open the door...

By hsmlk1

4K 458 721

القصة قَد تَحتوي على مواضيع حَساسة لِلبعض: ذكر الموت الافكار الانتحارية الإساءة ذكر القليل من التَعنيف الأسري... More

أَنا أَغرَقْ
إفتَح الباب
أُمي سامَّة
نَظَراتْ
شِجار
وَحدَك
أرَق
شَغَفْ
فُقدان الشّهية
أُلاحِظ
لَن أبتَعد
أصدِقاء
كِتمانْ
مِرآة
وَحشْ
مُسامَحة
صِفر

غَضَبْ

146 21 50
By hsmlk1


مشاعرُ الغضب
هي أكثرُ المشاعر صعبة الضبط
من الصعبِ جداً أن تَتحكم بِمشاعر الغضب
هي تَتدفَقُ ضمن عروقكَ
وتُجبِرُكَ على قولِ كلام لا تَودُ قوله
لسانكَ يبدأُ بإخراج أسوء الكلمات
وعقلكَ يختار أبشع التذكارات
وتبدأُ دونَ توقفٍ بالصراخ
وبعدها...
بعدها تعودُ نادماً على كل الكلام الذي صدر منكَ
وترفضُ التّصريح بأنك صاحبُ هذا الكلام
الغضب مُجرد لحظة...لحظة تَتحول لِندمٍ يُرافِقُكَ طيلةَ حياتك

فَـكيفَ استطيع؟
كيفَ أصمتُ واتحملُ هذهِ المشاعر؟
كيفَ اكبُتها داخل شراييني؟
هذا صعبٌ للغاية،وخصوصاً بالنسبةِ لي
أصعب مِن هذهِ المشاعر هي 'ميزتي' هي تدفعُني للغضبِ أكثر
جسدي يفرز مادةً تجعلني أودُ الصراخ وإفراغ كل الغضب المكبوت،والا ستنفجر عروقي...
هذا أيضاً ليسَ تبريراً...
أنا لا أتوقف عن إخراج التبريرات،لكنهُ هذهِ المرة صحيح
أقسمُ أنها ميزتي،الانفجارات لا تَتوقفُ في عروقي وتجعلُ عقلي مشوشاً كما الآن…
هذهِ الفترة اصبحتُ هادئاً وقليلَ الغضب والصراخ
ولهذا السبب أعاني مِن فقداني لوعيي كثيراً مؤخراً
وحتى عِندَ التدريب تبدأُ يداي بالنزيفِ سريعاً وأعودُ سريعاً لِمُعالجتِها
صدقوني أنا لا ابررُ غضبي هذهِ المرة لكنها الحقيقة

الغضبُ يدفعني لِمشاكل عديدة
يعتقدُ الجميع أني مُجرد وحش لا يَتوقف عن الصراخ
لكنّي أجدُ في الصراخ الطريق الأمثل لإفراغ كل المشاعر المكبوتة
أشعرُ بالإختناق الشّديد
الكلام يبدأ بالتراكم في حلقي ويُجبرني على إخراجه عن طريقِ الصراخ
أنا لا أقصدُ هذا
أنا آسف
آسف لكوني أجرَحُ مشاعِر العديد من النّاس عن طريقِ الخطأ
أعلمُ أن مشاعِر النّاس ليسَت مُجردَ لعبةٍ نتبادلُها لِنتسلى بها
وأعلمُ أنني أبالغُ في إخراج الكلمات السيئة
لذا ها أنا الآن أُدرِبُ نَفسي على شئٍ أفضل
أصبحتُ عِندَ الغضب أخرج هذهِ المشاعر عن طريقِ تكسير أي شيءٍ أمامي
أو عن طريقِ الانفجارات في يدي
أو أن اخدُشَ يدي!
أن أفجر رأسي!
والكثير من الأمور…لكنّها أفضل بكثير من أن أكسرَ أحدهُم
أو أن أبقى نادماً على فِعلتي طيلةَ حياتي…

