بزوغ الفجر ... Breaking dawn

By nrjs30maryam

2.7K 118 51

الجزء الأخير من سلسلة الشفق الشيقة ...نهاية رائعة وأحداث نارية تشترك فيها جميع الأطراف في سيناريو ذو حبكة قوي... More

مـقـدمـة
تـمهـيـد
مـخـطـوبـة
لـيلـة طـويـلـة
الـيـوم الـكـبـيـر
إيـمـاءة
جـزيـرة إيـزمـي
مـشاغـل
مـن غـيـر انـتـظـار
جـايـكـوب
مـقـدمـة
فـي انـتـظـار بـدء
مـؤكـد تـمـامـاً أنّـنـي لـم أره قـادمـاً
لـمـاذا لـم أذهـب فـوراً؟نـعـم لأنـنـي أحـمـق!
أمـران اثـنـان عـلى رأس قائمة الأشـياء التي لا أريـد أن أفعلها أبـداً
لا يفهم بعض الناس معنى عبارة:"غير مرغوب فيه"
شيء جيد أنني أستطيع مقاومة قرفي
يكون الوضع سيئاً عندما تشعر بالذنب تجاه مصاصي الدماء
تـيـك تـوك تـيك تـوك تـيك تـوك
إنـذار بـسبـب كـثـرة الـمـعـلـومـات
كيف أبدو لكم هل أبدو مثل ساحر أوز،اتريدون دماغاً أتريدون قلباً خذوا ما لدي
مـا مـن كـلـمـات تـعـبـر عـن هـذا
الـكـتـاب الـثـالـث . . بـيـلا
تـمـهـيـد
احـتـراق
جـديـدة
الـصـيد الأول
وعـد
ذكـريـات
مـفـاجـأة
خـدمـة
مـتـألـقـة
خـطـط الـسـفـر
المـستـقـبـل
مـخـالـفـة
سـحـر لا يـقـاوم
قـدرة فـريـدة
زوّار
تـزويـر
إعـلان مـواقـف
الـمـوعـد
خـطـط مـخـادعـة
قـوة
نـهـايـة سـيـدة
تعليق على نهاية السلسلة

شـهـوة الـدم

16 1 0
By nrjs30maryam

جاء الفولتوري بأبهة وجلال كبيرين ... بل بنوع من الجمال.
جاؤوا ضمن تشكيل متماسك رسمي، كانوا يتحركون معاً ... لكن حركتهم ما كانت تشبه استعراضا عسكرياً. كانوا يسيرون خارجين من الأشجار في توافق زمني تام .... كانوا مثل خط داكن متصل بدا مرتفعاً عدة سنتيمترات فوق الثلج الأبيض .... هكذا كان تقدمهم ... سلساً!

كان المحيط الخارجي لذلك التشكيل رمادي اللون ... وكان اللون الرمادي یزداد دكنة مع كل صف من تلك الأجساد حتى يصير أسود فاحماً عند المركز.
كانت وجوههم ملثمة ... محجوبة، وكان الصوت الخافت المنبعث عن حركة أقدامهم شديد الانتظام ... كأنه موسيقى ... إيقاع معقد لا يعرف الاضطراب.

عند صدور إشارة لم أرها ... بل لعل ذلك كان من غير إشارة، لعله ثمرة خبرة عمرها ألف عام ... انفتح ذلك التشكيل، كانت تلك الحركة قاسية حادية الزوايا، لكن تدرج الألوان كان يوحي بحركة تفتح زهرة.
كان ذلك مثل انفتاح مروحة ... مروحة فاخرة لكنها حادة المعالم مضى أصحاب العباءات الرمادية إلى الجانبين، في حين تقدم أصحاب العباءات الداكنة فصاروا في قلب التشكيل ... كانت حركاتهم شديدة الضبط.

كان تقدمهم بطيئاً. .. من غير توقف ما كانوا مستعجلين ... ما كانوا متوترین .... ما كانوا قلقين. كان ذلك تقدم جيش لا يقهر، هكذا كان كابوسي القديم!

ما كان ينقصه إلا تلك الرغبة العارمة التي رأيتها على وجوههم في حلمي ... ما كان ينقصه إلا ابتسامة تنبئ بمتعة الانتقام، كان الفولتوري أكثر انضباطاً من أن يسمحوا لوجوههم بالتعبير عن مشاعرها .... على هذه المسافة.

لم تظهر عليهم أي دهشة ... أي انزعاج ... إزاء تلك المجموعة من مصاصي الدماء المنتظرين هنا ... مجموعة بدت فجأة عديمة التنظيم ... عديمة الاستعداد، ولم يبد عليهم ما يشير إلى دهشتهم من وجود ذلك الذئب الضخم بيننا.

لم أستطع الامتناع عن إحصاء عددهم كانوا اثنين وعشرين ... إذا أهملت شخصين نحيلين في عباءتين سوداوين ... في المؤخرة تماماً .... أظنهما الزوجتين ... كان موقعهما المحمي يوحي بأنهما غير مشتركتين في الهجوم.

كانوا أكثر عدداً كان عدد المستعدين للقتال بيننا تسعة عشر شخصاً ... وكان معنا سبعة غيرهم مستعدون لمراقبة موتنا، كانوا أكثر منا ... حتى إذا عددنا الذئاب العشرة.

راح غاريت يدمدم شيئاً غريباً لنفسه ثم أطلق ضحكة قصيرة: "إنهم قادمون ... إنهم قادمون ... "
اقترب خطوة باتجاه كيت.

همس فلاديمير لستيفان: "لقد جاؤوا فعلا!"

أجابه ستيفان هامساً :" جاءت الزوجتان أيضاً ... جاء الحرس كله، كلهم معاً، حسن أننا لم نهاجم فولتيرا ''

عند ذلك ... وكأن أعدادهم ما كانت كافية ... ظهر مزيد من مصاصي الدماء وراحوا يدخلون الفسحة من خلف الفولتوري الذي تابعوا تقدمهم البطيء. كانت وجوه هذه المجموعة الجديدة من مصاصي الدماء على عكس وجوه الفولتوري المنضبطة عديمة التعبير، كانت على وجوههم تشكيلة عجيبة من المشاعر، ظهرت عليهم الدهشة في البداية ... ثم ظهر بعض القلق عندما رأوا قوة غير متوقعة في انتظارهم. لكن هذا القلق زال سريعاً .... بعثت كثرة عددهم الثقة في نفوسهم ... كانوا آمنين في موقعهم خلف قوة الفولتوري التي تتقدم من غير توقف، عادت وجوههم إلى تعابيرها الأولية قبل أن نفاجئهم.

