عشق الرعد

عشق الرعد الجزء الرابع

الفصل العاشر

بعد مرور ستة أشهر كاملين
الأيام تمر دون العبء ما إن كان الجميع سعيد أم لا، هي فقط تمر ولم نعد نشعر بها كالسابق، فقد بات اليوم يمر وكأنه دقائق فقط، والدقائق كأنها ثوانٍ

اقتحمت شغف غرفة الجلوس وهي تمسك رأسها؛ بسبب زوجة أخاها فهد التي تكاد تجعلها تُجن من أفعالها، رفعت عشق عيناها واردفت بقلق : في ايه؟

ردت شغف بجنون : مرات ابنك هتجنني، متخيلة إنها نايمة على جنبها بتتكلم مع معاذ الطفل وبتحكي ليه عملت ايه في الامتحان

رفع رعد الكبير عيناه من ذاك الكتاب الذي يقرأه يستمع بانتباه لها، سرعان ما لمعت إبتسامة خفيفة على فمه من تلك المجنونة التي بقت في منزله، وكانت سبب كل البهجة

اردفت عشق : ما تحكي يا بنتي فيها ايه!

جلست شغف قائلة : المشكلة مش في كده، المشكلة إن معاذ نايم على ضهره بيبص ليها وساكت وبيسمع، مش بس كده دا لما بتزعق وتتريق على الدكاترة بيقعد يضحك كأنه فاهم، هتجنني، دي برمجت الولد خلاص

ضحك رعد الكبير بخفة كذلك عشق التي قالت : لا عادي، علاقة محدش فاهمها لحد دلوقتي

صمتت قليلاً واردفت بصراخ : دي بتوريه صور العيلة كلها وبتشرح ليه مين دا ومين دي وبيبقى ساكت وبيسمع، الطفل بيسمع ليها يا ماما!

أتت آيسل في هذه اللحظة وهي تحمل الطفل الذي ما إن رأى جده وجدته بدأ يصفق بمرح طفولي، جلست آيسل تُقبله بعمق قائلة : يا نهار أبيض على اللي هيجنني دا بحلاوته! بحبك

صاح الطفل وهو يحرك يديه بعشوائية فأشارت شغف لهم بمعنى "هل تأكدتم؟ "، بدأ يحاول إزاحة النقاب فاردفت : عيب يا معاذ افرض حد جيه الوقتي

صاح بحماس طفولي وهو يتركه فصرخت شغف : يا ماما شايفة بعد أيده إزاي، البت دي مش سهلة، دي شكلها عاملة عمل للطفل يا ماما

انفجرت آيسل ضاحكة كذلك معاذ يفعل مثلها، وفي هذه اللحظة دخل أسد الذي حمل معاذ يلقيه في الهواء بعشوائية، صرخت آيسل : أسد حاسب

وضعت يدها على قلبها وانزلت عيناها بخوف تبكي، عادت ترفعهم وجدت الطفل يضحك، واردف أسد : متبقيش كده، الولد مبسوط بأفعالي صح يا معذة؟

ردت عشق الكبيرة بحزن : سليم فايته كتير

جلس أسد يحمل معاذ واردف : الامتحان كان عامل ايه يا آيسل؟

أشارت على نفسها بخبث : امتحاني أنا؟ يعني كان غلس شوية بس الحمد لله

رد أسد باستنكار : آيسل!

ضحكت بخفة وهي تنظر باتجاه عشق قائلة : مش فاهمة يا ماما، حضرتك فاهمة حاجة؟

ردت شغف بضحك : امتحان تسنيم يا آيسل، مش محتاجة يعني!

نظرت آيسل له بحماس قائلة : اسكت يا أسد تسنيم ملمومة على حتة شلة بس ايه! بنات على شباب وتقريبًا الشباب من سنك كده

ضيق عيناه باستنكار وانتبه لها الجميع فاردفت متذكرة ما حدث : احنا كنا واقفين في يوم ...

ذات يوم وقفت تسنيم مع آيسل، وجاسمين بعدما انتهت من الامتحان الذي لم يروق لها كثيرًا، تحدث تامر بضيق : آنسة تسنيم ممكن نتكلم سوا شوية؟

ردت تسنيم بحدة : مدام يا دكتور تامر واظن مفيش كلام بينا

رد تامر بتهديد : يعني لو شيلتي المادة هتزعلي؟

شهقت تسنيم بصدمة وفي هذه اللحظة أشارت فتاة على أذنها قائلة : قولت ايه؟ سمعني تاني كده هتعمل ايه؟

تحدث تامر بحدة : هشيلها المادة ومتدخليش في اللي ملكيش فيه احسن ما اخد الكارنية بتاعك واروقك أنتِ كمان

ردت الفتاة بنبرة قوية معاكسة لمظهرها، ونظرة لازمة معاكسة لعيناها البريئة، وقالت : دا أنا اللي هروق عليك وهشيل ليك اللوز

وطرق رأسها برأس تامر ثم لكمته لكمه اوقعته في الأرض، بدأت تطرق يديها ببعض قائلة : حظك إنك معصبتنيش

تحدثت عشق بزهول : بنت؟ وعملت ايه؟ دي مش بس تتفصل دي تتحبس فيها

كتمت آيسل ضحكتها قائلة : دا عميد الجامعة كلها قدم اعتذار نيابة عنها لدكتور تامر وقاله ميعملش حاجة عشان تطلع من الكلية على خير، لأنها سنة التخرج بتاعتها، ومش بعيد تكلم حد يرجعها وتطربقها عليهم كلهم

تعالت ضحكات شغف وعشق في زهول تام وأكملت آيسل بخبث : والبنت دي ليها تلت صحاب بنات، وتلاتة شباب ودايمًا سوا في الكافتيريا وتسنيم الحلوة راحة تسلم راجعة تشاور، واخد بالك أنت يا سلفي

ردت شغف بهمس : حريقة، بوتجاز سبعة شعلة محصلش

ردت عشق بتوتر : ما تيجوا نتفرج على لقاء رعد على التلفزيون، هاا يلا يا آيسل!

