ست خطوات للنعيم

By sleep_bzbz

72.9K 5.1K 4.4K

"سيدة جراي، هل تقبلين شراكتي؟" "لا." ~ رئيس عملها سابقًا، وطواقًا لِمشاركتها الكثير مِن الأشياء حاليًا. هڨين... More

٠ | مُدخل.
١ | انفصالُ.
٢ جنة ام جحيم
٣ | يوم نَحسّي
٤ | الخطوة الأولى
٥ | عشاء عمل.
٦ | الخطوة الثانية.
٧ | استغليني.
٨ | شائعة مواعدة.
٩ | الخطوة الثالثة
١١ | استقالة.
١٢ | خطوة الرابعة
١٣ | بداية الرحلة
١٤ | ثمالة الحُب
١٥ | وعد عيد الحُب
١٦ | الخطوة الخامسة.
١٧ | مطاردة.
١٨ | ماذا بعد؟

١٠ | اعتذار واعتراف.

2.4K 214 52
By sleep_bzbz

«بسم ﷲ الرحمن الرحيم»
______________________

_١٩ من سبتمبر ٢٠٢٢ مـ

"لا أفهم." نبستُ باستسلامٍ ليس بي طاقة لينجرف عقلي مُفكرًا في حديث رالف، ليس التوقيت المُناسب للحصول على__ اعتراف؟

"ادخلي السيارة أولًا، هيڨين." أمر مُجددًا، وعقدتُ حاجباي بعدم إعجاب، لا لن أفعل. عقدتُ ذراعاي بعزمٍ أضمهم إلى صدري بانكماش غير راغبةٍ بما يحدث اتخذ خطواتي مارة مِن جوارهِ وأنطق بسلاسة. "لن أفعل."

"هيڨين." لا اعلم هل هذه نبرة تذمر حتى؟ لأنه ضحك وكأنني ألقيت عليه مزحة وليس رفض طلبه في اصطحابي بسيارته الفارهة.. أهذه جي كلاس؟ لا يهم.

البرد قاسٍ لكنه ساعد في تهدئة اهتياج مشاعري أخيرًا ليستوعب جسدي البرودة مُتخليًا عن انصهاره قبل قليل__

'كنتِ دومًا مُميزة'

هززتُ رأسي غير مُصدقة، أي تميز الذي يجعله يتذكرني لثلاث سنوات ويتصرف بعدها أنه لا يعرفني؟ أهو مهوّوسٌ حقًا؟

الرحمة.
رفعتُ رأسي للسماء المنقطة بالأبيض حيث سقط الجليد مُباشرةً فوق وجهي أطالب بالرحمة قليلًا، أطالب الا تُنهك مشاعري مُجددًا، أن تكون هذه الخطوة التي تسحبني لأعلي الهضبة ولا اسقط مُجددًا.

استنشقتُ الهواء بابتسامة، تجديد مشاعري وطاقتي سهل للغاية، كُل ما علي فعله هو التخلص مِما يثقل كاهلي.. لا، أنا فقط من الأشخاص الذين يتجددون باستمرارٍ، تتبدل مشاعرهم وأولوياتهم وأحيانًا يصل الأمر للشخصية بأكملها، ولا أمانع هذا طالما سوف يشعرني بالراحة قليلًا.

لا، لا يشعرني بالراحة، أنا جبانة، والغموض والانتظار يكون عقدة مؤلمة بمعدتي لذا ألتفت سريعًا اتساءل بتشتتٍ وصراعٍ يكاد يلتهم روحي. "ما الذي يعنيه هذا؟"

رفع رالف كتفيه يستند ضد سيارته وينطق بغموضٍ يزيد ضيقي. "لا يمكنني تبادل الحديث مِن هذه المسافة."

عقدت حاجباي، أرمق المسافة بيننا.. ست خطوات كانت كفيلة بامتناعه عن الحديث رغبةً في اقترابي، وكانت ذات الخطوات التي ألقي بها حبيبي السابق كلمات أنفصاله عني، لكن رالف لا يعلم أن هذه الخطوات هي سبب اخر لابتعادي أكثر بخوفٍ وقلقٍ واضح؛ لأنني غير راغبة في التأذي مُجددًا.