كان فهم حالتهم الذهنية سهلاً ... هكذا كانت وجوههم ... واضحة! كان هذا جمعاً غوغائياً غاضباً مستثاراً متعطشاً لتحقيق العدالة، لم أدرك قبل الآن مدى عنف مشاعر عالم مصاصي الدماء إزاء الأطفال الخالدين . . . لم أدركها إلا الآن.

من الواضح أن هذا الحشد المتنوع غير المنظم أكثر من أربعين مصاص دماء، لا يضم إلا شهوداً جلبهم الفولتوري بعد أن نموت ... سوف ينشرون الخبر ... خبر اجتثاث المجرمين.

بدا على كثير منهم الأمل في دور أكثر من الشهادة .. إنهم راغبون في المشاركة في تمزيقنا وإحراقنا.
ما كانت لدينا صلوات ! حتى لو تمكنا من تحييد أصحاب القدرات المتميزة عند الفولتوري ، فسوف يكونون قادرين على دفننا ... بأجسادهم.
حتى إن قتلنا ديمتري ... فلن يكون جايكوب قادراً على الفرار من هؤلاء كلهم.

عندما شعرت بهذا ... كان الشعور نفسه يتغلغل بين الواقفين من حولي، أثقل القنوط الهواء .... راح يضغطني ... يسحقني ... بقوة أكبر من ذي قبل.

رأيت مصاص دماء واحد في المعسكر المقابل يبدو غير منتم إلى أي من المعسكرين تعرفت فيه على إيرينا، عندما راحت تتردد بين الجانبين، كانت ملامحها مميزة بين الآخرين، وكانت نظراتها المذعورة معلقة بتانيا الواقفة في الصف الأمامي، زمجر إدوارد ... كانت زمجرة خافتة تماماً ... لكنها حانقة.

همس إدوارد لكارلايل: "كان الستير محقاً".

رأيت كارلايل ينظر إلى إدوارد نظرة استفهام. همست تانیا : ''كان الستير محقاً !''

أجابهم إدوارد بصوت هامس لا يكاد يسمع ...ما كان الفولتوري قادرين على سماعه لشدة انخفاضه :

"إنهما ... كايوس وأرو ... أتيان من أجل التدمير والاستحواذ فقط، لديهما استراتيجية جاهزة من عدة طبقات، إذا استطعنا إثبات كذب اتهامات إيرينا فسوف يجدان سبباً آخر لمهاجمتنا، لكنهما قادران على رؤية رينيمي الآن ... وهما ثابتان على نهجهما، إننا قادرون على دحض الاتهامات المختلقة، لكن عليهم أن يتوقفوا أولاً ... أن يسمعوا قصة رينيمي الحقيقية ... "ثم تابع بصوت أخفض من ذي قبل:
"لكنهما غير عازمين على التوقف !"

أطلق جايكوب صوتاً منخفضاً غريباً.
بعد ذلك ... بعد ثانيتين ... توقف الفولتوري على نحو غير متوقع، تحولت الموسيقى المنخفضة ... موسيقى الحركة المتوافقة تماماً ... إلى صمت مطبق. لكن صفوفهم ظلت منضبطة كما كانت.

تجمد الفولتوري في سكون مطلق كأنهم شخص واحد كانوا على بعد مئة متر مني. سمعت من خلفي ... على الجانبين ... خفق قلوب ضخمة ... أقرب من ذي قبل.
غامرت بالنظر يميناً وشمالاً .... من زاويتي عيني ... فرأيت ما أوقف تقدم الفولتوري.

لقد انضم الذئاب إلينا.

امتد صفا الذئاب على يميننا ويسارنا مثل ذراعين طويلين، لم يلزمني أكثر من جزء واحد من الثانية حتى أدرك أن عددهم كان أكثر من عشرة ذئاب ... حتى أتعرف على وجوه من أعرفهم وأميز وجوه من لم أرهم قبل اليوم، كانوا ستة عشر ذئباً ... موزعين على مسافات متساوية من حولنا ... كان عددهم سبعة عشر مع جايكوب، كان واضحاً من حجمهم ومن أكف قوائمهم أن القادمين الجدد كانوا صغاراً ... صغاراً تماماً، كان يجب أن أتوقع هذا، فمع وجود هذا العدد من مصاصي الدماء في المنطقة كان تزايد عدد المستذئبين أمراً محتوماً.

سيموت مزيد من الأطفال، كيف يسمح سام بهذا؟ أدركت أن ما من خيار آخر أمامه ! إذا وقف أي ذئب معنا فمن المؤكد أن الفولتوري سوف يستهدفون بقية
الذئاب. إنهم يغامرون بجنسهم كله في هذه المعركة.

لكننا خاسرون !

استيد بي الغضب فجأة، ومن خلف غضبي ... كنت مستثارة على نحو عنيف، تبخرت آمالي كلها راح ألق خافت أحمر اللون يغلف تلك الشخوص القائمة أمامي ما كنت أريد في تلك اللحظة إلا أن أحظى بفرصة غرس أسناني في أجسادهم ... بفرصة تقطيع أوصالهم وتكويمها وحرقها.

كان غضبي مسعوراً ... كنت قادرة على الرقص حول محرقتهم عندما أحرقهم أحياء، ولسوف أضحك عندما يتهاوى رمادهم ساقطاً في النار. ارتدت شفتاي
تلقائياً وشق حنجرتي زئير منخفض قاس صادر من بطني، أدركت أن ابتسامة ظهرت عند زوايا شفتي.

رددت صدى زئیر زافرینا وسينا الواقفتين إلى جانبي، شد إدوارد على يدي التي مازالت في يده... كان يحذرني.

