ست خطوات للنعيم

By auranavy

91.4K 6.5K 5.5K

"سيدة جراي، هل تقبلين شراكتي؟" "لا." ~ رئيس عملها سابقًا، وطواقًا لِمشاركتها الكثير مِن الأشياء حاليًا. هڨين... More

٠ | مُدخل.
١ | انفصالُ.
٢ جنة ام جحيم
٣ | يوم نَحسّي
٤ | الخطوة الأولى
٥ | عشاء عمل.
٦ | الخطوة الثانية.
٧ | استغليني.
٨ | شائعة مواعدة.
٩ | الخطوة الثالثة
١٠ | اعتذار واعتراف.
١١ | استقالة.
١٢ | خطوة الرابعة
١٣ | بداية الرحلة
١٤ | ثمالة الحُب
١٥ | وعد عيد الحُب
١٧ | مطاردة.
١٨ | ماذا بعد؟
١٩ | ذكرى عالقة.
٢٠ | جانبه الآخر.

١٦ | الخطوة الخامسة.

6.8K 463 377
By auranavy

«بسم ﷲ الرحمن الرحيم»

قبل كُل شيء، دقيقة حداد على أرواح شهداءنا في غزة والسودان وادلب، اقرأوا الفتحة وادعولهم.

.
.
.

عنوان جانبي:
الخطوة الخامسة | التنفيذ.
______________________

_ ٢٧ من اكتوبر عام ٢٠٢٢ مـ

أنه يوم الاغتراب.

زممتُ شفتاي في مُحاولةِ بائسة لعدم البُكاء ومفارقة تِلك الأحباب، وصدق أو لا تصدق لقد عقدت السلام هذه الاجازة معهم بشكلٍ لا يُصدق مما جعل يوم الفراق صعب لا محال.

"أمي." همستُ بارتجاف لتضمني بين ذراعيها وتهمس لي هي الأخرى متأثرة. "لِمَ عليكِ المُغادرة، هيڨ؟ عودي للاستقرار معنا."

ربت أبي فوق ظهر أمي بتشجيعٍ ويبتسم في وجهي مؤكدٍ لي. "هيڨ تَفعل الصواب، لكن هذه المرة سوف تلجئ لنا إذا حدث شيء.. وصحيح مدفئة شقتك ان لم تُصلح استعدي للانتقال فورًا."

هدد بصرامة بشأن تغيير شقتي إذا بقت المدفئة معطلة طويلًا، اومأت له امسح دمعة وتكوب أمي وجهي بملامحها المتأثرة الدافئة ويتذمر ليون متضايق من هذه الدرامية. "بحقكم ليست ذاهبة للقمر! هيا يا هيڨ سوف تتأخرين على موعد طائرتك، هيا."

دفعته أمي متذمرة منه بمزاحٍ، ويربت أبي فوق رأسي يُملي علي بضع تعليماته الذهبية. "إذا احتجتِ أي شيء يا ابنتي لا تترددي في الاتصال بنّا، واذ لم يفلح مشروعك لا بأس، لكن كُل البأس عندما تغلقي على نفسك بابك وعدم اخطارنا بما تمرين به.. لا أرغب في سماع أخبارك من الخارج، سوف انتظرك أنتِ لتخبريني، حسنٌ؟"

استنشقتُ الهواء اقترب لمعانقته بينما أجيب. "حسنًا، سوف افعل."

ربت فوق ظهري دون معانقتي، ولا اعلم ما سبب استحياء أبي من معانقتي دومًا وكأنه يخشي ملامستي حتى لا اجرح، هذا قد يظهر كشيء قاسٍ، لكنني اعلم كم هو قلبه يرتجف فرحًا عندما ابادر لمعانقته رغم خجلي من ذلك أيضًا فـ لم اعتاد ذلك.

يا إلهي أرغب في قول الكثير لهذا الأب الذي لم افهمه طوال حياتي سوى تلك الأيام القليلة، لقد انعم علي بكثير من المعرفة ودون مقابل، دون بخل ونقص وقد اسمعني حقًا ما يجعلني وحش الاقتصاد كما يقولون.

ربت فوق رأسي كحركة معتادة منه يبتسم في وجههي، وتعانقني أمي مجددًا تقبل وجنتاي بقوة وتستنشق رائحتي بعمقٍ. "هاتفيني دومًا، لا تغلقي هاتفك، اثقلي ملابسك ولا ترفعي المدفئة كثيرًا، ولا تكثري من المثلجات حتى لا تصابين بالانفلونزا.. هيڨ، اعتني بنفسك يا ابنتي."

همست نهاية حديثها يائسًا عالمة أنني سوف افعل عكس ذلك تمامًا، ابتسمت لعاداتها التي لا تنتهي وذات الجمل التي اسمعها دومًا عند مغادرتي، عانقتها للمرة الأخيرة. "سوف افعل، لا تقلقي علي بعد الآن!"

"سوف أتابع أعمالك وسوف اجعل أصدقائي يفعلون كذلك، وبخصوص.." نكزتني في نهاية حديثها بمشاكسة تقترب هامسة لي بخفوتٍ بعيدًا عن سمع الرجلان. "الرابع من فبراير هل انتظر خبر ارتباطكم رسميًا؟ تعلمين نادي النسوة أعينهم عليكِ منذ الصغر يرغبون بمعرفة من الرجل الذي سوف يحصل عليكِ."

