الفصل الرابع عشر
على عكس المتوقع فقد عادت عشق مع رعد ابنها وليس فهد، ظل فهد في المنصورة مع أخته وزوجته والطفل، لكن مع إصرار عشق ذهب رعد بها هي وزوجته، فور وصولها القصر نزلت عشق الكبيرة كالعاصفة تبحث عن زوجها في كل مكان
دفعت باب المكتب بانفعال واضح سرعان ما اصطدم بالحائط، رفع رعد عيناه سرعان ما ابتسم تلك الإبتسامة التي تجعل كل غضبها، كبتها، إنفعالها ينسحب ويحل محله إبتسامة مماثلة
عشق مهلاً!
لقد أتيتي لأجل مشكلة كبيرة، أين الثبات؟ أي ثبات في وجود رعد الشافعي صاحب الغمازات! وقف قائلاً بإبتسامة بسيطة : برضو عملتي اللي في دماغك وجيتي نص الليل
تحدثت بانفعال : أنت كمان لسه هتتأمر! أنت ليك عين يا رعد؟ لا والله ليك عين!
ضيق رعد عيناه واردف : قولتي ايه؟
صرخت عشق بغضب : بقول ليك عين ومش خايفة منك، أنا أصلا مش قاعدة ليك هنا يا رعد سامع؟ قولي كده أنت متجوزني ليه؟ اقولك انا عشان بس اخلف عيال، انا احمل واخلف وأنت تربي وتسهر وتأسس وتعلم، ولما يحصل مصيبة تشيل الليلة على بعضها، كل حاجة أنت لوحدك طب فين عشق يا رعد؟ فين شريكتك في الدنيا؟ ماتت مفيش هو رعد كده لوحده
استغفر ربه عدة مرات ثم قال : خلاص ولا لسه في حاجة؟
انزلت عيناها باكية واردفت : لا خلاص وبكره الصبح هرجع المنصورة، وأنت اشبع بحياتك لوحدك، انا مش عيلة معاك ومش بينا الف سنة عشان تعاملني كأني طفلة، أنا مش كريستال يا رعد
تحدث بهدوء : أنتِ اغلى من اي حاجة
ما هذا؟ نرجو من سيادتكم وضع لاصق على فم رعد، عشق الآن غاضبه كل الغضب منه، ردت بحدة : كلامك دا معتش ياكل معايا عيش، ولو مفكر نفسك أنت اللي جامد ف أنا واحدة يتيمة، أنا دوقت اللي أنت دوقته يا رعد بزيادة سامع؟ أنا أقدر ابقى سند وضهر ليك في كل الأوقات بس مش هيحصل عارف ليه؟ لأنك اختارت وانا عايزة اتطلق
لم يتمكن رعد من إخفاء ضحكة بسيطة، مرر يده على ذقنه واردف : بسيطة، ممكن تعدي عدد شعر راسك ولو قدرتي توصلي لعدد صحيح نطلق يومها، او ممكن مثلاً لما تشوفي ودنك من غير مرايا وقتها نطلق
اقترب رعد منها بخطوات بسيطة جعلتها تخافه وتتراجع، ضغط على ظهره يقربها له ثم خلع نقابها، فك قيد خصلاتها القصيرة، الكثيفة المحببة لقلبه، دفن وجهه في تجويف عنقها هامسًا : تعرفي كم حسنة في ضهرك؟ تعرفي إنك قعدتي ساعتين كاملين تجمعي في الكلام ده ونسيتي نصه؟ تعرفي إنك خايفة الوقتي اتعصب عليكي أو اعمل العبط اللي عايزاه؟ تعرفي إني حافظك اكتر من نفسك وعارف إن أنا لو قولتلك هتتعبي جامد مني، كمان هتفضلي تعيطي وهتبقى خايفة تخسريني ذي والدك، هتقعدي سهرانة طول الليل تبصي ليا وبس، عشق أنتِ حتة مني وأنا حافظك اكتر من نفسك
رفعت وجهها قائلة : بس أنا زعلانة منك
دفنها داخل أحضانه يُقبل كتفها عدة مرات، زال غضبها المكبوت وكل شيء معه ثم انفجرت باكية بانهيار، اردفت بحزن دفين : أنا خايفة عليك اوي
ابتسم بخفة واردف وهو يُقبل جبينها : أنا لسه قاعد في بيتي معزز مُكرم، وبعدين متخافيش عليا، مش على طول تقولي أنا مش عارفة في ايه بينك وبين ربنا
أكدت برأسها فأكمل : خليني اقولك بقلب جامد أنا مش هسيبك ومش هيفرقني عنك غير الموت
حاوطت خصره تدفن وجهها داخل صدره ولم تتحدث...