مازال أكثر وجوه الفولتوري الملثمة من غير تعبير، لكن زوجين من الأعين لم يفصحا عن شيء إطلاقاً. كانا في القلب تماماً متلامسي الكفين ... إنهما آرو وكايوس ... لقد توقفا من أجل تقييم الموقف، توقف الحرس كلهم معهما ... كانوا ينتظرون الأمر بالقتل، ما كان آرو وكابوس يتبادلان النظرات، لكن من الواضح أنهما يتواصلان تماماً، أما ماركوس فما كان طرفاً في هذا الحديث رغم أنه كان ممسكاً بيد أرو الأخرى ما كانت تعابير وجهه خالية من التفكير مثل بقية الحرس ... لكن نظراته كانت فارغة ... مثل نظراتهم تقريباً.
كان شكله يوحي بملل شديد ... تماماً كما رأيته في تلك المعركة.
مالت أجسام شهود الفولتوري صوبنا، كانت عيونهم مسلطة علي وعلى رينيمي، لكنهم ظلوا عند حدود الغابة تاركين مسافة كبيرة بينهم وبين جنود الفولتوري.

كانت إيرينا وحدها تحوم قريبة من جنود الفولتوري ... كانت على مسافة خطوات قليلة خلف الزوجتين العتيقتين وحارسيهما الضخمين ... كان للمرأتين شعر أشقر وجلد مغبر وعيون ضبابية.

رأيت امرأة تقف خلف أرو تماماً. كانت عليها عباءة رمادية قريبة من السواد. ما كنت واثقة ... لكني أظن أنها كانت تلمس ظهره، هل هي صاحبة الدرع ..... رينانا ؟ تساءلت ... مثلما تساءل إليازر من قبل ... هل تستطيع صدي؟

لكني لن أضيع حياتي في محاولة الهجوم على كايوس أو آرو. إن لدي أهدافاً أكثر أهمية !
رحت أفتش بين الصفوف فلم أجد صعوبة في التعرف على عباءتين صغيرتين رماديتين قاتمتين على مقربة من قلب التشكيل.

إنهما أليك وجين ... أصغر أفراد الحرس حجماً، كانا إلى جانب ماركوس تماماً .... وكان ديمتري واقفاً إلى جانبه من الجهة الأخرى، كان وجهاهما الجميلان باردين تماماً ... لا يفصحان عن شيء.

وكانت عباءتاهما أقرب العباءات لوناً إلى عباءات القدامى السوداء، إن قوة هذين الشخصين حجر الزاوية في هجوم الفولتوري.
إنهما أهم جوهرتين في مجموعة آرو.

توترت عضلاتي واندفع السم إلى فمي. راحت عينا آرو وكايوس الضبابيتان تجوسان صفوفنا، قرأت خيبة الأمل في وجه آرو عندما نظر إلى الوجوه مرة بعد مرة، كان يبحث عن وجه غائب ظهر الأسى على شفتيه المتوترتين.

لم أدرك صواب قرار أليس بالفرار إلا في هذه اللحظة!
طال الوقوف .... سمعت أنفاس إدوارد تزداد سرعة .
سأله کارلایل بصوت خفيض قلق :

"ماذا يا إدوارد؟"

"لم يحسموا أمر خطوتهم اللاحقة، إنهم يقيّمون الخيارات المتاحة .... يحددون الأهداف الرئيسية ... أنا وأنت وإليازر وثانيا ! أما ماركوس فيحاول قراءة مدى قوة ما يربط كلاً منا بغيره ... يبحث عن نقاط الضعف، إن وجود الرومانيين يزعجهم، وهم قلقون لوجود وجوه لا يعرفونها ... زافرينا وسينا خاصة ... وهم قلقون من وجود الذئاب أيضاً، لم يواجهوا من يفوقهم عدداً من قبل .... هذا ما أوقفهم"

همست تانیا غیر مصدقة : "يفوقهم عدداً !"

همس إدوارد : "إنهم لا يحسبون شهودهم، لا أهمية لهؤلاء الناس في نظر الحرس، لكن آرو يحب وجود الجمهور"

سأله کارلایل : "هل أتحدث معهم ؟"

تردد إدوارد قليلاً ثم أوماً برأسه : "هذه هي الفرصة الوحيدة التي يمكن أن نحظى بها".

شد كارلايل كتفيه وتقدم عدة خطوات متجاوزاً خط دفاعنا، أفزعتني رؤيته وحيداً من غير حماية !

فتح ذراعيه باسطاً كفيه إلى الأعلى في حركة ترحيبية:

"آروا يا صديقي القديم لقد مرت قرون"

ظلت تلك الساحة البيضاء غارقة في الصمت لحظات طويلة. أحسست  التوتر يفارق إدوارد عندما راح يصغي إلى تقييم آرو لكلمات کارلایل الترحيبية، لكن التوتر العام تصاعد مع مر الثواني.

عند ذلك خطا آرو خطوة إلى الأمام فخرج من قلب التشكيل. تحركت رينانا معه كما لو أن أصابعها مربوطة بعباءته، تململت صفوف الفولتوري للمرة الأولى، وتصاعد منها همس متواتر ... عبست وجوههم وكشرت شفاههم عن أسنانهم، اتخذ اثنان منهم وضعية الاستعداد للوثب.
رفع آرو یده صوبهما يأمرهما بالهدوء.

تقدم عدة خطوات أخرى ثم مال برأسه كانت عيناه الحليبيتان تفيضان فضولاً، قال بصوته الهامس الحاد:

" كلمات طيبة يا كارلايل ! لكنها تبدو في غير محلها إذا نظر المرء إلى الجيش الذي قمت بحشده من أجل قتلي ... ومن أجل قتل أعزائي كلهم"

هز کارلایل رأسه ماداً يده صوب أرو كما لو أن المسافة بينهما لم تكن مئة متر:

" ما عليك إلا أن تلمس يدي لتعرف أنني لم أفكر في هذا أبداً"

ضاقت عينا آرو الذكيتان : "لكن ما أهمية النوايا يا عزيزي كارلايل؟ ما أهميتها إن نظرنا إلى ما فعلت؟"

أظلم وجهه وعبرت ملامحه مسحة من الحزن ... لا أعرف إن كان حزناً حقيقياً !