زفرت الهواء غير مصدقة اطالع ليون بغضبٍ، هو الوحيد الذي أخبرته، هذا الخائن عديم الأتمان، قلب ليون عينيه ينظر في ارجاء حديقة المنزل بكل براءة ليضحك أبي ساخرًا. "ما الذي ثرثر به لسانك يا فتى؟"

اكملت همسي لأمي احاول تهدئة حماسها. "لا يوجد شيء مثل ذلك، ولا يوجد علاقة أو ما شبه.. فقط أخبريهم بشأت مشروعي."

"ماذا عن الزوج؟"

"ليس الان يا أمي!"

"كيف ليس الآن؟ أنتِ في الخامسة والعشرون."

"ما بها الخامسة والعشرون يا أمي الان؟ ما زال أمامي الكثير."

"أنه عمر مناسب للزواج، لا يمكنكِ ترك القطار يترك محطتك."

"ما زالت غير مستعدة لذلك، لذا لا بأس سوف انتظر القطار التالي."

"ما الذي تعنيه بحديثك هذا يا ابنة جراي؟ استتركين رالف فالنتاين يذهب من بين يداكِ؟"

صاحت أمي منفعلة ويتدخل أبي متساءل. "هل تقدم رالف فالنتاين لهيفين؟"

"لا لم يفعل!" صحت غير مصدقة، ويجيب ليون بدلًا عني. "لقد فعل وقد رفضته مرتين."

"لم يتقدم لي! أنه.." حاولت التبرير، لكن لا يوجد سماع تبريرات لدي عائلة لا يسمعون بعضهم من كثرة الأحاديث المتداخلة بينهم، تذمرت أمي مُجددًا. "تلك الفتاة سوف تصيبني بسكتة قلبية في إحدى المرات، انظر إلى تربية ابنتك، انظر يا سيد كيف ترفض رجُل تحلم به ألف فتاة."

طالعتها غير مصدقة. "انا ابنتك، يفترض بكِ ان تعززين مكانتي أنا وليس هو."

ويالصدمة من مساندة أبي لأمي واتفاقهم على شيء أخيرًا. "والدتك لديها حق يا هيڨ، انظري هو لا بأس به أفضل من ذلك الطباخ."

اومأ ليون يؤكد. "أجل، حتى انه أصلح علاقته معي لكوني سوف أصبح خال أطفاله."

"أنتم تمزحون معي؟" صحت فجأةً ليصمتوا جميعًا.

تنهدت أشير لهم بتحذيرٍ. "أمي، لا تنظري لي هكذا. وأبي، لا تندمج مع الأفكار السيئة. ليون، لا تثرثر في غيابي. لا يوجد شيء يربطني بـ رالف فالنتاين ولن يحدث شيء. أنا فقط أركز على مشروعي الان، لذا لا تشتتون تفكيري بأشياء لا صحة لها!"

"سوف اصدقك واكذب عيناي التي رأت عيناك تلمعان كلما راسلك!" قالت أمي تعقد ذراعيها بحسمٍ، وتتسع عيناي غير مصدقة ذلك التكاتف لأجل شاب!

وتدخل ليون يزيد الأمر ضجة. "يا عمة أنتِ لم تري بعد كيف يبتسم هو لذكراها فقط."

دفعته بحقيبة اليد خاصتي بسخطٍ أفشي اسراره كذلك. "انظر من يتحدث؟ مَن يرغب في اعتناق ديانة يجهلها لرغبته بالزواج من فتاة قابلها في الشارع صدفة."

رفع السبابة في وجهي يعترض سريعًا دون أن يعطي والداي فرصة استيعاب ذلك الخبر حتى. "هاي.. هاي، توقفي عن قُل الهراء، ليس لرغبة الزواج فقط.. ما زالت لم اتخذ قراري بعد."

رفع ذقنه بثقة ويرفع أبي حاجبًا يدس يديه في جيوب بنطاله الكتاني يطالع ليون بشكٍ. "لا افترض بك ان تفعل شيء متهور.."

قاطعه ليون بثقة أكبر. "ليس تهور، وانما اتأني لمعرفة الصحيح من الخطأ يا عم، ثم ان الحياة الشخصية لا تقترن بالحياة العملية، صحيح؟"

نظر لي يطلب المساعدة بأعين الجرو بينما يهز رأسه بالايجاب، قلبت عيناي وطالعوه والداي بشكٍ نحوه لاتنهد اقف في صفه بالنهاية هو اخي الوحيد الذي أخفي مصائبه. "هو لن يمس سمعة العائلة بضررٍ بل أظن انه سيرفعها عاليًا!"

قهقه ليون يشوش على الحديث بينما يقترب معانقًا كتفاي يحثني على التحرك بينما يلوح إلى والداي. "حسنٌ، قولي لهم وداعًا، سوف تتأخرين عن موعد الطائرة هكذا!"

لم تفارق نظرة الشك أعين والدي بل زادت بينما نبتعد وألقي عليهم نظرة الوداع التي قاطعها ليون بتململٍ يفتح باب السيارة ويدفعني داخلها قبل ان اتذمر.

وينطلق هو سريعًا قبل ان اضايقه أكثر واترجل من السيارة، ويسبقني ليتذمر هو أولًا. "أنا مهووسٌ.. أنا حقًا أصبتُ بالهوس ولا يمكنني التراجع ولا يمكنني أخذ خطوة تّجاهها يا هيڨ."

"ولا أنا استطيع أخذ خطوة كذلك." تذمرت أنا الأخرى استند ضد النافذة ويضحك ليون هازًا رأسه بعدم تصديق. "لا استطيع فهمك حقًا، ما المانع بينكما؟ هو يريدك كما ترغبين ولا يوجد عائق بينكم.. على الأقل لا يوجد اختلاف ديانات وثقافات مثل وضعي، تركت كل فتيات العالم وسقط قلبي صريعًا لفتاةٍ لن تنظر لي أبدًا، قلبي ينزف وهي طبيبة ترفض علاجي."

