أغلال المرجان (غَـربيب)

By itsara_kh

4.8M 423K 575K

• حقيقة.!!! يتشاءمون بالغُراب إِذا نعق ويتشاءمون من الغربيب إذا زهقّ بـكّرَ بُـكُورَ الغُـرابِ أذا تَـوهَق م... More

"مقـدمة + مشاهــد"
Part 1 || حَقائق
Part 3 || لَيلة مُبهمة
Part 4 || صَدمةَ
Part 5 || نَـــدم
Part 6 || بداية النهايات
Part 7 || تِرياق العليل
Part 8 || واقع دَمِيم
Part 9 || أفتِراء
Part 10 || مُساومة
Part 11 || 11:11
Part 12 || سَجين
Part 13 || خطيئة
Part 14 || ذنب مَغفُور
Part 15 || هروب
Part 16 || 12:12
"أشباه الأبطال"
Part 17 || رَهبة
Part 18 || ذُل
Part 19 || اللامُتَوقع
Part 20 || خِذلان
Part 21 || جَريمة
Part 22 || خِلاف
Part 23 || ثأر
Part 24 || فُقـدان
Part 25 || نهايات
Part 26 || خِـداع
Part 27 || إنكسار
Part 28 || ماضي
Part 29 || وهَم
Part 30 || هدف خطأ
Part 31 || صِدق
Part 32 || سراب أم ضباب
Part 33 || ضياع
Part 34 || نقض الوعد
Part 35 || لعب مُغاير
Part 36 || وقائع
Part 37 || نَقَضَ
Part 38
Part 39
Part 40
Part 41 || غَدر وبُهْتان
Part 42 || لَم يكُن وعداً
Part 43 || سر مكشوف
Part 44 || أعتـراف
Part 45 || ضَحية ثأر
Part 46 || غَـل
Part 47 || عِـقاب

Part 2 || مُلتقى الغُرباء

108K 7.7K 7.9K
By itsara_kh

الكاتبة:
"سـارة الحـسن"

-لا تنسون التصويت والتعليق بيـن الفقــــرات
+متابعة الحساب itsara_kh

Instagram: itsara.kh
Telegram: itsara105

•••••••••••••••••••••••••

نحن أبناء المصاعب وأن ألتئم الجرح نغزناه
لنتذكر أننا في زمن الأسباب والنتائج.

أنكسار، خذلان، ضياع، لوم، صرخات مكتومة،
مشينة خطوة وخطوتين وثلاثة نحو التجاوز
ومحاولة عيش حياة هادئة بس ضاع الطريق
وتلاشت الرغبة والأصرار يوم سمعت حالة غيـد،
جملة وحدة كانت كافية تهدم عائلة كاملة
ظافر: أختـج طلعت تتعاطى مُـخدرات مُرجانة...

صابتني دهشة من الكلمات اللي تخلخلت مسمعي،
الخبر كان كبير على عقلي يستوعبة
كيف تتعاطى مُـخدرات؟!
نبض كلبي بقوة نبضات خوف وقلق
مُـرجان: شنو تتعاطى؟! مستحيل عمو هاي غيـد ما تسويها.!!!

ظافر: هذا اللي طلع بتحاليلها يا بنتي
ونَـوبة الصرع كانت بسبب الأنقطاع المفاجئ.

مُـرجان: وينها هسه؟! وشلونها؟!
ظافر: أذا احنه مو بخير بسبب حالتها تتوقعين هي بخير؟!
أتخذت الهروب من الواقع للنوم حتى تبتعد عن اي فعل وسؤال بخصوص الموضوع.

كعدت بزاوية من زوايا حديقة المركز،
أيدي على كلبي وبجيت بضعف، تقيد كلبي بغل الحزن والحيرة، الموضوع كبير وأبد مو هين
ظافر: لا تبجين بابا أذا تكدرين أرجعي للبيت لو أجي اخذج اني؟!

ضاقت الدنيا بيه صرت أشحد النفس،
أحتقن صوتي وأنعصر كلبي متألمة
مُرجان: شراح نسوي عمو؟! شلون راح نساعدها؟!

ظافر: أختج هدت حيلي وقيدت تفكيري يا يميني،
حاير شلون أتصرف وياها ما أريد احاجيها
بأسلوب يخليها تنفر مني.

مُرجان: أكيد اكو غلط بالموضوع غيـد عاقلة مستحيل تتصرف هيج.
ظافر: أتمنى يا بنتي أتمنى.

غلقتة وبقيت كاعدة بمكاني فاقدة كل طاقتي
كل شخص بهذهِ الدنيا يمر بأمتحان
ودائماً وأبداً كان أمتحاني بأخواتـي
شهگت بوجع ماكدرت أسيطر على دموعي ووجعي
وزادها عليه سؤال ذاك الغريب اللي فزز كل
ذرة وجع وألم عشتها بحياتي
روكان: أنتِ بخير؟! بيج شي؟!

كلشي بية.!!! شنو اللي مابية بعد هذا الخبر؟!
مو بخير ووضعي وبكائي كان جواب كافي
يوضح حالتي اله، ممكن أكون جبل شامخ
بوجه الناس كلها بس يم أخواتي أنهدم، أبتعد عني من
ما حصل جواب دقايق ورجعلي قدملي بطل ماي
روكان: اهدئي كلشي راح يكون بخير.

جنت محتاجة شي يطفي نار كلبي
بس الماي ما جان كافي حتى يطفيها،
نهضت من مكاني رافضة مساعدتة رافضة الكلام وياه
مسحت وجهي الغركان بدموعي بهسترية
مستمر مقدملي بطل الماي ومضيگ عيونه عليه
يباوعلي بتركيز وعلامات الأستفهام واضحة بنظراتة
مُرجان: مابيه شي شكراً.

تركتة ورجعت للمركز بسرعة، بعد كل خطوة أحس
هاي خطوتي الأخيرة وبعدها
راح اطيح على الأرض فاقدة أخر ذرة طاقة عندي
أخذت أغراضي وسرى تمشي وراية مستغربة حالتي
أمطرتني بالأسئلة والكلام بس ماعنـدي جواب مُقنع
مُـرجان: مابية شي سُرى بس غيـد مريضة ولازم اروح.

سرى: زين خلي آشـور يوصلج، شوفي أيدج شلون
ترجف شلون راح تسوقين السيارة؟!

مُـرجان: انطي خبر لدكتور فادي وكليلة صار عدها ظرف طارئ.

