شمس أوستن

By 4BOUNA

36.8K 2.5K 1.2K

لَقَد رَاوَدنِي حُلْم ، كَانَ هُنَاك شَخْصٌ بأَحَاسِيسَ مُلبَّدةٍ مُظْلِمَةٍ ، لَمْ أسْتَطِعْ رُؤيَةَ مَلامِح... More

المقدمة
الفصل الاول : أمُّ المصائب
الفصل الثاني : الجنية الغريبة
الفصل الثالث : لنتزوّج !
الفصل الرابع : زوجة بالإيجار
الفصل الخامس : زفاف مثالي ، لكن ..
الفصل السادس : لن اخسر ، سوف اتسلق !
الفصل السابع : ولـيـمـة غـنـيـة بالوجوه !
الفصل الثامن : يُطبخ بعناية !
الفصل التاسع : الارشيدوق
الفصل العاشر: أميرة عالقة
الفصل الحادي عشر: قرار ترحيل
الفصل الثاني عشر : سيدي حامل السيف المقدس
الفصل الثالث عشر : ابكي بشكل جميل !
الفصل الرابع عشر : مهمة زوجتي العزيزة
الفصل الخامس عشر : مُلاحِقَةُ الثّنائيات !
الفصل السادس عشر : أنا اعرفك !
الفصل السابع عشر : حفلة الشاي
الفصل الثامن عشر : كانت كذبة!
الفصل التاسع عشر: استمتعي بالبكاء ، سينا!
الفصل العشرون: لحن آخيليس الحزين
الفصل الحادي و العشرون : مظهر جديد
الفصل الثاني و العشرون : مجدداً و لكن
الفصل الثالث و العشرون : ذلك اليوم من الصيف الحزين
الفصل الرابع و العشرون : حربُ الأفئدة
الفصل الخامس و العشرون : تمثيل!
الفصل السادس و العشرون: ما أريد و ما يجب!
الفصل السابع و العشرون: بداية جديدة
الفصل الثامن و العشرون : كل شيء و لا شيء!
الفصل التاسع و العشرون: أنا معجبٌ بك!
الفصل الثلاثون : العدو الأكبر
الفصل الحادي و الثلاثون : اعتراف و إدراك
الفصل الثاني و الثلاثون: أفرغي قلبك لي، سينا
الفصل الثالث و الثلاثون : ضائع
الفصل الرابع و الثلاثون: توقعات بلهاء!
الفصل الخامس و الثلاثون: القرار
الفصل السادس و الثلاثون: لا شيء كالحلم
الفصل الثامن و الثلاثون: خبئني!
الفصل التاسع و الثلاثون: المسني لتعرفني!
الفصل الاربعون: قبلني كيران!
الفصل الحادي و الأربعون: المصمم الأفضل على الإطلاق
الفصل الثاني و الاربعون : موعد كزوج و زوجة.
الفصل الثالث و الاربعون: الطريقة لقتل روح
الفصل الرابع و الاربعون : لأنكِ سيناي.
الفصل الخامس و الأربعون: مجرد امرأة.
الفصل السادس و الأربعون: حياة سابقة؟
الفصل السابع و الأربعون : دعيني أتركك.
الفصل الثامن و الأربعون : لعبة الخديعة.

الفصل السابع و الثلاثون: أحبكِ!

489 20 4
By 4BOUNA

« ماذا عن جولة أخرى؟ »

مستلقية بجسدها العاري على السرير و شعرها الأسود الحريري الطويل  منساب على ظهرها، و الشموع ألقت بظلالها الذهبية على بشرتها السمراء فتألقت بلون الرمال

ثم أمام صمته تنهدت و خفضت أرجلها بعدها حطت بقدميها على الأرض

 وقفت ثم خطت بتبختر نحوه

جالسٌ على كرسيه المتمايل و بصره ثابت على مشهد الغروب، تتمايل الستائر بفعل النسيم الخفيف، منوما غير واعي على الوسط من حوله

تحدق العيون الخضر الذابلة بشرود من النافذة المنفتحة على الشرفة

في تلك الأثناء زحفت الاصابع الرفيعة و بُسطت على صدره العاري فايقظ ذلك حواسه

« سينا! »

ومضت عيناه بوعي و التفتت بلهفة، تنهد بخيبة ثم اشاح ببصره عندما أدرك الملامح التي تختلف تماماً عن ما كان يتوقع

قبض على اليد المستقرة على صدره و أبعدها ثم قال بهدوء :

« يمكنك الانصراف »

« لماذا؟! »

بصوت مرتفع تذمرت بغيض

« لم هي؟! »

ركعت على الأرض

« أليست مجرد جارية مثلنا، اذا لماذا؟ لم هي مميزة جدا بالنسبة لك؟»

محدقة بعيون الرماد خاصتها بدى في خطابها رجاء شديد للإجابة لكن بالنسبة لديلاس الذي طرح نفس السؤال مرات عديدة في نفسه عندما يتعلق الأمر بالإجابة، شيء واحد يدور في ذهنه ..

لأنها لا تهتم!

من يكون أو ما يفعله .. لا تهابه أو تحسب له حسابا .. هي فقط لا تهتم

حتى مع الجرم الذي ارتكبته ، هو يعلم أنها تعرف أنه يعرف .. لديها الثقة في أنه لن يستخدم ذلك ضدها .. و بطريقة ما

هي على حق

اعترف ديلاس في نفسه

هي سيئة! السيئة التي يحتاجها الأسوأ  

« ديل! »

ومضت عيناه بوحشية ثم تحركت يده بسرعة و قبض على عنق الجارية بقوة في اللحظة التالية

« فقط هي! »

تكلم ديلاس بشراسة

« من يمكنها مناداتي بتلك الطريقة »

فاغرة فمها و بعيون جاحظة تحدق بينما تغرغر باختناق

هذه الحال ..

إنها تغضبني! سطوتها علي .. ولكني ما زلت أريدها أن تعود إلى جانبي ...

« اللعنة! »

عتق ديلاس رقبة الجارية بخشونة ثم دفع المنضدة بجانبه فسقطت و انفجر دوي انكسار زجاجة الشراب و الكؤوس ثم استقام واقفا و خطى مغادرا بغضب

 

 

 

« أنت لا تصدق! »

« سيلكي! »

هتف كيران ثم رد على الصوت في رأسه

« اشتقت لإزعاجك يا رجل »

« لا أصدق أنني تلقيت أمرا منك و من أجل ماذا؟ لإنقاذ هذه؟؟ »

ما مشكلتك مع هذه الفتاة؟

تنهد

« أيا يكن، ما الذي سأحصل عليه في المقابل؟ »

« لقد أكلت بالفعل سيلكي »

« لكنني أريد قلبك .. يبدو شهيا »

« سيلكي! »

« حسنا »

قال باستسلام

« المكان ضيق هنا الا تخطط لإخراجي؟ »

تذمر الطّيف بانزعاج

« ليس الآن، السيف ليس معي »

مسندا ظهره إلى السرير استمر كيران يطالع ملامحها بإمعان بينما يهذب خصلات شعرها تارة و يتلمس رموشها المتشابكة تارة أخرى،

 « أنت .. لم تخاطر من أجل امرأة؟ »

سأل الطيف بهدوء

« لسبب ما .. لدي هذا الشعور الذي يخبرني أنه يجب علي فعل ذلك، كما لو كان ذلك مسألة حياة أو موت »

تنهد سيلكي ثم علق :

« البشر »

« أصمت الآن .. لقد استيقظت »

« ها هي ذي تشرق شمسي »

بلهفة استقبلها كيران بصوت بهيج ضاحك الثغر، عندها رمشت سينا بفتور تستوعب الوسط حولها ثم قالت بنبرة ناعسة

« كيران؟»

مدت يدها و شرعت أناملها تتلمس وجهه فأمسك كيران يدها و قبل راحتها هامسا

« اشتقتُ لكِ »

