ست خطوات للنعيم

By sleep_bzbz

72.9K 5.1K 4.4K

"سيدة جراي، هل تقبلين شراكتي؟" "لا." ~ رئيس عملها سابقًا، وطواقًا لِمشاركتها الكثير مِن الأشياء حاليًا. هڨين... More

٠ | مُدخل.
١ | انفصالُ.
٢ جنة ام جحيم
٣ | يوم نَحسّي
٤ | الخطوة الأولى
٥ | عشاء عمل.
٦ | الخطوة الثانية.
٧ | استغليني.
٨ | شائعة مواعدة.
٩ | الخطوة الثالثة
١٠ | اعتذار واعتراف.
١١ | استقالة.
١٢ | خطوة الرابعة
١٣ | بداية الرحلة
١٤ | ثمالة الحُب
١٥ | وعد عيد الحُب
١٦ | الخطوة الخامسة.
١٨ | ماذا بعد؟

١٧ | مطاردة.

4.5K 413 1.3K
By sleep_bzbz

«بسم ﷲ الرحمن الرحيم»

صحا فطوركم
كُل سنة وانتو طيبين وبخير رمضان كريم عليكم🌙
وان شاء الله كُل جمعة فصل من ست خطوات
علشان ختامها يكون في العيد😔

انجوي، ماي جيرلز✨
______________________

_ ١ من نوفمبر عام ٢٠٢٢ مـ

ألتقطت أنفاسك.

هيا مُجددًا.

لا شيء سيء، نحن بخير تمامًا.

ألتقطتِ أنفاسك.. هيا بعمقٍ.

أفضل؟

لم يتغير شيء، لم تسقط الكواكب ولم يفنى العالم بعد، ما زالت أتنفس، ما زالتُ استطيع التحرك، ما زال قلبي ينبض شغفًا للوصولِ.

تأخرتُ؟ أجل وكثيرًا كذلك، لكن لا بأس.
أعني أن تصل مُتأخرًا أفضل من عدم الوصول أساسًا، على الأقل لستُ جالسة فوق أريكتي وأغرد مثل عصافير الصباح على مواقع التواصل الاجتماعي عن كون لا يوجد فُرص في هذا المجتمع الفاشل.

هذه الاحاديث لطالما قلتها، لطالما وضعت الملامة على شيء اخر غير كسلي، لكن الآن ادركتُ ما المشكلة.

المشكلة هي أننا ننتظر الفُرص تأتي أسفل أقدامنا تتوسلنا للتقدم وان الطريق مُمهد ولا داعي للخوف من أخذ خطوة متهورة، وكأننا نحافظ على بيئة سليمة هكذا، لكن أين الحياة دون أن نجربها بعفوية وتهور لنصنع أفضل القصص؟

ماذا عن خلق هذه الفُرص بأنفسنا؟ في هذا العالم لا يوجد شيء يُسمى فُرص، على مقدار ما صنعت سوف تُجزى، على مقدار ما حاولت ستحصل على نتيجة تُرضيك، رُبما تكون نتيجتك فورية، ورُبما تحتاج بعض الوقت لتصبح الأفضل.

لا شيء مُستحيل، ولا شيء بعيد، ما نرغب به يمكننا الحصول عليه، بعض الوقت، الصبر، التخطيط ورشة تهور وستكون بخير يا صاح.

هذا الفكر وهذا التطور ليس بسهلٍ، لم استيقظ صباحًا وقررت أن أقلب حياتي فجأةً، لقد استدعي الأمر مني سنوات وقد يستغرق يومٌ لشخصٍ اخر، هذا الفارق بين أجناس البشر فـ ليس الجميع سواسية ولكُل شخص مقياس ومقدار.

ليس بشرط أن اتخرج في الاثنين والعشرون، وليس بشرط ان اتزوج قبل الخمسة والعشرون من عمري، وليس شرط أن انجح في العقد الثاني من حياتي.. لا يوجد شروط ومقاييس للنجاح الشخصي، فقط إذا كان هدفي سوف أسعى له وكما تدفعني الموجة وكما مقدرتي على المقاومة سوف اصل يومًا ما.

وبعد التخرج مُنذ عامين أو ثلاث لا تفرق الان فـ أخيرًا اتخذت أولى خطواتي تجاه حلمي، استدعي الأمر خمس خطوات لكي أثبت قدمي فوق أرضٍ صلبة تستطيع تحملي، وفي طريق التنفيذ مكررة الخمس خطوات السابقة ولا بأس في ذلك.

خمس خطوات، الإصرار، رُبما العزيمة، البدء من الصفر، الهدف والغاية، التنفيذ.. لكي تصل للنجاح تحتاج لخمس خصال، وهذه هي أهم الخصال التي تحتاجها لشخص حالم كسول.

الإصرار عندما تشعر بشغفك في أوج حالاته في أوقات وظروف خاطئة، هذه الشعلة اثناء الليل لا تطفأها بقول في الغد، استقم وكون مُصر على حلمك.

رُبما العزيمة فـ سوف يهبط شغفك عندما يصيبك بعض الملل والعقبات، ولا بأس في ذلك عزز مشاعرك واحلامك بما تحب واكمل طريقك باصرار وعزيمة.

البدء من الصفر حينما تسقط متخليًا عن الحلم، متخليًا عن مرادك وما تسعى له، عندما يتمكن الكسل منك ويطرحك أرضًا أنت في حاجة لكي تتوقف وتعود أدراجك تنظر حولك وتفهم لِمَ سقطت الان وتعيد ترتيب أولوياتك.

لا بأس هذا يحدث من كثرة المشتتات والمغريات من حولك، وفي طريق النجاح دومًا ستجد العقبات مجحفة حولك تمنعك من الوصول، ولا بأس في ذلك سوف تمر وتكون من الماضي.

أما الهدف والغاية هو تذكير لنفسك لِمَ أنت مُنهك الان وتحارب كسلك، فـ ما الغاية من تعبك وما الهدف الذي تسعى له؟ عندما تدرك هدفك ورغباتك ستستقم وستعود لك الاصرار والعزيمة.

وحينها سوف تحصل على خطوتك الخامسة "التنفيذ" سيكون أكثر وقت انت في حاجة لتنفذ كُل خطتك، أكثر وقت سوف تحقق به ما فقدته من وقت لكي تستطيع الوصول، سوف تشعر بالحرارة تسري في عروقك وانك قادر على قلب الموازين لتكون في صالحك أنت وفقط.