"أنها طبيبة عظام." نبهته بتململٍ من كلماته المبتذلة.

ويجادلني كذلك. "في النهاية طبيبة وقد درست القلب وهذه الأشياء الدموية.. اوه هل الأطباء دمويين؟ أيجب أن اذهب لها مدمي لعلها تقع في حُبي؟"

الطريق يأخذ ساعة كاملة، كيف يمكنني تحمل تذمر هذا الكائن جواري، انه يستفزني حقًا وهذا جعلني اتساءل بضيقٍ. "ألم تشاهد أي شيء في التلفاز عن المسلمين؟ ألم تختلط بهم في الجامعة؟ أتتذكر زافيرا؟"

زافيرا حصلت على نصف عام في ذات جامعتي، كانت منحة لها لمدة ستة أشهر انقطعت، كانت حقًا فتاة رائعة بحق وقد كانت تقصف جبهة ليون دومًا عندما يزورني كونه يضايقها بالحديث قائلًا انها قبيحة وهي والقبح خطان متوازيان لا يتقبلان أبدًا، هو فقط كان غيور لأنها تكبره بعام وسافرت إلى بلدان أكثر منه.

ابتسم ليون لذكرها. "هل العربيات دومًا هكذا؟"

"هكذا كيف؟" تساءلت بضحكةٍ لتذمره الذي لا يتوقف.

رفع كتفيه وكأنه لا شيء. "لا اعلم، لكنه دومًا يوجد حولهم شيء مُبهر، رُبما حضاراتهم وثقافاتهم.. رُبما عاداتهم وتقاليديهم، ودينهم كذلك، لديهم عقيدة وأشياء ليست لدينا ولن نحصل عليها يومًا وفوق ذلك يبدون مثل الأميرات صعب الوصول لهم."

ابتسمت من الفكرة التي طرحت في عقلي، ولم امانع ابلاغه بها. "رُبما إذا ناسبتهم تستطيع الحصول على هذه الأشياء."

"لا، لا تجعليني اتخذ طريق مصيري في لحظةٍ الان!" تذمر ليون دون تَفكيرٍ حتى يجعلني اقهقه على اندفاعه وتهوره.

مر الوقت كبطئ السلحفاة بسبب تذمر ليون الذي لا يتوقف أبدًا، يا إلهي قدرة حديثه تفوقني أنا كامرأة بحق.

تنهد يمد لي حقيبتي بشفته مزمومة، وسرعان ما أفرج عما يريده بالفعل. "بالطبع لن أخبرك إذا حدث شيء هاتفيني وتلك الأمور التافهة، لكن فقط اريدك ان تعلمي أنني سأكون دومًا متواجد لأجل أختي الصغيرة، وإذا كانت في نهاية العالم سوف اصل لكِ."

اومأت ببسمة ومعرفة أنه حقًا سيفعل وليس مجرد حديث منمق ينطق به، اوه أحيانًا احسد زوجته على نقاوة قلبه، اقتربت بصمتٍ ألف ذراعاي حول معدته اسحبه في عناقٍ أخوي لطيف، لكن ليون له رأي اخر حتمًا. "لا، لا ابتعدي، فتاتي سوف تضايق إذا تسربت صورة لنا لها."

دفعته متضايقة بتذمر رغم صدوح ضحكاتي. "يا وغد، لا تهاتفني حتى."

دفعته مُجددًا بحقيبة اليد ويضحك هو معتذرًا. "اسف، عزيزتي. لكن يوجد فتاة ترغب بي نقيًا."

"لن تقبل بك يا ليون، توقف عن الاحلام." ضايقته بالمثل أجر حقيبتي مبتعدة عنه، ويعقد هو ذراعيه يستند ضد السيارة بعبوسٍ ويصيح بي بعلوٍ يجذب انظار الحاضرين. "وداعًا أيتها الكعكة القصيرة."

ألتفت له غير مصدقة، ألقي بذراعاي في الهواء. "ليون!" وهو فقط لوح لي ببسمةٍ سمجة جعلتني ابتسم بلا إرادة واهز رأسي بيأسٍ أعود ادراجي بكُل عزمٍ وإرادة لتحقيق شيء واحد.

الخطوة الخامسة؛ التنفيذ.

~

"أيتها اللعينة لم أتوقع أن افتقدك هكذا!" صاح مارك يدفعني بنفورٍ مخاصم تجاه جورجيا التي استقبلتني بصدرٍ رحب تلف ذراعيها الطويلان حولي بينما نضحك عليه. "لا عليكِ مِن هذا المُختل، أخبريني هل جلبتِ ما أخبرتك به؟"

هاه؟ عبستُ ادفع كلاهما بتذمرٍ لهذا اللقاء الجاف، مما جعل جورجيا تضحك تقترب معانقة خصري، وينقر مارك رأسي يلف ذراعه حول كتفي بينما يسحب حقيبة سفري وينبس بتأثر درامي. "لقد كان من الغريب عدم سماع صراخ يفجعنا فجأة، صحيح جيا؟"

اومأت جورجيا بجدية تضحك وتكمل تلك العاطفة التي قرصت معدتي من اللطافة. "لا تذهبي مُجددًا، اشتقنا لفتاة النعيم بحق."

لا، فقط سيجعلوني أبكي هكذا! "عودوا لكونكم أوغاد، مشاعري ليست لعبة بين أيديكم."