خفضت سينا بصرها و حدقت في الضماد الملتف حول صدره فانكمش جبينها بوجع

تعتدل جالسة على السرير ثم تمد يدها الحذرة و تَمَسُّ كتفه المصابة

« هل يؤلم؟ »

« هاه؟ »

رافعا حاجبيه تلفظ ثم أدرك مقصدها

 أوه! لا! على الإطلاق! أنا- »

قبّلت جبينه ثم خفضت رأسها و حطت به على كتفه

« هذا ليس حلما، أليس كذلك؟ .. »

لف كيران ذراعه حول جسدها

« إنه أنت .. أنت هنا، هذا ليس حلم سجين بائس صحيح؟ »

« سي- »

عندما خفض بصره لمعت دمعة صامتة تنزلق من زاوية عينها ثم تقطر على كتفه

« أرجوك كن حقيقياً »

توسلت بصوت مخنوق

« أرجوك لا تختفي »

أمسك كيران يدها و حط بها على جانب صدره الأيسر ثم اقترب, قبّل أذنها و همس مطمئنا :

« إنه أنا .. أنا هنا »

بينما تستشعر نبضه الحيوي تحت كفها وخزت الغصة حلقها كقطعة من الزجاج، ارتخى كتفاها المشدودان و سكنت روحها و بينما تستريح بين ذراعي كيران ، وتشعر بلمسة أصابعه تمشط شعرها  ارتفع صوت طرق متتابع على الباب.

قبَّل كيران صدغها ثم قال :

« سأعود »

راقبته يغادر الفراش ثم ينتشل قميصه المعلق، عندها ثبت نظرها على  الوشم الأسود خلف ظهره، أسفل رقبته

هل كان ذلك الوشم هناك دائما؟

تساءلت و نظرها ثابت على الوشم ثم غطى كيران ظهره و حط بقميصه على كتفيه بعشوائية  ثم خرج

 

 

 

« أنت .. استعدت قواك! »

« لقد غمرني الشعور بأن زوجتي على وشك الموت و في تلك اللحظة .. شعرت به »

« لكن متى؟ أعني كيف؟ كان من المفترض أن – »

عقد كيران حاجبيه و قال بارتياب :

« كان من المفترض أن ماذا؟ الكسي »

« لا! .. »

تنحنح ألكسي مشيحا بصره

« لا شيء ، سعيد أنك بخير »

حدق ألكسي بثبات على كتف كيران ثم قال :

« كيف- كيف حال ذراعك؟ »

يتلمس كيران كتفه المصابة قائلاً :

« إنها تتعافى »

« جيد، في الواقع أردت سؤالك عن شيء »

« ما هو ؟ »

اقترب ألكسي من كيران و قال هامسا:

« الجثة مشوهة و هناك أعضاء مفقودة، هل كنت- »

« لقد حاول ذلك الوغد الاعتداء على زوجتي، كان علي التصرف فأطلقت النار عليه و قتلته، أما عن الاعضاء .. سيلكي كان جائعاً، إن لم أتصرف كان سيتغذى على قلبي، هل يرضيك ذلك؟ »

تنهد ألكسي ثم قال:

« حسنا »

تنهد كيران ثم تحجج :

« جسدي متعب إن كنت انتهيت- »

« طبعا، استرح جيداً »

 

 

 

عندما دخل كيران الغرفة كانت سينا تقف في المقابل ثم واجهته قائلة :

« لقد كذبتَ!  كُنت الشخص الذي قتله »

أغلق كيران الباب خلفه ثم تنهد و قال:

« لأنه بغض النظر عما فعلت أو أفعل ، سوف يقومون بتنظيف الوسط وكزوج مسؤول يجب أن يحمي زوجته حتى لو كان ذلك يعني تحمل اللوم عنها »

« كيران أنا .. لقد قَتلت شخصاً »

« أعلم »

« فقط .. أعلم؟ »

« في الواقع أعلم و لا أهتم أيضًا »

يخطو كيران مقتربا منها ثم يتوقف تاركاً مسافة صغيرة بينهما و يقول:

« هل يمكنك تقديم معروف لي؟ »

رفع يديه و احتضن وجهها يكفيه ثم اقترب إلى أن تلامست أنوفهم بعدها قال:

« من الآن فصاعدًا ، فكري في هذا الأمر بهذه الطريقة »

« كيران- »

« رجاءً »

« أنا رجل يصون شرفه و مهما حدث لن أسمح أبداً أن تُلطخ سمعة زوجتي بسوء »

« إن سمعتي مدمرة بالفعل و ذلك لن يشكل مشكلة لكن أنت؟ لن أسمح مطلقاً ..»

باسما بدفء لقَّن كيران :

« أنتِ سينا، أجمل و أدفئ مخلوق، لم تفعلِ أيا من ذلكَ، واضح؟»

محدقة بعيون متسعة دامعة شعرت سينا بالامتنان الشديد، شعرت بأنه أخيرا استشعر أحدهم ضعفها و قلة حيلتها

« سينا »

تمتمت ضاحكة  و الدموع تنهمر على خديها بغزارة

أنا ..

لقد كنتُ حرفياً .. أموت! فقط لسماع هذه الكلمات حتى لو كانت كذباً

إذا .. هذا هو الشعور

 لم تفهم سينا شعورها و رغبتها في تلك اللحظة ، تريد الضحك بسعادة و البكاء بحرقة أيضًا

بأرجل مرتعشة و جسد مقشعر خارت و قرفصت على الأرض عندها دنى كيران

رفعت حدقتيها المتلألئة ببريق الدموع المنهمرة على خديها كالشهب و نظرت إليه

« شكرا! »

في نحيب قالت و كررت مثل طفل بكَّاء

« أشكرك! أشكرك جزيلاً! »

 

 

 

« دوقتي النائمة »

تمتم كيران بينما يتلمس ملامحها المرتخية

كان من الصعب توديع الجميع بالنسبة لها كما لو كان ذلك الوداع أبديا .. حتى أنها غفت مستاءة  

الأحداث المفاجئة كانت ثقيلة جداً عليها حتما

  رحلة العودة التي تستغرق ست ساعات طويلة ومملة حتما بالنسبة لها لدرجة أنها غفت بعد نصف ساعة من مغادرتنا رسميًا

تنهد كيران ثم أسند رأسه إلى إطار نافذة العربة

هي كذلك بالفعل

 

 

بينما يخطو صوب مدخل القصر حاملاً إياها بين ذراعيه القوية و مشهد الغروب خلفه رمشت سينا ببطء

« كيران؟ »

خفض ناظريه

« هل وصلنا؟ »

تبسم كيران بدفء يقول:

« أنتِ في ديارك، سمو الدوقة »

كان صوته العميق الهادئ آخر ما سمعته و تعبيره الودود آخر ما رأيت  قبل أن تطبق جفوني الثقيلة و يصبح فجأة الوسط شديد السكون.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

« أنتِ استيقظت باكراً لرعايتي؟ »

قال بينما يحوم حولها ببهجة

« كيران اجلس »

وضعت سينا قدر الماء الساخن على المنضدة ثم نقعت الشاش فيه عندها جلس كيران على الكرسي بطاعة

رافضاً التوقف، راقبها كيران بنظراته باسما بسعادة غامرة و هي تقوم بتعقيم جرحه ثم تداويه و تلف الشاش حوله

« على الشاش أن يتم تغييره ثلاث مرات في اليوم »

« ستقومين بتغييره من أجلي صحيح؟ »

عندما رفعت سينا حدقتيها كانت العيون الزرق تنظر بلطافة

« تريدني أن أفعل؟»

اومأ كيران  

« حسنا، الآن دعني اجفف شعرك »

لف ذراعه حول خصرها وجذبها إلى حضنه ثم حط بذقنه على صدرها ينظر إليها

« مهلا! عليك ارتداء الملابس أولا  قبل أن تصاب بالبرد »

 « في الواقع كنت أفكر .. »

عض كيران طرف الشريط الحريري الملفوف حول ياقة فستانها  يسحبه ببطء إلى أن فك ثم قال:

« ماذا عن خلعك الملابس والانضمام إلي »

« حقا؟ »

أمسكت رأسه و شرعت تفرك المنشفة مجففة شعره بخشونة

« مخبول! »

 ضحك كيران ثم قال:

« حتى و أنت منزعجة لا تقاومين »

توقفت يد سينا على رأسه تناظره و هو يطالعها بعيونه الزرق الثقيلة من بين خصلات شعره الرطبة الشعثاء

ثم أصبح الهواء ثقيلاً فجأة على رئتيها

هل أنا مريضة أم أنه يبدو جذابًا بشكل مبهر في هذه اللحظة؟

دون أن تدرك ذلك تحركت يداها تهذب خصلات شعره

عندما أفكر في الأمر ..

