مُسامَحة

178 13 71
                                    


قَد مَر الأسبوعُ سريعاً حقاً وها هو يومُ التعاسةِ يعودُ مِن جديد
لا أنكرُ أن والداي لَمْ يَكُفا عَن الإتصالِ بي منذ اخر مرة زرتُهما فيها منذُ شِجارنا أنا ووالدتي
لكنَّني لَمْ أُجب أبداً واستمريتُ في تجاهلِ جميعِ الإتصالات والرسائل
لربَما يراها البعضُ وقاحة؟لكنّني بِصراحة لستُ مُستعداً لِلحديث،أنا خائف جداً فَهي قَد تَفتح المَوضوع مُجدداً وهذا لا يَجعلُني سعيداً لِلغاية

في الأمسِ أعادوا الإتصال ولَمْ أستطِع التجاهُلَ هذهِ المرة شعرتُ لربَما بتأنيبِ الضمير أخيراً ،لكن مشاعري الأقوى كانَت في الدخل صوتٌ يَهمسُ في أُذني ويَختبأُ خلفَ طياتِ غشاءِ قلبي يُخبرني أنّهُ ولرُبَما،ولرُبَما والدتي الحبيبة قَد أحست بالخجلِ مِن كلماتِها وتريدُ الإعتذار؟
أو لرُبَما،ولرُبَما أنها اشتاقت لابنِها الذي تُحِبه؟
أو لرُبَما،ولرُبَما تَودُّ عِناقي لأنها علمت بتأثيرِ كلماتِها المؤذية على قلبي؟

ولرُبَما،ودونَ جواب...

وحينَ أجبت بِكُل حماسيّة،قَد ذهبَت كُل توقعاتي هباءً فالمُتصل كانَ أبي صوتهُ الخشِن خلفَ سماعةِ الهاتف وهو يَهتُفُ بالسلام قَد أطفأَ شُعلةَ حماسي

أخبرني أنّه قَد اشتاق إلي ويحتاجُ إلى رؤيةِ ابنهِ المُحبب...لَمْ أستطع تجاهُلَ كلامه فهو أبي الحنون وهذا أقل ما يُمكن لي فعله لِرد دين احتضانهِ الدائم لي...

ذهبتُ إلى مَنزلي في الصباح الباكر أضعُ سماعاتي وأصواتُ الموسيقى الهادئة تبعثُ في قَلبي الهدوء أتمشى وأرى القِطط مِن حولي تُطالِبُ مني إطعامها وطبعاً أنا لَمْ أبخل بِها، وبعد جهدٍ مِن البحث اشتريتُ مِن البقالة القليل مِن طعامِ القِطط
أُطعِمُها بِحُبٍّ ومَن يراني لَن يُصدق بأنني كاتسوكي الذي كنت أخنقُ طالباً في الثانوية بينَ يدايّ منذُ يومين

وصلتُ للمنزلِ أخيراً...للأسف المفتاح ليسَ معي  وهذا سيئ إنه الصباح ولاشكَ بأنهما نائمان الآن
أتمنى ألا أزعج أُمي فهي تكرهُ الاستيقاظ باكراً في أيامِ العُطلة...

أطرقُ بخفةٍ وأدعي بداخلي أن يَستيقظ أبي دونَ مشاكلٍ مُنذُ الصباح!!

ولأولِ مرة قَد حالفني الحظُ بِها قَد فُتِحَ البابُ أخيراً وخرجَ أبي مِن خلفهِ مُبتسماً عِندَ رؤيتي، إلهي هذا جيد لَن أتعرضَ للتوبيخ،
هذا الصباح مُنعِش وجيد للغاية!

استقبلني أبي كالعادة بِحُبٍّ ودفئٍ يَغمرُ قلبي، يُقبل وجنتاي ويُهديني عناقاً ضيقاً دافئاً وأنا كعادتي أُمَثِلُ بأنني مُنزعج مِن تصرفاته واستقبِلُها بالعديدِ مِنَ التأفُفِ والتملل

يُحييني بصوتهِ المبحوح إثرَ إستيقاظهِ للتو:
"كيفَ حالك بُني،لَقد اشتقنا إليكَ للغاية!"

أجبتهُ بِهدوء:"بِخير"

ضحكَ بخفةٍ ليُجيب وهو يُفسحُ لي المجال للدخول:
"بُني لَمْ يَتغير أبداً"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 18 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

open the door...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن