عشق الرعد

By SamaaAhmed518

13.4M 388K 30.9K

فتاة في مقتبل عمرها ذو صفات كثيرة سيئة، أولها الأنانية والغرور، تعيش بحرية أعطاها إياها والدها، وثقة جعلتها... More

عشق الرعد
عشق الرعد
عشق الرعد
عشق الرعد
عشق الرعد
عشق الرعد
عشق الرعد
عشق الرعد
عشق الرعد
عشق الرعد
عشق الرعد
عشق الرعد
عشق الرعد
عشق الرعد
عشق الرعد
عشق الرعد
عشق الرعد
عشق الرعد
عشق الرعد
عشق الرعد
عشق الرعد
عشق الرعد
عشق الرعد
عشق الرعد
عشق الرعد
عشق الرعد
عشق الرعد
عشق الرعد
عشق الرعد
عشق الرعد
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء التاني
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثاني
تنوية
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثاني
بارت خاص
بارت خاص
بارت خاص
بارت خاص
بارت خاص
بارت خاص
بارت خاص
بارت خاص
تنويه
تنوية
حبيباتي ♥🍓.
عشق الرعد جزء جديد من البداية
عشق الرعد الجزء الأول
عشق الرعد الجزء الأول
عشق الرعد الجزء الأول
عشق الرعد الجزء الأول
عشق الرعد الجزء الأول
عشق الرعد الجزء الأول
عشق الرعد الجزء الأول
عشق الرعد الجزء الأول
عشق الرعد الجزء الأول
عشق الرعد الجزء الأول
عشق الرعد الجزء الأول
عشق الرعد الجزء الأول
عشق الرعد الجزء الأول
عشق الرعد الجزء الأول
عشق الرعد الجزء الأول
عشق الرعد الجزء الأول
عشق الرعد الجزء الأول
عشق الرعد الجزء الأول
تنوية
عشق الرعد الجزء الأول
عشق الرعد الجزء الأول
عشق الرعد الجزء الأول
عشق الرعد الجزء الأول
عشق الرعد الجزء الأول
عشق الرعد الجزء الأول
عشق الرعد الجزء الأول
عشق الرعد الجزء الأول
عشق الرعد الجزء الأول
ما بعد النهاية
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثاني
تنوية مهمة
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثاني
تنوية
عشق الرعد الجزء الثاني
عشق الرعد الجزء الثالث
عشق الرعد الجزء الثالث
عشق الرعد الجزء الثالث
عشق الرعد الجزء الثالث
عشق الرعد الجزء الثالث
عشق الرعد الجزء الثالث
عشق الرعد الجزء الثالث
عشق الرعد الجزء الثالث
عشق الرعد الجزء الثالث
عشق الرعد الجزء الثالث
عشق الرعد الجزء الثالث
عشق الرعد الجزء الثالث
عشق الرعد الجزء الثالث
عشق الرعد الجزء الثالث
عشق الرعد الجزء الثالث
عشق الرعد الجزء الثالث
تنوية قبل البارت
عشق الرعد الجزء الثالث
عشق الرعد الجزء الثالث
عشق الرعد الجزء الثالث
عشق الرعد الجزء الثالث
عشق الرعد الجزء الثالث
عشق الرعد الجزء الثالث
عشق الرعد الجزء الثالث
عشق الرعد الجزء الثالث
عشق الرعد الجزء الثالث
عشق الرعد الجزء الثالث
عشق الرعد الجزء الثالث
عشق الرعد الجزء الثالث
عشق الرعد الجزء الثالث
عشق الرعد الجزء الثالث
عشق الرعد الجزء الثالث
تنوية جديدة
عشق الرعد الجزء الرابع
عشق الرعد الجزء الرابع
عشق الرعد الجزء الرابع
عشق الرعد الجزء الرابع
عشق الرعد الجزء الرابع
عشق الرعد الجزء الرابع
عشق الرعد الجزء الرابع
عشق الرعد الجزء الرابع
عشق الرعد الجزء الرابع
عشق الرعد الجزء الرابع
عشق الرعد الجزء الرابع
عشق الرعد الجزء الرابع
عشق الرعد الجزء الرابع
عشق الرعد الجزء الرابع
عشق الرعد الجزء الرابع
عشق الرعد الجزء الرابع
تنوية لأخواتي ♥️🎉
عشق الرعد الجزء الرابع
تنوية لعودة الرواية
عشق الرعد الجزء الرابع
عشق الرعد الجزء الرابع
عشق الرعد الجزء الرابع
عشق الرعد الجزء الرابع
عشق الرعد الجزء الرابع

عشق الرعد الجزء الرابع

10.6K 1.2K 170
By SamaaAhmed518

الفصل السادس عشر

أدارت تسنيم الساعة ترى ما الوقت، حسنًا لقد خرجت أبكر من المعاد المتفق عليه لذلك قررت الذهاب للكافتيريا، وصلت هناك واحضرت شيء كادت تجلس لكن نفس الفتاة أشارت لها

اتجهت تلقي السلام وجلست معهم، اردفت سماوات : فينك يا بنتي معتش حد بيشوفك

ردت تسنيم بهدوء : بكسل انزل الصراحة وبعدين داخلين على رمضان ورمضان في قصرنا حاجة تانية

ضحك الجميع واردفت الفتاة صاحبة الخدود : ورمضان في شلتنا برضو حاجة تانية، شكلك كنتِ بتعيطي أصل عينك شبه عيني لما بعيط

رد أحدهم وهو يجذب مؤخرة عنقها : يعني أنتِ بتبصي في المرايا لما بتعيطي؟ هتتلبسي يا مجنونة

مسكت يده وهي تصرخ : صخر ايدك صعبة

مررت سماوات يدها على جبهتها : جو العشق المفقوع بدأ اهو، المهم في حاجة ولا ايه! قولي ومتقلقيش سرك في بير

ردت تسنيم بمرح : كده في بير

أكدت سماوات قائلة : طبعًا في بير يا بنتي، أصل احنا صحاب ومفيش حد بره نقوله

جذب أحد الشباب كرسيه ثم وقف وهو يستند عليه قائلاً : ورايا شغل، صخر ابقى خد اختك وصلها بقى

نظرت له تلك المقصودة بحدة سرعان ما تجاهلته وهي تنظر أمامها، فاردف : أنا من يوم ما اتلميت عليكم وأنا مقصر في شغلي وكل حاجة، متلويش بوزك يا ستي

ردت بحدة : اقعد

عاد يجلس بهدوء سرعان ما ضحكت سماوات وهي تقول : مش جوز الست بس هو بيحبها، تعالى اتجوزك اسمع مني، أنا احلى منها

عادت الفتاة تقول : خديه يا حبيبتي حلال عليكي

ما هذا! حقًا ما هذا! رن هاتف تسنيم ردت بكلمات بسيطة ثم ألقت الهاتف بغضب مكبوت، سألتها سماوات : خير، دا بوز من راجل نكدي معروفة

تسنيم بخفوت : أنا اللي نكديه، انا زهقت

بدأت سماوات تتحدث معها واقنعتها أن تتحدث، بالفعل بدأت تسنيم تخبرها مشكلتها والغضب يرتسم على ملامحها، تحدثت : أنا بس عايزاه يقول أنا محبتش نور، أنا اتجوزتها عشان اهلي مش اكتر، كل حياتي معاها كان واجب، أنا عايزاه يريحني بالكلام

مرر الشاب يده على ذقنه واردف : أنتِ مرات حد من ولاد رعد باشا الشافعي صح؟

أكدت برأسها فأكمل : طب ما دي سهلة ومعروفة، يعني أنا اسمع عن العيلة دي التدين الشديد، وطبيعي واحد متدين هيكلمك إزاي عن حياته مع مراته

تسنيم بعدم فهم : وضح عشان مش مستوعبة

رد محمود بهدوء : يا بنت الناس دا واحد كان متجوز واحدة وبينهم بيت وعيله وبيتقفل عليهم باب، حرام شرعًا يقولك ايه اللي كان بينهم

لاح سؤال على بالها سرعان ما انزلت عيناها بخجل فاردف وهو يتفهم : اي سر في الدنيا دي بينهم حرام، خلاص اللي بينهم بيتقفل عليهم باب خلصت واقدر اقولك بنسبة تسعين في المية دا السبب

أعادت سماوات شعرها للخلف قائلة : ايوه، الرسول عليه الصلاة والسلام قال " إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِى إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِى إِلَيْهِ ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا " صدق رسول الله، بس مكنتش اعرف إن اللي بينهم كمان، منك نستفيد يا اخ محمود

ضحك الجميع بما فيهم هي، ربطت سماوات على كتفها قائلة : متنكديش على نفسك حياتك يا تسنيم، اللي فات مات وأنتِ احسن من غيرك صح يا ناردين؟

رفعت ناردين عيناها واردفت : ماشي

أتى حينها شاب مع فتاة يحاوط كتفها واردف : احنا هنروح بقى، بكره بإذن الله متتأخروش واعملوا حسابكم هنبات كلنا سوا