طلعت من الغرفة بسرعة وهي تركض وراية
تحاول تقنعني آشـور يوصلني او أخذ تكسي
واعرفها خايفة عليه بس عقلي جان مو براسي وبس
أريد اوصل البيت واشوف غيـد وأطمن كلبي بشوفتها...
امشي واتعثر بخطوات الحيرة والألم
حسيت المسافة بين المركز وسيارتي تزيد ما تقل
تعثرت بحجر صغير وردت اطيح على وجهي بس
انتشلني ذاك الغريب بين أديه مرة ثانية
روكان: الله الله على كيفج.

لمجرد ما توازنت خطواتي أبتعدت عنه بسرعة
صوت بداخلي يردد "اهدي مُرجان لا تثيرين تعاطف
الكل بسبب حدث عابر" أخذت نفس عميق
وحاولت أكون طبيعية
مُـرجان: شكراً.

كملت طريقي وحسيت بخطواتة وراية
روكان: أذا بيج شي خليني اوصلج لبيتكم؟!

وكفت يم سيارتي وفعلاً حسيت نفسي ماكدر
أسوق وممكن ما أوصل البيت سلامات،
وبنفس الوقت رافضة مساعدة روكان، شخص غريب
كل اللي أعرفة عنه جاي ويا مريض لهذا المركز،
تصادفنة مرتين شلون راح أكدر أقبل بمساعدتة،
طال صمتي وعيني عليه وهو ينتظر جواب منـي
روكان: أعتبريني سايق تكسي وهم بيتكم بعيد ماراح توصلين سلامات بهذهِ حالتج.

بهتت ملامحي بعد ما سمعت كلامة.!!
كيف يعرف أذا بيتي قريب او بعيد؟!!
ثاني مرة يثير الفضول بداخلي أعرف شي عنه،
أول مرة نظراتة المريبة وهسه محاولة مُساعدتة اللي
مُرجان: شلون عرفت بيتي بعيد؟!

روكان: جوابي راح يثير ضجة أسئلة كثيرة بعقلج والأفضل ما أجاوب.

كلامة مثل البانزين على النار
كل كلمة منه تترك ألف علامة أستفهام وأستغراب بعقلي.!!!
بس حالتي ما كانت تسمحلي أتعمق بالموضوع،
أبتعدت عنه بسرعة من احسيت عليه مد أيدة يريد
ياخذ بصمة السيارة مني
مُـرجان: شكراً ما أريد أتعبك.

ما أنتظرت يكمل كلامة، صعدت سيارتي وشغلتها بسرعة
رفعت عيني عليه يباوعلي مبتسم أنحنى كدامي بخفة وأبتعد عن طريقي.
ما أنكر موقفة كان حلو من حاول يساعدني بعد ما شاف وضعي صعب بس كلامة ونظراتة وتصرفاتة كلها تثير الشك ممكن تعبر على شخص ثاني بس عليه
مستحيل واني شخص يدقق بأبسط التفاصيل.
ومن بعد هذا الموقف عرفت ما ممكن يكون شخص عابر.

حاولت أصفي عقلي حالياً بس لـ غيـد،
دخلت البيت وتسلطت أنظاري على عمي ظافر كاعد
بالحديقة ومدنگ راسة ضايع ما بين مشاعر الخذلان
والأسى، كعدت كدامة وعضيت شفتي بقهر حايرة
منين ابدأ وشلون راح أفتح الموضوع،
وحالتي مثل كل مرة خايفة تجي عيني بعينه ويلومني بنظراتة "شلون أختج وصلت لهذهِ الحالة
يا مُرجان وأنتِ غافلة عنهاحسيت ايدة الدافية
احتضنت كف أيدي وعصرها بهدوء
ظافر: كافي تلومين نفسج بكل موقف يصير يميني.

مُـرجان: وينها هسه؟! ما حجيت وياها؟!
ظافر: بغرفتها تتصنع النوم ورفضت الكلام وياية.

مُرجان: راح احجي وياها أني، بس بيا صيغة راح اسألها ليش سويتي هيج؟! بخوف؟! بحدة وغضب؟! لو بخجل منها بسبب أهمالي الها؟!

ظافر: مهما كانت الأسباب مايصير لا اني ولا انتن نتهاون بالموضوع، الغلط يبقى غلط حتى وأن بدر بأصعب الحالات.

مُرجان: شتريد اسوي هسه؟! داحس أختي ضاعت من أيدي عمو.!!! الطريق اللي مشت بي مو بسهولة تكدر تطلع منه.

ظافر: السبب أكبر من هيج مُرجانة اتركي العاطفة حالياً وحاولي تفهمين السبب الحقيقي، يحتاج اكلج أختج شنو؟! معرفتج الها كافية تبعد أحتمال تصرفت هكذا بأرادتها.

وهذا اللي لازم يصير ضروري نعرف تفاصيل الموضوع
حتى نكدر نساعدها، دخلت للبيت وكان التوتر
سيد الموقف، ياقوت وأديب كاعدين بالصالة
مغيمين حاولت أبتسم وأطمنهم بس ما نطو اي ردة فعل، مُدركين مدى الحزن والحيرة وراء هذهِ الأبتسامة،
تركتهم وتوجهت لغرفة غيـد كاعدة وحدها وصافنة بالفراغ، نهضت من مكانها من حست بوجودي،
لمت شفايفها الترجف داخل حلكها ونزلن دموعها
تقربت مني بخطوات بطيئة.!! خايفة.!! مترددة.!! منهارة.!!
ميلت راسها وشهگت بقوة تحاول تحجي بس ضاعت الكلمات بحنجرتها، أحتضنتها بقوة على كلبي
مُرجان: ريحي كلبي غيـد.!! أنطيني سبب يطفي ناري.!!

غيـد: عالجوني مُرجانة أموت اذا أبقى هيج والله.
مُرجان: احجيلي خليني اساعدج قبل لا تضيعين بدرب الظلام وتضيعينة وياج.

أبتعدت عني وتحضن بأديه وتضم بيهن على كلبها
غيـد: بس عالجوني فدوة ما أريد اضيع أكثر من هيج تلاحكوني.
مُرجان: راح تتعالجين وعد بس احجيلنة شلون صار هيج حتى نعرف شنتصرف.

ضمت وجها بين كفوف أديه تبجي بونين، رافضة تحجي حقيقة الصار وشلون وصلت لهذهِ المرحلة،
بس اللي فهمتة منها ندمانة وتريد تتعالج،
طلبت منها تحجي ويا عمي ظافر بس رفضت بشدة
غيـد: ما أكدر اخلي عيني بعينه خجلانة منه والله.