زفرتُ الهواء، أشعر بعقلي سوف ينفجر من كثرة الحديث مع النفس في الصباح الباكر!

نظرتُ إلى هيئتي في المرآه، شعر أشقر مصفف بعناية بتدرجاته ولمعته النضرة، مستحضرات تجميل بسيطة تظهر نقاوة عيناي العشبية أو السدُم.. ابتسمت لهذا اللقب.

حمحمتُ استدير نصف استدارة احاول لمح هيئتي من الخلف، قميص صوفي اخضر ذو خطين باللون الابيض عند الاكتاف، تنورة بذات التصميم تصل لمنتصف فخذي، بنطال مبطن بلون الجلد بالطبع لكي يحميني من هذا الطقس القارس، وفي الختام معطف سكري اللون التحف حول جسدي وأغلقت الرباط كذلك اخرج خصلات شعري لتتناثر فوق كتفاي.

ألتقطتُ حقيبتي الخضراء الصغيرة، وملف تصاميمي الذي سوف أقدمه في مسابقة بلاز فاشونيست لكي يقررون إذا كنت سوف ألتحق بالمسابقة أم لا، مجرد إجراء روتين لكي يرون أنني استطيع الرسم ولست شخص عابر قرر الالتحاق وهو لا يفقه شيء.

"جولدي، لا تنبح وتزعج الجميع في غيابي، لن اتأخر." حذرت جروي اللطيف أضع له صحن فطوره ويتجاهلني تمامًا يهز زيله بينما يلتهم الطبق، ابتسمتُ للطافته واستشنقت الهواء استقم بتشجيعٍ.

"أيها العالم التنافسي.. أنا قادمة." فتحتُ باب شقتي ليقابلني مارك الذي يغلق باب شقته هو الاخر، هز رأسه ضاحكًا وعبستُ في وجهه اصرخ به. "يا وجه البوم لما تخرج متأخرًا اليوم؟"

رفع مارك كتفيه يهندم خصلا شعره السوداء ويغمز لي بأعين زرقاء داكنة. "لستُ متأخرًا، مديري ليس في الشركة اليوم أنه الأربعاء أنسيتِ؟"

اومأتُ بعدم اهتمام، انا فقط تناسيت أن رالف لا يكون في الشركة يوم الأربعاء ولم اتساءل عن هذا يومًا.. لكن الان؟ "ألا تَعلم لِمَ؟"

ضيق مارك عينيه بشكٍ نحوي يدلف إلى المصعد وافعل المثل بفضولٍ جم بما سينطقه."الحياة الشخضية لرالف فالنتاين كاللغز، عزيزتي. دعيني أفشي لكِ سر صغير، لكن.."

آمال رأسه نحوي يساومني، وفقط عبستُ مُجددًا بضيقٍ. "ماذا تُريد؟"

وكأن سؤالي هو ضغط الزر لكي ينفجر. "اقنعي جورجيا بالزواج! نحن مخطوبان مُنذ قرون فقط لنأخذ تلك الخطوة يا هيڨ، لا افهم لِمَ ترغب في تأجيل الأمر؟ أم سوف تسافر مُجددًا؟"

"هذه طبيعة عملها.." قاطعني قبل أن أبرر له. "وأخبرتني أنها لن تكمل تلك الجولات لفروع المزاد الفني، وأنها ستتفرغ للعمل عن بُعد، لكي لا تبتعد عن رفاقها وعائلتها وأنا لأننا أولولياتها، إذن ما مانع الزواج الان؟"

انا أيضًا يا صاح لا اعلم، لكن رُبما لديها وجهة نظر."حسنٌ، سوف أتحدث معها، أعني يجب أن تتزوجا قبل أن تلقى خاتم الخطبة في وجهك مُجددًا."

"أنا أيضًا افكر في ذلك." أيدني، نخرج من المصعد واتشعلق بذراعه باصرارٍ. "اسكب الشاي، هيا."

قلب عينيه بمللٍ يدفعني. "يتغيب يوم الأربعاء؛ لأنه يوم عائلي ممل ستجدينه في متجر رعاية الحيوانات رفقة والدته، أو يلعب الغولف رفقة أعمامه بينما تحيك والدته لقاء مدبر في حفلة شاي ما بينما تتابعه بكل فخر يلعب الغولف.. ومن هذه الأشياء."

واو.

والدته تحيك لقاء مدبر له.. رائع.
لست متضايقة بالطبع.
بالطبع لست متضايقة.

"حسنٌ." نبستُ ببساطة وكأنني غير مهتمة تمامًا، ويتساءل مارك لا يلتقط ضيقي بعد. "ستذهبين حقًا لتلك المسابقة؟"

اومأتُ بتنهد. "تمني لي حظ سعيد."

"سوف تهلكين." نبس ضاحكًا يقفز داخل السيارة مثل القرد وسقطت تعابيير على صراحته، لوح لي ان اسرع. "هيا لا تعبسي، سوف اوصلك."

بالمناسبة هذه السيارة حصل عليها بالتقسيط بضمان راتبه، رالف فالنتاين لا يبخل على موظفيه حقًا، ركبت جواره وأغلق الباب بقوة ليغمض عينيه بتألم وكأنني اغلقت على اصابعه مثلًا.

أشرت له بالتحرك بملامح مقتضبة ويصيح هو مستدركًا خطأه. "حسنٌ، سوف تفوزين بكُل تأكيد، فتاة النعيم حتمًا سوف تنجح."

"هكذا جيد." نبست باستحسانٍ وثقة عكس ارتجاف نبضي خوفًا من الفشل.

~

زفرتُ الهواء، وأترك الحرية لكعبي يطرق أعزوفة الثقة والقوة، اخطو لمقر دار الازياء التابع للعلامة التجارية المعروفة ديور، هم الممولين والمؤسسين لهذه المسابقة البسيطة كما يطلقون عليها لدعم المصممون المبتدئين.

لكن المبتدئين في جهة والمنافسون في جهة أخرى، انهم ينافسون كريستيان ديور ذاتًا.

أخبروني ساعة وسوف تظهر قائمة المشاركين ثم المقدمة التعريفية بنظام المسابقة، كما قلت رؤية بعض التصاميم إجراء روتيني لا بأس به.

