي

"لقد حاول شخص ما قتلي حين تركني سافيدش وحدي"

مارياس التف نحوي وعيناه قد دقتا بالخطر "هل كنتِ مع سافيدش آرماندو وتعرضتِ للخطر ؟"

لقد كان هو الخطر بحد ذاته، كدت اقولها لكني ابتلعت صوتي سريعاً سأفجر الوضع إذا فتحت فمي

" لقد هربت زوجتك بعيدا، أشك أنها من اتفقت مع…"
وقبل أن ينهي ذلك المقرف جملته المقرفة مثله أطلق مارياس رصاصة واحدة اخترقت كتفه

حينها مال سافيدش واقترب للوقوع أرضا لكنه حمل نفسه بالقوة ورفع سلاحه بيده اليسرى

نظر إلي نظرة أخيرة وفي عينيه تلك النظرة المتوعدة الخبيثة

" لقد قالت زوجتي أنها وقعت بين يدي قاتل ولن أصدقك وأكذبها "

فجأة، هناك شعور سيء بالذنب في داخلي، لقد كذبت عليه، وهو صدقني، هذا سر في داخلي اخفيه عنه
لكنه ايضا كذب علي وخدعني، سرٌّ كهذا لن يدمر كل شيء

" أجل رجل حاول قتلي يا جدي وحين هربت خارج المرج إلتقيت مارياس وهو أخذني "

كان الوضع يهدئ تدريجياً، لكن الأسلحة لم تنزل أرضا
"لقد أخذت حفيدتك لحمايتها، لكنك لم تنجح"

وجه مارياس الكلام للدوق غابرييل آرماندو بكل جرأة، وكان الدوق يجذب الهواء بقوة كي لا يفقد أعصابه، أعلم كم كره حقيقية كلام مارياس

لكن، ماذا سيحدث لو علم أن من فعل ذلك كان وريثه، وريثه الذي يحدق بي الآن بشرّ العالم يعرف أني لن أفعل ولن أقول شيئا

يعرف أن لا حول لي هنا ولا قوة، يعرف أني أتأرجح بين جانبي صراع ينتظران الفتيل لإحراق المكان

" لم تصب زوجتي بضر وهي معي، لم تصل حياتها للمحك مثلما فعلت لديك"

أنا على وشك الانفجار، فقط قطرة واحدة وانتهي

" وماذا يعنيه هذا أيها الكابو، تعلم التقاليد والعادات!"

لكن يا جدي إذا بقيت هنا لا أستطيع التخمين أين سيصل وريثك معي، اعتداء جنسي وجسدي ولفظي حصلت عليه بالبقاء حوله ربع ساعة

ماذا سيفعل إذا بقيت هنا أسبوعا

" فالتحترق العادات والتقاليد، زوجتي ستأتي معي وإلا لن أبرح قصرك قبل ارتكاب مجزرة"

عادت الأوضاع كما كانت وتأهبت الأسلحة، وهنا وصلت للنهاية
هذا يكفي

" أنا لن أبقى هنا أيها الدوق" ألقيت كلامي، وتحكمت بصوتي الثابت

حينها رفع جدي عينيه إلي ولانت تعابيره، فتح فاهه لقول شيء ما لكنني قاطعته

" أشكرك على جهدك معي يا جدي، وأنا أقدر ما بذلته معي رغم رفضك الدائم لي"

لكن جدي أوقفني "من أخبرك بهذا الهراء ؟ دافيير؟ أنت حفيدتي ولا يوجد أي فرصة لي كي أرفضك!"

لقد صرخ جدي عالياً، صرخ علي، أو ربما على اعتقادي الذي أحاول إفلاته ولا أقدر

"انتبه لنبرتك وأنت تحدث زوجتي أيها الدوق كي لا أنسى من تكون" صرح مارياس واعاد الزناد للخلف وصوته اخترق عقلي

"لقد نسيت بالفعل من تكون حين أردت قلب عائلتي علي أيها الكابو"

وقام جدي بنفس الفعل، ثانية واحدة وينفجر الرصاص وثانية واحدة وتنقلب الأوضاع

" يكفي!" لم ارفع صوتي، لكن نبرتي كانت حازمة متعالية واضحة وكافية لهما أن يوقفا هذا الهراء برمته

لقد اكتفيت، هذا يكفي، ما الذي جعلني أدخل هذا العالم من الأساس ؟ وكيف بحق الإله صرت نقطة صراع بعدما تعرضت لكل أنواع النهب لحريتي وروحي