عجزت أفهمها وزادت حيرتي وزاد وياها هَمي بحالتها،
أستخدمت أسلوب عمي ظافر بهيج مواقف،
وبقيت أطمنها وبنفس الوقت أستدرجها بالكلام،
عسى ولعلٌ أفهم السبب وأطيح على العلة،
وأنهت الحديث بجملة وحدة كانت كافية تخليني
أدرك حقيقة الموضوع كامل
غيـد: وگعت ضحية لماضـي ياقـوت.

بهتت ملامحي وأنخفضت أنفاسي، صار اللي كنت
خايفة منه.!! رجع الكابوس يسيطر على حياتنا.!!
ماتت كل الأحرف بداخلي وماكدرت أنطق بشي
عصرت أيدي بقوة تتوسلني بنبرت صوتها المكسور
غيـد: خليها بيناتنة هسه وأذا تردين تساعديني فعلاً
خلي عمو ظافر ياخذلي أجازة ويعالجني خلال هاي الأيام.

هزيت راسي بقبول وهي أبتعدت عني منطيتني
ظهرها، ماكدرت اسألها شلون صار هيج وشلون وكعت ضحية ماضي ياقوت بعد كلماتها اللي نزلت نار على كلبي،
صعبة.!!! من جهة ضياع غيـد وحالتها التي يُرثى لها،
ومن جهة خوفي ياقوت تعرف السبب
وترجع تنتكس حالتها،
ممكن أخفي الحزن بكلبي بس كيف أخفي من عيوني؟!
حملت هَمهن اثنينهن على كتافي وحدتهن حملها بثگل جبل،
طلعت من الغرفة مختنگة وبين اهلي واحس بضياع،
كعدت بالمطبخ غركانة بالحيرة، فرگت صدري بقوة
ورددت بصوت واهن ومُتعب
مُـرجان: يا فارج الهمّ، ويا كاشف الغمّ،
فرّج همي ويسر أمري، وارحم ضعفي، وقلّة حيلتي.

بقيت مثل بلاع الموس، أديه مربطة كلشي ما أكدر اسوي،
أنتظر عمي ظافر ينتشلني من ضياعي ويوجهني
على الطريق الصح، حسيت عليه كعد كدامي يسأل بخوف
ظافر: شصار مُرجانة؟! حجتلج شي أختج؟!

مُـرجان: بس كالت عالجوني.

بقى يباوعلي بحيرة مايعرف شيسوي، وفعلاً غيـد
هدت حيلة وقيدت تفكيرة، طلبت منه ياخذلها إجازة
ونباشر بعلاجها، واني هم أخذت إجازة وماردت أترك غيـد
وحدها لأن حتمر بفترة صعبة علينا كلنا مو بس عليها،
ياقوت وأديب مستمرين بدوامهم وعمي ظافر كذلك.

بدأت فترة علاج غيـد ولأن نسبة المخدرات بجسمها
قليلة كانت حالتها أهون، مع ذلك راجع بيها عمي لدكتور نفسي، وسجلها بقاعة جم حتى تلعب رياضة،
بالبداية حالة غيد مرة زينة مرة تفقد عقلها وتتخبل علينا،
ومع ذلك كلنا عاذرينها، وبعد اكثر من أسبوعين صارت تتحسن، وترجع غيـد اللي نعرفها وحتى
هي فرحانة بنفسها، كانت كاعدة على سجادة الصلاة
ورفعت راسها علينا مبتسمة
غيـد: أحـس حيـرت الملائكة، مـرة ممنوعات مـرة صــلاة.

ضحك عمي ظافر وفرگ وجهه يستغفر
مُـرجان: حتى على نفسج تحجين.
غيـد: بس أحـس مرتاحة وأريد أرجع للدوام هم.
ظافر: إجازتج تخلص نهاية الأسبوع، على بداية الأسبوع الجاي أرجعي داومي بنيتي.

هزت راسها بقبول وقطع حديثنة ضجة أديب وياقوت،
أديب زعلان وشايل قاصة بأيدة وياقوت وراه تضحك
عليه بصوت عالي
ظافر: خير خير شبيكم؟!
أديب: اني أريد أكسر قاصتي هي شعليها بيه؟!!

وجهة أحمر معصب وعاگد الحواجب تحسة يريد ينفجر،
بس شكلة يضحك ويخليك تكزكز عليه لأن صغير،
باوع عمي ظافر لياقوت بعتب وهي مستمرة تضحك
ياقوت: عمو والله سالفتة تعبانة.!! يعني مشتري قاصة بـالف ونص وهسه يريد يكسرها لأن بيها ألف.

أديب: القاصة والألف هنه مالاتي ياقوت ليش تدخلين؟!
ظافر: كافي بابا شنو هذا الحجي؟! صغار أنتو؟!

أشر لأديب يروحلة
ظافر: وأنتَ ليش تريد تكسرها مو جديدة ومابيها غير ألـف.
أديب: اي محتاجة وأريد اكسرها.
ظافر: اني انطيك شكد ما تحتاج.
أديب: لا أريد الألف مالتي.
مُرجان: زين لا تكسرها اني انطيك الألف وانطينياها.

أندار عليه مبتسم
أديب: صدك؟! وشراح تسوين بيها أنتِ؟!
مُرجان: راح أجمع بيها.

طول بنظراتة مثل اللي يفكر بشي
أديب: زين وفلوس القاصة؟! اني اشتريتها بألف ونص وبيها الف يصيرن بألفين ونص ولأن اني جبتها يعتبر توصيل 500 هاي صارت عليج بـ3000 عادي؟!

ضحكو كل الموجودين لأن صار يتعامل وياية
إلا اني بقيت صافنة شنو من عقل شايل هذا.!!!
ظافر: صاير تاجر وليدي.

ياقوت: هذا قفاص عمو مو تاجر.
ظافر: مو قفاص هذا عنده عقل تجاري، ياريت تطبعين بأطباعة.

غيـد: نريد عقل طبيعي هسه وبعدين تجاري.
ياقوت: تلحكين بعقلي عود؟!!!
غيـد: عقلي يعادل عشرة من عقلج.

ونعرف نهاية هذا الجدال شنو وأنهى حديثهن عمي ظافر
قبل لا يتحول لمشكلة، گمت ويا أديب انطيتة فلوس القاصة
واخذتها منه، بعد فترة شتت أنتباهي أتصال على تلفوني،
كان من رقم غريب خليتة صامت وتجاهلتة، ورجع أتصل
مرة ثانية وثالثة لما أنتبه عمي ظافر على ملحة المتصل
ظافر: جاوبي بابا يمكن اكو شي ضروري.

مُرجان: رقم غريب ما أعرفة.
ظافر: ميخالف بنتي شوفي منو.

هزيت راسي وجاوبت وأجاني صوت حسيتة مألوف
بس ما أتذكر وين، تجاهلت السلام والسؤال عن وضعي
مُـرجان: منـو حضرتك؟!