ودعوا الجميع ثم ذهبوا ووصلت رسالة إلى هاتف تسنيم التي قالت : انا مضطرة امشي لأنه جيه قدام الكلية

أكدت سماوات برأسها واردفت : اسمك تسنيم ايه صحيح؟ عشان وانا بسأل عليكي

ردت تسنيم : تسنيم بسام التهامي

تحدث محمود بإبتسامة بسيطة : على فكرة أنا محمود صفوان النجار، والدي الله يرحمه كان صديق والدك في المجال بس والدك كان شغال مع رعد باشا ووالدي مع صفوت باشا وانا الوقتي

همست بخفوت وخجل : عارفاك، أهلا وسهلاً، عن اذنكم

أشار لها واردف زوجة محمود بحدة : نعم! ما خير يا أستاذ محمود دا أنت كان ناقص تديها عنوان البيت، في ايه؟

سماوات وهي تضع يدها على وجنتها : الظاهر كان في اتفاقية جواز في الحوار

رد محمود بمرح : رفضتني قبل ما تشوفني أصلا وبعدها على طول عرفت إنها اتخطبت لأسد الشافعي، كان والدي نفسه يناسب باباها بأي شكل

وقفت مايا زوجته قائلة بحدة : أنا ماشيه

لم يسيطر الباقي على ضحكاتهم بينما ذهبت تسنيم حيث أسد الذي يقف أمام سيارته، مد يده لها تسلم عليه، قربها يُقبل جبينها كالمعتاد واردف : ثواني آيسل جايه

هزت رأسها بخفة واردفت : عامل ايه النهاردة؟ والشغل

ابتسم بخفة وهو يقربها له واردف : كل حاجة حلوة بوجودك..

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★

في شركة آدم
كان يجلس هو مع بيبرس صديقه كلاهما يتحدث في أمور الشركة بانتباه واضح، وفي ظل هذا التعمق استمعوا لطرقات على الباب يليها دخول الشرستين " رزان، ليلة " اتجها كلاهما يجلسا ببرود سرعان ما وضعت رزان قدم على الآخرى

أردف آدم بضيق : خير! في حاجة يا ليلة؟

وضعت ملف قائلة : معاك المحامية ليلة أدهم الاسيوطي، مديرة وشريكة حضرة الظابط أسد الشافعي، تعرفه؟

رد آدم بسخرية : اسمع عنه، اتفضلي كملي يا مدام ليلة

ردت وهو تشير بإصبعها : آنسة لو سمحت

رفع بيبرس حاجبه باستنكار واردف : وبالنسبة لابن حضرتك اللي في البيت دا ايه ظروفه! لا بجد سيبك من الخنزير اللي قدامك وردي كده، دا حتى عيب في حقي

تجاهلت الرد وأكملت : المهم دلوقتي حضرتك مضطهد موظفة عندك وهي المدام رزان عاصم، هي معاها عقد من حضرتك لعشر سنين كاملين ومكتوب في بند من البنود إن لا يحق فسخ العقد بدون سبب مُقنع بس وحضرتك منعتها بدون سبب

شبك أنامله ببعضهما واردف ساخرًا : فهمت، طيب والمدام طالما معاها فلوس توكل محامية كبيرة ذي حضرتك، شاغله دماغها بشركتنا المتواضعة ليه؟

أعادت ليلة شعرها قائلة باستفزاز : من النحية دي متقلقش، هي مش بتدفع ليا حاجة واحنا مقضينها جمايل لأنها مرات اخويا

طرق آدم بيديه على المكتب واردف : طب اتفضلي خدي قريبتك ولا صاحبتك دي في ايدك واخرجي يا ليلة، انا مش فاضي ومش عايز اعطل نفسي للسبب التافه ده

ردت ليلة بمنتهى البرود : اتكلم بأسلوب أحسن من كده، وبعدين انا واخدة قرار من المجلس العالي إن اراقب تصرفاتك مع المدام رزان ولو في اي مشكلة ابلغهم هما يتصرفوا

هدر بها بحدة جديدة عليه : أعلى ما في خيلك وخيلهم يركبوه

ردت هي بخبث شديد : مش تعرف مين المجلس العالي! بابا رعد باشا الشافعي

حسنًا لقد سحب حديثه وعاد يجلس بهدوء، لمع الخبث في أعين الفتيات واردفت ليلة : يا ترى ليا مكتب ومُرحب بيا يا أعضاء مجلس الإدارة؟ ..

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★

في قصر الشافعي
لم تكن تلك آيسل التي لا تكف عن المرح كل الأوقات، لقد زارها الحزن منذ ذهابه إلى العمل وكانت أسبابه أنه يريد حضور آخر رمضان والعيد معها، كذلك يريد البقاء معها في ولادتها وقبلها كذلك بعدها بعدة أيام، لم تعد تطيق هذه الحياة في فراقه

فرت دموعها وهي تزيح نقابها كذلك إدنائها ثم القتهما وجلست بتعب، التقطت الزجاجة وكادت تشرب لكنها تذكرت حديثه : يا بنتي اشربي في كوباية ذي باقي البشر

ردت آيسل بضيق : بس أنا بحب أشرب من الإزازة ذي الناس المعفنه، ابعد بقى

رفعت الزجاجة ترتشف الماء دفعة واحدة، سحب الزجاجة واردف بحدة طفيفة : أنا مش قولتلك تشربي على تلت مرات، حرام عليكي نفسك، بعلم في ايه؟

ردت بمرح وهي تحاوط خصره : حمار، وبعدين أنت مفكر التلت ابقاق دول يعملوا ليا حاجة، انا مولودة في برميل مايه

مرر يده على شعرها نزولاً بوجهها وهو يقول : أنا غرقان في مجنونة رسمي

عادت تبكي بحزن وهي تتمدد على سريره حين كان أعزب، رن هاتفها برقمه كأنها كان يشعر حالها، ردت باكية : أنت عايز ايه؟ أنا مش قولتلك مترنش عليا خالص الوقتي!

رد فهد بإبتسامة طفيفة : اعمل ايه! حسيت إنك وحشتيني اوي

عادت تبكي وهي تقول : يا فهد بقى، طب تعالى يوم واحد عشان خاطري، أنت وحشتني اوي وأنا اتعودت عليك

تحدث فهد بانزعاج كاذب : يعني اجي اكتر من سبع ساعات طريق عشان كم ساعة معاكي!

همست بهدوء : معاك حق

وجدت الباب يُعلق واردف بمرح طفيف : أنا اجي طريق كامل ياخد شهر عشان لحظة معاكي

اتسعت عيناها بصدمة وهي تقول : فهد!

لقد بلغ عشقها داخله زروته، اتجهت له سريعًا تضمه كذلك هو، هذا هو الفهد نفسه الذي كان يبتعد عنها كلما كانوا في ذات المكان، هذا هو الفهد الذي ظل على الأريكة واتجهت تلتصق به، وهذه آيسل الهائمة به

بدأ يفك خصلاتها وهو يقول : منكده عليهم ليه؟ وبوزك شبرين ليه؟

قالها وهو يضغط على فمها بمرح، وأكمل : وشك شاحب وشكلك كئيب ودي مش عادتك، فين الضحكة؟

عادت تبكي بطفولية غريبة سرعان ما ضمها يهدئ من روعتها، قالت وسط بكائها : أنا بقيت تمانية وسبعين كيلو يا فهد

كتم ضحكته بصعوبة ثم حملها بخفة واردف : لا مش للدرجة دي، الميزان غلطان، أنا عارف وزن مراتي قد ايه!

ردت بلهفة : بجد! طب أنا كام الوقتي؟

أجاب بمرح وهو يجلس على طرف السرير : واحد وعشرين بس، مش عايز عبط أنا الوقتي، دا أنتِ في أحلى مراحلك وبعدين مش كفاية هينور حياتنا حتة منك، وكلام بيتي وبينك

اتسعت عيناها بفضول فأكمل : أنا كان نفسي اعرف اخد اجازتي كلها الوقتي عشان بقيتي عاجباني اوي اوي كمان، جمالك زاد أضعاف

دفن وجهه في عنقها واردف : حواسي كلها عجزت فيكي، بحبك

لمعت عيناها وهي تستعيد ثقتها في ذاتها من كلمات فهدها الذي لا يكف عن إلقاء غزله بها..

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★

وفي منزل رعد
عقب ليلة طويلة في المستشفى والتي أمرها بالعودة والعمل معه، عاد وهو مُرهق وقام بأمرها بعدم الذهاب للكلية حتى تبقى معه، لقد تغير رعد كثيرًا وأصبح ذو تقدير ومحبة لها، نست عقابها له في ظل حنيته الدائمة

ذكريات قديمة يتذكرها معها ويضحك، تتمدد في حضنه ترفع وجهها له بينما هو ينظر لها ويتحدث

قالت بمرح وهي تمسك أسفل ذقنه : ايه اللغد دا كله! لظاليظو بيتكلم

سخر بضيق : ههه خفة يا بت، ايه السكر ده!