نظرتُ بتمعنٍ إلى القاعة الذي يجلس بها أكثر من عشرون شاب وفتاة بانتظارٍ وتوتر، فقط سوف يتم اختيار اثنا عشر.. وهذا مرعب لكن لا يظهر علي مما جعل بعضهم يرمقني بعدم اعجاب رُبما.

مدرجات على كلا الجانبين بلا ظهر بيضاء ذو تصميم بسيط بعيد عن المبالغة تمامًا، يجلسون عليها براحة وكأنهم في منزلهم، يذكروني بحالتي في تلك الايام التي يكون بها تسليم مشاريع.

بعضهم مهندم، والبعض الاخر مبعثر، يوجد كذلك اللامعين، المظلمين، جميع الانواع التي تجسد الفن متفارقين بين خمسة وعشرون شاب وفتاة.

استنشقت الهواء اتخذ من أولى المقاعد مقعدًا لي، لا اعلم من أين جلبت الثقة لكن يمكنني الشعور بها أنا أفضل من الجميع هُنا، ليس نرجسية وانما بالمنطق.

ديور معروف عنها التنوع وكريستيان ديور ذاتًا كان مجنونًا ومولعًا بالموضة والملابس، لم يتخذ جانبًا بعينه وانما رحب بكُل شيء، وهكذا أنا، لا انا مفعمة بالالوان المبهرجة او قاتمة، لا اتخذ من شكل ملابس نمط حياة، بل على الحياد اتخذ من كُل شيء جزء، وهذا ما يرغبون به.

الابتعاد عن النمطية.

دخل رجلان وثلاث نساء إلى المسرح وبدأ الجميع في التصفيق لهم لأفعل المثل وسرعان ما تسقط ملامحي عندما ابصرته يدخل هو وامرأة في عقدها الرابع.. هو لم يمول هذه المسابقة بكُل تأكيد!

سوف أبكي، لا.

جلس رالف فالنتاين فوق مقعد مبطن ذو كساء صوفي يضع قدم فوق الأخرى وينظر للمتسابقين بنظرة حياد حتى وقع بصره فوقي وألحظ تلك البسمة المرتعشة فوق شفتيه لأعبس ويغمز خفية.

لن يتم قبولي أو نجاحي لاستحقاقي بل ارضاءًا لهذا الرجُل الذي يجلس قابلتي باستقامة، هل اذا وقفت في المنتصف وصرخت سوف يحدث شيء؟

"رالف فالنتاين ما الذي يفعله هُنا؟"
"لِمَ ينظر إلى تلك الفتاة خاصةً؟"
"انظري، أليست تلك التي انتشرت عنهم شائعة.. غير معقول!"
"فهمت الان، انه هنا لأجلها.. لا اظنها منافسة شريفة بعد الان."
"حتى في تلك المسابقة يوجد مساعدات! هذا ظالم."

"مرحبًا بكم جميعًا." قال مقدم العرض يخرس الثلاث فتيات من خلفي عن نميمتهم، يجذب ابصارنا وانتباهنا. "تعلمون ما هي شروط المسابقة بالفعل، لذا قبل الخوض في التفاصيل دعونا نعلن عن الملتحقين معنا في برنامجنا المصغر لصناعة أقوى المصممين."

أشعر بالاحراج والتوتر، ولا اعلم لِمَ حتى.

هل حديثهم صحيح؟ لن تكون المنافسة شريفة بعد الآن، أنا ذاتًا لن أشعرُ بالاستحقاقِ.

"مستعدون؟" صاح المقدم وصفق الحضور بحماسٍ، واستمع لذات الفتيات من خلفي يهمس بتشجيعٍ. "سوف تلتحقين بهم يا هابي."

"١٢. مادي ماكسويل
١١. لورين كريستيان
١٠. جايد فلورمان
٩. مات لورنس
٨. فلورا جورجي
٧. كيم سو كونغ
هذه الفرقة الثانية، مُبارك لكم."

حاولت ألتقاطهم بفضول لرؤية مَن المتسابقين في الفرقة الثانية ولم يكن من الصعب التعرف عليهم حيث يقفون بكل فرح وحماسة يصقفون ويهزون رؤوسهم بامتنان وتفهم لما نطقه المقدم.

سوف يكون قمة في الاحراج ان لم التحق بتلك المسابقة.

تعرقت كفوف يدي بتوتر لامسحهم سريعا فوق فخذاي، ويكمل المقدم.

"٦. سانيا رومانو
٥. فادي العزيز
٤. هابي بروس.."

لم يستطيع المقدم اكمال حديثه بسبب صخب الفتيات من خلفي يهنئون صديقتهم على التحاقها بالمسابقة، وفقط تبًا باقي ثلاث ولم ينطق اسمي بعد.

مازح المقدم رفقة اعضاء اللجنة حيث انتشرت ضحكاتها تصرخ بالأموال ويكمل قائمة الملتحقين.
"٣. سيرين فلادفورت
٢. ماريا بوند
١. هيڨين جراي.
هذه الفرقة الأولى، هنيئًا لكم.
وحظًا موفقًا للباقية في دورةٍ أخرى رُبما يحالفكم الحظ."

هل هذا اسمي في المقدمة؟ طرفتُ غير مصدقة لدرجة عدم سماعي لنميمة مَن خلفي، لقد تم اختياري حقًا!

زفرتُ الهواء غير مصدقة انظر للقائمة الملحقة بصور المشاركين فوق شاشة العرض من خلف اعضاء اللجنة، وقد كنت في المقدمة بالفعل، طرق قلبي بجنونًا لرؤية مَن لم يستطيعوا الالتحاق بالخروج من القاعة بخيبة وبعضهم غاضب بينما ما زالت جالسة أرى اسمي يتصدر قائمة الملتحقين.

لكن.. رُبما هم مُحقين، لن تكون المنافسة شريفة، رُبما هو مَن ساهم في جعل اسمي يتصدر القائمة، هل استغله حقًا؟ أم سيزوروني شعور عدم الاستحقاق؟

ابتلعت رمقي ابادله النظر، يرمقني بأعين زيتونية مبتسمة وأبادله بتردد جم بينما اسمع لحديثهم مُجددًا.