سكت لثواني حسيتة أخذ نفس عميق
روكان: انا روكان.

نهضت من مكاني ودخلت للغرفة والتوتر أستحلني
مُرجان: تفضل محتاج شي؟! وبالأصح شنو اللي ممكن يصير يخليك تتصل بيه؟!

روكان: زين اهدي ما رايد شي منج بس حبيت أطمن عليج.
مُرجان: وبصفتك منو؟!

ضحك بصوت عالي لدرجة صار يگح واتنهد
روكان: يابة أعتبريني مريض ومحتاجج.
مُرجان: المريض يحتاجني بالمركز مو على التلفون أستاذ روكان.

هدأ صوتة وسكت واني بقيت ساكتة لما نطق هو
روكان: شلونج مُرجان؟! شلون صارت أوضاعكم؟!
صارلج أكثر من 10 أيام ما داومتي.!!!

بلعت ريگي رافضة حتى الكلام وياه
مُرجان: شكراً لسؤالك بس هذا الشي يخصني وما أحب اشارك أحد بي.
روكان: زين وأنتِ؟! شلونج؟!

زفرت أنفاسي بملل ما أريد احجي وياه بأسلوب يجرح
بس يجبرني، مهما كان الوضع شخص لا أعرفة ولا يعرفني،
بأي صفة أكعد احجي وياه واشرحلة وضع عائلتي وظروفي،
وجان لازم انهي النقاش وياه
مُرجان: زينة اني وشكراً لسؤالك، واترخص لازم أروح، وأتمنى ما تتصل مرة ثانية لأن سببتلي أحراج مع عائلتي.

روكان: دام أنتِ بخير هاهي، تصبحين على خير.

غلقة من ما جاوبتة وأجة على بالي سؤال هو منين
جاب رقمي؟! عضيت شفتي بحيرة وأفكر بسالفة هذا
الغريب اللي أجتاح حياتي فجأة، ما ترددت وجنت لازم أعرف منين جاب رقمي وأوقف هاي المهزلة الداتصير، وأتصلت عليه مرة ثانية أول ما فتح خط سألتة
مُـرجان: منين حصلت رقمي؟! وهو خاص كلش هم؟!

جاوبني بنبرة تختلف عن قبل دقيقة بحيث صدمني بيها
روكان: هيج جاي تسببيلي أحراج مع عائلتي ست مُرجان.!!

مُرجان: جاوبني وخليك صريح وبعدها لا تسببلي ولا اسببلك أحراج.

روكان: أعذريني هذا الشي يخصني وما أحب أشارك أحـد بي.

أغمضت عيني من أدركت دايردها إلي، أبتسمت ومسدت بأصبعي السبابة على جفن عيني وحبيت ألعب على الأوتار
مُرجان: بس من أشغلت تفكيرك وأتصلت بيه حتى تطمن بهذهِ الحالة ما أكون اي أحـد بالنسبة الك مو؟!

روكان: سبق وكتلج جوابي راح يثير ضجة أسئلة كثيرة بعقلج فَـ أتعلمي لا تتعمقين بكلشي.

مُـرجان: راح أعتبر هاي المكالمة ما صارت ولا اللي قبلها،
وأن صار وتكرر الموضوع وقتها راح أثير ضجة بحياتك
اندمك عليها عمرك كله فَـ الأفضل الك تتجنبني.

تنرفزت من أسلوبة وغموضة، وبدون ما يجاوبني
طگ بركان اسئلة براسي، وماراح يهدالي بال قبل
لا أعـرف حقيقة الأمور الداتصير،
قابل اسلوبي البارد بضحكة مستفزة أكثر من كلامة
روكان: راح أسبقج بخطوة.

حجاها وغلق الخط واحس فزز شياطين براسي،
منو هذا؟! وشعندة وياية؟! مرتين بس مرتين شفتة.!!!
شلون تحول الوضع لهيج شلون تأزم بهذهِ السرعة،
دخلن ياقوت وغيـد ولاحظـن ممكن صاير شي
ياقوت: خير ياطير؟!

فرگت وجهي بحيرة وكعدت على سريري ما مستوعبة
اللي دايصير وحجيتلهن المواقف الصارت ويا روكان،
والحديث اللي دار بيناتنة هسه هم وزاد خوفي أكثر كلامهن
ياقوت: خاف يطلع واحد من عشيرة عمامنة ويعرفنة؟!

غيـد: الوضع صار يحتاج مــلاية ولطم شـروگي.

رفعت عيني عليهن وأنقبض كلبي أذا صدك
معناها راح ننتهي، أغمضت عيناي بقوة أفكر شلون ممكن أتصرف، وشلون اتأكد من الموضوع وأعرف هدف روكان
ياقوت: مو المفروض نحجي لعمو ظافر؟!

مُرجان: لا مو هسه خلي اتأكد من هويتة واشوف شلون نتصرف بعدها.
غيـد: أسفة على الكلمة بس أستخدمي اسلوبج التوكسك وراح ينحل الموضوع.

ضحكت ياقوت وطلعت تركض من الغرفة تريد
تجيب تلفونها من الصالة، واني هزيت راسي بقبول
ماكو غير حل لازم أتصرف بأسرع وقت قبل لا يصير شي،
وخاصة بعد حجايتة "راح اسبقج بخطوة"،
رجعت ياقوت كعدت بالزاوية وعينها بالتلفون، فززتنة مـن لطمت على وجها وصاحت بهمس
ياقـوت: صخام بعينج قوتة.

رفعت عيني على غيـد مستغربين تصرفها
مرجان: صايـر شـي؟!

ما جاوبتنـي وبقت مندمجة وتقرة بالتلفون، مـرت ثوانـي ورجعت تضرب علـى خدها بخفة واحسها متعجبة
ياقـوت: يا يا يا صخام صخام عود صدك؟!
مـرجان: لـو تحجيـن شكو لو تكتمين صوتج ياقـوت.

رفعت عينها عليه وعلامات التعجب علـى وجها
ياقـوت: ولج غيـر ما تدرين شقريت جان ما كاعدة مكابلتني هسه.

مُرجان: شقريتي احجيلي؟!
ياقـوت: داقـرأ علـى الشخصية السامة يعني "الحيـة" ولج كُـل الصـــفات بيه، يعنـي انـي اعتبـر حية بـس ما حاسة بنفسـي.

غيـد: مـن زمان اكلج أنتِ حية بـس متقتنعين.

