ATTENTION

By varlinjk

679K 27.5K 21.4K

| SEXUAl CONTENT | الأُستاذ جيون جونغكوك ليس مجرد أستاذا في مدرستي الثانوية، هو سيكون زوجا لي و أبا لأطفالي... More

ATTENTION| 00
ATTENTION| 01
ATTENTION| 02
ATTENTION| 03
ATTENTION| 04
ATTENTION| 05
ATTENTION| 06
ATTENTION| 07
ATTENTION| 08
ATTENTION| 09
ATTENTION| 10
ATTENTION| 11
ATTENTION| 12
ATTENTION| 13
ATTENTION| 14
ATTENTION| 15
ATTENTION| 16
ATTENTION| 17
ATTENTION| 19
ATTENTION| 20
ATTENTION| 21
ATTENTION| 22
ATTENTION| 23

ATTENTION| 18

23.2K 1K 753
By varlinjk

الفصل الثامن عشر | الرحلة.

__________

-أنا لدي ابنة.

تجمدت في مكاني بصدمة كأن أحدهم سكب علي دلو من الماء بارد للتو، لم أستطع تصديق ما تسمعه أذنيّ الآن.

الأستاذ جيون الذي كان معروفا بأنه عازب ولا توجد بحياته إمرأة الآن هو يعترف لي بأنه لديه ابنة؟

هل هذه مزحة؟

أرتجفت أنامل يدي ولم أعلم ما الذي ينبغي علي قوله، وبقدر ما أنا سعيدة لأنه فتح قلبه لي وأخيرا إلا وأن قلبي يتمزق إلي أشلاء، في نهاية هو متزوج!

توجد إمرأة في حياته!

منذ أن وقعت أنظاري عليه، قلت إن هذا الرجل لا يليق عليه البقاء عازبا حتى أكتشفت سره الصغير، أصبحت حقوده علي إمرأة لم أراها في حياتي قط.

قلت بصدمة.

-ماذا؟

تنهد الأستاذ جيون بثقل.

-أعلم أن هذا صادم بالنسبة لك ولكنها الحقيقة.

دخل قلبي في حالة من الهيجان، ينبض بطريقة جنونية ومؤلمة وكأن أحدهم يطرق عليه بلا رحمة، أشحت وجهي عنه ونظرت نحو السماء السوداء، أحاول جاهدة عدم البكاء وإفساد كل شىء.

- في ذلك اليوم وصلتني أخبار سيئة عن حالتها الصحية لذلك لم أتمالك نفسي وأخرجت كل حزني وغضبي عليك.

أخذت عدة دقائق حتى أستوعب ما يحدث لي، هززت رأسي نافية بأنفعال.

- هذا ليس حقيقيا أليس كذلك؟ أخبرني بأنك تمزح معي علي الأقل!

ألتفتُ خلفي لأرى ملامحه فإذ بالجمود يعتليها، أحتل الصمت علي المكان مما أدى إلي سماع صوت نبضات قلبي المضطربة.

أطلقت زفيرا مرتجفا بعدم تصديق، أحاول أن أصدق بأن هذا ليس حقيقي.

-هل هذه كذبة؟

أغمضت عيني لبرهة أمنع الدموع من السقوط ولكنها سقطت علي أي حال، رد علي ببرود.

- هذه ليست كذبة ڤلورين.

قضمت شفتي السفلية بحزن، قلبي يؤلمني لدرجة خانقة والتنفس أصبح صعبا علي، ابتعدت عن حضنه جاهدة علي التحدث معه بنبرة صارمة بدلا عن نبرتي المكسورة.

- إذا كل هذا الوقت كنت تخدعني!

تجهم وجهه فجأة ونطق بحدة.

- أنا لم أخدع أحد، أنت لم تسألينني.

أغلقت جفناي أخذت نفسا عميقا كي أسيطر علي أعصابي.

- لقد سألتك من قبل إذا كنت متزوجا أم لا ولكنك تجاهلتي بكل برودة أعصاب.

تناسيت أنه أستاذي وصرخت في وجهه دون الشعور.

- أنت لم تكترث لمشاعري بحق الجحيم!

أحكم الأستاذ جيون علي قبضته بشدة، لقد أغضبته نبرتي العالية معه ولكنه يمسك نفسه كي لا ينفجر بي و يجرحني بكلامه مجددا.

- ڤلورين.

نادي علي أسمي بهدوء وقبل أن تصل يده إلي وجنتيّ صفتعها بعيدا عني.

- لا تلمسني!

توسعت عينيه بدهشة وقبل أن ينبث ببنت الشفة قاطعته بحسرة.

- طوال هذا الوقت كنت تخون زوجتك معي، لم تكترث لمشاعري عندما أعلم أنني في علاقة مع رجل متزوج!

أصبحت رؤيتي غير واضحة بسبب الدموع التي تحجب عيني، عندما أغلقت عينيّ مجددا سقطوا بغزارة، فتحت جفني علي صوته الحاد.

- لا تتحدثي عن حياتي وكأنك تعلمين ما فيها، أنت لا تعلمين أي شىء يا صغيرة وليس لديك الحق في انتقادي.

نبرته الجافة جعلتني أشعر وكأننا عدنا إلي الأيام التي كان يجهل فيها مشاعري نحوه، قبل أن يتطور أي شىء بيننا.

خاطبته بإنكسار.

- ما الذي لا أعرفه أستاذ جيون؟ أخبرني كي أعرف ما الذي يحدث معك، لأكون بجانبك في السراء والضراء علي الأقل!

لانت ملامحه عندما رأى الانكسار في عيني، أطلق تنهيدة طويلة وتحدث بنبرة خفيضة.

- ما الذي تريدين معرفته ڤلورين؟

نظر لي يترقب إجابتي، ابتلعت ريقي ببطئ قبل أن أسأل بتردد، يؤلمني قلبي للغاية ولساني لا يستطيع التحدث بشكل سليم.

- هل أنت متزوج؟

تغيرت تعابيره فجأة إلي غضب عارم لم أفهم ما هو سببه، تجاهل سؤالي مرة أخرى.

- لقد تأخر الوقت دعيني أوصلك إلي المنزل.