ألقى معاذ لها ثم اتجه داخل جناحه والآن نعود لقبل ستة أشهر حيث خرج الطبيب رعد الشافعي الذي قال حينها بمرح : عيب عليكم، دا انا الدكتور رعد الشافعي على سن ورمح

ابتسم الجميع وضمه أسد فاردف : ابعد انا لسه بهدوم التعقيم

ضحك بخفة وأخواته يتجهوا لحضنه، القوة الخُماسية، جيش الرعد، اليد الواحدة التي لا تنفصل أبدًا

بدأ وضع تسنيم حينها يتحسن تدريجي، أسد بجانبها طوال الوقت لا يخرج من غرفتها أبدًا، يلوم نفسه على كل شيء، اتجه إلى صلاة الفجر مع والده الذي وضع حياته بجانب حياة ابنه

أنتهى هو ورعد الذي جلس يسبح ربه واردف أسد : يا الله يا لطيف بعبادك، احمدك واشكرك على كل حاجة، كل لحظة بتعدي عليا بلاقي كرمك مغرقني فيها يا رب، رزقتني بنعم الأب، والأم، والأخوات، والزوجة، رزقتني الطفل اللي مكنتش احلم بيه، استودعتك زوجتي وكنت الأخير يا الله وما بعدك اختيار، يا رب احفظها واهديني ليها، وقدرها تسامحني

أنتهى وانحنى يُقبل يد والده الذي ربط على رأسه وهو يكمل تسبيح، انتهى رعد وتحدث أسد : أنا عارف إني قارفك معايا ومش عارف ترتاح في البيت

رد رعد بإبتسامة بسيطة : أنا راحتي في راحتكم يا أسد، قوم يلا خلينا نطلع

صعد معه واتجه أسد لغرفتها، ما بات دقائق إلا وعاد الله يغدقه بكرمه فقد استيقظت تسنيم ببطء بعدما حركت أنامله بين يديه، رفع أسد عيناه واردف بصدمة : تسنيم!

همست بتعب : أسد .. أسد

وقف وانحنى عليها يضع يده على ذقنها، لم يتمكن من السيطرة على نفسه وهو يُقبل وجهها قائلاً : فوقتي يا حبيبتي خلاص، سمعيني صوتك يا تسنيم

بكت دون صوت وهي تتحسس لحيته النامية، قَبلت ذقنه وهمست : فكرت مش هشوفك تاني، انا خوفت مرجعش تاني يا أسد

همس لها بخفوت : هششش اوعي تقوليها تاني

حسنًا لا مجال للكرامة في هذه اللحظة فهي تشتاق له، رفع وجهه عنها يتأملها وهنا فرت منها دموع مؤلمة ليست سعيدة وادارت وجهها عنه، دق على الجرس حتى تأتي طبيبة وبالفعل قامت بفحصها وما إن انتهت طمئنته وخرجت

مسك يدها بين يديه سرعان ما سحبتها فاردف : مش عايزة تشوفيني؟ طب لو وجودي مزعلك قولي امشي، تسنيم أنا عارف إني غلطت

ردت بكلمات بسيطة متقطعة : متفتحش في الموضوع وأخرج لو سمحت، أنا مش عايزة اشوفك ولا اكلمك ولا يقربني بيك حاجة تاني

ظل مكانه لكنه صمت ولم يتحدث، الجميع يأتي ويرحل وهي تنظر لهم وتتحدث معهم إلا هو، قاسية وبشدة لكنه يرى أنه يستحق القسوة

وقف يتابعها وهي تتحدث مع آيسل وعشق الكبيرة كذلك شغف، وقف بسام بجانبه قائلاً : أنا ظلمتك اوي يا أسد، النهاردة لما بنتي خلاص عاقبتك العقاب اللي كنت عايزه حسيت إني ظلمتك

رد أسد بهدوء : أنا استاهل واقولك تسنيم بنتك تستاهل كل الحب، تستاهل الواحد يزعل عليها عمر كامل، تستاهل كل حاجة حلوة

لمعت إبتسامة بسام واردف : أنا كان جوايا نقص بطلعه عليك يا ابني مع الأسف، متزعلش نفسك، تسنيم بنتي بتعشقك وفي لحظة قلبها هيحن عليك، في وسط ما كلنا كنا بنقول لا هي كان نفسها بس تحس بوجودها ودا هيرضيها من حبها فيك

تأملها أسد وهو في قمة الرضا عن فعلتها، تحدثت تسنيم بخجل : عايزة ادخل الحمام ممكن يا آيسل تساعديني

آيسل بتأكيد : طبعًا يا بنتي

بدأت تساعدها على الدخول ثم اخرجتها تسنيم ودقائق ونادت لها، خرجت تسنيم وهي تبكي من التعب، قبض أسد على أنامله بحزن واردفت آيسل : معلش يا تسنيم كله في ميزان حسناتك يا حبيبتي واهي فترة وهتعدي

رفعت وجهها قائلة : الحمد لله

كادت تخبرها شيء لكنها شعرت بالخجل، انزلت عيناها وباتت دموعها تنهمر سرعان ما مسحتها فاردفت آيسل : مالك تاني؟ عايزة حاجة طيب؟

