أسرار عروس أكتوبر

By annetryssa

98.9K 5.8K 5.4K

و بما أن الحب يزهر في أكتوبر، كنا تجسيده More

||ما تراه خدعة||
السِّر الأول
|| أميرة مالك الحصان||
|| حقيقة مالك الحصان||
||حفيدة آرماندو||
|| سيدة الرقعة ||

||نذر شؤم||

15.3K 864 745
By annetryssa


                       _________________

_____enjoy_____

"نزول المطر في حفلة خطبة نُذرُ شؤم"

كان الجو باردا، عاصفا هائجا
تماما كما كان فؤادي المتعب الواقع أرضا أمام شرفة غرفتي الزوجية التي نمت فيها وحيدة

نظرت للدُّوريٌ الجميل بين يدي، كان قد وقف على شرفتي يزقزق فأصحاني من نومي على الأرضية الباردة

إنه عجيب كيف لمثل هذا الكائن الهش الجميل أن يهوى البرد والزمهرير ويبني عشه الدافئ في وسط الجليد

مررت يدي على رأسه الصغير فمال على يدي وارتخى أكثر

تنهدت في تعب شديد، الساعة العاشرة والنصف صباحًا، لقد استحممت وغيرت لباسي لثوب أسود  بسروال وقميص أبيض قطني

لم أكن أتوقع أن تقوم حماتي بايقاظي من أجل الإفطار صباحًا، كما لم أتامل أن يفكر أحد في هذه المرأة التي تطفلت على عائلتهم فجأة

ولم أكن أحلم ولا ارغب أن يأتي مارياس لي صباحًا بعد ان هجرني البارحة وتركني وحدي

إبتسامة ساخرة مشفقة ارتسمت على شفتي، الهي رحمتك فالتسعني

ما هذا العبد البائس ؟
أشعر بغبائي يتسلل ليمحو أقل أوجه الثقة الذي حاولت لملمتها اليوم صباحًا

ظننت أني أحكمت ما اردته لكني ما أردته هو من أطاح بي وأحكمني

أين انسحب ؟ بالتأكيد لن أستطيع الهروب لوالدي هو لن يقبل بي
وجدي رجل الفاميليا الأصيل الذي وجد فرصة لبناء الصلح لن يرضى لو تراجعت

كنت افكر في الهروب اليوم لكني تذكرت أيضاً أني سأكون معرضة لجوزيف علنا وسيجدني فورما وضعت قدمي في أمريكا

لم أشعر أني يائسة بهذا القدر من قبل

حملت العصفور الصغير ومشيت به لداخل المكتبة التي سبق أن ذكرت أن مكتب مارياس فيها

كانت دافئة بمساحة كبيرة وفي الأصل اخترتها لأن فيها لسبب غريب شجيرات ووردود تملئها، كان وسطا مناسبا له حتى تتوقف الأمطار
رغم أنني أشعر وكأن هذا الطقس سيستمر أسبوعا مرفقا بثلوج كما هو أكتوبر في روسيا دائما

نفضته عن يدي فطار عاليا واستقر على الشجرة متوسطة الحجم وسط المكتبة

وحينها فقط خرجت وأغلقت الباب خلفي، لم أكن أنوي الخروج لرؤية الخاتم، فقط حين يحضرونه أراه، وليس الأمر كما لو أنهم ارادوني أو تطلعو لرأيي حتى

زفرت مرهقة وأنا أخرج من غرفتي بعدما حملت هاتفي بين يدي

وحين وقفت للدرج المؤدي للأسفل رفعت رأسي للأعلى حيث الطوابق العلوية
لقد وقعت المزهرية من هناك، ولهذا ذهب مارياس ولم يعد

لا أدري مالذي أدى لذلك لكني ممتنة له فقد أخذ ذلك السافل عني قبل أن يقتلني غيضا

طرق كعبي الدرج الرخامي نحو الأسفل حيث الردهة الشاسعة

كانت هناك في غرفة الإستقبال المفتوحة على الردهة خادمتان تمسحان الغبار والأخرى تلمح الزجاج

