عسى يفتديك لسان شاعرك و حصانه

By rciwei

3.2M 97.3K 16.9K

حسابي في الأنستقرام ؛ rciwei » لا اُبيح نقل الرواية أو إقتباسها « قد يُعرضك نقل أو إقتباس أو سرقة الرواية ب... More

البدايه
١
٢
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١١
١٢
١٣
١٤
١٥
١٦
١٧
١٨
١٩
٢٠
٢١
٢٢
٢٣
٢٤
٢٥
٢٦
٢٧
٢٩
٣٠
٣١
٣٢
٣٣
٣٤
٣٥
٣٦
٣٧
٣٨
٣٩
٤٠
٤١
٤٢
٤٣
٤٤
٤٥
٤٦
٤٧
٤٨
٤٩
٥٠
٥١
النهايه

٢٨

66.7K 1.7K 222
By rciwei

» عند وعـد «
طلعت كوثر تفتح الباب:ياهلا ياعارف
عارف:هذا سحوركم يمه
ابتسمت كوثر تهز رأسها له:انتبه لنفسك يمه
عارف:لاتوصين يالغاليه
ابتسمت و سكرت الباب و حطَت الاكل على الطاوله:هذا سحورنا
هزت رأسها وعد بالنفي:ما ابي
التفتت سلطانه و نطقت:ولا انا ، مالي نفس بالمرّه
تنهدت كوثر:حتى انا والله لكن مايصير ورانا صيام و تعب
اكلو لقمتين و شالو السحور و توجهت كوثر تنسدح على السرير اللي جمب سرير سلطانه و تغفي من تعبها ، تقدمت وعـد تجلس على الكرسي اللي مقابل سرير سلطانه و ابتسمت تناظر سلطانه:ان شاء الله تهون
سلطانه ابتسمت و هزت رأسها و هي تناظر لساقها و نطقت:كيف صار كل هذا بلمح البصر وعد ؟
وعد تنهدت:مدري مدري لا تسأليني كيف و ليه
اخدت نفس سلطانه تتأمل ساقها بـ حزن ، بلعت ريقها وعد بعد تردد كبير و نطقت:سلطانه
التفتت لها:لبيه وش بك
نزلت انظارها وعد للإرض و هي تفكر بألف حيره و ألف تردد و بدّلت أنظارها لسلطانه:قالي انتي بوجهي
عقدت حاجبها سلطانه:منهو ؟
بلعت ريقها وعد:و قالي انتي بشنبي  
سلطانه:لاتجننيني
وعد بـ نبره هاديه:خلف
سلطانه بـ صدمه:يمه ! وعد لايكون
وعد هزت رأسها بالنفي بسرعه:لا لا رايته بيضاء و نيته صافيه حتى حتى قالي إنه مثل اخوي بالممرات قبل شوي
اخذت نفس سلطانه بهدوء و إرتخت ملامحها:ياحليله الله يسعده بعد ماشاف إنك وحيدة أبوك و ابوك قاسي عليك حاول يوقف معك
بلعت ريقها وعد من حسّت ان سلطانه مافهمتها صح ، هي اقرب شخص لها عيّت تفهمها صح لإن محد يستوعب الشعور اللي هي تحسّه ، هي كانت بتخطي خطوه لكن ترددت ألف مره بعد كلام سلطانه و صدمتها و ذهولها ، اخذت نفس تتكتف و تسند ظهرها على الكرسي و هي تتأمل الأرض و تهوجس بـ حيره و ضياع مشاعر ولا تدري أي درب تسلكه لإن كل الدروب بنظرها خاطئة و مسدودة ، قاطع حبل أفكارها سلطانه اللي نطقت:ماتحركت به شعره
رفعت انظارها وعد لها و كملت سلطانه:ولا سأل عني ولا جا ولا تطمن وعد !
بلعت ريقها وعد:هالمره ماقدر أعارض ، فعلًا بارد و هالموقف مو محسوب له ، سلامات ضيف شرف ؟
اخذت نفس سلطانه بـ ضيق:يهون جرحي لو انه جا و تطمن لو انه جا تكلم عالأقل كلف على عمره و نطق بكلمه او كلمتين ، طيب لا تتطمن لكن عالأقل تعال معنا قلهم ودي امشي و انا وقتها بفهم بففهم خوفه و محبته ! لكن وعد انا مقهوره
وعـد سكتت تناظرها ، كملت سلطانه:انا كنت شاكه انه مايبيني لكن الحين تأكدت وعد وش هذا البرود ؟ تكفين قوليلي انه مجبور قوليلي ان العجيز خوفته و اجبرته و كالعاده محد يردها قوليلي انه رخمه ماتحركت فيه شعره و خطيبته كانت بتضيع منه و انحرقت ساقها قدام عينه شوفي شوفي
اشّرت على ساقها:الجلد انشوى و انكوى من الحراره و هو باارد ولا تحرّكت به مثقال ذره ! وعد انا خايفه اكمل حياتي مع واحد زيه ما ابيه
وعد:من حقك ولا اقدر اقولك لا ، هرّجي ابوك بهالموضوع ياسلطانه و ماضنتي بيردك
سلطانه:انا اتخذت قراري بعد هالموقف اللي صار ولا ودي أتراجع به و بكيفهم
وعد:ابوك بيفهمك ، بيفهمك سلطانه مثل ماصدّق كذبتك قدامنا قبل ساعات
تنهدت وعد تكمل:هذا و انتي قايله الكذبه عشان تفكيني من ابوي ، غيرك قال الصدق لأبوه و ما صدقه
بلعت ريقها سلطانه بـ غصه:بس ابوي اكثر شخص ينتظر زواجي و اكثر شخص متحمّس و متشفق له ، عيلة ال عتيق كلهم مستعدين لهالزواج بكل لهفه وشلون اصارحهم وشلون اقولهم اني ما ابيه وشلون اخلي فرحتهم تلاشى؟
تنهدت وعد:سويها  وبحريق هم و فرحتهم ، من متى يبنون فرحتهم على تعاسة غيرهم انتي اللي بتتزوجين مهب هم
سلطانه:خايفه خايفه من ردة فعلهم خايفه وعد خاايفه بعد كل هذا الحماس اصدمهم بإني بفصخ الخطوبه و انهي كل شيء
وعد:انا معك ولا عليك
» خلف «
جا عارف عندهم و نطق:ياعمي تقدر تروح تتسحر مع سعود تحت انا بجلس مع خلف ازهل
هز رأسه ظافر:تسلم ياولدي لا تطولون
هز رأسه بتفهم و مشى ظافر و دخلو على الدكتور و جلس خلف على الكرسي بـ ألم و مقابله عارف ، نطق الدكتور: أيه المشكله بالضبط ؟
تنهد خلف:يادكتور انا عندي الم ف كتفي منّا
اشر له على كتفه ، هز رأسه الدكتور:هو الالم جدا قوي ولا معقول ؟
خلف:يعني هه قوي و مهب قوي
الدكتور:افسخ توبك و حدد لي المكان بالضبط
خلف:اخو العيال
ضحك عارف بـ طقطقه يقلد لهجة الدكتور:افسخه
الدكتور ناظرهم بإستغراب:في ايه ؟
عارف:ولا شيء افسخ يابن محمد
خلف ناظره بـ حده:لابو وجهك يالسلقه
ضحك عارف و رمى خلف ثوبه على الكرسي و أشر للدكتور على مكان الالم بالضبط ، عقد حاجبه الدكتور:هو دا المفصل ، طب اهوه دقيقه جايك
وقف الدكتور و مشى متوجه عند خلف و وقف و هو يفحص الكتف:يانهار اسود ، هو دا في ورّم ، و فيه كدمات
رفع ذراعه الدكتور يمد يده على المنطقه و يقول:لو تألمت احكيلي
هز رأسه خلف و همس:هحكيلك يادكتور عن سبّة علتي و دواها
الدكتور: ايه ؟
خلف:يادكتور سلامتك طال عمرك اضغط و هحكيلك وش ياجعني
ضحك عارف بـ خفوت ، حطّ الدكتور اصبعه على منطقه الكتف و صرخ خلف:ااخخو عاارف ابك ااااااح
فزّ عارف:ابشر بسعدك ياخو عارف وش بلاك الله يقلعك خرشتني
فزّ الدكتور:اي ده ؟ هو لدي الدرجة الالم قوي ؟
خلف بلع ريقه بـ خوف:ماخبرت لي دكتور دفش و معضل انت من وين جاي ابتليتني الله يبليك ااح
الدكتور التفت لعارف:هو ده يهزر ؟
عارف كتم ضحكته:لا يادكتور ماعليك يدعي لك اسحب عليه
تقدم الدكتور يتصل و يستدعي طاقم طبي
خلف بـ الم يقاوم و يناظر عارف:يدعي لك اسحب عليه ؟ ليتك ساكت انت الثاني
تقدم عارف عنده:تستاجع ؟ افا ماهقيتك ضعيّف يابن محمد
خلف:اقسم بالله ياعارف ان اشقلبك انت و ذا اللي يهذري فوق راسي و افحطكم بالمستشفى ذا كله ، ابك استااجعت لعنبوه من الم يارجال