ست أسبابٌ تشكلت صوب عيناي تمنعني من الاقتراب لفهم ما يتفوه به هذا الرجُل.

فهم وتدارك ما ينطقه وما يفعله سيجعلني أقع في حبه وأنا لم اتعافي بعد مِن حُبي الأول، أنا فتاة عاطفية وهذا سيكون سيء.

"إذن لا يجمعنا حديثًا." نبستُ بحسمٍ أكمل سير خطواتي، أضم المعطف إلى جسدي أكثر استشعر وحدتي أخيرًا، لطالما كرهتُ الوحدة، شهقتُ ابتلع غصتي.

نقطة البداية ليست بهذه السهولة، الصفر واقعه ثقيل على نفسي، لا شيء نجحت به حتى أكثر الأشياء المُقربة وهي اقتراني بالناس ومحبتي لهم ومحبتهم لي أخسرها..

لا قد خسرتُها مُنذ زمن وأصبحت دائرتي تصغر وتصغر مثلما أشعر بالطُرق تضيق بي الآن.

يتدافع الناس للحاق آخر خط لقطار الانفاق لليوم، ولا قوة لي بالثبات وتجنب دفعهم، مسحتُ عيناي لعلي استطيع الرؤية، وأدرك أن عتمة بصري لا شيء أمام غمام قلبي.

توقفتُ في انتظار القطار بقلبٍ يرتجف ليس على ما فعلته في المطعم بل ما يحدث بي من مصائب وبذكر مصائبي لاحظتُ بعض الهمسات وابتعاد البعض عن نطاقي، ألتفت حولي لأبصره يقف جواري يضع يديه في جيوب بنطاله وكأنه ينتظر القطار كذلك.

عقدتُ حاجباي أرمق رالف شزرًا ليرفع حاجبيه وكأنه استوعب وجودي الان فقط، نمسات الهواء ضربت أجسادنا مِن رسو القطار في مكانه وتفتح الأبواب معلنة عن خروج ركابٍ ودخول أخرين، ولم أتردد للحظة بتخطي السيد الرالف وركوب وسيلتي للمواصلات.

ألتفتُ ابادله النظر حيث تمتم بشيء بينما تنغلق الأبواب ويتنهد كلانا.

لم أكن أتصور أن عامي الخمسة وعشرون سيكون بهذه الفوضى، وأن رئيس عملي سيكون مُصابر لكي يتحدث معي.

~

_٢٢ من سبتمبر عام ٢٠٢٢ مـ

"أنتِ بخير؟" تساءلت جورجيا للمرة المئة مُنذ ذلك اليوم تُكرر السؤال بينما تمرر يدها فوق ذراعي بحنو، اومأت لها استنشق أنفاسي بينما نقف في انتظار انهاء مارك لتبديل قفل شقتي الجديد مؤقتًا حتى أجلب عامل في الغد.

ولم أذهب للعمل ولا أخطط للذهاب هذا الأسبوع كذلك.

أغلق مارك الباب ثم فتحه أكثر من مرة يتأكد من انه لن يعلق وأعلق في الداخل كذلك، وعندما أنتهي رمقني بعدم إعجاب قائلًا بتدارك. "بكُل تأكيد لم تتناولي المثلجات اليوم."

تجاهلته اسحب أقدامي لِلداخل أجلس فوق أريكتي وتفعل جورجيا المثل تلتصق بي وقد وجدت هذا مريح لكي ابتعد وأضع رأسي فوق فخذيها، رحبت بهذا تداعب خصلات شعري برفقٍ.

هما لم يتركوني، وبالفعل أرادوا التدخل عندما كان والدي هُنا، لكنهم استشعروا انه أمر عائلي لا يجب التدخل به، وقد اشعرني هذا بالراحة أكثر، لوجودهم حولي يهونون علي الأمر.

أنضم مارك بثلاث كؤوس مِن المثلجات ولم يكن بي طاقة مشاجرته على أخذ المثلجات دون أذني، فقط سحبت الكأس اتناوله بصمتٍ، وتتساءل جورجيا. "إذن فقط ذهبتي له المطعم كي تطالبين بحقك من المطعم؟" وأشعر ببعض الرضا لأنه أرسل المبلغ كامل إلى حسابي البنكي دون تأخير لحظة.

آدم جبان، أنا التي استهونت بنفسي أمامه.