نفت برأسها ورغم محاولة آيسل إلا إنها لم تتحدث، دخل أسد حينها وخرجت آيسل سرعان ما رفع وجهها قائلاً : تسنيم

دفعت يده عنها فاردف : تسنيم أنا جوزك واللي مش عارفة تقوليه ليهم أنا جاهز اسمعه، حطي المشاكل على جنب الوقتي وقوليلي عايزه ايه؟

ردت بكلمة واحدة : مفيش

أعاد وجهها له قائلاً : يعني أنا لو خرجت وبعتت ليكي والدتك أو ماما أو حد هتقولي؟

نفت دون صوت فأكمل : يبقى اتكلمي يا حبيبتي يلا

همست بخجل : عايزة اخد دش ومش عايزة حد فيهم يساعدني، مستحرمة ومحروجة

ابتسم بخفة وقد بث الراحة لها وهو يقول : أنا هساعدك يا حبيبتي مفهاش حاجة دي

وهنا أيقن أسد أن علاقته مع تسنيم لن تنتهي، فهي ستر له وهو ستر لها، رغم المشاكل الكثيرة إلا إنها أخذته الستر لها، أغلق الساتر والباب جيدًا واتجه يساعدها

خرج بها ثم جلس خلفها يجمع شعرها بعيدًا عن الجرح، انحنى يُقبل عنقها واردف : أنا واقف بره على طول، لو احتاجتيني بصي بس على الإزاز هجيلك

أكدت برأسها دون حديث ثم خرج يتركها، بدأت تتحسن وهو بجانبها لا يغادر لكنها لا تراه كثيرًا إلا حين تحتاجه يكون أسفل قدميها كما يُقال، ويوم خروج تسنيم أردف بسام : عايزة تروحي فين؟

ردت تسنيم بهدوء : هاجي معاك يا بابا وعايزاك تتكلم في طلاقي من أسد، خلاص الحياة دي اتحذفت من حياتي

نظر بسام باتجاه أسد الذي هز رأسه حتى يوافقها، بالفعل خرجت تسنيم وما إن يحدث شيء ولا تقوله يرن على أسد حتى يأتي لها؛ فهو الوحيد الذي تخبره بما داخلها دون خجل

تحسنت تسنيم كليًا وذات يوم تحدثت جميلة : أسد بره عايز يشوفك

تسنيم بهدوء : خليه يدخل

دخل أسد وحينها لم تقوي على رفع عيناها به؛ حتى لا يفضحها الاشتياق واردفت : خير يا أسد؟

رد أسد بهدوء : خير يا حبيبتي أنا جاي اطمن عليكي واعتذر يا تسنيم، وعايز اقولك انا طلقت نور رسمي كمان لسه مُصر إنك لازم تاخدي حقك

عادت تقول بهدوء : مش عشانك ولا عشانها بس سليم يستاهل، والوقتي مش حاسس إنك لازم تطلق كمان حد تاني؟

تجاهل الرد واردف : مش حاسه إنك لازم ترجعي بيتك؟ مش حاسه إني حضني يستاهلك الوقتي

رفعت عيناها قائلة : أنا معتش راجعة يا أسد واللي بينا اعتبره راح لحال سبيله سامع؟ كل حاجة انتهت

لم تنتهي يا تسنيم! مسك فكها ينظر داخل عيناها قائلاً : لو كان انتهى يا حبيبتي مكنتش شوفتك كده قدامي

لمعت دموعها ولم تقوي على الرد، دفعت يدها عنه واردفت : جايز ليا نصيب كويس في حتة تانية

جذب ذراعها قائلاً بانفعال : أنتِ اتجننتي؟ ايه الكلام ده!

دفعت يده قائلة : اللي سمعته يا أسد ويا ريت قبل ما تنفعل عليا افتكر اللي قولته، أنت قولت اللي مش عاجبه حياتك يمشي وأنا بمشي يا أسد بنفس راضية عن إني مش عايزاك

اغمض عيناه بحزن شديد واردف : صعب عليكي تفهميني المرة دي يا تسنيم

أدارت وجهها عنه وباتت الأيام تمر دون جديد حتى أتى يوم لم يتوق الإنتظار على رؤيتها واتجه للكلية، وجد تامر يتحدث معها وهنا قد جُن جنونه لكنه لم يرد إغضابها لذلك خطفها..

دفعها داخل جناحه فاردفت : أنت اتجننت يا أسد؟

رد هو بغضب : أنا مجنون من ساعة ما حبيتك!

عادت تقول بانفعال : طيب سيبني أمشي بقى وارجع للعاقلة اللي بتعقلك معاها، أنا ما صدقت حياتي ترجع تاني تتعدل ومش عايزاك ترجع تبوظ عليا الدنيا

رد أسد وهو يجذبها له : حياتك ملهاش مكان عدل غير جنبي يا تسنيم، تعالي ننسى اللي فات، مش معقول تفضلي كل ده بعيد

دفعته تسنيم قائلة : لا معقول يا أسد، بعد كل اللي عملته معقول، أسد أنت غدرت بيا في عز ما كنت أنا محتاجة دعمك، أنت في لحظة قلبت عليا واللي يعمل كده ملوش أمان يا أسد

تحدث أسد بحزن : أنا مكنتش عارف مالي

اردفت ساخرة : وعرفت؟ عرفت بعد ما كان بيني وبين الموت تكة يا أسد! لا يا أسد اللي بينا بقى مستحيل والمرة دي انا مش هعديها وهطلق

رد أسد بقوة : أنا مش هطلقك يا تسنيم، أنتِ كل حاجة ليا افهمي

صرخت به بانفعال وهي تدفعه : وأنت كنت عمري، أنا شوفت الموت عشان خاطرك يا أسد، أنا كنت هنتحر بسببك، أنا عيشت على حسك أنت وبس، عايز تعرف حصل ليا ايه؟ انا هقولك كل حاجة..

