ست خطوات للنعيم

By auranavy

91.1K 6.5K 5.5K

"سيدة جراي، هل تقبلين شراكتي؟" "لا." ~ رئيس عملها سابقًا، وطواقًا لِمشاركتها الكثير مِن الأشياء حاليًا. هڨين... More

٠ | مُدخل.
١ | انفصالُ.
٢ جنة ام جحيم
٣ | يوم نَحسّي
٤ | الخطوة الأولى
٥ | عشاء عمل.
٦ | الخطوة الثانية.
٨ | شائعة مواعدة.
٩ | الخطوة الثالثة
١٠ | اعتذار واعتراف.
١١ | استقالة.
١٢ | خطوة الرابعة
١٣ | بداية الرحلة
١٤ | ثمالة الحُب
١٥ | وعد عيد الحُب
١٦ | الخطوة الخامسة.
١٧ | مطاردة.
١٨ | ماذا بعد؟
١٩ | ذكرى عالقة.
٢٠ | جانبه الآخر.

٧ | استغليني.

3.6K 261 64
By auranavy

«بسم اللّٰه الرحمن الرحيم»
______________________

_١٦ مِن سبتمبر ٢٠٢٢

"لا، لن ابتاع الخضراوات مِن السوق المركزي، لِنذهب إلى السوق المحلي بعدها، حسنًا؟" نبستُ ادفع عربة المشتريات وأنظر إلى عُلب الحليب بفضولٍ أي واحدة يجب أن اختارها؟

"مُنذ متى؟" استنكر مارك يفتح كيس مقرمشات ويتناول مِنه، تجاهلتهُ أنظر إلى اسعار عُلب الحليب، الكبيرة تُفسد في الاسبوع الثالث واصطر لالقاءها، أما الصغيرة تجعلني أجلب مِنها ثلاثة في الشهر وهذا يفوق ثمن الكبيرة، أما الوسط فهي الأفضل لن اهدر الكثير هكذا.

سحبتُ العُلبة اضعها في العربة وافتح هاتفي اضغط فوق مربع الحليب ليتم الشطب عليه، ويعاود مارك السير جواري متساءلًا بذات الاستنكار. "أين حياة الرفاهية؟ اليس الفارق بسيط بين سعر الخضروات في المركز التجاري والسوق المحلي؟"

كاد يسحب كيس رقائق البطاطس الضخم ليضعه في العربة خاصتي لاضرب يده واعيده مكانهُ وتتسع عينيه يُطالعني وكأنني كائن فضائي ما. "أنتِ لا تُعقلين!"

زممتُ شفتاي بضيقٍ ليس وكأن حياة الاقتصاد تستهويني، لكنني مُضطرة لِذلك. "اسمع! الأمر وما فيه أنني أريد تخصيص جزء مِن راتبي لبدء مشروعي الخاص، تَعلم تصميم الملابس وصناعتها، مشروع الأحلام، وراتبي ازداد بالفعل بعد تثبيتي في الوظيفة، لذا هذه الفوارق البسيطة سوف استطيع تكوين منها مبلغ يساندني دون الحاجة إلى أهلي."

"اوه!" نطق مارك بهذا فقط يضع أصابع المقرمشات في فمه بطريقة بطيئة بينما يطالعني بعينيه الزرقاء تِلك، هززتُ رأسي بيأس فرغم ذكاءه الحاد فـ هو يكون بكامل غباءه حولي، استرسلتُ عن خططتي. "كُل بنس سيكون داعم لي، احتاج مبلغ مالي مُحدد لبداية صغيرة، ولكي استطيع التقدم لاخذ قرض، ثم جذب المستثمرين، وهذا لن يحدث إذا ظللتُ أبذر راتبي على الكثير مِن الأشياء التي أقول عنها رفاهية، يمكنني التنازل عنها في الوقت الراهن، لكي احصل على حياة الرفاهية الحقيقة، مارك."

رمش مارك ببطء يتناول مقرمشاته بصمتٍ ويبتاع خزين بيته كذلك، وأخيرًا توقف عن السير يتساءل بجدية. "هل ستتركين الوظيفة عندما تبدأين مشروعك؟"

توقفتُ بدوري استند فوق عربة التسوق أرمقه بتقطيبة وكأن ما قاله ينافي البديهية. "بالطبع لا! الوظيف ذات عائد مُستمر يمكنني دفع اقساط القرض مِنه، لن أترك الوظيفة حتى ينجح المشروع ويصبح لدي شركة ناجحة."

زم مارك شفتيه يضع كيس المقرمشات جانبًا ويقترب فجأةً ماسكًا كتفاي بقوة وينبس بجدية وأعين لامعة. "هيڨين، أنا فخور بكِ كثيرًا!"

تقوست شفتاي بتأثرٍ مِن كلماتهِ ويقترب ضامًا أياي كدمية يكاد يهشم عظامها يصيح بتذمر. "إلهي، لقد نضجت ابنتي."

تذمرتُ بدوري احاول دفعه بسخطٍ مُمازح، لكن تبًا هو يكاد يكسر عظامي بالفعل هذا سائق الفورمولا لديه عضلات قوية بحق، قرصت جانبه ليبتعد سريعًا يتلوي بيمما يمسك جانبه بملامح متألمة، قهقهتُ اكمل سيري.

"آه، قرصتك تؤلم بحق!" تأوه بملامح متألمة وتزداد ضحكاتي__ فرحًا رُبما، لأن عزيمتي لم تهبط بعد.

"ماذا عن المثلجات؟" تساءل يمسح على جانبهُ ونقف أمام ثلاجة المثلجات، رفعت حاجباي باستنكار ويكون هذا دوره للضحك.

اتسعت ابتسامتي افتح الثلاجة بينما انطق. "المثلجات دومًا استثناء فهي التي ستعوض فقداني للرفاهية."

~

_١٧ مِن سبتمبر ٢٠٢٢

يوم بعد يوم ابذل قصاري جهدي حد الانهاك والسقوط نائمة، أهو هرب أم شغفٌ جديد أصاب به؟

أم راغبة في جذب انتباه؟

تذمرتُ اركل الفراش بقدماي اتذكر ما يتنظرني في الغد والذي بدوره يسبب لي الأرق الان، متوترة مِن المؤتمر الصحفي الذي سيكون فريقي به الوجه الرئيسي لفوز تصميمي وبدء الفريق بتنفيذه بالفعل، ومتحمسة لرؤيته وجهًا لوجه!