 تتلمس ملامحه منومة بجاذبيته

كم كان فظيعًا ، برود الشعور به بعيدا  في الأيام التي مرت

اللمسة الحذرة و الحنون لأنامله على بشرتي

القبلات اللطيفة منه

ثم توقفت أناملها على شفتيه

أنا ..

 متى أصبحت مدمنة على كل هذا؟

مُطّت شفتاه تحت أصابعها و ارتفعت زاوية فمه و غرزت عميقا في خده

ثم و هو ضاحك  بخبث  همس:

« هذا خطير للغاية يا أميرة »

لعق أنملة أصبعها بطرف لسانها بغتة فأبعدت سينا يدها بسرعة كما لو أنها لمست النار

ثم أبعدت ذراعه و تراجعت برهبة بينما تشعر بنبض قلبها مسموع في أذنيها

ابتلعت اللعاب على ريق جاف و أنفاسها تتلاحق بإسراف

أنا .. ما الذي يحدث لي؟

« سينا؟ »

هل كان الأمر كذلك دائمًا أم-

بقلق و خوف تنظر سينا الى كيران الذي يطالعها باستغراب بعيون متسعة بدهشة و كفها على صدرها

أنا .. أحب- لا!

« سينا؟ »

بتفاجؤ شاهدها تهرول مغادرة

لا أرجوك لا

ثم كما لو كانت تهرب نزلت السلالم و اتجهت إلى غرفتها

أغلقت سينا الباب بأيدي مرتجفة  و تراجعت خطوتين ثم انهارت على الأرض تحدق في الفراغ بصدمة و نبض قلبها يدب بحرارة

« لا .. »

تحرك رأسها رافضة

« لا يمكنك فعل هذا بي، قلبي أرجوك! »

مصدومة تلكم صدرها و الدموع على ضفاف جفونها

« توقف! »

« توقف! »

كررت

« أرجوك .. »

ارتخى كتفاها

« سوف يؤلم! »

ضمت ساقيها إلى صدرها و عانقت جسدها المرتعش

« أنت لا يمكنك خيانتي هكذا! »

 

 

 

 

« ماري؟ »

 بنبرة باهتة و عيون متورمة تحدق في الفراغ  

« نعم يا حملي الصغير »

« ماذا علي أن أفعل؟ »

تشبثت بثوب ماري و رأسها في حجرها

« أنا خائفة »

 أنا أرغب به، أرغب به كثيراً و ذلك ذنبي، و أعلم أنه إذا سمحت لقلبي أن يتكلم، سوف أندم على ذلك لأنه سيتعلق بي ولا أريد أن يحدث هذا، سوف يتأذى عندما يكون الرحيل هو القرار الوحيد

  لن أستطيع مواجهة عينيه بشجاعة حينها

زفرت سينا نفسا ثقيلا في تنهيدة كئيبة ثم تبسمت ابتسامة باهتة و تمتمت:

« تلك العيون »

سحبت ماء أنفها ثم قومت ظهرها تمسح الدموع على خديها

« أحتاج إلى موريس لإخراجي من هنا ، بمجرد أن يفعل ، سأكون سعيدة ، سعادتي معه »

« لكن سينا .. هل ذلك حقا ما تريدين حدوثه؟ »

« ما أريد؟ »

ضحكت سينا بأسى

لا

تركت سينا الإجابة مدفونة في قلبها

ربما كنت كذلك .. لكن الآن؟ .. لا

و إن قلت غير ذلك فأنا كاذبة ..

ضحكت ساخرة من نفسها

 كذبتي البيضاء

زفرت سينا نفسا ثقيلا في تنهيدة مسموعة ثم قالت:

« مربيتي دورثي كانت دائمًا تقول: لاحقي ما أنتِ بحاجة له سينا وليس ما تريدين، لأن الندم أقوى و أفظع »

التفتت سينا نحو ماري باسمة بحزن  

« و لطالما كانت على صواب »

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

« أريد تناول كعك القرفة »

« حسنًا ، سأطلب من الخدم إعدادها »

« لا! أريد صنعها بنفسي »

« سينا .. هل أنت جادة؟ »

« شديدة الجدية »

ردت بحماس

« هل أنت متأكد أنك لا تحتاجين إلى مساعدة؟ »

« نعم »

« فقط ثق بي ، يمكنني أن أفعل ذلك وحدي »

بالتفكير في الأمر الآن، كانت تلك ثقة عمياء في النفس

بينما تستند إلى الجدار خلفها قالت ماري في نفسها

ليس عدلا؟ النظر إلى هذه الطفلة البريئة والجميلة  الملزمة بالتصرف مثل ملك

ملزمة بالوقوف في كل مرة تقع فيها

و حقيقة أنها تفعل ذلك بجدارة

تنهدت ماري تنهيدة طويلة وواصلت المراقبة، إذ بعد أن تحول المطبخ إلى فوضى عارمة و أزعجت رائحة البسكويت المحترق الخانقة الأنوف

أخرجت الخادمة الصينية من الفرن بحذر ثم وضعتها على سطح العمل لحظتها هتفت سينا تصفق بفرح

« إنها سليمة! »

استنشقت و همهمت يتلذذ

« الرائحة زكية »

لكن عند التفكير في مخطط الدوق .. إنه مهووس بها تمامًا

رفعت سينا بصرها و قالت ببهجة

« ماري انظري! »

تبسمت ماري برضى و هي تصفق بإطراء

كيف سيتعامل إدوارد مع ذلك؟

 

 

 

ما هذا؟ لم أنت مستعجل هكذا جورج؟

سأل ديميتريوس

« في حوزتي برقية مستعجلة لسموها »

« ها .. حسنا، ناولني إياها »

« لكن- »

« هل ترد أمر ملكك؟ »

« أرجوك اغفر لي سعادتك »

مد الخادم الظرف بارتباك و راقب بقلق ديميتريوس يقلب الظرف و يحدق مطولا في ختم الشمس عليها

لقد استلمت التقرير من سيلا بالفعل ولكن لم هذه لأمي على وجه الخصوص؟

فكر ديميتريوس بارتياب

و بهذه الطريقة الحذرة و السرية

مد ديميتريوس الظرف للخادم ثم قال :

« يمكنك الانصراف »

 

 

 

 

 

 

 

 

« يبدو أن في جعبتك الكثير لتقوله؟ »

قال كيران بعد أن رفع حدقتيه عن الوثيقة بين يده ثم وضعها جانبا

« لنكن صادقين، كلانا لديه فوائد من هذه اللعبة ، أنت تريد الختم و أنا أريدها آمنة ، وعندما أقول آمنة ، أعني بأمان منك ومن أي شخص آخر وهذا ليس الوقت المناسب لتغيير رأيك بشأن ما تريده حقًا »

قال موريس

« أعرف سينا منذ أن كنا في الخامسة من العمر وأعرف بالضبط كيف تفكر وتشعر، لدي مئة طريقة لإقناع شخص ما ويمكنني أن أجد مئة أخرى إذا أردت ذلك »