وبالنسبةِ لميزتي وأضرارها الجانبية…فأنا لا أهتم
حتى لو نزفت يداي وتوقفَت قُدرتي أنا لا أُبالي
الأهم من كل هذا هُم مَن أُحِب
النّاس التي أُحبها ولا أريد أن أكون السبب في الابتعادِ عنهم
لا أريد ارتكاب نَفس الخطأ الذي ارتَكبتُهُ مع 'ديكو'
فَيكفيني ما ارتكبتُ من أخطاء
لستُ مُستعداً لندمٍ جَديد
ولا لشعورٍ كئيب
حالتي أصبحَت سيئة
وانا أعرفُ أن نَفسي تَستحِقُ هذا العذاب
لأن نَفسي مُجرمة وإنها تَستحِقُ العِقاب
أفتعلتْ شتّى أنواع الجرائم لي ولغيري
وأولها جرح نَفسي
لا تُعاتِبوني،فأنا لستُ مُخطئاً إنها نفسي!

أصدقائي
أساتِذتي
أُمي وأبي
وحتى أعدائي
لطالما استمريت بالصراخِ بوجهكم
لكنكم لا تَستحقون هذا
إنني أعتذرُ مِن كل قلبي
لكنها شخصيتي الحقيرة والتي أحاولُ تغيرها
أمنحوني بعض الوقت،فرصة…فرصةً واحدة
وأُقسِمُ أني سأكونُ موضع ثقة هذهِ المرة
وأُقسِمُ أني سأضبطُ لساني أمامَ كل مَن أُحِب
لكن...أعيروني فُرصةً وحسب

ها أنا ذا أعودُ غاضباً مُستاءً للمسكن
تَعتصِرُ قبضة يدي بقوة
والعروقُ تبرزُ من جبهتي
أسناني تُصدِرُ صريراً مسموعاً
واللهبُ يَفتكُ عيناي،'إنه شعورُ حرقةِ الدموع لا أكثر'
غصةٌ قوية تَجعلُني غير قادرٍ على الكلام
وخزٌ شديد في قلبي يُجبرُني على الصراخ
وها أنا ذا…أعودُ غاضباً مُجدداً

أمشي والغضب يَملأُ عروقي
الشارع والنّاس من حولي كُلها تزيدُ من غضبي
كلماتهم الخافتة تَدخلُ مسامعي وتزيدُ من توتري
أكرهُ تواجدي قُربَ تجمعات النّاس في أثناءِ غضبي
هذا يَجعلُني مُشتتاً
وصلتُ إلى المسكنِ أخيراً
صعدتُ إلى غرفتي سريعاً متفادياً الجميع
كلامٌ يملأُ رأسي يَجعلُني أود الانفجار
نظراتي أصبحَت مُشوشة وحرقةُ عيناي ازدادت
ولسوءِ الحظ اصطدمتُ بشخصٍ أمامي
إلهي ليسَ الآن…

"باكوغو…هل أنتَ بِخير؟"

طأطأتُ رأسي مُتفادياً عيناه،حاولتُ إخفاء وجهي بشعري قدرَ الإمكان،وأجبتهُ مُحاولاً كبتَ غصتي ومشاعِري المُندفعة

"أنا بِخير،ابتعد عن طريقي"

حاولتُ الابتعاد وإكمال طريقي لكنهُ امسكني سريعاً

"هل أنتَ مُتأكد؟لأنكَ لا تبدو كذلك"

أحتكَت أسناني بقوة،أيعاملني بشفقةٍ الآن؟
منذُ متى أنا وهو نَتكلمُ أساساً؟
لَمْ استطع كبحَ نَفسي أكثر لِأصرُخَ بِقوةٍ شديدة
شعرتُ بحبالي الصوتية تخرجُ من مكانها
كلامهُ البسيط هذا جعلني انفجر
كنتُ انتظرُ شخصاً واحداً ليدفعني للجنون،وها أنا قَدْ جننت فعلاً

"اسمع أيّها النصفي،إما أن تفلت يدي أو أنكَ سترى شيئاً لَن يُعجبك أبداً،وإيّاك أن تَتدخلَ أو أن تَنظرَ نحوي بهذهِ النظرات لأني بدأتُ أشعرُ بالاشمئزاز"