شعرتُ بالحرارة ترتفع إلى وجنتاي بمُجرد تخيل عينيه ذات الخُضرة القاتمة لدرجة السواد تنظران لي ببسمته البشوشة المعهودة، إلهي هو جميل بشكلٍ مُبهر!

استقمتُ ادفع الاغطية عني، ليس علي النوم مُبكرًا غدًا عطلة نهاية الأسبوع والمؤتمر في الثالثة والنصف ليلًا، أخذتُ خطواتي تّجاه الثلاجة اخرج علبة مثلجات بالحليب والتوت واخرج بعض حبات التوت لـ جولدي فـ هي المفضلة لهُ.

اشعلت التلفاز اختار إحدى المنصات السينمائية لمشاهدة مسلسل الاقنعة الهزلية، هذا المسلسل شاهدته مرتين قبلًا ومَا زال المُفضل، أعني يكفي النظر إلى أعين تومي فوكين شلبي.

نبح جولدي يركض نحوي، يقفز فوق الأريكة واربت فوق رأسه ألحظ نموهُ لتتسع ابتسامتي وأعطيه حبات التوت مكافئة لنموه دون عوائق تجعلني ابكي خوفًا عليه.

أن الحيوانات الأليفة ليست رفاهية، وليست شيء غريب، أنها كائنات تُلامس وجداننا، تُلامس أرواحنا التائهة، يشعرون بنّا وبقاءهم جوارنا ملاصقين لنا يمدنا بشعورٍ لطيف، شعورٍ ازاح عني ثقل أفكاري السلبية، مجرد ان تنخفض أذنيه بينما ينظر لي أبكي يجعلني ابتسم ليعاود نشاطه ويظل يلتصق بي وكأنه يواسيني.

داعبتُ فراءه ويلتف حول نفسه حتى استلقى جواري لأرفع الغطاء علينا نتابع المسلسل سويًا، واتجاهل العمل المتكدس الذي ينتظرني.

أظل أضع فوق عاتقي مسئوليات وضغوطات دون انجازها، فقط تأجيل وتأجيل والبقاء ساكنة دون فعل شيء، لا أنا انجز عملي ولا أمارس هواياتي فقط هكذا اشاهد التلفاز بعقلٍ غائب يفكر بكم الأشياء التي علي.

لا أعلم لِمَ في كُل مرةٍ أفعل هذا؟ رغم أن لدي الوقت الكافي لفعل كُل شيء، لكنني أفضل تضيع الوقت، الهروب من المسئوليات وغيرها وفعل اللا شيء.

مِثل الان لا أنا استطيع النوم والاستيقاظ باكرًا لأنهاء التصميم المطلوب، ولا أنا أمارس هوايتي المفضلة مثل الرسم او رؤية مقاطع تعليمية عن الاقتصاد لاستطيع إدارة مشروعي، ولا أنا اتدرب على التقرير الذي سوف أعرضه في الغد__فقط لا أفعل شيء؛ لأنني أريدُ فعل كُل شيء في ذات اللحظة.

وللأسف ليس لدي مئة عين ومئة عقل، ليس لدي ستون ساعة في اليوم، وليس لدي الطاقة تكفي لكُل هذا، لِهذا ها أنا اسقط صريعة كثير من الصراعات حتى أجد الوقت مر مثل هبوب الرياح وما زالت مكاني لم أفعل شيء.

زفرتُ اعتدل في جلستي أمسك رأسي بين يداي، وتلامس اقدامي الأرض الباردة تمدني بالبرودة لعلها تنعشني وتمدني بالطاقة لاستقم، لاتحرك، لعلها تستفز جسدي الدافئ كي اتحرك.

كُلما أقول أنني ابذل قصاري جهدي تصفعني نفسي أنني لا أفعل.

كُلما اتخطي تأتيني لحظة شوق وحُزن على نفسي وما سمحت بالحدوث لها.

كُلما سمحتُ نفسي، اتذكر مهانتهُ ليّ فـ أعاود كُرهي وكُره كُل لحظة بقيتها معهُ.

كُلما شعرتُ بالسوء اتذكرهُ بعدما تعهدتُ على عدم تذكره مُجددًا، بعدما اقسمتُ بالا أفكر بهِ مُجددًا، لكنه صعب ومُهلك، وكأن حقي ضائع في ديجور الفضاء أراهُ يلمع بزهوٍ، لكن لا استطيع الوصول لهُ؛ لقد حطم كبريائي وثقتي.

لا الوقت يشفي ولا الأشخاص تعوض.

كذب مَن قال ان الوقت يمحى آثار الماضي، كذب مَن قال ان الأشخاص تعوض، ها أنا انازع كُل يوم لنسياني الماضي وتخطيه، ومحاولة رؤية التعويض بمَن يحيطوني من أشخاص طيبين، لكن بلا فائدة اعاود البُكاء على ما مضى.

هو سلب مني كُل شيء فجأةً بقسوةٍ ونذالة يتركني أنزف وحيدة ملقية فوق الأرض، ينزع كياني وكبريائي، ينزع حُبي ومشاعري دون آسف__ حتى أصبحتُ مُعلقة في الماضي، في ذكرياتنا سويًا السعيدة حتى تصفعني الحزينة منها، تصفعني بقسوة تذكرني ببشاعتهِ مُجددًا.

لا أنا استطيع مسامحته لتركه يذهب، أو استطيع تخطيه بسهولة وكأنه لم يكن يومًا.

أنه لازمني ثلاثة سنوات، ثلاثة سنوات استيقظ على صوتهُ وأغفو بينما اشعر به يحيطني، ثلاث سنوات أراه أمامي يوميًا يغدقني بالحب والحنان، الدفء واللطافة، لثلاث سنوات كنت سعيدة رغم تخبطي وتكاسلي ومحاولة ايقاف صراع نفسي، وفجأة ينسحب بكُل نذالة يتركني وحيدة.

تنفستُ بصعوبة أشعرُ بأنني لم أحقق شيء.

استذكر كلماته القاسية على مسمعي، تعصف داخل وجداني تحطمني أكثر وأكثر، أنا حقًا فاشلة، حتى بعد أربعة أشهر لم انجح في أبسط شيء؛ وهو تخطيه نكرانه وكأنه لم يكن يومًا.