مثل مجموعة ثمالين مختلين عقليًا اجتمعنا في عناق يملؤه درامية مارك ومحاولة تهوين جورجيا الأمر على حبيبها، ويرفض هو يضم وجنتاي حتى لم استطع التنفس. "كيف يمكنني تخطي ان تلك الفتاة أصبحت مقربة مثل الشقيقة يا جورجيا؟"

عقدت جورجيا ذراعيها ترفع حاجبًا مثلما فعلت نطالع مارك بنصف عين ممازحين بالفعل، ويبتعد عني محمحمًا بتدارك لثوران حبيبته. "أنا فقط امزح، عزيزتي."

هززتُ رأسي ضاحكة من هذا العبث والفوضى التي تحدث كُلما تقابلنا بعد فراق، اتخذ خطواتي تجاه السيارة بينما اصيح بهم. "هيا اسرعوا، لقد جلبت شطائر من صنع أمي، سوف نسخنها على عشاء اليوم رفقة مثلجات التوت."

"هل سوف تعزمنا والدتك على عشية الميلاد كما العام السابق؟" تساءل مارك وتلمع أعين جورجيا في رغبة ملحة لمعرفة هذا التخطيط البعيد.

"رُبما!" اجبت بتشويقٍ، وابتسم خفية لتفكيري الذي ذهب لرجُل النعيم.. رُبما يحضر هو الاخر هذا العشاء التقليدي.

~

فقط.. يا رجُل ألف تبًا للأحباب وهذا الصديق الذي يركب قرون متخليًا عن رجولته لأجل حبيبته!

يترك فتاة عائدة من سفر للتو تذهب في هذا الطقس القارص لجلب المثلجات دون عرض عليها الذهاب هو بدلًا عنها؟ الصداقة ماتت وقد شبعت من الموت أيضًا.

تأتأتُ بعدم إعجاب ألف الوشاح حول رقبتي الذي صنعته أمي لي، واطالع مارك الذي يلف خصلات شعر جورجيا الأسود الطويل حول أصابعه غير مُهتم بنظراتي الحاقدة نحوه.

أنه وقح للغاية، زجرته بنظراتي وعندما طفح كيله صاح بي. "أخبرتك لا نريد مثلجات، لِمَ أنتِ مُصرة؟ إذن أذهبِ أنتِ.. لا تنظري لي بهذه النظرة يا هيفين!"

وتدافع حورجيا عن حبيبها. "ليس بهذه الأهمية، لنبقى معًا فقط!"

هززت رأسي برفضٍ، أنها المثلجات هي الأهمية ذاتًا!

نبح جولدي وقد نما قليلًا في غيابي، يقفز حول ساقي بكُل حماسة أيجب ان اجعله يتنزه قليلًا؟ لقد اشتقت له هذا الصغير. حسنٌ سوف آخذه معي.

سحبت سترة مبطنة مصنوعة خصيصًا للجراء لتدفئهم في هذا الطقس البارد بينما اتمتم أسفل أنفاسي. "لا احتاجكم رفقتي، جولدي سوف يغنيني عنكم."

شهقت جورجيا تطالعني بعينيها اللوزية وكذلك مارك يرمقني بأعين واسعة تظهر نقاوة الأزرق في عينيه، لمَ ينظرون لي وكأنني اهنتهم للتو؟ لقد فعلت لكن لِمَ الاتهام؟

"لا تنسي المقرمشات في طريقك." نبس مارك بلا اهتمام يعاود لتناول المقرمشات التي أمامه بالفعل، استقمت بفاه فارغٍ غير مصدقة، واسحب جولدي خارجة بوجه متهجم. "تبًا لك أيها الصديق المزيف."

"مارك لا تكن لزج!" صاحت جورجيا به هي الأخرى تدفعه بعيدًا عنه.

ابتسمت يائسة، أحيانًا يتحول مارك لامرأة تعشق الدراما.

اوه، اشتقت إلى سماء انجلترا الغائمة، لقد أصبح لي وطنين، بلدي الأم والبلد الذي حصلت على قلبي وحياتي، واعتقد أن عمري سيفني بها كذلك رفقة مَن أحب رُبما!

مُجددًا تعاد بسمتي ترتسم فوق شفتاي بمجرد تذكره، هذا الرجُل أخبرني أنني استحوذ على عقله، ألا يعلم أنه حصل علي مُنذ زمنٍ.

لقد أحببه قبلًا، وقد أحبني رُبما أكثر مِمَا افعل أنا.

قلبي ينطق باسمه، لكن لساني لا يقوى على فعلها، أنا مريضة، ما زال داء آدم لم يخرج من بدني حتمًا، لا، لا لم أعد أحبه لقد نزع كُل المشاعر الحميمة التي كننتها له يومًا بمجرد غلق الباب خلفه، لكن لم يشفي تصدعي بعد.

ما زالتُ خائفة أجل، أعني علاقة عاطفية مُجددًا؟ الوقوع حد السماء في حُب رجُل اخر؟ أصبح الأمر مرعب.

لكن رالف؟

رالف، رالف، آهً مِن رالف فالنتاين.

أنه رجُل يصعب عدم الوقوع في حُبه حقًا، يمكنني القول رجُلٌ والرجالُ قليلًا.

ضحكتُ كمُختلةٍ، هو يستحوذُ على عقلي وقلبي حتمًا.

نظرتُ إلى جولدي الذي يسير جواري يهز ذيلة الذهبي بحماسٍ بينما يطالع المارة والطريق، جروي اللطيف.

بعيدًا عن مشاكلي العاطفية، سوف اتركها لكما يرغب القدر، وكما سيتعامل رالف فالنتاين أصبحت الكُرة في ملعبهِ في انتظار بدءه لِلعبة.