اومأت لها ابتلع معلقة كبيرة من المثلجات لأشعر بلساني وعقلي قد شُل مِن قسوة البرودة. قفز جولدي يجلس فوق قدمي وابتسمتُ أمرر يدي فوق فراءهُ الذهبي.

أكاد أشعرُ أنني أُاثر على هذا الكلب، عندما أعود إلى المنزل يظل يقفز حولي بحماسٍ وبمجرد نزول دموعي يهدأ مكانه ويظل ملتصقًا بهذا الهدوء وكأنه يشاركني أحزاني، وتأكد أن مارك مُحق بشأن اقتناء حيوان أليف.

"لكن__" نبستُ باعترافٍ، ويرمقاني الثنائي بأعين واسعة وقلقة لاتنهد. "كدت اعتدي عليه."

شهق مارك بعدم تصديق. "تغتصبينه؟"

جعدتُ ملامحي بتقزز، "لا،" صَحتُ به وتزفر جورجيا الهواء براحة، أردفتُ. "ضربًا بالطبع، لكن رالف منعني."

"رالف؟" نبس كلاهما في ذات التوقيت يتبادلان النظرات ثم يلقونها علي لأقلب عيناي بمللٍ اتذمر لهم بنواحٍ. "لِمَ عليه أن يتواجد في كُل مواجهة مع آدم؟ لِمَ يراني في أسوأ حالتي دومًا يا جورجيا؟ لقد كدتُ أضرب اللعين أمامه بمقلاة ممتلئة بالطعام.. وأمام فتاته أيضًا."

اتسعت عيناي رفقة جورجيا ننبس في ذات الوقت بتدارك. "فتاته؟" لِماذا أشعرُ بالخيانة؟ هو السبب في هذا الشعور أيضًا، جميع الذكور لعناء.

"حتى وهو رفقة فتاة قد اعترف لي! الذكور لعناء بحق." تذمرتُ، وتصحبني لحظة إدراك أخرى، انبس بنفسٍ مسلوب ونتساءل ثلاثتنا. "اعتراف؟"

تجهشت ملامحي اتناول خليط المثلجات بأعين دامعة، وتربت جورجيا فوق ظهري بمواساة، "أنه يعرفني مُنذ ثلاث سنوات!" طالعتُ مارك بعدم فهم، وكذلك جورجيا لعل أحدهم يخبرني أن هذه الأحداث مجرد كابوس سوف استيقظ منه عما قَريب.

عاد مارك للجلوس بأريحية يجيب وكأنه لا شيء. "رالف لا ينسى شيء، أو يسهو عن الأشخاص يومًا، أخبرني ذات يوم كان به شبه مخمور أن لديه مرض متعلق بهذا."

طرفت بعدم فهم لأن يبدو أنني المخمورة لعدم فهمي لأي شيء مما تفوه به مَارك الذي استلقي فوق الاريكة المجاورة يضع قدم فوق الأخرى ويهزها بمللٍ لتزجره جورجيا بسخطٍ كي يتحدث.

حمحم مارك يعتدل في جلسته أسفل نظراتي الدامعة ونظرات جورجيا شزرا نحوه،"لستُ أمين سرّه.. هو ليس لديه آمين سر حتى!" تذمر مارك يرفع كتفيه بعدم معرفة مما يجب عليه فعله.

"أنا لا أتذكره حقًا." صَحتُ من كثرة عصر عقلي لظهور ذكراه، لكن لا شيء، إذا التقيت بهذا الرجُل لن انساه بسهوله، لديه حضور وملامح مميزة للغاية لا يمكن نسيانها بسهولة. لوح مارك بعدم اهتمام. "لأنكِ صاحبة ذاكرة سمكة بينما هذا الرجُل ذاكرته تفوق مقدرتنا على التخيل."

"لماذا شعرت بالاحراج؟" سألتُ جورحيا وتجهش ملامحي أكثر لتأخذني في عناقها وتدفع مارك بقدمها، ربتت فوق رأسي تزيح حزني. "لا بأس، أنا أيضًا شعرت بذات الإحراج."

الإحراج ليس بسبب ذاكرتي، بل لسوء ظني بحديث رالف، كان بإمكانه قول أنه لا ينسى شيء فقط دون أن يخبرني أنني مميزة أو ما شبه!