ضحك عارف و التفت للدكتور اللي كان مشغول يتصل و يتكلم بجواله ، و صد يناظر خلف:احمد ربك مايفهم هرجك ولا كان انا وياك مطرودين مع البسّس اللي برا
خلف التفت للدكتور:يادكتور تكفى انت دبغت هالالم و زدته علي ابك انا مت و حييت
الدكتور قفل المكالمه:هو هييجي الطاقم الطبي ، الله اعلم انه اصابتك بليغه
خلف عضّ شفايفه:ابن ابووي وش اصابته ذا ورم بسيط و بيخف
عارف:ورم بسيط اجل ياورع
الدكتور تقدّم:طب هوخز وخزه بسيطه اهوه و انت قولي ادا الالم قوي ولا لا
خلف:بس يادكتور مهب نفس اللي قبل شوي
الدكتور:اللي قبل شوي كانت ضغطه بسيطه لكن المنطقه تضررت بشكل كبير و واضح ، اهو الورم باين من برا
تقدم عارف يناظر:ابك العظم ياخلف وراه كذا
خلف:سو اي شيء يادكتور هجّد هالعلّه اللي صابتني يالعنبااها
وخز الدكتور بـ رفق و بهدوء على الكتف و نطق خلف:وقف تكفى ابك يادكتور الالم ينهش كتفي نهش
الدكتور وقف و ضرب كفوفه ببعض:اهو لقيت المشكله
جلس الدكتور يعبي الاوراق اللي عنده و التفت خلف لعارف:ااخ المووت ياعارف المووت
عارف:معقوله الجرذي اللي يقاله مشاري مسوي كل هذا ؟
بلع ريقه خلف:هو وقت السلقه تجيب طاريه خله يذلف
قاطعهم الدكتور:اشوف اهوه بتقدر تحرّك ذراعيك ؟
حاول خلف يرفع ذراعه لكن ماقدر من الالم و نزلها بسرعه ، هز رأسه الدكتور و كمل يسجل بالورق ثم رفع راسه و نطق: هنعملك اشعه سينيه ، انت كتفك فيها خلع
وسّع عيونه عارف:اححه
خلف:وشنهو يعني ماله دوا ؟
الدكتور:هنعمل اشعه سينيه بعدها بنحدد مدى خطورته
توجهو يسوون اشعه مع الطاقم الللي يساعدهم و أشّر الدكتور له بعد ما إتّضحت لهم العظام و الكتف و أشر الدكتور على مفصل الكتف:هو ده المفصل ، هو مخلوع متل ماهو واضح لكم فالصوره ، دا هو جزء من عظمة الذراع العلويه خارج تجويف الكتف متل مانتو شايفين اهوه
و أشّر على الكتف:وفيه جزء اخر داخله مش طالع ، دا اللي طالع هو الخلع بقى
اخذ نفس خلف:يارب سترك
الدكتور:هو الاصابه من ايه بالضبط ؟ هو انت تعرضت لحادث مروري ؟
هز رأسه خلف بالنفي لما تذكرها ، لما تذكر السوق و رف المكتبه اللي طاح على كتفه بـ قوه ، و قلم مشاري اللي ضربه و غرسه فيه اكثر من مره ، بلع ريقه:لا
الدكتور:من متى الالم مرافقك ؟ و تعرف الاسباب ؟
خلف:اعرفها
الدكتور:احكيها
خلف تنهد:مكتبه يادكتور مكتبه طاحت على كتفي بس تجاهلت السالفه قلت يمكن الم خفيف و بسيط و يروح لكنه اشّتد علي
الدكتور بـ عصبيه:هو دي المصيبه ! هو فيه احد بتطيح عليه مكتبة كتب و يحس بالالم و بيحكي انه مجرد الم طبيعي ؟ يابني انت طبيعي ؟
عارف عضّ شفايفه:يادكتور ذا يتعاطى دلاخه احيانا
لف له خلف:اسكت انت
عارف:اهاه هي ذيلك الليله بالسوق ؟ يالحمار من ذيك الليله تستاجع ولا قلت لي ولا علمتني
خلف:ماحسبها قويه
الدكتور:هي من كم يوم ؟
خلف:توها يادكتور يمكن ماصار لها اسبوع اتوقع او اسبوعين
تنهد الدكتور:مصييبه انتَ مصيبه كبيرة اوي ، انت عارف لو انك جاي لنا بوقتها ممكن يكون الالم خفيف و مجرد جرح ؟ لكن بإهمالك دا انخلع الكتف
خلف:لا يادكتور انا تهاوشت مع واحد و تلاعنت انا وياه و مرتين يمكن طحت على الارض و على الكتف بالذات ، و واحد طلع قلم و غرسها منّا
أشّر خلف على الكتف و كمل:وقعد يطعني بها لين ماحسيت بالالم ذا كله
تنهد الدكتور:الكتف والله اعلم مكانش مخلوع من المكتبه ، المكتبه ضربتها كانت على الكتف و ممكن هي اللي تسببت بخلل حركة الكتف و تسببت بشيء بسيط من الخلع ، لكن والله اعلم انك بتشتغل على كتفك دي و تشيل بيها و غير كدا المشاجرة اللي حصلت دي سبب رئيسي لأنعدام الكتف عندك
كمل الدكتور كلامه و هو يعطيه الورقه: حاليًا بحدد لك علاج مرّخي عضلات أو مسكن للألم ، و هنعطيك جبيره تلبسها تحت لبسك دا تلازمك لمدة أسابيع لين تتشافى الكتف تماما ، ولازم نعمل لك إعادة تأهيل و نساعدك ف أنه تقوّي العضلة من جديد
تنهد خلف:تكفى ياليل
الدكتور أشر له : الجبيرة مضطر تلبسها لحتى تمنع الكتف من التحرّك لين يتعافى مفصل الكتف
خلف:طيب بعدين يادكتور انا ماشي
قام خلف و مسك ثوبه و مسك ذراعه عارف:اقعد
خلف:العن الشيطان مانيب قاعد
عارف التفت للدكتور:سو كل مايحتاج له ، ماعليك ذا جاهل لصحته
مسك عارف الثوب و سحبه من بين يدين خلف و نطق:انا طالع بجيب سحورك لاخلصت جلستك مع الدكتور
تأفف خلف:ملعون جدف و ما تترك لعانتك
عارف:ايه بس اقعد
طلع عارف من عندهم و توجه عند عمه ظافر و سعود ، جاهم و نطق ظافر: يابن الحلااال الاذان باقي عنه أربعين دقيقه عجّل
عارف جلس:اقلطوا اقلطوا
جلس سعود و فرشوا السفره و نطق ظافر:بسم الله و خلف وينه ؟
عارف رفع اكمامه:الدكتور عيا يطلعه لإن كتفه بها خلع
رفع حاجبه سعود:اوووف
ظافر: لا اله إلا الله يا انه ابيض وجه و رجال ، انخلع كتفه من شان هالبنات ، عزالله أنه نشمي و رجال من ظهر رجال
تنهد سعود:يالله يالله اقلطوا
بدأو يسمون و ياكلون
بعد مرور الوقت طلع خلف من عند الدكتور و على كتفه الجبيره السوداء اللي لونها واضح رغم أنه لابس ثوبه الإبيض و اللي عليه ثقب صغير بمكان غرسة قلم مشاري .. طلع لهم و معه المويه و جلس ، نطق ظافر:سلامات ان شاء الله ماتشوف شر
خلف هز رأسه:مايجيك
ظافر:انا وصيت عارف يوصلك سحورك فوق وراك ما اكلته ياولدي ؟
خلف:ما ودي ياعم ، مالي شهوه بالاكل هالحين
تنهد ظافر:ماعليه يصير خير ان شاء الله ، وش قالك الدكتور ؟
خلف:لازم اراجع بكره عنده يشوف حال العظم عطاني ادويه و تدريبات والله مدري وش سالفته
طافر:اي اسمع كلامه ياولدي خلع الكتف مهب شيء سهل
هز رأسه خلف بتفهم و توجهو للمسجد ينتظرون المؤذن يقيم
» في مزرعة إرّديس «
جالسين بالصاله مجتمعين مرعوبين بعد كل اللي حصل ، طلعت ناديه ب وشاح الصلاه تناظرهم:لا حول ولا قوة إلا بالله يابنات الحلال قمن شفن عمركن دبرن حالكن مهب كذا قاعدين ، الملحق شطفناه و خلصنا وراكم للحين مصنمين ؟
تنهدو البنات اللي قاعدين و طلعت سارا من الملحق بعد ما رتبت اغراضها كلها بمكانها ، طلعت و بيديها اغراض و نطقت:شوفو بالله
التفتوا لها و كملت:روجي اللي اشغلت ابوي فيه اغلى روح عندي انكسر ! و غير كذا البلشر هذا الثاني غاالي شريته و شوفو كسروه باردين مبردين !