مشكلتي الآن هو مشروعي، الأمر لا يقتصر على الجودة وما اصنعه، وانما كيفية إدارته، في عالم الأزياء السُمعة والتسويق يسبق جودة المنتج.

رُبما تكون سيء الجودة رديء العمل، لكن إذا كان لديك المعارف والشهرة الكافية ستكون مِن أفضل العلامات التجارية لهذا العام في حين أن تصميماتك لا تعجب كلب.

لِذا علي التفكير بروية لاشهار علامتي التجارية، لقد بدأت بحسابٍ حصل على الألف المتابعين وعلى مقربة من وصول المليون، هذه قاعدة جماهيرية لطيفة، لكن ليست كافية للنشر عن المشروع بعد.

سيكون فرع صغير، وسوف أجعله مجموعة شركات، مثل رؤية طفل صغير ينمو أمامك دون ملل أو كلل.

تساقطت الرقائق الثلجية فجأةً وارتفعت قهقهة الأطفال مستمتعون برؤيته، رفعت رأسي للسماء التي أصبحت ممتلئة بنجومٍ بيضاء تتساقط فوق رؤوسنا، ضحكت فرحة من تقلب الطقس الذي افضله، كُل شيءٍ جميل حتى الآن، وهذا يجعل قلبي يرفرف.

نبح جولدي يدور حول نفسه عندما سقطت ندفة فوق ذيله، قهقهتُ على هيئته، انحني ألتقطه بين ذراعاي نتبادل الدفء ويحاول لعقي لاضحك متفاجئة مبعدة رأسي سريعًا.

اضاءت الأنوار على كلا الطريق حيث تعرب المحلات التجارية والمطاعم عن حلول المساء، ابتسمتُ مشتاقة للسير مسافة طويلة حتى الوصول إلى المقهى المُفضل.

دفعتُ الباب ويرن الجرس فوق رأسي ويلفحني موجه الدفء ورائحة المخبوزات الطازجة، رفع عامل الاستقبال حاجبيه يبصرني واقترب لقول طلبي لكنه سبقني بتساؤلٍ. "آنسة هيفين، لقد طال غيابك، هل أنتِ بخير؟"

عضت على وجنتي من لطافة الشاب لوجان، أنه طالب جامعي مغترب يعمل منذ ستة أشهر هنا لقد تحدثنا قليلًا قبل أن اقرر العودة للديار. "مرحبًا لو! أنا بخير تمامًا، كيف حالك أنت؟"

ابتسم بامتنانٍ ويزفر الهواء متذمرًا. "الاختبارات قاربت، وأشعر بمعدتي تكاد تنقلب."

لوحت وكأنه لا شيء احاول تبسيط الأمر عليه متناسية كوني كنت انهار تمامًا اثناء اختباراتي. "لا عليك، أنها لا شيء، لا يمكنهم تقييمك لمجرد دراسة كتاب، صحيح؟"

"أجل! أعني هي كلية أحلامي أجل، لكن لِمَ أدرس أشياء لا استطيع فهمها؟" تذمر مُجددًا واردت مشاركته ذات الأحزان، لكنني انصدمت من مقولة كلية أحلامه. "أتمازحني الان يا فتى؟ هل الهندسة المعمارية حُلمٌ لأحد؟ اوه تبدو كعبقري.. حسنٌ."

تراجعت أبصر هيئته مُجددًا، أعين بُنية دافئة يغلفها إطار نظارات أسود سميك كشعره الأسود الطويل الذي يسقط فوق جبهته، ملابسه اللطيفة وغلقه للزر الأخير من القميص، سترة صوفية عسلية اللون يغلقها كذلك، لطافته وبشاشة ملامحه يبدو كابن صالح مجتهد وهذا جعلني انظر له ببسمةٍ.

رفع نظرته يخفض بصره يشعر بالاحراج من اطرائي وهذا جعلني اقهقه الوح له وكأنه لا شيء، وينبس بخفوتٍ. "شكرًا لكِ، آنسة هيفين."

"بحقك!" همستُ غير مصدقة لطافته ويبتسم بامتنانٍ يتساءل بتدارك. "آه، ماذا اجلب لكِ؟ مثلجات التوت والحليب؟"

اومأتُ بترحيبٍ. "المعتاد تَعلم."

"خمس دقائق!" نبس يذهب لاعطاء الطلب للعاملين في الداخل، بالطبع يأخذ وقت فالكمية ليست قليلة، لن اضحك بلا سبب ظاهر أمام الجميع بالطبع، حاولت التماكس حتى لا افعل وأخيرًا نجحت.

عاد لوجان سريعًا يمد لي الكيس الورقي الذي يحتوى على خمسة عُلب من المثلجات، "شكرًا، لو وبالتوفيق في اختباراتك." نبست اعطيه بطاقة الائتمان، ويبتسم بلطافة بفم الفأر خاصته.

"دعينا نراكِ مُجددًا، آنسة هيفين." نبس بخفوت يعطيني بطاقة الائتمان، وهززت رأسي بتأكيدٍ. "بالتأكيد، آراك لاحقًا."

هذا المكان لم يفشل يومًا في رسم ابتسامة عملاقة عند مغادرته، ولا كذلك الذي ينتظرني للمرة الثانية أمام بابه، ضحكتُ عندما أغلق رالف باب سيارته وينظر لي بتفاجؤ مزيف.