ضغطت على وجنتيه قائلة بمرح : اتقمصتي يا بطة؟

دفع يدها قائلة : ابعدي بقى ايدك وخلي عندك دم كده، متكلمنيش

استندت على صدره قائلة : اقوم يعني؟ حاضر

جذبها مرة آخرى يضمها له، بات يمرر يده على ذراعه واردف : فاكرة اول ارتباطنا

ردت بمرح : حلاوة البدايات، ودي تتنسى برضو!

فكر قليلاً واردف : كل يروح من بالي إلا الفيديو اللي كنتِ بتهدديني بيه

انفجرت ضاحكة رغمًا عنها كذلك هو، أكمل هو : اقولك على سر، مكنتش مصدق يجي اليوم اللي نتجوز فيه وكان عندي إحساس دايم إن ربنا هيفرقنا عشان اللي بنعمله بس فعلاً رحمته وسعت كل شيء

لمعت عيناها واردفت باستغراب : ليه؟

ضغط على ذقنها وهو يقول : بعد كل اللي عملناه ده وتقولي ليه! بصراحة حاسس كل اللي حصلنا كان عقاب محترم لينا وخلاص خلص

لمعت عيناها مع إبتسامة بسيطة سرعان ما ضمها بقوة وهتف : بحبك اوي يا عشق، أنا عشقتك

ضمته هي الآخرى بقوة ولم تجب، فلقد تحدثت كثيرًا وظل يستمع فقط، الآن هي سوف تستمع..

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★

داخل مكتب رعد يجلس مع صقر الذي يأتي له شبه يوميًا لأجلها فقط دون علم أحد من عائلته، تلك اللمعة التي يراها رعد غريبة عليه خاصة أنه لا يوجد شيء نهائي بينهما، تحدث رعد بهدوء : يا صقر مش أنا اللي هحدد حياة شغف ولا شريكها مين، يا ابني والله تعبك دا ولا ليه اي لازمة

رد صقر بضيق : في ايه يا بابا! كل ده عشان باجي هنا

رد رعد بتنهيدة بسيطة : لا طبعًا اكيد مقصدش كده، أنت تيجي في اي وقت ولو عايز ترجع تقعد هنا على راسنا بس كلام عن شغف تاني لا، مش كل شوية تقولي تعالى نروح المكتب وتفتح نفس الموضوع، أنا زهقتلك

ابتسم صقر بخفة واردف : أنا كده كده مسافر بس مش هسيبك بالفون برضو، بص بصراحة يا بابا أنا متكلمتش مع شغف قبل كده غير بحدود، اقصد إن الكلام مكنش لدرجة إني احبها كده بس طالما حصل يا بابا صدقني هي نصيبي وأنا حاسس

رد رعد بهدوء : أحيانًا مش كل اللي بنحسه صح، قوم خلينا نطلع نتغدى

خرج مع صقر الذي ذهب إلى المكان الذي يجدها فيه دائمًا، تجلس مع تلك القطة الفروية الذي بحضنها، الآن بات يحسد القطة

رفعت عيناها له واردفت : خير؟

رد صقر بمرح : ايه العنف ده!

وقفت شغف واردفت : بص يا صقر أنا عرفت من ماما انك كلمت بابا عشاني، انا والله ما اقصد اجرحك أو ازعلك بس انا مش ناوية الفترة دي لأني مش ناضجة كفاية للخطوة دي، وبعدين يا صقر أنا مش هعيش بعيد عن أهلي وحياة الغربة دي مش لايقه عليا ولا تخصني، دا غير إن شادن أختك بتكرهني ومامتك بتكره ماما، احنا مشروع جواز فاشل يا صقر وعمر ما حاجة هتعدله، أنا لا هقبل اعيش في مكان مش سوي معايا حتى لو روحي في الشخص ده، خلاصة الكلام احنا مش لبعض

رد صقر ببرود وقد قرر الثأر منها لكرامته : ومين قالك إني مفكرتش في دا كله واتراجعت، حتى روحي اسألي والدك

شعرت بالاحراج وبدأ وجهها ينضج بلون قاني، رفعت عيناها وهي تقول بحزن : كويس، عن اذنك

تركته وغادرت المكان مع قطتها بينما ذهب هو إلى منزله دون رغبة في البقاء في هذا المكان، وسافر صقر عمار في هذا اليوم..

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★

في شركة آدم وبيبرس
تجلس رزان مع السكرتيرة الجديدة تستمع منها إلى بعض أسس العمل بانتباه، انتهت واتجهت للداخل تضع القهوة أمام آدم الذي احسن التصرف ولم يتحدث، تحدث بعملية باردة : عايز ملف آخر شحنة

ردت رزان بخبث : غريبة، مش هتعمل حاجة يعني تطفشني

لم يجب فانحنت أمامه قائلة بمرح : أنا بكلمك على فكرة، ولا ما صدقت استخدمت طريقة اصالحك بيها سايبني لفرصتي

لم يجب سرعان ما اقتربت أكثر وهي تقول : وحشتني يا آدم

وضعت يدها على يده المقبوضة سرعان ما دفعها وهو يقول : خمس دقايق، لو مبقاش على المكتب تروحي تشوفي مدير تاني تبقي سكرتيرة ليه

ردت بهدوء : تمام..

بينما تقف ليلة تتناول المثلجات وهي تتابع رزان التي خرجت بخبث، حسنًا آدم أطيب وأحن شخص في أخواته لكنه حين يغضب، لا يعود بسهولة عكس ما ظنت رزان

أشارت لها بخبث ثم اتجهت للخارج سرعان ما اصطدمت بالحائط المزعج الذي قال : براحه كسرتي عضمي

سخرت بنظرتها وهي تقول : معلش، منا مش طرية ولا رقيقة ذي المحروسة

دفعته بقوة قائلة : روح اخبط فيها بقى

جذب يدها يثبتها على قلبه والآخرى يحاوط خصرها واردف : اهدي يا شعنونة، وأنتِ بقى جايه عشان آدم ومراته ولا عشاني

أعادت رأسها للخلف سرعان ما صدمتها بأنفه ودفعته قائلة : متاخدش مقلب في نفسك، دا أنت شبه البرص ميتزعلش عليك يوم وبعدين انا جايه اشوف نصيبي، حد يستاهل مش معفن ومفكر نفسه دنجوان

أشار على نفسه بزهول سرعان ما التفت حيث مرآة طويلة، أردف بزهول : أنا برص ومعفن، وأنا اللي صارف ومكلف على الجيم، وبعدين انا واخد جمال امي برص إزاي!

ذهبت من أمامه وهي تضحك رغمًا عنها، هو وسيم لكنه غبي وخائن، سوف تريه الجنان على أصول..

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★

في منزل يوسف
يسود المرح المكان كما اعتادوا في سابق وقتهم، جلست تيا مع جوان وجاسمين التي تتحدث مع زوجها، وقفت جوان واتجهت حيث سيلا التي تقف في المطبخ تفعل طعام الغداء

تحدثت جوان بمرح : مدلعاني اليومين دول بس صح؟

ردت سيلا بإبتسامة : الأكل مش بيعجز وبعدين تروح جاسمين تيجي مكانها عادي كلكم بناتي

ضمتها جوان من ظهرها قائلة : الحماة الطيبة رزق، خلينا متفقين يا بت يا ماما سيليو لما تزعلي مني تقوليلي ومندخلش حد بينا، اي حاجة عايزاني اعملها قوليلي ولو معملتش اضربيني بالشبشب بس بلاش قمصة، انا كسولة وغلسه في التعامل بس بحبك وبحب ابنك وبحب البيت دا اكتر من بيتنا

كادت تجيب لكن يعقوب أتى وضم الاثنتين بقوة، أردف بمرح : سيبك من كلامها يا ماما، لو زعلتك قوليلي هعلقها على باب الشقة

ضحكت سيلا بخفة كذلك جوان التي قالت : موافقة بس اتجوزني أنت وملكش دعوة

دخل يوسف الذي قال بمرح : تقيلة من يومك ذي سيلا بالظبط

تصاعدت ضحكات الجميع واردفت سيلا : هرن على جايدا تيجي نتغدى كلنا سوا وأنت روح ارتاح شوية عما الأكل يجهز

تساءل يوسف بمرح : طب وانا؟

ردت سيلا : لا أنت هتقعد تساعدني ونرغي شوية

جذب يعقوب جوان تاركًا المجال لأهله، اتجه إلى غرفته يدخل معها واغلق الباب فاردفت : أنت بجح

هز رأسه بتأكيد واردف : تعالي اوريكي اماكن هدومي وازاي بحب الحمام متجهز، وأمته بالظبط متكلمنيش عشان هقول كلام معفن ذيي

ردت جوان وهي تضمه : أنت قمر

مسك يدها يُقبلها وبات يشرح لها، لقد رفضت عمل شقة لهما فهي تريد البقاء في هذا المنزل وهذه الغرفة، لقد قاموا بإنشاء شقة لها كاملة نفس حجم هذه لكنها لا تريدها

تمددت سريره وهو بجانبها تضمه كما تفعل سيلا مع يوسف، كل تفكيرها أنه وربما نريد أن نسامح ونغض النظر عن الكثير من الأمور حتى نصل لهذا المستوى من السعادة

يعقوب بالنسبة لها الحياة، تحبه كثيرًا جدًا لدرجة يصعب وصفها، هو لا يحبها نصف ما تحبه ولا يهم هذا، المهم أنها تفعل

نظر لها قائلاً بمرح : بتحاولي تقلدي ماما يعني! بس تصدقي شعور حلو، جوان هو أنتِ لسه زعلانة من غبائي زمان

نفت بخفة وهي تقول : مكنتش اتجوزتك وبعدين انا بحط ليك اعذار الدنيا يا يعقوب

حاوطها بيديه ينام بينما ظلت هي مستيقظة ولا تعلم لما ليست مطمئنه له..