"انها تتصدر القائمة!"
"ليس على أساس تقييم يا فتيات، انه اختيار عشوائي، لا تغضبن."
"انه يبتسم لها مُجددًا، انظرن هو ممول رئيسي بالطبع سوف تنجح."
"قد وظفها في شركته قبلًا والان سيساعدها في الفوز بهذه المسابقة رُبما هي معدمة حقًا ويحاول رفع مكانتها في المجتمع."
"في الحقيقة لا أظن ذلك.."
"وكيف تفسرين ذلك؟ الاشاعات حقيقة وسترون."

سُحقًا، هذا خاطئ كُليًا.

استقمتُ بحسمٍ، انهم تشتيت حتى لم استطيع سماع المقدم الذي يتحدث بحماسة ليشجعنا أكثر، لم استطيع سماع كلمة رالف أو شيء لقد جذبوا سمعي بقوة وجرحوا مشاعري بلا أدني اهتمام.

وبلا تردد أخذت خطواتي للخارج غير مهتمة بنظرات الجميع المستنكرة لخروجي في هذا الوقت، لكنني لن اشارك في هذه المسابقة طالما رالف فالنتاين سيكون داعمًا لها.

تبًا له، سيجعلني غاضبة منه هكذا!

طرقت قدمي الأرض غاضبة اخرج من المبنى بأكمله، ومُجددًا لِمَ لا يصنعون غُرف عازلة للصوت في أماكن العمل للبكاء والنواح والصراخ؟

آه، لا شيء يعجبني أريدُ أن أبكي.

"لا، لن استسلم!" صَحت فجأةً وينظر لي عامل الاستقبال باستنكارٍ، لانتحب أكثر اجر ذيول الخيبة إلى منزلي العزيز.

هذه بداية التنفيذ، لا بأس يا هيڨين يوجد فُرص أخرى.

~


_ ١٧ مِن فبراير عام ٢٠٢٢ مـ

اجلس أمام المستثمر الرابع في الأسبوع الثالث من خطوتي الخامسة "التنفيذ".

وإذا تتساءلون ماذا عن المستثمر الأول حتى الأخير؟ لقد أخبروني جميعًا بأنهم سوف يتواصلون معي، لكنهم فص ملح وذاب.

تنهد بمللٍ، الرجُل يتحدث عن انجازاته مُنذ الصباح الباكر، وأشعر بالحرج من جرح مشاعره واخباره ان انجازات عائلته بأكملها في الاستثمار لن تضاهي ربع انجازات أبي في عقده الأخير.

"سيد باري، هذا حقًا رائع! أيمكننا التحدث عن طلبي الآن؟" نسبت لا استطيع تحمل البقاء دقيقة أخرى استمع عن هراءه في ألمانيا.

نزع نظراته الشمسية أخيرًا يظهر أعين عسلية ساحرة تليق بهذا الشاب البالغ من العمر اربعة وثلاثون عام، رمقني بنظرةٍ مطولة قبل أن يشبك أصابعه يستند فوق الطاولة في المطعم المطل على الخليج.

زفر الهواء في تنهيدة وكانه منزعج مني أو ما شبه، رمقته بريبة، ويتساءل هو بمساومة. "أنتِ على علاقة برالف فالنتاين هو أفضل مني فيما تطلبينه، أم أنها مُجرد اشائعة حقًا ولا تجمعكم علاقة؟ كما تعلمين لا أحب لعملائي أن ينتمون لاعدائي في المجال."

يا ليتك تخرس فقط، الرحمة.
انه وسيم، وشاب، وغني، ومن عائلة رائعة، لكن بمجرد فتح فمه يصبح أسوء من أسوء رجُل فوق الأرض.

استنشقت الهواء المنعش في محاولة عدم الانفعال.

حمحمتُ، ولا أعلم لِمَ لمْ أرغب في نفي تلك الإشاعة الان، لذا اجبته بحيادية. "لا أظن أن الحياة الشخصية لها علاقة بالأعمال يا سيد باري، صحيح؟"

رفع كتفيه ويقوس شفتيه بعدم اقتناع يستريح ضد مقعده ويبسط كف يده فوق فخذه الذي سيتمزق البنطال حوله، مظهره مقزز.

حاولت تشتيت نظري عن محاولته في التملق بجسده، لكن تملق الرجل بجسده اسوء من فتاة تحاول لفت نظر جميع الذكور على الكوكب.

"هيفين، صحيح؟" تساءل بعجرفة، واومأت له ارتشف بضعٍ من مشروبي، ويسترسل هو. "لأكون صريح معكِ.. لا يمكنني تمويل مشروعك."

عقدتُ حاجباي احاول استيعاب كلماته، ويتنهد هو يسقط قناع عجرفته يعتدل في جلسته وتلفحني أخيرًا هالته المنضبطة. "في الحقيقة لقد ظننتك فتاة سوف تنفعل من تِلك الطريقة، لكن ثباتك رائع ولن أرغب بجعلك تنتظرين دون إجابة كمن سبقني."

تفرقت شفاهي في محاولة النطق بشيء، لكن حديثه يخلفه مقصد حتمًا. "وماذا يعنى هذا؟" تساءلتُ بضحكةٍ غير مصدقة.

زم شفتيه بآسفٍ، ولم يبخل في التلميح لي عن كثب. "ما اقصده أن تستغلي الفُرص المُتاحة لكِ، وعدم الركض خلف مَن لن يرغب في مصلحتك، بل رغبة في نهش أفكارك وحقوقك."

هو لا يقصد ما فهمته بكُل تأكيدٍ، اخفضتُ رأسي أشعر بالاحباط وبعض الغضب تجاه شخص ما، لكن لِمَ بحق الجحيم هو مُصر لهذه الدرجة؟

"أهذا له علاقة بتلك الإشاعات؟"

ابتسم باري يلتقطت هاتفه يضعه داخل جيب معطفه كاشارة على ذهابه بينما يجيبني بنبرة أقل رقة. "أنتِ فتاة رائعة يا هيفين، اتمني لكِ التوفيق، عزيزتي."

استقمت رفقته ويمد يده لمصافحتي، لكنه فاجئني عندما سحب يدي يقبلها برقةٍ ويرتفع يلقى نحوى غمزة جعلتني أتراجع خطوة حذرة.

وضع بطاقته التعريفية الخاصة فوق الطاولة ويسترسل. "لكن إذا انتهت بكِ السُبل، ستجديني.. ولا تفهمي مقصدي بطريقة خاطئ، أرجوكِ."

مازح في نهاية حديثه عندما استشف حذري البازغ نحوه، ابتسمت اؤمي له وألتقطت بطاقته. "شكرًا."