« لقد قبلت الصفقة فقط لأن موقفي ليس آمنًا ، لكن إذا كان تواجدها معك أكثر خطورة مني  .. سأستعيد ما كان في الأصل ملكا لي »

«هل أنت خائف من أن تطردك خارج قلبها يا ترى؟»

قال كيران

« أوه! تعني كما فعلت ليليان بك ؟ أوه آسف! نسيت أنك لم تكن في قلبها من الأساس »

« أنا أثق بالمرأة التي أحبها ، أثق في قلبها »

باسم الثغر رد كيران:

« عظيم »

« هل تعتقد أن الأمور ستسير في صالحك بمجرد أن تعرف سينا ذلك .. عندما تكتشف أن قصة الخيانة و ظهورك البطولي كتبت من قبلك وفقط لخدمة مصالحك- »

قهقه كيران ضاحكاً كما لو أنه سمع للتو أسخف شيء على الإطلاق

« هل تعتقد أن ذلك سوف يمنعني؟ »

اعتدل واقفا ثم خطى مقتربا من موريس و توقف على بعد خطوة واحدة منه

« في السابق ، حلمت بإخراجك من قلبها كي أكون الوحيد الذي يرعى انتباهها .. لكن الآن ، حتى مع النصف، أو ربع حبها .. حتى بدونه ، يجب أن تكون لي! »

بجدية مظلمة يضيف :

« سواء غَفِرتْ لي أم لا .. تلك المرأة ستبقى بجانبي! »

بالنسبة لموريس ، الشخص الواقف أمامه ليس بعد الآن قابلا للتفاهم أو التفاوض ، مع نظرة الجد و اللامبالاة بالعواقب  في عينيه

لم يكن ذلك متوقعًا بالنسبة له، كان وقوع كيران في حب سينا هو آخر شيء توقع موريس حدوثه لدرجة أنه لم يتبادر ذلك على ذهنه قط حتى من باب الصدفة

و الآن .. أصبح عليه التعامل مع ذلك

هذا ..

شد قبضته بقوة

هذا خطير للغاية  

عندما يكتشف هويتها الحقيقية، خاصة بعد بدئهم البحث عن الأوعية

قطع الهدوء السائد طرق متتابع على الباب تبعه صوت رجولي يسأل الإذن :

« القائد؟ »

باعد كيران شفتيه و قال:

« أدخل »

دلف الجندي إلى المكتب ثم استقام في وقفته مؤديا التحية العسكرية

« استرح، ماذا لديك كال؟»

خفض الجندي يده و قال:

« سيدي،  زوجتك هنا »

ارتفع حاجبا كيران

« زوجتي؟ »

مبتسما بغلبة و رضى شديد قال و نظره ثابت على موريس

« نعم ، رآها الرفاق وهي في قاعة الاجتماعات الشرقية الآن »

« عظيم، أشكرك على إعلامي بذلك، يمكنك الانصراف »

اومأ الجندي بطاعة ثم انسحب خارجاً

« إذا كان لديك أي شيء آخر لتقوله أرجو المعذرة لأنني سأطلب منك تأجيله، لأنني لا أحب جعل زوجتي تنتظر »

تبسم موريس ثم قال:

حسنا، لكن قبل ذلك .. أريدك فقط أن تؤكد لي شيئًا

« من الآن فصاعدا .. »

رفع موريس بصره ثم مشابكا يديه خلف ظهره قال:

« لستُ ملزماً بالصمت بعد الآن، صحيح؟ »

 

 

 

 

 

 

ملتفين حولها يحدقون بدهشة و اعجاب و فضول أربك سينا

« سموك .. أنت تبدين من خيال »

ضحكت بخجل عندها هتف الجميع مؤيدين رفيقهم

« جدا »

« إنها جميلة ألا تعتقد جان؟ »

شاردا يطالعها بدهشة رد

« لا يمكنك القول عنها جميلة .. جميلة للأشخاص العاديين .. إنها غير عادية »

التفت السائل نحو القصير الواقف بجانبه

« إذن ما هو الوصف المناسب يا شاعر زمانك؟ »

قال ساخراً فأجاب جان :

« جمال يبث الروح .. »

ثم هدأ الوسط فجأة بطريقة غريبة و أصبح الصوت الوحيد المسموع هو صوته يقول:

«  منعش مثل نسمة حلوة و لطيفة في الصيف محملة بعطر الورود النفاث بعد يوم شاق من العمل »

مثل الجميع حدقت سينا بتفاجؤ ثم تبسم في اللحظة التالية فجفل الجندي عندنا التقى نظره بخاصتها  فخفض ناظريه بخجل

« يا له من وصف ، هذا لطيف منك »

تلعثم و هو يقول

« ش- شكرا »

مكتفين اذرعهم التفت الجميع نحوه

« أنت .. هل تحاول التغزل بزوجة قائدك؟ »

رمقه الجميع بنظرة جانبية بريبة قائلين دفعة واحدة

« جان! »

« على الاطلاق أنا- »

امسكوه و شرعوا في مضايقته بتقليد كلامه ضاحكين

« رفاق! أنا حقا- »

« اعتدال! »

صاح كيران بصرامة فامتثل الجنود رافعين أيديهم إلى مستوى جباههم، في تلك الأثناء و بينما كيران يبحث بناظريه عنها أطلت سينا من خلف ظهور الجنود و لوحت بيدها فاتجه كيران نحوها مهرولا

« سمعت أنك مشغول لذلك لم أرغب في ازعاجك، كان السادة لبقين للغاية »

« صحيح! »

ومض شيء ما في ذهنها فدست يدها في جيبها

« لقد انتبه الخدم له هذا الصباح »

أمسكت سينا يده ثم البسته الخاتم

هل نسيته؟ تركته في الحمام حتماً »

محدقا في الخاتم حول أصبعه قال:

« هل كان هذا سبب زيارتك؟ »

تجعد جبينها و بقلق شديد قالت سينا

« هل ذلك فعل خاطئ؟ أهو ممنوع؟! أنا لم أكن- »

« على الاطلاق! لقد تفاجأت فقط، كان ذلك غير متوقع »

« أرجو المعذرة، سوف أحرص على إعلامك في المرة القادمة »

لا عليك

« أوه! بالمناسبة .. » رفعت سينا السلة و قالت بحماس « أنظر إلى ما صنعت »

« حسنا، دعينا نغادر المكان أولا »

أمسك كيران يدها و خطى صوب الباب رفقتها ثم توقف عند عتبته و قال:

« استرح »

أرخى الجنود أجسادهم عندها قالت سينا بمودة

« أرجو أن يستمتع الجميع بالكعك »

« شكرا جزيلا »

هتفوا دفعة واحدة و هم ملتفون حول علبة الكعك بلهفة

 

 

 

 

 

عندما انعطف و استأنف خطواته في الرواق الطويل أدركها بصره

في الواقع، ما يخيفني حقا هو أن أكون مجبراً يوما ما على التعامل مع حقيقة أنها تريده

فكر موريس و نظره ثابت على سينا التي تُقبل في اتجاهه و  تتحدث بحيوية و يدها بين يد كيران

لكن بغض النظر عن ذلك هذا هو الطريق الصحيح، حتى لو كان ذلك يعني التخلي عنك لتكوني آمنة

 لأنه إذا لم أفعل .. سأخسرك!

ثم اشتدت نظرته و أصبحت حازمة

و أنا أفضل الموت على ذلك

مع اقترابه بدأ وجوده يُلاحظ عندها اتجهت سينا بناظريها

موريس!