أفلتُ يدي منهُ بقوة،
لكني قَدْ نسيتُ نَفسي لأرفعَ رأسي وتلتقي أعيُننا سوياً
عيناي الزجاجية تهددُ بذرفِ الدموع وعيناه المليئة بالقلق…

أدرتُ رأسي سريعاً وركضتُ للأعلى مُتَجنِباً أيّ شيء
حتى وصلتُ غُرفتي
مِن كثر ارتجافي ما عدتُ أعلَمُ كيفَ يُفتَحُ الباب حتى!
دخلتُ واقفلتُ الباب خلفي سريعاً،اتجهتُ نحو السرير ورميتُ بِجسدي عليه
لكن الغضب لَمْ يُفارق قلبي بَعد
أود الصراخ… أن يسمع كُل مَن في المسكن صراخي
شعورٌ غريب يَفتِكُ رأسي ويثيرُ حنقي بِشدة
أمسكتُ رأسي أشدُّ شعري بقوة،علَّ هذا الشعور يُفارِقُني
لكن عَبس هو يلتَصِقُ بي كما لو أنهُ يخشى البُعدَ عني
فاضت عينايَّ وامتلأت
الدموع تَتدفقُ مُتسارعة
وفؤادي قَدْ هُلك يسألني مُتألِماً مُتأمِلاً دوماً
"متى هذا الألمُ يَتوقف؟"
لَمْ أعد احتمل،انطلقت الانفجارات من باطنِ يداي تُصدِرُ صوتاً مُزعجاً
وها هي تزدادُ قوتاً
لكن يدي هذهِ المرة قَد غيرَت وجهتها لِتتوضعَ فوقَ رأسي
ها قَد خَفَّ تفكيري ليستَبدِلَهُ شعورُ الألم الشّديد
لأزيدَ قوتها أكثر
مُستمتِعاً بألمها لأنها تُوقِفُ ما يشغل تفكيري
الدماءُ تَتدفق على طولِ جَبهتي لِتقطُر فوقَ عيناي تزيدها تشوشياً
ولكني لا اهتم،الأهم مِن كُل ذلك أن الأفكار داخل رأسي قَد خَفت
تنفسي ثقل،اشهقُ بقوة ودموعي لا تَتوقف
كان يوماً مُتعباً
استمريتُ بمحاولةِ كبحِ غضبي قدرَ الإمكان
كانَ الأمر صعباً للغاية
دائماً في أيامٍ كئيبةٍ كهذه،اعودُ إلى غُرفتي مُدمّراً
وللأسف لا أجدُ سوا نَفسي لإفراغ كل هذا الإرهاق بِها
أعرفُ أن ما أفعلهُ غير صَحيح،وأنني لَرُبَما يوماً ما سأكونُ نادماً على فِعلتي بنفسي
لكني لا أهتم أنا استحق
وانا مُجبر لأني الشخص الوحيد الذي يستطيع معاقبة ذاته،كونهُ لا أحد يَتجرأ على الاقتراب من وحشٍ مثلي…

انتهت نوبة غضبي بِصعوبة
أنا الآن مُستلقٍ على سريري
الدماءُ لازالت تَتدفق وتملأُ وسادتي لِتختلطَ مع الدموع المُستمرة بالنزول
لازلتُ اصفنُ بهذا الجدار
أراهُ أحياناً شيئاً مُهماً رُغمَ أنهُ مُجرد جدار عادي
ليتَهُ يتكلم! ليُخفِفَ عن نَفسي المُرهَقة
ليتَ هذا الغطاء يَتحرك ليُعانِقني دونَ تردد
ليتَ وسادتي تملكُ آذاناً صاغيةً تَستمِعُ لحديثي الطويل وتَمسحُ دموعي الدائمة
ليتَ هناك شيئاً يسمعني فَقد فقدت الأمل بأن يسمعني بشرٌ، لَمْ يتبقى لي أمل سوا هذهِ الغرفة الجامدة،علَّ في يومٍ ما تَتحققُ مُعجزة ويصبحُ الجماد قادراً على رؤيةِ مشاعرنا وسماعِها…