تنهدت عزيزه اللي جالسه:ماعليك يابنتي ابوك بيشتري لك غيره بيعوضك عن خرابهم
رمقتها بدريه بـ نظراتها و تأففت تقوم و تتوجه للمغسله تتوضى ..
قامو الحريم توجهو لغرفة المصلى و صلو الفجر و استغلت ابتهاج إنشغالهم بالصلاه و مسكت ذراع سارا اللي واقفه و معها عبايتها بتدخل تصلي ، عقدت حجاجها سارا:نعم
إبتهاج:جوالك وينه ؟
سارا:مو من جدك
إبتهاج:عجلي علي وينه
سارا تأففت:والله العظيم مو وقتك اتركيني ، في احد بيسأل عن فستان الحين ؟ فاضيه انتي ؟
تركتها و مشت سارا تدخل تصلي ، اخذت نفس إبتهاج و بللت شفايفها و مشت للملحق في عزّ الهدوء اللي بالمكان و سكرت الباب وراها و هي تدور بين الأغراض جوال سارا ، لقته و ابتسمت بـ خوف و التفتت وراها تتطمن ان مافيه أحد ، و فتحت الجوال تتوجه للإتصالات و أنصدمت لما شافت آخر مكالمه كانت الساعه ٨ ! وقت صلاة التراويح ! بلعت ريقها بـ ربكه من فكرت إنها ممكن تكون سارا فعلا غدرت فيها و أخذت الجوال و إتصلت و تعرفت على مساعد !
بدون تردد إتصلت عليه و أنصدمت أن الرقم مرفوض و مغلق ، اخذت نفس تهدي ربكتها و شكوكها بـ أن سارا فعلًا سوتها و الان مساعد أغلق رقمه عشان يتواصل مع سارا برقم ثاني ، بدأت ترجف بـ خوف هي ماتوقعت إنها فعلًا حبته لهالدرجه إلا لما حسّت بالغيره لدرجة ترجف بـ توتر و تحس إنها بتبكي بتنهار ، و خصوصًا أن اخر مكالمه كانت بالليل ، رجعت الجوال مكانه بـ ربكه و طلعت بسرعه تسكر الملحق وراها و دخلت الحمام تسكر الباب و تسند ظهرها على الباب و هي تتنفس بسرعه ، ماكانت تتوقع من سارا تغدر فيها كذا و بكل هذي السهوله ، عضّت شفتها تمسك دموعها و تتذكر إنها إتصلت مرتين و الرقم مرفوض ، غيّر رقمه عشان مايتواصل معها و تفكيرها و شكوكها إن السبب سارا ورا كل شيء ..
قاطع وضعها كادي اللي طقت الباب:من بالحمام
إبتهاج بـ توتر بلعت ريقها تعتدل بوقوفها و تمسح دمعتها:اانا انا إبتهاج
كادي:عجلي
و مشت كادي ، اخذت نفس إبتهاج تلمّ شعرها بـ بكلة شعر و تربطه ذيل حصان و تتقدم تغسل وجهها تتناسى كل شيء ، طلعت تتوجَه للمصلى و صادفت بوجهها سارا اللي تناظرها ، تجاهلتها إبتهاج و دخلت المصلى تصلي
» عارف «
طلعو من المسجد و نطق عارف:ياعمي رح ارتاح بالمزرعة الامور طيبه
تنهد ظافر و هم يمشون:هو فيه راحه ؟ مكاني هنا أريح لي من القعده بهواش ابوي و بدر
تنهد خلف من تذكر بدر و تهديداته على بنته ، من تذكر أن بدر مستحيل مستحيل يخلي خلف يمسّ شعره من بنته ، اخذ نفس بضيق:خلك معنا ياعمي ، اخاف بعدين يصير بالبنت شيء و يحطنا السبّه ، عاد هو يتوقع كل شيء من الختاله
تنهد ظافر و وقف يناظر خلف:لاحول ولا قوة إلا بالله محشوم يابن الحلال ماعليك منه ، بدر هذا مطلع عيوننا مطلعها و متعبنا ، انت مهب أول واحد يقولك هالحتسي ولا اخر واحد ، كلنا كلنا اكلنا منه هالكلام و السوالف
هز رأسه خلف:الله يعين ان شاء الله
طافر:حقك بيجيك ولا حنا براضين ينغلط عليك عندنا و حوالينا و انت دامك بمجلس آل عتيق فهو واجب علينا حماية كرامتك
ابتسم خلف يتقدم يحب خشمه:جعلك سالم ياعمي
مشو و حجزوا فندق قريب من المستشفى و قعدوا بالشقه اللي فيها غرفتين و كل غرفه بها سريرين ، دخل ظافر مع ولده سعود لغرفه يستعدون للنوم و دخل خلف و عارف غرفه ثانيه
رمى ثوبه عارف على الأريكه و انسدح على سريره بـ سروال و فانيله بيضاء يناظر السقف ، تقدم خلف و رمى ثوبه و جلس على سريره يمسح رأسه و ياخذ نفس يناظر الجبيره و التفت لعارف:تعال عاوني برميها
عارف يناظر السقف:خلها و ارقد فيها
خلف:بارجال غاثتني يكفي استحملتها لساعات تعال
تنهد عارف و قام يساعده و رمى الجبيره على الطاوله اللي جمبه ، و رجع ينسدح على سريره ، اخذ نفس خلف بـ ألم يحرك يده يمين و يسار بـ رفق ، ثم تنهد و عدّل جلسته ، التفت لعارف اللي نطق:ليه ماعلمتنا
عقد حجاجه خلف:وشنهو ؟
عارف انسدح على جنبه اليمين و التفت لخلف:ان نظرك ردّ كله
تنهد خلف:أن قلت لك خوف صدقتني ؟
عارف:معصي مهب انت اللي تخاف
خلف ضحك:عزالله خفت يابو وافيّ
عارف عدّل جلسته و تربع:عن الهرج اللي ماله داعي ، قلي ليه ماقلت
تنهد خلف:باليوم اللي ردّ لي نظري به مشيت جاي لكم ، و قبل اجيكم ديورت للحمامات و قبل اخطي خطوه و ربي بعالي سماه يعرف بنيتي اني مابغيت اسرق السمع لكنها صدفه و يمكن رساله لي و مهيب اي صدفه و يا ليتني ماسمعتها
كمل كلامه :سمعت بدر يقول إنه مايبيني بهالمزرعه أن كان نظري ردّ
عارف ضحك بـ سخريه:انت صادق ؟
خلف:ينقص لساني ياعارف لو تبليته
تنهد عارف و كمّل خلف:يهرّج عمي مترك و يقوله أن نظري بدا يرجع و كلها مده و بيرجع كامل و ماهو مستأمن بي ، و اظنه شاك ان نظري راد كله ، شفت وش سوا يوم درا إني عند بنته ؟ قوم الأرض و قعدها لو الودّ وده يذبحني بمكاني
عارف:ولعنه يارجال ولعنه و بلعنه ، وقفو بوجهه كل عمامي و اولهم جدي عتيق يا خلف ، تظن انه بيطردك من هالمزرعه عشان نظرك ردّ و جدي راسه يشم الهوى ؟ يخسي
خلف:و وش يأكد لي إنه يخسي ؟ لا بعد ليلة امس زاد شكه و وكاد إنه تأكد إن نظري سليم ، ولا واحد يشوف الدنيا غباش يقدر يدافع عن عرض بنتين ؟ و يضرب واحد لين يدوخ مخه ؟
اخذ نفس عارف:طيب و انت وشلون طبيت عليهم
خلف:انا بنشرت بنص الطريق و ركبت مع عامل يوصلني للمزرعة ، و بدخلتنا شفت سياره سودا قدام البيت ، انا مانيب خابر لأحد منكم هالسياره لكن ياعارف من شافنا جايين صوبه ركب سيارته و ضرب بالفرامل و هج ، ارتعت و شكيت به مايطمن ابد و رحت لباب البيت اطقه الا و هذي سلطانه تصرخ و تقول أفزع و طبيت عليهم مع الجدار و صار اللي صار، هذا الكلام ياعارف قلته بمجلس جدي عتيق لعمامك قبل لاتجي انت ، انت ماكنت موجود