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
قصة جميلة
هل رأيتم ذات يوم أشخاص يعيشوا في سعادة دائمة؟ حسنًا لقد كان أدم ورزان هكذا لكن لا تدوم السعادة للأبد، جلست بجانبه مُتذكرة أول لقاء معه وكيف سحرها بنظرته الجادة، لم يكن له إبتسامة واضحة لكنه كان صارم، عيناه ذات اللون القاتم وقد فر اللون الأخضر منهما، ضحكت بخفة وهي تمرر يدها في شعره
فتح عيناه ببطء واردف : في حاجة يا رزان؟
ردت رزان بإبتسامة بسيطة : من زمان مقولتش ليا حبيبتي، هو أنا معتش حبيبتك ولا ايه؟
تأملها بنظرة ساحرة بضع لحظات فأكملت : رغم إننا قريبين اوي في السن من بعض، مفيش بينا الفرق اللي بين أسد وتسنيم وفهد وآيسل ولا باباك ومامتك، بس انا بحسك اكبر مني بكتير
رد هو بإبتسامة : دا عشان شكلك صغير خالص لسه، اوزعة ورفيعة اوي بس ذي القمر
تمددت بجانبه سرعان ما ضمها لحضنه، قَبل جبينها بعمق فاردفت : تعرف أنا كنت خايفة اجيب بنت اوي، كان عندي رعب من الموضوع وخوفت اظلمها، لما شوفتك أنت وأخواتك انا حسيت بالاسترخاء، حسيت إن الدنيا بخير بجد لدرجة كان نفسي اجيب منك كمان اربع صبيان، يبقوا خمسة
رد آدم بإبتسامة بسيطة : احنا فيها بس أنا عندي ميل غير طبيعي للبنات، احنا شباب ولما خلفت جيه ريان وآيان ومعاذ وسليم، مفيش غير شغف بس وملحقناش نعيش معاها بس اقولك كل اللي يجيبه ربنا كويس، المهم يكون منك
ظلت تتأمله وهو يمرر يده على ملامحها، تحدثت فجأة بإبتسامة وعيناها تمتلئ بالدموع : الدار أمان
تمنت أن يطيل هذا الليل أو ألا ينتهي، كل لحظة معه تمر أمام عيناها كالحلم، وفي آذان الفجر وقفت تتجه للحمام اخذت دش سريع ثم خرجت تفتح درج لها، أخرجت ملابس لها عبارة عن بنطلون أسود وبلوزة تضعه بداخله
رفعت شعرها بعناية بعدما أخذت الإسدال، اتجهت تُصلي معهم ثم عادت وبعدما نام آدم تركت رسائل لها، اتجهت حيث ريان تُقبل جبينه واردفت : خد بالك من أيان اخوك يا ريان، افضلوا حبوا بعض للآخر وخليكم سند وضهر لبعض، خليك ذي باباك وسامحني، بحبك
عادت تحمل مسدسها داخل ملابسها ثم خرجت، وجدت ريان ينتظرها داخل سيارته خارج القصر، ركبت بجانبه واردفت : يلا، مسدسك معاك؟
أكد برأسه فاردفت : لا رجعه، ادخل وديه الأول وانا هستناك
لم يعد لديها أمان لها لكنه فعل، عاد للداخل وضعه في خزنته الخاصة، حين خرج وجد عشق تجلس وحدها في غرفة الإنتظار أردف : مالك يا ماما قاعدة كده ليه؟
انزلت يدها من على خدها واردفت : مفيش، أنت صاحي ليه؟
رد ريان بمرح وهو يجذب يدها : قلبي حس بيكي قولت اخد حضن كبير الأول، تعالي
ظل يضمها داخل أحضانه لوقت طويل، تركها وعاد حيث رزان ثم عزم أمره...
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
في صباح يوم جديد
كالمعتاد من عشق تذهب وتطمئن على مَن لم يتزوج بعد من أولادها، ذهبت إلى غرفة ريان لم تجده حاولت الرن عليه لكنها وجدت هاتفه موضوع، خرجت تجلس وحدها ولا تعرف من تقوم بالرن عليه، الجميع نائم وهي لا تتحدث مع رعد
ربما اتجه يفعل رياضة في الصباح، أجل لقد سخر أسد منه وهو يريد الوصول إلى جسد أخواته، مهلاً أسد أجل تسنيم ليست هنا
اتجهت تطرق على جناحه وجدت الباب مُغلق، ظلت تفكر قليلاً ورنت عليه فأجاب : سلام عليكم، أيوه يا امي؟
تساءلت عشق بهدوء : تسنيم معاك؟
مرر يده على عيناه ثم نظر باتجاه تسنيم واردف بتأكيد : أيوه بس حضرتك جيتي أمته؟ بابا مقالش في صلاة الفجر
تجاهلت الرد على حديثه واردفت : خلاص روح كمل نوم
سرعان ما أغلقت والغضب داخلها من الجميع، وصل فهد مع آيسل التي تحمل معاذ وشغف، اتجهت شغف تضمها قائلة : أنا كل أما اقول هنام في حضنك ليلة يحصل فيا كده! وحشتيني
ردت عشق بضيق : ابعدي انا زعلانة منكم كلكم
شغف بحزن : بس انا مكنتش اعرف وبعدين لو اعرف هاجي المنصورة!
فكرت عشق قليلاً سرعان ما ضمتها لها، جلس فهد بجانبها يُقبل وجنتها واردف : خير؟ بقى فهد يهون عليكي
دخل أسد الذي قال : صباح الخير، بتقفلي السكة في وشي؟ دا العشم يعني
انحنى يُقبل وجنتها ثم جلس بجانب شغف، أتى أدم الذي قال : رزان مش هنا؟ دا هي مش في اوضة ريان الصغير
نظر الجميع له بانتباه واردفت عشق : كمان ريان الكبير مش في اوضته، انا رنيت على أسد عشان ... أنا هقوم ادور عليه
شعر برجفات بسيطة تصيب قلبها الذي يكاد يموت رعبًا حينها، مسك فهد يدها قائلاً : اهدي واقعدي، انا هشوفه
همست بدموع خوف : هروح اشوف ابوكم، قلبي معتش مطمن وتليفونه في اوضته
تحدث أسد وهو يقف : يا جماعة اهدوا، زادت مننا اوي ما جايز في الجيم أو الحمام، أو بيلعب ملاكمة، وجايز كمان راح يجيب حاجة، آدم شوف مراتك وأنا وفهد هنشوف ريان
أتت تسنيم حينها وقد شعرت بالقلق مما يحدث، دخلت عشق المكتب وجدت رعد يجلس ويديه على وجهه، تحدثت بقلق : احنا مش لاقين ريان
رفع رعد عيناه قائلاً : محدش يدور، ريان راح مع رزان فلسطين
شهقت عشق بصدمة وبدأت تتنفس بصعوبة وفرت دموعها، همست وسط شهقاتها : ابني، خدت ابني ليه؟ ابني يا رعد ابني
صرخت في آخر حديثها وكل ما في بالها شيء واحد، مَن أخذ بيدك للجنة يا عشق؟ ريان هو من فعل هذا، لا تعلم ما يحدث من حولها، صرخات أولادها وصدمة آدم الذي يشاهد فيديو لها تخبره بالحقيقة كاملة
اردفت في نهاية حديثها :
" وعد مني ريان وأيان هيرجعوا ليكم يا آدم، ولو مرجعوش اتأكد إن أنا مُت قبلهم، أنا آسفة إن دخلت حياتكم "
اي أسف هذا! سرقت قلبه وابنه وأخاه، وقف فهد وكاد يذهب لكن والده استوقفه : رايح فين؟
رد فهد وهو ينظر له : رايح لأخويا
نظرت آيسل له وقد فرت دموعها لكنها لا تجرؤ على الحديث، تحدث رعد : لا مش هتروح، اتفضل ارجع مكانك يلا اقعد، والله اللي بيتهز ليه سبع سموات ما هتروح
عاد فهد يجلس دون نطق نصف كلمة، وقف رعد ودخل مكتبه فاردفت عشق : عايز يا فهد بدل ما تبقوا تبقوا اتنين، أنت عايز تقهرني؟ ما كفاية واحد، كفاية ريان
وقفت واتجهت إلى غرفة ابنها تتمدد على سريره، جذبت وسادته داخل حضنها ومسكت هاتفه تتأمل صورته، دموعها تتسابق وما بيدها حيلة لشيء
أين المال؟ أين السلطة وسط الوحوش؟ سلطتنا هي الله، تحدثت : يا رب استودعتك ريان ابني
نامت حينها ولم تعد تشعر بشيء..