ضحكتُ اطالعه بترقبٍ بشعره الزغبي وعينيه الزيتونية، بملابسه الرسمية وسيارته الجديدة، وهو فقط رفع سبابته يشير لي بتفاجؤ مقهقه. "آه هيڨين؟"

اومأت له وتنفلت ضحكتي ليبتسم متساءلًا. "ما الأخبار، سدُومي؟"

يا إلهي، هذا كثير على قلبي.

نزلت الدرجة اخطو تجاه أربع خطوات وحينما ابتسم لأنه توقع هذه المسافة فاجئته بخطوةٍ جديدة ليفصلنا خطوة ولحدة فقط وانبس بثقةٍ وضحكة لم استطيع كبحها. "ما الأخبار، رالف؟"

اتساع عينيه الطفيف زاد ثقتي أكثر، والآن أدرك فارق الطول بيننا ليس بكبير لكنه كفيل بجعله يخفض رأسه ليطالعني، آملت رأسي في انتظار اجابته وألحظ ابتلاع رمقه حيث تحركت تفاحة ادم خاصته باضطرابٍ. "كُل الخير بعد رؤية نعيمي."

رفعت يدي الحُرة اخفي بها وجهي عندما ضحكت غير مصدقة اجابته الصريحة، "أنت لا تمزح حقًا!" نبست بين ضحكاتي ويبسط شفتيه النحيلة وكأنه لا شيء.

"ماذا عنكِ؟" تساءل في انتظار ردي كذلك، ورفعت كيس المثلجات بدليلًا واضح. "بخير، أترغب بتناول مثلجات التوت والحليب معي؟"

افترقت شفاهه في بسمةٍ اظهرت أسنانه. "من دواعي سروري، آنسة جراي." مددت الكيس له وأمسكه دون تردد، لانحني ملتقطة جولدي الذي ما زال يهز ذيله، لقد فك جبيرته وأصبح يتحرك بحرية وعلى الأغلب هذا سبب حماسه.

استدرت حول السيارة بينما أخبره. "أصبحت تتناول الكثير من المثلجات دون الدفع، رالف."

اخفض وجهه يضحك وعلى الأغلب غير مصدقًا تلك العفوية النابعة مني، أنا أيضًا متنسكرة، لكن لن تقارن بصدمتي حينما أجاب. "تزوجيني إذن، وسوف انقل ملكية الشركة لكِ."

سوف يقتلني يومًا.. سوف يقتلني حتمًا.

"أنت حقًا.. توقف!" صحتُ لا استطيع التحمل، قلبي سوف ينفجر، رفع يده باستسلامٍ يفتح السيارة واصعد أنا الأخرى قائلة بشفافية. "تبدو كمن يغيير سيارته مع لون بذلته، فيراري سوداء؟"

ابتسم رالف يشعل المحرك ويجيب. "كنت أفعل ذلك أحيانًا قبل أن اغمس في العمل أكثر."

لا يمزح، رالف فالنتاين لا يمزح.

عقدت حاجباي بتدارك واتساءل ملتفة له بكامل جسدي. "هل تراقبني؟"

ليست أول مرة يجدني، ولن تكون صدفة، طالعني بجانبية. "إذا قلت صدفة ستكون كذبة سيئة، صحيح؟"

اومأت بتأكيدٍ، وتطرق أصابعه النحيلة فوق عجلة القيادة."لن أنكر أنني حاولت منع نفسي مرارًا من الذهاب لكِ، وكما ترين للتو عودت من العمل لأن مساعدي الشخصي يستقبل صديقته."

"كيف وجدتني، رالف؟" نبست بتأكيدٍ للتغلب على محاولة مماطلته، ويطرق لسانه ضد وجنته يؤمي بحسمٍ. "لقد كنت قريب من منزلك متردد في القدم حتى لا أكون مطارد مهووس، لكنه القدر عزيزتي، رأيتكِ تذهبين رفقة جروك وقد تابعتك."

أشار إلى جولدي الذي يجلس فوق فخذاي وعندما أشار رالف له نبح ويرفع رالف حاجبيه ببسمةٍ، وأقسم حاولت الا اسحب ياقته الان واقبل هذا المطارد المهووس الرائع الجميل.

حمحمت اتجنب هذه الأفكار الرائعة مراعاة لجروي الصغير، وأجيبه باشاحة وجه. "لا تتردد مُجددًا."

ألتفت لي وأشارت للطريق احاول تشتيته عن احمرار وجهي. "الطريق!"

لكنه فقط أخذ منحني يوقف السيارة في منتصف الجسر كما فعل في أول مرة لقبني بالسدُم، ويتساءل بجدية. "انتهى؟"

"ما الذي انتهى؟" تساءلت بزيفٍ اطرف في وجهه الجاد.

"الوعد، هيڨين."

"ا__ اعتقد__؟" نبست بتقطع متردد، ويرفع حاجبيه، لتنهد مستسلمة. "رُبما، لا اعلم.. أنه مُعقد، لكن ما اعلمه حقًا، أنني لا أريدُ خسارتك."

أرغب بقول كثير من كلمات الحُب له، لكن فقط لساني مُثقل، لا اعلم هل أصبحتُ مخمورة به كما كان عندما هاتفني لأول مرة، أم مشاكلي العاطفية تمنعني، فـ أنا امرأة في الحُب لا تبخل في تقديمه بشتى الطرق.

"خطوة جديدة؟" تساءل ببسمةٍ، واومأت بحماسة. "التنفيذ، أجل."

"ما الذي ستنفذيه عليّ؟!" تساءل بدهشةٍ.