واستطعت لمح بعض من الرجال اثنين وامرأة يركضون في الحديقة الظاهرة من خلف زجاج الشرف المغلقة

كما رأيت تلك المرأة التي تنزل السلالم للقبو أسفل الدرج

لم يكن المكان ميتا ولا صاخبا أيضا

قصر فارغ بأهله مليئ بالخدم؟ هذا أفضل وصف

كنت اسير بخطوات هادئة رشيقة للجهة اليسرى من القصر، كانت رائحة منبعثة منها فجذبتني لأعلم أنه المطبخ

كان مفتوحا أيضًا على المساحة دون باب، جدرانه بيضاء وتمتد الخزائن المعلقة باللون الأييض والخشب الذهبي من بداية الفرن الضخم لنهاية رخام الأغراض

وفي الوسط كانت طاولة حجرية تلتصق بالأرض وفقها سلة تفاح احمر واخضر وبرتقال

اقتربت حين تأكدت أن لا أحد في المطبخ

وقفت قرب الفرن كانت ثلاث قدور تملئ فواهات الفرن وواحد شاغر

لم أكن فضولية لما داخل القدور، رغم أنني استطعت ادراك رائحة البورسشت، والشاشليك

غداء مغري، لكن ما فائدته دون افطار ؟!

فتحت الثلاجة وبحثت بعيني سطيحا
سحبت حبة خيار وبيضتين وجبنا طبيعيا

اخذت البيضتين ووضعتهما على المقلاة التي كانت على العلاقة بعد وضع بعض الدهن عليها
وحين صارت قريبة من التجهيز اخذت الجبن وتركته عليها

كانت ثلاث دقائق كافية لي لأقطع  الخيار وزيتونا أسودا واضيف عليه زيتا طبيعيا ورشت ملح

وحين انتهيت كان البيض والجبن قد طبخ بشكل جميل، الجبن منصهر على البيض الأصفر ويلمع برائحة من جبال الالب ولبن ماعز شتوي

وضعت كل شيء على الصحن بترتيب لطيفة واقتربت من ماكينة القهوة لآخذ الكوب الذي وضعته ليحضر

ثم كوب حليب دفئته ورسمت شجرة رائعة على القهوة

وها هو الإفطار المثالي

كنت أبتسم بسعادة عارمة ولوهلة نسيت أني في مطبخ رجل كان يخطط لقتلي

رميت الفكرة في مؤخرة عقلي

وركزت على ما بين يدي

سحبت الخبز واخذت أتبعه بما أمامي، حقا أنا فتاة ممتازة في الشكليات وتجيد اصول اللباقة، لكنني وحدي الآن لذلك آكل بحرية

طعم الجبن والخيار مع البيض الساخن خيال

تنهدت براحة حين هبطت أول لقمة في معدتي الخاوية، ليس لأن الكل نساني سأمنع نفسي من الأكل

رن هاتفي مقاطعا جلستي اللذيذة، فأخذته سريعا وأجبت بحرارة

كان هذا الشخص الأول الذي يتصل بي من رقمي الجديد وهذا الشخص كان…

"أين أنتِ ؟ يال الهول كدت أموت جزعا بعدما علمت من خالتك ؟ مجنونة! ما خطبك بحق الرب خالق السموات! كيف يحصل كل هذا اللعنة في حياتك دون اطلاعي؟ وكيف تتجرئين………"

والكثير من الصراخ والكلام الذي يتخلله الشتم والغضب والإنفعال

وضعت هاتفي على المائدة على مكبر الصوت ورحت انهي صحني في حين يستمر هو الكلام

"آلارس، اهدئ لازلت حية وأنا بخير، في الحقيقة أتناول افطارا مثاليا الحين "

صمت ولم يجب
ذهب ولم يعد..دعابة في الإنستقرام

"أين أنتِ"

"في قصر آل دافيير، الليلة خطبتي ومارياس"

كنت أعلم أنه سيأخذ وقتا أطول ليستوعب

"هل قدمتِ نفسكِ لمارياس دافيير عن طيب خاطر ؟"

نبرته كانت جادة عكس ما توقعت من انفعال، أخذت دقيقة من الصمت
في البداية فعلت، لكنني الآن أخضع للأمر الواقع لا غير

"أنا لس.."