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
في منزل يوسف
الوضع سيئ بالتأكيد لكن ليس في سوء وضع قصر الشافعي، سيلا لا تقوي على الذهاب هناك لأنها في إنهيار غير طبيعي، تبكي ويعقوب بجانبها لا يعرف هل يواسيها أم يواسي ذاته
يوسف يدعي فقط ولا يعرف فعل شيء غير هذا، بينما جاسمين تبكي في غرفتها وبجانبها جوان...
أما في منزل محمد
بدلاً أن يقوموا بإبلاغ الشرطة، وبدلاً أن يبدأوا في البحث عن فاعل هذا الأمر الشنيع، بدأ افتراض أسوأ الاحتمالات ألا وهي فرت مع أحد الشباب
تحدثت زينة ببكاء : منك لله يا سيلين، فضحتينا ياللي ربنا ينتقم منك
جلس محمد قائلاً بقلق : يا زينة افرضي البنت اتخطفت، الأيام دي خطف البنات على ودنوا وبعدين دي قربت من الأربعة وعشرين ساعة
صرخت بانفعال : أنا حاسه إنها هربت، فاكر آخر مرة اتشاكلت معاها لما قالت هتسيب البيت، هي عملتها واحنا لو بلغنا الشرطة قابل الفضايح
تحدثت ميار حينها بحدة : أنتِ مخبولة يا ست أنتِ! وهو كل واحدة هتقول ههرب هتهرب، يا بابا بلغ الشرطة جايز ...
قاطعها ماجد قائلاً دون وعي : لو اتخطفت يا هترجع ميته يا ... ربنا يستر
وقفت محمد صارخًا : كفاية كلكم، انا مش هسكت ولا هسيب بنتي تروح مني، انا رايح اقدم بلاغ
وهذا ما فعله بعد حديث متواصل معهم...
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
لابد أن تسير الحياة وهذا ما قام أسد به، عاد يتولي المهام من جديد حتى يظهر برائة والده الذي لم يعد يعبء سوا بابنه، وصل أسد منزل أحد الرجال سرعان ما طرق على الباب، فتحت سيدة كبيرة في السن واردفت : خير!
رد أسد بهدوء : محسن موجود؟
نظرت خلفها واردفت : أقوله مين؟
مرر يده على ذقنه واردف : أسد الشافعي ظابط جنايات
شهقت بصدمة وظل مكانه قائلاً : قوليله يطلع لأني هحترم إن للبيت حرمة
سمع صوت اصطدام قوي جعله يسير خلف المنزل، وجده يحاول الهروب سرعان ما رفع سلاحه قائلاً : اثبت مكانك بدل ما اخلص عليك
وقف الشخص وهو يرفع يديه، ألا وهو أحد عُمال رعد الذي قام بمساعدتهم في دخول المخدرات، حسنًا فلنتقي شر من أحسنا إليه، ودعونا نرضى بالقليل فقد جعل الله فيه الكثير لكننا لا نعلم
ألقى القبض عليه وبعد التحقيق الصارم العنيف معه جعله يعترف قائلاً : مُنافس لرعد باشا عمل كده عشان خاطر صفقة، كان عايز يقضي عليه...