تنهد عارف:كل عمامي يصدقونك ألا عمي بدر ، بس انا مستغرب منهو اللي قدام البيت ؟ معقوله هو خويه ؟
رفع اكتافه خلف:علمي علمك ياعارف لكن ااه لو طاح بين يدي ، ان اذبحه بدال خويه
عارف:عزالله انك شايش عليهم يابو محمد ماعلينا هالحين بدر و خلصنا منه ، باقي بنته
بلع ريقه خلف و بدّل أنظاره لعارف اللي يناظره ، ابتسم عارف بـ خبث و غمز له:وش علمك
خلف:عجل لي وش تبي توصله ؟
اخذ نفس عارف ينسدح و يحط يديه خلف رقبته:مدري شفيك تشقلبت ملامحك انا قاعد اسألك بس
خلف:انا اقول نم
عارف التفت له و شافه يتهرب و يحاول يعدّل سدحته بينام ، و نطق:يالشاعر ماعلمك الشعر ان راعي الهوى مفضوح
ضحك خلف و همس و هو يصد عن عارف و يلف جسمه للجهه الثانيه و يرفع البطانيه عليه:الله يلعن الشيطان ارقد ياحيوان
ضحك عارف و انسدح يغطي نفسه و يرقد ..
في حلول الساعة ٦ و دخول وقت أذان المغرب ، طلع خلف بعد ماراجع من الدكتور و توجه مع عارف لين غرفة سلطانه و طقو الباب و دخلوا عندهم حصلوا سلطانه على السرير و مغطيه ساقها اللي طالعه ب مفرش ابيض من مفارش المستشفى ، و عندها كوثر واقفه ، تقدموا و سلموا عليهم و خلف صاد يناظر الأرض ، نطق عارف:سلامات إن شاء الله
كوثر:ها يمه جاكم فطور منهم هناك ؟
هز رأسه عارف ببالنفي:ما دقيتي عليهم يمه ماشفتي وضعهم انتي ؟
كوثر تنهدت:ادق من وين و اشوف وين هذا حنا مسطبلين هنا بدون لا جوالات ولا هم يحزنون وشلون أتواصل و اهرجهم علمني ؟
اخذ نفس عارف و طلع جواله يدق على أبوه وافي و حط الجوال على اذنه:الو يبه .. اي .. لا الحمدلله أبشرك الامور طيبه .. ان شاء الله .. تبشر .. ماعليك ان شاء الله .. المهم يبه بغيت اسأل هم جهزو لنا فطور ؟ انت خابر امي مع..
رفع راسه يلتفت يمين و يسار يدور على وعد و استغرب بإستنكار ثم كمل:اي يبه امي مع سلطانه و وعد بنت بدر ولا عندهم شيء يفطرونه جبنا لهم تمر و حليب من الدّكان .. اوف مجهزين ؟ .. منهو ؟ .. فيحان ؟ .. يوه يايبه ترسلون فيحان ذا بيقرشع الدنيا بيجي الاكل مخبوص .. ايه ان شاء الله .. يالله توصي شيء ؟ .. أبشر يايبه ماعليك الأوضاع طيبه .. يالله سلام
اخذ نفس يرفع انظاره لهم:يقول مجهزين و الاكل يجيبه فيحان
خلف:عزالله مافيه فطور لنا الليله دام فيحان بالسالفه
ضحكو و استغرب خلف من عدم وجودها بـ خوف و التفت لليمين شاف دورة مياه بالغرفه ، بس الغريب دورة المياه مفتوح بابها بـ طرفه و واضح محد فيها ، اخذ نفس بـ قلق و طلعوا من عندهم و قبل يمشون او يخطون خطوه مدّ خلف يده يمسك ذراع عارف اللي استغرب:وش العلم
خلف:صاحي انت ؟
عارف:وش بلاك
خلف:بنت بدر مهيب معهم
عارف:اي عادي تلقاها بالحمام
خلف:اي حمام الحمام مفتوح ياورع
عارف:لا لا انت مسحور رسمي
مشى عارف يدخل الغرفه و يتنحنح و رفع راسه شافهم على وضعهم و نطق:يمه انا كنت بسألك قبل شوي بس تناسيت
تقدم خلف عند الباب صاد ، كمل عارف:بنت بدر وينهي ؟ لايكون برا ؟ قلنا لكم ان احتجتوا شيء وصّونا لو لكم شغله عند السكرتير تحت بلغونا و حاضرين
كوثر:لا يمه هذاهي وعد هنا من قبل شوي دخلت الحمام
سلطانه:وعد صح !
التفتت سلطانه لدورة المياه:يمه صار لها أكثر من ساعه ولا لها حس !
بلع ريقه خلف بـ خوف و تقدم لهم يناظر و هم لابسين براقعهم ، كوثر:ويَ بسم الله خل اقوم اشوفها
قامت كوثر و بلع ريقه خلف بـ خوف إجتاح داخله ، هي لها اكثر من ساعه مايدرون عنها ولا وش صار عليها ، خاف فعلًا يكون فيها شيء ومازاد خوفه و رجف جسده و قلبه إلا لما سمع صرخة كوثر:ياويييلي
شهق خلف و ركض بسرعه يسابق عارف و دخل عند الباب أول واحد و شاف وعد اللي بجمب المغسله طايحه و ظهرها على الجدار مسنود ، بلع ريقه بـ خوف هي واضح كانت تبي تغسل وجهها لكن مايدرون وش اللي حصل لها بالضبط ، قامت كوثر تسترها و تغطيها بالطرحه ، خلف اخذ نفس بـ رجفه يركض و ينادي الممرضين بـ جنون:تعالي تعالي فيه انسانه مغمى عليها في بنت طاايحه
الممرضه:هو فيه اي ؟ هو حصل اي بالضبط ؟
سحب خلف ذراع الممرضه:اقول اعجلي علي مانيب فاضي للتحقيق
سحبها وراه و هو يركض و دخلهم
شالو الممرضات وعد بـ سرير و طلعوها لغرفة ثانيه و معها كوثر اللي تستر جسد وعد بـ العبايه و تلف الوشاح الأسود على وجهها و تمشي معها لين دخلوها الغرفه و وقفت كوثر عند الباب مع خلف اللي واقف على أعصابه و عروق وجهه و يديه بارزه من كثر ماهو حارّ و دمه يغلي ، هو قلبه كل يوم يوجّعه عليها كل يوم يحسّ بإنها فعلًا تحتاج له ، و كل يوم يشوفها ضعيفه أكثر من اليوم اللي قبله و تحتاج من يحتويها و يوقف معها يساندها ، سند ظهره على الجدار:هالمصايب كلها تتجمع بلحظة وحده ؟ بوقت واحد ؟ ماتوفر ؟
تنهدت كوثر:ياولدي صل على النبي ماتعسرت الا لتتيسر إن شاء الله مافيها شيء و بتطلع سالمه
اخذ نفس خلف:من متى دخلت الحمام ؟
كوثر:مدري عدّي بها قالت انها تحس وضعها مهب طيب و قامت تبي تغسل وجهها و خبري بها هكساع
تنهد خلف:طيب و هكساع كم مر عليها ؟
كوثر:مدري ياولدي لكن ضنتي ساعه او بحدود الاربعين دقيقه
اخذ نفس خلف:و انتم ماتفقدتوها ؟ ماحسيتو انها طولت ؟
كوثر:الشيطان الشيطان نسّانا ، بعدين مابينا و بينها الا خطاوي وشوله نخاف و نشيل هم نحسب الوضع عادي ، زين انكم جيتو و ذكرتونا ولا الله اعلم بحالها
بلل شفايفه خلف يلتفت للممرات و يدخل يده بجيبته و يفكر فعلًا لو انه مامسك عارف بهاللحظه و خلاه يرجع يسأل عنها وش كان صار بها ، و وش حالها ..