"لم أرتكب الجريمة التي جئت تعاقبني عليها"

"تنحّ إذن ودعنا نعاقب المسؤولين لن يفرحني شيء يا كارلايل أكثر من الإبقاء على حياتك اليوم،"

"لم يخرق القانون أحد منا يا أرو، دعني أشرح لك"

مد كارلايل يده من جديد.

قبل أن يتمكن أرو من الإجابة أسرع كايوس فوقف إلى جانبه. قال مصاص الدماء العتيق ذو الشعر الأبيض:

" قواعد كثيرة لا معنى لها،  قوانين كثيرة لا ضرورة لها ... وضعتها لنفسك يا كارلايل! فكيف يمكنك إذن أن تدافع عمن خرق أهم قوانيننا على الإطلاق؟"

"لم يخرق القانون أحد . .. إن أصغيت إلي .... "

زمجر كايوس: "لكننا نرى الطفلة يا كارلايل، أم أنك ترانا حمقى ؟ "

''إنها ليست خالدة. إنها ليست مصاصة دماء أستطيع إثبات هذا بكل سهولة في لحظات قليلة .... "

قاطعه كايوس : "إذا لم تكن واحدة من الأطفال المحرمين فلماذا جمعت هذه الفرقة كلها لحمايتها؟"

"إنهم شهود يا كايوس ... تماماً مثل الشهود الذين جلبتهم معك ...."

أشار كارلايل بيده إلى الحشد الغاضب عند حافة الغابة ... أجابه عدد منهم بزمجرة منخفضة ...

"يستطيع أي واحد من هؤلاء الأصدقاء إخبارك بحقيقة هذه الطفلة، ويمكنك أيضاً أن تنظر إليها بنفسك يا كايوس، يمكنك أن ترى الدم البشري في وجنتيها"

قال كايوس بصوت حاد:" إنه مصطنع ؟ أين من أخبرتنا؟ فلتتقدم !..... "

التفت برأسه حتى رأى إيرينا خلف الصفوف فناداها : "أنت ... تعالي ! "

حدقت فيه إيرينا من غير أن تستوعب شيئاً. كان وجهها مثل وجه من لم يستيقظ بعد من كابوس مرعب فرقع كايوس بأصابعه نافد الصبر دفعها أحد
الحارسين في ظهرها بكل خشونة، رفت عينا إيرينا مرتين ثم تقدمت ببطء صوب كايوس ... كانت ذاهلة، توقفت قبل أن تصل إليه بأمتار كثيرة مازالت عيناها معلقتين بشقيقتيها.
مضى كايوس إليها فصفعها على وجهها.

ما كانت الصفعة لتؤلمها، لكنها كانت شيئاً مهيناً مذلاً إلى أقصى حد .... كما لو أنك تنظر إلى شخص يرفس كلباً.

صدر فحيح عن تانيا وكيت، تصلب جسد إيرينا وتركزت عيناها على كايوس أخيراً، أشار بإصبعه المعقوف إلى رينيمي التي صارت الآن معلقة خلف ظهري ... مازالت أصابعها معلقة بفراء جايكوب أيضاً صار كايوس أحمر اللون في عيني الغاضبتين.
وسرت في صدر جايكوب زمجرة خفيفة. سألها كايوس :

" هل هذه هي الطفلة؟ الطفلة التي قلت إنها أكثر من بشرية؟"

نظرت إيرينا إلينا وراحت عيناها تفحصان رينيمي للمرة الأولى منذ وصولها، مال رأسها جانباً وعلا الارتباك تقاسيم وجهها.

زمجر كايوس :" ماذا؟"

قالت بنبرة ارتباك : "أنا ... لست واثقة".

تحرکت يد كايوس كما لو أنه يهم بصفعها من جديد.
قال لها بهمس فولاذي:

" ما معنى هذا ؟؟"

"ليست كما رأيتها، لكني أظن أنها الطفلة نفسها. أقصد أنها ... تغيرت، هذه الطفلة أكبر من الطفلة التي شاهدتها .... لكن ...."

صدرت زفرة غضب عن كايوس وكشر عن أسنانه فتوقفت إيرينا عن الكلام دون إنهاء جملتها هرع آرو إليه ووضع يده على كتفه :

"تمالك نفسك يا أخي، لدينا الوقت الكافي لنفهم هذا الأمر. لا حاجة للتعجل''

أدار كايوس ظهره لإيرينا وعلا وجهه تعبير أسف. قال آرو بهمس دافئ سكري :

"اسمعي يا حلوة دعيني أرى ما تحاولين قوله ... مد يده إلى مصاصة الدماء الخائفة المرتبكة"

أمسكت إيرينا بيده ... مترددة ما كان آرو في حاجة إلى أكثر من خمس توان ترك يدها بعدها.

قال: "هل ترى يا كايوس؟ ليس صعباً أن نحصل على ما نريد''

لم يجبه كايوس نظر آرو من زاوية عينه إلى جمهوره ... غوغائه ... ثم استدار نحو کارلایل.

" يبدو أن لدينا لغزاً هنا من الواضح أن الطفلة كبرت. لكن ذكريات إيرينا تتحدث عن طفلة خالدة ... هذا غريب !"

قال له كارلايل:" هذا ما أحاول توضيحه لك ..."

أدركت من تغير صوته أنه بدأ يشعر بشيء من الانفراج. هذا ما كانت آمالنا السديمية معقودة عليه. لكني لم أشعر بأي انفراج انتظرت ... خدرني غضبي ... انتظرت اتضاح طبقات الاستراتيجية التي تحدث عنها إدوارد.

مد كارلايل يده من جديد
تردد آرو لحظة:

" أفضل أن أحصل على التوضيح من شخص له أكثر علاقة بهذه القصة يا صديقي. أظن أن مخالفة القانون لم تكن فعلتك أنت"

"لم يخالف القانون أحد"

" فليكن ذلك سوف أحصل على الحقيقة كلها ...''
تصلب صوت آرو الريشي ..." إن الطريقة الأفضل للحصول عليها هي أن أتلقى المعلومات من ابنك الموهوب ... " أشار إلى إدوارد برأسه ..." أرى أن الطفلة متعلقة بزوجته المولودة حديثاً ... وأظن أن الإدوارد علاقة بالأمر".