وانفجرت ضاحكة باحراجٍ أنفي سريعًا. "لا، ليس أنت.. أعني تنفيذ ما أفكر به، وما حاولت التمهيد له في حياتي خلال الشهور السابقة، كما تعلم مشروعي الخاص، وكيفية إدارته، لقد كنت خائفة من البدء، لكن الآن أشعر أن خوفي لم يكن له داعي، لطالما كنت مستعدة وراغبة في هذا، أنا فقط أحيانًا تخرج الأمر عن سيطرتي وهذا يقلقني.. لكنه مشروع الأحلام كذلك، يقول المهندسون من الرائع حينما تمر على قطعة أرض بعد فترة لتجد مبناك مقام فوقها، لكنني فقط انتظر بفارغ الصبر رؤية الناس ترتدي ما صنعته يداي، أرغب وبشدة ان اغوص في هذا العالم بكُل استمتاعٍ، لأنه المفضل لي وما احب.."

ابتلعت رمقي مِن حديثي المطول وثرثرتي التي لا تتوقف، زممت شفتاي اعتذر بخفوتٍ. "اسفة، لقد اندمجت قليلًا.. رُبما كثيرًا."

ضحكت باحراج أعيد غرتي الطويلة خلف أذني، وفقط ابتسم رالف بلينٍ يطالعني بأعين لامعة. "لا تتوقفي، أرغب في سماع صوتكِ أكثر."

طرفت ببطءٍ غير مصدقة ردّه، أنه دافء للغاية، دون لمسي حتى وأشعر به يحيطني من كُل جانبٍ، يطرق قلبي بعنفٍ يزيد حبي تجاهه أكثر من ذي قبل، "لِمَ عليكَ أن تكون بهذه اللطافة؟ هذا يجعل قلبي يطرق بعنفٍ، رالف." انفرجت كلماتي دون إرادة.

ويضحك هو بقوة وينظر لي نابسًا ببسمةٍ. "عيديها مُجددًا."

مجددًا طرفت باستنكار متذمر. "أعيد ماذا؟"

"تلك الفرنسية على لسانك حين تنطقين اسمي بها." نبس ببسمة معجبة.

افترقت شفتاي رغبة في الصراخ من كلماته، هززتُ رأسي ابادله النظر بذات البسمة المعجبة وبشدّة. "أنت غير معقول!"

"اعلم، رائع كما أخبرتك!" نبس بتنرجس حينما تأكد من عدم نطقي بها كما أراد، واشغلت نظري بعيدًا عنه بفتح كيس المثلجات، من الجيد أن ذوبانها سيكون بطيء وإلا سيكون إهدار ان تفسد حقًا.

ناولته عُلبة، وحصلت على واحدةٍ لي كذلك انبس في محاولة تبديد هذا الجو الحار الذي يخلقه من اللا مكان. "سيكون اهدارٌ إذا ذابت."

"تناول الحليب فقط، لا أرغب أن يصيبني تأنيب ضمير إذا اختنقت فجأةً." نبست بتدارك احذره متذكرة تلك الحساسية التي تحدث عنها.

ويضحك هو ينزع غطاء العُلبة ويغرس المعلقة الخشبية في التوت ضاربًا كلماتِ عرض الحائط لأرمقه بعبوسٍ متضايق، لكنه فسر لي. "لدي ارتكاريا النفسية يا هيڨين، ليست حساسية الدم حيث يرتفع الهيستامين بفعل بعض الأطعمة، بل يرتفع لدي بفعل نفسيتي، لذا تناول التوت والشكولاته وكل ما به هيستامين معكِ لن يصيبني بأذي."

هذا الداء حيث يصيب صاحبه بالحكة وضيق التنفس حينما تضطرب نفسيته بسبب ضغط، توتر، حزن، ايا كان العامل سيظهر حساسية تزيده فوق البؤس أضعاف، على الأغلب أصيب بها حينما فقد شقيقته.

حاولت الا ازم شفتاي في عبوسٍ حتى لا اجعله يتحسس، واجبت باصرار. "هذا لا ينكر الا تغامر بتناول مثلجات التوت."

لقد كان لدي صديقة في الابتدائية اختنقت وذهبت للمشفى لأنها تناولت مثلجات الفراولة معي، هذا سبب لي صدمة قليلًا أقسم.

"هل أنتِ قلقة عليّ، هيڨين؟" تساءل يرمقني بأعين زيتونية لاح بها لمعة خبث، لقلب عيناي في محاولة بائسة لاخفاء خجلي، اومأ بحسمٍ يتناول معلقة توت وينبس ببسمةٍ. "ما يسعدني لن يضرني أبدًا، ويسعدني تناول المثلجات، لأنه معكِ أنتِ فقط، نعيمي."

"هل أنت مُغازل مع الجميع هكذا؟" تساءلتُ باندفاعٍ في محاولة تدارك ما يفعله بي وبمشاعري بلا أي تردد، ومُجددًا هو يضحك بقوة يعيد رأسه للخلف وتتجلي تفاحة آدم صوب عيناي بتبجح رجولي عبست لأجله.

"هل تغارين يا هيڨين؟"

"أجل، أعني.. أجل وبشدّة ولستُ اسفة." استسلمت اخفض رأسي أشعر بالاحراج والتوتر، لا علاقة تجمعنا واخبره بكم أنا أغار، بكم أنا متملكة وحبي سيء وبشدة أيضًا بينما أنا ادفعه بعيدًا ولا اضع مسمى لتلك العلاقة كما يرغب هو، فقط سُحقًا.

"ارفعي رأسك يا هيڨين."