ومضت عيناها و قفز قلبها من مكانه بغتة

يخطو في الاتجاه المعاكس و نظره ثابت على طريقه

في اللحظة التي تقاطعت فيها دروبهم لمحته سينا بنظرة جانبية في ذات اللحظة تحرك بصره و التقى بخاصة كيران لثانية من الزمن ثم قطع الاتصال و أصبح كلاهما خلف الآخر

 

 

 

« من الذي خطف انتباهك مني بحق الجحيم؟ »

رمشت سينا بوعي ثم رفعت حدقتيها و نظرت إلى كيران الجالس بجوارها و ذراعه حول خصرها

« أنا .. »

« فقط أخبريني من يكون .. »

قبَّل ارتفاع كتفها المكشوف و أتبع:

« سوف أجعله يفقد وعيه فقط »

« كيران مهلا!

هجرت مجلسها ثم أمسكت السلة و عادت مكانها

أنت لم تتذوق بعد الكعك، ألست تحب هذا النوع من الكعك؟ »

قالت بعبوس فمد كيران يده داخل السلة و قال:

« كيف عرفت؟ »

« أخبرني الخدم »

قضم من الكعك و سأل:

« خبزتها بنفسك؟ »

« في الواقع نعم و لا ، حسنًا ، الدفعة الأولى احترقت لأنني لم أستمع للإرشادات »

« تعلمين أنه ليس عليك القيام بهذه الأشياء »

« لقد شعرت بالملل، كما أنني أريد حقًا تعلم الطبخ والخبز »

« لكنك أميرة »

« لا لست كذلك ، أكره ذلك .. »

بانزعاج تضيف :

«  أرجوك لا تقلها بتلك الطريقة »

« من الغريب جداً سماع أميرة تقول انها لا تحب كونها أميرة »

اشاحت سينا بصرها تحدق من النافذة على الجانب بينما تقول :

« أنا فقط أريد أن أكون سينا،  فقط سينا لا غير، لا أحد يعرفها أو  يهتم لمعرفتها »

« لكني أريد .. »

التفتت نحوه بتفاجؤ عندها أمسك ذقنها

« أريد أن أعرفها، هل يمكنني ذلك؟ »

قال مداعبا حدود فكها بإبهامه

« مرفوض! »

متأثرة بلمسته شرع قلبها يخفق بسرعة

هل يخفق قلبي حقا .. له؟

لا!

أبعدت يده

« مرفوض تماماً »

أكدت رفضها فعبس كيران و قال:

« لكن لماذا؟ »

« لأنكَ مصيبة! وهي تريد حياة هادئة »

قهقه كيران ضاحكاً من أعماق قلبه فثقلت أنفاسها

« كيران لا تفعل »

 قالت ذلك كما لو كانت تترجاه

« عذرا؟ »

قال كيران فأجابت بانفعال

« لا تضحك بهذه الطريقة »

باستغراب يرد :

« ما الذي تقصدينه بهذه الطريقة؟ »

« إنها جميلة »

« تعتقدين أن ضحكتي جميلة؟ »

نعم

« لا! على الاطلاق! »

« ضحكتك ليست ملفتة ، على الإطلاق ، إنها- »

تأففت ثم أرخت جسدها باستسلام و قالت متذمرة:

« أنا لا أريد الكذب! »

انفجر كيران ضاحكاً بشدة

« أنت حقا- »

قال بين ضحكاته و جذبها إلى حضنه بعدها زفر عميقاً عندها رفعت سينا رأسها و كفاها مستقرتان على صدره

« بجدية، لطالما كانت ضحكتك جميلة لكنها الآن جميلة جدًا بشكل مبهر وهذا سيء »

 تذمرت سينا بعبوس فسأل:

« لم ذلك سيء؟ »

« لست أدري، أنا فقط .. أشعر بهذه الطريقة »

« لا يعجبك ذلك الانبهار صحيح؟ أنت لا تريدين له أن يكون؟ »

« لست أفهم .. إنه مقلق جداً، يؤرقني! »

تبسم كيران بخفوت و لسبب ما في قرارة نفسه شعر بخيبة أمل

قلت أنني لا أهتم إذا لم تكن تبادلني المشاعر وأنا كذلك بالفعل، لكن لمَ أتمنى بيأس أن أكون محبوبًا من قبلها؟

ضحك كيران ساخرا من نفسه

لكن ..

يتلمس خدها بأصابعه و يقول:

« الكعك لذيذة جداً »

حتى إن كان ذلك ما ستسير وفقه الأمور ..

« حقا؟! »

هتفت ببهجة فابتسم و أجاب:

« حقا »

لست أستطيع التخلي عنك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بينما كان يراقبها من النافذة تخطو و يشعر بوجس ثقيل يضغط على صدره تساءل كيران

 لماذا أشعر بالخوف دائمًا في كل مرة تذهبين فيها؟

ثم سمع طرقا على الباب فالتفت

« أدخل »

فتح الباب و دخل الجندي و بعد اداءه التحية قال:

« سيدي، صاحب الجلالة يطلبك »

« حسنا، هل لديك سيجارة؟ »

متفاجئا من الطلب الغريب تلعثم الجندي

« س-سيجارة؟! »

« لا عليك، أرغب في تدخين واحدة »

« لكن القائد- »

« هل لديك أم لا؟ »

« بلى لدي »

أخرج الجندي علبة السجائر من جيبه بيد خرقاء ثم مدها

« سيدي، تعلم أن ذلك ممنوع صحيح؟ »

قال الجندي بقلق

سحب كيران سيجارة من العلبة المعدنية الصغيرة ثم دسها في فمه قائلاً:

« لا عليك، أشعلها هيا »

قرب الفتى الولاعة إلى أن احترقت مقدمة السيجارة ثم أبعد يده

عندها سحب كيران طويلا دخان السيجارة ثم نفثه فتشكل غمام كثيف عندها قال:

« يمكنك الانصراف »

 

 

 

 

 

 

« أرسلت في طلبي؟ »

« بلى فعلت »

اعتدل ديميتريوس واقفا ثم و هو يخطو نحو كيران قال:

« بلغني أنك أصبت »

« في كتفي، ذلك ليس بمشكلة »

« جيد »

توقف ديميتريوس مكانه ثم فجأة صوب قبضته و لكم وجه كيران بقوة فاستند كيران إلى الجدار و ضحك

مسح الدماء المتدفقة من أنفه بقبضته و قال:

« واحدة أخرى بعد »

سدد ديميتريوس لكمة أخرى ثم أمسك كيران من ياقته بخشونة و انهال عليه باللكمات بلا رحمة في حين لم يحرك كيران ساكنا و استسلم تماماً لكن عندما رفع ديميتريوس قبضته الأخرى للكمه صرخ بارتعاب :  

« ليس الحديدية! ستحطم وجهي! »

اتبع في هزل:

« الشيء الوحيد الذي تحبه زوجتي فيّ هو وجهي ، هل تحاول التسبب في الطلاق؟! »

خفض ديميتريوس قبضته ثم أفلت ياقة كيران و اعتدل واقفا

« انتهيت؟ حقا؟! متأكد من أنك أفرغت جل غلك؟ كنت تكبت الكثير طوال هذه السنوات صحيح؟ »

« استمع جيداً، لا يهمني ما الذي تخطط للقيام به ولكن  .. لدي شرط واحد .. يجب عليك أن تحصل على الختم، واضح؟ »

« سأفعل »

« هات يدك الآن »

أمسك كيران يد ديميتريوس الممدودة و قال:

« إذن .. أنت من قال إنه لن يدافع عني؟ »

بينما يسحبه لمساعدته على الوقوف رد ديميتريوس:

« أخرس! أيها المجنون »

لكم ديميتريوس صدر كيران و أتبع:

« كيف لا أدافع عنك؟ أنت ذراعي و جيشي! »

ضحك كيران برضى ثم مسح أنفه بكم بذلته و قال:

« بالمناسبة ، لقد غفرت لي ، صحيح؟ »

« أتدري ما يقولون: الأفضل أن تفقد ذراعاً بدل الرأس »

« ذكرني من قال ذلك؟ »

« شاب غاضب بعيون ميتة يدعى كيران »