بدأت تقص له كل شيء وهو جامد لا يعي لشيء، أنهت حديثها قائلة ببكاء : ارتاحت يا أسد الوقتي؟ عرفت أنا كنت فين تلت سنين كاملين! أنا لما جيت مفكرتش في أهلي، أنا جيت عليك أنت يا أسد

اتجه يجلس على طرف السرير وبات يفك ازرار قميصه وهو يتخيل الأسوأ من كل هذا، جلست أمامه على الأرض قائلة : ريحني بقى وطلقني، أنا تعبت منك فعشان خاطر ربنا طلقني ابوس ايدك

وقف أسد واردف : عمرها ما تطلع مني ليكي يا تسنيم

صرخت بانفعال : أنا مش عايزة اعيش معاك سامع؟ أنا مش حمل لحظة غدر ولا تقولي في يوم ابني أو ام ابني

لا تعلم لما لم تقل له كلمة " مراتي "، ربما لأنها لم ترد نسب نور له مرة آخرى، أكملت : أنا مش هتعافى بسهولة

رد أسد بعناد قوي : ارجعي بيت أهلك بس انا مش هطلقك

دفعته بكلتا يديها قائلة : انا عايزة اكمل حياتي، انا مش هقف عندك يا أسد وذي ما كملت هكمل انا كمان سامع؟ هي خلصت معايا كده

مسك يديها قائلاً : حالي وحالك اتوقف يا تسنيم، يا تكملي معايا يا بلاش وأنا كده

ردت بقوة : أنت خسيس وعملتها مرة تعملها ألف

قربها له واردف بتأكيد : لو حصلت واتجوزت واحدة تانية عليكي وقتها تبقي طالق يا تسنيم، حريتي قصاد حريتك والعكس، عيشي في بيت أهلك لحد ما تتعافي ووقتها ارجعي ليا بنفس راضية هتلاقيني قاعد مستنيكي

هدأت نارها واردفت : طيب

كادت تذهب لكنه سحبها قائلاً : دي ليلة وداعنا

وكانت هذه آخر ليلة لها في حضنه ومن حينها لم يراها ثم مرات معدودة، فاق ولم يجده بجانبه، حسنًا تعلم أن هذا أكثر ما يكرهه أسد وفعلته، وحتى الآن لم تتمكن تسنيم من مسامحة زوجها..

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★

وفي الوقت الحالي
جلست عشق بجانب رعد كذلك شغف وآيسل ومعاذ الذي بدأ يُصفق بطفولية حين رأى والده على الشاشة الكبيرة، أتى آدم كذلك رزان الشاحبة وأسد، بينما في منزل تسنيم تجلس تشاهده مع عائلتها

أرسلت رسالة لأحدهم قائلة :
" رعد طالع على الهوا "

وارسلت لها لينك سرعان ما فتحته، تحدثت المذيعة مع رعد : أنا فرحانة اوي إن حضرتك قبلت تيجي اللقاء ده، متتصورش احنا مبسوطين قد ايه باستضافة حضرتك

رد باختصار : تسلمي

تحدثت آيسل بمرح : اتنحنح يا اخويا مش كده، اومال معانا مش بيقفل بوقه ليه!

ضحك الجميع وعشق تمرر أناملها في الهاتف على وجهه، بدأ يتحدث كثيرًا عن مجاله ويحفز الشباب، تحدثت المذيعة : نيجي للجانب العائلي، شايف إن عيلتك ليها تأثير على وصولك هنا؟

أكد رعد : طبعًا دا هم ليهم كل التأثير والفضل بعد ربنا عز وجل

أظهرت صورة لعائلته كاملة، أخواته ووالديه فلمعت عيناه وابتسم، أوضحت صورة والده، تحدثت المذيعة : سمعت إن شخصية والدك صارمة اوي

اردف بإبتسامة بسيطة : نفسي حد يقول ليا حاجة اعملها تديه حقه، حاجة تعوض سنين عمره اللي ضيعها على راحتنا .. بابا صارم فيما يخص الحلال والحرام فقط غير كده هو شخص حنون، واعي، يعني مهما نغلط مفيش حاجة اسمها نطرد من البيت أو أي أسلوب عنيف، عمره ما شال أيده مننا، كان ومازال ونعم الأب

صمت قليلاً واردف بضحكة طفيفة : أنا ممكن اكتب موضوع تعبير عن بابا الوقتي

ضحكت بخفة قائلة : مين اللي قال تاخد الطب في امريكا؟ وهل من وجهة نظرك تفرق؟

نفى بخفة واردف : بابا طبعًا هو اللي أمر بكده، كمان لا مفرقتش كتير من وجهة نظري لأن أنا شايف الموضوع موضوع شغف وظروف

صمت وبدأت تظهر صور أخواته واردفت : مين اكتر حد بيشجعك وقريب منك

رد بهدوء : الصورة ناقصة يعقوب ابن خالي وصاحبي، العيلة دعم إنما التشجيع بيكون للصاحب، ويعقوب هو خير الصاحب والسند ليا

قليلاً ثم فجأة ظهرت صورة له مع عشق، أطلق تنهيدة بسيطة فاردفت : احنا مش حابين نضغطك، ممكن نلغي الفقرة

رد بهدوء : لا كملي

انتظرت عشق حديثه ويدها على قلبها تخشى جرحه، تحدثت : أنتم منفصلين صح؟

أكد بهدوء : منفصلين مش مُطلقين

هزت رأسها بخفة قائلة بإبتسامة : اتمنى ميبقاش في طلاق لأنكم لايقين على بعض جدًا، بس كان زواج بسبب صلة القرابة يعني صالونات ولا ...