رفعتُ جسدي بصعوبة أضعُ قدماي أسفلَ سريري لاقف دونَ توازن
أمسكتُ رأسي سريعاً حينَ شعرتُ بصداعٍ يَفتِكُ جُمجمتي
وبيدي الأخرى أسندتُ نفسي على الحائط لأنَ الدوخة التي اصابتني شديدة للغاية
مشيتُ بصعوبة نحو الحمام المُشترك الذي يَقع خارج الغرفة
مُتمنياً ألا يصادفني أحدهم وانا على هذهِ الحالة التي يُرثى لها

إنهُ مُنتصف الليل
ولا يُسمَع بهذا المسكن الهادىء سوا صوتُ صنبورِ الماء
أحاولُ قدرَ الإمكان معالجة ما تسببتهُ مِن أضرار
محاولاً تفادي انعكاسي على المرآة
أنني الآن أصبحتُ مُتهرِباً
أهربُ من الجميع وحتى مِن ذاتي
أصبحتُ بعيداً خائفاً
بعيداً عَن الجميع وخصوصاً عَن نَفسي
وما أبعدَ نَفسي عَن نَفسي!
خائفاً…خائفاً حتى مِن ظلي
وارتعبُ حينَ أرى انعكاسي على المرآة
أنا جبان
جبان أخافُ حتى من انعكاسي! واخافُ أكثر من معرفةِ حقيقة ما أنا عليه

انتهيتُ أخيراً
لازالت الدماء تلتصقُ بشعري لكني لا أهتم
لَقد تعبت فِعلاً من محاولة غسلها
ولا املك قُدرةً على الإستحمامِ الآن أنا مُتعب واحتاج فَقط إلى النوم…

قدماي خانتي ومَشت دونَ إدراك
نحو غُرفتك يا 'صديقي'
ليتَني استطيعُ طرقها
لترى حالَ صديقك
تنهدتُ بضيقٍ
لا املكُ رغبةً بالبكاء
لقَد تعبتُ تماماً،وعيناي قَد جفت
امتلكتُ نَفسي
ورفعتُ قبضتي بعزمٍ
سأطرقُ البابَ هذهِ المرة دونَ خوف
ها أنا الآن على وشكِ فعلِ ما أتمناه
لكني توقفتُ في اللحظةِ الأخيرة
لا يَفصل بينَ الباب وقبضة يدي سوا انشاتٍ صغيرة
لكني اصبحتُ خائفاً
قلبي ينبض بَصخب
ويدي ترتجفُ توتراً
تنهدتُ مرةً أُخرى لِأُديرَ بكعبي مُتجهاً نحو غرفتي
هذا مُمل،روتيني هذا كُل ليلة مُتعِب ومُمل…

لا اعلمُ حقاً متى استطعتُ النومَ أخيراً
لكن كُل ما اذكرهُ اني غيرتُ أغطية سريري ووسادتي بِسرعة لأنها كانَت مليئة بالدماء
وكنتُ  قَد ضمدت رأسي ببعضِ اللُصاقات التي املكها
وحينها لا اذكرُ سوا اني نمت بعمقٍ شديد
ليوقظني الآن صوت طرقِ الباب…إلهي مَن هذا المُزعج

صدرَت مني بانزعاج

"مَن؟"

ليرد سريعاً:
"إنهُ أنا باكوغو"

تنهدتُ مرةً أُخرى احاولُ تمالكَ أعصابي لأجيبهُ بِخفوت
"ماذا تُريد الآن؟"

لَقد صمتَ لِدقائق قبلَ أن يُجيب، لِلحظة ظننتهُ غادر لأنهُ لَمْ يَسمع صوتي الخافت
"أريدُ إخبارك بأنني والبقية سنخرجُ لِلتنزه كون اليوم عطلة!لكن هَل أنتَ بخير يبدو صوتك وكأنك مَريض؟"

ابتعلتُ ما في حلقي مِن كلام،هل حقاً يَجب أن احافظَ على قِناعي حتى يصدقوا أنني بِخير؟
حسنا إذاً…
ارتفعت حدةُ صوتي لاصرُخَ هذهِ المرة قائلاً
"اللعنة أنا بخير،ولا أريد الذهاب لَقد ازعجتني وقَد كنت نائماً"