استقمتُ منتفضة في نية البدء من جديد، فقظ فلنلقي كُل شيء خلف ظهري والبدء من جديد وكأن لم يحدث شيء، لكنني تناسيت جروي الصغير الذي يجلس فوق القدامي وبانتفاضتي تِلك دفعته بقوة عن الأريكة ليقع يئن أرضًا، واصرخ أنا متفاجئة.

"جولدي!"
"جروي الصغير." نبس مارك بأعين متسعة واتيبس مكاني كذلك، اندفعت جورجيا الأكثر عقلًا بيننا تقترب مِن الصغير الذي لا يستطيع الوقوف باعتدال فوق قدميه!

"كُسرت ساقه؟" نبستُ بخوفٍ أجثو جوار جورجيا التي تحاول تهدئة الجرو ويصيح مارك. "أخبرتك أن الجراء عظامها لينة مِثل الأطفال يا هيفين!"

رمقته غاضبة استقيم ويتراجع هو ظنًا أنني سوف أضربه أو ما شبه، لكنني فقط أبدل ملابسي لأخذ جروي الصغير للعيادة البيطرية سريعًا.

اخترت أي شيء عشوائي أمامي على عجلة من أمري، واتخذ معطف الجرو الذي اشتريته حديثًا لجولدي، ساعدتني جورجيا في تلبيس جولدي حيث كلما يئن تنهمر دموعي الصامتة بذنبٍ فادح.

بداية مُشرقة ومفعمة بالحيوية صحيح.

~

"فقط ثلاث أسابيع لأربعة، لا يوجد قلق كبير الكسر ليس بهذه الصعوبة، لأن الجراء لديها ليونة كبيرة." نبست الطبيبة بعدمها وضعت جبيرة صغيرة على ساق جولدي، وتعطيني ورقة بها بعض التعليمات التي يجب أتباعها.

"شكرًا لكِ." نبستُ احاول إزاحة عبوسي، لكن نظرات جولدي اللامعة تشعرني وكأنه يعاتبني، أريد البكاء بقوة لماذا أنا بهذه العاطفية حتى تجاه الحيوانات؟

لا بأس وكأنني كنت اتعامل مع بشرٍ من قبل، لدينا آدم أكبر مثال عن خرتيت البحر مثلًا.

عانقتُ جولدي الذي حرك جسده الصغير ضدي يستشعر الدفء عندما خرجنا لتقابلنا الرياح العتية، على الأقل درجة الحرارة ليس مِثل أمس منخفضة للغاية فقط بعض الرياح، مناخ انجلترا متقلب أكثر مِن مزاجي.

أنها الثامنة مساءًا حيث أسير رفقة جروي ويوجد اثنان يلاحقوني، توقفتُ مكاني بريبة ألتفتُ سريعًا لمواجهة أيًا كان الوغد الذي يتبعني طوال هذه المسافة وبمجرد فعلي لهذا توتر الشاب والفتاة ليرتطموا ببعضهم بدلًا مِن الهرب.

رمقتهم بعبوسٍ غير راضٍ، وتُتمت الفتاة سريعًا تلتقط هاتفها. "نعتذر عن ازعاجك، آنسة جراي."

عقدتُ حاجباي اكبت رغبة في الصراخ عايهم كي يتركوني وشأني، ويضيف الشاب الذي يعدل سترته. "فقد ينتابنا بعض الفضولٍ."

هما صغار رُبما يصغراني بثلاثة أعوام، الشغف والفضول بهم جعل حقدي يتضاعف. "ولستُ الشخص المُناسب لإرضاء فضولكم."

ألتفت مكملة سيري، وتصيح الفتاة كي اسمعها. "السيد رالف تدخل مانعًا انتشار الخبر، أكان سبب الخلاف بينكم في الآونة الأخيرة؟"

مَسحت مواقع التواصل الاجتماعي من هاتفي حتى لا تصلني أخبارًا جديدة عني، لم أعلم انه تدخل أخيرًا مانعًا هذا من التفاقم، ابتسمتُ أمرر يدي فوق فراء جولدي الذي نبح تّجاه الشبان كتحذير من الاقتراب.

مِن أين يثير الفوضى، ومِن أين يمنعها؟ هذا رجُل متناقض أكثر مِني.