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★

ونعود للقصر حيث آيسل الشاردة بحزن لأسباب لا حمل هو همها، هو يتفهم شغفها بجسدها ووزنها وبشرتها وشعرها وكل هذه الأمور التي لا يعيرها اهتمام، يتفهم أن أكبر مشاكلها في الحياة هو وزنها الذي يزداد، تريد أن تأكل مثل الجميع ولا تزيد جرام واحد

رفع وجهها له قائلاً : بتحبيني يا آيسل؟

اكتفت بهز رأسها فأكمل : طب لو العضلات دي اختفت، وبقيت بكرش، وزيدت في الوزن

قشعرت وجهها بطريقة مرحة فاردف : خلاص عرفت الإجابة

انفجرت ضاحكة كذلك ابتسم هو فاردفت : هخليك ترجع ذي الأول غصب، أنا مبحبش الراجل ابو كرش يا فهد

رد فهد بمرح : بس أنا بحب الست ام كرش يا آيسولة، أنا بميل ليكي بنسبة تلاتين في المية عشان جسمك، عاجبني وعاجبني آثر الاسترتش ماركت اللي قربت تختفي، بسبب إنك بتحاولي، حاولتي تحسي وحاولتي تشيلي حاجات عندك شايفة إنها ديفوهات بس أنا مش شايف كده، حاولتي تخلي شعرك حلو وميقعش، حاولتي تخلي وشك جميل، انا بحترم المحاولة بس هل دا معناه لو محاولتيش هزعل؟ لا يا آيسل، احنا ربنا جعل الكمال لسيدنا محمد، لازم يبقى فينا حاجات ناقصة

فكرت قليلاً واردفت : أنا خبيثة شوية، ومش بحب كل الناس اوي، احم كمان مش بطيق نور ولا عمو كرم ولا زينة ولا ... مش فاكرة بس في شوية ناس مش بحبهم، كمان أنا أنانية شوية

لمعت عيناه وهو يقول : كل ده فيا انا كمان، فاكرة لما اتشاكلتي وضربتي اختك في المستشفى، أنا وقتها اتحديت نفسي إني في الموقف دا هضرب اللي قدامي وعملتيها، عشان أنتِ جزء مني، آيسل أنا بحب كل حاجة فيكي ولو عندك هواجس الفراق أو إني ممكن ابص لواحدة تانية ف لا، أنتِ كفايتي من الدنيا والصنف كله

اعتدلت جالسه ثم ضمته بقوة كذلك هو، اردفت بمرح : في سبعين في المية بتحبهم فيا راحوا فين؟

رد فهد بتفكير : عشرة حبك ليا، وعشرة حبك لماما، عشرة انك شخص سوي في بيتنا، أربعين بقى بحب ده بكل اللي فيه

وأشار على قلبها ثم انحنى يعض وجنتها بخفة، ساعدها ترتدي ملابسها وخرج معها حيث موعد الغداء، الغد هو بداية الأيام المُباركة في الشهر الكريم، هو أراد أن يتأكد من الطبيبة أنها تقدر على الصوم

اشترى زينة وبدأ الجميع يعلقها سويًا في جو مرح، تحدث ريان الصغير : بابا انا هصوم معاكم كلكم ينفع؟

اكتفى رعد بهز رأسه وهو يحمله يساعده على عمل الزينة مع باقي أولاده، رمضان هنا شيء آخر وسط هذا التجمع الكبير

تحدثت عشق بمرح : اسمعوا يا بناتي في رمضان احنا بنعمل مسابقة، بس طبعًا اللي بيدخل بنتأكد أنه بيقرأ بالتجويد الصحيح، ونشوف أكبر عدد خاتمات بتحصل ليه هدية كبيرة اوي مني أنا ورعد وكالعادة مين اللي اخدها السنة اللي فاتت؟

رفع ريان يده بمرح، فأكملت : واللي قبلها فهد، وطبعًا تسنيم اخدتها في سنة من السنين، الوقتي هنعمل مسابقتين واحدة للشباب والتانية للبنات جاهزين؟

صاح الجميع بمرح واردفت آيسل : يعني في حدود كام خاتمة؟

ردت عشق : فهد وريان وصلوا لخمستاشر

تساءلت عشق الصغيرة : وبابا بيختم كم ختمة؟

أشارت بيدها وهي لا تعرف الرد : متعدش يا جيمي، محدش بيشوفه في رمضان أصلا غير ساعة الفطار والسحور

كان يمرر ورقات الكتاب الذي يقرأه بعدما جلس من اشغاله، حوله عائلته يتحدثوا باندماج وانشغال، خرج كل ولد من أولاده من تلك القوقعة التي حبس نفسه فيها مسبقًا

كل واحدة تنشغل بطفلها أما تسنيم تجلس دون حديث، غاب المرح ولم تكن تتوقع يومًا أن الألم سوف يصل إلى زروته بخصوص الأطفال، رن هاتفها فأجابت : السلام عليكم

ردت نور بمرح : وعليكم السلام، جبت رقمك بالعافيه كل أما اقول لحد عايزة رقم تسنيم يقولي ملكيش دعوة بيها يا نور

تسنيم بإبتسامة بسيطة : ما هو كان معاكي يا بنتي

أكدت نور قائلة : أيوه بس كنت حذفته بقى، المهم عاملة ايه؟

ردت بهدوء : الحمد لله، طمنيني عليكي أنتِ وسولي

بدأت تقص لها عن عدة أشياء تخص تميم الذي التقت به اليوم، تسنيم تستقبل وتناقشها بمرح وأخوة، أغلقت مع نور ووقفت تستأذن ثم ذهبت إلى جناحها

دقائق وأتى أسد الذي سألها : أنتِ كويسة

تسنيم بهدوء : الحمدلله بخير

كادت تتجه للحمام لكنه جذب يدها قائلاً : تسنيم أنا حافظك اكتر من نفسك، ايه اللي مزعلك يا حبيبتي؟

انزلت يده بهدوء واتجهت للحمام تبكي دون صوت، دقائق وخرجت له ثم قالت : أنت لسه هنا ليه؟ تعالى نطلع ليهم

وبالفعل خرجت تسبقه والفجوة بينهما تزداد، وجدت حوالي عشر حقائب والكثير من الفوانيس، رعد الكبير يدقق فيهم واردف : دي لشغف، ودي لرزان، دي لتسنيم، ودي لآيسل، دي بقى لعشق الصغيرة

ردت عشق الكبيرة باستنكار : يا سلام! طب وانا؟

احضر حقيبة بقدر ثلاثة من الخاصين بهم واردف : دي ليكي

صاحت بحماس طفولي : لوحدي؟

أكد بخفة واردف : دول الأربعة ليكم يا ولاد ماعدا فهد

احضر به حقيبة بسيطة قائلاً : دول لأول يوم وبإذن الله وأنت ماشي هتلاقي شنطتك في عربيتك

بدأت كل واحدة تفتح حقيبتها وفوق كل شيء طقم إسدال مع مصحف شريف كذلك سجادة تخصها، وكأنه يتيقن ما اللون المفضل لكل واحدة لذا احضر لها لون يخصها هي فقط لا يشبه اختها

وضعوا هذا أولاً سرعان ما وجدوا عبايات لرمضان جميع الألوان، أكثر من ثلاثين واحدة وكل واحدة معها نقابها أو حجابها، كل واحدة ذو تصاميم تليق بها هي فقط

تركت تسنيم ما بيدها واتجهت سريعًا تضمه يليها شغف ورزان كذلك آيسل وعشق، كل واحدة تعبر بطريقتها ودموعها، واردفت عشق بمرح : أنت مين؟ وأمته دخلت حياتنا؟ وازاي تخطف قلبنا كده؟ إزاي جواك كل ده لوحدك؟ إزاي مفيش ذيك