قاطعها قائلاً : حب كبير اوي، من غير اسئلة كتيرة الشخصية دي أنا مشوفتش منها حاجة وحشة طول فترة جوازنا، حقيقي لما بسمع اسمها بحس قد ايه انا شخص ظالم، ومش معنى إني ناجح في حياتي العملية أبقى احسن حاجة في حياتي الشخصية، بالعكس! محدش حياته عشرة على عشرة ولا شرط عشان نعرف إن الدكتور رعد شكله كويس يبقى هو الكويس، لا محدش يعرف عشق قبل كده وأنا أحب اقولكم عشق عمرها ما كانت ظالمة ليا

سألته بهدوء : المشاكل بسبب شغلك؟

تنهد وأشار لها بمعنى لا يريد التعمق في الموضوع واردف بمرح طفيف : كفاية بقى نميمة، هي نقطة ووصلتها خلاص

أنهت معه الحوار وأغلقت عشق الهاتف تنهمر دموعها، احنت رأسها وهي تقول : أنا ايه اللي خلاني افتحه بس!

وقفت على البحر تنظر له سرعان ما بدأت بتصوير فيديو لها، تحدثت بمرح : أحيانًا بيجي على بالنا نموت نفسنا، خلاص كل حاجة علينا

ثبتت الكاميرا على يديها ومسكت مشرط صغير سرعان ما ضغطت عليه في وسط ذراعها، تراجعت وهي تبكي قائلة : بس في ناس لازم نعيش عشانهم، في ربنا الأحسن من اي حد، دا كله قلة إيمان مش اكتر، تفائلوا..

وهذا عملها منذ ستة أشهر، إنشاء فيديوهات في دول مختلفة وعرضها، حين يذهب رعد خلفها في مكان لا يجدها، كالقط والفار!

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★

وقفت رزان وهي تضع يدها على بطنها سرعان ما تذكرت اختفاء ابنها، كادت دموعها تفر لكنها مسكتها واختفت من أمامهم سريعًا سرعان ما شفق الجميع عليها، رزان منذ ثلاثة أشهر كانت قد أنجبت ابنها

خرجت الطبيبة واردفت لهم : البقاء لله وحده

وقف آدم ورد بفزع : رزان! رزان كويسة؟

أكدت قائلة : أيوه بس الطفل مات

نظر آدم لهم وهو يقول : لله الأمر من قبل ومن بعد، إنا لله وإنا إليه راجعون

جلس بحزن دفين ورغم هذا يشكر ربه أن زوجته بخير، لم يعترض لكنها حين علمت صرخت باعتراض : كدابين، أنا ابني عايش يا آدم، ابني كان بيعيط وأنا سمعته

مسك كتفيها قائلاً : رزان خلاص يا حبيبتي استعوضي ربنا

صرخت وهي تدفعه : هستعوضه لو مات بس ابني عايش، والله ابننا عايش يا آدم اسمع مني، ابني

كانت تصرخ بجنون ولم يهتم أحد بحديثها، دفعت آدم عنها قائلة بجنون : ابعد عني طالما مش مصدقني، متكلمنيش ابعد عني

لم تبكي عليه لحظة، فقط تصرخ بأنه مازال على قيد الحياة، في غرفة العمليات خرج ورأته وهو في أفضل حال، كان حي يرزق أمامها وفجأة نامت، كيف مات؟ لم يكن به شيء

ثلاثة أشهر ولم تتمكن من جعل شخص واحد يصدقها، ولم يأتي فهد حتى يصدقها هو، ازدادت مشاكلها مع آدم الذي لم يأخذ فرصته في الحزن على ابنه

تحدث بحدة : طب اقعدي معانا شوية، احنا مش وباء

ردت بكلمات بسيطة : مش قادرة

جذب ذراعها قائلاً : وأمته هتقدري يا رزان؟ ردي عليا

لم تجب واكتفت بدفعه عنها ثم اتجهت لغرفة ريان ابنه الذي بات يرفه عنها الكثير..

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★

اتجهت شغف حيث حضن والدها تتحدث معه عن بضع أشياء تزعجها ولم تنسى ما حدث لها عقب ظهور مجموع الثانوية العامة الخاص بها، لقد سجلت سيلين المجموع الأكبر يليها شادن ثم في النهاية شغف التي تفرقهم بنسبة واحدة في المية

فرت دموعها حين قالت شادن : عمرك ما هتلحقي طب هنا خالص يا شغف، يا حرام

كانت تجلس مع شغف وعائلتها كلها؛ فقد أرادت شادن ظهور النتيجة وسط الجميع، تحدثت سيلين : بس التنسيق لسه منزلش

نظرت شغف باتجاه والدها الذي فتح ذراعيه قائلاً : تعالي

اتجهت لحضنه تبكي بانهيار ولم تعد تقوي على الوقوف، صعدت سريعًا لغرفتها تحبس نفسها وخلفها الفتيات، طرقت سيلين قائلة : شغف، شغف افتحي ليا الباب، شغف أنا عارفة انك مظلومة