ضحكَ بخفة واستطعتُ سماعهُ بوضح
"أجل هذا هو باكوغو الذي عهدته،وحسنا اهدأ لا بأس لدينا بتأجيل الموعد حتى استيقاظك؟"

إلهي هذا الشخص مُزعج للغاية
"أخبرتُك أني لا اريد،أود قضاء هذا اليوم نائماً لذا اذهب قبلَ أن أُفَجِرَ وجهَك البَشع"

إنهُ يضحك بقوةٍ أكبر الآن،هل يرى في ما قلته شيئاً مُضحِكاً هو مُستفز للغاية
"حسنا يا رجل أحظى بنومٍ هادئ"

ها قَد ذهبَ أخيراً…
للحظة كنتُ سأفقدُ أعصابي وأخرجَ لأحَطِمَ وجهه
إنني هُنا أُعاني من أجل إمساك لساني عن إصدار كلماتٍ تُزعِجهُ كونه يبقى 'صديقي'
لكنهُ يزيدُ الأمرَ سوءً باخباري أنهُ يراني بخير حينَما أصرخ
أنا لستُ كذلك
لستُ بخيرٍ أبداً إفهم هذا 'كيريشما' مِن فضلك!

لقَد قضيتُ هذا اليوم بالفعل نائماً طوالَ الوقت
حتى أنني لَم اذهب لِتناول الطعام
وكون أصدقائي ليسو بالمسكن
فلن يُلاحظ أحدهم سواهم
وهذا مُريح…
وكنتُ قَد استحممت وازلتُ ضماداتي كونَ رأسي لربَما قَد تَحسن…

الساعة الآن 8:00 مساءً
أتصفَحُ هاتفي بِملل
حتى أسمع طرقاً خافِتاً على باب غُرفتي…إنهم يعلمونَ أنه الآن موعد نومي ولَن يتجرأ أحدهم على الاقتراب، حتى اصدقائي الحمقى المُقربين…

"باكوغو إنهُ أنا 'تودوركي'"

توسعت عيناي بِصدمة،وبدأ دماغي بتذكيري بأحداثِ الليلةِ الماضية
وبدأت التساؤلات والأفكار تملأُ رأسي
هل هو هُنا للسخريةِ مني؟
أم أنهُ أتى شفقةً على حالي؟
هل عينايّ كانَت واضحةً للغاية في تلكَ اللحظة؟
ام أنهُ أتى ليُسمِعَني بأنهُ لا يهتمُ بحالي؟
أو ليُخبرني أني استحقُ هذا العذاب؟
ضاقَ تنفسي وعينايَّ اهتزت
هي تُهدد بذرفِ دموعٍ جديدة
اصبحَتُ غيرَ واعٍ لنَفسي وما حولي
ونسيتُ تماماً أنهُ يقفُ خلف الباب مُباشرةً

"باكوغو هَل تَسمعُني؟من فضلك أودُّ الحديث معك قليلاً"

لا هذا مُستحيل
احتمالاتي قَد تكونُ صحيحة
أنا خائف من الحقيقة ولا أريدُ سماعهُ على الواقع
حاولتُ تهدئة نفسي
وشربتُ من زجاجة الماءِ بجانبي مُحاولاً تعديل نبرة صوتي لأُجيبَ بصوتٍ عادي
"لا يُوجد شيء للحوارِ بيننا،مالذي تُريده؟"

أفرغتُ الهواء الذي احتبسته
وامسكتُ غطاءَ سريري بِضعف
لا أريدُ حقاً سماع ما يُريد…
توترَ صوتهُ ولاحظتُ ارتباكَهُ من نبرته

"مِن أجل ما حدثَ بالأمس…اه اسمع أنا لا أقصدُ شيئاً ولكن…امم هَل نستطيع التحدُثَ لِلحظات؟"