لم انجح في ابسط شيء يعيد ترميم كبريائي المُحطم.

لم انجح في شيء، ولم احقق شيء لي، لقد كان كُل شيء يتمحور حول مَن حولي.

هيڨين تدخل الهندسة المعمارية؛ لأن والدها كان يريد أن يكون مهندس.
هيڨين سوف تتعلم الاسبانية؛ لأن والدتها تحب الإسبانية.
هيڨين سوف تدرس في لندن؛ لأنها جامعاتها مطلوبة في سوق العمل أكثر.
هيڨين يجب أن تفعل هذا ولا تفعل هذا؛ لأن فلان يحب هذا.
هيڨين لا يجب أن تفعلي هذا هذاك لا يحب هذا.

ماذا عني أنا؟

ماذا عن احلامي وما أحُب؟ هل سأظل الدُمية التي يحركها الجميع لتلبية مبتغاهم؟ ماذا عن طموحي؟ ماذا عن عمري الذي يمر في مهب الرياح وكأنني لم أحيا يومًا؟

أظل اكذب ذاتي، أظل اقنع نفسي أنني أحب هذا واكره ذاك، أنه لا بأس__ لكنه كُل البأس انا لا أحب هذا ولا اكره ذاك، أنا العكس تمامًا ولا أحد يدرك هذا. لا أحد يدرك أنني ضحيتُ بشخصيتي لأجلهم ولم احصل يومًا على ما أريدُ رغم تضحياتي.

خمسة وعشرون عام من اللا شيء.

خمسة وعشرون عام أركض بلا هوادة ولم احقق شيء واحد يرضى ذاتي.

هو محق أنا فاشلة، هو لم يكذب أنا فاشلة، لكنه لعين لم يجب عليه قولها بهذه الطريقة، لم يجب عليه صدمي بوقاحة، لم اطلب رأيه ليخبرني ماهيتي، لم اطلب رأيه فـ لِمَ يخبرني؟

بأي حق اولته نفسه ان يدخل حياتي ويخرج كما يشاء؟

زفرتُ الهواء بصعوبة أشعرُ بثقل روحي، وكأن أحدهم يضيق خناقي أكثر وأكثر يشعرني بكم أنا حمقاء لا تستحق العيش.

فـ لماذا أعيش ولا يوجد هدف من وجودي؟
ماذا تعلمت ولِمَ تعلمت أن لم استفدت من علمي مثقال ذرةً؟

ماذا أفعل في حياتي؟
وان لمْ أفعل لِمَ أنا ما زالت على قيد الحياة؟
كائن يعيق، يعركل، لا فائدة ترجو منه، لا شيء على الإطلاق افتخر به.

وظيفة لا أحبها، شهادة لا استحقها، عالم باكمله لا يماثلني، لا شيء يشبهني، ولا شيء يشعرني بالحُب والروعة، لا مكانٍ استحقهُ ولا عيشة تُريحني.

أنا لا استحق هذا، أنا استحق أفضل من هذا.
أحلامي كبيرة للغاية وأنا أمامها ضئيلة جدًا، رغم مد يدهم لمساعدتي لتحقيقي هذه الأحلام، لكنني دومًا أرفض لقولي أنني لا احتاج مساعدة احدهم__ تبًا أنا في حاجة ماسة مساعدة تنتشلني من بئر الظُلمات الذي وقعت به.

لقد ظننتُ عندما أصبح ناضجة ستكون حياتي ناجحة، لن تكون بهذا البوؤس، لم اتخيل قط أن اجلس هذه الجلسة أبكي بصمتٍ على ضياع روحي رغم بقائي على قيد الحياة.

من متخرجة من كلية الهندسة المعمارية إلى موظفة درجة رابعة في شركة ضخمة حيث تكون مكانتي لا شيء بباقية الوظائف، عضوة في فريق بسيطة في شركة ضخمة، نجاحي لا شيء.

هذا لا يعتبر نجاح حتى، هذا لا شيء، لم يكن هذا توقعي، ولم تكن هذه بصيرتي عن مستقبلي.

هذا ليس مكاني، هذا لا يطابق مكانتي.
لا الوظيفة ولا عملها يطابقني.

يا شيء البسيط، يا حلمي الصغير، يا كبريائي المحطم، يا روحي التائهة،
آسفي لكم، ألف آسفٌ لنفسي، ألف اعتذار خالص
على ضياعي، آسفي لذاتي الضعيفة.

نظرتُ إلى هاتفي الجديد انظر إلى قائمة الارقام المسجلة، لا يوجد شخص استطيع مهاتفته الان، لا شخص استطيع الاستنجاد به لعله يهدئ روعي، لعلي استطيع استنشاق الهواء براحةٍ، تجمعت الدموع في عيناي تمنعني من رؤية الاسماء المسجلة. حتى أمي لا استطيع مهاتفتها الان ستكون نائمة وستقلل من شأن شعوري.

اصدقائي رفقة بعضهم لا استطيع تفرقتهم بأنانية لأنني أعاني من افكارٍ متخبطة وكأنني مراهقة تشعر بالتشتت وفي صراعٍ مُبيّن.

تَركتُ الهاتف انكمش فوق الأريكة اضم الغطاء إلى جسدي أكثر ويقترب جولدي من قدمي ليمدني بالدفء أكثر __ احاول التركيز على تنفسي، العدد، النظر إلى أي شيء لعلي اهدئ واتناسي، لعلي أنام قليلًا ويتوقف تفكيري عن العمل بهذا الجهد الذي ينهكني.

ما الذي أكونه وأنا لا استطيع السيطرة على نفسي حتى؟

~

_١٨ سبتمبر ٢٠٢٢

أغمضتُ عيناي مُستسلمة لوضع المنسقة بعض مستحضرات التجميل التي تلائم معدات التصوير، ابتعدت أخيرًا تنطر لي مُبتسمة برضى. "أنتِ جميلة."

ارتسمت ابتسامة مُعدية فوق شفتاي أشكرها بخجلٍ، واستقيم أعطي دورًا لرفاقي، وانظر إلى المنصة التي سأقف فوقها وأمامي مئات الأشخاص المهتمين بمجال التصميم والعمارة.