نظرت له بعتاب قبل أن أمسح دموعي بمعصمي بخشونة، خرجت من الشرفة تاركه إياه واتجهت نحو مكتبه، أخذت اشيائي من هناك وخرجت دون قول كلمة واحدة، هو لم يثق بي بالقدر الكافي حتى يخبرني بكل شىء.

مضحك، ما الذي توقعته مثلا؟

بالنهاية كل شىء كان مجرد كذبة، هو أخبرني بأنه لم يحب من قبل ولكنه الآن متزوج ولديه ابنة.

عدت إلي المنزل بأعين منتفخة وحمراء من البكاء، جلست علي سريري بعد أن بدلت ملابسي، أشعر بضيق كبير في صدري، ولا أستطيع التنفس.

غمغمت مع نفسي بحزن.

- بالنهاية لم يكن من نصيبي كما توقعت!

أتساءل من تكون هذه المرأة المحظوظة التي استطاعت الحصول عليه وإنجاب ابنة منه!

لسعت الدموع جفناي وقبل أن أسمح لهم بالنزول طرق شخص ما غرفتي.

- ڤلورين هل أنت بالداخل؟

بحلقت في الباب بصدمة، هذا لم يكن صوت أمي!

- مينجو؟

فُتح الباب علي فجأة، أستقمت من سريري بهلع ونظرت لها بدهشة.

- ما الذي تفعلينه بمنزلي في هذا الوقت يا فتاة؟

شهقت مينجو بدهشة ثم واجهتني بتعابير درامية.

- أنت لم تجيبي علي مكالماتي وبالطبع قلقت علي صديقتي الوحيدة!

قبل أن أضيف كلمة حمحمت مينجو بخفة.

- حسنا لا أنكر أن فضولي هو من جعلني آتي إلي هنا ولكنني خشيت أنك كنت تتحدثين بجدية بحق الجحيم!

رمشت بهدوء قبل أن تقفل مينجو الباب وتستقر بجانبي علي السرير.

- لقد قلقت عليك، أعتقدت أن الأستاذ جيون قام بخطفك حقا!

سرعان ما وضعت يدها على صدرها وتنهدت بأرتياح.

- هذا مريح أنت بخير.

أسندت ظهري علي السرير وقبل أن أقول شىء أنفجرت أمامي بحماس.

- أخبريني الآن بكل ما حدث معك، كيف تقابلتما؟ ومتى تطورت العلاقة بينكما حتى تذهبين معه؟

ابتلعت ريقي بتوتر، لا أعرف من أين أبدأ.

- حسنا....الحقيقة هي.

ترددت في إخبارها ولكنني سرعان ما قررت بشرح لها الوضع، اليوم سأخبر مينجو بكل شىء.

- الأستاذ جيون أعترف بإنجذابه نحوي منذ شهر تقريبا ومن بعدها أصبحنا علي ما يسمي بعلاقة ربما...

جحظت عيون صديقتي بصدمة.

- ماذا؟ هل تمزحي معي الآن؟

ابتسمت لها ببلاهة.

- هذا صادم أليس كذلك؟

حاولت تخفيف الجو لكنها بدت لي غاضبة للغاية.

- أنت علي علاقة مع الأستاذ جيون منذ شهر ولم تخبرينني بهذا؟

قضمت شفتي بندم.

- آسفة علي عدم اخبارك حينها، لا أعلم لماذا لم أخبرك حتى!

أقترنت مينجو حاجبيها بإنزعاج، كانت مستاءة مني بشدة ولديها كامل في ذلك.

- هذا ليس عذر ڤلورين، أنا أخبرتك بكل صغيرة وكبيرة تحدث بيني وبين الأستاذ تايهيونغ ولكنك أخفيت عني علاقتك مع الأستاذ جيون لمدة شهر!

سرعان ما تنهدت باستنكار.

- هل لهذه الدرجة لا تثقين بي؟ لا تثقين بصديقة طفولتك؟

توسعت عيني بصدمة قبل أن أهز رأسي
بنفي.

- لا، صدقيني الأمر لا يتعلق بالثقة!

رفضت منيجو النظر في عينيّ بغضب، رائع والآن سأفقد صديقتي الوحيدة!

صمتُ لبرهة ثم استرسلت بنبرة خفيضة.

- أعلم أن ما سأقوله سيبدو وكأنه عذر فارغ ولكنها الحقيقة، أنا لم أخبرك لأنني لا أثق بك بل لأنني لا أعرف كيف أقول لك هذا، كنت متشتتة جدا.

أنزلت رأسي إلي الأسفل بحزن عندما أصرت علي موقفها ورفضت النظر لي.

- آسفة.

شهقت بفزع عندما رفعت الوسادة من علي سريري و ضربتني بها علي كتفي.

- أنا لا أصدق أنك فعلت هذا بي، كيف تجرؤين علي إخفاء شىء كهذا عني؟

رفعت ذراعي فوق رأسي لتفادي ضربتها القوية.

- هذا مؤلم!

لم تتوقف مينجو عن ضربي وقالت بينما تتنهد لشدة المجهود الذي تبذله في ضربي.

- اغلقي فمك أيتها الساقطة، ليس لديك حق في الإعتراض سأموت إن لم أفرغ غضبي تجاهك!

قهقهت عليها بصوت عالي.

- إن كان هذا سيجعلك مرتاحة فلن أعترض، اضربيني حتى الموت يا صديقتي العزيزة.

فجأة توقفت عن ضربي ثم نظرت لي بحاجب مرفوع.

- لحظة هل ضحكتِ للتو؟

قضمت شفتي السفلية أمنع ضحكتي من الخروج.

- لا لم أفعل.

رفعت مينجو حاجبيها بغطرسة، تبدو مثيرة للشفقة وهي تحاول أن تبدو جدية معي.

- هل تعتقدين أنني أمزح؟ هل الوضع مضحك بالنسبة لك لهذه الدرجة سيدة كيم؟

لم أستطع تحمل الأمر و انفجرت بضحكة صاخبة رنت في جميع أنحاء الغرفة.

- سأموت! لا تليق بك الجدية، أُفضّل صديقتي مينجو السخيفة!

رفعت صديقتي الوسادة مجددا ثم انهالت علي بالضرب مجددا.

- لقد جنيت علي نفسك!