« يا له من شخص حكيم »

ضحك ديميتريوس ثم قال:

« هل من أخبار عن القطع؟ »

« لدي شكوك بأن أحد رجال أخي كان في المزاد »

« هل تواصلت معه؟ »

«  فعلت »

« جيد ، الساحة لك اذا، اجعلها سلمية قدر الإمكان»

« مهلا! أنت .. تعتقد أنني قد  أقتل أخي الأصغر؟ »

« أنت شخص غير متوقع الردود و مخيف »

« عندما قلت ذلك بتلك الطريقة بدى وكأنني فظيع »

« أنت كذلك كيران »

شهق كيران بدرامية

« يؤلمني »

عابسا يدلك كيران فكه و يقول:

« متى أصبحت قويا هكذا؟ »

« أغرب عن وجهي كيران »

« سمعا و طاعة جلالتك »

« كيران؟ »

ممسكا مقبض الباب التفت كيران

« نعم »

« توقف عن التدخين »

« ماذا؟ أنا لا أدخن »

« أعني لا تدخن أي شيء »

ضيق كيران عينيه بارتياب، أدرك أن في كلام ديميتريوس مغزى ما لكنه لم يتوصل إليه على وجه التحديد عندها تنهد ثم قال:

« حسنا »

بعدها غادر

 

 

 

 

الوغد! إنه يلكم بشكل مبرح

بعد أن تخطى بوابة القصر الفرعية يخطو كيران نحو السلالم

« كيران! »

نادته ثم هرعت إليه بقلق

« رباه! ما أصاب وجهك؟ »

طافت بيديها وجهه المجروح

« أنت ما الذي- »

تتلمس جروحه بحذر

« رجاء .. » رفعت سينا يدها فانتبه جيروم لها

« جيروم رجاءً أحضر عدة الإسعاف و اتبعني »

« حسنا »

اومأ بطاعة ثم انصرف

« رافقني رجاءً »

قالت ثم أمسكت يده و خطت سينا تسحب كيران خلفها

 

 

 

 

 

« لست أفهم! كنتَ بخير هذا الصباح »

ربما علي شكره على ابراحي ضربا

ضاحكا برضى و معجبا بوضعه يحدق كيران بشرود في ملامحها و هيئتها، أناملها التي تتلمس وجهه بعناية و حذر  

« أنا لا افهمك حقا! كيف خضت في شجار غبي لا طائل منه »

قالت بانزعاج و هي تضع المرهم على جروحه

« كان عليك أن تكون أكثر حكمة »

في مواجهة انفعالها تجاه ما لفقه لف ذراعه حول خصرها ثم جذبها إليه و قبل خدها

« كيران لا! »

واصل كيران طبع قبلاته على وجهها

« ابتعد! »

« أنا لم انتهي بعد »

« كيران! »

و يداها الملطخة بالمرهم مرفوعة قالت:

« كيران أفلت! »

طبع كيران قبلاته على كتفها مرورا إلى رقبتها مستنشقا عطرها الحلو

« كيران هذا أمر! »

رفع كيران عيونه العابسة

« قلت لم انتهي بعد »

« لكنني بخير »

« لا لست كذلك! إن لم يتم التعامل مع هذه الجروح سوف تبقى، اعتدل هيا »

قالت سينا بصرامة فرفع كيران رأسه عندها استأنفت مجدداً تداوي جروحه

تجعد جبينه بانزعاج

« إنه يلسع »

« أدري، فقط تحمل لبعض الوقت أكاد أنتهي »

فتحت فمها تضيف:

« في الحقيقة، لدي لك خبر مفرح »

« حقا؟ »

« انتهينا »

وضعت سينا علبة المرهم على الطاولة ثم أمسكت الخرقة و مسحت يديها

« ما الخبر المفرح؟ »

قال كيران بفضول عندها دست سينا يدها في جيب فستانها الأخضر و أخرجت بطاقة دائرية ثم رفعتها في مستوى نظره

« وجهته كانت ملكية بروسبر، لقد غادر الفندق صباح اليوم التالي من المزاد و ركب عربة خاصة »

أمسكت سينا يد كيران و وضعت البطاقة التي خطفتها من جيب السيد يوم المزاد في كفه ثم قالت:

« شقيقك بالتبني في خطر »

« كيف؟ كيف عرفت؟ »

« بواسطة تقنية تدعى التتبع »

تشرح:

« كل ما كنت بحاجة له هو شيء مادي قام بلمسه ، يمكنني معرفة كل ما أحتاج من خلال لمسة »

باعدت سينا شفتيها ثم اطبقتهما بتردد مجدداً، بعدها رغم خوفها إلا أنها استجمعت شجاعتها و اعترفت:

« أنا ساحرة، كيران »

رفعت بصرها تستقرئ ملامحه إلا أن كيران لم يبدي أي رد فعل ملفت عندها أضافت:

« بهذه الطريقة تسير الأمور بالنسبة للسحرة، أعتقد أنك تعرف جيداً ما يعني ذلك، أليس كذلك؟ »

« لهذا السبب تم ائتمانك على الختم »

افصح كيران عن استنتاجه

« يمكنك تأويل الأمور بتلك الطريقة لكن هذا ليس موضوعنا، ما أريد قوله يمكنني المساعدة في العثور على القطع ولكن بمجرد الانتهاء سأغادر، لن ينجو ساحر غير قانوني في مثل هذا الوسط كما أنني لا أريد قضاء ما تبقى من حياتي في السجن، ما ردك؟

« يمكنني حمايتك و سرك »

« من سيحميك أنت؟ »

وقفت سينا

« كما أنك لن تكون في مأمن أيضا لأنه إن تم اكتشاف بأنك تعاملت مع ساحر غير قانوني سيضعك ذلك في مشكلة .. ممتلكاتك قد تصادر و لقبك أيضا و ستعيش كمتشرد لبقية حياتك»

انفلتت ضحكة ساخرة من بين شفتيه عندها استقام كيران واقفا

« سينا »

يخطو نحوها قائلا

« ألم تسأمي بعد؟ »

« ماذا؟ »

تتراجع نحو الخلف

« ألم تسأمي من محاولة دفعي بعيداً؟ »

يخطو مقتربا منها

« طوال الوقت .. ألن تتوقفي عن محاولة  استحداث سبب لهجري؟ »

« لست- »

« أنت لمَ تفعلين ذلك بينما قلبك يصرخ اسمي بيأس؟ »

« لا، أنت فقط واهم! »

توقفت سينا مكانها و قالت:

« لست أكن لك المشاعر كيران، كل ما تقوله هو فقط لجعل نفسك تشعر بالراحة من خلال ايهامها بما ليس له وجود أساساً و»

« ذلك ما تريدين تصديقه و تترجين أن يكون! »

ضحك بخفوت و قال:

« يبدو أن كلانا سيء في الكذب على نفسه »

رفع كيران يده يتلمس خدها و يقول:

« ذلك اليوم .. عندما رأيتك في ذلك الموقف الخطير اعتقدت أنها النهاية، اعتقدت أنني سأعود إلى المنزل بك في تابوت

اهتمج وجهه بتعاسة

« خشيت أن أخسرك حتى قبل أن أقول الحقيقة، لم أهتم لشيء في تلك اللحظة، أردت فقط أن أغلق عيني و عندما افتحهما أجدك بين ذراعي »

« لقد- »

مضطرب المشاعر تلعثم كيران و هو يقول:

« لقد- لقد فكرت .. فكرت في الأمر للحظة ، لحظة واحدة فقط .. اعتقدت أنني كنت أواجه كابوسًا أو شيء من هذا القبيل »

منكمش الوجه يستذكر و يتنفس بصعوبة

« لقد شعرت بنفسي هالكا »