بدأ يُقبل رأس كل واحدة واردف : خلاص بقى، يلا كل واحدة تخلي جوزها يودي شنطتها اوضتها وتعالوا

صاح ريان الصغير بحزن : أنت نستني يا بابا، أنا موجود

حمل ريان قائلاً : أنا أقدر! دا أنت الكوم الكبير

اتجه يحضر اربع حقائب واحدة كبيرة وثلاثة صغار واردف : الكبيرة للكبير ريان حبيبي، ودي لسليم، ودي لمعاذ، ودي لأيان

عبست آيسل وهي تقول : ماشي، رمضان الجاي هيجي خامس وهيبقى بيهم كلهم

رد رعد وداخله يقين : بإذن الله خامس وسادس كمان

رمضان هذه السنة مختلف، كل واحد له فانوس باسمه والزينة كذلك البهجة منتشرة، الجميع سعيد ويضحك ببهجة غير عادية

كذلك في منزل يوسف الذي فعل مثل رعد معهن، جوان تجلس وسطهم ولا تكف عن الضحك على نكت يوسف ويعقوب ابنه، كذلك ليث الذي لا يملك حس فكاهي مثل يزن الذي أتى اليوم

كادت تسنيم تذهب لكن رعد استوقفها قائلاً : تسنيم

التفتت له قائلة : نعم يا بابا؟

رد هو بهدوء : قيام الليل هو السلم لكل حاجة يا تسنيم، أثناء سجودك ادعي بكل حاجة وصدقيني ربنا عند حسن ظننا كلنا

ردت بإبتسامة : ونعم بالله، حاضر يا بابا

اتجهت كل واحدة تصلي قيام الليل كذلك رعد، عادوا لكن رعد لم يعود، ليس له عدد معين مثلهم في القيام فهو يقيم حتى بداية قرآن الفجر

ألقى نظرة على عائلته الكبيرة، ذات يوم كان يجلس وحيد على الطاولة وحين أمر الله أصبح كل شيء هكذا، لديه بدل الولد خمسة رجال، وقد رزقه الفتاة، لم يحرمه لا الفتاة ولا الشاب، أرسل لأولاده شريكاتهم وكل واحد راضٍ وسعيد بمن معه

كل واحدة تليق بزوجها، كل واحدة هي حواء التي خُلقت من ضلعه لتكون ونس له، بدأت الفتيات تأكل بنهم ومرح وأولهم آيسل التي قالت وهي تأكل : يا رب على آخر رمضان أكون بقيت حامل رشيقة، يا رب لو بنت تاخد جسم ماما عشق وجاسمين وماما سيلا وشغف وما تاخد جسمي قولوا آمين؟

عمت الضحكات وابتسم فهد بخفة، بدأ الجميع بتناول الطعام بعدما قاموا بذكر الله، انتهى كل واحد واتجهوا يتوضئوا مرة آخرى

أردف فهد بإبتسامة بسيطة : هاتي حضن الأول قبل ما تروحي

اتجهت تضمه بقوة كذلك هو واردفت بمرح : وفيها ايه يعني لما تشوفني وأنت صايم وتحضني هاا! هتخس؟

حاوط وجهها وهو يقول بمرح : بتقعدي تدلعي وتتمايعي وبتلبخيني ودا شهر عبادة، مش عايز افكر فيكي

عادت تضمه لوقت طويل ثم ذهب يتوضأ وخلفه هي، ارتدت كل واحدة فيهم عباية جديدة وذهبوا لليڤينج، بدأ الشباب كل واحد يقرأ في المصحف الشريف كذلك عشق، شجعوا جميع الفتيات ثم ارتشفت الفتيات المياه ونوى الجميع الصيام

اتجهوا للمسجد يصلوا الفجر، وعقب انتهائهم ظل الشباب ساعتين يقرأوا في المصحف كل واحد في زاوية أما رعد يُسبح ربه، ساعة واحدة وبدأ يتفرغ للقرآن الكريم

لم ينم لحظة واحدة كالمعتاد في هذا الشهر، أما الفتيات كل واحدة ما صدقت ارتمت على السرير، في صباح اليوم خرج رعد الكبير مع أولاده يوزعوا الصدقات مما رزقهم الله، من طعام وشراب وملبس وكل ما يتمكنوا من فعله قد فعلوه، لدرجة أنه خصص المأوى للبعض وتكفل بالكثير لعلاجه على حسابه، كل هذا من خير ربه وينفقه وهو على يقين أنا ما لدى البشر يضيع لكن ما لدى الله لا يضيع أبدًا

باتت الشكوك حول أمواله كثيرة من كثرة رزق الله له، لكن لا أحد يعلم أن رعد الشافعي يفعل تجارة مع الله، ينفق بيد والله يرزقه بالآخرى أضعاف، حتى بات لدية أموال لا تُحصى

يؤدي الصلاة في وقتها وعاد للعبادة فقط، هو لا ينسى شيء أبدًا..

عشق تقف مع الخدم في المطبخ تخبرهم عن الأكلات التي يريدوها واردفت : واللي نفسه في حاجة يعملها، خير ربنا كتير، رنوا على عيالكم وشوفوهم نفسهم ياكلوا ايه واعملوا، تاكلوا وقت ما ناكل من احسن الأكل وقبلنا لو عايزين، اللي محتاج حاجة يعرفني

ردوا معًا بجمل كثيرة مثل : كتر خيرك يا عشق هانم، ربنا يجعله في ميزان حسناتك أنتِ والباشا، يا رب ما نشوف فيكم حاجة وحشة، ربنا يرده بالزيادة

اردفت عشق : دا مش خيري ولا خير رعد، دا خير ربنا، يلا ربنا يوفقكم

خرجت عشق من هنا ولم تستمع لكم الدعوات التي قاموا بالدعاء لها بها، تحدثت آيسل بضيق : هو من أمته بنشم ريحة الأكل وبتوصل هنا، حرام بجد!

ضحكت الفتيات واردفت عشق الصغيرة : هانت معتش غير خمس ساعات

الجميع نظر لها بفزع وضحكت الكبيرة قبل أن تفتح المصحف وتغرق فيه، تحدثت رزان باستفهام : هو بابا منامش لسه؟

ردت تسنيم : ممكن ياخد هدنة ما بين الضهر والعصر، أو من الساعة تسعة ونص لقبل الضهر بس، بعد العشا بيقعد معانا وبعدين قيام الليل والفجر والأذكار والمصحف والزكاة اليوميه

حسنًا محظوظ رعد الشافعي بما رزقه الله به..

قبل صلاة المغرب
رائحة الأكل تكاد تجعل انفهم يذوب منها، لأول مرة ينتبه الجميع من هذا وهذا ما حدث، الضحكة ترن بالمكان عقب تعليقاتهم على بعض

اتجه الجميع يُصلي أولاً بخشوع تام ثم عادوا، أعطت عشق التمرة إلى رعد الذي ابتسم وهو يقول : عايزة تاخدي ثواب قد ثوابي

أكدت برأسها سرعان ما أخذها بعدما قال الدعاء تناولها، رفعت آيسل الماء على فمها وفاقت على يد فهد وهو يسحبه قائلاً : براحه يا بنتي بقى

اردفت بعبوس : عطشانه اوي يا فهد

وضع المياه وثبت نقابها فأكملت : أنت هتمشي بعد العشا؟ طب بص خليك هنا رمضان كله والعيد معانا وأنا مش عايزاك في الولادة بس متبقاش هناك في الصيام

عادت تبكي بحزن لأجله، ادخل يديه أسفل النقاب يمسح دموعها وجذبها لحضنه، انفجرت باكية وهي تقول : أنا تعبت من الفراق ده يا فهد

قَبل جبينها واتجه يحضر تمرة، تناولها وارتشف المياه ثم جلس الجميع، تحدث ريان الصغير بطفولية : بابا انا نفسي اشوف ربنا

رد رعد بإبتسامة : كلنا هنشوف ربنا يا ريان

تساءلت آيسل بمرح : وايه الضمان بقى؟ الله اعلم ما جايز ميحصلش يا بابا

ردت عشق الصغيرة : اعتقد إن اكيد لازم كلنا نخاف من الموت، احنا بجد مليانين أخطاء وعيوب وذنوب وكل حاجة

تنهدت بحزن دفين؛ فهي منذ دخولها لهذا المنزل تشعر بثقل الحساب، انتبه رعد الكبير لهم واردف : من احب لقاء الله، احب الله لقاءه، الخوف مش من الموت ولا من حساب القبر، الخوف من اللي بعد كده بس ارجع واقول متخافوش رحمة ربنا وسعت كل شيء، ربنا وزع علينا رحمة واحدة وساب عنده تسعة وتسعين رحمة، عملك بيرفعك بس بتدخلي برحمة ربنا