هو خايف لكنه تطمن بداخله لما شالوها الممرضات و قالو أن النفس موجود و لازالت حيّه ، و تلاشت الأبتسامه من تذكرهم قالو أن القلب دقاته عاليه و تعدت حدود الدقات العاديه الطبيعيه و اخذ نفس ينتظر
جلست كوثر على الكراسي و جمبها عارف ينتظرون اي دكتور اي ممرض يدخل ، طلعت ممرضة و وقف قدامها خلف:وش فيها ؟ فيه شيء ؟
تنهدت الممرضه تبتعد عن طريقه و تروح ، عقد حجاجه و التفت لكوثر و عارف اللي يناظرونه و نطق:شهالاخلاق ؟
و التفت وراه لما جت الممرضه مع الدكتور و دخلو الغرفه يسكرون الباب وراهم ، عقد حجاجه خلف و تأفف و رجع يوقف و يتكتف ، فجأه طلعت ممرضه مستعجله ثم رجعت تحت انظارهم و مسكها خلف:لو سمحتي هالقروشه هذي كلها ليييه ؟ وش فيه ؟
الممرضه فلتت يدها:لو سمحت اوقف فالانتظار لين نخلص شغلنا لا تتدخلون رجاءً
دخلت تسكر الباب وراها و عضّ على اسنانه خلف و تقدم له عارف:ولد
التفت خلف له:انت تشوف ؟ مجنّن مهبّل ممرض طالع ممرض داخل طيب فهمونا وش بها ولعنننه يارجال
عارف مسكه على جنب:ولد امي هنا ، انت تبي تفضح عمرك ولا وشنهو ؟ مشتط و شوي و ترضخ الارض و اللي فيها كلهم اركد ان شاء الله بتطلع سالمه و مابها شيء
قاطعهم الممرضين اللي فتحو الباب يسحبون سرير وعد اللي منسدحه عليه و يأشر الدكتور بـ ربكه:غرفة العمليات حالًا استعجلوا
وسّع عيونه خلف و فلت يد عارف بـ عصبيه و تقدم للممرضين اللي مشو بسرعه متجهين لغرفة العمليات و الدكتور اللي مشتط و يرمي القفازات من يديه ، استوقفه خلف اللي ارتعب داخله:دكتور تكفى وش العلم ؟ عمليه ويش ؟
قامت كوثر تحط يدها على فمها و توقف عندهم:وش فيها وعد يادكتور
بلع ريقه الدكتور:ان شاء الله كلشي تمام مضطر انا امشي حنبلغكم بكل شيء في حال خلصنا
خلف تقدّم يمسك كتف الدكتور بـ عصبيه و يصرخ بوجهه:انتم لعبتو باعصابنا واحد طالع واحد داخل و اخر شيء عمليه و هالحين وشهو اللي صار للبنت ؟
عارف مسك خلف يرجعه:اركد
قاطعهم الممرضات اللي ينادون الدكتور و تركهم يمشي لغرفة العمليات ، بلع ريقه خلف يحك دقنه بـ شرّ و يلتفت لعارف الضايع اللي مايعرف وش اللي حصل ، و يلتفت لكوثر اللي تتحسر بخوف و قلق ، هم بكوم و شعوره و ضياعه هو كوم ثاني ، هو خاف عليها اكثر من خوفه على نفسه اكثر من خوفه على كتفه اللي انخلعت هو ماحسّ بألم و خوف بحياته كلها كثر هاللحظه ، الأشياء اللي تمر فيها وعد كان خلف يشاركها فيها من حزن و ضياع و شعور مُهلك و هو ماله دخل فيها
يحس بألمها و بخوفها حتى و هي جسد بلا وعي ، يخاف عليها اكثر من نفسها و بهاللحظه هو ادرك أنه فعلًا بدأ يحسها مثل روحه و أغلى ..
جلسوا ف ممرات عند باب غرفة العمليات ينتظرون وعد اللي مايدرون وش صار لها ولا يعرفون وش علّتها و وش اللي صابها ، ولا يدرون ليش بالذات غرفة العمليات لكنهم وقفو عند البوابة مهدود حيلهم جاهلين لكل شيء قدامهم ينتظرون شخص يطلع من الغرفه يبلغهم و يطمن قلوبهم
بعد إنتهاء العملية طلع الدكتور و تقدّم له عارف اللي كان موجود مع كوثر ، بينما خلف بعد ما حسّ بالكتمه و الشوشره طلع برا يتنفس و يرخي أعصابه المشدودة من وقت دخلت وعد غرفة العمليات
عارف تقدم قدام الدكتور اللي نزّل كمامته يناظر عارف:يادكتور وش فيها ؟
الدكتور هز رأسه بـ هدوء:الحمدلله أبشركم العملية تكللت بالنجاح
وقفت كوثر جمب عارف:اي يادكتور بس حنا نبي نعرف وشهي عمليته وش اللي بها ؟
الدكتور:الزايده عندها ملتهبه جدا و فعليًا كانت بتنفجر لكن الحمدلله لحقتو و لحقنا ، ظني انا لو التهبت لها ف مكان بعيد عن المستشفى مابتنجو ربنا اعلم لإن لو تأخرتو لو دقيقتين كان انفجرت و مالحقناش ابدًا لكن رحمة ربنا عظيمه
هز رأسه عارف بتفهم:الحمدلله الحمدلله
كوثر:ياويل قلبي عليك يالمسيكينه ياربي لك الحمد و الشكر
» خلف «
اللي واقف مهزول و مُشتت ، وقف برا المستشفى يستنشق هواء يغير من نفسيته و وضعه المُشتت الخايف ، طلّع المسواك يحطه بفمه و يناظر الأرض و يفتح ياقة ثوبه ، نزّل رأسه للإرض يناظر السيقاره اللي طايحه ، بلع ريقه يحاول يتناسى لإنه قبل كم سنه كان هو مدمن السقاير ، كان يشرب و يشرب سقاير و لما إنعمى قطع هالعاده ، و كانت اسبابه كثيره و اولها هو أن بيت ال عتيق يعرفونه بإن دربه زين و صالح ولا هو يلتهي بهالأمور ولا يتهمونه بفساد عيالهم
تنهد لإن هو بهاللحظه أشتاق لهذيك الايام و للسقاير اللي يشربها بالهبل
قطع حبل أفكاره اللي نغزه مع ظهره و التفت بخرعه و ارتخت ملامحه من شاف فيحان جاي و معه بأكياس الأكل ، ابتسم خلف يخفي ملامحه الحادّه و المشتته:ارحب
ابتسم فيحان يسلم عليه و ينطق:علومك
خلف تنهد:ماتسرك
فيحان عقد حجاجه:افا
تقدم فيحان يحط الاكياس على الأرض و يدخل مفتاح سيارته بجيبته:وش علمك وش بلاك جالس هنا ؟ و وينهم
تنهد خلف:امش معي فوق و تعرف وش العلم الاوضاع كل مالها تتشتت علينا
فيحان:ول وش العلم
خلف شال كيسين و ترك كيسين لفيحان و نطق:خذ هالكيسين و الحقني و تعرف وشهو العلم
مشى خلف يتبعه فيحان و دخلوا و صادفو بوجههم عارف:ارحبو
فيحان:ابقه ، علومك
سلم عليه و وقفو و ناظر خلف لعارف:طلعت ؟
هز راسه عارف بالإيجاب ، شدّ خلف على ملامحه:صادق ؟
عارف:ايه والله طلعوها و يقولون بغرفة الانعاش مدري وشهي بعد العمليه
عقد حجاجه فيحان:ابن ابووي ابنه وش عمليته منهو ؟