لوح لي يتخذ خطواته للخارج، وأهبط فوق مقعدي مُجددًا بأحباطٍ جمّ، لِماذا يراسلوني أن لم يكن لديهم رغبة في تمويل مشروعي؟

لِمَ المستثمرين بهذه العجرفة بحق؟

آتي النادل يحمل فنجان قهوة باري لأنبس له بضجر. "هل يمكنك جلب لي مقلجات الشكولاته والليمون؟"

اومأ النادل ويتوقف عندما سحب أحدهم المقعد الذي أمامي وينبس. "اجعلهم اثنان."

اتسعت عيناي استقم عن مقعدي سريعًا أصيح به. "رالف فالنتاين! ما الذي تفعله بحق ﷲ؟"

ابتسم رالف إلى النادل الذي ما زال يقف في مكانه. "اثنان، أرجوك."

طرف النادل يبتعد سريعًا يتفهم مقصد رالف، ويشير لي أن اجلس. "أجلسي يا هيڨين."

"كيف تجرؤ على فعل هذا؟ وأيضًا.." انكتمت أنفاسي أنظر إلى ارجاء المطعم وبعض الأنظار التي أصبحت موجهة نحونا بالفعلِ، الرحمة.

"أجلسي أولًا!" نبس ولا اعلم كيف الراحة تفترشف فوق ملامحه بهذه البساطة، ابتلعت رمقي أعاود الجلوس بالفعلِ، واهمس له بصراخٍ مكتوم. "هل أنت تضرب بكُل ما أقوله عرض الحائط دومًا؟"

"أنا فقط احاول ان اساعدك، ولم تعطيني إجابة مقنعة حتى الان لكي امتنع." اجاب ببساطة.

"لقد أخبرتك!" صرخت بأنفعالٍ، ويجيب بذات هدوءه الذي استفز مشاعري وانفعال ليس أكثر. "وقد أخبرتك أرغب أن أكون شريككِ، وان لم أكن شريك دعيني أكون المستثمر الوحيد لكِ."

"وهذا سوف يثبت الإشاعات ليس أكثر."

"وإذا؟"

تساءل وشعرتُ بنفسي يتم حشري في الزاوية فاجئةً، وإذا؟ وإذا تم إثبات الإشاعات؟ هل يلمح لي برغبته في الارتباط بي؟ هو لم يقولها صريحةً وأنا لن أقبل بها إلا صريحة.

اللهي، أشعر بالتناقض، أنه يدفعني للجنون.

تنهدتُ أحاول تهدئة اهتياج مشاعري، ويضع النادل المثلجات أمامنا وينسحب بهدوءٍ كذلك، ولأول مرةً لا اعلم هل يجب علي تناول توت وحليب أم شكولاتة وليمون!

"رالف، أنا لستُ مستعدة لهذه الانتقالاتُ بعد، لا أرغب برؤية تلك الإشاعات التي تمسني بالسوء وتمس عائلتي كذلك، إذا تجاهلت الأمر لن تتجاهل عائلتي أن يتم مساسي بلفظٍ لا يلق بي."

"هل أنتِ مهتمة بحديث العامة أكثر من مشاعركِ.. ومشاعري تّجاهك يا هيڨين؟" تساءل وتلاح أمامي لمعة عينيه المتضايقة أسفل أشعة الشمس التي تظهر زيتونيته خلابة لا أكثر.

وحقيقي لا أعلم كيف انتهي الأمر بالحديث عن مشاعرنا!

"أجل.. أجل، لأنني اتحسس وبشدة من حديثهم، وطالما كنت أهرب من الانظار والأوساط حتى لا تمسني كلماتهم وحكمهم المسبق بي وأرغب أن اظل مبتعدة حتى احصل مبتغاي أولًا."

حركت الملعقة اغرزها في المثلجات اشيح نظراتي عن نظره الذي أشعر به يخترق وجداني، استرسل. "اعلم رُبما أكون أنانية، لكنني آسفة لا أرغب في خسارة قلبي ومشاعري مُجددًا يا سيد رالف."

لمحته يرفع خصلات شعره الزغبية ذات الدرجة البنية الغامقة لِلخلف لكنها تعاود السقوط مُجددًا على جانبي جبهته اللامعة، ثم يمرر يده فوق ذقنه ذات اللحية الخفيفة في حركةٍ معتادة يفعلها عند التفكير وما لبس حتى أعاد نظره لي ويستنشق الهواء يبتسم في وجهي.

وهذا اشعرني حقًا بالحرج لأشيح نظري سريعًا إلى طبق المقلجات أمامي، واستمع إلى تنهيدته التي خرجت في هيئةٍ ضحكةٍ. "يا هيڨين!" نبس بيائسٍ، ورفعت حاجباي بتساؤل.

تنهد وتعاود الراحة تفترشف فوق ملامحه. "اعتذر.. إذا سببت لكِ ضغط أو ما شبه، رُبما اندفعتُ قليلًا وهذا ليس من شيمي حقًا، لكنكِ تفقديني عقلي حتمًا، سدُم."

درجات الحرارة ترتفع دومًا عندما ينطق بهذا اللقب، وكأنه يخبرني كم هو غارقٌ بي.

"حسنٌ إذن، دعيني أكون شريكك المجهول، لن يعلم أحد وسوف تصلين إلى مبتغاكِ أسرع، الوقت ينفذ مِنكِ يا حبيبتي، ولا أظن والدتك ستنتظر حتى الرابع من فبراير."

مازح في نهاية حديثه ليبدل هذه الأجواء المشحونة، ضحكت اهز رأسي بيائس. "لا تذكرني، هذا اللعين ليون لا تبتل الذرة في فمه."

"هل نبدل الشكولاتة والليمون بتوت وحليب إذن؟"

"اخرس يا سيد مدمر فالنتينو."

"رُبما إذا قبلتِ أن أكون شريكك."

"توقف!" صحت بعدم تصديق.

"إذن لنجعلها شريكتي المستقبلية."

"إلهي، الرحمة!" صحتُ بضحكةٍ.

~

_ ٢٩ من نوفمبر عام ٢٠٢٢ مـ

لن أجيبه، ولن أخبره بالخطط مُجددًا، يريدني أن استغله بحق، وأنا لا ارغب، اعلم أنني هكذا أرفس الفرص، لكن لا أرغب ان يكون نجاحي بمساعدة أحدهم.