ردت عشق بمرح : يعني اطمن يا بابا

رد رعد بإبتسامة : اطمني يا عشق بس سؤال بسيط خالص، رحمة الله اللي بنتكلم فيها، اللي هتدخلنا الجنة وهتعدينا من كل عسير هل كتير علينا نرد جزء بسيط بالعبادة والبُعد عن المعاصي؟ لا مش كتير، اليوم أربعة وعشرين ساعة وايه يعني لما نتعبد ساعتين بس، هنخس؟ هنزيد؟ اة هنزيد مقامًا عند الله لأن عملك اللي بيرفعك .. الإسلام ذي الأرض الثابته اهي قدامك، عيشي فيها

تحدثت عشق الكبيرة : ينفع اعيش من غير بيت ومأوى واكل وشرب؟ لا لازم نعمل كل ده وهنا منقصدش لا الأرض ولا البيت، احنا نقصد الدين الإسلامي وعملنا الصالح

رد الجميع بإبتسامة : الحمد لله على نعمة الإسلام، الحمد لله على كل شيء

لمعت أعين الجميع واردف رعد الصغير بمرح : مش هنلعب شوية ولا بعد العشا؟ فهد خليك الليلة دي

رد فهد بإبتسامة : همشي الساعة حداشر بإذن الله، أنا أقدر اضيع الليل معاكم

نظرت آيسل له بحزن وقبل العشاء اتجه الجميع للمسجد، رعد الكبير يُصلي بهم وانتهوا جميعًا، الساحة يجلس الشباب بها سويًا في مرح رعد الصغير يلعب مع الأطفال، أتى سليم حينها وزاد المرح فقد ارسلته نور لهم الليلة

الفتيات تلعب مع عشق الكبيرة ويضحكوا بمرح، تحدثت آيسل بمرح : صحيح الجلابيه على فهد سكر، ناقصه عمه ويبقى ثري عربي بحق

لما يتمكنوا من السيطرة على ضحكاتهم، أتى سليم كذلك معاذ الذي تحدث بصوت عالي : آسي، آسي

نظرت آيسل لهم واردفت : قال ايه؟

أشار لها بيديه قائلاً : آسي

آيسل! شهقت بصدمة وهي تنظر له ولم تتمكن من السيطرة على دموعها وهي تحمله : قلب آيسل وروحها، دا بيقول آيسل صح؟

ضحكت الفتيات واردفت عشق الصغيرة : مش عشان حنينة دا وارث حبي ليكي

ضمتها آيسل تُقبل وجنتها واردفت بسعادة : الفرحة فرحتين النهاردة، الحمد لله

وفي تمام الساعة الحادية عشر، دموعها تتسابق على وجنتها وهي تضم الفهد لها بقوة ترفض تركه، لم تعطي المجال لأحد في السلام عليه كأنه سوف يغادر لآخر العالم

تحدثت عشق الصغيرة بهمس مرح : أنا عايزة حضن ذي ده

ضمها من ظهرها بقوة قائلاً : مش هتعرفي لأني حتى لو سافرت هاخدك معايا

وضعت يدها على وجنته تُقبل الأخرى وهمست : شاطر

ابتعدت بصعوبة تترك للباقي المجال ثم اتجهت تحبس نفسها في جناحه، الأمر بات أكثر ألمًا بعدما زاد تعلقهم ببعض، لم يعد سهل أن تتعايش كسابق وقتها

وذات يوم قام رعد الكبيرة بعزومة الجميع في منزله، تقف سيلا في المطبخ مع عشق كذلك الفتيات حولهم، اردفت سيلا بمرح : مفيش حد فاطر يا عيال؟

صاح الجميع بمرح : شغف وعشق الصغيرة

لم تسيطر كلاهما على ضحكتها واردفت سيلا : وجاسمين

جلست شغف على طرف المطبخ قائلة : بما إن الكل أصبح عارف، ناوليني يا نيمو كوباية مايه

بدأ الجميع يضحك والفتيات تتناول الطعام، أتت آيسل التي تخفي الكاميرا واردفت : ماما اهي كويسة كمان، النهاردة عاملين عزومة وكلنا في المطبخ، الخدم اخدوا إجازة بقى وبجد احنا مبسوطين، الشباب قاعدين سوا واكيد ناقصينك، شوف الفاطرة اختك

شغف وهي ترفع وجهها : مين ده؟

ردت آيسل بضحك : فهد

شهقت شغف وهي تسعل بشدة، بينما ضحك الجميع، أخذت الهاتف قائلة : مراتك دي مهزءه يا فهد وفضحتني

رد فهد بإبتسامة : مفيش فضيحة ولا حاجة دا عذر حلال يا حبيبتي براحتك، عاملة ايه؟

ردت بإبتسامة : كويسة وبجد وحشتني، حقيقي احنا ناقصنا كتير اوي من غيرك

وأشارت بقبضتها أمامه، صاحت آيسل : كفاية يا قناة الجزيرة هي صعبة لوحدها

ضحك الجميع وتحدث مع والدته كذلك سيلا ثم اغلق معهم يمارس عمله، ريان أيضًا عاد لعمله مرة آخرى، السعادة تنتشر في الشهر الكريم

وذات يوم في منزل يوسف، أيام جميلة مع تجمعات أجمل تنقص الفهد الذي لا يكف عن الهجمات وهو صائم، ليس لديه الفرصة أن يجلس ويقرأ في كتاب الله لكنه لا يكف عن تلاوة القرآن

لقد حُرم من شعور القراءة لكن انعم الله عليه بالحفظ ولم يقف بوجهه شيء، كان يسير مع المجموعة الخاصة به ويتلو القرآن بصوته العذب، وصل للمكان ولا يكف عن التلاوة وهو يمسك سلاحه، وصلت الأخبار لرعد الذي يزداد فخره أضعاف كل يوم يمر

صاح يعقوب بمرح : الخاتمة الرابعة والحمد لله، مين قدك يا واد يا يعقوب

أشار أسد له بإصبعين فاردف : مرتين بس، مسكين

نفى بخفة فبدأ يخمن واردف بصدمة : السابعة!

أشار بخمسة أصابع سرعان ما تصاعدت ضحكات الشباب، أردف يعقوب : لا أنتم مبيجيش معاكم حسد متقلقش

خرجت آيسل من غرفتها في منزل والدها والقهر يزداد في غيابه، حسنًا بقى القليل وسوف يتجهوا لأداء العمرة معًا

" آسي "
صاح معاذ بانزعاج سرعان ما ابتسمت وهي تتجه له، وجدت تسنيم تجلس أمام سليم قائلة : قول يا سولي تسنيم، يلا قولها خلينا نكيد نور

أتى صوت نور من الهاتف قائلة بمرح : يعني عارفة انك كيادة!

ما هذا! نور وتسنيم! هذا كثير
تحدثت آيسل : انا اعرف إن اتنين صحاب واحدة توقع جوز التانية طبيعي بس اتنين ضراير يتصاحبوا بعد مصايب كتيرة كده كتير بجد

ضحكت تسنيم كذلك نور التي قالت : سولي قول يلا تسنيم ..

بينما تجلس عشق مع سيلا عقب انتهائهم من العديد من الأشياء، واردفت عشق : بس أنا يا سيلا بصراحة حاسه شغف عندها ميول لصقر اكتر، وأنا مش عايزة ازعلك عشان كده ..

قاطعتها سيلا قائلة : بصي يا عشق أنتِ صاحبتي واختي ومش جواز شغف وغيث اللي يقربنا أو يبعدنا، عايزاكي تعرفي حاجة شغف لو اتجوزت غيث هتقعد عند كرم وتالا مش عندي، يعني حماتها تالا مش انا، غيث كله كرم يا عشق وفيه عيوب كتيرة أولها إنه أنكر جميل يوسف، يوسف اللي بيدفع الكلية الخاصة بتاعت غيث مش كرم وغيث مجرد ما حط رجله في الكلية واخد العربية طار على بيت باباه، يوسف مين؟ ميعرفوش ولا يعرف أنه عمله حاجة ولا بيعمله حاجة، غيث مبيحبش يوسف بسبب أنه في دماغه اعتقاد إن يوسف أناني واخدني من أبوه عشان يعمل عيلة وعشان ابقى يعقوب، أنا بحبك يا عشق لدرجة إن كان نفسي اوي يبقى بينا نسب، يا اخد شغف ليعقوب أو يزن، أو تاخدي جاسمين لحد وربنا الحمد لله جابها بطريقته من الشخص الصح للأصح، سيليا حتة منك يا عشق ومن فهد وسبحان الله بقت ليه، جاسمين اخدت ليث اللي هو ابنك وراضع مع ولادك وتربيته منكم .. متفكريش لحظة إن حياتنا هتقف عند النقطة دي، شغف لازم تعرف كل كبيرة وصغيرة عن غيث وصقر وتختار بس نصيحة اخت بلاش منه الوقتي