إنه يريد إدوارد طبعاً ! فما أن يرى ما في رأسه حتى يعرف كل أفكارنا .... إلا أفكاري أنا.

استدار إدوارد سريعاً فقبل جبهتي وجبهة رينيمي دون أن تلتقي نظراتنا، ثم سار في الحقل الذي غطاء الثلج، ربت على ظهر كارلايل عندما مر به.

سمعت صوت نشيج منخفض من خلفي ... إنه ذعر إيزمي ! صار الوهج الأحمر الذي رأيته محيطاً بجيش الفولتوري أكثر توهجاً من ذي قبل.

ما كنت أطيق رؤية إدوارد يسير وحيداً في تلك الفسحة البيضاء الخالية؛ لكني ما كنت أطيق تقريب رينيمي خطوة واحدة من خصومنا، مزقني دافعان متناقضان تجمدت تماماً حتى أحسست أن عظامي موشكة على التحطم تحت وطأة هذا الضغط.
رأيت جين تبتسم عندما تجاوز إدوارد منتصف الطريق ... عندما صار أقرب إليهم منا.

نعم لقد فعلتها تلك الابتسامة الراضية الصغيرة، علا غضبي ... صار أعلى حتى من شهوة الدم المستعرة التي أحسست بها عندما رأيت الذئاب ملتزمين معنا بهذه المعركة المحكومة بالخسارة.

أحسست بالجنون على لساني ... أحسست به يتدفق في جسمي مثل موجة من قوة محض.
توترت عضلاتي فتصرفت من غير إرادة مني.
رميت بدرعي ... بكل ما أوتي عقلي من قوة ... رميته عبر تلك المسافة المستحيلة ... أكثر من أنجح محاولاتي السابقة مرات ... رميته مثلما أرمي رمحاً صار تنفسي لهاثاً لشدة الجهد.

فارقني درعي بدفقة من طاقة صافية ... صار مثل غيمة من فولاذ سائل، راح يتسع نابضاً كأنه شيء حي ... كنت أحسه ... كان ينبض من مركزه حتى أطرافه.

ما عاد هذا النسيج المطاط يعرف الارتداد الآن ... في تلك اللحظة من لحظات القوة الخام ... أدركت الآن أن ذلك الارتداد الذي كان من قبل من صنعي أنا ... كنت أتمسك بدرعي ... بذلك الجزء مني ... دفاعاً عن نفسي ... ما كان لاوعيي راغباً في تركه يمضي بعيداً عني.

أطلقته الآن فابتعد خمسين متراً عني من غير جهد ... لم يستهلك هذا إلا جزءاً صغيراً من تركيزي. أحسست به يمتط ويتحرك مثل عضلة من عضلات جسمي أحسسته يطيع إرادتي.

دفعته ... شكلته على هيئة جسم بيضوي متطاول، صار كل شيء تحت ذلك الدرع الحديدي المرن جزءاً مني ... كنت قادرة على الإحساس بقوة الحياة في كل شيء، غطاء درعي ... كان ذلك مثل نقاط من حرارة متوهجة ... شرارات مدوخة مضيئة أحاطت بي. دفعته إلى الأمام ....  نحو إدوارد ثم تنفست الصعداء عندما جاءني ضياء إدوارد الساطع ... صار تحت حمايتي بقيت هناك مادة هذه العضلة الجديدة التي أحاطت بإدوارد إحاطة محكمة ... ملاءة رقيقة لا تخترق فصلت بين جسمه وأعدائنا.

مضى أقل من ثانية، مازال إدوارد ماضياً نحو آرو تغير كل شيء تغيراً جذرياً، لكن أحداً غيري لم يلاحظ ذلك الانفجار !

خرجت ضحكة مجفلة من بين شفتي. أحسست الآخرين ينظرون إلي ورأيت عيني جايكوب الكبيرتين الداكنتين تحدقان في وجهي كما لو أنني فقدت عقلي.

توقف إدوارد قبل خطوات قليلة من آرو عندها أدركت والأسى يلفني أن من غير الجائز أن أمنع هذا التبادل من الحدوث رغم قدرتي على منعه، كان هذا هدف استعداداتنا كلها :

”أن نجعل أرو يستمع إلى قصتنا„

لكن ذلك كان مؤلماً .... ألم يكد يكون جدياً.
سحبت درعي إلى الخلف قليلاً وتركت إدوارد معرضاً للخطر من جديد.
تبخر مزاجي الذي جعلني أضحك قبل قليل. صیبت تركيزي كله على إدوارد ... كنت مستعدة لحمايته فوراً إن حدث أي تطور سيء.

كانت ذقن إدوارد مرتفعة بغرور ... كان يمد يده صوب أرو كما لو أنه يسبغ عليه شرفاً عظيماً.
لكن السرور كان ظاهراً على أرو لهذا السلوك.
ما كان السرور شاملاً!

راحت رينانا تتعامل بعصبية في ظل أرو، وكان تجهم كايوس عميقاً حتى ظننت أن جلده الورقي شبه الشفاف سيظل معقوداً فوق جبينه إلى الأبد. كشرت جين الصغيرة عن أسنانها وقلص أليك الواقف بجانبها عينيه الفرط تركيزه، رأيت أنه كان مستعداً ... مثلي ... للتحرك في ثانية واحدة.

اجتاز آرو المسافة الفاصلة من غير توقف ... لماذا يخاف؟
ما كانت ظلال العباءات الرمادية الضخمة ... وما كان المقاتلون الأشداء من أمثال فيليكس إلا على بعد أمتار قليلة منه تستطيع جين الآن ... بقدرتها الحارقة ... أن ترمي إدوارد أرضاً متلوياً من الألم. وفي وسع أليك أن يعميه ويصمه قبل أن يتمكن من التقدم خطوة واحدة في اتجاه آرو، ما كان أحد
يعرف قدرتي على إيقافهما .... ما كان إدوارد نفسه عالماً بها.