لذا ها أنا مُجددًا اقع بلساني معه عندما سألني عبر الهاتف:
_إلى أين ستذهبين في هذا الصباح الباكر؟

"لا شيء، فقط سوف اقدم طلب تبني فكرة مشروعاتي، البنوك تقدم القروض بفوائد قليلة للمشروعات الحديثة الآن."

_فكرة جيدة! إذا احتجتِ شيء..

قاطعته حاسمة برفضٍ قاطع. "لا، أستاذ رالف، لقد قطعت وعد لِمَ تنقضه الان؟"

_ أي وعد؟ لا أتذكر!

هذه أكثر كلمة مضحكة يمكن أن يقولها، خرجت ضحكتي الساخرة. "لا تمزح معي، ما زالت لم اتخطي أمر المسابقة!"

_ أنتِ لا تستغلين الفُرص بحق.

"ولن استغلها، صدقني هذا سيجعلني انحت في الصخر على أن احصل على شيء بمساعدة شخص ما."

_ هذا ليس من الذكاء، في عالم الأعمال لا يوجد هذا الكبرياء يا نعيمي، استغلال الفرص والجميع لتحقيق أكبر مكسب هو الهدف من المعارف والارتباطات الاجتماعية.

"هل نحن معارف؟" تساءلت من اللا مكان، ولا اعلم لم استوطني الضيق لحديثه، رغم كونه صحيح وهذا ما يجب أن افعله لكي أحقق أكبر قدر من النجاح.

_ اوه نعيمي، الأمر ليس هكذا بالنسبة لنّا ولإحيطك علمًا بي، أنا لا أحد يستغلني ولست فُرصة لأحدهم، لكن لكِ؟ صدقيني سأفضل أن أكون كُل شيء لأجلكِ.

أنه.. يا إلهي يجعلني أقع في حبه دومًا، أنه رجُل الأحلام بحق.

"هل ستكون سعيد إذا استنزفت استغلالك يومًا؟ أعني حتى اذا كنت مُحب لذلك سوف تشعر بالملل وانه يتم انتهاكك واستغلالك بالفعل.. أنه شعور سيء بحق!" بررت له بطريقة أكثر ليونة، ولا اعلم متى وكيف أصبحت صريحة معه هكذا.

_ مُجددًا يا صاحبة أعين السدُم، لكِ أنتِ سأفضل كُل شيء حتى وان كان استغلالي لمصلحتك الشخصية.

هو لا ينفك عن ايضاح لي استسلامه التام في استغلاله، الحصول عليه، التودد لي وله، ان يكون أي شيء لي أنا وفقط، وهذا.. هذا يجعلني أشعر بالحرارة.

حمحمتُ عندما طال صمتي أشعر بالاحراج وأجيبه بخفوتٍ. "حسنٌ يا سيد مُدمر، يجب ان استعد الآن."

_ ألقاكِ هناك، عزيزتي.

"هُناك.. لحظة أين؟ ماذا تقصد يا هذا؟" صحت غير مصدقة لكنه فقط اغلق المكالمة قبل أن اعترض، غير معقول.

وقد كان مُحق مُجرد ما ان دخلت مكتب قروض الاستثمارات والمشروعات في البنك وجدته يجلس رفقة موظف البنك.

"ما مقدار الفوائد؟" تساءل رالف مندمج بالحديث رفقة الموظف ولم يدركوا تواجدي وسماح السكرتيرة لي بالدخول بالفعل.

"من خمسة بالمئة إلى ثمانية عشر، لكن كُلما زاد المبلغ زادت نسبة الفوائد خاصة بعد تخطي المليون، وكذلك يوجد فارق بين القرض والتموي.."

رفع رالف حاجبيه يبصرني أخيرًا هو والموظف، ما لبث حتى ابتسم يشير لي بينما يحادث الموظف. "هذه هيڨين مَن حدثتك عنها."

استقام رالف في نية مصافحتي وكذلك استقام الموطف بعفاوة يستقبلني، وشعرت بي أكاد افقد الوعي من مدى وصول معارف ذلك الرجُل.

"أهلًا!" نبست باستنكار اضيق حاجباي تجاه رالف الذي ابتسم يصافحني ويجيب بخفوتٍ. "مرحبًا، آنسة جراي."

لماذا آنسة جراي ينطقها بطريقة مختلفة دومًا! هذا غير عادل.

أشار الموظف لي بالجلوس بترحاب. "تفضلي، آنسة جراي. في الحقيقة انا اعلم مدى وصول عائلتك في تاريخ الاستثمار خاصة في مجال العقارات، ولا شك في كونك مهندسة معمارية بسبب ذلك."

"هذا لطف منك." نبست بلباقة ويكمل حديثه الرسمي. "لكن في الحقيقة السمعة ليست كافية لتمويل مشروع كامل، لكن السيد رالف قد طرح علي المشروع بالفعل ونحاول تحويل قرضك إلى تمويل خاص من البنك."

هل يمكنني صفع رالف فالنتاين؟ أعني هو يساعدني دون أن يأخذ رأيي حتى وهذا يضايقني كثيرًا، قد رفضت أكثر من مرة لا اعلم لمَ هو مُصر لهذا الحال.

ابتلعت رمقي في محاولة تمالك اعصابي قبل ان انبس بكلمات سيئة، وفي النهاية ابتسمت بلباقة أجيبه."هذا قد فاجئني بحق، لكن تمويل البنك سيكون به نسب احتكار، وأنا لا أفضل ذلك حقًا."

تدخل رالف يفسر أكثر. "النسبة تنعدم مع سداد التمويل، فبعد خمس سنوات ستجدين ان نسبة احتكار المشروع بأكمله لا تتعدى الخمسة بالمئة، على عكس فوائد القرض الذي يكون سداده بضعف المبلغ ونصف."

لقد اخبرني اطلس بشيء عن هذا كذلك، ويبدو كعرض مغري، لكن كان بإمكان أبي مساعدتي في ذلك، وليس رالف فالنتاين التي لا اعلم ماهية العلاقة التي تجمعني حتى.

ويمكنني قول ان كل ما ينبس به رالف فالنتين وموظف البنك الان لا يصل إلى أذني حتى، وكل ما افكر به أن رالف فالنتاين يحاول بكل جهده في جلب الراحة والفرص لي، وانا احاول بكل جهدي الفرار منه.