نبس بصوتٍ خفيض ورفضت أشعر بحرارة الاحراج تلتحف حولي، اولي اهتمامي لفراء جولدي الساكن فوق قدماي، هذا سيء وبقوة، لكن لِمَ لست نادمة رغم شعوري بالاحراج؟

"في الواقع يسعدني سماع هذا كثيرًا، آنسة جراي.
ولا لستُ مغازل جيد مع الجميع، سدومي دومًا استثناء."

لوحت بيدي أشعر برغبة القفز من فوق الجسر. "أنت تجعل الأمر أصعب علي الان، أيها المدمر الا يمكنك التوقف عن جعل قلبي يكاد يخرج من مكانه؟"

انفعلت؟ أجل.
ووضعت نفسي في موقف محرج؟ أجل وبشدة.
هل ضحكة رالف فالنتاين رائعة؟ بكُل تأكيد يكاد عقلي يطري.

"حسنٌ، تحدثي عن أي شيء اخر كما ترغبين، لأنه لا مشكلة لدي في التغزل بكِ لنهاية العالم."

بادلته النظر بعدم تصديق، وأراه يبسط شفتيه النحيلة في محاولة لكبح بسمته من الظهورِ، على الأغلب احمرار وجهي لا يساعده، نظرتُ إلى الجسر حيث بدأت تتراكم الثلوج، واهمس بخفوتٍ. "الرحمة!"

بللت شفتاي أجيب في محاولة تبديل الحديث بعيدًا عن غزله. "متتردة للاشتراك في مسابقة بلاز فاشونيست، كما تعلم أنا مستجدة في المجال تمامًا وهذه المسابقة سوف تساعدني على اكتساب بعض المعارف قليلًا، لكن سيظل الأمر صعب بينما أكاد ابدأ مشروعي، ما رأيك؟"

أجل آخذ رأيه، لأن رأيه ذهبي، وكثير يتمنون الحصول على رأي هذا العبقري أمامي، تناولت المثلجات في انتظار اجابته.. التي حتمًا ستقتلني.

"آنسة جراي، أخبرتك أن تستغليني مُسبقًا، لِمَ تتعبي نفسك بدخول تلك المسابقة؟"

أنه مُدمر بحق، واكاد أفقد عقلي.

____________________

هاي!
الفصل مفروض يكون اطول وانشره في الاجازة، لكن من وسط الامتحانات وزنقة الكلاب نقول هاي
والله اشتقت واتمني متكونوش نسيتوا الرواية

المهم..
_شو اخباركم؟ شو احوالكم؟
اتمني تكونوا بخير نفرة نفرة

_رأيكم بالفصل؟
متكروت بس يقضي الغرض!

_عيلة هيڨين؟
والله كتاكيت وامها وام رالف هيعملوا دويتوا جامد هيهي حماس والله

_ليون؟
يكون في علمك الواد دا نقي القلب وهيبقي ذاكر لله قريب🌚🤍

_مارك وجورجيا؟
انفصام سريع بمود مفيش وقت للتفسير

_هيڨين؟
خدت خطوة بنفسها تجاه رالوفة تسنسنسنسم المشهد ده في قلبي

_المسابقة؟
فكرك هتعدي على خير ولا هينتهي بهيفين بترقع بالصوت

_رالف؟
مدمر الي هو اسم علي مسمي بجد

الحساسية الي عنده وضحتها، اما الهيستامين دا لو محدش فاهم يعني بس انا مش فاكرة اوي هو انزيم او ايه بالظبط بس نقدر نعتبره زي هرمون كدة أي اضطراب نفسي بيعززه فبيظهر للمصاب على هيئة حكة او او احمرار الجلد وبيعزز دا الاكل الي فيه هيستامين زي الفراولة والتوت والموز والشاي والمانجا والحاجات الحلوة دي كلها.. شرح معاق بس اتمني الفكرة وصلت ان مش الاكل الي بيسبب الحساسية وانما النفسية والنفسية لما تكون زفت وياكل حاجة فيها هيستامين الحساسية تزيد.

_اكتر مشهد عجبكم؟

_آراء؟ تساؤلات؟ توقعات؟ اعتراضات؟ اي حاجة اخرها ات؟ مفيش؟
اتقمص انا بقي سكة السلامة

بهزر بس حبيت اوضحلكم نقطة..
الرواية باقيلها ٤ فصول المفروض الفصل دا محسوب منهم بس للاسف قسمته من الحماس، سو اه احنا بنودع الرواية وحاجة كدة قمة الاحزان يسطا، سو قبل النهاية احب اشكركم على دعمكم وحبك للرواية دي يجدع كل الحب ليكم نفرة نفرة.

_والفصل مش متعدل كالعادة_

وبسكدة متنسوش تتابعوني علي الانستا يو نو _artzyaurora وتدخلوا القناة علشان بنحرق فيها كتير، وتقرأوا كتاب الحرب بردو، وتشاو.

متنساش يسطا قضيتك، ولو مش مقاطع قاطع ومتنساش اخواتنا في فلسطين والسودان وسوريا وافتكر ان اضعف الإيمان هو دعاءنا والمقاطعة، اللهم بردًا وسلامًا علي اخواتنا.

كُل الحُب _شَفق ناري.𓃠

Continue Reading

You'll Also Like

104K 2.6K 31
🌹مكتملة🌹 🔥حصريا فقط على مجموعة لهيب الضوء 🔥 # لا_يـــــــــــــحـــــــلل_نشر_نهائـــيا ادم : الو لينا : ادم .... ادم : وين راكي يرحم ربك من صب...
444K 7.4K 17
كيم اسمك عمرها19عام لطيفة جميلة جدا ومثيرة جدا جيون جونكوك رجل مافيا خطير يخاف منه ناس حتى شرطة عمره 25وسيم مثير🔥🔥