"نعم أم لا ؟"

"في البداية نعم ول.."

"الهي رحمتك مالذي فعلته ؟" قاطعني مجددا بصوت غاضب حانق لطالما استخدمه وكرهته

كنت أشك أنه يعلم شيئا

"لماذا ؟ " سألت وتوقفت عن الأكل وأزلت مكبر الصوت ووضعت هاتفي أيسر أذني

"بل أنا أسألكِ لماذا ذهبتِ لمارياس دافيير إيفارلين"

كنت اقرع بإصبعي على طرف المائدة، شعرت بالخجل من نفسي لسببين

أني احببته وآني احتاج اخباره بهذا التفضيل

"تعلم أني أكننت له مشاعرا لسنوات، ثم لقد كان رجلا قويا ذو مكانة وصديق إيان…"

قاطعني بضحكة ساخرة، شعرت بالبرد يتسرب لجسدي من خلالها

"صديق؟ لم تحصل معجزة تجعل من آرماندو ودافيير أصدقاء أبداً ايف"

أخذت نفسا، أعلم هذا، علمته البارحة فقط حين أخبرني الرجل الذي احببت أنه أراد قتلي، لم يكن ليفعل لو رأى أخي كصديق

لكنني أحتاج المزيد من المعلومات لذلك أعرضت عن اخباره ما حدث بيننا البارحة وأضفت بفضول

"أليسو كذلك ؟ لقد كانو دائما معا في الكلية واستمرو كذلك بعدها "

"يا الهي ايف، ربما كانت بينهما مصلحة، لكن الأمر انتهى قبل سنة من الآن، وانتهى بطريقة فضيعة"

لماذا لم يخبرني أحد هذا مجددا ؟

أجل أبي يكره المافيا وأخي كان ليموت قبل أن يطلعني على شيء وابن خالتي الوحيد مسافر دائما ولا يستقر ويتصل مرة في الشهر

كم كان عالمي ورديا

"مالذي حصل بين مارياس وايان ؟"

صمت منتظرة رده

"لا أعلم تماما ايف، لم يخبرني أحد بالتفاصيل، كما أنني لا أظن أني الشخص الذي يحق له اخبارك"

مجددا، أكون جاهلة وسط الجميع

" آلارس، أي فكرة عن ما حدث بينهما لا تتركني جاهلة ارج.."

توقفت عن الحديث بشهقة عالية من الفزع حين شعرت بتلك الأنفاس الدافئة تدغدغ جلد رقبتي، ورائحة المطر وعطر سوفاج المختلط بالسيجارة تدخل رئتي

كان هو من خلفي وهو من جعل جسدي يتجمد
ثم سحب هاتفي من يدي دون قول شيء ودون أن يقف أمام وجهي حتى

كان خلف ظهري وحرارته تتشعب على جسدي

حين ادركت أنه بالفعل ينظر لهاتفي اصابتني لحظة من الإدراك

التفتت له سريعا ونظرت له بغضب جام

كان يرتدي حلة سوداء رمسية وعيناه باردتان على هاتفي

"ايفا ؟ مالخطب معك؟"

سحقا هل سمع ما تكلمنا عنه ؟ منذ متى هو خلفي حتى!

مددت يدي لأسحب هاتفي منه غير أنه رفع ذراعه للأعلى مغلقا الخط في وجه آلارس

"من هذا ؟" سأل محدقا في هاتفي بشرود

"قريبي" أجبت بنفس البرود في محاولة يائسة لضبط نفسي

"قريبك؟ لستِ وحيدة كما أردت حقاً" كانت آخر جملة موجهة لنفسه على ما أظن

"لن أستطيع قتلك دون حصول ضجة حولي الآن، آرماندو سيأتي الليلة أيضاً"