أهذا يعنى المطاردة والفرار؟

سُحقًا!

حمحمت اتخذ قراري أخيرًا. "في الحقيقة هذا العرض لم افكر به قبلًا، لقد بنيت كُل شيء على أساس اخذ قرض لعملي الحُر، لذا أفضل أن افكر قبل اخذ تلك الخطوة."

استقمت واستقام كذلك موظف البنك. "بالطبع، وبكُل تأكيد يمكنكِ. لقد أوصاني السيد رالف وما بعد ذلك لا يوجد به قلق، آنسة جراي."

نظرت إلى رالف الذي هندم معطفه ينظر لي ببسمته التي لا تسقط أبدًا، عبست متضايقة لأن ما أفر منه هو يجلبه لي بين يداي.

تنهدتُ تجيب الموظف. "شكرًا لك."

"ما الذي تفعلهُ هُنا؟" تساءلتُ بملامح متضايقة غير محببة لتواجده بمجرد خروجنا من البنك، أما هو ابتسم يعقد ذراعيه فوق صدره ويتسند فوق سيارتهُ الفارهة باستمتاعٍ. "أتيتُ لأجلكِ."

قلبتُ عيناي بملل اقترب بخطواتي لقارعة الطريق كي أوقف سيارة أجرة غير مُهتمة بتواجدهُ.

"ما الذي تَفعلينهُ؟" تساءل بذات صيغة سؤالي يبتعد عن سيارتهُ ويقترب مني، لأجيبهُ بسخرية انظر إلى الأوراق بين يداي. "احاول العودة إلى منزلي الدافئ، وتناول المثلجات المفضلة ليّ."

"فقط أركبِ السيارة، هيڨين." نبس يفتح باب السيارة، وعقدتُ ذراعاي بتمسك على قراري، وعدم الانصياع لهُ، تهجمت ملامحي. "الا يكفيك أبعاد المستثمرين عنيّ، ماذا تُريد أيضًا؟"

"أنتِ." نطق مُبتسمًا بسماجة ويقف بتململ مستندًا بذراعه فوق باب السيارة المفتوح، "لن تجدي سيارات أجرة في هذا الطقس."

رفعت ذقني اشيح بصري عنه، وتذمر يزفر الهواء ليندفع البُخار وكأنه دُخان سجائر.

ضممتُ أوراق تصاميمي إلى صدري، وأرفع ذقني بكبرياء لكي أظهر عدم الانصياع لمطالبهُ، وانبس بخفوتٍ بينما اقترب مِن مقبعه. "هذا فقط لأنك مُصر."

اومأ أكثر مِن مرة يسايرني. "بالطبع، بالطبع." خطواتي بطيئة ومترددة وهذا جعله يشيح وجهه يقبض فكهُ، ضيقت عيناي أشعرُ بعدم الراحة، لكنه وسيلة الوصول الوحيدة لديّ الان.

بمجرد ركوبي أغلق الباب بقوة يفرغ غضبه المكبوت من بطئي لمضايقته لكنه من ضايقني أولًا، زفرتُ الهواء أشعرُ بالدفء داخل السيارة، وينطلق هو سريعًا لدرجة تشبثي بالمقعد خوفًا مِن تهورهُ، وضعتُ حزان الأمان اتشبث بهِ، وانتحبتُ اغمض عيناي عندما ضاق الطريق وما زال يزيد السرعة.

"هي! ليس لدي روحان، فقط واحدة أريدُ المحافظة عليها." صحتُ بهِ أما هو ابتسامة جانبية ارتعشت فوق ثغره وكأنهُ كان يزيد السُرعة لاغاظتي ليس إلا، رمقتهُ بعدم إعجاب وهدئ سُرعة السيارة قائلًا بمساومة. "تَعلمين يمكنكِ الانتهاء من هذا الشقاء!" أعطاني نظرة جانبية من رأسي حتى اغمص قدماي.

طَرفتُ ببطء وعدم فهم، ما الذي يقصده؟ رفعت يدي ارتب خُصلات شعري بتلقائية، هذا اللعين ينغز ثقتي بنفسي بنظراته هذه، حمحمتُ اخفض يدي وافهم حديثهُ الان، يقصد بالشراكة. "لو أنت الشَريك الوحيد في العالم، لن أقبل كذلك."

رفع حاجبيهِ يبتسم بجانبية واعتقد أن جانب وجهه الاخر مشلول لأنه لا يضحك سوى بجانب واحد اليوم، ليس لأنه يسخر مني أو ما شبه بالطبع. "أنتِ حقًا مُستميتة."

دخل الحيّ خاصتي، واتساءل بفضولٍ. "هل تُحب أن يكون رئيسك السَابق شَريكك؟"

أوقف السيارة أمام المبنى الذي اسكن بهِ، يتنهد قائلًا. "لم يكن لديّ رئيس سَابق."

"الرحمة! إلا يمكنك المساعدة بتهوين الأمر قليلًا؟"

"وكأنني كنت رئيس عملك المتسلط يا هيڨين!"

انه يصعب الأمور عليّ حقًا، تَذمرتُ واتجاهل سؤالي واجابته، حاولتُ فك حزام الأمان، ولكن حان وقت تدخل الاحراج في الوقت المناسب تمامًا وكأننا في مسلسل تلفازي عاطفي ودرامي بحت.

"دعيني أساعدك في هذا."

"فالتكثر من خيرك قليلًا." اجبت بسخريةٍ.

فك حزام الأمان خاصته يقترب من مقبعي لتلفحني رائحة عطره النفاذة عن قُرب، أهذا عطر فيرساتشي آروس؟ يا ويلي لقد كان لديهم حق بكونه مثير عن قرب.

استنشقتُ أنفاسي احاول الانشغال بينما يحاول فك العقدة التي خلفتها من غلق حزام الأمان بعجرفة، رفع رأسه لي يفاجئني من إلقاء نظرة نحوي فجأةً.

بادلني النظر في حالة من الصمت لاحظت بها ارتجاف بسمته في محاولة فاشلة منه لعدم اظهارها، ارجعت رأسي اطالعه بريبة. "ما الأمر؟!"

"لماذا ازداد وهج احمرار وجهك، نعيمي؟"

ماذا؟ رفعت يداي إلى وجنتاي سريعًا اتحسس حرارتهم واطرف ببطءٍ غير مصدقة جراءته، بالطبع لم اخجل من مجرد اقترابه نحوي!