ردت شادن بضيق : وعادي يا ستي الوقتي باباكي يخليكي معانا بالواسطة

صرخت سيلين بها : بس يا شادن، شغف كلميني عشان خاطري

أتت عشق قائلة : سيبوها يا بنات لوحدها الوقتي

بالفعل ذهبت الفتيات وظلت عشق تحاول معها، ثلاثة أيام وهي حبيسة الغرفة تأكل بصعوبة ولا تقبل رؤية حد غير والدتها

ذات يوم، جلست شغف شاردة الذهن تفكر في مجموعها ولم تجف دموعها بعد، طرقات بسيطة على الباب ثم دخلت عشق بحماس طفولي لا يليق بسنها لكنه محبب للجميع، صفقت بحماس قائلة : رعد اداني فيزا ليه وقالي نروح نشتري سوا كل اللي عايزينه عشان الكلية بتاعتك

اعتدلت جالسة واردفت : هو عاد في كليات يا ماما

جلست عشق بجانبها واردفت : تعالي يا شغف في حضني هنا خلينا نتكلم

اتجهت شغف لحضنها سرعان ما تحدثت عشق : تعرفي يا شغف احنا فخورين بيكي قد ايه! قد الدنيا دي كلها، احنا فخورين لدرجة إننا بقينا نبني وبنفكر تروحي فين وتيجي منين، ايه يريحك وايه ميبعدش شغف عن عشق

نظرت شغف لها سرعان ما قَبلت عشق جبينها واردفت : فرق بينك وبين شادن قد ايه؟

شغف ببكاء : انا كنت بغششها يا ماما والله العظيم، هي وسيلين كمان اخدوا مني كتير اوي، والوقتي لو قولت لبابا يساعدني هيقولولي أنا وصلت لهنا بالواسطة، انا كان حلمي الطب يا ماما وضاع حلمي خلاص

فرت دموع عشق سرعان ما ضمتها لحضنها بقوة، انفجرت باكية هي الآخرى مثل شغف ثم رنت على رعد الذي أتى واردف بغيظ : براڤو عليكي يا عشق، بجد براڤو

أشار لشغف التي اتجهت لحضنه واردف : أميرتي زعلانة ليه؟ تعالي هنا لحضني

جلس نصف جالس ثم اخذها في حضنه يلعب في شعرها وتحدث : اقولك على حاجة يا شغف بإذن الله هتدخلي طب وهيكون بمجموعك، بس عايز اشرح ليكي حاجة، أنتِ تعبتي وتعبك كان لوحدك، رعد اخوكي أنا كنت معاه لحظة بلحظة لحد ما طلع الأول بس أنتِ كنتِ أقوى منه، وصلتي لهنا لوحدك، بنتي الشجاعة

ابتسمت شغف فأكمل : تالتة ثانوي الوقتي مش ذي أيام رعد اخوكي، الدنيا غير الدنيا والعالم غير العالم، الوقتي اللي بيتعب في السنة دي كتير بس مش كلهم بيدخلوا اللي عايزينه، مش كلهم بيلاقوا الضهر الكافي ليهم بس انا ليكي يا شغف، أنا سندك في الدنيا

رفعت وجهها قائلة : طب لو دخلتني اللي أقل مني ذنبهم ايه؟

رد رعد بهدوء : لو دخلتي هتأذي حد؟ لا، هتفيدي حد؟ جايز، يا بنتي لو حد غريب وأقل منك ودخل ويستاهل احنا مش هنزعل بالعكس احنا المفروض نفرح إن حد انجبر بخاطره غير لو كنا أنانين بقى ومش بنحب الخير لغيرنا ودي تفرق إنما لو شغف تستاهل بس مجابتش ودخلت فالمفروض محدش يكره ليها الخير فهمتي؟ أنا ممكن ادخلك اي كلية نفسك فيها، خاص حكومي، في مصر أو بره مش هتفرق بس الفرق الحقيقي اعرف أنتِ عايزة ايه؟

ردت شغف بعد تفكير : مش عايزة ابعد عنكم

ربطت عشق على شعرها قائلة : بين ربنا وابوكي حاجة، وصدقيني هتدخلي ذي ما قال

طرقات على الباب ثم دخل اخواتها، تحدث رعد بإبتسامة : أنا مانع عنك الزيارات عارفة ليه؟

هزت رأسها فأكمل : عشان شادن البومة صاحبتك هتقول الواسطططططة

تعالت ضحكات الجميع واردفت : دي طيبة اوي والله

رد ريان بمرح : استغفر الله العظيم دا أنتِ اللي كلاون

طرقات على الباب ودخلت شادن مع سيلين التي صعدت على السرير تضمها بقوة، مسحت دموعها قائلة : على فكرة يا عمو شغف كانت بتغششنا والله

لطمت شغف على خدها وهي تقول : ربنا يهدك يا شيخة

بدأ أخواتها بالسعال واردف رعد الصغير : الحمد لله كانت بتشجعنا تقصد كده صح؟

تحدثت شادن : هتعملي ايه؟

ردت سيلين قائلة : بصي يا شغف تعالي ندخل اي كلية تانية سوا وأنا معاكي، أسنان حلوة والله وأنا كان نفسي فيها

ردت شادن بحدة : لا انا مش هضيع مجهودي وبعدين خلاص متنفعش تبقى معانا، ولا أنت يا عمو هتتصرف؟

تجاهل رعد الرد وهو يقف ثم قال : يلا يا شباب ويا شغف خدي مامتك بليل وروحي هاتي حاجات الكلية تمام؟

انحنى عليها فارتفعت تُقبل وجنته وهمست : بحبك

اتجه رعد الصغير لها بعدما تأكد من خروج الجميع واردف قائلاً : مش البومة دي بنت خالك؟ وأبوها دكتور وأخوها دكتور وامها دكتورة، وحياة دموعك دي لتكوني أحسن دكتورة في مجالك في مصر كلها وما هيقدر حد يبقى قدك

ابتسمت شغف وبالفعل حين نزل التنسيق أتت لها الكلية التي تريدها واغدقها الله بكرمه لكنها علمت أن شادن تحمل منها الكثير..