سحب نفسا ثقيلا و زفره بصعوبة

« فكرت في كيف ستكون حياتي .. بدونك، ولم أستطع تخيلها، في تلك اللحظة عاهدت نفسي بأنه إذا تخليت عنك ، سوف أقضي حياتي أسِفا على ذلك ، وإذا لم أفعل ، لن أتركك أبدًا حتى بعد مماتي .. »

ثم أصبحت عيناه تعكس جدية  غير قابلة للنقاش عندها قال:

« و هذا بالضبط ما سأقوم به »

« كيران أنت .. هل استوعبت ما قلته؟ »

« يمكنني أن أعطيك إجابة واحدة واضحة الآن .. بغض النظر عن المكان الذي ارتحلت إليه، سوف أجدك .. سبعة اقدام تحت الأرض أو فوقها .. سوف أجدك و اعيدك إلى جانبي »

يتبع:

« شيء آخر ..  حتى لو كنت الشيطان نفسه، سأصبح  أسوأ ، حتى لا يمكنهم مقارنتك إلا بي »

عاجزة عن الكلام تسمرت سينا مكانها عندها اقترب كيران، طبع قبلة على صدغها ثم تراجع و  استدار يخطو صوب الباب

« أنت ما الذي تريده؟ »

« أنتِ »

« لكنني لا أريدك »

« لا يهم »

« كيران! »

صرخت سينا اسمه

« هذا جنون! »

« من قال أنني عاقل!؟ »

« أنتَ لا يمكنك فعل هذا .. »

تقدمت خطوة و أضافت :

« أنا لا أنتمي إلى هنا معك .. أنا فظيعة ومؤذية مع ماض سيء و-»

« اياكِ! »

مشيراً إليها صرخ كيران بغضب  

« اياك أن تجرء على قول ذلك عن زوجتي مرة أخرى! »

ومضت عيناها بدهشة و هي تشاهده يخطو نحوها قائلا بثوران:

« إن كنت لا تعرفين نفسك جيداً أنا أعرفك! و لا امانع قط تذكيرك  بكم أنت مذهلة! مرارا و تكرارا، الآن! حتى الممات! وبعده! » يتبع بانفعال: « حتى عندما لا تريدين سماع ذلك، سأذكرك! »

« أنا- »

لجم لسانه و توقف كيران مكانه، زفر أنفاسه بعدها مسح بكفه على وجهه 

« يبدو أنك لم تفهمي بعد حقيقة مشاعري تجاهك، بالنسبة لي أنت كافية للغاية يا ملهبة روحي .. سينا الأميرة، سينا المتمردة من الدير ، سينا المشاكسة، سينا الحنون، سينا الساحرة ، سينا التي تحبني، سينا التي لا تحبني، أيَّا كنتِ .. أحتاجك! حاجة الغريق لأنفاسه »

يتبع كيران مفصحا

« أنا لا أقول أنني لست بحاجة إلى حبك، سيكون شرفا لي إذا قررت أن تأمني قلبك لي لكن حتى إن لم تفعل ذلك ، سأظل محبًا» يضيف: « لأنني أحبكِ بما يكفي كلينا، و بالنسبة لي وجودك بقربي نعمة ترضيني »

زفر نفسا ثقيلا

« أحبك حُبين لأن الواحد الوحيد لم يكن و لن يكون أبداً كافياً لجلالك »

مد كيران يديه يتلمس خدها بحنو

« أنتِ ألم وجودي الذي أحب! »

« لكنك مخادع! »

ذبلت عيناها بخيبة و انكسار

« أعلم أن إدوارد جزء من هذه اللعبة بأكملها، أنا الضحية التي عليك لافتراسها، لطالما كان الأمر هكذا »

« ربما بدأ الأمر بهذه الطريقة و خُطط له أن يكون ولكن الآن- »

« الآن ماذا؟ »

« الآن أنا أحبك بشدة لأكون على سجيتي »

قال

« قليل الحيلة عندما تكونين جزءا من اي مخطط، التفكير في أنك تعيشين بعيداً عني.. » بصدر مثقل يقول: « يجعل التنفس صعبا »

« هل هذا رث جدا؟  إنها تستحق أكثر، علي أن أعمل أكثر،  أنا لا أستحقها، هل تجد الحياة كزوجتي مملة و محرجة؟ هل أنا جدير بها حقا؟ »

أفصح كيران عن قلقه

« الشعور الملاحق بعدم الأمان و الثقة .. وحتى لو كان الأمر كذلك ما زلت لا أستطيع السماح لك بالرحيل لأنني لست أنا عندما لا تكونين بالجوار »

مال كيران بضعف و حط برأسه على كتفها

« أعلم أنني ملعون،  ملعون بك، ملعون بحبك وأحب ذلك »

«  أعلم أيضا أنك مخلوق خطير سوف يتسبب في الكثير من الندوب لكنني لا آبه »

رفع كيران رأسه يحدق في عينيها و يقول:

«  أخبريني الآن .. إن كنت مخادعا، ما أنت؟ »

زفرت سينا بصعوبة و قالت:

« و الآن ماذا؟ ستقوم بحبسي في قصرك العاجي؟ »

« هلاّ تحاولين فهم موقفي رجاءً؟ »

« هلا تفعل المثل؟ »

قبضت على قميصه و صرخت سينا في وجهه

« أنا خَطر عليك! لم تواصل عنادك؟ »

« لأنه إن لم أفعل سأصبح الخطِر سينا! »

مشيراً إليها يقول بغضب

« عندها ستكونين الملام الوحيد! على كل فعل متهور اقترفه »

ارتجف ذقنها و لسعت الدموع عينيها عندها خفضت سينا رأسها و بصوت مخنوق توسلت  

« أرجوك .. »

تساقطت دموعها على البلاط و هي تقول باكية

« أنا لا أنتمي إلى عالمك، كيران »

صك كيران على اسنانه ثم بسرعة لف  ذراعه حول جسدها الرقيق المرتعش و ضمها إلى صدرها بقوة

باعد شفتيه و قال بصوته العميق الابح

« كيف لا تكونين و أنتِ بالفعل محوره! »

« لا! .. »

حطت يكفيها على صدره تحاول دفعه

« أنا لا أريد .. »

تحاول أبعاده عنها و التملص من بين ذراعيه

« لا أريد! لا أريد أن يربطني بك شيء، أنا- »

  ضمها بقوة أكبر و صرخ في وجهها بنفاذ صبر قائلاً

« لا يمكنك القول : « لا! اغرب! لا أريدك! » بينما قلبك يصرخ بيأس و بؤس: « لا تتركني كيران! »

سكنت سينا تطالعه بصدمة عندها أمسك كيران ذقنها يمرر إبهامه على شفتيها اللينة و نظره ثابت عليهما

« فمك المضلل هذا مكشوف الالاعيب بالفعل »

اقترب يهمس على مقربة من شفتيها

« أنتِ ترغبين بي سينا كينجي! حد الغِل! لدرجة أنك ترغبين في التوسل لجعله يتوقف!  لكن ذلك لن يحدث أبداً! لأننا متورطان في حياة بعضنا البعض بالفعل و لا مفر من ذلك سواء أحببت ذلك أم لا »

باعدت سينا شفتيها

« حقا؟ إذا أنت حتماً تعرف المعنى خلف ارفع يديك عني حالا »

« جدا! »

حط بكفه على ظهرها و دفع بها نحوه ثم مال برأسه و ضغط بشفتيه أسفل أذنها ثم تحركت أنفاسه و لسعت أذنها عندها عض شحمة أذنها

احتبست أنفاسها في صدرها ثم ضاقت قبضتاها على ساعده و غُرزت أظافرها 

 تكرهه! عجزها المتواصل عن رفض كل لمسة منه، تكره عندما يصبح جسدها خارج نطاق سيطرتها عندما يلمسها

تكره رغبتها في التمسك به بينما عليها دفعه بعيداً

« كيران! »

نبست تحت لهاثها متوسلة و الرؤية ضبابية في عينيها

« أرجوك .. »