فضلتُ السير حيث مكاني المُفضل متجاهلة أمر الشابان كُليًا، أفضل مقهي يصنع المثلجات في العالم، دفعتُ الباب ويرن الجرس فوق رأسي بينما تلفحني رائحة المعجنات والقهوة لابتسم براحةٍ وأشعر بخرخرة جولدي بين أذرعي، جروي يحب المخبزات كذلك.

يبدو الأمر مريب كونه مقهى به كُل شيء، لكن أكثر ما هو مميز به المثلجات، "مرحبًا!" نبستُ لعامل الاستقبال الذي شبه يتشاحر مع زميله في العمل، انتبه عليّ أخيرًا ليحك رقبته بإحراجٍ. "اعتذر، لم الحظ دخولك.. ما هو طلبك، آنستي؟"

ابتسمت أنظر إلى ثلاجة المثلجات أخبره بطلبي. "توت وحليب، وأضف المانجا بمفردها." لعق جولدي فمه لتتسع ابتسامتي وكذلك المُحاسب لحماسة الجرو.

رمقتُ جولدي الساكن بين ذراعي بآسفٍ، أن لم أكن واعية كفاية لم يكن هذا حدث لصغيري اللطيف، تنهدتُ أخرج بطاقتي الائتمانية أدفع الثمن، ولحظة إدراك أن اموالي نصفها يذهب على المثلجات، لكن لا أمانع حقًا.

شكرته التقط العلبة المُغلفة بحماسة وأشعرُ بألم ذراعي لحمل جولدي، ولا يمكنه السير بساقه المكسورة بسببي، تنهدتُ اخرج من المقهى وأردتُ العودة لِلداخل مُجددًا عندما ابصرت رالف يقف جوار سيارته أمام المقهى.

رُبما صُدفة، لكن لا يبدو الأمر هكذا عندما استقام ينظر لي، هل يفترض بي ألقاء التحية أولًا؟ أو ما المفترض به الحدوث الان؟

ما العلاقة التي تجمعني برئيس عملي؟ هذا الإحراج سوف يقتلني يومًا. وما يزيدني إحراجًا أنني في أسوأ حالتي حقًا! لِمَ يراني أما أبكي، أو اتشاجر، أو باسوأ ملابس لدي، لماذا دائمًا في اسوأ حالتي وهو في افضلها دومًا.

رفع يديه يشبعهم بين خصلات شعره الزغبية، ويتنهد  باسمي. "هيڨين."

"نعم، سيد رالف." نبستُ برسمية لأكون على الحياد، مُتجاهلة طريقة نطقه للاسم، ومتجاهلة كذلك باقة أزهار التوليب الحمراء التي يمسكها بين يديه.

"أيمكننا التحدث الان؟" نبس بتساؤل، واشحت وجهي امتنع عن ملاحظة ملابسه غير الرسمية وكيف أنها تلائمه كذلك، استنشقت الهواء وأزفره لتهدئة أعصابي التالفة سلفًا. "بشأن ماذا، سيد رالف؟"

أشعرُ أن طريقتي خاطئة كُليًا، وأشعرُ بلسعة عيناي وتظهر الكلمات داخل عقلي عن كوني لا استحق رجُل في مكانة رالف فلنتاين؛ لأنني اقل منه مكانة ونفوذ، وأنا التي كان يهابون الحديث معها لكون أبي أكبر مستثمر في مدرستي.

عاد شعور خدش كبريائي وتغلف عيناي الدموع تشوش رؤيتي له، لكن لم يفوت عن سمعي صوت اقترابه، رمشتُ سريعًا أرفع رأسي لعل الهواء يجفف عيناي.

أردتُ الإبتعاد، لكن ما يخلفني باب المقهى الخشبي الصغير لذا رمقته بعقدة غير راضية ليمد باقة التوليب لي نابسًا. "أولًا، اعتذاري لكِ عما أحدثته سابقًا."

رمشتُ مُجددًا،انبس بنبرةٍ هرجت مهزوزة دون إرادة. "لا استطيع."

"لا تستطيعي؟" تساءل رالف بريبة.