جلست أضحك عليها حتى آلمتني بطني، لا بأس بضربي طالما لن تقاطعني بسبب إخفاء الحقيقة عنها.

توقفت مينجو عن ضربي عندما شعرت بالتعب، أراهن أن ريش الوسادة مُتناثر علي أرضية غرفتي بأكملها.

- فيوو، هذا مرهق!

تنهدت مينجو بإرهاق قبل أن ترتمي بجانبي علي السرير، نظرت لي بإستياء ولكن لم يكن شديد كالسابق.

- لعلمك أنا مازلت غاضبة منك جدا، ضربك بالوسادة لم يأت بمفعول، ما رأيك أن أشد شعرك؟

شهقت بصدمة.

- أنت شريرة حقا، ما فعلته لا يستحق منك كل هذا!

ضيقت جفونها نحوي بأنزعاج.

- أشعر بالخيانة!

تنهدت بهدوء قبل أن أضع يدي فوق خدي بتفكير.

- أعترف أنني كنت لأغضب منك كثيرا لو فعلت معي نفس الشيء ولكنني أعدك بأن هذا لن يتكرر.

ابتسمت لها بأشراق.

- لن أخفي عنك شيئا مجددا.

قلبت مينجو عينيها بعدم تصديق.

- أشك في ذلك.

ضحكت علي ملامحها بخفة، كنا مستقلين فوق السرير بجانب بعضنا نناظر السقف بهدوء، قطعت مينجو الصمت قائلة.

- حسنا إن كنت تريدين أن أسامحك أخبريني كيف تطورت علاقتك مع الأستاذ جيون؟

وجهت نظري نحوها وقلت بشرود.

- هل تتذكرين اليوم الذي سكبت فيه الأستاذة يونا القهوة علي ملابسي؟

أجابت مينجو علي سؤالي وهي عاقدة حاجبيها بغضب.

- بالطبع أتذكر، تلك العاهرة يونا كنت سأقتلها، لولا أن يوجين منعتني في ذلك اليوم لكنت سحبتها من شعرها أمام الجميع.

ابتسمت لها بصدق ثم طرحت تنهيدة طويلة وأكملت لها الموضوع.

- في ذلك اليوم ذهبت إلي المرحاض كي أنظف قميصي حتى أنني بكيت كثيرا، ولكنني لم أتوقع أن الأستاذ جيون سيسمع صوتي من خلال الباب، سألني عدة مرات ولكنني لم أجب عليه لذلك كسر الباب ودخل.

توسعت عينيها فجأة بخبث.

- يا إلهي هل بدأت قصتكما من هنا؟ يا لكي من عاهرة جيدة ڤلورين!

ضربت كتفها بغيظ.

- لم يكن كذلك!

لم تصدقني و راقصت حاجبيها بمكر، دحرجت عيني بضجر وشرعت في إكمال القصة لها.

- بالنهاية أعترفت له بأنني معجبة به وتفاجئت بأنه كان يبادلني بل وكان يعلم بجميع محاولاتي البائسة لجذب انتباهه، و هكذا أصبحنا نتقابل في المدرسة، هذا كل شىء.

لم أخبرها بالتفاصيل الدقيقة، مهما كانت صديقتي المقربة سيكون من الصعب علي أن أقول لها أنني أداعب الأستاذ جيون!

عندما طال صمتها كثيرا نظرت لها لأرى ملامحها، كانت نظراتها فخورة.

- هذه خطوة جريئة منك أن تعترفي له، توقعتك ستكونين بلهاء أمامه ولن تستطيعي قول شىء!

سرعان ما تنهدت صديقتي بحزن.

- أحسدك كثيرا علي الأقل تلقيت رد، هو أيضا منجذب لك ولكن الأستاذ كيم رفضني بجدارة!

أتفهم هذا الشعور المؤلم جيدا لأنني كنت أشعر به من قبل أن أعرف أن الأستاذ جيون يرغب بي.

وضعت يدي فوق يدها وقلت بهدوء.

- الأستاذ كيم يريدك مينجو ولكنه يكابر، أنتظري فقط بعض الوقت وستجدينه بجانبك.

ابتسمت لي بخفة، ولكن الحزن لم يذهب من ملامحها، ما هي إلا دقائق حتى عادت لحيويتها.

- علي أي حال لا أريد أن أفسد مزاجي، غدا يوم سعيد ولا أريد إفساده بسبب هذا الرجل!

رفعت حاجبي بتعجب.

- ماذا سيحدث غدا؟

رمقتني مينجو بدهشة.

- ما بك ڤلورين؟ غدا الرحلة المدرسية هل نسيت؟

أستقمت من علي السرير بسرعة ونظرت لها بجفون متسعة.

- ماذا؟ غدا الرحلة؟

لم تنهض مينجو معي وظلت مستلقية علي السرير، أومأت لي بإيجاب.

- سحقا لقد نسيت الأمر تماما!

ضربت كفي فوق جبهتي منتحبة.

- لم أجهز ملابسي أو حتى حقيبتي، ما هذا الحظ بحق الجحيم؟

أستقامت مينجو من فوق سريري ثم عدلت ملابسها مستعدة للذهاب.

- لا تقلقي لديك الوقت الكافي لتجهيز كل شىء.

أومأت لها بعبوس.

- أتمني ذلك.

ذهبت صديقتي من منزلي بعد ما قامت بتوديعي، لحسن الحظ أنها لم تقاطعني بسبب إخفائي للحقيقة عنها.

بعد ذهاب مينجو مباشرا دخلت إلي الحمام كي أغتسل وعندما انتهيت وضعت بعض المرطبات علي وجهي وجسدي، خرجت من الحمام و المنشفة ملتفة علي جسدي العاري المبتل.

- أرجو أن تكون رحلة جيدة، لا أعلم لماذا لست مرتاحة بشأن هذه الرحلة؟

نفضت هذه الأفكار من رأسي و أرتديت ملابسي، بعد ما جففت شعري بالمجفف الكهربائي أخرجت حقيبة متوسطة الحجم من خزانتي وبدأت أن أضع فيها الأشياء التي سأحتاجها، وضعت طقم احتياطي في حالة حدوث شىء غير متوقع، أخذت تنورة بنية اللون وقصيرة وقميص بيج مُخطط.