أمسك أرو يد إدوارد بابتسامة لا قلق فيها أغمض عينيه على الفور ثم ارتعد كتفاه تحت وطأة تدفق المعلومات.
كل فكرة سرية ... كل خطة ... كل تأمل .... كل ما سمعه إدوارد في عقول الآخرين خلال الشهر الماضي صار عند أرو، ثم صار عنده كل ما رأته أليس ... كل حركة في أسرتنا ... كل صورة في رأس رينيمي.
كل قبلة ... كل لمسة بيني وبين إدوارد ... صار هذا كله ملك آرو أيضاً.
همهمت محيطة ... عاجزة ... فتعكر درعي لشدة انزعاجي. تغير شكله وحاول الارتداد صوبي.
سمعت زافرینا تهمس لي :

" مهلاً يا بيلا!" شددت على أسناني.

تابع آرو تركيزه على ذكريات إدوارد. كان رأس إدوارد محنياً أيضاً وكانت عضلات رقبته متوترة ... كان يقرأ كل ما أخذه آرو منه ويقرأ ردود أفعال آرو كلها. استمرت هذه المحادثة الثنائية غير المتكافئة زمناً جعل حرس الفولتوري أنفسهم في حالة اضطراب.

سرت تمتمات خفيضة عبر صفوفهم لكن كايوس عوى أمراً بالصمت كانت جين مثل من يهم بالوثب ... غير قادرة على ضبط نفسها.
وتصلب وجه رينانا تحت وطأة توترها تفحصت لحظة درعها القوي الذي بدا لي ضعيفاً مشكوكاً فيه، رغم فائدته لأرو.
استطعت أن أرى أنها ما كانت مقاتلة.
كانت مهمتها الحماية لا القتال. ما كان في عينيها تعطش للدم. كانت فجة ... حديثة العهد... مثلي أعرف الآن أنني قادرة على إفنائها إذا جرى قتال بيننا.

عدت إلى التركيز عندما انتصب آرو واقفاً من جديد وفتح عينيه. كانت تعايير هاتين العينين تشي بالقلق والخوف، لكنه لم يترك يد إدوارد.
ارتخت عضلات جسم إدوارد بعض الشيء.

سأله إدوارد بصوته المخملي الهادئ : "هل رأيت؟''

أجابه آرو:" نعم ... رأيت حقاً !... "
بدا مستمتعاً ... "لا أدري إن كان بين الآلهة أو الفانين اثنان ممن رأوا بمثل هذا الوضوح ؟"

ظهر على وجوه جنود الحرس المنضبطة تعبير عدم التصديق ... لابد أن تعبير وجهي كان مثل تعبير وجوههم. تابع أرو:

" لقد أعطيتني الكثير مما يجب أن أفكر فيه يا صديقي الشاب. أكثر بكثير مما توقعت "

لكنه لم يفلت يد إدوارد ... وكان توتر إدوارد يوحي بأنه يواصل الاستماع إلى آرو.
لم يجبه إدوارد  سأله آرو ... بل كان يرجوه تقريباً ... باهتمام ملح مفاجئ:

" هل أستطيع رؤيتها؟ لم أحلم أبداً ... خلال قرون حياتي كلها .... بوجود شيء من هذا النوع يا لها من إضافة مذهلة إلى قصص التاريخ"

قال كايوس بحدة قبل أن يتمكن إدوارد من الإجابة: "ما الأمر يا آرو؟ ..."

لكن سؤال آرو وحده جعلني أغمر رينيمي بين ذراعي ... أحميها فأشدها إلى صدري.

"إنه شيء لم تحلم به في حياتك كلها يا صديقي العملي. تأمل لحظة واحدة ... إن العدالة التي جئنا ننفذها ما عادت تصلح هنا"

فوجئ كايوس بهذه الكلمات ففتح  فمه غاضباً. قال آرو يهدئه :" رويدك يا أخي"

لابد أن هذه أخبار جيدة ... تلك هي الكلمات التي كنا نرجو سماعها ... ذلك هو الانفراج الذي ما حسبناه ممكن الحدوث. لقد أصغى آرو إلى الحقيقة. لقد اعترف أرو بأن القانون لم يخرق.

لكن عيني اتجهنا صوب إدوارد فرأيت عضلات رقبته تتوتر. كررت في ذهني الكلمة التي قالها آرو لكايوس ... تأمل ... أحسست بمعناها المزدوج.

سأل آرو إدوارد من جديد:
"هل تريني ابنتك ؟ ''

ما كان كايوس وحده من زمجر استياء من هذه الفكرة. أوما إدوارد برأسه إيماءة قبول مترددة. لقد كسبت رينيمي قلوباً كثيرة حتى الآن!
وكان أرو يبدو دائماً زعيماً على القدامى كلهم. إذا اتخذ جانبنا فهل يعصاء الآخرون؟
مازال آرو ممسكاً بيد إدوارد أجابه الآن على سؤال لم يسمعه أحد منا :

" أظن أن التنازل في هذه النقطة أمر مقبول بالنظر إلى الظروف، سوف نلتقي في منتصف المسافة"

ترك آروا يد إدوارد فاستدار إدوارد ومضى نحونا، انضم إليه أرو ملقياً بذراعه على كتفه بحركة عادية كأنهما صديقا حميمان ... لكنه ظل يلمس جلد إدوارد بإصبعه طيلة الوقت راحا يسيران في الحقل في اتجاه صفوفنا.

تقدم جنود الحرس كلهم خطوة خلف أرو لكنه رفع يده فأوقفهم من غير أن ينظر إليهم.

"قفوا مكانكم يا أعزائي إنهم لا يريدون بنا شراً إن بقينا مسالمين''.

كانت ردود أفعال جنود الحرس أكثر صراحة من ذي قبل ... كانت زمجرة وفحيحاً محتجاً، لكنهم لزموا مواقعهم. تململت رينانا قلقة وهي تزيد قربها من أرو.

همت له : "سيدي !"

أجابها :" لا تخافي يا حبيبتي ... الوضع بخير".