كانَ توقعي صحيحاً
إنهُ هُنا للسخريةِ مني حتماً
لكن لِما يبدو صوتهُ متوتراً؟
هَل هو مُتردد من ذلك…
لا تقلق،فإن لك حرية التعبير عن كُرهك الشديد تجاهي

"من أجل ماذا بالتحديد؟إن كُنتَ تقصدُ حينَ التقيتني عِند صعودي لِغُرفتي فحينها كنتُ غاضباً للغاية وكانَ التمرينُ مُتعِباً وهذا كُل شيء هَل ارتحت الآن؟"

صمت لدقائق دونَ جواب وتأملتُ قليلاً على أنهُ ذهب
لكنهُ اجابني بخفوت…

"هذا ليس كُل شيء باكوغو!"

إلهي هو مُزعج مالذي يقصدهُ بهذا!
أنا لَمْ اصادفهُ سوا عِندَ هذهِ اللحظة
وحينَ كُنا بالمدرسة أنا لا أكلمهُ أبداً
وحتى لَمْ نلتقي أثناء التدريب وكانَ التدريب فردياً
ماذا يَقصد بكلامه هذا
زفرتُ بغَضب،ووقفتُ مُسرعاً نحو الباب افتحه بِقوة
وعقدةُ حاجباي رسمتُها سريعاً قبل فتحي الباب بثوانٍ
تصادَفت أعيُنَنا ورأيتُ التوتر الواضح في عينيه وحتى في حركةِ يديه غير المُستقرة
ولرُبَما كانَ فَتح الباب مُفاجئاً بالنسبة له هذا كانَ واضحاً مِن فزعه
بصراحة لستُ مُعتاداً على 'تودوركي' الجبان هذا، ما باله؟!

"هل تمزحُ معي هُنا؟،اخبرتك بما حَدث مالذي تريدهُ مني الآن؟!"
قُلتها بنبرةٍ حادّة وصوتٍ مُرتفع بَعض الشيء

ليُجيبني هو بنبرته الباردة والخافِتة
بعد أن اعتادَ على تواجدي أمامهُ مُباشرة
وقَدْ اختفى توترهُ…هو حقاً غريبُ أطوار

"باكوغو…أنا مَن رأيت كُل شيء!"

هل هو مَجنون؟
لِما يَتحدث بالألغاز فأنا لا افهم منهُ شيئاً
لأرُدَ عليه والانزعاج واضحٌ على نبرةِ صوتي

"إسمع تَكلم جيداً ولا تَتحدث معي بهذهِ الطريقة
  أو هَل تَعلمُ ماذا؟تعال للتكلم حينَ تُصبح قادراً على تكوينِ جُملةٍ مُفيدة يَستطيعُ الآخرون فهمها!"

رمقتهُ بنظرةٍ أخيرة قبلَ أن أُغلق الباب بوجهه بِقوة
قبلَ ابتعادي سمعتُ تنهيدةً خافتة مِنه وبعدها كلامه الذي اخافني بَعض الشيء

"حسنا…كما تُريد"

ما كانَ يَجب الصراخ عليه البتّة
لربَما هو كانَ هُنا حُزناً لأنني صرختُ بوجههِ حينَما التقينا
أو لربَما كانَ حاضراً هُنا قلقاً تجاهي
وأنا ماذا فَعلت صرختُ بوجهه
أنا أدَرِبُ نَفسي على التّحكم بذاتي
ولكن هذا صَعب جداً
بعضهم مُستفز ويزيدُ الأمرَ سوءً…والبعضُ الآخر يُعامِلُني بِشفقة تَجعلني أودُّ الصراخ وبشدة
أنا مُتعب من التّفكير الدائم
ولكنه لا يُفارقني أبداً
كما حالي الآن أجلسُ على سريري وأصبحتْ الساعة الان تُقارب العاشرة والنّصف مساءً
أي مرَّ تقريباً على قدوم 'تودوركي' ساعتان ونَصِف
وانا لَمْ أتوقف عن التفكير في ما فعلته ولو لِثوانٍ
ماذا كانَ يَقصدُ بكلامه؟
مالذي يَقصدهُ بأنهُ رأى كُل شيء؟
هل كانَت عينايّ واضحة لِلغاية حتى استطاع فهمها وفِهم ما أمُر به؟
وهل نبرتي الآن جعلتهُ يَشعر بالحزن؟
هل هو الآن مُستيقظ ويُفكر كما أفكرُ أنا؟
ماذا يَجب أن أفعل؟
اعتذار؟
لا هذا مُستحيل،بالنسبةِ لي هذا أصعب من تلقي ضربَة قاضية في مُنتصف رأسك
أتمنى فَقط أن تكونَ كلماتي عاديّة وأن لا تُصيبَهُ بأذى
تنهدتُ بضيق وامسكتُ بداية رأسي لأخلخل أصابعي في شعري أحركهُ بعشوائية