رالف فالنتاين رئيسنا، يجلس بكُل راحةٍ واعتيادية يتحدث مع الصحافة بلباقتهِ المعهودة، وشعرتُ بالانبهار والغيرة حقًا، كيف يمكنه أن يكون بهذه المثالية؟

نظرتُ إلى نفسي في المرآه، بنطال عسلي رسمي، وقميص أزرق حريري يظهر لون بشرتي وشعري، ومعطف يلائم لون القميص بدرجة قاتمة، ولكون القاعة مزودة بمعدل حرارة سوف اتخلى عن المعطف.

صفق الحاضرين ويخرج المهندس فيليكس ونخلفه الفريق اثنان من المهندسون واثنان من المتدربون الجُدد الذي تم تثبيتهم حديثًا.

عيناي مسخت القاعة سريعًا بحثًا عن مارك وجورجيا، لكن سقطت قلبي صريعًا أجده بين الحضور__ آدم.

نظري انتقل سريعًا حيث رالف الذي يُطالع الفريق ببسمةٍ صغيرة، لِمَ هذا اللعين يجلس في الصفوف الأولى؟ أردت الصراخ في وجه رئيس عملي بذلك، لكنني فقط طرفتُ سريعًا أمنع إظهار لمعة عيناي.

بادلني النظر وعقدتُ حاجباي لا استطيع إخفاء حقدي وغضبي عندما ابتسم رالف لي. اشحت نظري اجلس فوق مقعدي بصمتٍ.

"هيڨين." همس المهندس فيليكس جواري يجذب انتباهي، "أنتِ تَرجفي!" نبس ينظر إلى يدي التي ابسطها فوق فخذي.

زممتُ شفتاي باحراجٍ اقبض يداي وابتسم له هامسة بدوري. "انا فقط متوترة قليلًا."

"أنه مُجرد مؤتمر يا هڨين، هوني على نفسك." شجع يقبض يده بينما يبتسم بلطافةٍ، اومأتُ له بشكرٍ وانظر إلى باب القاعة حيث من المفترض مارك وجورجيا القدوم، لكنهم تأخروا كثيرًا.

اخفضت نظري عن الحاضرين أعيد خصلات شعري لِلخلف بتوترٍ أشعرُ بضغطٍ رهيب يحيطني مِن كُل جانب، ونظرات رالف التي تقع فوقي بين الحين والآخر ستجعلني على الحافة، أشعرُ وكأنني عارية تمامًا أمامه وهذا يزيد حرجي أضعاف.

أما اللعين الاخر يضع قدم فوق الأخرى ولم يبعد عينيه عن خاصتي لبرهةٍ، وكأنه أتى عنادًا بي كي يحرق مشاعري أكثر.

وكأن العالم يتأمر على أضعافي، أعني لم أعرف يومًا ان شريك آدم هو رالف الذي بدوري سوف أعجب به عندما انفصل عن آدم! والمُبهر أنهم يجتمعون دومًا في وجودي.

سقطت ملامحي التي احاول التماسك بها ابادله النظر دون أن يرف لي جفن، لعله يدرك كم الحقد والكره الذي اكنه له هو فقط عن باقية الخلق.

آدم العين.

أبعدتُ عيناي عندما ابتسم ولسعتني عيناي أنظر إلى مارك وجورجيا الذي يدخلون، وابتسم أنا بدوري أشعرُ بالراحة لوجودهم، اقتربوا أكثر ليلاحظوا وجود آدم وتنظر جورجيا لي سريعًا بعقدة ضخمة بين حاجبيها غير معجبة اتسعت ابتسامتي لأجلها أظهر عدم تأثري به لها، وأجيب نداء المهندس فيليكس لأقول كلمتي.

"أنه تصميم هڨين في الواقع، هي لديها تفكيرٌ رائع حقًا." نبس فيليكس يشير لي وابتسم له.

"لكن مثلجات؟" استنكر الصحافي ويضحك الفريق وكذلك رالف، ويظهر في الخلفية التصميم المعدل الذي ساهم الفريق بأكمله في صنعه، وبعض الصورة لبدء تنفيذه، ابتسمتُ ببعض الحرج أجيبهُ. "إذا نظرنا إلى أرض الواقع سنجده تصميم عادي، المُلهم هو الغريب فقط."

"هذا صحيح." نطق رالف، ويسترسل عندما نظر له الصحفي مُجددًا. "الأعمدة المتفرقة عادية، لكن قول هيڨين بأنها ذوبان المثلجات فوق قطعة البسكويت؛ هو الشيء غريب هُنا." ضحك في نهاية حديثه واتسعت ابتسامتي لرؤيه نظرة الإعجاب التي ألقاها إلى التصميم.

"أنه ضمن الأبنية الرئيسية لعام ٢٠٢٣ هل سيكون منتجع سياحي مثل العام الفائت؟" تساءلت صحافية أخرى توجه سؤالها إلى رالف الذي اخفض ناظريه بتفكيرٍ وكأنه لم يقرر بعد، لحظاتٍ تمر مثل ساعات علي أنا والفريق، إجابته سترفعنا أو ستخفضنا بكُل سهولة إذا فقط الاح في حديثه انه غير مهم مثل الباقية.

"لم تقرر الإدارة بعد، لا أريد ان نستبق الأحداث فـ رُبما يكون المبنى الرئيسي للعام." نبس ببساطة واجابة محايدة، لكنها مثل قنبلة والقاها علي انا والفريق ببسمةٍ لطيفة تزين ثغره، لولا الكاميرات والسبق الصحفي المتواجد لقفزت أنا وفريقي نتبادل العناق فرحًا.

كون المبنى سيكون رئيسي لشركات فالنتاين هذا يعني الكثير لنا كمهندسين معماريين، فرصة التحاقنا في شركة أخرى برتبة أعلى ستكون مبهرة، وكأنه ترويج ممول بختم فالنتاين.

نظرت إلى مارك وجورجيا اشاركهم فرحتي وتحاول جورجيا امساك يد مارك حتى لا يصفق بقوة ويحرجها، همست رودي جواري. "هل يمكنكِ قرصي؟" لبيت طلبها بصدرٍ رحب اقرص يدها خفيةً وابتسامة فرحة تشق وجهي انظر إلى جورجيا ومارك__ وآدم.