ردت عشق بتفكير : رعد قال كده

ربطت سيلا علي يدها قائلة : عشق أنا مش بعقدك من غيث بس انا بحكي الواقع، جوان أنا قعدت معاها وعرفتها يعقوب فيه واحد اتنين تلاتة بس يعقوب حنين وحنيته دي تعدي اي حاجة، شغف مش دماغ جاسمين ولا آيسل عشان تتجوز صغيرة، شغف لسه طفلة وبتكتشف ف بلاش الوقتي، وع فكرة أنا مكنتش عايزة اقولك بس عشان مزعلش غيث

تساءلت عشق بتفكير : هو مقالش ليوسف ليه يكلم رعد؟

سيلا بتنهيد : غيث معتش الطفل الصغير اللي روحه في يوسف يا عشق، ربنا يهديه ولو متهداش أنا عمري ما احب ولا احب أخواته عن يوسف

عشق بضحك : لسه برضو

أكدت بمرح وهي تقول : معرفش ليه! أنا والله بحاول اسيطر على مشاعري ومبقاش سيلا الصغيرة المتهورة بس حقيقي أنا روحي في يوسف اخوكي، أنا أحيانًا بغير عليه مني

تصاعدت ضحكات عشق ولن تتغير سيلا، سوف تظل كما هي، وانتقلت العدوة مباشر إلى آيسل التي تجلس وتتأمل جوان كذلك تيا بانزعاج

كلاهما يرفع المياه الباردة أمامها واردفت تيا : سوري يا آيسل بقى بس دا حلال ربنا

ألقت المياة في وجههما والجميع يضحك، مر أكثر من نصف رمضان على الجميع وكل يوم يترك ذكرى افضل من ذي قبل

ذات يوم كان آيسل تجهز حقيبتها والدموع تنهمر قائلة بصراخ : أنت بتستهبل، يعني ايه مش هتقدر تيجي غير ليلة سبعة وعشرين، وترجع بعد يومين احنا متفقناش على كده

رد فهد بضيق : يا آيسل غصب عني

ألقت الهاتف واردفت : خليك عندك يا فهد متجيش خالص، مين ذيي؟ كلهم مبسوطين إلا انا يا فهد، على طول حاجة ناقصة وكل الأمر محطوط على الأيام دي، كتر خيرك

استغفر ربه وهو يقول : تمام عايزة حاجة؟

أغلقت بوجهه وظلت تبكي طوال هذا اليوم وفي اليوم التالي، تحدثت عشق بحزن : خلاص يا آيسل بقى بلاش نكد واحنا مسافرين، بعدين الكام يوم دول هيعدوا ذي الباقي

ردت آيسل بزفير : خلاص يا ماما حصل خير، براحته

بينما في جناح أسد أغلقت تسنيم الحقيبة بعدما تأكدت من وجود كل شيء، وقف أسد خلفها قائلاً : كله تمام؟

هزت رأسها واردفت : كمان باسبور سليم جيه النهاردة

أطلق تنهيدة بسيطة وضمها له، دفعته عنها قائلة : يلا عشان اتأخرنا

رد أسد بنفاذ صبر : كفاية بقى، أنا تعبت يا تسنيم منك ومن كل حاجة، أنتِ مكنتيش كده حتى في عز زعلك مني، اعملك ايه؟ أو عملت ايه؟

جلست تسنيم على طرف السرير واردفت : أنا مش عارفة مالي بس أنا مش مبسوطة معاك يا أسد، خلينا نطلق وكل واحد يروح لحاله

رد أسد بهدوء : يعني دا قرارك يا تسنيم

هزت رأسها بتأكيد واردفت : اكتر من اي مرة نفسي في كده، لما رجعت وكنت متجوز أنا لسبب من الأسباب مرضتش اقولك عشان منتطلقش، مكنتش عايزة كده بس انا خارج حدود الأوضة دي مبسوطة اوي، اول أما بدخل هنا مش ببقى كويسة

مرر يده على عنقه وهو يتنفس بصخب، أردف : تمام يا تسنيم، نتكلم بعد العيد

فرت دموعها سرعان ما مسحتها وهي تخرج من هذه الغرفة، اجتمع الكل وقاموا بالتوزيع على السيارات، القصر فارغ من وجودهم جميعًا

وصلوا للمطار والجميع سعيد إلا ... أجل آيسل، مسحت دموعها أسفل النقاب واتجهت تتحدث مع اختها، بينما أتى فهد وحاوط كتف عشق التي ابتسمت، أشار لها بالصمت ثم قَبل جبينها وضمها له، كادت شغف تصرخ لكنه أشار لها بالصمت هي الآخرى

اقترب حيث آيسل ثم حاوطها بذراعيه من الخلف، همس في أذنها : ميهونش عليا زعلك، خدت جزا

اهتز جسدها بضحك ثم التفتت تضمه، بات يُقبل جبينها وبدأ يُسلم على أخواته، صعد الجميع على متن الطائرة واتجهوا للسعودية تحديدًا المدينة

حين وصل فهد قام بأداء فرضه ثم اتجه ينام بتعب، كل واحد مع زوجته إلا رعد الذي يقف عند قبر الرسول، أتى بباله شخص واحد وحينها دعى له بالاسم، وقفت عشق بجانبه واردفت : اشمعنا هي؟

ربط على كتفها ولم يجب، عاد للفندق يرتاح قبل صلاة المغرب، نزل وجد أسد ابنه يجلس شارد الذهن وهناك ثقل كبير عليه، يعلمه من نظره

جلس بجانبه يتحدث معه عما يزعجه ويحزنه، أردف رعد : اشكي همك لربنا هو القادر على تغيير الأمور بينكم

أسد بتأكيد : حاضر يا بابا...

وفي ليلة من الليالي الفردية وبعد ذهابهم لمكة
نظرت تسنيم حولها لم تجد أي واحدة من الفتيات، ولم تكن تعلم كيف تعود إلى الفندق، كل ما تعلمه أنه قريب جدًا من الحرم، بدأت تسير وجدها حتى تاهت أكثر

بينما اتجه أسد حيث الفتيات يسألهم : محدش شاف تسنيم؟

ردت آيسل : لا بس احنا خلصنا بدري عنها وقولنا نيجي، زمانها جايه

رد أسد بقلق : بس هي مش بتحفظ أماكن

رن عليها لكنه وجد هاتفها مع عشق، أردف بانفعال : تليفونها بيعمل ايه معاكي يا عشق؟

ردت بتوتر : هي خافت يقع منها خصوصًا إن في ...

ضغطت آيسل على يدها بمعنى تصمت لأن أسد عصبي، اردفت بهدوء : بدل ما نتكلم ما نروح نشوفها

اتجه يبحث عنها كذلك الفتيات، عاد بعد ثلاثة ساعات وقد حل الليل حينها ولم يعد يسيطر على إنفعاله، أردف فهد : أهدى واحنا هننزل نلف تاني متقلقش وبعدين هي زمانها عارفة اسم الفندق

رد أسد بيأس : هي مش عارفة حاجة يا فهد، يا رب ردها سالمة، افرض حد شافها او حد عمل ..

صمت وقد تملك الشيطان من أفكاره، وقف وصرخ بالفتيات : يعني أنتم كلكم راجعين سوا مفيش حد هان عليه يستناها، لو واحدة فيكم اللي في الموقف كنتم سيبتوها يا آيسل

ردت آيسل بهدوء : احنا فعلاً غلطانين يا أسد، احنا آسفين

مرر يده على وجهه وبات يتحرك بعشوائية سرعان ما طرق يده بفازة وضرب طاولة، صرخ بجنون : اعمل ايه بأسفكم يا آيسل، أنا نازل اشوفها

اتجه يفتح الباب وجدها أمامه تبكي بانهيار وفزع وبجانبها والده، استغفر ربه وهو يجذبها لحضنه بقوة، زاد بكائها وهي تقول : أنا خوفت اوي

حاوط فهد كتف آيسل يشكرها ويُقبل جبينها، وجه أسد حديثه لها لأنها الوحيدة التي لن تحزن أو تغضب منه، هي متفهمة أن لأسد نوبات غضب لا يتحكم فيها، اردفت بمرح : وأنا مالي بيك، أسد اخويا وبعمل كده عشان هو اخويا مش اخوك

رد بخفوت : أنتِ إزاي كده! عايز اخطفك الوقتي واخبيكي من كل حاجة

ابتسمت له بينما يحاوط أسد وجه تسنيم قائلاً بقلق : أنتِ كويسة؟ ردي عليا يا تسنيم

أكدت ببكاء : كويسة بس كنت خايفة وحاسه إنكم مش هتلاقوني تاني

عاد يضمها بلهفة واتجه كل واحد لغرفته، توضأ أسد وعاد يجلس بجانبها يُقبل جبينها عدة مرات ويغمض عيناه قائلاً : روحي كانت هتطلع بسببك، بعد كده تليفونك معاكي ومتطلعيش غير لما اكلمك نيجي سوا

ردت تسنيم بهدوء : متزودهاش، اومال لو مكنتش رجعت بقى، تخيل كده اقع في ايد ناس مش كويسة ويتاجروا بيا، ويسفروني بعيد عنك بعدين ياخدوا أعضائي