"إني ارفض رفضاً قاطعا أن يحاول أيٌّ منكما التدخل والتأثير في قراراتي" صرحت بذلك واقتربت من جدي، لقد نظرت لعينيه ورأيت كيف مرت الدهشة داخلهما، عيناه الجميلتان انكسرتا بالحزم والقوة مثلما كنت أنا، مع أني أشعر كيف ترتجف ركبتاي

"أنت جدي، وسندي وأعتز بكل لحظة أحمل فيها لقبك ولا يحق لأي شخص كان أن يحاول طمس هذا"

لقد جعلت كلامي يقع على مارياس بوضوح، ثم أخذت نفسا

"لا استطيع البقاء يا جدي، ليس لأنني لم أحب المكان أو لأنني لم أحبك، بل لأني سئمت من الوقوف كبيدق تحركونه كما تشاؤون على الرقعة "

كانت هناك تلك اللمعة السريعة في عيوني جدي وفيها فخر جعلني أقف أكثر، متاجهلة وجود سافيدش الذي يترقبني كالقناص لينهي حياتي

" التي تقف أمامكم هنا حفيدة آرماندو غابرييل وزوجة مارياس دافيير،  ونقطة التوازن التي يتوق لها كل شخص هنا"

إن تقف وسط المافيا والكبار منهم، لتعلن مباشرة سلطتك الغير مصرح بها، كالانتحار البطيء

" أنا التي تمسك مصيركم هذا ولست مخيرة، لذلك سأحرص على أخذ السلطة كما قدمتموها لي "

نظرت لمارياس، لم يكن في تعابييره شيء من الاذى أو القلق، لكنه هادئ وينظر إلي، بتحدي، مجددا يتحداني

" والآن ستتوقفون عن امساك حبال اللعب، ينتهي هذا الآن ومثلما أردت أنا سيحدث " قلت متمسكة بأعصابي ونظرت نحو الجميع، الكل يلتف حولي والأسلحة تقع

" أنا ذاهبة مع الكابو دافيير، ولكن….."

توقفت ونظرت لمارياس بعيني أحذره بكل وضوح أن يرفع جدار حقارته حالياً

" إذا حدث أي نوع من الخلاف، سأنهي هذا الزواج ولتحترقوا في ناركم التي أضرمتموها، ولو عنى ذلك موتي سأقدمه لكم"

أخذت نفسا وعلمت أن الموضوع انتهى حين وقعت الأسلحة كلها وتنهدت النفوس

"  لكني لن أقدم لكم روحي أبدا لتنهشوها، وإذا حاولتم ذلك مجدداً سأكون أنا عدوكم وسنرى من يربح مباراة التضحية هذه"

وهنا فقط حين أعلن مارياس قائلاً "العروس لآل دافيير والمجد لأرماندو وأي اعتراض يعني رفع قبعة الحرب"

لكن الهدوء الذي تلى إلقاءه كان وعدا قاطعا أن هذا التوتر انتهى

لحد الآن فقط.

.

.

.

آسفة على العيدية المتأخرة 🤍

كل سنة وانتو طيبين وعيد مبارك للكل 🤍

رأيكم بالبارت ؟

مارياس وايفارلين؟

دخول ادوارد وماري 💅🏻

يلي صار آخر شي ؟

.

الحمد لله

أستغفر الله

Continue Reading

You'll Also Like

2.2K 322 5
- روض ذكرياتك بحديقة الذاكرة فقَد تفترسك يومًا، القفَص سيهتَرأ بَعد ازَل. ولاتَدع أسماك العواطفْ تلتهم الطُعم، لربما تكون قُوت قرشٍ سَاغبْ. تنوِيه...
14.7K 937 11
لطَالمَا اعتَقدتُ أن ما كانَ نمُوذجِيًا لنا و يَبعثُ السُخرِية هو الذِي جعلَ كلَ ما حدثَ فَريدًا بشَكلٍ مُضحِك. يمكِنُ التَنبُؤ به لكِن لم يَتوقَعهُ...
34.6K 1.8K 8
"تنفسي بداخلي وان خذلتكِ انفاسك فخاصتي لن تفعل،" العَديد من القَواعد يَجب ان تَكسرها حتى تشعر أنك على قيد الحياة وان تَعلم انه لا يوجد شِرير او بَطل...
873 70 6
شارلوك هولمز&جاك السفاح.... هما نقطة بداية كل شيء من رماد الموت يخرج العنقاء ومن رحم الموت خرجت بطلتنا..... دارت أحداثنا في لندن عن قاتل متسلسل يدعى...