أغلقت الحقيبة بإحكام عندما انتهيت من وضع اشيائي، لم يتبقي سوى الطعام وسأضعه غدا مع قارورة الماء.

بمجرد أن جلست علي سريري جاء الأستاذ جيون إلي ذهني سريعا، بعد تفكير مطول قررت أنني سأتفهم موقفه في عدم إخباري الحقيقة، في النهاية أنا أيضا لم أخبره عن حياتي كاملا، هو لا يعرف عن أبي العنيف ولا حتى عن الأضرار الجسدية والنفسية التي لحقت بي عندما كنت في ڤيتنام.

وبالنسبة لموضوع زوجته بالتأكيد يوجد بينهما خلاف أدى إلى انفصالهما أو شىء من هذا القبيل وإلا لماذا كان يخونها معي طوال هذا الوقت بدم بارد؟

سحقا أشعر بالفضول ليت الجدران تتحدث!

غلبني النعاس سريعا وغرقت في النوم، أستيقظت في اليوم التالي مبكرا عن المعتاد، غسلت وجهي وأسناني ثم أرتديت طقم مريح متكون من سروال جينز ضيق وبلوزة زرقاء طويلة الأكمام، تركت شعري منسدل علي كتفي و وضعت أحمر شفاه خفيف ثم رشة من عطري وهكذا انتهيت من اطلالتي.

تأملت مظهري علي المرأة برضا.

- أبدو خاطفة للأنفاس الأستاذ جيون محظوظ بي!

وضعت يدي فوق فمي و قهقهت علي سخافة تفكيري، حملت حقيبتي علي كتفي بعد ما وضعت هاتفي بداخلها ونزلت من غرفتي إلي الصالة، كانت أمي تجهز لي الطعام الذي سآخذه معي.

- لقد جهزت لك كل شىء، وضعت لك الطعام والكعك، اشتريت لك عصير البرتقال البارحة خذيه من الثلاجة عندما تخرجين.

أقتربت من أمي بعبوس.

- أمي هل أنا صغيرة؟ لماذا كل هذا الطعام؟

قرصتني أمي من أذني بعتاب.

- لا تتذمري، سيكون اليوم طويلا وستحتاجين إلي كل هذا الطعام.

أومأت لها بطاعة فتركت أذني، لاحظت أنها ماتزال غير مسرورة بذهابي، سألتها بملامح قلقة.

- أمي ما بك؟ هل أنت بخير؟

تنهدت بيأس قبل أن تواجهني بما يجول في عقلها.

- هذا طبيعي أنا قلقة عليك، أعلم أنك ستكونين تحت رقابة العديد من المسؤولين لاسيما الأستاذ جيون ولكن قلب الأم يظل كما هو، لا يتوقف عن القلق.

ابتسمت لها بسعادة قبل أن أقترب منها و احتضنها بقوة.

- أنا أتفهم شعورك ولكن لا تقلقي سأكون بخير وسأعود لك سالمة.

طبطبت أمي علي ظهري قائلة.

- لا تذهبي بعيدا عن موقع الجميع، وإن قابلت أحدا غريبا هناك لا تقتربي منه، هل تفهمين؟

ضحكت علي مظهرها المتذمر بخفوت، أجبت بطاعة.

- حسنا أعدك سأفعل كل ما تقولينه.

سرعان ما شهقت بفزع ثم ابتعدت عني وركضت نحو المطبخ سريعا، رفعت حاجبي بتعجب.

- ماذا حدث أمي؟

في غصون دقيقة عادت أمي وهي تحمل قارورة الماء و وضعتها في حقيبتي بسرعة، وبختني باستياء.

- يا إلهي كنت سأنسي الماء، يا لك من ثرثارة ڤلورين!

تنهدت بسخرية ولم أرد عليها، فتحت أمي الحقيبة و وضعت لي الطعام وعندما انتهت اغلقتها مجددا.

- لقد انتهيت.

حملت الحقيبة علي كتفي مجددا بعد ما أرتديت حذائي، بعد ما تأكدت من أنني أخذت جميع اشيائي فتحت باب المنزل ثم وقفت علي العتبة لبرهة ولوحت إلي أمي بحماس.

- وداعا.

بادلتني الإبتسامة بسعادة.

- اعتني بنفسك.

- سأفعل.

أغلقت الباب سريعا وسرت خارج الحي، أخرجت الهاتف من الحقيبة وبعثت إلي مينجو رسالة بأنني أنتظرها أمام موقف السيارات.

جلست علي أحدي المقاعد هناك وتأملت السماء الزرقاء فوقي بشرود، لا أطيق صبرا كي أقابل الأستاذ جيون، اشتقت له كثيرا بالرغم من المشاحنة القوية التي حدثت بيننا بالأمس.

عبست ملامحي بحزن عندما تذكرت المحادثة التي دارت بيننا بالأمس.

- يا ليته كان عازبا كما يزعمون!

أطلقت تنهيدة طويلة وتوقفت عن التفكير بالأمر، اليوم أريد أن أقضي وقتا ممتعا معه فقط، لا يهم حتى وإن كان متزوجا.

- صباح الخير!

قاطع صوت مينجو المتحمس حبل أفكاري، ألتفت نحوها فوقع بصري عليها، كانت ترتدي سروال قصير من الجينز وبلوزة بيج قصيرة الأكمام.

ابتسمت لها بأشراق.

- صباح الخير.

أستقمت من مضجعي حاملة الحقيبة علي كتفي، صاحت مينجو بسعادة.

- أنا متحمسة جدا لهذه الرحلة لا أطيق صبرا للذهاب!

شاركت حماستها بصوت مرح.

- وأنا أيضا متحمسة جدا لركوب الخيل هناك.

ضمت مينجو ذراعيها حول كتفي و غمزت لي بمكر.

- بالطبع بالطبع ركوب الخيل.

استغرق الأمر مني عدة دقائق حتى أستوعب أنها تقصد الأستاذ جيون، هتفت بانفعال.

- ياه! لا تسخري مني الأستاذ جيون ليس السبب الوحيد لذهابي هذه الرحلة!

ضحكت مينجو بسخرية قبل أن تسحبني ونسير في الشارع متوجهين نحو المدرسة، نقطة الإنطلاق ستكون من هناك.

- بالطبع صدقتك!