شهق بقوة عقب لكمات متتالية من أسد الذي قال : تقضي على مين يا ابن الـ *** دا ابويا، انا اللي هقضي عليكم كلكم يا شوية *****
بعد انتهائه من التحقيقات عاد إلى المنزل حيث والده الذي يجلس في المسجد، جلس بجانبه واردف : في واحد عمل كده عشان صفقة شغل الشركة اخدتها منه
رد رعد بهدوء : عايز حق الراجل اللي مات من اللي عمل كده واللي خلاه يعمل كده، وأعرف إزاي كم المخدرات دي تدخل البلد، حولها لغيرك ومتسكتش أما بالنسبة لحقي عفا الله عما سلف، لو كان جيه وقالي عايزها كنت هسيبها ليه، حقي أنا مش عايزه بس في حقوق لناس كتيرة عايزها يا أسد
هز أسد رأسه بتأكيد : حاضر، حضرتك كويس؟
رد بهدوء : الحمد لله
عاد يُصلي وتركه أسد وقد شعر بسوء وضع والده، أما فهد بالتأكيد لن يكسر كلمة والده، حبس نفسه في غرفة الرياضة ينتقم من ذاته، جلس وهو يضع وجهه بين يديه ثم جذب عبوة السجائر، التقط واحدة ووضعها بين شفاه ثم قام بإشعالها
طرقت آيسل على الباب عدة مرات لكنه لم يجب، لم يعد هناك حل فقد اتجهت لنسخ الأبواب واحضرت واحد، تناولت الأرقام ثم وضعتها على اللوحة كذلك المفتاح
انفتح الباب ودخلت له، رائحة السجائر تملأ المكان وهو يجلس عاري الصدر يتنفس بسرعة، جلست على ركبتيها أمامه قائلة : فهد
رد هو بكلمات بسيطة : اطلعي بره، متدخليش هنا تاني خالص
رفعت نقابها ثم قالت : بس احنا ايه لبعض غير مواقف؟ فهد أنا بكلمك
أخرج سيجارة آخرى وكاد يشعلها لكنها جذبتها منه، قبض على فكها بخفة قائلاً : يا آيسل اطلعي بره وسبيني الوقتي
دفعت يده وهي تقف قائلة : هو ايه الغباء اللي أنت فيه ده! أنا مراتك يعني معاك في الوحش قبل الحلو، بتعمل برضو ذي باباك كل حاجة تحصل مع اللي حواليك تمشي تحت امرك، وتبقى موجود وعارف، بس لما الأمر يخصك أنت تحاول تبعد شريكتك وتكتفي بنفسك، الحياة مشاركة ولو أنت مشاركتش كل حاجة يبقى بلاها الجوازة دي كلها من اولها
حسنًا لم يستمع لشيء مما تقوله، يرى أمامه فقط أخاه والرعب تملك منه، الشهيد! فهد هو من يريد ليس ريان، ريان لا ذنب له بما فعل فهد
دقيقة! بالتأكيد هم يريدوا فهد ورزان ليس ريان، صاح بغضب وهو يقف سرعان ما القى العبوة بانفعال، عادت آيسل للخلف بخوف، وجدته يصرخ وهو يكلم كيس الرمال الذي انفجر فجأة سرعان ما شهقت وهي تعود للخلف
جلس على الأرض يتأمل الرمال بشرود، جلست آيسل بجانبه تجذب وجهه لحضنها دون حديث، لا يوجد حديث في هذه اللحظة
لحظات ضعف ظهرت من فهد القوي، فهد الذي لم تراه يخشى شيئًا يومًا، أردف : لو حد فيهم مات أنا هموت وراه
دخل رعد الكبير حينها بعدما طرق بخفة على الباب، أردف : اطلعي يا بنتي شوية وسبيه
أكدت برأسها وهي تتجه تغلق الباب خلفها، جلس والده بجانبه يفتح عبوة الإسعافات الأولية، التقط يده وبدأ يتأملها بقلق واردف : أنا مبفهمش في الكسور خالص، دا شغل اخوك مش شغلي
بدأ يمرر القطنة بالمعقم ثم لفها له وأكمل : شوية وننزل يشوفها، المهم هي السجاير دي بتهدي؟ بتبرد اي نار طيب؟ اجرب؟
التقط العبوة وهو اتسعت أعين فهد بصدمة، التقط رعد واحدة بين أنامله يتأملها سرعان ما تركها وهو يقول : مش هقدر، هو أنت حسناتك مقوية قلبك لدرجة مش شايل هم ذنب السجاير دي! عجيب، طب منا والدك اديني شوية من عندك
وضع فهد وجهه بين يديه واردف : مش قادر اكبت اللي جوايا، أنا بحاول اتعافى بيها
أصدر رعد صوت مؤسف على حال ابنه وقال : المؤمن بيتعافي بالقرب من ربنا، بالصلاة، التسبيح، القراءة في المصحف الشريف، قراءة الأحاديث، السيرة، أنت بقى يا فهد ياللي كبتك بيطلع في السجاير تبقى ايه؟
انزل فهد يديه عن وجهه ثم نظر باتجاه والده الذي قال : مقصدش حاجة بس أنت فهمت حاجة؟
مرر فهد يده على ذقنه ثم قال : حضرتك متضايق مني اوي صح؟ أنا بس شايف...
قاطعه رعد قائلاً : أنت متشوفش يا فهد لو رؤيتك هو القرف ده
وألقى عليه عبوة السجائر ثم أكمل بحدة : القرف دا ميدخلش البيت، عايز تعصي ربنا روح في مكان مش لربنا اعصيه فيه
تساءل فهد بعدم استيعاب : وهو في مكان مش لربنا؟
سخر رعد بنظرته واردف : بالظبط، عايش على أرضه وبتاكل من خيره، وبتتنفس الهوا بتاعه، ماشي بصحة هو رزقها ليك، وكمان بتعصيه بدل ما تحمده، يا بجاحتك يا اخي والله
حسنًا لقد فاز رعد الشافعي وبجدارة، لم يتمكن فهد من رفع عيناه في والده، مشاعر كثيرة متخبطة داخله، ندم ممزوج بأسف، تحدث رعد : ربنا مش بيتعاند يا فهد، لو ...
ظل صامت لحظات وكم كانت ثقيلة عليه الجملة لكنه قالها : لو كلكم روحتوا مني شهداء عمري ما اعترض على قضائه، هكون دايمًا حامد وشاكر ليه، في يوم أهلي سابوني وكنت اصغر من ريان ومعترضتش، والنهاردة لو روحتم كلكم مش هعترض على قضائه، لله ما أعطي ولله ما أخذ
أطلق تنهيدة بسيطة يليها استغفار واردف : قوم وبطل القرف اللي بتعمله ده، استغفر ربنا واتوضى وانزل صلي وادعي، لا الرياضة ولا السجاير ولا الأكل في النفس هيفيدك بحاجة، يلا
تركه رعد بعدما علم مدى تأثير الكلمات على فهد بالأخص، فهد أكثر أولاده وعي بالنسبة له، أكثرهم استماع له واستجابة..
اتجه إلى منزله يأخذ دش سريع بعدما غسل فمه أكثر من مرة بالفرشاة، توضأ ونزل للمسجد بقى حبيسه..