وكالعادة مستحيل ينفتح كذا حديث بدون ما يتناگرن،
وحدة ترفع والثانية تكبس واللي زاد الوضع سوء برود
غيـد اللي من خلاله تكدر تستفز أي شخص، ما سكتن إلا من نترت بيهن
مُرجان: بدون تزعطط ما أسمع صوت وحدة بيجن.

رادت تحجي ياقوت خزرتها بسرعة وسكتت، راحن كل
وحدة لفراشها واني مثل كل يوم أطمن على أديب وعمي ظافر، واكعد فترة بالمكتب وحدي يلا أنام،
ثاني يوم الصبح كلنا كاعدين عمي ظافر أخذ أديب
وطلعو لدواماتهم، وياقوت جهزت نفسها وحضرت الريوگ وكعدت يمي بالصالة تتريگ قبل لا يجيها ابو الخط
ياقوت: تفضلـي لا تستحيـن.

مُـرجان: بالعافية بـس انـي سبقتج .
ياقـوت: دائماً تضيعيـن فرص الحياة مـن ايدج.

مُـرجان: اي مـو عزمتينـي علـى منصب بالدولة ورفضتة وصرت غبية واضيـع فرص الحياة .

طبطبت علـى كرشها منتعشة
ياقوت: أهـم شـي هذا، يا منصب يا فلوس يا بطيخ .

ضحكت وسكتت عنها، طلعت بعد فترة للدوام
وبقينة اني وغيـد، للظهر رجعو كلهم واني طلعت لدوامي
للمركز، أول ما نزلت من سيارتي صار بوجهي آشـور
نظراتة غريبة ويحجي بأسلوب جاف عكس كل مرة
آشـور: شلونج؟! وشلون صارت أختج؟!
مُرجان: الحمدلله بأحسـن حال.

هز راسة بأيجابية وسبقني كم خطوة، رغم أستغرابي ما
سألت ليش هذا الأسلوب الجاف.!!
دخلت للمركز وأستقبلتني سرى تسأل وتستفسر وهلكتني
لما شبعت فضولها وسكتت،
تركتها وتوجهت للموظفة المسؤولة عن تسجيل
الحالات اللي تجينة وتهتم بملفاتهم
مُرجان: لارين أحتاج ملف المريض غفار.

لارين: يا غفار عدنة 2 نفس الأسم.
مُرجان: انطينياهن اثنينهن.

طلعت ملفاتهم انطتنياهن، فتحت الأول اسمة عبدالغفور
مو غفار، والثاني كان غفار أبـو الحسن، عگدت حاجبي مستغربة
مُرجان: أسم أبو "أبـو الحسن"؟!!!

لارين: لا ابنة أسمة الحسـن.

رفعت عيني عليها من هول الصدمة
مُرجان: ومن شوكت ينكتب أسم المريض هيج؟!
المفروض اسمة الثلاثي لو متبري من أهله وما نعرف؟!

لارين: امممم هذا طلبة ينكتب اسمة هيج ودكتور فادي كال عادي مشيها اله.
مُرجان: زين تعرفين الولد اللي وياه شيصيرون منه؟!
لارين: اي ولد عمة.

بقت عيني على الملف وأضرب أخماس بأسداس،
قطع صفنتي سؤالها بنبرة تلاعب
لارين: اشوفج تفكرين بيهم هواية خير مُرجان؟!

حجتها وغمزتلي من رفعت عيني أباوعلها،
وهنا اتبعت نصيحة غيـد لازم أتصرف بأسلوب توكسك
حتى اوصل للي أريدة، أبتسمت وسندت ايدي على مكتبها
مُرجان: برأيج ما يستاهلون واحد يفكر بيهم؟!

ضحكت بصوت عالي ورجعت شعرها ولهانه
لارين: اي والمسيح حقج.

مُرجان: زين اطلب منج طلب بس بيناتنة.
لارين: أذا اكدر عليه من عيوني كولي.
مُرجان: تكدرين تحصليلي هوية روكان؟!!

رفعت راسها تفكر ورجعت أنظاراها عليه مبتسمة
لارين: اي بس بمقابل تقبلين؟!
مُرجان: وهو؟!
لارين: اذا ضبطتي الوضع ويا روكان ترهميلي الوضع ويا هذا الحلو الثاني الطويل.

أقرف من هيج مواضيع ومن هيج بنات بس كنت
مجبورة أكمل وياها لأن اني ماكدر احصل هوية روكان
اذا اكو شي حيكون حذر مني وواضح عليه شكد ذكي
مُرجان: أعتبريها صارت.
لارين: تمام متفقين، همه عدهم موعد اليوم بس يجون متأخرين.
مُرجان: تمام أعتمد عليج بعد.

هزت راسها بقبول واني رجعت لشغلي، وطول الوقت
تفكيري متمحور حول هذا الموضوع،
أنفتحت الباب ودخل آشـور بأيدة گوبين گهوة،
خلالي واحد على الطاولة صغير يم الباب وأشرلي عليها
آشـور: أشربيها دامها حارة.
مُرجان: شكراً ليش تعبت نفسك.

حرك حواجبة بمعنى عادي وطلع من يمنة،
مو بحال أفكر بحالتة بس لخاطر العشرة واجب اسألة
اذا بي شي ممكن صاير وياه شي ما يخصني،
كملت علاج للمريض اللي بين ايدي وأخذت الگهوة وطلعت
أدور على آشـور، انطتني خبر لارين بوحدة من غرف
المراجعين، دخلت عليه جان ملتهي بعلاج مريض
مُرجان: شكد وتخلص؟!
آشـور: محتاجة شي؟!

مُرجان: نحجي شوية لو ما ممكن؟!
آشـور: احجي اسمعج.
مُرجان: بيك شي؟! أحس وضعك مو تمام.!!
آشـور: يهمج؟!

ميلت وجهي عنه وزفرت بنفاذ صبر، أكره تصرفات المراهقين
مُرجان: يعني لو ما يهمني اجي أسال؟!
آشـور: يمكن فضول.
مُرجان: وشتعرف عني؟!
آشـور: مو فضولية.
مُرجان: خلص لعد، وهسه تحجيلي شبيك؟!

رفع راسة عليه بعد ما ثبت أحد الأجهزة للمريض
آشـور: أخر يوم داومتي وصار عندج ظرف طارئ وطلعتي منو وصلج البيت؟!

مُرجان: أذا ناسي عندي سيارة.!!
آشـور: اي واللي وصلج بسيارتج هم منو؟!
مُرجان: اني رحت وحدي.

ضحك مستهزأ ودار وجهه عني
آشـور: تكذبين بكل صلافة؟!!