لعله يدرك أنني لستُ فاشلة حقًا، أنا فقط تكاسلتُ قليلًا.

~

انتهى المؤتمر ووقف المهندس فيليكس أمامنا يعدل نظراتهُ الطبية وينطق بفخرٍ. "فتيات، هنيئًا لنّا."

رجت رودي جسدي فجأةً تعبر عن مشاعرها الصاخبة. "أنه بفضل التصميم الذي سخرت منه، أنا اسفة!" عانقت ذراعي وضحكتُ احاول ابعادها بلطفٍ فتكاد تكسر ذراعي حقًا.

"رودي، لستُ غاضبة، ابتعدي!" صحتُ في النهاية عندما كادت تكسر ذراعي، انها صاخبة في كل شيء حتى تعبيرها عن مشاعرها.

"هڨين، أتعلمين ماذا يعني هذا؟" تساءلت ايليا وعقدتُ حاجباي بعدم فهم ليسترسل فيليكس بنظرة متعالية وكأنه غير مبالي بالأمر. "إذا تم اختيار التصميم ليكون المبنى الرئيسي ستحصلين على ترقية فورية تنقلك لمكانة أخرى!"

أعرف هذا، لكن رُبما من الصدمة لا استطيع التصديق!
رائع حقًا، لا هذا أكثر من رائع.

ضحكتُ بخفة أعيد خصلات شعري للخلف بنرجسية مزيفة للمازحة. "أعلم، وهذا سيجعلني لن أري وجوهكم عما قريب، سوف اشتاق لكم كثيرًا حقًا يا رفاق."

ضحكت رودي ساخرة. "ها أنتِ ذا لم تحصلي عليها بعد وتتنرجسي."

"مِن حقها." ألتفت حيث جورجيا التي نبست تتأبط ذراع مارك، ابتسمت للفريق انسحب ذاهبةً إلى أصدقائي واخوتي وتنطق جورجيا ترمقني باعجابٍ. "تبدين مُذهلة."

لوحت أدعي الخجل ويربت مارك فوق رأسي. "انظري يا جوري طفلتنا كبرت حقًا." قوست جورجيا شفتيها بتأثرٍ واضح وتقرص وجنتي بلطافة واتذمر أنا انفض ايديهم وارتدي معطفي لأسير جوارهم. "احتاج عُلبة مثلجات كبيرة لاحتفل."

"يوجد مقهى افتتح جديدًا في الحي العاشر، لنذهب له." اقترح مارك يتأبط ذراعي وذراع جورجيا يوجهنا للخارج، ونفيتُ معترضة اخرب خططه. "لا، أنا فقط أريد العودة للمنزل، لقد تعرضتُ لضغط كبير بحق، احتاج البقاء في منزلي اسبوعٍ على الأقل."

احتاج شحن طاقتي لاستطيع الخروج لمواجه البشر مُجددًا.

"هڨين، لا تمزحي!" تذمرت جورجيا، وخرجنا من مبني المؤتمرات حيث السيارات مصطفة وكذلك سيارات الأجرة.

وقفتُ أمامهم مُصرة على قرار العودة إلى المنزل والبقاء بمفردي مع علبة مثلجات كبيرة فوق أريكتي اتابع افلامي المفضلة. "وقتًا اخر، لكن اذهبوا أنتم واستمتعوا، هيا."

دفعتُ كلاهما بحسمٍ ويتذمرا، لكن في النهاية امتثلا للأمر لأنني لا اتراجع عن قرار العودة للمنزل أبدًا. لوحت لهم ببسمة واسعة ليرمقاني بنظرة غاضبة ويحاول مارك سحب جورجيا حتى لا تعود وتسحب خصلات شعري تجرني للمقهى.

تنهدتُ أشير إلى سيارة أجرة وأقف اضم المعطف إلى جسدي حيث الطقس المتردد أكثر مني قرر اليوم أن يكون عاصف.

"هيڨين."

ابتلعتُ رمقي اثر نداء آدم، لم اطرف ولم ألتف بقيتُ مكاني في انتظار وقوف سيارة الأجرة أمامي، اسمع خطوات حذاءه تقترب من مقبعي وينبس باسمي مُجددًا. "هيڨين."

"لا أريدُ سماع شيء." نبستُ دون النظر لهُ واقترب من سيارة الأجرة افتح الباب، لكنه اقترب يغلقه مُجددًا ويقف قابلتي بشيءٍ مِن الاصرار. "انا فقط أريدُ الاعتذا__"

قاطعتهُ باصرارٍ كذلك، اقبض يداي بعزيمة استمد منها القوة، انبس بحدة ونظرة غاضبة تجاهه. "قُلـت لـا."

رمقني بعينيه العسلية بعدم رضى وعتابٌ بكُل تبجح يرمقني بهذه النظرات وكأنني المُخطئة هُنا، ينبس بهدوءٍ يحاول جعلي استمع له. "استمعي فقط__"

"أخبرتك أنها لا تُريد."

ألتفتُ أثر صوت رالف الذي وقف خلفي، حرارة الاحراج تلبست جسدي وكذلك لسعتني عيناي، ارمقه بأعين واسعة__ لِمَ يتدخل؟ رغم أنني سعيدة برؤيته قُربي، لكن ليس كُل مرة يكون بسبب لعين مثل آدم!

كاد آدم التحدث ليرفع رالف يدهُ وما زال يقف خلفي، ينبس بذات هدوءهُ ونبرتهُ الرخيمة يشعرني بصغر حجمي في المنتصف. "سيد آدم، رجاءًا ابتعد عنها."

اتسعت عيناي أنظر لهُ سريعًا، احاول استيعاب أن رئيس عملي يخبر حبيبي السابق بهذا! أشعرُ بعقلي يكاد يتوقف عن العمل قريبًا.

ابتسم رالف يغلق باب السيارة هو هذا المرة ويطرق فوق النافذة يؤمي للسائق بلطفٍ. "نعتذر لا نحتاج سيارة أجرة."

اومئ الرجُل لهُ ويستقيم رالف يعدل بذلتهُ وينطق مبتسمًا لي. "سوف اوصلك أنا، آنسة جراي."

طرفتُ ببطءٍ احاول اخراج سؤالًا واحد أو قول اي شيء، لكن الصدمة تلجم لساني ولا استطيع فهم ما يحدث تمامًا.