أما عشق الكبير كانت تجلس في جناح ابنها كما هي، دموعها لا تجف من كثرة انهمارها وأنها متتالية، جلس رعد الكبير بجانبها يمرر يده على شعرها يعيده خلف أذنها
تحدثت عشق بحزن : فاكر لما كنت عايزة انزل ريان وبقول كفاية، وتاني يوم قومت وكنت فرحانة
همس بهدوء : فاكر
رد عشق ببكاء : أنا حلمت إن ريان شاب وبياخد بإيدي للجنة يا رعد
انهارت عشق حينها وكل ما في بالها السوء، جذبها رعد لحضنه وما الذي نريد من العالم سوا ونس صحيح نستند عليه، مسح دموعها المنهمرة ثم قَبل جبينها قائلاً : ربنا عند حسن ظن العبد بيه يا عشق، ظنيتي خير لقيتي الخير، ظنيتي شر لقيتي الشر، متزعليش نفسك وقومي اتوضي وصلي ركعتين لله وبعدين نفطر عشان الولاد وربك يحلها من عنده
نظرت له قائلة : يعني هنحط أيدينا على خدنا؟
رد رعد بمرح طفيف : هو انا اتطلقت عشان احط ايدي على خدي؟
ضحكت بخفة وهي تمسح أسفل عيناها بظهر يدها، وقفت عشق وفعلت ما قال، حين انتهت شعرت بطمأنينة غير عادية نزلت على قلبها
" الصديق وقت الضيق "
أين الصديق هي لا تراه؟ اكتشفت أنه مر من عمرها سنوات ولم تتمكن من عمل صديق صالح، سيلين لم تتصل بالانترنت منذ أن كانوا في الكلية البارحة، وشادن التي لم تجد منها رسالة لكنها وجدت من غيرها في نفس الكلية يخبروها بما تقوله من خلفها عليها وعلى عائلتها، كذلك اسكرينات وصلت لها تتحدث فيها عنها بالسوء
رسالة وصلت لها من ذاك المدعو :
" صقر عمار "
فكرت ألف مرة قبل الإجابة وكادت تجيب لكن عشق طرقت على الباب ودخلت، جلست بجانبها قائلة : السلام عليكم، فطرتي يا ماما؟
نفت شغف وهي تشير لعشق بالجلوس بجانبها، أخذت عشق الهاتف حينها ثم ابتسمت بخفة وأغلقت الهاتف تضعه بجانبها، اردفت : كنتِ هتعملي ايه؟
ردت شغف بهدوء : بصراحة يا ماما كنت راحه ارد عليه
مررت عشق يدها على شعرها قائلة : كلام هقوله ليكي حطيه حلقة في ودنك، الشاب سوري في اللفظ بس ذي الكلب، ترمي ليه عضمايه بسرعة يجري عليها يعضعض فيها لحد ما يزهق، زهق؟ يجري يشوف غيرها
شعرت برجفة بسيطة فأكملت عشق : ربنا جعل لينا طريقين، طريق أوله سهل وجميل وتجري فيه بعدين تلاقيه كله أخطاء، تلاقي مطبات كتيرة، تبقي بدأتي بحاجة صغيرة كدبه مثلاً أو ذنب وتلاقيكي فجأة بترتكبي ذنوب وبتوصل لكبائر ربنا يعفيني ويعفيكي... في طريق تاني أوله صعب وتحسي إنك مش قادرة تمشي فيه، ذي منا بقول الحجاب يا شغف في حين كل اللي حواليكي ماشين بشعرهم، القرآن يا شغف والباقي بيقرأ روايات وبيسمع مسلسلات، الصلاة يا شغف في حين كتير بيسمع أغاني وبيتكاسل، تحسي إنه صعب تعملي كل ده بس مع الوقت تلاقي للطريق ده أنوار كتيرة اوي، رضا وجبر خواطر ويسر غير عادي، كل حاجة بتيجي كده بفضل الله لأنه اتقيتي ربنا في كل حاجة، تجري في الطريق من يسره بعدين
صمتت قليلاً واردفت : الخلاصة هما طريقين طريق أوله صعب بس بعد كده سهل وجميل ويرضي الله، وطريق أوله سهل بس بعدين صعب وعسر ويغضب الله تختاري ايه؟
ردت شغف بإبتسامة : طريق عيلتي كلها يا ماما طبعًا، هاتي كده
التقطت الهاتف سرعان ما قالت : هابي بلوك يا صقر عمار
ضحكت عشق كذلك شغف التي تذكرت شادن واردفت : صحيح يا ماما شادن شوفي بتقول ايه في حقي، واكتر بكتير من ورايا، مش سايباني هي وشوية بنات وحقيقي جضيت مع إني اقدر أ ...
وضعت عشق يدها على فمها قائلة : متضيعيش حقك بكلمة يا شغف، تعالي في حضني عايزة أحكي ليكي حاجة
تمددت شغف في حضن عشق التي بدأت تلعب في خصلاتها واردفت : في حاجة بعد ما بنعدي الصراط اسمها القنطرة يا شغف، القنطرة دي مهلكة الحسنات
نظرت شغف لها قائلة : ليه يا ماما؟
ردت عشق بإبتسامة : بسم الله الرحمن الرحيم " وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ "
انتبهت عشق لها فأكملت عشق : تحسي إن خلاص أنا عديت الصراط وبينا على الجنة فجأة تلاقي حد بيقولك تعالي هنا لسه حسابك مخلصش، لسه في حاجات كتيرة اوي، فلان عارفاه؟ اة عارفاه، قولتي عليه كذا كذا وقولتي في حقه كذا كذا ولازم ياخد حقه، لازم يسامح، الرسول عليه الصلاة والسلام قال " يَخْلُصُ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ فَيُحْبَسُونَ عَلَى قَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَيُقَصُّ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ مَظَالِمُ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا أُذِنَ لَهُمْ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَأَحَدُهُمْ أَهْدَى بِمَنْزِلِهِ فِي الْجَنَّةِ مِنْهُ بِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي الدُّنْيَا " صدق رسول الله .. تخيلي بقى تبقي قدام الجنة يا شغف ومتدخليش بسبب انك قولتي اتكلمتي في حق فلان من وراه، تخيلي يا شغف تبقي قاعدة تتكلمي مع صاحبتك وتيجي سيرة فلان تقعدوا تشكوا وتقولوا دي وحشة، دي مش كويسة، أو حتى تقولي كلمة في حق حد مش متأكدة إنها صحيحة، كل دا بيخلص مننا يا شاف لسانك يبقى سبب عدم دخولك للجنة، ممكن متشيليش من حساب القبر ولا الصراط طول ما أنتِ بتصلي وتؤدي ذكاتك بس لازم تشيلي وتترعبي من القنطرة
لم تسيطر شغف على دموعها واخفت نفسها داخل حضن عشق التي ربطت على ظهرها قائلة : متخافيش، القنطرة دي بتخلي القلوب من الغل دا ربنا قال بسم الله الرحمن الرحيم " وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِين " ... احنا لازم نعمل خير كتير، لازم نسعى في الأرض لأجل يبقى عندنا الحسنات الكافية اللي تخلينا نقدر ندخل الجنة ونبقى من أهلها يا شغف، اسعي في الأرض وافتكري دايمًا إلا حدود الله يا شغف..