تقربت عليه أهمس متجنبة المريض يسمعنة
مُرجان: إلزم حدودك آشـور صح أنتَ عزيز عليه بس
تعرفني لا قبلت ولا راح أقبل على الغلط وياية،
يا تحجي شصاير وتبطل لف ودوران يا تحلم أحجي وياك حرف بعد.

أندار عليه يباوعلي بغضب
آشـور: من شوكت تعرفين روكان وتسمحيلة يساعدج؟!
ومو اي مساعدة لا يوصلج لبيتج وبسيارتج هم.!!!

مُرجان: ومنين جايب هذا الكلام.
آشـور: ومهم منين؟! ليش تضيعين الموضوع؟!

مُرجان: من حقي أعرف منو متهمني هيج أتهام.
آشـور: ويتهم نفسه هم؟! روكان اللي كال هذا الكلام.

مُرجان: هو أجة شخصياً الك وحجالك؟!
آشـور: لا بس اني سمعتة يحجي ويكول وضعها كان صعب وغيرتي ما سمحتلي اتركها بهذا حالها وكلام ثاني بين غزل ومدح بشخصيتج وجمالج.

هزيت راسي وناويتها شر هاي المرة من صدك على روكان،
ردت اطلع واستوقفني آشـور متعجب من ردة فعلي الباردة
آشـور: ماراح تبررين الموقف؟!

مُرجان: لأن ما مجبورة ابررلك شي آشـور، بالنهاية احنه مجرد أصدقاء، بحالة وحدة ابررلك اذا أغلط بحقك وبس.

تركتة بصدمتة وطلعت من يمة بوجهي على لارين
مُرجان: المراجع غفار يتأخر اليوم؟!
لارين: كنسلو الموعد اليوم، على باجر يلا يجون.

أبتعدت عنها متضايقة أبد مو وقتة جان لان أعرف
شي عنهم حتى لو تفصيلة صغيرة تساعدني أربط الحلقات
وأعرف شدايصير وياية، طلعت من المركز بعد ما انتهى دوامي وأنعاد نفس المشهد كدام عيني، رجال واكف تحت الضوء الكبير ولابس قبعة خافي ملامح وجهة،
ما أعرف منين أجتني الجرأة ونزلت من السيارة اريد
اشوف هذا منو؟! نزلت امشي بأتجاهه وهو دارلي
ظهرة وتمشى للظلام بخطوات هادئة،
أسرعت بخطواتي ناحيتة بس تراجعت من عيني شافت الظلام الدامس اللي دخل بي،
كلشي تراكم عليه وكل المواقف صارت غريبة هاي الفترة
ناس طلعتلي من جوة الكاع وكلها وراها أسرار وغموض.

رجعت للبيت مهدود حيلي من التفكير والقلق،
وزادها عليه حديثي ويا أديب، كاعد يحجلي على
المدرسة وشنو أخذو من دروس
أديب: مُرجانة اليوم المُعلمة كالت أي شي نزرعة بتربة خصبة وننطي ماي راح ينبت ويكبر صح كلامها؟!

مُـرجان: اي حبيبي صح مثل الورود اللي زرعتوهن قبل فترة أنتَ وبابا ظافر كم يوم وراح تشوفهن كبرن.

أندار عليه ينظرلي بنظرات تأمل وخسف كلبي بسؤالة
أديب: لعد ليش ما نزرع صورة ماما؟! وهم ننطيها ماي وتكبر وترجع تعيش ويانة.!!

كلامة ترك ندبة مؤلمة بكلبي، جوابي راح يحطم كل أمل بداخلة وراح تنوجع روحة، بهذا عمري واني أحتاج وجود امي بحياتي شلون حال كلبة وهو فقدها بفترة تعلقة الشديد بيها؟! صغير على فهم الأشياء الداتصير بحياتة وحياتنا وراح يبقى يتأمل رجعتها او يتأمل طريقة ترجعها النه ما يعرف الموت ما منه رجعة
مُـرجان: حبيبي أديب ماما انتقلت لعالم أخر ماتكدر تجينة بعد بس احنه نكدر نروحلها.

أديب: ليش ما نروح يمها ونعيش كلنا بالعالم الأخر اللي تحجين عنه؟! والله ماما تحبنة خطية تبقى وحدها.

مُـرجان: راح نروح كلنا بس مو هسه أكو يوم محدد نروح بي وأنتَ لما يجي هذا اليوم ادعيلها بالرحمة وادعي ربي يجمعنة بيها.

أديب: بابا ظافر كال كل ما تشتاقلها كول "اللهم إنّا نسألك صبراً" ليش؟!

سحبتة بهدوء عليه طبعت بوسات على راسة وحاولت أخفي حزني وغصتي وابقى مبتسمة كدامة
مُـرجان: حتى يمضي الوقت بسرعة ونكدر نلتقي بيها.

رفع عينه على عمي ظافر اللي دخل من برة،
وواضح على ملامحة سامع حديثنة، كعد يمنة وبدأ
يشرح لأديب حول الموضوع وكيف ممكن نلتقي بماما بالأخرة وهو مركز وياه، مرت الليلة بألف آه صعبة حيل صعبة، أحس الدنيا كلها على ظهري، نمت ساعات قليلة وكعدت من الصبح وسؤال واحد ببالي ضروري أعرف أجابتة من عمي ظافر، أول ماكعد من النوم حاولت آروي فضولي
مُرجان: معقولة عمامي ما حاولو يدورون علينا؟!
صار سنين طويلة من مات بابا مهيب وينهم عن بناتة؟!

أستغرب سؤالي وأندفاعي بالكلام وتقرب مني بحذر
ظافر: صاير شي؟! ليش هذا السؤال مُرجانة؟! مقصر وياكم اني بشي؟!

مُرجان: حشاك من التقصير عمو، بس أريد اعرف ليش محد سأل عنه وانتو تكولون عدنة جد وعمام وعشيرة كاملة؟!

كعد على طرف الكرويتة يلبس حذائة يريد يطلع
للدوام وجاوبني بنبرة هادئة
ظافر: متوقعين أنتن وأمجن ميتات قبل وفاة ابوجن.

بهتت ملامحي وأجتاحني شعور غريب، شعور ورع
نهض على حيلة وسحب راسي بين كفوف اديه مقبل جبيني
ظافر: مثل ما عشنة طول هاي السنين بعيدين عنهم راح نستمر تمام بنيتي.

مُرجان: شلون صار هيج؟!
ظافر: احجيلج من أرجع وعد بس لا ترهقين نفسج.

تركني بحيرتي وصدمتي بالحقيقة وطلع،
كل فترة نمر بظروف صعبة ونعيش أيام تعيسة
بس هاي المرة ماراح تعدي مثل اللي فاتن.!!!
الخسارة راح تكون كبيرة بسبب حقائق مجهولة.!!