"هل ستذهبين مع السيد رالف؟" تساءل آدم يرمقني بعدم إعجاب وتقطيبة متضايقة، ويتجاهل رالف سؤاله يوجهني. "مِن هُنا."

ابتسمتُ لآدم بجانبية ألتف للسيد رالف بينما أجيب آدم. "ليس لك دخل بعد الآن."

ترجل السائق يعطي المافتيح لرالف الذي فتح لي الباب ينظر ليّ بانتظار وأنا فقط لا أعلم كيف اصيغ له الأمر أنني أريدُ معانقته والانتحاب مُجددًا، لكن بحق الجحيم أريدُ الانتحاب لهذا الموقف البشع، وأمام الجميع؟ هذا فقط محرج.

لا أحب النظرات تضعني أسفل الضغط، الصحافة من جانب، وآدم من جانب اخر بينما رالف يقف قابلتي ببسمةٍ بشوشة تجعلني عاطفية أكثر وأكثر.

بمجرد انطلاقه بالسيارة افرجت عن لساني بالكثير من الاسئلة. "لماذا فعلت هذا؟ أعني شكرًا لك كثيرًا، لكن ألا تقلق عن كون الصحافة سوف تسيء الظن بك؟ إلهي هذا سيجعل الموظفون يتحدثون عنك__ وعني؟ لمـاذا تُساعدني؟"

"استرخي، هيڨين." نبس ببساطة ولم تنخفض ابتسامته للحظةٍ.

انخفضت اكتافي اضم يداي إلى حضني بشعرر الحرج وأنني أثقل كاهله، شعور بشع يتوسط صدري ورغبة عارمة بالبكاء، نبستُ بخفوتٍ. "أنت رئيس عملي__ وأنا لا أريدُ وضعك في موقف حرج."

قلل سرعة السيارة يقود بروية ويتساءل بعدم فهم. "أي موقف حرج؟"

قطبتُ حاجباي من برودة انفعاله، أليس هذا ذاته الشخص الحريص على عدم ظهور حياته الشخصية أمام الصحافة؟ وهو كذلك ذو الماضي والحاضر المجهول فقط أعماله التي تظهر ليس أزيد أو أقل والان يتحدث وكأنه لا شيء؟

"سيد رالف، الا تدرك ما فعلته مُنذ قليل؟" تساءلتُ بعدم فهم كذلك، بالمعنى الحرفي لا استطيع فهم ما يحدث، وهذا يزيد ضيق صدري أضعاف.

"ابعتدك عن شخص مهوس بكِ! لذا استحق الشُكر، صحيح؟" نطق ببساطة وينظر لي لعله يرى إجابة أخرى لدي، زفرتُ الهواء احاول تمالك أعصابي، رُبما ليس لديه خبرات بهذا الاشياء، لكن بحق الجحيم الأمر __ لا استطيع صياغته أقسم.

"هذا لأننا نعرف الحقيقة، سيد رالف!" صحتُ أفقد أعصابي، استرسل بينما الوح بيدي بتفسيرٍ لعله يدرك ما سوف ينشر في الغد كسبق حصري متجاهلين المؤتمر برومته. "لكن الصحافة، والموظفون لا يعلمون، فقط سيرون أننا__ اننا نتواعد__ ونذهب إلى موعد!" وضعتُ يداي فوق وجهي أخفي حرجي واحاول تمالك أعصابي.

بسط شفتيه بتفكيرٍ، وسرعان ما يبتسم ينظر لي. "أهذا موعد؟ جيد."

ألتفتُ بكامل جسدي أكاد اصرخ فاقدة عقلي، أنا انازع حتى لا أظهر الوضع هذا بصورة واضحة كفاية منعًا لِلاحراج وهو يقول جيد؟ "بحق الجحيم، سيد رالف لأي مدى أنت تمازحني الان؟"

بادلني النظر كذلك يتوقف في إشارة المرور ويستريح في جلستهُ أكثر يضع يده فوق فخذه والأخرى فوق عجلة القيادة. "لا أمزح!"

اتساع عيناي جعله يضحك بخفة وينظر أمامه هازًا رأسه، هل هذا حُلم أم سأجد غيلان الآن ويتحول إلى كابوس؟ رُبما لم استيقظ بعد؛ لأن هذا يفوق مقدرتي على التخيل!

"ألا تُودين مواعدتي، آنسة جراي؟" تساءل ينظر لي عن كثب، يلجم لساني بتساؤلهُ، يجعلني أكاد أذوب في مكاني من الضغط والاحراج، هذه أحداث كثيرة دفعةً واحدة على عقلي وقلبي الصغير، حتمًا هذا سيقودني للجنون.

أنا فتاة صغيرة ما زالتُ في مقتبل العمر لم أفعل الكثير بعد، ما زالت لم أحقق أحلامي أقسم.

"سيد رالف، لا تكن لائيم." تمتمتُ بخفوتٍ أشعرُ بالتلاعبِ، أضاء اللون الاحمر في اشارة المرور لتوقف المارة وينطلق بسيارته الفارهة وتتسقط دموعي بلا مقدرة على التحمل انبس بخفوتٍ. "سيد رالف، دعني اذهب بمفردي."

إذا كان يستمتع بوقته قليلًا معي، فهذا سيء جدًا، هو لا يدرك مشاعري ولن يدركها، المسافة بيننا بعيدة، بعيدة للغاية وسُبل طُرقنا ليست واحدة أبدًا، هو من عالم وأنا من آخر، إذا كان يستغل مشاعري المرتبكة والمرهفة بسبب حبيبي السابق، فـ هو حتمًا سيجرحني أكثر.

كثير من الأفكار السيئة تعصف داخل رأسي تؤكد لي تدمر ثقتي تمامًا.

لا أحب البكاء أمام أحدهم، ولا أعلم لِمَ دومًا يكون متواجد في كُل مرةٍ أفقد بها السيطرة، دومًا يكون متواجد حينما تتساقط دموعي حسرةً على حالي.

"سُحقًا!" تمتم يأخذ ملف سريع يجعل بعض السيارات تأخذ فرامل وترتفع الابواق تذمرًا، اوقف السيارة فجأةً ويتساءل بهدوءٍ يمرر لي بعض المناديل الورقية. "لِمَاذا تَبكين؟"

هذا غير صحيح، هذا غير صحيح بحق الجحيم، رئيس عملي لا يمكنه ان يكون بهذا القُرب.