وضع يده على فمها قائلاً : بالله عليكي وفري خيالك ده، تعالي

جذبها لحضنه أكثر ولأول مرة تستشعر كم الحب هذا من ناحية أسد لها، بدأ يُصلي قيام الليل كذلك هي، وكل قليل يستوقف قليلاً ويدعي لها ألا يرى بها مكروه

بعد ساعة كاملة
كان يدعي جلست خلفه تحاوط كتفيه قائلة : ما خلاص بقى يا عم أسد، أنا كويسة اهو

رد أسد بزفير : أنتِ روحي يا تسنيم اللي ممكن تطلع وراكي

ضحكت بخفة وهي تقول : حقا قعدت تزعق للبنات، أنت صعب ومحدش يستحملك غيري على فكرة

رد أسد بإبتسامة بسيطة : دي حقيقه، كلهم خافوا مني وشكلي بقى وحش قدام اخواتي، دا غير إن من ستر ربنا بابا مكنش موجود

ردت تسنيم بإبتسامة وهي تُقبل عنقه : محدش فيهم زعل منك

جذبها أمامه وهو يقول : مش هتجبيها لبره على فكرة

حاوطت عنقه وهي تقول : أنا مش عايزة اجيبها لبره أصلا

وقف بعدما حملها وهو يقول بمرح : استعنا على الشقى بالله..

انتهت رحلتهم في صباح يوم العيد عادوا إلى بلدهم وانتهى الشهر المُبارك بأمان وبالتأكيد لم يترك رعد ولا أولاده يومًا واحد إلا وقد تبرعوا فيه بالصدقات، الجميع ينتظر العيدية من رعد الشافعي، جلس باطمئنان عقب وصوله للقصر واردفت عشق الصغيرة : فين عيدية عشق؟ يلا انزل بالمعلوم

رد بإبتسامة : خدتي من جوزك؟

نفت بعبوس قائلة : لا هو مدنيش من نفسه، اديني أنت بالطلب

صاحت آيسل وهي تمد يدها : وأنا كمان يا بابا

اخرج بضع ظروف واردف : عشقي

أضاف ياء الملكية حتى يوضح من يريد، أتت عشق الكبيرة تجلس على طرف الكرسي قائلة : خير!

أعطاها الظرف الأكبر ثم أعطى للفتيات كل واحدة ظرف مماثل للخاص بشغف، عقب ذهاب عشق اتجهت آيسل تحاوط عنقها قائلة : ألا قوليلي يا بت يا ماما بابا لما جاب لينا شنط جاب ليكي اكبر شنطة

عشق بتأكيد : أيوه والوقتي أداها اكبر عيدية، ليه هاا؟

تحدثت رزان بتفكير : دا غير إن الوقتي أداها العيدية الأكبر

ردت عشق الكبيرة بإبتسامة : الشنطة لأن رعد بيهتم بأدق التفاصيل بيا، جاب ليا عبايات ذيكم عادي بس في تفاصيل مينفعش يجيبها ليكم بس يجيبها ليا، وعلى فكرة أنا من يوم ما اتجوزته وهو اللي بيجيب ليا كل الهدوم، في البيت وبره البيت وفي اوضتنا وكل حاجة، في تفاصيل كده تخص رعد لعشق

صمتت قليلاً وأكملت : أما العيدية بقى ف دي لأنه على مدار سنين جوازنا أنا أول حد باخد العيدية منه وبزعل لو عمل كده مع حد تاني

صاحت الفتيات بقهر حقيقي واردفت عشق الصغيرة : يا رب طب دي احسدها ولا اعمل ايه!

ردت عشق الكبيرة بمرح : غيروا مني ولعوا

تصاعدت ضحكات الفتيات كذلك عشق التي سارت حيث رعدها في جناحهم، بدل ملابسه وخرج ومعه عشقه يوزع العيدية من مال وهدايا على الحراس وهي على الخدم، ثم خرجوا يوزعوا على الكثير والكثير من اليتامى وغيرهم، أما نور لقد أحضرت تسنيم ابنها لها

ضمتها لحضنه وبات الصغير يبكي خلف تسنيم، اردفت تسنيم : أنا هنا اهو قاعدة شوية لحد ما ريان يسلم على تيام

ردت نور بمرح : طب خديه بقى أما اروح اكل

حملته تسنيم تهزه وتلعب معه بينما ذهبت نور إلى المطبخ، وجدت في طريقها ريان يقف مع تيام قائلاً : لا يا تيام مينفعش، أنت مش صغير على فكرة

رد تيام بحزن : يعني أنت بتحفظ الوقتي؟

أشار له بمرح : حفظت جزء ونص بحالهم مع بابا رعد الكبير

اتجهت نور تحاوط كتفه قائلة : جزء ايه؟ ويحفظ ايه يا ريان؟

رد ريان بطفولية : قرآن يا طنط نور، بقوله إنه لازم يبدأ يصلي ويحفظ قرآن، احنا مش صغيرين يا طنط وبعدين لازم ناخد بالنا من تصرفاتنا

نور وهي تجلس على ركبتيها : مين قالك كده؟

رد بعفوية : بابا رعد الكبير، انا استأذنته وقولت ينفع أقول لجدو بابا رعد وهو قالي أيوه

ربطت على شعره وظهره وهي تقول بشرود : ربنا يبارك فيك يا ريان

تركت تسنيم سليم بعدما نام وأخذت ريان وذهبت، فجأة صرخ بصوت مرتفع سرعان ما جرت نور له وجدته يبكي، حملته وهي تضمه قائلة بقلق : في ايه؟

رد ببكاء : نيم، نيم

تساءلت بعدم فهم : تقصد ايه؟

انهار الطفل وهو يقول : نيم

ظلت دقائق تستوعب ثم رنت على تسنيم التي أجابت : خير! لحقت اوحشك، سليم بيعيط كده ليه!

صمت الطفل وهو يضحك ويمسك الهاتف، اردفت نور : قول قولتلي ايه؟ واد يا سليم مين دي!

لم تتحدث تسنيم فاردف بعبوس : نيم

لم تستوعب تسنيم وعاد الطفل يعيدها عدة مرات، تسنيم تبكي من السعادة ولا تصدق كذلك نور تبتسم، تحدثت بحزن : اخد حبك من أبوه مش اكتر..

بينما صرخت رزان بصدمة : اتطلقت!! يا حزني!

ضحكت الفتيات واتجهت رزان حيث آدم قائلة : هو حقا جومانا اتطلقت؟

أكد برأسه بهدوء فأكملت : اكيد مش هتعملها فيا، ما مش معقول تلم زبالة حد وراك

تساءل آدم بحدة : مين الزبالة؟

ردت ببرود : جومانا

لمعت عيناه بغضب واردف : ليه! منا خلاص اتعودت، منا لميت زبالة اليهود قبل كده

شهقت بصدمة ولم تتردد في إنزال صفعة على وجنة آدم ومعها كل غضبها منه....

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
كده الفصل السادس عشر

بقلمي / سماء أحمد
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★

انا قولت اتنين وخميس بالإضافة للألف ڤوت، وحقيقي التفاعل نااااايم، انا زهقت بجد ومفيش تقدير، لو عايزني اوقف الرواية عرفوني وحاضر انا هفنشها وخلصت 🙂 طالما هي متستاهلش التفاعل

كومنتات وسط الفقرات بقى

ايه رد فعل آدم؟

البارت حلو؟

نور هيبقى ليها رد فعل كويس ولا هتنيل الدنيا؟

اتمنيتوا احداث اكتر لرمضان ولا حسيتوا بملل؟

مين بيديكو اكبر عيدية؟ 😂

رأيكم ف البارت 👀💗

نوروني ف قناة التيلجرام 💗
https://t.me/hakawisamaa2

Continue Reading

You'll Also Like

562K 3.5K 5
أحبته، بل عشقته ، كان الرجل الأول والأخير بحياتها،تمنته منذ كانت بضفائر ، دعت ربها حتى استجاب وأصبح زوجها بل وصار عشيقها عندما اكتشفت أنه يبادلها حبه...
8.9K 423 10
عندما تصبح الطفولة هي محور الحياة ، لا تستطيع أن تتخطاها .. طفلان جمعهم القدر ثم فرقهم فهل يلتقيان مجدداً !!
16.9K 665 29
ممنوع النقل أو الاقتباس ..الرواية حقوق النشر محفوظة ✋✋ .. الحب الحقيقي والصادق لن يؤثر عليه الفراق ..بل يزداد الحب أكثر بفضل الاشتياق ويبقى في القلب...
9.6K 530 9
.......*صدمه*:ك-.....كيف هذا؟ *غضب+صراخ* هل كنت تكذب علي و تقول أنك عديم قدره هااااا؟ إزوكو: توقف عن هذا قدرتي ضهرت لتو و أنا الآن أصبحت بقدره ما رأي...