ضيعت أول النهار بشغل البيت، وبعدها توجهت لدوامي
وأول ما دخلت ضحكتلي لارين وأشرتلي اروحلها
لارين: الأخبار عال العال وراح تعجبج.
مُرجان: شصار؟!

فتحت تلفونها ووجهتة عليه ماخذة صورة لهوية روكان،
أبتسمت بفرحة وسحبتة من أيدها بحماس،
أحس نفسي وصلت النهاية بس من قريت أسمة
وتوضحلي هو ما يقربني ولا حتى بالجد الرابع خابت
أمالي، وتحطمت كل معنوياتي رجعنة لنقطة الصفر
لارين: شبيج؟! اشوف حماسج بَهت؟!!

رجعتلها تلفونها وحاولت أبقى مبتسمة
مُرجان: لا بالعكس وشكراً كلش تعبتج وياية.
لارين: ماكو اي تعب بس على أتفاقنة ها.!!

هزيت راسي بأيجابية وتوجهت لغرفتنة اني والبنات،
خليت أغراضي على جهة وعدلت نفسي، قبل لا أطلع انفتحت
الباب بقوة رفعت راسي متنرفزة اريد اشوف منو هذا اللي
دخل بهذهِ الهمجية، عگدت حاجبي مستغربة وجودة بهذا المكان
مُرجان: خير؟! تيهت غرف المُرضى؟!

أخذلة نظرة سريعة على كل تفاصيل الغرفة ورجع
باوعلي، ملامحة جامدة مثل الجليد
روكان: يمكن دخلت الغرفة الخطأ، بس دام شفتج خليني أسألج وين الحمامات؟!

مُرجان: ارجع 5 او 6 خطوات ويصير على أيدك اليسرى،
اللوحة كبيرة لدرجة تكدر تشوف وتندل.

هز راسة وقبل لا يطلع ركز نظراتة بعيوني، بلل شفتة السفلية واشارة أستفهام بعيونة
روكان: ليـش ما نايمة زين؟!
مُرجان: تريد تعرف ليش؟!
روكان: إذا تحبين تحجين ومابيها أحـراج طبعاً.
مُرجان: امممم بس ما أحب احجي.

أخذت تلفوني بأيدي وردت اطلع من صرت قريبة منه،
فززني بصوت ضحكتة العالي، بقيت رافعة راسي عليه مصدومة
مُرجان: أنتَ ما كاعد ببيتكم ياريت تنتبه لنبرة صوتك.

روكان: سوالفج عجيبة تدرين؟!
مُرجان: مع أحترامي الك بس سوالفك ناقصة، استحي على نفسك تكذب براس ناس غربة متعرفهم.

دنگ لمستواية مبتسم ورفعلي حاجبة
روكان: انا ناقص بس مو ويا النسوان.

خزرتة وطلعت من المكان متجاهلتة وبس صوت ضحكاتة ترن بأذني، ولسوء حظي أنجبرت أساعد دكتور ستار
بعلاج المريض غفار، كان هادئ هو والولد اللي وياه اسمه لواء،عكس روكان يا يحجي ويا دكتور ستار ومسوي جو،
يا يحجي ويا الولد مرة يمدحهم مرة يحجي عليهم،
أو يسكت وتتسلط عيونة عليه يفترسني بنظراتة لما
نخلص علاج ويروحون.

ما حاولت أحتك بيهم بعد وأبتعدت كل البُعد عن روكان،
أعتبرتة شخص غريب مهوس أو ممكن مريض،
ومعروفة حالة أغلب الشباب يدخلون تحدي مع أنفسهم
حتى يتقربون من شخص معين عاجبهم او العكس.
مرت أيام والجو هدوء وما فتحت موضوع عمامي بعد ويا عمي ظافر لأن حسيتة فهمني غلط وشال بكلبة عليه.

وهيج مـر الأسبوع نفس الروتين وكنت اساعد دكتور ستار مثل كل مرة بعلاج غفار، طلب مني نستخدم جهاز معين
ضبطتة مثل ماراد ولمجرد لمس غفار صرخ بية بحدة،
صح الصرخة كانت من الألم بس صارت بوجهي،
حاول يلومني انو اني اللي انطيت طاقة زايدة للجهاز،
ما تحملت أتهاماتة وجشعة أتجاهي ونترت بي
مُرجان: رجاءاً أذا أنت فارغ وناوي تخلق مشكلة
حتى ما تتعالج لا تخلق مشاكل ويانة شوفلك طريقة ثانية.

كنت اتكلم وياه بحده وعصبية بدون ما أنتبه لنفسي،
سكتت من ساد الهدوء بالمكان، وعيوني بعيونه اللي تجدح نار من العصبية، نزلت عيني على أيدة قابضها بقوة،
تكلم بهدوء ويا لواء عكس حالتة اللي تحسة راح ينفجر
غفار: صار ضروري نشوف مركز ثاني لواء،
وهسه طلعني منا وبدون محاولة أقناع.

ضحك روكان بأستفزاز وتقدم على غفار سندة ورفعة بحركة سريعة من السدية مخلي على الكرسي المتحرك مالتة
روكان: هذا جان رأيي من الأول، راح ننتظرك بالحديقة لواء.

دفع غفار مطلعة من الغرفة متجاهلين كلام دكتور ستار وياهم، ندمت على كلامي لأن خليت الدكتور بموقف صعب،
وأسلوبي لازم يكون هذب بكل الاوقات والحالات،
لأن سمعت المركز تعتمد على تعاملنا مع المُرضى،
رفعت عيني على لواء من طگطگ رگبتة بهدوء وسلط أنظاره عليه
لواء: كَونج ما تعرفينة أو ما متعلمة الأصول صح راح أعديها هاي المرة بس شرط تطلعين تعتذرين من غفار وخلاف هذا الشي حيصير شي ما يعجب كل الأطراف.

تهديد علني وواضح، تحرك يريد يطلع وحذرني اتأخر
لواء: راح أنتظرج بس دقيقتين.!!

طلع بسرعة واني بقيت جامدة بمكاني، خاف جانت عايزة هاي التمت من كل صوب على راسي، قطع صفنتي دكتور
ستار اللي زعل من الصار
ستار: الغلطان يعتذر مو مُرجان؟!!

هزيت راسي بأيجابية وطلعت من يمة بدون ما احجي شي،
مشيت بخطوات سريعة متبعتهم لسيارتهم وتجاهلت روكان ولواء وعيوني ثبتت بس على غفار، تقربت منه وهمست
مُرجان: جنت تخلق عذر حتى تطلع من المركز
واليوم اجاك العذر بدون جهد منك واتخذت اسلوبي سبب،
بس لو نصفنلها اني وياك راح تشوف نفسك أنتَ غلطان،
أذا تريد أعتذرلك هسه ما عندي مشكلة بس تتوقع شنو لذة بأعتذاري واني ما غلطانة؟!