والآن تعمل في المستشفى مع أخاها بجانب الكلية، لم تعد تتفرغ كالسابق وهذا أفضل لها، اقتربت من رعد أكثر كذلك عشق وباتت عائلتها في المقدمة

وهذا ما حدث مع أولاد الشافعي في الستة أشهر، أما نور فقد بدأت حياتها في منزل أهلها بجانب ابنها، لقد تركت أمره لمربية يتولى أسد المصاريف كلها، وقد اتجهت لعمل حُر بجانب الكلية

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★

ذات يوم
وقفت آيسل تدور حول نفسها أمام معاذ الذي يحاول تناول التفاحة، ألقاها بملل وهو ينظر باتجاهها ثم ابتسم وهو يصفق بعفوية، حملته تُقبل وجنته واردفت : فهد وحشني اوي يا معاذ، زعلانة اوي، قالي هيجي آخر امتحان والنهاردة اهو الأخير ومجاش

خرجت معه واردفت : ماما شكلي حلو؟

تأملت عشق إدنائها الرمادي الممزوج ببينك جميل، كذلك نقابها البينك واردفت : ذي القمر كالعادة

تناول أسد قطعة جُبن واردف : هوصلك مع شغف تمام؟ اة كمان احتمال استناكم

صاحت بحماس : يبقى اجهز معاذ يجي معانا ويقعد معاك

أكد بخفة واسرعت تجهز الطفل دقائق وعادت به يرتدي بنطلون أبيض ذو تمزيق من المنتصف وشميز اسود كذلك جاكت اسود، صاح أسد : مش معقول!

ضحكت عشق الكبيرة وهي تحمله قائلة : بسم الله ما شاء الله يا نور عيني، سكر

حمله أسد يُقبله بعشوائية ثم ذهب معها هي وشغف، الهدف الجميع يعلمه، انتهى الامتحان وهو ينتظر مع معاذ في السيارة يتحدث معه، معاذ فاز وسليم تحت يدي المربية لا يشعر بحنية الأب ولا الأم

عيناه على بوابة صيدلة، خرجت تسنيم أمامه سرعان ما نزل وجدها تتجه للمقهى، نزل يحمل معاذ وذهب به للمقهى

أتت نفس الفتاة من خلف تسنيم قائلة : الحلو بيعمل ايه؟

ردت تسنيم بإبتسامة : بجيب مايه، الامتحان كان وحش اوي يا سماوات

هتفت الفتاة دون حدود : اروح اضرب الدكتور؟ بصي معايا شابين واحد شغال في الأمن والتاني أسخن من الأمن اجيبهم ونروح ندشملة

تحدثت تسنيم ضاحكة : لا متشكرة يا ست سماوات، خيرك سابق

جذبتها سماوات حيث الطاولة التي يجلس عليها اصدقائها، تحدثت أحد الفتيات : عملتي ايه؟

انزلت تسنيم عيناها بخجل واردفت : الحمد لله عدى

ربطت الفتاة على كتفها قائلة : كله رايح متقلقيش، وبعدين أحمد ذي الحاج أحمد

رد الشاب بتأكيد : اتفق وبعدين كله نصيب ومكتوب قبل ما تدخلي الامتحان ده أصلا

أشارت فتاة بمرح : أنا عملت الصح ودخلت دبلوم صح؟

حاوط آخر كتفها واردف : وأنا لسه بقولك لو حابه ادخلك اي كلية أنا جاهزة

أشارت سماوات أنها سوف تتقيء من الرومانسية الزائد وهو ابتسمت تسنيم بخجل، استأذنت منهم ووقفت أحد الفتيات قائلة : تسنيم لو سمحتي ممكن اسألك في حاجة؟

أكدت برأسها وبدأت تتحدث معها بينما التفتت الفتاة وابتسمت لأحد الشباب ثم عادت تنظر لها، اردفت تسنيم : حب دا ولا ايه؟

ردت الفتاة بمرح : متجوز على فكرة

ضيقت عيناها فأكملت الفتاة : بصي الحب موجود بس المهم إننا لسه صحاب، كملي ..

عاد أسد أمام سيارته ولم يعد يطيق رؤيتها مع هؤلاء، أتت شغف له في البداية وحاوط كتفها يُقبل جبينها، تنهد قائلاً : عملتي ايه؟

شغف بتنهيد : الحمد لله كويسة، أنت زعلان عشان شوفت تسنيم معاهم؟

رد بهدوء : بصي أنا مش زعلان انا غيران بس متقوليش لحد، كمان الجماعات اللي ذي دي حرام متعمليش كده يا شغف

أكدت برأسها واردفت : تعرف يا أسد انا كنت بميل لغيث اوي والصراحة اتضايقت لما بابا زعق عشان متكلمش معاه، بس بعدين لقيت إن كده احسن رغم إن والله كلامنا عبارة عن عاملة ايه الحمد لله

صاح معاذ وهو يعضه بأسنانه الصغيرة، ابتسم أسد قائلاً : يا رب ابعت سليم ابني

أتت جاسمين مع جوان له وخلفهم آيسل التي قالت : أربعة بعون الله، الامتحان كان جميل ذيي بالظبط، استنى هجيب ليك تسنيم بس هات القطقوط ده