قال إدوارد مقترحاً:" لم لا تحضر بعض حرسك معك؟ سوف يشعرهم هذا بشيء من الراحة".

أوما آرو موافقاً كما لو أن إدوارد أسدى إليه نصيحة حكيمة، كان الأجدر به  أن ينتبه إليه بنفسه، فرقع بأصابعه مرتين:

"فيليكس ... ديمتري !"

صار مصاصا الدماء بجانبه على الفور. كانا مثلما رأيتهما آخر مرة ..... طويلين داكني الشعر. كان ديمتري صلباً ليناً مثل نصل السيف .... وكان فيليكس ضخماً جسيماً مخيفاً مثل هراوة ملفوفة بالحديد.

راح الخمسة يتقدمون معاً في وسط ذلك الحقل المغطى بالثلج. صاح إدوارد:

'' بيلا أحضري رينيمي ... وعدداً من الأصدقاء"

استنشقت نفساً عميقاً، كان جسدي كله متصلباً ... متوتراً ... معارضاً! كانت فكرة أخذ رينيمي إلى قلب ذلك الصدام شيئاً ... لكني أثق بإدواردا

هو يعرف إن كان آرو يخطط لأي خدعة في هذه اللحظة. كان من حول أرو ثلاثة يحمونه.
سأحضر معي اثنين قررت في ثانية واحدة فقلت بصوت هادئ جايكوب! إيميت اخترت إيميت لأنه يموت رغبة في الذهاب، واخترت جايكوب لأنه لن يطيق البقاء خلفنا.

أوما الاثنان ... وابتسم إيميت.
سرت عبر الحقل وهما معي سمعت زمجرة جديدة تصدر عن جنود الحرس عندما عرفوا خياري ... من الواضح أنهم لا يثقون بالمستذئبين، رفع آرو و يده فأزاح احتجاجاتهم كلها وأسكتها.

همس ديمتري لإدوارد الديكم أصدقاء يثيرون الاهتمام !
لم يجبه إدوارد. لكن زمجرة منخفضة انطلقت من بين أسنان جايكوب. وقفنا على بعد أمتار قليلة من أرو، انفصل إدوارد عن يد آرو الممتدة فانضم إلينا وأمسك بيدي.

تواجهنا صامتين لحظة من الزمن ثم حياني فيليكس بصوت منخفض، ابتسم ابتسامة واثقة مغرورة:

" مرحباً من جديد يا بيلا !.... "

لكنه واصل متابعة أدق حركات جايكوب.

ابتسمت ابتسامة حذرة لمصاص الدماء الجبلي : "مرحباً يا فيليكس".

ابتسم فيليكس :" تبدين في أحسن حال ! يبدو أن الخلود مناسب لك"

"شكراً جزيلاً.''

''أهلاً بك من المؤسف جداً ....''

ظل نصف جملته معلقاً في الهواء لكني ما كنت في حاجة إلى قدرات إدوارد حتى أستطيع تخيل تتمتها ... من المؤسف جداً أننا سوف نقتلك بعد
ثانية واحدة.

تمتمت : "نعم ... مؤسف جداً".

غمز لي فيليكس بعينه.
ما كان آرو يلقي بالاً إلى حديثنا مال برأسه جانباً ... كان مفتوناً :

" أستطيع سماع قلبها الغريب ..." قالها بهمس يكاد يكون موسيقياً ..." أشم رائحتها الغربية ..." ثم تحولت عيناه الغائمتان صوبي ..." الحقيقة يا بيلا الشابة هي أن الخلود جعلك أكثر حسناً ... كأنك مصنوعة لهذه الحياة.

أومأت برأسي شاكرة هذه الملاطفة.

سألني وهو ينظر إلى القلادة في عنقي :
"هل أعجبتك هديتي ؟"

" إنها جميلة ... هذا كرم كبير منك، شكراً لك، كان علي أن أبعث لك  برسالة شكر"

ضحك أرو مسروراً : "هذا شيء بسيط كنت احتفظ به، ظننت أنه يمكن أن يكون تكملة مناسبة لوجهك الجديد. إنه كذلك فعلا!"

سمعت فحيحاً خافتاً في قلب صفوف الفولتوري، نظرت من فوق كتف آرو. همم يبدو أن جين ما كانت مسرورة بأن يقدم لي آرو هدية.

تنحنح أرو مطالباً بانتباهي ثم سألني بصوت عذب : "هل لي بتحية ابنتك يا بيلا الجميلة ؟"

هذا ما كان أملنا معقوداً عليه ... هكذا قلت لنفسي ... هكذا رحت أذكر نفسي كنت أقاوم ذلك الدافع الذي يريد أن يجعلني أحمل رينيمي وأقربها .

تقدمت خطوتين بطيئتين صار درعي وراثي ... يحمي بقية جماعتي ... أما أنا ورينيمي فكنا من غير حماية، أحسست أن هذا غير صحيح ... أنه مخيف.

لاقانا آرو ... كان وجهه يشع حبوراً.
تمتم يقول :

"إنها بارعة الجمال شديدة الشبه بك وبإدوارد ..." ثم قال بصوت أعلى : "مرحباً يا رينيمي"

نظرت رينيمي إلي بهدوء فأومأت برأسي.

أجابته بصوتها المرتفع الرنان : "مرحباً يا آرو".

أشرقت عينا آرو، همس كايوس من خلفه :
" ما الأمر؟ ..."

كانت حاجته إلى السؤال تثير حنقه.
قال آرو مخاطباً كايوس ثم مخاطباً بقية الحرس من غير أن يحول أنظاره المسحورة عن رينيمي:

"نصف خالدة ... نصف فانية حبلت بها أمها المولودة حديثاً وحملتها في رحمها البشري"

قاطعه کایوس: "مستحيل "

"إذن، هل تظن أنهم خدعوني يا أخي ؟ ... ''

كانت تعابير وجه آرو نوحي باستمتاع كبير، لكن كايوس انكمش عند سماع هذه الكلمات ...

"وهل صوت نبض قلبها الذي نسمعه خدعة أيضاً ؟"

تجهم كايوس وبان عليه الأسى كما لو أن سؤال آرو اللطيف كان لكمة أصابته.