"لِماذا تَفعل هذا؟" تساءلتُ بانتحاب، رفع حاجبيه يطرف في وجهي ببطءٍ، ويتساءل بدوره بعدم فهم. "ماذا فعلت؟"

انتحبتُ أكثر افرج عن دموعي، لا بأس لقد بكيتُ على كُل حال واي محاولة لكبت رغبة البكاء تلك ستبوء بالفشل حتمًا، لا أهتم بنظرته نحوي فـ على الأغلب قد تدمرت منذ زمن.

"انتظري هنا." نبس يترجل من السيارة دون سماع ردي حتى، هذا غريب، غريب لدرجة لا استطيع استيعاب شيء وكأن تروس عقلي توقفت عن العمل.

قضمت اظافري بتوتر أجده يدخل إلى محل في الجهة الأخرى، هل يمكن أن يكون منحرف؟ هل سيعرض علي قضاء ليلة معه؟ هل هو مثل السيد جراي من فيلم خمسين ظل؟ انتحبتُ اضم المعطف إلى جسدي أكثر.

هل اترجل واهرب قبل عودته؟ قبل أن أمد يدي لفتح الباب وجدته يخرج ويقترب من السيارة بالفعل، لمَ طريقة سيره مثالية لهذه الدرجة؟ هؤلاء المولودون بمعلقة من ذهب في فمهم حقًا رائعين في كُل شيء.

"لماذا وجهك شحب هكذا؟" استنكر بابتسامة يشعل المحرك، وبالطبع وجهي سوف يسحب منه الدماء بسبب تصرفاتك الغريبة يا سيد رالف!

أخرج عُلبة من الكيس الكرتوني ورمشت سريعًا احاول استيعاب أنه ابتاع لي المثلجات! مدها لي واخذتها باعين جاحظة. "سيد رالف!"

"اتذكر جيدًا أن الشكولاتة والليمون تكون جيدة في مثل تلك المواقف، صحيح؟"

أردت ضرب رأسي بقوة في زجاج النافذة لعلي استفيق، ومُجددًا تتسع عيناي بعدم تصديق من رؤيته يتخذ مسلك اخر غير الذي اسلكه للذهاب إلى المنزل لتعاود افكاري البشعة النهش بعقلي. "هذا ليس طريق منزلي!" تمتمتُ بصوتٍ مختنق اشير للطريق الذي تخطاهُ.

وينظر لي يضحك بخفة. "لن اخطفك يا هيڨين!"

يبدو أن خلايا عقلي توقفت عن العمل لأن هذا أطول حُلم حصلت عليه يومًا، ولم استطيع تمالك تحفظي مع رئيس عملي، لكونه ينافي أن يكون رئيس عملي أساسًا! "أنت لست منحرف، صحيح؟"

"تتابعين الشائعات بكثرة." نبس ببسمة خفيفة.
لا اتابع الشائعات، لكن اتابع الأفلام التي قضت على خلايا عقلي بالكامل.

توقف في منتصف الجسر، هل سيلقيني من فوقه ويستمتع برؤيتي اغرق؟ أهو سادي؟

ترجل من سيارتهُ ويلتف فاتحًا الباب لي، سيتركني في منتصف الطريق ويذهب؟ انتحبتُ وينطق بهدوءٍ وبسمةً لطيفة. "استنشقي بعض الهواء الرطب يا هيڨين."

استند بجزعه ضد السيارة جوار الباب يولي نظره إلى خليج الماء وسماء انجلترا الملبدة بالغيوم والضباب كعادتها، يفتح علبة المثلجات ويبدأ تناولها بهدوءٍ، لذا ترجلتُ أنا الأخرى استشعر بعض الأمان اغلق الباب واستند مثلهُ في لحظات صامتة وهادئة اعطاها لي بكُل بساطة.

أشعر أن تقلبات نزاجي تتغير سريعًا، وفقط تبًا.

"لا أفهم، لِماذا تفعل هذا، سيد رالف؟" تساءلتُ وابتلعت قطعة كبيرة من مثلجات الليمون، ويرفع كتفيه بعدم علم، استرسلتُ. "أهذا بسبب مارك؟ لقد قبلتني في الوظيفة لأجله كذلك."

أردت وضع فرضيات لكي يؤكد لي إحداهم، لكنه نفى يحرك المعلقة البلاستيكية برفضٍ. "لا اساعدك لأجل مارك؛ لأنه أنتِ."

لقد نفى كونه منحرف، ونفى كونه يساعدني بسبب مارك، وهذا يؤكد النظرية الأولى لذا انتحبت. "إذن لِماذا؟" فضولي ينهش جسدي وهو يتواري!

ألتف ينظر لي، نظرةً مطولة وصامتة لا أعلم كيف لكنها جعلتني اهدئ استشعر هدوئه وسكونه في المقابل رغم كونه استفز مشاعري في الدقائق الفائتة بكثرة.

"لأنكِ تذكريني بِها." نبس بخفوتٍ يخفض نظره وابتسامة رقيقة ترتسم فوق ثغرهُ، أيعقل خطيبته السابقة؟ اتسعت عيناي بعدم نصديق ولم امنع تسرب السؤال من شفاهي. "مَن؟"

"فضولية جدًا يا هيڨين." نبس بضحكة ويكمل تناول مثلجاتهُ، زممتُ شفتاي أدرك أنني لن أجني ردّ مِنه، لذا تذمرتُ. "أنت تعلم كُل شيء عني! أعني شجاري مع حبيبي السابق، وكون مارك أقربهم لي، ينقصك تعرف أنني فرنسية الأصل وعائلتي ارسلتني لانجلترة ظنًا أنني سأجد وظيفة أسرع وأحقق أحلامهم." سخرت في نهاية حديثي.

أعني لقد رأي وعرف الأسوأ فـ مَا المانع؟

"أنت لائيم، لا تشاركني." تذمرتُ بمزاحٍ اتخذ راحتي بقوة، وكأنه أحد الأصدقاء المقربون، لكنه صدمني باجابته المختصرة وعدم نظره لي. "شقيقتي."