حملت معاذ الذي يتحرك بعشوائية ومرح، انسحبت عشق فور رؤيتها ابنها واتجهت إلى المطار، لم يعلم أحد أنها تحضر كل الامتحانات، ذهبت آيسل دقيقتين وعادت مع آيسل تنظر باتجاه أسد

مد يده لها سرعان ما وضعت يدها بها، جذبها له يُقبل جبينها وضمها بخفة، شعرت بالتوتر وهي تبتعد عنه ثم قالت : متجمعين عن النبي

رد الجميع : عليه الصلاة والسلام

نزل يعقوب من سيارته يحاوط أخواته وبات يُقبل كل واحدة فيهم واردف : ابو الأسود

أشار أسد له والتفتت جوان له تضمه، نظرت باتجاه جاسمين قائلة : جوزي حبيبي الوقتي متبصيش

ضحكت جاسمين ساخرة ونزل ليث قائلاً : السلام عليكم، عملتوا ايه؟

قَبل باطن كف شغف وضم جاسمين له، سندت آيسل جبينها على جبين معاذ قائلة : بابا فهد فين الوقتي؟ كل واحدة معاها جوزها إلا مامتك وعمتك السنجل المنحوس

ضحكت شغف وهي تقول : معتش غير المنحوس

ضيقت آيسل عيناها وشعرت بدقات قلبها، اردفت بحماس طفولي : متقولوش بجد، هو ورايا؟

ضمها من ظهرها مع معاذ يُقبل جبينها وهمس : وحشتيني

حسنًا الفهد ما زال كما هو عليه لكنه تغير قليلاً، ما زال يلقي كلمات قاسية دون حساب، كذلك يفرض سيطرته عليها، أحبته كما هو كذلك حاول التغير ونجح في بعض الأشياء..

نظرت تسنيم لهم واردفت : أنا همشي

أشار أسد لفهد حتى يأخذ شغف ثم جذبها قائلاً : هوصلك اركبي

لم ترد الرفض وفتح نقاش معه، ركبت بجانبه وبدأ يقود ثم وقف في مكان واردف : مين دول اللي كنتِ قاعدة معاهم؟

تنهدت قائلة : مش صحابي أنا بس اعرف بنت فيهم، ومفيش حد بص ليا بصة مش كويسة

نظر لها قائلاً : هو دا حلال؟ بصي يا تسنيم أنا مش همشي وراكي بس بجد زادت منك

هزت رأسها بتفهم واردفت : سليم عامل ايه؟

رد بزفير : مشوفتوش من أربع أيام

أطلقت تنهيدة بسيطة وقالت : بلاش تحرمه منك عشان أنتم منفصلين، ولو عايز ارجع لنور يبقى احسن

نظر باتجاهها فأدارت وجهها قائلة : تمام متبصش ومترجعش، رجعني بيت بابا

بالفعل نزلت أمام منزلها ولم تتحدث معه، عاد للقصر يجر خيبات أمل بينما جلست آيسل مع العائلة وبدأ معاذ يتحرك في حضنها بعشوائية وبكى، تحدثت آيسل بقلق : في ايه؟ يا رعد شوفه

ضحكت عشق الكبيرة بخبث ثم جذبتها تهمس في أذنها : معاذ مش كده من يوم وليلة، بقالي اكتر من شهرين بس أنتِ بتدلعي عشان فهد موجود

نظرت له بعدم فهم فاردفت : جايز حامل خصوصًا إن الأطفال بتحس

بدأت تعد على يدها ثم وضعت يدها على فمها قائلة : تلت شهور يا عشق، مفكرتنيش ليه؟ ...

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★

في قصر المهدي
عادت نور بعد يوم طويل في العمل وجدت ابنها ينام بعمق، انحنت تُقبل جبينه وهمست بأسفها لأنها تأخرت اليوم ولم تجلس معه، جلست مع والدتها التي قالت : يا نور الولد ده أبوه لو عرف تقصيرك في حقه هياخده

نفت بتجاهل تام : أنا مش هوقف حياتي على ابن أسد

ردت جمان بحدة : دا ابنك يا نور، اختك لما سابت ابنها لآيسل، آيسل مأثرتش في حق معاذ كده، شوفي ابن اختك بقى إزاي وابنك لسه في السرير مش بيتحرك

زفرت نور بملل وهي تقول : ماما منا جايبه ليه مربية، متقرفنيش بقى

لا مُحال في ابنتها سرعان ما صعدت لأعلى، فجأة وجدت ياسين يقع في الأرض فصرخت بجنون : ياسين!

ربما ذات الطائرة التي ذهبت بها عشق عادت ولكن هذه المرة مع أخاها الكبير بيبرس، جلس بجانبها يمسك يدها وكلاهما متوتر يسبب والدهم الذي انتقل إلى المستشفى والآن تبدأ الحكاية...

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
كده الفصل العاشر خلص

بقلمي / سماء أحمد
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★

مواعيد التنزيل:-
كل ١٠٠٠ ڤوت + ٧٢ ساعة تحديدًا ١٠ مساءًا

رأيكم ف البارت

ايه اللي هيحصل مع ليلة وبيبرس؟

يا ترى ابن رزان عايش ولا ميت؟

تسنيم هتسامح أسد امته؟

عشق ورعد ايه اللي هيحصل؟

يعقوب اتجوز جوان امته؟

آيسل حامل ولا فاكس 😂؟

انتظروووني

نوروني ف قناة التيلجرام
https://t.me/hakawisamaa2