مسحت عشق دموع شغف التي قررت أن تكمل حساب ذاتها على كل شيء، الجنة تستحق يا اخواتي، ذات يوم سوف تقف الدنيا وتضحك على من أفنى حياته بها ونسى الآخرة، الجنة تستحق..
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
في قصر المهدي
وقفت ليلة بجانب بيبرس الذي يساعد والده للمرة التي لا تعرف عددها، هي تستعجب بيبرس في هذا الأمر، أجل لقد تغير الزمن كليًا عن سابقه، ياسين لم يفعل شيء جيد له غير إنجابه، العلامات التي سببها له ما زال لها تأثير على جسده لكنه ظل بار به إلى الآن
رفع عيناه لها قائلاً : هاتي المخدة ورا ضهره وقولي للدكتورة تدخل
وضعت الوسادة خلفه ثم نادت إلى جوانا التي دخلت قائلة : السلام عليكم، ازيك يا عمو ياسين؟
رد بكلمات متقطعة، بدأت معه جلسة العلاج وبيبرس معهم كذلك ليلة التي تشاهد بصمت، طرقات على الباب ودخل أحمد الذي قال : سلام عليكم، ايه يا عمي أنت كويس ولا نشوف دكتور تاني؟
ردت ليلة بضحكة سمجة : أنت مش كحلتها، أنت حطيت القلم في العين خالص
كتم بيبرس ضحكته واردفت جوانا : كلامك فكرني بمثل بيقول الكلاب تعوي والقافلة تسير
تحدث بيبرس وليلة معًا : بوم
نظر أحمد إلى ليلة بغيظ وحينها خرجت جوانا، تحدث بغضب : مش قولتيلي الفت الإنتباه، ارتاحتي؟
ليلة بضحك : قولت تلفت الإنتباه مش تنيل الإنتباه على دماغك، أبقى قابلني لو رفعت عينها عليك مرة تانية
أطلق زفير وهو يتجه ناحيتها بتهديد، وقفت سريعًا واتجهت خلف بيبرس قائلة : من اعمالكم وبعدين دي بتبقى نوايا، وأنت نيتك فيسكوز
رد هو بانفعال : اطلعي ليا هنا كلميني كده، ليلة
مسكت ملابس بيبرس وهي تضحك وتدور حوله، مسك أحمد يدها سرعان ما صرخت، حاوطها بيبرس بيد وهو يبعد يد أحمد بالآخرى قائلاً : خلاص بقى وبعدين بدل ما تقعد هنا تستقصد ليلة روح شوف ليك حل في الكارثة اللي عملتها، تشوف دكتور تاني قال لا عدل
انفجرت ليلة ضاحكة كذلك ياسين الذي يتابع، اردفت بخبث : واتعب شوية مش كل الناس بتيجي ليه سهلة وعلى طبق من دهب
رد بيبرس بمرح : منا بتعب اهو وعايز العفو
لمع الخبث في عيناها وهي تقول : عايز العفو؟ وهو في عفو يجي وأنت على ذمتك واحدة تانية؟ طلقها ونشوف
توترت ملامحه وكل تفكيره عند الفتاة الصغيرة التي لا ذنب لها، أطلق تنهيدة بسيطة سرعان ما قالت : صعب تطلقها بس كان سهل تتجوزها صح؟ على العموم براحتك
تركته وغادرت الغرفة سرعان ما جلس بجانب ياسين قائلاً : اكبر غلطة في حياة الإنسان الحب..
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
في قصر الشافعي
خرج فهد من المنزل يسير وحده بعدما تمكن من الهدوء، حسنًا الله لا يفعل لنا إلا الخير، إن أراد عودة ريان للجميع فقد كان هناك شيء أسوأ له وهو هونه الله علينا بعدم عودته، غير ذلك رزان التي لم يعرف عنها سوا الشر الدفين أينما ذهبت
جلس بجانب آيسل يحاوط عنقها واردف : اكلتي؟
وضعت يدها على وجنته تمررها برقة ثم اقتربت تُقبل أنفه قائلة : والله ربنا هيعدلها من عنده وهيرجع لينا بخير، مش أنا اللي اطمنك يا فهد
ابتسم بخفة وهو يُقبل يدها سرعان ما وضعت يده على بطنها قائلة : أنت زعلت مامته النهاردة على فكرة جامد
مرر يده على بطنها واردف : مامتها، بإذن الله بنت وبعدين مامتها مش بتزعل مني صح؟
تأملته بأعين تلمع ثم قالت بمرح : مامتها نو كرامة جنب باباها أصلا، أنا بحبك اوي يا فهد
قَبل باطن كفها وكاد يتحدث لكن دخول يوسف مع عائلته قاطعه، اتجهت آيسل ترحب بهم ثم نادت على عشق ورعد..