تتهد عارف:بنت بدر لقوها مغمى عليها و فجأه دخلوها غرفة العمليات
خلف مسك عارف يقاطعه:طيب ماقالو لكم وش اللي بها ؟
عارف:الا قال ظني انه انه
كشّر عارف ملامحه يحاول يتذكر و رفع يده على رأسه يناظر الأرض يتذكر كلام الدكتور ، فزّ يبدّل أنظاره لهم:ااييه يقول التهاب زايده و كانت بتنفجر الزايده عندها
فيحان شهق:اوووف
خلف بلع ريقه:و لحقو عليها ؟
هز رأسه عارف:الحمدلله يقول لحقنا على اخر اللحظات
فيحان:وشهو زايده هي خطيره ؟
عارف:يارجال كلمة جهزو غرفة العمليات ترعبك
تنهد خلف يصد و يمشي ، التفّت فيحان له و صد يناظر عارف:وش به وجهه شااحب و تعبان
عارف تنهد:ماينلام من رجع من السفر مارتاح ولا دقيقة امش انت امش
مشو و نزلو الاكياس بغرفة سلطانه و امها و جلسو بالإنتظار الثلاثه و تفاجئوا بصوت الآذان ، فزّ فيحان يجيب لهم تمر و مويه و شربو و هم جالسين بكراسي الإنتظار ، طلعت كوثر:يايمه تعالو افطرو جوا الفطور على الطاوله تعالو
هز راسه خلف بالنفي:مانيب مشتهي ابد ان كانكم تبون تاكلون ف ادخلو انا ماشي للمسجد
تنهدت كوثر:ياولدي مايصير ولا يصلح ادخل كل لك لقمتين على الاقل
خلف ابتسم يوقف و يمشي:بعدين ياخاله بعدين ، تبون شيء ؟
كوثر:سلامتك الله معك
التفت خلف لهم:الحقوني انا بالمسجد اللي هنا
مشى خلف و تبعوه فيحان و عارف
توجهو للمستشفى يدخلون و يجلسون بنفس وضعيتهم ، بعد عدّة دقائق طلع لهم الدكتور:الحمدلله كلشي تمام لكن نعتذر مابتقدرو تزوروها مش متطمنين من ناحية الجرح عطوها وقت تبقى تحت أنظار الممرضين لين يتحسن وضعها للأفضل بس إن شاء الله الامور تمام
خلف: وش المشكلة بالضبط ؟
الدكتور:هي كان عندها الزايده ملتهبه جدًا و كادت على الإنفجار ، التحقنا الحمدلله و استئصلناها الحمدلله
هز رأسه خلف بتفهم:مشكورين هي طيبه هالحين ؟
الدكتور:بتصحى ان شاء الله و بنشوف حالها
هز رأسه خلف و بلل شفايفه يناظر الأرض بـ حيره
الدكتور نطق:هو انت اخوها ؟
بدّل انظاره خلف للدكتور:سم ؟
الدكتور:بسألك يابني هو انت اخوها ؟ لإن ماشاءالله عليك من وقت لما أُغمى عليها و انت بتسأل و تتطمن مارتحتش ابدا انت و اللي معك دا
أشر الدكتور على عارف ، و ابتسم عارف بتسليك يرقع و نطق خلف:اااا ايه ايه يادكتور أنا و هو اخوانها
كتم ضحكته فيحان و هز رأسه الدكتور بإبتسامه:مع انو مافيش شبه بينكم لكن ماشاءالله ربنا يحفظها ليكم و يحفظكم ليها ، ونعم الاخوان والله يابختها
بلع ريقة خلف لين ماراح الدكتور و اخذ نفس يتنهد بـ ضيق:اعوذبالله وش ذي الوهقه
ضحك فيحان:اخوان
التفت له خلف:اسكت انت لا اصنك
فيحان:اقول بطني من اليوم تقرقر و مستحي يطلع الصوت اخلصو ببلع
خلف:اي بعد ماتطمنا امشو
مشى فيحان يتبعه خلف و ناظرهم عارف يمشون يبتعدون عنه ، ابتسم و هو يناظر لخلف ، هو يفهمه و يعرفه زين يعرف خويه و قلبه النقي و الشريف ، يعرف حبه الطاهر هو بهاللحظة عرف أن خلف إذا حبّ يحب من قلب و عرف بهاللحظة إن خلف فعليًا يحبها ولا هو قايل احبها من مزح أو إستهبال .. تنهد يبتسم و يدخل وراهم
بعد ما أفطروا بالغرفه اللي كانت كوثر عندهم جالسه و لافه ستارة السرير على سرير سلطانه ، تنهدت كوثر اللي كان جوال فيحان على اذنها و تكلم نادية ام فيحان اللي تتصل عليها من جوال بندر ، نطقت كوثر:والله ماكنت اظن الوضع بيتدهور كذا مير البنت طاحت علينا و فجأه قروشونا للعمليات .. الله يسلمك ماتقصرين ايوالله ذقته يهبل يهببل هبلااان تسلم اناملك .. ايه لا ماعليه مايحتاج تجون كلها اسبوع و راجعين لكم إن شاء الله .. يالله الله معك مع السلامه ياهلا يالله
سكرت الخط و مدت لفيحان جواله و قالت:الحمدلله كلهم طيبين و بخير
فيحان اخذ جواله:قايل لك ياعمه كلهم طيبين مير ماتثقين بي
ابتسمت كوثر و التفتت لسلطانه:تسلم عليك جدتك و البنات كلهم
إبتسمت سلطانه و تلاشت إبتسامتها من تذكرت بندر و أن ناديه إتصلت من جواله ولا سمعت حسّ بندر ولا قال اي كلمه .. بلعت ريقها و نطقت بخيبه:الله يسسلمهم
وقف خلف:يالله انا رايح أرتاح بالفندق ، توصون شيء ؟
كوثر:عمك ظافر و سعود وينهم ؟
عارف:سعود استغل قعدته هنا و قام مع ابوه يخلصون اوراق و معاملات مدري وشنهو بعثه و مغثة راس
كوثر:بعثة ويش ؟
عارف:بن ظافر يبي يدرس بالخارج
كوثر زمّت شفايفها:و بعيني رايح عشان الدراسه ؟ سعود خبزة يدينا ماهو راعي دراسه شوفو وش رايح له وكاد ان فيه سربته ب امريكا
ضحك عارف و شرق فيحان بالعصير يضحك ، ضحكت كوثر:بسم الله عليك ياولد وش بلاك مطيفيق انت
ابتسم خلف يضحك بخفوت و طلع من عندهم يخفي ابتسامته و تتلاشى بـ تعب و إرهاق ، اخذ نفس يلتفت للغرفه اللي فيها وعد ، بلع ريقه و ماتردد يمشي يتوجه لها و سأل الممرضين عن انه يقدر يجيها أو لا و أعطوه الإذن ، فتح الباب و دخل و شافها على السرير مستلقيه و طرحتها السوداء جمبها ، بلع ريقه و صدّ بسرعه عنها ، هو متّع ناظره بكم ثانيه و بسرعه شال أنظاره ماودّه يكسب أثم بها هيّ !
صك الباب يخرج و يستعجل بخطاويه ، هو كل همه إنه تطمن عليها و تأكد بإنها بكامل سلامتها رغم أنه يجهل خطورة العمليه و المها لكن مابيده حيله إلا إنه يتألم بداخله اكثر منها على حالها ، هو ارتاح لبشاشة وجهها اللي دايم يشوفه مشرق و يُريح و يسّر العين حتى و لو أن ملامحها حادّه و بشدّه ..