بقى مركز بكل حرف انطقة
عيونة تنتقل بين عيوني وتنزل على شفايفي
مترقب كلامي، هز راسة بخفة بعد صفنة طويلة
وجاوبني بصوت مسموع
غفار: أعتذارج وصل وأنتِ هم أعذرينة على الأزعاج.

رفعت راسي وأبتسمت احب الناس الذكية
مُرجان: الله يشفيك ويلهمك الأرادة.

أبتعدت عنهم متجاهلة البقية، ورجعت للمركز،
وهيج مرت الايام ما رجعو بعد للعلاج
يمكن شافو مركز ثاني واستبعدت رجعو لبيتهم
لأن روكان كان كل يوم من اروح للمركز اشوفة
واكف هناك وكأنو ينتظرني، وصادفت أكثر من مرة
يسلم عليه ويحاول يطول حديث وياية بس اني أنهي
النقاش وابتعد عنه، وبيوم تأخرنة لليل كلش يلا كمل شغلنة طلعت، لسيارتي وجذبني ورقة صغيرة متروكة على جامة سيارتي مكتوب بيها كلمات قليلة "أبتعدى عشرة أمتار عن روكان"، رفعت راسـي أباوع بكل الأرجاء وطاحت عيني على
نفس الشخص اللي يوكف بالظلام، ردت اتقرب ردت اسمع منه ليش كل يوم واكف ويباوع بس شتت تركيزي صوت سرى تصيح بأسمي
سرى: مُرجان نسيتي تلفونج.

أخذتة منها وتشكرتها، أنداريت على مكان الظلام
بس ما كان اكو أحد، مجرد ما يشوفني نفسة ويختفي،
رجعت للبيت ولاكتني مصيبة ثانية، جية وجدان لبيتنة
وعركتها ويا عمي ظافر بخصوصنة، البنات مكتئبات وأديب زعلان شلون عمتة هيج كارهتنة، عمي ظافر طلع للحديقة
وراد يبقى وحدة.

كاعدين بغرفتنة كلمن ماخذتلها زاوية ووصلني
مسج على تلفوني "أنتظرج بجهة بيتكم اليسرى"
أستغربت وكلبي خفق قلق، تجاهلتها كلت يمكن بالغلط وصلتني، بس الرسالة الثانية أرتعش كل جسمي بسببها،
صورة لعمي ظافر كاعد بالحديقة وفوهه سلاح موجهه عليه وكاتب جواها "تحتاجين بين الـ3_4 دقايق حتى تجين"
نهضت من مكاني بسرعة مفزوعة، سحبت أديب وياية بدون تفكير وتخطيط، طلعنا من الغرفة وهو عينه عليه مستغرب
مُرجان: أديب حبيبي ابوك لازم يدخل جوة لأن اذا يبقى راح تهيج عندة الشقيقة وراح يتعذب تقبلها؟!

هز راسة نافي
أديب: لا بس شلون نخلي يدخل؟!
مُرجان: كله تريد تنام أنتَ وماتكدر إلا يمة واحجي بحزن حتى يصدكك.

هز راسة بدون لا يناقشني وطلع، أقل الدقيقة ودخلو سوة،
يمشي مدنگ راسة حتى ما باوعلي يتوقع احنه
زعلانين من كلام وجدان،
فرگت وجهي بقوة وذبيت نفس براحة بس هل من
المعقول أنتهى الموضوع عند دخول عمي؟!
أكيد لا مستحيل هذا الغريب يعوفني بحالي، وصلني مسج منه "عفية الشطورة وهسه اطلعيلي نتصافى"
صابتني رجفة وهلع من الموضوع كتبت بصعوبة
مُرجان: منو أنتَ وعلى شنو نتصافى؟!

توقعت راح يجاوبني وفعلاً جاوبني بس مو على سؤالي
"هاي المرة انطيتج فرصة لا تتوقعين انتهى الموضوع بدخولة، بالجايات راح يطيح جثة عند الباب بدون سابق أنذار، وبقى كدامج 58 ثانية".

غمضت عيوني بقوة وحايرة اللي موجود برة بأيدة سلاح
حتى وأن انطيت خبر لعمي ظافر ماراح ينحل الموضوع،
وهم كال راح نتصافى يعني حسابة وياية وبس،
خليت شال على راسي وطلعت وكلبي صابتة رجفة،
لمحتة عيوني واكف كدامي نفسة الغريب اللي جمعتني بي الصدف، أذا كنت ما محسبتلة حساب بعد تهديدة
تغير الحال وصعبت حالتي وياه،،،
تمشيت بخطوات بطيئة أتجاه بيناتنة أمتار بس
اديه بجيوبة ونظراتة مستقرة على عيوني ومبتسم،
فتحت عيوني على وسعها شهگت بفزع
من صار رجال ثاني وراء روكان،
أحتضنة من ورة مخلي أيد على حلكة وبأيدة الثانية
سجينة نبتت بركبة روكان وانسحب من كدام
عيني للظلام الدامس....

َ~~~~~~~~~~~~~~

توقعاتكم طرگاعاتي؟! 🍊

•أي شي بخصوص القصة راح ينزل بستوريات الأنستا [ itsara.kh ]

Continue Reading

You'll Also Like

17.3M 894K 181
حينما يحاسبنا على الذنب أهل الذنب أنفسهم! قد كان يطمح في حياة هادئة، شاب اقتحم الحياة وفتح ذراعيه لها فلم يجد نفسه إلا شريد لا يعرف أين الطريق و أصب...
80.8K 8.1K 13
خرجت القابلة من الغرفة وهيَ تُطبطب لتلك الصغيـرة لتسكت لكنها ما زالت تصرخ بقـوَّة، عندها ضحكت القابلة وقالـت بهمس في أُذن الطفلة : - ليكُن قدركِ مثل...
1.9K 318 5
انـا لا أعـرف هـذا المَڪـان المشئـوم الذي يحَيـط بَــالسـواد! وَلا حتـى أعـرف مَنْ أنـــتَ! ولمَـاذا أنـا...
97.7K 5.9K 4
حدقت بيها بشكل مطول زفرت حيل ونهضت أفتر مسحت وجهي مسستحيل أقبل بالي تريدة وجاي تحجي مسسسستحييل وگفت گبالي بنظراتها الحادة.. -أنسي وهذا گلبج تبردينة...