« أنت عالقة بي كالوشم، تتلاعبين بي و تخطفين أنفاسي »

تحرك كيران بأنفاسه نزولا ثم ضغط بشفتيه على عنقها

« اللعنة! كم أرغب في معاقبتك على ذلك! »

بقلب محموم على وشك الانفجار و أنفاس مستهلكة شعرت سينا كما لو أنها تتنفس من ثقب إبرة

واصل كيران طبع قبلاته على عنقها وصولاً إلى كتفها

« من الأفضل أن تتوقفِ عن توقع  سماحي لك بالرحيل .. »

رفع كيران حدقتيه المتقدة كاللهب ثم اتبع:

« لأنني لن أفعل ذلك! مطلقاً »

« لا .. »

تحرك رأسها رافضة بتوسل ثم تتبع في لهاث

« الطلاق يجب أن يحدث »

« بروسبر سينا ​​كينجي »

بينما يرجع خصلة شعرها خلف أذنها المحمرة رد كيران بروية مؤكداً على كل كلمة 

« لا! .. »

  تحرك رأسها رافضة بقطعية

« لن أكون أبدا ذلك الشخص الذي تريده »

« بروسبر سينا كينجي، زوجتي، دوقة كينجي، هذا ما أنتِ عليه »

غاضبة باستياء قبضت سينا على ياقته و حدقت بحنق ثم سرعان ما ذبلت عيناها برجاء و عجز  

أرجوك .. ساعدني على ذلك!

أدرك صراعها  فاقترب كيران بهدوء و قبّل رموشها الرطبة هامسا

« تنفسي سينا »

زفرت سينا نفسا ثقيلا ثم كما لو أن ثقل رِجل فيل انزاح عن كتفيها 

ارتخى جسدها المشدود بعصبية ثم انهار جدار المقاومة و تدفقت العواطف كشلال

متشبثة بذراعيه أجهشت سينا  بالبكاء

« أنت ليست لديك أدنى فكرة .. أنا- »

منتحبة بحرقة تلكم صدره حط كيران بجبينه على خاصتها  

« أكرهك! و أكره  أنني لا أستطيع فعل ذلك! »

« أنت لم لا تفهم .. »

فتحت سينا عينيها محدقة و الدموع تتدفق

« أنا لا أستطيع .. أنت .. »

احتضن وجهها بكفيه يمرر  إبهاميه على رموشها المبتلة

« هذا ليس ما يجب أن تسير عليه الأمور .. »

قالت باكية

« لا أستطيع .. أنا حقًا لا أستطيع مسامحة نفسي إذا تعرضتَ للأذى .. »

« كيران أتوسل إليك- »

« أحبكِ! »

ومضت عيناها المتلألئة ببريق الدموع على ضفاف جفونها

« أنا عاجز مثلكِ! »

قال بيأس و بخنوع تام

« لن أستطيع اتخاذ ذلك القرار بالسماح لكِ بالرحيل .. »

يقترب إلى أن لامس جبينه خاصتها

« هل تعتقدين أنني قادر على إغلاق عيني و التجاهل بعد سماحي لك بالرحيل؟ البقاء ساكنا و عدم ملاحقتك كالمجنون؟ أقسم أنني حاولت! لقد حاولتْ .. اتخاذ تلك الخطوة لكنني شعرت بنفسي اخرق ضائع، قلت لابأس يمكنني العودة إلى حيث كنت، إلى البداية ، لكنني أدركت .. إنني لا شيء! لم أكن شيئا »

« بدونك سوف أحيا لكنني لن أعيش أبداً .. »

ببؤس يرثى له قال كيران

« أريد أن أعيش سينا »

« أريد أن أتنفس و أشعر بأنفاسي! »

ينخفض راكعا على الأرض ممسكا يديها

« سأكون مطيعا، أقسم أنني سأكون! إن أردت أن اقترب سوف اقترب و إن أردت أن أبتعد سوف أفعل لكن أرجوك لا تطلبي مني أن اتخلى عنك لأن ذلك أشبه بطلب فنائي، ذلك ليس بهين لشخص أصبح حريصا جداً على حياته »

« لم أكن لاهتم بوجودي أو عدمه في الماضي ولكن ليس الآن ، ليس بعد أن وجدتك »

« بدونك أنا لا شيء و بكِ كل شيء »

تمسك كيران بيديها و توسل:

« أرجوكِ .. كوني بجانبي سينا »

فقط لماذا؟

لمَ كان من السهل جداً التلاعب بديلاس بينما المساس بكيران موجع للغاية؟

لمْ أهتم قط عندما تعلق الأمر بديلاس لكن .. كيران؟

أنا .. إلى متى؟

دنت و حطت بركبتيها على الأرض

إلى متى؟ سأبقى أهرب مِنكَ .. إليكَ!

أنت ..

لمَ عليك أن تجعلني أرغب بك كثيراً؟

باعدت سينا شفتيها

« في حال كنت لا تعرف .. لقد وجدت لأكون ناجياً ليس عاشقًا .. »

قبضت على ياقته بكلتا يديها ثم سحبته

« لم تجعل ذلك صعبا للغاية يا بلوة على الرأس؟ »

ضحك كيران بخفوت ثم قال :

« لأنه لا يروقكِ .. »

بسرعة مفاجأة لف ذراعه حول خصرها ثم جذبها أقرب

« ما وجدتِ من أجله »

ضحكت سينا على رده

« أتعرف أكثر ما لا يروقني كينجي؟ »

« أكثر مني؟»

« كونكَ على حق .. دائماً»

اتبعت بغيض

« امقت ذلك، جدا! حد الإعجاب»

حطت بكفيها على عنقه

« الآن .. »

تداعب بأصبعيها الإبهام حدود فكه

«  بما أنك تريد أن تجعل الأمر صعباً .. »

تقترب منه قائلتا:  

« من الأفضل أن تكون أكثر صعوبة .. »

مالت سينا برأسها و ضغطت شفتيها مقبلة زاوية فمه ثم تراجعت ببطء

 سكبت أنفاسها الفاترة على شفتيه ثم رفعت حدقتيها و حدقت في خاصته بعيون باردة

« لأنني كذلك! »
 

نقطة.
___________________________
عساكم بخير ✨

عدنا 😌
اولا دي شوية رسومات للمشاهد في الفصل 🦋

أما بعد بما أن ( أنا ) القارئة راضية عن أحداث الفصل يبقى أنا ماشية فالطريق الصح 😂

مش رح أتكلم كثير خلينا نتناقش في التعليقات 💃

فتحت حساب على موقع صارحني لو حد عايز يشتم 😌

دمتم بخير وعافية ✨

Continue Reading

You'll Also Like

7.4K 601 19
الاقتران بالحبِّ أشبه بالتَّضحية، لا يُمكنُني أن أقع بجوفِه تَحت أيِّ صراعٍ كان! Byun Baekhyun Kim Irene الفكرة تعود إلى متجر مطر أفكار للكاتبة @B...
62.5K 6.1K 41
مـاذا سيفعل أب بعد إن يكتشف أن له ولد بعد 17عام من حياته؟ وكيف سيكون حال أبنه؟ وأين تربى ابنة طوال هذهِ السنوات؟ هل سيستطيع انتشاله بعد كل هذهِ ال...
123K 7.3K 27
أعتقد أنك قد سمعت عن لعنة الفراعنة لكن هل سمعت عن لعنة الكواكب؟ الحكاية ليست بانتقالنا لكوكب الأرض من على سطح سيرافينا فالأمر أكبر من ذلك بكثير، فتلك...
60.3K 5K 38
أرادت الإنتقام ممن قتل عائلتها وسنين مرت وهي تخطط لذلك ، وأخيراً حان الوقت ستتفنن بتشويه ملامح وجههم القبيحة ، ستقتلهم بعنف ستعذبهم ، ستتحطن جماجمهم...