» مساعد «
جالس بالمقلط يناظر الأرض بـ ضياع هو مرّت الأيام كلها ثقيلة عليه لا نوم ينامه ولا ليل يستمتع به مثل روتينه اللي قبل ، هو وصله خبر إعتقال مشاري و يعرف إن مشاري بهالوقت و هذا الحِين يصارع لحظاته بالسجن لحاله ، لكن اللي أستغرب منه أن مشاري ماطرّاه ولا جاب طاريه ، حتى بعد ما أنسجن ماسمع عنه و عن أهله اي خبر ..
دخل عنده أخوه معاذ ، ما انتبه مساعد لوجود معاذ بسبب انه كان سااارح بخياله بعالم ثاني و كل اللي يتذكره صوت وعد لما قالت "أبعد عني" و تستنجد بنفسها من مشاري اللي تهجّم عليها يحسبها إبتهاج ، بالوقت نفسه إنتابه الفضول حول إبتهاج وينهي بين هذي الفوضى و الحوسه .. هو كان خايف تكون إبتهاج موجودة و سمعت كل شيء و قررت تفضحه بعد ماتعرف انه هو ، هو كان مفكر ان وعد تكلمت و قالت ان فيه واحد مشترك مع مشاري بفعلته ، ف ساعد نفسه و غيّر رقمه هروبًا منها
و كان منتظر و متجهز بإي لحظة يلقون القبض عليه
لكنه أستغرب بإنه مرّت أيام ولا أحد جاب خبر
قاطع حبل هواجيسه العميقه معاذ اللي قال:ووولد
التفت مساعد له و نطق بـ تلعثم و توتر:هـ.. هاه
عقد حجاجه معاذ:صار لي ساعه اناديك وش فيك ماترد
بلع ريقه مساعد:لا ولا شيء ولا شيء بس كنت سارح شوي
معاذ:اي سارح ب وش ؟ وش فيك بالضبط تكلّم انت وضعك هاليومين أصلًا مو عاجبني مساااعد ولد سعود يقعد بالبيت يومين ؟ لا هذي ماتتصدق حتى امي مستغربه تحسبك طايح ب لك مصيبه
بلع ريقه مساعد من قال له مصيبه و تنهد يبعد التوتر: لا لا بس السوق اللي بطريق المزارع
معاذ:وش فيه ؟
مساعد:بشيله بغير موقعه
عقد حاجبه معاذ:تغيره ؟ ليه
مساعد:مدري حسيت ماعاد فيه ربح هناك ودي اغيره
معاذ ناظره بنص عين:مافي ربح ؟ ولا مسوي لك مصيبه و تبي تشرد
مساعد نفى بربكه:وش مصيبته الله يهديك أقولك الناس ماتعجبني هناك و الربح قليل تبي تفهم افهمها عاد مثل ماتبي
هز رأسه معاذ من حس انه صادق و نطق:يارجال الناس الحين مقبلين على عيد و انت محلك محل فساتين اكيد يجونك و عيونهم مغمضه خصوصا ان بضاعتك كلها من الرياض تعجب اهل المزارع البدو ذولا
هز رأسه مساعد بـ حيره و تردد:ااي اي يصير خير مع إني ماتوقع
دخل عليهم أبوهم سعود: فيه رجال بالمشب و انتم قاعدين لي هنا ، قم انت وياه قومو بالواجب
معاذ وقف يمشي:سم
وقف مساعد:حاضرين يايبه دقيقتين اجهز عمري و اجيك
» مزرعة إرّديس «
بدر جالس بينهم بالمجلس على أعصابه ولا هو مرتاح ، هو مانامت له عين ولا هدى له بال طول ماطلعت وعد من عنده من المزرعه ، ولا قدر يرتاح ولا يتأمن بوجود أخوه ظافر ولا ودّه يبين لهم انه مو مرتاح حتى و هي مع اخوه ، سكت و مرّت هالإيام ثقيله على قلبه ولا فيه احد يقدر يعوضه عن شعوره و خوفه عليها ، بالعكس كانو كلهم ضده و اولهم ابوه اللي منعه من كل حماقاته اللي بيتخذها و كسر هيبته و شموخه قدام الكل
دخل عليهم بندر:سلام عليكم
ردّو السلام و جلس:توهم داقين علي
بلع ريقه وافيّ لإنه عرف ان بندر بيتكلم ، و هو يدري باللي صار لإنه أتصل على عارف و علمه كل شي ..
نطق عتيق:بشرونا عنهم اخبارهم ؟
قاطعهم بسرعه وافيّ:ايه لا لا أبشركم الحمدلله طيبين و يازينهم علموني بكل شيء حتى أوضاعهم طيبه لا تشيلون همهم
استغرب بندر و التفت لعمه ، وافيّ شد على عيونه يبي يفهّم بندر ، تفهم و هز رأسه يعدّل جلسته و يفكر بحيره
بعد دقائق طلع وافيّ و لحقه بندر يستوقفه عند الباب بس بعيد:ياعم
وافيّ التفت له:هاه وش فيه
بندر:ياعم ليه مابغيتني اتكلم ؟ انت تدري باللي صار ب وعد بنت بدر ؟
تنهد وافيّ:ادري اادري
بندر:طيب ليه ماخليتني اهرجهم باللي صار
وافيّ:وهذا وقته يابندر هذا وقته ؟ هي صحت البنت ؟ لا ، هي تعافت ؟ لا ، لهالحين ماتطمنوا عليها خلها لين تصحى و تعين من الله خير وقتها بنعلم بدر و مابنعلمه الا عند باب المستشفى تدري به مطفوق لو نعلمه هنا بيخم اي سياره و يمشي طاير و مابنسمع الا خبر حادثه الله يكفينا الشر
تنهد بندر يهز رأسه:تصدق ياعمي راح عن بالي عمي بدر نهائي ولا فكرت بهالسالفه أبد
وافيّ:اي انا داااري من شفتك قعدت هالجلسه قلت ذا بيكر العلوم كلها
ضحك بندر و ضحك عمه و رجعوا داخلين ..
» إرّديس «
جالسه بالصاله الخارجية مع أم غازي و البنات كلهم
أم غازي حطّت يدها على راسها:يارب سترك يارب استرنا ياويلي وش هالبلوه اللي طحتو بها يام ظافر منهو اللي داعي عليكم
إرّديس شربت كاسة الشاهي:ماعليه كل شيء تصلّح و اسمعيني يا ام غازي و حطيني ببالك زين عاد انتي رفيقة دربي
ام غازي:ها اسلمي
إرّديس:هالعلم ماودي كل ماطبيتي بيت مَرَه حتسيتي به !
