بزوغ الفجر ... Breaking dawn

خـطـط مـخـادعـة

لم يعد آرو صوب حرسه القلقين المنتظرين عند الجهة الشمالية بل أشارلم إليهم أن يتقدموا.

راح إدوارد يتراجع على الفور وهو يشد ذراعي وذراع إيميت، أسرعنا على الفور عائدين لكن أبصارنا ظلت معلقة بذلك الخطر المتقدم نحونا، كان جايكوب أبطأنا تراجعاً ... رأيت شعر كتفيه منتصباً واقفاً ورأيته يكشر عن أنيابه ناحية آرو.

كانت رينيمي ممسكة بنهاية ذيله أثناء تراجعنا كانت تمسكه كما تمسك سوطاً ... تجبره على البقاء معنا بلغنا بقية أفراد أسرتنا لحظة أحاطت العباءات القائمة بآرو من جديد.

ما عاد يفصلنا الآن إلا خمسون متراً ... مسافة يمكن لأي منا اجتيازها بقفزة واحدة ... في جزء من الثانية. راح كايوس يجادل آرو من فوره :

"كيف يمكنك قبول هذه الفضيحة؟ لماذا نقف هنا عاجزين في مواجهة جريمة بهذه البشاعة والوضوح ؟ ... جريمة يحاولون التستر عليها بهذه الألاعيب السخيفة ... "

كانت ذراعاه ثابتتين متصلبتين على جانبيه ... وكانت قبضتاه مشدودتين. لماذا لا يلمس آرو فيجعله يرى أفكاره؟
لعلنا نرى انشقاقاً في صفوفهم أن كون محظوظين إلى هذا الحد؟ قال له آرو هادئاً :

" لأنها الحقيقة كل كلمة منها ! انظر عدد الشهود
الجاهزين لتقديم الدليل على أنهم رأوا هذه الطفلة العجيبة تنمو وتكبر منذ أن عرفوها قبل فترة وجيزة. إنهم مستعدون للشهادة بأنهم أحسوا حرارة الدم النابض في عروقها."

أشار آرو بيده إشارة واسعة ... من آمون الواقف عند إحدى النهايتين إلى سيوبهان عند النهاية الأخرى.

صدرت عن كايوس استجابة غريبة لكلمات آرو المهدئة ... بدأت استجابته منذ ذكر أرو كلمة شهود تبخر الغضب في قسمات وجهه وحل محله حساب بارد. راح ينظر إلى شهود الفولتوري وعلى وجهه تعبير بدا عصبياً ... على نحو غريب.

نظرت بدوري إلى ذلك الحشد الغوغائي الغاضب فرأيت على الفور أن هذا الوصف ما عاد ينطبق عليه. تحول التوثب إلى شيء من الارتباك. وصدرت بينهم أحاديث هامسة ... كانوا يحاولون فهم ما جرى.

كان كايوس متجهم الوجه ... غارقاً في أفكاره، وكانت تعابير وجهه المتأملة تغذي نار غضبي الحارقة ... لكنها كانت تقلقني أيضاً. ماذا لو تحرك الحرس عند إشارة خفية كما فعلوا أثناء سيرهم ؟ رحت أتفقد درعي لكني وجدته منيعاً كما كان جعلته الآن قبة واسعة ضمت جماعتنا كلها.

كن أحس بلمسات حادة من الضوء حيث يقف أفراد أسرتي وأصدقائي ... كان لكل منها نكهتها الخاصة الفردية حتى ظننت أنني قادرة على التعرف على أصحابها بعد فترة من التدريب، لكني عرفت إدوارد فوراً ... كان ضوؤه الأكثر ألقاً بينهم جميعاً.
لكن المساحات الفارغة حول تلك النقاط المتألقة أثارت قلقي ما كان درعي حاجزاً مادياً!