عقدتُ حاجباي بخفة، هذه أول مرة اعرف ان لديه شقيقة وقبل أن اسهب في التفكير استرسل بذات الهدوء الرخيم. "توفت مُنذ ثلاث سنوات."

زممتُ شفتاي بآسفٍ ولا أعلم ما المفترض بي قولهُ في هذا الوقت، لكن من الجيد أنه يتناول المثلجات الان.

عندما نرى أشخاص يشبهون أشخاصنا المفضلون ننجذب لهم عنوة، نريد الاقتراب أكثر وأكثر لعلهم يعوضون ما فقدناهم، هذا يبدو حزين أريد مواساته حقًا، لكن لا أعلم كيف. "يؤسفني سماع هذا."

"رُبما لن يكون سبب كافٍ لكِ، لكن لا يسعني الوقوف دون تدخل كعادتي وأنا أراها بكِ." نبس ينظر لي هذه المرة، يا رجُل لقد حطمت جميع افكاري عن كونك وقعت لجمالي الخلاب، ويخبرني أنه يراني مثل شقيقته؟ أريدُ الانتحاب هذه المرة بحق.

"لِذا استغليني كما ترغبين." نطق يمازح يبعثر ثقل الهواء الذي مر، وفقط الجملة بإمكانها صنع ألاف والسيناريوهات لاستغلاله حقًا، رفعتُ حاجباي اساير ممازحتهُ. "أيمكنني؟"

اومئ بتأكيدٍ، واتسعت عيناي بحماسٍ. "أعطيني ترقية غدًا تصدم خلايا الموظفون."

ضحك بقوة يجعلني أرفع حاجباي بصدمة، هو حقًا صدم خلايا عقلي الان بضحكته تِلك، كيف لضحكته أن تكون بهذا الجمال المثالي!

تناول المثلجات وما زالت ابتسامة رقيقة مرتسمة فَوق ثغره، رمقني بجانبية وعينيه القاتمة يضيقها تجاهي ويرفع خُصلات شعره الزغبية بطريقة مُلفتة. "لا يمكن للأخوة أن يقعوا في الحب."

شخرتُ ضاحكة بسخرية ألوح لهُ. "سيكون أغرب وأنت رئيس عملي، صدقني."

"غريب قليلًا." تمتم بخفوتٍ وضحكةً صغيرة ينظر لي، وابتسمتُ ابادله النظر بامتنان حقًا، أعني أن لم يحصل علي ويبعد آدم عني بهذه الطريقة لكنتُ انتحب الان فوق أريكتي حتى اغفو مِن التعب.

حمحمتُ بحرجٍ أشيح وجهي وانظر إلى الخليج بينما تداعب الرياح العاتية بشرتي تشعرني بالانتعاش وتهدئ روعي الذي تبعثر بمحرد أن نطق رالف فالنتاين بما لا يجدر به قوله؛ لأنه بكُل بساطة يحصل على قلبي في كُل مرة ويصعب عليّ تحمل هذا.

"عيناكِ سُدُم، هيڨين."

لقد انتحرت روحي من فوق الجسر، البقاء لجسدي المتيبس أمام جمال وعفوية هذا الرجُل، نطقه لأسمي ببسمة في كُل مرة وكأنه يستصيغ غرابة الاسم على لسانه ويستمتع بنطقه يجعلني أكاد من فرط الجمال أذوب.

_______________________

والله والله الفصل كان احسن من كدة بس هو مترقع الصراحة اكمن الواتباد مسحهولي وانا نسيييت الأحداث فحصلي سيكا ايرورر سو نأسف على قلة الجودة!

ونرجع لمرجوعنا ونقول يا رب نلاقي رئيس عمل بطعامة وجمال الواد رالف.

_ازيكم عاملين ايه؟
اتمني تكونوا بخير، واتمني متكونوش فاقدين الأمل والشغف.

_رأيكم في الفصل؟
طبعا فوق التقييم علشان غير كدة هتقمص بقي وهزعل وأنا اصلا عيلة قماصة وبزعل بسرعة اه.

_هيفين؟
لو في اغنية بتمثلها فروحوا اسمعوا انا نجم وعيطوا عليها وعلي نفسكوا يا متخاذل منك ليها

_رالف؟
توب الشهامة معمولة علشانه عمولة، واحب انوه ان هو لسه موقعش في حبها بردو وعرفنا سبب مساعدته ليها، وعرفنا بردو سبب سبب الانفصال عن خطيبيته__ بس دول بتوع الانستا بس الي يعرفوه سو متحرقش يسطا.

_آدم؟
كان حاصر علشان شريك رالف في المطعم اكمن الواد رالف مستثمر جامد جمودة وكدة، واه صحيح هو هيظهر كل مرة علشان نظهر شهامة رالف مش اكتر لحد في اخر حلقة بقي هنعرف ايه الي هيحصل..

_مارك وجورجيا؟
كان في مشهد ليهم جميل خالص بس حذفته علشان مندخلش في تفاصيل ونبعد عن مسار الرواية

_سو أراء؟ توقعات؟ تحليلات؟ ملاحظتكوا لمشاعر هيفين؟ اي حاجة؟ مفيش؟ طب سلا سلام 🚶🏻‍♀️

_مساحة للصياح عادي_

_الفصل مش متعدل كالعادة_

وبسكدة تصبحوا على خير ومتنسوش تتابعوني علي الانستا يو نو artzyaurora لمتابعة التسريبات وما الي ذلك. تشاو.

كُل الحُب _شَفق نَاري. ✨

Continue Reading

You'll Also Like

12.4K 763 29
اجمل الكلمات...الاقتباسات..النصائح + هل تعلم {للراحة النفسية}
16.7K 1.1K 25
من منظور دازاي اوسامو خادم وضيع لدى سيده ثريه تظن انها ستستطيع السيطره علي تظن انها ستبقيني مدى الحياه داخل حياتها لكن مع ظهور مفاجئ في احدى حفلا...
8.3K 433 30
مشاعر أولدها رجلًا بداخل قلبي جعلها مبعثره كلمات و عبارات مُعبره أبجديه مشاعر جعلت من روحي مبعثره أنا هنا و أنتَ هناك و بيننا كلمات تجمعنا رغم هذ...
6.1K 305 34
اقتباسات من الحياة Quotes of Life ▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️ Use Language/ باستخدام اللغة Arab🔄English ▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️ 🟥🟥🟥...