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
في جناح أسد
دخل يرتاح قليلاً بعد يوم مُرهق مكدس بالأحداث، وجدها تجلس على سجادة الصلاة تدعي بدموع تنهمر، اتجه للحمام يأخذ دش ثم عاد يتمدد قليلاً وينظر لأعلى، انتهت تسنيم واتجهت له داخل الغرفة ثم جلست على طرف السرير
نظر باتجاهها واردف : تسنيم أنتِ مش مجبورة على حاجة عايزك تعرفي ده
ردت تسنيم بهدوء : أنا حبيت راحتك يا أسد وقولت ليك اللي حصل معايا زمان، بس أنت مش حابب تريحني بنص كلمة وخلاص معدتش فارقة، الوقتي نور بتخيرك تاني يا أنا يا ابنك
رد أسد بهدوء دون تفكير : أنتِ، ابني كده كده جاي ليا الوقتي أو بعد ما ياخد كفايته من أمه ولو مش جاي أنتِ يا تسنيم
حسنًا غير مُبرر لها هذا لكنها قالت : تمام وأنا مش هسيبك، مش عايزة اعرف منك اللي حصل زمان ولا عايزة منك كلمة حلوة ولا وحشة، انا هعيش يا أسد ذي ما كل الناس بتعيش، هفضل جنبك في الوحش والحلو وفي كل حالاتك
اعتدل جالسًا واردف : هو بجد أنتِ شايفاني شهواني؟
ظلت تفكر قليلاً واردفت : لا يا أسد وصدقني اللي حصل كان بسبب نور، أنا كل أما افتكر إنك خلفت منها وانا الأولى يا أسد، عارف لو نور كانت مراتك الأولى والله كانت هتبقى أهون كتير، يا أسد الواحد ميلمسش واحدة غير لو كان جواه مشاعر ليها أو على الأقل مفيش مشاعر للي قبلها .. يا أسد ...
مسكت رأسها الذي يكاد ينفجر من كثرة التفكير، اردفت : مش هفكر خلاص، هو أنا مالي بقيت نكدية ليه!
ضحكت بخفة وانضمت لحضنه تخفي نفسها، ضمها له ويفكر في حقيقة عذابه اللانهائي بسببها، هي تظن أنه يومًا سوف يلتقي بتوأم روحه وسوف ينسى تسنيم، غبية وهو غبي لكن هذه أسرار بيوت، ما حدث بينه وبين نور حرام شرعًا إخراجه فهذه أسرار بيت كان له..
المهم الآن أنها سوف تبقى بجانبه..
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
في جناح رعد
وضع ذراعه على عيناه يحاول أن ينام قليلا لكن في هذا الوقت لا يوجد نوم، انزلت عشق ذراعه عن عيناه ثم سندت رأسها على صدره، بدأ يمرر يده على ظهرها يربط عليه سرعان ما رفعت عيناها له
تحدث هو بهدوء : شكرًا لأنك موجودة
ردت عشق بهدوء : بعيد عن كل حاجة احنا متجوزين وواجب علينا المشاركة في الأمور دي قبل الكويس
تأملها بضع دقائق سرعان ما وجد معاذ يأتي بسيارة لهم، اعتدلت جالسة واردفت بضحك : جيه هنا إزاي؟
نظر معاذ لهم ثم صاح وهو يضحك ويصفق، حملت عشق معاذ من السيارة ثم وضعته على السرير قائلة : وصلت هنا إزاي؟
رد رعد وهو يحمله : متعود على مكانا، شوية تلاقيه هنا وشوية عند أسد أو آدم، محبوب الملايين ومفيش حد مشاركه الوقتي بس قريب الكل هيشاركه
جذب شعر عشق يعض وجنتها وهو يصدر صوت، انفجرت ضاحكة ثم حملته تلاعبه كذلك رعد وبدأ الصغير يندمج معهما، عائلة رعد الصغيرة جعلته يذوب وسطهم وينسى همه
نام معاذ في حضنها بعد مواصلة مرح طويلة، ضمها رعد يدفن وجهه في عنقها واردف : تعالي ناخد فرصة تانية مع معاذ
عشق بهدوء : بالسهولة دي؟ رعد أنا متلغبطة وحاسه إني مش عايزة حاجة غير ابني، انا خايفة منك ومن آيسل ومن الكل
تنهد وهو يعتدل جالسًا ولم يعرف ما عليها قوله..
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
بينما هناك في فلسطين، تقف رزان بجانب ريان تحمل المسدس وتدور به حول نفسها، سرعان ما وضعته داخل ملابسها واتجهت للداخل، أشارت على مكان يبقى فيه ريان ثم ذهبت
تحدث ريان لنفسه : أنا ايه اللي عملته في نفسي ده، رزان دي طلعت مش سهلة
بينما تتمدد سيلين على الأرض شعرها يخفي وجهها، تحدث أحدهم باللغة الفصحى بانفعال : أخبريني ما اسمك يا فتاة؟ وما علاقتك بهم؟
رفعت وجهها قائلة : لعنة الله عليك، مش هتعرف توصل لأي حاجة
عاد يصفعها بقوة سرعان ما شهقت وهي تطرق رأسها بالأرض، انسابت الدماء على عيناها سرعان ما اغلقتها وهي تقول : يا رب هون بقى
سار ريان سرعان ما استمع لصوتها، أجل لقد صرخت حينها من أعماقها وهو يجذب شعرها، عاد يطرق رأسها بقوة
أغمضت عيناها وخرج هو ثم دخل ريان الذي قال : سيلين
رفعت وجهها له وابتسمت قائلة : مين دول؟
انحنى أمامها وكاد يمسك وجهها لكنه تراجع، ههه لحظة ساخرة تليق بأخو فهد الذي لم يهتم ذات يوم لتلك الفتاة، ولا للرجال التي كادوا يعتدوا عليها، لكن كل اهتمامه أنه حملها وهي محرمة عليه! والآن ريان الذي يراها غارقة في دمائها لكن اهتمامه بوضعها لم يكن شيء أمام أنها محرمة عليه
بينما وقف رزان أمام واحد سرعان ما تأملها برضا وإبتسامة، واردف : ريڤا
ردت بلغتهم وهي تجلس وتضع قدم على الآخرى : أين ابني؟ دقيقة واحدة وإن لم يأتي لي حيًا يرزق، اقسم بالله لن اترك شخص واحد هنا حي
انزل قدمه واختفت إبتسامته وهو يقول : تحت يدنا الآن ثلاثة وليس ابنك فقط
ردت ببرود تام : لن يصيب ايًا منهم مكروه، وإن كنت تجرؤ افعل
ابتسمت نصف إبتسامة باردة وهي تنظر باتجاه ساعتها قائلة : عشر ثواني
أشار باتجاه واحد سرعان ما دخلوا بطفل يبكي بانهيار، جذبته من بين يديه سرعان ما دفعته بقسوة يقع، ضمت ابنها له قائلة : هششش أهدى يا ماما أنا هنا، أيان
فتح عيناه وهو يجهش ببكاء، ابتسمت وهي تتأمل عيناه الشبيهة لأعين جده رعد الشافعي، وضعت يدها تتحسس شيء سرعان ما اعتلت الصدمة عيناها
فجأة أخرجت سلاحها ولم تتردد في قـ.ـتل شخص واردفت صارخة : قم بإيقاف تلك التي على جسد ابني وإلا لن اتركك، افعل هيا
أشار لها قائلاً : اهد...