حركت رأسي يمينا ويسارا بضجر ثم ركزت علي خطواتي علي الطريق، في غصون عشرة دقائق وصلنا إلى بوابة المدرسة، استقبلنا هييسونغ من هناك والبهجة ظاهرة علي وجهه.

- صباح الخير يا فتيات.

ابتسمت له بتكلف.

- صباح الخير هييسونغ.

توقفت بجانب مينجو مع هييسونغ الذي وضع يده فجأة علي كتفي و سحبني نحوه، وجه كلامه إلي مينجو ساخرا.

- أنسي صديقتك اليوم مينجو، ڤلورين
ستكون شريكتي في هذه الرحلة.

اهتزت حدقتاي بتوتر، أخشى أن يرانا الأستاذ جيون في هذه الوضعية ويسيئ الفهم.

- عفوا؟ من أخبرك بأنني سأسمح لك بهذا؟ ڤلورين تكون صديقتي وستكون شريكتي أنا في هذه الرحلة.

دحرجت عيني بملل قبل أن أنظر لهما باستنكار، لماذا أشعر وكأنني عروسة لعبة يتجادلون للحصول عليها؟

واجه هييسونغ مينجو بتحدي.

- لماذا لا نسأل ڤلورين عن رأيها؟

حاولت التحرر من تحت ذراعيه ولكنه رفض تركي، أجابت مينجو بثقة.

- موافقة ولكن لا تبدأ بالبكاء عندما تختارني بدلا منك!

ضحك هييسونغ عليها بسخرية.

- لا تكوني واثقة.

تركتهم يتجادلون مع نفسهما وبحثت عن الأستاذ جيون بعيني، يبدو أنه لم يصل بعد،.

أخرجني صوت مينجو من شرودي فجأة.

- ما رأيك ڤلورين؟ مع من ستقضين وقت الرحلة معه أنا أم هييسونغ؟

أريد قضاء الوقت مع الأستاذ جيون.....أردت لو أن أقول لهما ذلك كي يصمُتا.

- توقفوا يا رفاق أنتم لستم أطفالا كي تتصرفوا بهذه الطريقة!

توقف الإثنان عن الجدال ونظرا لي بصمت، شعرت بالإحراج لأنني كنت مندفعة زيادة عن اللزوم، حمحمت بخجل.

- حسنا سأكون معكما أنتما الإثنان كي لا أحد يحزن، هل أنتم راضيين؟

أومأت مينجو بهدوء.

- هذا جيد أنا راضية جدا.

نظرت نحو هييسونغ قبل أن أقوم بدفعه عني قليلا.

- وأنت ابتعد عني قليلا هييسونغ، لا أستطيع التنفس وأنت تحبسني بين ذراعيك هكذا!

نظر لي بعجرفة قبل أن يحاول أحتضاني مجددا.

- يا له من عذر جيد ڤلورين! اعترفي أنك ترفضينني لأنني أجعلك تشعرين بالدفء.

قبل أن يلمسني مجددا أخذت خطوة للخلف و ابتعدت عنه.

- توقف!

في حين كان سيقترب مني مجددا سمعت الصوت المحبب إلي قلبي يتدفق من الخلف.

- صباح الخير ڤلورين.

جحظت عينيّ بدهشة قبل ألتفتُ ناحيته بسرعة، نظراته الحارقة نحوي جعلتني أذوب بالكاد اتماسك نفسي حتى لا أقفز في حضنه كالبلهاء.

- صباح الخير أستاذ جيون.

كان صوتي مهزوزا كنظراتي، لاحظ هو ذلك ولم يترك الفرصة كي يضايقني.

-تبدين متوترة هل حدث شىء لك؟ أم أنك غير مستعدة للرحلة؟

رفعت وجهي لأرى ملامحه فإذ بالمكر يتراقص بينهما، أجبت بأنزعاج.

- أنا بخير.

تبادلنا الكثير من النظرات الصامتة حتى قطعها هييسونغ بحديثه.

- هل ستأتي معنا الرحلة أستاذ جيون؟

أجاب عليه دون أن يشيح نظره عني.

- بالطبع، وهل سأترك فرصة قضاء وقت ممتع مع طلابي الأعزاء؟

و بطلابه الأعزاء كان يقصدني بجدارة، بالصدفة جائت عيني علي مينجو كانت ترمقني بخبث، أنزلت رأسي أسفل و رمشت بتوتر، سحقا لقد نسيت أن مينجو تعلم كل شىء الآن!

قال هييسونغ بتملق.

- ستكون الرحلة أفضل بوجودك أستاذي.

أومأ له بهدوء ثم رمقني من أعلى إلى أسفل وعلي شفتيه إبتسامة جانبية مريبة، سرعان ما انسحب من الوسط تاركني خلفه.

جف حلقي لشدة التوتر، لماذا أشعر وكأن ابتسامته مخيفة إلي حد ما؟

هل يعقل أنه رآني وأنا بحضن هييسونغ؟

- لماذا أشم رائحة رومانسية الآن؟

خرجت عن أفكاري عندما تحدثت مينجو بخبث، لم يفهم هييسونغ قصدها ولكنني فعلت، كانت تتحدث عني وعن الأستاذ جيون.

- يا لهما من ثنائي عديم الحياء ليتبادلوا النظرات العاشقة أمام الجميع هكذا!

نظرت لها بتحذير فيما قال هييسونغ بتعجب.

- من هما الثنائي الذي تتحدثين عنهما؟

رفعت مينجو حاجبيها بمكر.

- أنا لا أعلم، ولكن ڤلورين هل تعلمين من هما؟

مينجو اللعينة سأقتلها!

- من هما ڤلورين؟

نظرت نحو هييسونغ بأبتسامة خفيفة.

- لا أعلم هييسونغ.

هز رأسه بتفهم، غمزت لي مينجو دون أن يرى هييسونغ ذلك، أشعر بالندم لأنني أخبرتها، كنت أعلم أنها ستتصرف بهذه الطريقة.

اقترح علينا هييسونغ بنبرة ودودة مشيرا إلي المقاعد المصطفة بجانب مبنى المدرسة.

- ما رأيكم بالجلوس هناك ريثما يأتي معاد الذهاب.

وافقت مينجو علي اقتراحه بايماءه وعندما جاء دوري قلت متحججة.