"لا استطيع أخذ الباقة، يداي__" لوهلة أردت الضحك على ملامح وجهه بينما ينظر إلى جولدي وعلبة المثلجات المغلفة، لكنه لم يتردد في الضحك يمد يده الحرة يشير بأعطاه شيء مِمَا أحمله، لذا اعطيته علبة المثلجات اتمسك بجولدي أكثر.

"أهذا جروك؟" تساءل واومأتُ. "أجل، لا فعليًا مارك مالكه الأصلي، لكنه أعطاني أياه عندما__" عندما انفصلت عن آدم أردتُ قول هذا، لكنني امتنعتُ حتى لا ابغض جروي الصغير، لذا نبستُ بتنهد. "أنها قصة طويلة."

هز رالف رأسه بتفهمٍ، وقبل أن يقول شيء تساءلتُ أنظر إلى باقة الأزهار. "لماذا ليست البيضاء؟"

"ماذا؟" استنكر سؤالي واشرت إلى الباقة. "تبدو كشخصٍ يهتم بالتفاصيل، سيد رالف. لذا لِمَ التوليب الأحمر وأنت تقدم اعتذارك؟"

ابتسم ينظر لي بأعين زيتونية تلمع بزهوٍ أثر انعكاس أضواء المقهي عليها، "لا أظنه سهوٍ هذه المرة." تمتم بخفوتٍ، وشعرتُ بنفسٍ يُسرق مِني فجأةً، ابتلعت رمقي ويسترسل بكُل بساطة. "سيظل التوليب رمز العاطفة حتى وإن كان باللون الأبيض، هيڨين."

هو لا يلقى بصنارته في اي مكان عبثًا، ويكمل لا يعطيني فرصة مجادلته. "إذن هل تركبين السيارة هذه المرة، آنسة جراي؟"

"لا، لن أفعل." نبستُ بعداء، ويتذمر هو. "هيڨين!"

هل يستمتع بنطق اسمي؟ طرفتُ باستنكارٍ ويفتح باب سيارته يضع المثلجات والباقة كرهنٍ رُبما، ويعود في نية أخذ جولدي، لكن جروي الصغير نبح وعانقته أكثر امتنع عن اعطائي له، ارفع ذقني وأركب بمفردي بينما اتمتم بانفعال."يفضل أن تمنع المهووسين بك من نشر شائعات أخرى."

ابتسم بجانبية ورفعتُ حاجبًا لهذه البسمة، ركب هو الآخر ووضعتُ جولدي فوق اقدامي ليئن وأعقد حاجباي بحزنٍ عليه.

"ما به؟" تساءل رالف يرمق جولدي بجانبية.

"كُسرت ساقه." نبستُ أمرر يدي فوق جولدي، ويجعد رالف ملامحه."سوف يلتئم سريعًا، مجرد اربعة أسابيع، ما زال جرو."

رفعتُ حاجباي بإعجابٍ لمعرفته بشأن هذا، "لديك جراء؟" لم أمنع سؤالي انبس به بلا تحفظ ويجيب هو بسلاسة وبسمةٍ زينت وجهه تظهر لي خسف وجنته ذات اللحية الخفيفة. "اثنان، لكنهم كلاب ضخمة الان، يجب أن تريهم يومًا."

أرى ماذا؟!

"سيد رالف،" نبستُ بعدم إعجاب لهذا الوضع. "كيف علمت مكاني؟"

عقدتُ حاجباي استشعر لفحة الغضب من الفكرة التي طرأت في بالي."هل تتبعني؟ أم أخبراك الشابان الذين يلتقطون لي الصور أينما ذهبت؟"

"مَن؟" تساءل رالف بعدم فهم، وانفعل أكثر هل يظن أن حياتي الشخصية لعبة؟ "وتتساءل؟ يا سيد حياتي الشخصية ليست عمل سينمائي يسمح للجميع بمشاهدته، أتظن هذا طبيعي؟"

"لا أفعل!" نبس رالف بعقدةٍ مستنكرة،"لقد سألت مارك!"

مارك اللعين، ثم ما الذي لا يفعل؟ أجل هو لا يفعل فقط يثير فوضى الصحافة، لقد كنت هادئة لأيام، والان حان وقت الانفجار العظيم. "إذن ما أمر الثلاث سنوات أو ما شبه؟ كيف علمت أنني في هذا المقهى تحديدًا؟ يا سيد أنا لا أحبذ هذا، سيد رالف هل أنت مهووسٌ بي لهذه الدرجة؟ أخبرتني قبلًا أنني اذكرك بشقيقتك، أسفة حقًا لخسارتك، لكنني لستُ هي، أنا هيڨين جراي."