حمحمتُ وتتسع عيناي أكثر عندما وجدته يمسك حزام الأمان بعدما فكه بالفعلِ، هذا اكثر موقف محرج بعدما طلبت الاستقالة وانتظرت المصعد دقيقة كاملة أسفل نظرات جميع العاملين.

"أيمكنك ترك حزام الأمان الان؟" خرجت نبرتي خافتة وكأنه امسكني بالجرم المشهود، لقد فقط انحرجت من اقترابه، ولم اشهد أقترابه يومًا.. حسنٌ لقد عانقته قبلًا لكن لم أكن في وعيي الكامل حينها!

"حسنٌ!" نبس يرفع حاجبيه ويزم شفتيه يمتنع عن قول ما يحرجني أكثر في الغالب، واسترسل في محاولة استعادة ثقتي."ويفضل ألا أرى وجهك حتى احصل على مستثمر او تمويل يا سيد."

كدت افتح باب السيارة، لكنه أغلق الباب مُجددًا يصدمني ويسحب اصابعي برقةٍ يتلمسهم بخفةٍ شديدة صدمتني أكثر من كونه منعني من الذهاب الآن.

ما هذه اللمسة اللطيفة يا رجُل؟ افترقت شفاهه في نية قول شيء بينما ينظر إلى يدينا.. إللهي، أنه لا يحب التلامس وقد أمسك يدي بالكامل الآن؟

"رالف..؟" خرج تساؤلي بتعجبِ، ويبادلني النظر بأعين تضاهي عمق الغابة تلمع بزهوٍ مُترجي.

"احلصي عليّ إذن، لأكون الوحيد لكِ يا هيڨين." لم يكتفي من صدمي اليوم، بل شابك أصابعه بخاصتي يرفعها حيث وجهه يتلو كلماته كوعدٍ صارم.

"اعتذر لا يمكنني المحافظة على الوعد وحياكة تلك الأمور مُجددًا، ولأكون صريح معكِ يا نعيمي، سأكون شريكك يا أنا أو أنا لأعدك لن يكون شخص غيري بعد هذه اللحظة." أنهي نذور وعده بقبلةٍ رقيقة فوق راحة يدي ينشر الفراشات داخل جسدي بأكمله. 

"أنت مُدمر بحق."

________________

في رمضان؟ في رمضااان؟
يعم استغفر الله قولتلكم العيال دول قابلين للفتنة والله😭

المهم وحشتوني ووحشتني الرواية والشخصيات وكل حاجة بجد، اي ميس يو اُول والله😔

_شخباركم؟ شو احاولكم؟
اتمني تكونوا بخير ورمضان كريم يخواتشي.

_رأيكم في الفصل؟ تقيم من ١٠؟
اي نو انه غير قابل للتقييم لكن ابغي اسمع آراءكم عن قطعة من قلبي🌹

_هيڨين هڨونة؟

اسمعوا.. هي مش أنانية او عنادية او مضروبة في دماغها بس هي عارفة نفسها عارفة ان الاشاعات وحديث الناس هيكون سبب في المشاكل مع رالف وان المشاكل وحوارات السوشيال واحاديث الاوساط مش هتحسسها بالنجاح وبكل الي هي عافرت عشانه، ومفروض رالف وعدها بانه هيستناها وانه معندهوش مانع فليه خلف دلوقتي لكل واحد حدود ورغبات ومش ديما الحب والمشاعر هي الي بتكون اولوية حتى لو الشخص ميتعوضتش بس صحة نفسيتك وسلامك وراحتك اولي من اي حاجة يا احبابي.

_رالف رلوفة؟
شوفوا عيد الحب المدمر يعمل الي هو عايزه وكل الكلام عن هيفين فوق دا كدب وانا الي قايله اه😂

الواد بيكسر كل حواجزه وبنت الدزمة لسه متماسكة قدامه ولا كأنها كانت في علاقة مع نيكولاس فولتاري مثلا وباقي الرجال بقوا عاديين في نظرها القادرة😭

_ سيد باري؟
لازيدكم علما اه رالف متفق معاه، وهيظهر تاني علشان يبوس ايد هيفين وهنعرف وقتها ليه رالف باس ايدها الفصل ده خاصة.. الواد طلع متملك واحنا منعرفش هه

_اي آراء؟ تساؤلات؟ اعتراضات؟ انتقادات؟ استفسارات؟ اي حاجة اخرها آت؟ مفيش طب سلامات انا بقي هه

_مساحة آمنة لي ولكم علشان هقول خبر سيء لاصحاب القلوب الضعيفة_
باقي ٣ فصول وتنتهي رحلة ست خطوات للنعيم😔

_الفصل كالعادة م متعدل وكتبته كمان على فترات فاي عبث تلاقوه اعملوا نفسكم مش واخذين بالكم بمود وينك وينك وكدة هه_

وبسكدة، متنسوش تدعوا لاخوتنا في غزة والسودان وادلب وكل المسلمين الي في محنة وكرب ربنا يهونها عليهم ويفك كربهم ويسدد رميهم ويعينهم ويصبرهم ويرحم شهداءهم ويشفي مرضاهم وجريحهم.

ومتنسوش تتابعوني على الانسا بردو يو نو artzyaurora وتشاو يا احلي فانزاتشي.💋

كُل الحُب _شَفق نَاري. 𓅓

Continue Reading

You'll Also Like

308K 15.1K 33
اول روايه لي 🦋.. كاتبه مبتدئه ✨.. استمتعو 💗
486K 39K 16
في عالمٍ يملأهُ الزيف غيمةً صحراويةً حُبلى تلدُ رويدًا رويدًا و على قلقٍ تحتَ قمرٍ دمويْ ، ذئبا بشريًا ضخم قيلَ أنهُ سَيُحيى ملعونًا يفترسُ كلُ منْ ح...
175K 2.3K 12
حب بغداديه للانباري القصه جريئه الي ميحب لا يقرة
388K 14.9K 48
رجال آلقوة.. وآلعنف آلغـآلب آلمـنتصـر.. وكذآلك آلعقآب لآ نهم ينقضون على صـيده بــكسـر جـنآحـيهم آي بــضـمـهمـآ آوبــكسـر مـآيصـيدهم كسـرآ آلمـحـطـم آ...