"إلهي…غَضبي هذا يدفعُني للجنون"

في أثناء حركة يَدي خلال خصلات شعري
تلمست فجأة ودونَ قَصد ما فعلتهُ بنفسي الليلة الماضية
لاتأوه بِخفة بألم
إلهي يبدو خطيراً بَعض الشيء
لكني عاودتُ وضعَ يدي بِخفة فوقَ رأسي مُجدداً
اتلمسُ الحرق بِخفة وأشعرُ بالوخزِ القليل
أنا…بدأتُ حقاً بفقدان ما تبقى من عقلي
من كانَ حقاً يتوقعُ أن 'باكوغو' ذو الشّخصية القوية
واللامعة الذي لا يهابهُ شىء
أن ينتهي الأمر به هُنا
أن يحاول إيذاء نَفسه هذا غريب صَحيح؟
لربَما نهايتي سَتكون على يَدي لا غير!…

أعيدُ تكرار أسفي…آسف 'تودوركي'
آسف على صُراخي في وجهك
أتمنى أن تأخذَ هذا بِطريقة أُخرى
أن تعتبرهُ شيئاً عادياً رغمَ أنهُ ليسَ كذلك
أتمنى لو أنني أستطيع تَقديم هذا الإعتذار بِوجهك
كُل ما يَحدث لي مِن مشاكل سببها غَضبي اللعين
أتمنى حقاً لو أني لا أملكُ القُدرة على الكلام لربَما سيكونُ هذا أفضل
أفضل في تَحكُمي بكلامي وغضبي طبعاً
جفوني بدأت تُرفرِفُ أخيراً
استطيعُ النوم ولو للحظات
وها أنا أغط بنومٍ عميق بعد تفكير دامَ تقريباً سِت ساعات
وانا بالفعل شاكر للرب أنني وبهذهِ الليلة لَمْ أخُض حرباً مع ذاتي
ولَمْ تُثار نَوبة غضبي
ولَمْ يَطول تفكيري
ولأولِ مَرة أنا لَمْ اذهب أمام باب غُرفَتِه
هذا الشئ الوحيد الحزين قليلاً في هذهِ الليلة
لكنني يُمكنني تسجيلها على أنها أفضل ليلة احظاها في حياتي!
أنا مُتأكد أنني سأستيقظُ سعيداً صباحاً!
أتمنى ألا يُعكر أحدٌ مزاجي فيُجبرني على التّحكم بمشاعري،فأنا أكرهُ سجنها طويلاً!

⁦☆☆⁦⁦⁦⁦⁦☆☆

⁦:-)⁩

Continue Reading

You'll Also Like

183K 2.5K 15
أنت نقطة ضعفي أنت ولو أحب ثاني أرد وأرجع أحبك
1M 30.6K 64
النساء لا مكان لهُنَّ في حياته، عالمه ينصب على أبناء شقيقه وتوسيع تجارته في أنحاء البلاد. هو "عزيز الزهار" الرَجُل الذي أوشك على إتمام عامه الأربعين...
3M 64.3K 64
تعالت همسات الجميع من حولها منهم المشفق منهم الشامت بينما هي تجلس مكانها جاحظة العينين غير مصدقة انه فعل بها هذا لقد غادر بوسط الزفاف تاركاََ اياها ت...
27.1M 1.1M 70
ساقفل جميع النوافذ التي تؤدي الى التسامح فلا تراجع عن الثأر ..