- أعتقد أنني أحتاج الذهاب إلي المرحاض، اذهبوا أنتم وسألحق بكما.

صدقني هييسونغ بسهولة ولكن مينجو ضيقت عينيها بشك لكنها لم تقل شىء، عندما غادرا المكان اتجهت نحو المرحاض بالفعل ولكن لغاية مختلفة، أغلقت الباب خلفي ثم أخرجت هاتفي ودخلت محادثتي مع الأستاذ جيون.

- ماذا أكتب له؟

تنهدت بيأس قبل أن أغلق الهاتف مجددا، هو لم يتحدث معي وهذا غريب!

تراجعت عن قراري و خرجت من المرحاض بذهن مشغول، لم أنتبه حتى اصطدمت بشخص مار.

- المعذرة...

توقفت عن الحديث عندما أكتشفت هوية الشخص، كانت ييري البغيضة، تحدثت معي بنبرتها المتعجرفة.

- أوه ڤلورين لم أراك منذ وقت طويل، كيف حالك؟

دحرجت عيني بأستنكار وسرت من الجانب الآخر متجاهلة حديثها معي.

قالت بنبرة وقحة.

- مازلت لا تجرؤين علي مواجهتي أليس كذلك؟

توقفت عن السير فيما شرعت هي بالتحدث بتهديد.

- لديك كامل في ذلك، فأنت لا تعلمين ما الذي ينتظرك بعد!

تنهدت بسخرية قبل أن ألتفت ناحيتها بثقة.

- أنا لست خائفة منك ييري، أنت آخر شخص قد أخاف منه في حياتي!

ابتسمت لي بغرور قبل أن ترفع حاجبها بغموض.

- سنرى.

تجاهلت ما تفوهت به واكملت طريقي، هي لن تستطيع فعل شىء لي بكل الأحوال، في طريقي للعودة أمسك أحد معصمي و سحبني بخشونة خلف حائط الردهة.

شهقت بدهشة.

- يا إلهي!

وجهت بصري نحو الفاعل بوجه مذعور، تنفست براحة عندما لمحت الأستاذ جيون.

- لقد ارعبتني!

حاصرني بين الحائط وصدره، ماتزال يده تمسك معصمي.

- لماذا أنتَ هنا؟

بحثت بعيني ذهابا وإيابا كي أتأكد من أننا بمفردنا.

- ابتعد عني قليلا قد يرانا أحد!

لم أفهم لماذا كان ينظر لي بهدوء مريب كهذا، ظل يحدق حتى تسللت يديه من خصري إلي مؤخرتي، ربت فوقها بخفة.

- تحركين مؤخرتك بشكل جيد ڤلورين.

شهقت بصدمة عندما قبض عليها بخشونة.

- أعتقد أنني تساهلت معك كثيرا.

رفعت يدي فوق صدره وسألت بتعجب.

- ما الذي تقصده؟

رفض الجواب علي سؤالي و أستمر في التحسس علي مؤخرتي بشكل غامض.

حتى ملامحه لا تبشر بالخير!

- لنتحدث في وقت لاحق.

سرعان ما ابتعد عن جسدي وكان علي وشك الذهاب ولكنني منعته بانفعال.

- لا، ستخبرني بما الذي يحدث معك الآن.

ضيق جفنه بارتياب وتجاهل سؤالي، تحرر من جسدي بسهولة وسار بضعة خطوات، قبل أن يغادر الردهة تماما صرخت عليه بصوت عالي يملؤه الغضب.

- ماذا يحدث معك بحق الجحيم؟ لماذا تعاملني بهذه الطريقة مجددا؟

توقف في مكانه فجأة ثم ألتفت لي بهدوء وقبل أن يقول شىء هتفت بإنكسار.

- ها أنت تعاملني بنفس الطريقة بالرغم من أنك وعدتني بأن لا تفعل!

لسعت الدموع جفناي وأصبح مجال رؤيتي ضبابيا ولكنني استطعت رؤيته وهو يتقدم نحوي.

- لا تقترب مني لا أريد البقاء معك أيضا!

حاولت الهرب منه و لكنه كان أسرع مني، أمسك خصري بسرعة ولحم صدري بصدره.

- كوني هادئة.

لكمت صدره بعناد.

- كيف تطلب مني البقاء هادئة وأنت تتجاهلني بكل برود؟

نبثت بنبرة خفيضة.

- ما الذي فعلته لك كي تعاملني هكذا؟

لانت ملامحه عندما رأى الدموع في عيني و سرعان ما تنهد باستلام.

- لا تبكي صغيرتي.

رفع يده نحو وجنتاي ومسح بابهامه دموعي، رمشت بهدوء قبل أن أضيف.

- هل ارتكبت خطأ ما بحقك دون قصد مني؟

راقبني بهدوء دون أن يتوقف علي مسح دموعي، تنهد بخشونة.

- أنت لم تفعلي شىء هذا خطئي، لم أتحمل فكرة أن الجميع شاهد هذا الفيديو وأنت ترقصين.

جحظت عينيّ بصدمة عندما أستوعبت، لقد رأى الفيديو!

قلت بتلعثم.

- أين رأيته؟

تهجمت ملامحه قبل أن يضغط علي فكيه بخشونة.

- كنت مارا بالصدفة ورأيت بعض الشباب يتحدثون عنك وعن صديقتك، توقفت أستمع لهم ورأيت أنهم يشاهدون فيديو لك.

ضحكت بتوتر.

- لم أكن أرقص بمعني الكلمة، كانت مجرد حركات بسيطة.

قفز كتفاي بذعر عندما لكم الحائط بغيظ.

- بصعوبة تمالكت نفسي من تحطيم عظامهم.

لاحظ الأستاذ جيون ارتجاف جسدي بين ذراعيه وتفهم سبب خوفي، سرعان ما طبطب علي فروة رأسي بخفة.

- أعلم أنك تخشين غضبي لهذا حاولت أن اتجاهلك بقدر المستطاع كي لا انفجر عليك كالمرة السابقة.

ابتسمت بسعادة علي صدق كلماته فيما لف خصلات شعري حول سبابته وتحدث بمكر.

- تعلمين كم عانيت حتى أُراضيك!

ضحكت بمرح.