مدّت إرّديس يدها على إذنها اليمين و قالت:دخليه منّا
و مدّت يدها على إذنها اليسرى:و طلعيه منّا ماحنا بناقصين فضايح
هزت رأسها ام غازي:ايه تبشررييين تبشرييين ياجعلني فداك يام ظافر انتي ام ظافر انتي شيخة المزارع كلها
ضحكت إرّديس:اشربي شاهيك لايبرد و قومي يابنت قومي صبي شاهي
بدريه كانت سارحه تفكر ب وعد اللي ماتدري عن اخبارها و كل اللي تعرفه من امها إن وعد طلعت من العمليات ولا صحت ، بلعت ريقها و الحزن باين على وجهها ولا هي بدريه الفرفوشه اللي تضحك و تمزح ، كان خاطرها متكدّر بالحيل ولا لها خلق شيء ، قاطع حبل افكارها إرّديس اللي صرخت:لا ماودي انتي يا ابتهاج انتي اقعدي ابي هالنسره اللي ماغير تهوجس قومي حركي دمك صبي شاهي
رفعت راسها بذهول و بخرشه:و..وش ؟ ااا انا ؟
إرّديس:لا انا ، صدق ماتستحين ولا تنتخين
بلعت ريقها و قامت بـ صمت و شالت الإبريق بيدها و فزّت بـ ألم و رمته بسرعه على الصينيه:اااااح حااااار
ناديه اللي كانت جالسه:يابديران ماتشوفين البيز عندك ؟ شيليه ب البيز اكيد البريق حار
تأففت بدريه بضجر:نسييته يمه
إرّديس عصَبت و مدّت عكازتها تضرب فيها الأرض:ودقة رمه يايمه دقة رمه
شمّقت بعيونها و صبت شاهي لها و ناظرت لام غازي اللي مدت كاستها و صبت لها ، و نزلت الأبريق و دخلت داخل عند المغاسل تغسل يدها و تناظر لنفسها بالمرايه ، اخذت نفس تهدّي و نطقت:ماغير تهاوش ماغير تصارخ ماتسد بلاعيمها عن أحد
جتها إبتهاج:بدريه
بدريه:نععم ياوييل بدريه منكم بس
إبتهاج تقدمت وراها و ضربت كتفها:عن اللكاعه اسمعي ، تبين ندق على البنات ؟
بدريه فزّت تلتفت لها:ايييه اكييد تبين اقول لا ؟
تنهدت ابتهاج و ضربت كتف بدريه:يالخبله قصري حسك لاتسمعنا عجوز قريح
بدريه:طيب ودي اكلمهم ودي اشوف شصار على وعد و سلطانه
ابتهاج:اسمعي انا عندي الطريقه ، لكن اياني و اياك احد يقفطنا ترا بنروح بستّين داهيه
بدريه:طيب قوليلي
ابتهاج:اليوم ماحنا مصلين التراويح صح ؟ عجوز قريح قالته
بدريه:اي طيب ؟
إبتهاج:اذا لقينا فرصه و وقت نقولهم بنطلع نتمشى بالمزرعه و وقتها بعلمك الطريقه وشنهي
» المستشفى «
فيحان مع عارف بممرات الإنتظار ينتظرون أي خبر من الدكتور يطمنهم على حالة وعد ، و خلف رجع من الفندق لموعده مع الدكتور بخصوص خلع كتفه
فجأه سمعو شوشرة الطاقم الطبي و الدكاتره و ضياعهم في نقل سرير و ادخال سرير و فتحو غرفة العمليات مجددًا
وقف فيحان:ابك وش العلم وش صابهم
عارف وقف بذهول:ذي غرفة وعد ، طلعوها طلعووها
مشى عارف يدخل على امه يعلمها و طلعت تناظر معهم مستغربين و ضايعين مايدرون وش اللي يحصل لهم و لوعد بالذات
جاهم خلف و بيده اوراق بعد ماخلّص جلسته مع الدكتور ، إشّتدت و إحّتدت ملامحه من شافهم واقفين بضياع و الدكاتره مشوشرين عند غرفة وعد و نطق:وش العلم
كوثر التفتت له بحسره و دمعه بعيونها:ممددري مدرري عنهم الله يغربلهم اعصاابي تلففت
عارف تنهد يمسك امه يجلسها:ارتاحي يمه مابيصير الا كل خير ارتاحي انتي
كوثر:وشلون ارتااح ياحسرتي عليك يابنت محااسن ، هذي وصيّة أمها وشلون ماخاف عليها و هي بنت محاسن بنت الدُره محاسن
تنهد خلف بخوف و نزل الاوراق على الكرسي:مابيصير الا كل خير ان شاء الله ماعليه ماعليه
تقدم جمب فيحان اللي يناظر مرعوب و نطق:طلعوها من الغرفه ؟
فيحان:ممدري مدري قامو يتخابطون و يغيرون سرير و سرير ثاني مدري عنهم
عارف:ايه ظني دخلوا سريرها للقسم اللي منّا باليمين
مشى خلف متوجه للقسم و شافه هو نفسه بوابة غرفة العمليات ، بلع ريقه و رجع لهم يتكلم بخيبه و خوف:رجعوها العمليات !
كوثر حطت يديها على راسها:وليييه وليييه ياحسرتي عليك يابنيتي
اخذ نفس خلف يهدي و جلس على الكرسي لإن يحس بثقل جسمه و ثقل الحمل اللي بقلبه ، هو تشتت و خاف هو يبي اي دكتور او ممرض يجي يقولهم انها بخير ولا هي بحاجة شيء أبد .. بعد دقائق طلع لهم الدكتور:انتو اهل المريضة وعـد بدر ؟
هزو رأسهم و تقدم خلف له:يادكتور وش فيه ؟
تنهد الدكتور:حنا محتاجين حالًا متبرع بالدم ، دا الجرح انفك و نزف منها دم كثير محتاجين اي متبرع من اهلها او اي فاعل خير
تقدّمو كلهم يبدون نفسهم الا خلف اللي تراجع لما تذكر بدر ابوها ، و هز رأسه الدكتور بالنفي:ماينفعش كذا ، لازم نعمل لكم فحوصات بالاول و لازم نعرف جسدكم بيتحمل او لا ، و الاساس هو فصيلة دمكم زيها او لا
بدأو يدخلون غرفة الفحص فيحان و عارف و كوثر و للأسف فيحان مابيقدر يتبرع بدمه لإن جسده مايستحمل ، بينما عارف فصيلة دمه غير عنها ، و كوثر جسمها ضعيف و دمها مابيكفي تتبرع لشخص آخر
طلعو خايبين و جاهم خلف:بشرو احد منكم يقدر ؟
هزو رأسهم بالنفي بخيبه:كلنا مانقدر
تقدم فيحان:خلف أنت افحص
بلع ريقه خلف يناظرهم و نطقت كوثر:ايه ، ماعليك من بدر ياخلف هذي فعله إنسانيه لك اجر فيها و مابيحرمك الاجر عشانه يغار على بنته بعد
خلف هز رأسه بالنفي:لا لا مو سالفة عمي بدر لكن انا ماضني فصيلة دمي تناسب معها
سحبه عارف يدخله الغرفه:عجّل علينا بس
دخل خلف مع الدكتور و معه عارف و بعد ماخلصو إجراءات الفحص وسّع الدكتور مبسمه:هو داا هو داا
استغرب خلف يناظره بذهول:وش العلم
الدكتور:انت فصيلة دمك تتطابق مع فصيلتها ، و جسدك مؤهل تمامًا
بلع ريقه خلف و رفع أنظاره لعارف ، تنهد عارف:متأكد يادكتور ؟
خلف وقف:تمت
عارف مسكه بذراعه من حسّ بالموضوع جدّي:ولد صامل ؟ بيشكون بك و بتضحياتك هذي
خلف:علي الحرام انه تم و محد بيتبرع لها غيري لو على قص رقبتي
التفت خلف للدكتور:انا جاهز ، و بلغهم و علمهم أنه فاعل خير لا تقول لهم اسمي ابد ، حتى وعد
هز رأسه الدكتور بتفهم:تمام حاضرين ، بكره الجلسه بس بنفطّرك برمضان لأننا الصُبح بنسويها
خلف هز رأسه وهمس:تم بفطر دام الموضوع يتعلق بها عزالله افطرت عشانها 
تنهد عارف يترك ذراع خلف ببطء و يسكت ، الدكتور ابتسم:ونعم الاخ والله
-
شاركوني تصاميمكم عن الرواية في حسابي بالتيك توك rciwei

Continue Reading

You'll Also Like

95.2K 3.8K 101
بنت ابوها يحبسها ف الملحق ويزوجها شايب ويرجع ولد خالتها من بريطانيا ويعرف الموضوع و....🔥🔥
50.8K 3.5K 17
قصة واقعية و حقيقية بلهجة عراقية عرين الديجور كاتبة سالي قصة بين دكتورة نفسية و السجين ...... دكتورة نفسية ، تم تعينها بالسجن لمعرفة مشاكل نفسية ل...
3.9M 192K 33
بين الحُبِ والقسوة بين الهلاك والعذاب يوجد ذلك الشيء الذي يلتفُ حول رقِبتي يُلون ماتبقى مِن حياتي باللون الأسود ، أحارب بما تبقى لي من قوةٍ لأزيل بق...
89.1K 3.4K 41
ماذا أذا وجدت ذاتك فيٰ عالم ملئ بالسموم والخبث والمكر؟؟ ماذا أذا وجدت ذاتك وسط عالم لايعلموا شئ عن ألانسانية؟! ماذا أذا أصبح عالم البشرية غريب كليا...