لم تتردد في إطلاق واحدة في قدمه ثم اقتربت من رأسه قائلة : هيا
بينما وضع أحدهم سلاح على رأس ريان الذي شعر به، وقف ريان وهو يرفع يديه لأعلى وقد وقع في مأزق قوي، التفت ريان له قائلاً : أهدى خلاص
وفجأة ضرب يده ثم أخذ السلاح، ضربه على رأسه واردف باتجاه سيلين : قومي وإلا هسيبك وامشي، متستنيش مني اشيلك
هل أنت معتوه؟
هذا ما أتى في بالها والآن بداية جديدة مع شخص أشد قسوة، وقفت بصعوبة وخرجت معه، كادت تقع سرعان ما مسكت ذراعه، دفعها وهو يقول : استغفر الله العظيم، يا بنتي متلمسنيش سامعة؟ اوعي تتعاد
فجأة ظهرت رزان أمامه تحمل طفل وخلفها شخص يضع سلاحه على رأسها، وقفت أمامه قائلة : امسك ابن اخوك وارمي السلاح
صمتت قليلاً وأكملت : بعد ما تاخده
مسك الطفل وترك السلاح سرعان ما التقطته رزان وكادت تلتفت لكن حدث إنفجار مفاجئ...
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
في قصر الشافعي
الجميع يتناول الطعام وكأن لا شيء يحدث، هناك استعجاب وسط الجميع من هدوئهم، وقفت آيسل تتجه للحمام وخلفها عشق التي وضعت يدها على كتفها، نظرت آيسل لها سرعان ما رسمت إبتسامة جميلة
تحدثت بهدوء : أنا كويسة متقلقيش بس عايزة اعرف انا مزعلاكي من حاجة؟
نفت برأسها فأكملت : عشق انا حافظاكي اكتر من نفسك، قوليلي اتغيرتي معايا ليه؟ عشان معاذ؟ بس يا عشق أنتِ الـ ...
قاطعتها عشق قائلة : سيبته عارفة
نفت آيسل قائلة : مكنتش هقول كده يا عشق ودا دليل انك محفظتنيش، كنت هقولك أنتِ اختارتي ترجعي هنا وأنا من الأول ممنعتش ابنك منك
ردت عشق بحزن : عشان متزعليش
تأملتها آيسل قليلاً واردفت : راحتك عمرها ما تزعلني يا صاحبتي، اة بحب معاذ ومتعلقه بيه وروحي بقت فيه بس أنتِ اغلى من كل حاجة يا عشق، أنتِ ونسي، أنا محتاجة الف عمر عشان اعمل صاحبة ذيك يا عشق
صمتت قليلاً وأكملت : فكرك لما اعرف إني بنت بابا يوسف دا يخليني انسى كل لحظة ضيق سندتيني فيها، لا يا عشق عمري ما انكر جميلك أبدًا ولا أنكر صداقتك ومعاذ ميجيش حاجة من افضالك عليا
دفنت عشق وجهها في كتف آيسل تبكي، ضمتها آيسل تبكي هي الآخرى قائلة : يا عشق أنا اللي وحشة أنتِ لا، سواد القلب يبقى مني مش منك
مسحت دموعها وأكملت : خلاص خديه والله وما هزعل منك، انا المهم عندي تبقي كويسة وترجعي هنا وأنتِ بخير
تذكرت عشق حال سليم الذي سوف ينضم له معاذ، الحياة في قصر الشافعي غير اي حياة، هنا الاهتمام من كل النواحي، معاذ يتحرك ويضحك ويمارس نضجه، هنا آيسل وعشق جدته، هنا بدلاً من أب يوجد ستة
عشق لكِ الاختيار، إما راحتك أو راحة طفلك؟ تحدثت بحيرة : بس معاذ هنا احسن بكتير
أتت تسنيم التي قالت : في ايه؟
بعدما أخبرتها عشق بحيرتها اردفت تسنيم بمرح : تبقي في مملكة الشافعي ومتعرفش الأوضة المخفية!
لم تفهم أيًا منهما ما تقصده تسنيم، في حين جلس فهد بجانب آدم الذي يحمل ريان الصغير، لقد ذاق فراق الأم للمرة الثانية وحسم الأمر، تحدث فهد بحزن : يا آدم رزان ...
قاطعه آدم قائلاً : رزان مين؟ أنا معرفش حد بالاسم ده...
واكثر ما يكرهه آدم هو الكذب وقد فعلت لذلك مَن رزان؟
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
كده الفصل الرابع عشر خلص
بقلمي / سماء أحمد
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
التفاعل وحش اوي اوي اوي اوي كمان وحقيقي أنا بدأت ازعل، فين تفاعلكم وسط الفقرات وفين الڤوت، معقول دا التقدير!
بجد زعلت
يا ترى رزان فعلاً هتتحذف من حياتهم؟
صمت عيلة الشافعي هيبقى نهايته ايه؟
ايه رد فعل فهد على اللي هيحصل؟
ريان 🙂 خليفة فهد ويا ريت يموت قبل ما يفرقنا ولا لا؟
عشق وشغف حاسين إنهم مؤثرين ولا نفكنا منهم؟
سيلين ايه وضعها ولو ماتت حد هيعرف؟
جوانا وأحمد وبيبرس وليلة والعبط
نوروني ف قناة اخوات سماء " حكاوي سماء "
https://t.me/hakawisamaa2