- لو لم أراك تحاول بجهد من أجل مراضاتي لما سامحتك بسهولة حتى لو كتبت شركتك كلها بإسمي!

رفع حاجبيه بغطرسة.

- لا بأس بكتابة الشركة بإسمك، الشركة ليست مصدر دخلي الوحيد!

هززت رأسي بقلة حيلة، انقطعت أنفاسي فجأة عندما أستقر إبهامه فوق شفتي، فغرت فمي كي اتنفس جيدا.

- أستاذ جيون من الأفضل أن نعود قبل أن يقبض علينا أحد بهذه الوضعية!

رفض الإصغاء لي وأقترب مني بنية تقبيلي، وضعت يدي فوق فمي بسرعة.

- أرجوك!

أظلمت عينيه ورمقني بأنزعاج.

- سأنتظر حتى انفرد بك مجددا وحينها لن ارحمك.

أخرجت لساني بمرح و تحررت من قبضته لأنه سمح لي، ركضت من أمامه بسرعة و قلبي علي وشك الإنفجار.

خرجت من مبني المدرسة وبحثت عن مينجو وهييسونغ، كانا يجلسان علي المقاعد بجانب الباقية، ركضت نحوهما سريعا.

- لقد أتيت.

رمقني هييسونغ بتوبيخ.

- لقد تأخرت ڤلورين نحن علي وشك الانطلاق الآن.

جلست بجانب مينجو ألهث بسبب الركض فيما تحدثت معي بنبرة لعوبة.

- أعذرها هييسونغ فهي لديها اضطراب عاطفي هذه الأيام!

وخزت ذراعها بمرفقي بتحذير فيما تساءل هييسونغ بحيرة.

- اضطراب عاطفي؟

رفعت حاجبي بتهديد كي لا تستمر بالتلميح، سرعان ما تنهدت بلا مبالاة.

- شؤون فتيات لا تهتم.

رفع هييسونغ أكتافه بعدم اكتراث ولم يدقق كثيرا لحسن الحظ بالرغم من أن ملامحه تغيرت فجأة.

تجمعنا عند بوابة المدرسة مع الأستاذة، كان الأستاذ جيون ينظر لي كثيرا مما جعلني أشعر بالخجل، فجأة جائت في رأسي فكرة متهورة وهي أن أرسل له قبلة طائرة دون أن يرانا أحد، قبل أن أحرك يدي رأيت الأستاذ يونا تتمسح به بتطفل.

- أستاذ جيون.

وقفت معه وبدأت بالحديث بنبرة ناعمة متصنعة، لم أستطع أن أسمع ما كانوا يقولونه ولكن لماذا هذه الساقطة تلمس ذراعه وهي تبتسم له بهذا الشكل؟

اللعنة سأنفجر!

- هيا ڤلورين لنصعد إلي الحافلة.

أومأت إلي مينجو بهدوء ولم أزيح عيني من عليهما، أفكر بشد شعرها أمام الجميع كي تعرف أنه ملكي.

صعدت الحافلة وجلست بجانب مينجو وهييسونغ علي يميني، كنت أجلس بينهما، سرعان ما صعد الأستاذ جيون خلفي، بحث عني بعينيه وعندما وجدني ابتسم لي بعذوبة.

أقترنت حاجبي بغيظ.

- كيف يجرؤ على الإبتسام لي وكأن شىء لم يحدث؟

دحرجت عيني أمامه ونظرت نحو النافذة بلا مبالاة، انطلقت الحافلة علي الطريق بسرعة هادئة، أمامنا ثلاث ساعات فقط لنصل، بينما كان هييسونغ مشغول مع رفاقه و مينجو نائمة، قمت بوضع سماعاتي وشغلت أغاني كي أقوم بتسلية نفسي طوال الطريق.

وصلتني رسالة من الأستاذ جيون.

- ما الخطب معك صغيرتي؟ لماذا أنت غاضبة مني؟

قرأت الرسالة من الخارج ولم أدخل إلي المحادثة، شخصيتي الدرامية هي من تسيطر علي الآن.

- لم يفكر حتى بمشاعري عندما سمح لها بلمس ذراعه!

تنهدت بغيظ ثم واجهت النافذة مجددا، شردت في مظهر الأشجار مع السماء الصافية فوقنا، بالصدفة جائت عيني على المقاعد الأمامية و وجدت الأستاذ كيم ينظر إلي مينجو النائمة بجانبي، من نظراته علمت أنه واقع لها بشدة، ابتسمت بخفوت وعدت لأنظر إلي النافذة مجددا.

بعد مرور ثلاث ساعات وصلنا إلي المركز الإستكشافي، كان واسع ويتضمن عدة أنشطة وفعاليات ممتعة، أيقظت مينجو من نومها ثم أخذنا حقيبتنا ونزلنا من الحافلة، تأملت مينجو المكان بانبهار.

- واو هذا المكان مدهش حقا!

سرعان ما أغمضت عينيها و استنشقت الهواء بعمق.

- الهواء منعش جدا، أرغب في العيش هنا للأبد.

قاطعها الأستاذ كيم بنبرة صارمة.

- هذا المكان ليس مناسب للعيش آنسة كيم.

رمقته صديقتي باستياء ولكنها تجاهلته، دخلنا مع الجميع إلي الداخل، كان يوجد العديد من الطلاب مثلنا أيضا ولكن من مدرسة مختلفة، وقفنا أمام الأستاذة لنأخذ منهم التعليمات، تحدث الأستاذ كيم برزانة.

- سنقسمكم إلي ثلاثة مجموعات، مجموعة ستكون معي ومجموعة مع الأستاذ جيون وأخرى مع الأستاذة يونا، لهذا التزموا الصمت لننتهي من هذا سريعا.

أومأ الجميع بتفهم وقبل أن يقول الأستاذ كيم شئ، تحدث الأستاذ جيون وعينيه علي بتركيز.

- ڤلورين ستكون من ضمن مجموعتي.

احمرت وجنتاي بخجل ولم أجرؤ علي النظر في عينيه، نظرت نحو الأستاذة يونا التي أقترنت حاجبها بأنزعاج.

-يبدو وأن ڤلورين الطالبة المميزة لديك أستاذ جيون.