حذره آرو وهو يواصل الابتسام لرينيمي:
''اهدأ وتمهل يا أخي. أعرف كم تحب عدالتك ... لكن العدالة غير كامنة في اتخاذ أي إجراء ضد هذه الصغيرة الفريدة بسبب أبويها. لدينا أشياء كثيرة نتعلمها ... أشياء كثيرة جداً! أعرف أنك لست من المتحمسين لجمع قصص التاريخ ... لكن صبراً علي يا أخي ... دعني أضيف فصلاً جديداً يذهلني لشدة استحالته، جئنا من أجل تطبيق العدالة وحدها، جتنا غاضبين من أصدقائنا الكاذبين .... لكن انظر ماذا وجدنا بدلاً من ذلك وجدنا معرفة جديدة رائعة بأنفسنا. بقدراتنا وإمكانياتنا"

مد يده إلى رينيمي يدعوها .... لكنها ما كانت تريد الذهاب إليه مالت بجسدها مبتعدة عني ... مطت جسمها إلى الأعلى حتى تلمس وجهه بإصبعها.
ما كانت الصدمة هي ردة فعل آرو على حركتها ... لقد كان معتاداً على تدفق الأفكار والذكريات إليه من الآخرين ... مثلما كان إدواردا

اتسعت ابتسامته وزفر مرتاحاً راضياً، همس:

" رائع ! "

عادت رينيمي إلى حضني ... كان وجهها الصغير شديد الجدية.
قالت له : ''من فضلك ! ''

صارت ابتسامته بالغة اللطف:
'' طبعاً ليست بي رغبة في إلحاق الأذى بمن تحبين ... يا رينيمي الغالية ! "

كان صوت آرو صادقاً بعث الراحة في نفسي ... انطلت علي هذه النبرة لحظة واحدة ثم سمعت صرير أسنان إدوارد ... ومن خلفنا زمجرت ماجي
عندما سمعت كذبته. قال آرو متفكراً ... كما لو أنه لم ينتبه إلى ردة الفعل على كلماته السابقة:

"أتساءل . . "

استدارت عيناه فجأة ناحية جايكوب، وبدلاً من نظرة القرف التي كانت في أعين بقية الفولتوري تجاه الذئب الضخم ... كانت عينا آرو مملوءتين بتوق لم أستطع فهمه.

قال إدوارد وقد فارق الحياد صوته الذي جاء الآن قاسياً خشن النبرة :

"لن ينجح الأمر بهذه الطريقة !"

قال آرو : "إنها مجرد فكرة ضلت طريقها ... "

راح ينظر إلى جايكوب بإعجاب واضح ثم انتقلت عيناه إلى صفي الذئاب من خلفنا. لا أدري ما الذي جعلته رينيمي يراه، لكنه بدا فجأة شديد الاهتمام بالذئاب.

"إنهم لا ينتمون إلينا يا آرو ... ليسوا ملكاً لنا ! إنهم لا يتبعون تعليماتنا بتلك الطريقة. إنهم هنا لأنهم أرادوا الوجود هنا".

أطلق جايكوب زمجرة وعيد.
قال آرو :

" لكن الظاهر أنهم مرتبطون بكم ارتباطاً شديداً ... مرتبطون برفيقتك الشابة وأسرتك ... موالون لكم"

قال تلك الأخيرة بلطف ... كأنها يداعبها.
"إنهم ملتزمون بحماية أرواح البشر يا آرو. هذا ما يجعلهم قادرين على التعايش معنا، لكنهم غير قادرين على التعايش معكم إلا إذا كنتم تعتزمون تغيير نمط حياتكم".

ضحك آرو مجبوراً: ''كانت فكرة عابرة ضلت سبيلها. أنت تعرف كيف يكون هذا! لا يستطيع أحد منا ضبط رغبات وعيه الباطن ضبطاً كاملاً"

قال إدوارد مكشراً: "أعرف كيف يكون هذا ! وأعرف أيضاً الفارق بين هذا النوع من الأفكار، وبين الأفكار التي لها غاية كامنة خلفها، لن ينجح الأمر یا آرو"

استدار رأس جايكوب الضخم ناحية إدوارد وخرج من بين أسنانه صوت احتجاج خافت.

تمتم إدوارد يجيبه:" لقد داعبته فكرة ... حرس من الذئاب"

مرت لحظة من الصمت الميت ... ثم راح صوت زمجرة الذئاب الحانقة يمزق هدوء المكان.
عوى أحد الذئاب بصوت آمر حاد ... أظن أنه سام، رغم أني لم أستدر الأنظر ... تحول ذلك الاحتجاج إلى صمت مطبق منذر بالشؤم. قال أرو ضاحكاً من جديد :

"أظن أن هذا يجيب على سؤالي. لقد اختارت هذه الجماعة طريقها "

نفخ إدوارد وانحنى إلى الأمام، شددت على ذراعه متسائلة عما خطر في بال آرو فسبب ردة فعل إدوارد العنيفة، اتخذ فيليكس وديمتري وضعية هجومية. لكن آرو أشار لهما بيده من جديد. عاد الجميع إلى وضعهم السابق ... وعاد معهم إدوارد.

قال آرو بنبرة صارت فجأة مثل نبرة رجل أعمال منشغل :

" لدينا أمور كثيرة نناقشها، لدينا أشياء كثيرة نقررها اسمحوا لي بالانصراف يا أعزائي .... فليسمح لي حاميكم ذو الفراء أيضاً ... علي التشاور مع إخوتي"


Continue Reading

You'll Also Like

43.5K 1.1K 18
y/n l/n is a girl with a not so normal childhood until she gets adopted and lives a normal life until she attend Tokyo Metropolitan Advanced Nurturin...
22.3K 1.1K 13
What if the Sirius Black had a daughter? What if the day James and Lily Potter died, Alexia Black disappeared? What if she was now living in Mystic...
8.9K 979 26
ARJUN PATEL, a twenty-six-year-old teacher from a middle-class background, is smart, handsome, sweet, and very serious when it comes to studies and o...