"لقد كان من الغباء قول هذا." تمتم اسفل أنفاسه يوقف السيارة فجأةً، وتصفعني حقيقة تواجدنا على ذات الجسر مع هذا الرجُل الغَريب الذي على الأغلب ذاق من أنفعالي ما يستفزه أو يجرحه.

"ليس لأجل كامي، كان لأجلك." نبس بهدوءٍ لا ينظر لي، ولِمَ في كُ مرة ينطق بشيء يجعلني عاجزة عن الرد فقط ابحث عن مخرج لاضطراب مشاعري.

تنهد يردف بكُل بساطة. "لدي التوتية، لا أنسى شيء،  وقد رأيتك في أعماق ظُلمتي عزاءً على شقيقتي لتذكريني بها، ولا يمكنني نسيان خفقان قلبي حين رأيتك وكأنني رأيتها مُجددًا بعدما تقبلتُ أخيرًا حقيقة موتها."

ما هي التوتية مِن الأساس، كدتُ اتساءل لكنه أكمل يجعل عقلي وأنفاسي يتوقفون للحظة، لا أعلم هل لأن واقع كلماته تبدو كشيء عاطفي، أم لأنني حاول عدم الوقوع لها لأنني كدت اقتل حبيبي السابق مُنذ أيام وأمر بفترة ليست جيدة بسبب وقوعي في الحب مسبقًا.. لا أنكر مشاعري تّجاهه، لكن هذا يفوقني مقدرة.

"أعتذر لأن بصيرتي حينها كانت معمية عن حقيقة هيڨين جراي التي لا صلة بها بكاميليا فلنتارين ولو بمثقال ذرةٍ."

"ما زالتُ لا أفهم__" قاطعني يؤمي بمعرفة. "اعلم، ما مهية مساعدتي لكِ واقحامك في هذه الفوضى؛ لأنني احببت هذا." ابتسم في نهاية حديثه ينظر لي هذه المرة وكاد فكي يسقط.

"أحببت ماذا؟"

اتسعت ابتسامته يبصر ملامحي ويشير إلى علبة المثلجات. "يفترض بها أن تكون مثلجات، صحيح؟ ألن تذوب؟"

تجهشت ملامحي، انه ينهك مشاعري بحق. "ما الذي تقوله؟ لا أفهم شيء."

"هل إذا أخبرتكِ، أنني كاذب بشأن تشبيهك لشقيقتي وقد ساعدتك لرغبتي بذلك وقد أردت أن أاوكد الإشاعات؛ لأنني معجب بكِ، سيكون كافٍ؟"

عقلي قد اودع استقالته في هذه اللحظة.

______________________

والله يعني شوف، في فصل تاني بكرة
ان شاء الله، بس هيكون قصير بردو.

_مساحة صياح..

_أي تساؤلات، تحليلات، انتقادات، توقعات، اي حاجة آخرها ات، مفيش؟ طب سكة السلامة انا بقي..

_طبعا الفصل مش متعدل كالعادة يعني_

وبسكدة متنسوش تتابعوني علي الانستا يو نو artzyaurora وتشاو.

كُل الحُب _بَزنت.𓃠

Continue Reading

You'll Also Like

540K 18K 37
قصه شيخ عشيره عمره ٣٩ ياخذ فصليه بعمر المراهقه ١٦ سنه بسبب العادات والتقاليد
390K 14.9K 47
رجال آلقوة.. وآلعنف آلغـآلب آلمـنتصـر.. وكذآلك آلعقآب لآ نهم ينقضون على صـيده بــكسـر جـنآحـيهم آي بــضـمـهمـآ آوبــكسـر مـآيصـيدهم كسـرآ آلمـحـطـم آ...
700K 30.8K 39
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...
1M 36.6K 24
افوت بشارع اطلع مِن شارع وماعرف وين اروح المنو اروح ويضمني عنده صار بعيوني بيت خالته وساسًا ما عندي غيرها حتى الجئ اله اابجي واصرخ شفت بيتهم مِن بع...