رمقني الأستاذ جيون بجرأة وهو ينظر لجسدي بوضوح سرعان ما أجاب بنبرة خفيضة مختبئ بين طياتها المكر.

- هي كذلك.

دغدغت الفراشات معدتي و ابتسمت لها بانتصار، لا أعلم لماذا أشعر بالسعادة لأنه اختارني أمامها.

ابتسمت يونا الحرباء تحاول أن إخفاء انزعاجها.

- أرى.

قسمنا الأستاذ كيم إلي ثلاثة مجموعات كما قال، كنت في مجموعة الأستاذ جيون مع سوبين و يوجين وللأسف مع ذلك الحقير جاكسون، لقد تحجج بأنه يريد التواجد في هذه المجموعة بسبب صديقه لكنني لا أصدقه، أختار الأستاذ كيم مينجو من ضمن مجموعته والباقي ذهب مع الأستاذة يونا الأفعى.

أخذنا جولة حول المكان، سرت بجانب الأستاذ جيون والإبتسامة تشق وجهي، لاحظ هو ذلك وسألني بإهتمام.

- تبدين سعيدة صغيرتي.

ألتفتُ له والبهجة بادية على ملامحي.

- كثيرا أستاذ جيون.

همهم وهو يناظرني بنظرات حادة.

- لديك مزاج متقلب أوليس؟

حمحمت بإحراج عندما فهمت قصده، أعترف أنني كنت غاضبة منه وتصرفت بطفولية ولكن ما حدث قبل قليل جعلني أنسى كل شىء.

ابتسمت له بتكلف.

-ربما.

أشاح بصره عني وأكمل سير دون قول شىء، نظرت حولي و استكشفت المكان بعيني، أخذنا الأستاذ جيون للجلوس فوق العشب بجانب شجرة صفصاف كبيرة.

- لنستريح هنا ثم نكمل جولتنا حول المكان.

وافق الجميع علي اقتراح الأستاذ جيون وجلسوا علي الأرضية فوق العشب الأخضر بعد ما وضعوا ملاءة بيضاء أسفلهم، أقترب الأستاذ جيون مني وهمس في أذني.

- اتبعيني دون أن يراك أحد.

ابتعد عني مجددا وتوغل بداخل المكان عند طريق ملئ بالاشجار، ألقيت نظرة علي الجميع فكانوا في حالهم، ذهبت خلف الأستاذ جيون سريعا دون أن يلاحظني أحد، كان ينتظرني تحت ظل شجرة بجانب نهر الهان، سرعان ما ناديت اسمه بلهفة.

- أستاذ جيون.

ألتفت لي وهو يبتسم بعذوبة.

- صغيرتي.

ركضت نحوه بسرعة وارتميت في حضنه، ضمني بذراعيه باشتياق.

- سحقا لقد ظننت أنني لن أستطيع احتضانك هكذا حتى ينتهي اليوم.

غمغم فوق فروة شعري بخشونة، أشعر بأنفاسه الحارة تلامس بشرتي، عقدت ذراعي حول خصره بقوة.

- اشتقت لك كثيرا أستاذ جيون هل اشتقت لي أيضا؟

همهم لي بهدوء، بقينا علي هذا الوضع لمدة حتى كسرت الصمت.

- ولكن لماذا آمرتني بإتباعك إلي هنا؟

أخرجني من حضنه دون أن يترك خصري ثم أنحني بجذعه ليصل إلى وجهي، سحب شفتي السفلية بين قواطعه وناظرني بنظرات خبيثة.

- أخبرتك بأنني لن أرحمك عندما انفرد بك مجددا أوليس؟

__________

البارت الثامن عشر انتهي ✓

بنوتاتي اللي وحشوني أوي بجد، مش عارفه أنا إزاي سحبت السحبة السودة دي من غير ما أحدثلكم، بعتذر جدا جدا علي التأخير الجامد دا.

اخباركم ايه يحبايبي؟

علي فكرة البارت ناقص احداث كتيرة أوي، كنت ناوية اخليه اكتر من كدا وأحط مومنتات تاي ومينجو زي م قولتلكم ولكن أنتوا اللي كنتوا مستعجلين عليه أوي في الأنستا وفي التعليقات.

المهم حصل خير هبقي احط باقي الحاجات إللي وعدتكم بيها في البارت الجاي 💓.

محطتش ماضي الأستاذ جيون في البارت دا عشان احمسكم أكتر ، هيهيهيهيهيي 🏃.

شاركوني أرائكم بخصوص الفصل؟!

ڤلورين؟!

الأستاذ جيون؟!

مامتها؟!

مينجو؟!

تايهيونغ؟!

هييسونغ؟!

ييري؟!

الأستاذة يونا؟!

يا ترى أي توقعاتكم للرحلة؟!

تهديد ييري لڤلورين حقيقي ولا بتخوفها؟!

تفتكروا الأستاذ جيون وڤلورين هيعملوا أي وهما لوحدهم كدا؟🙈

تاي ومينجو هيتصلحوا ازاي؟

رأيكم يهمني 🌠.

..

لبس ڤلورين.

لبس مينجو.

..

بس كدا يمزز بحبكم 💋.
See u soon my sweeties ♡.

Continue Reading

You'll Also Like

3.7M 56.4K 66
تتشابك أقدارنا ... سواء قبلنا بها أم رفضناها .. فهي حق وعلينا التسليم ‏هل أسلمك حصوني وقلاعي وأنت من فرضت عليا الخضوع والإذلال فلتكن حر...
8.4K 572 17
مَاذا سيحدُث إلىٰ فتَاة يَتِيمةُ العَائِلة عِندما تَأتِيها مُنحةٌ دِراسيةٌ إلىٰ أمرِيكَا وجمِيع التكَالِيف مَدفُوعةٌ مِن قِبل شَخص مجهُول. هَل سيحدُ...
766 52 5
" S E X U A L C O N T E N ET " كان من الغريب ان اجذب انتباه رجل في الاربعينات , خاصة و له عائلة , السيد المارشال قائد القوات العسكرية , ربما هي لمسا...
42.5K 2.3K 29
- أنا و أنت مثل الحادي و الثلاثين من ديسمبر و الأول من يناير ، قريبين جدا و لكن بيننا عام >> 🤎 ماذا لو ألقى بكي القدر في قلب رجل بارد المشاعر لا يعر...