كنت أحدق فيه بعينين فتحتا من الصدمة والدهشة، كيف لشخص ما أن يكون بهذه الجرأة لإخباري أنه لا يزال ينوي قتلي

" سيكون لديك أرقام محددة على هاتفك، أي رقم لا أعلم بصاحبه سأرسله لكِ بأعضاء مقطعة في صندوق بريد"

ثم كان يسحب شريحتي ويحطمها بين إصبعيه قبل أن يلقي الهاتف إلي مجددا

"فهمتِ؟"

"فهمت" أجبته مخفية كل مشاعري وكل احاسيسي غضبي وكرهي وحقدي اخفيت كل شيء وصرت أنظر له دون تعبير قد يدرسه

مارياس كان من النوع المستفز والمهوس بالسيطرة، لذلك اعطيته ما اراده ولم اقاتل، لقد كان متطلعا لي غاضبة وحاقدة

كان ليستمتع بذلك

"أحسنتِ فتاة مطيعة" قال وبسمة متكلفة رقصت على طرف شفتيه محركا هاتفي بين يديه

"آلارس، لايزال حيا، كان يجب أن أنهي امره حين كان في بانول"

شعرت بقلبي ينبض بقوة في صدري وسرعة ضخ الدم زادت لدي، كان الآن يهددني، بطريقة مباشرة دون اخفاء نيته

"كوني حذرة، لا تريدين خسارة القريب الوحيد الذي يهتم بحياتك"

كان ممتعا له أن يخبرني كيف أني وحيدة، لقد أحب فكرة أني وحيدة بجنون، النرجسي يحب الضحايا الصغيفة الهاربة من القطيع
اظنني لقمته المفضلة الآن

ولن انكر أني كنت كذلك لحد الآن

"لا أظن أن قتل شخص ذو علاقة بآرماندو وأنت على وشك مناسبتهم قرار صائب"

كان الارس ابن خالتي، لكنه المخترق الأبرع للفاميليا

انكسر حاجباه بنظرة مميزة تخللها المكر والتسلط، ربما بدأ يراني ك تسلية له
أنا كذلك بالفعل

" لديك وجهة نظر زوجتي" اقترب مني خطوة أخرى فإتلصقت بالرخام خلفي

ربما كنت أكن له نوها عميقا من المشاعر ولا زلت كذلك، لكن النفور منه الآن يتخطى كل عاطفتي

" لكني لست بقاتل هاوي يترك خلفه دليلا"

القتل بالنسبة لي كلمة مروعة، لو رآني جدي ارتعش كالدجاجة بفعل الكلمة التي يُطَبِقُ فِعلها كل يوم لتراجع عن حظوره الليلة حتما

" مالذي تحاول أخذه مني؟"

"ما أستحقه تماما"

جعدت أنفي وسحبت نفسا متقززا مبدية كل أحاسيسي في وجهه غير أنه كان مبتسما على ذلك

مالذي يستحقه واملكه أنا

" إيفارلين ؟ "

تردد صدى الصوت الرقيق في أذني، فرفعت رأسي لأرى كاتيا التي تقف عند مدخل المطبخ، معطف أسود شتوي خشن ووشاح ثعلب يلتف حول عنقها وبين يديها قبعة من ثرو الثعلب أيضاً
وبقربها كانت جوليا تحمل ابنها لوكا وتمسك ليونا بيد أبيها

تبا

نظرت كاتيا بيني وبين مارياس الذي كان الفرق بين جسدي وجسده لايذكر

على ما يبدو فقد انتهز الفرصة ليستمر في تمثيلية المحب الذي كسر حدود العالم

أمسك خصري وقربني إليه محيطا اياي بقوة، أشعر برعشات من الكهرباء ترقص على جلدي وكل فُسحة لمستها راحة يده

"اوه....يبدو أننا قاطعنا شيئا" قالت جوليا بشيء من التسلية وهي تحكم شدها على ولدها الصغير

ونظر لوثاريو نحوي فور كلام زوجته، ومعرفة أن تفكيره قفز لأمر بعيد جداً جعل خدي يحترق خجلا

"لا، في النهاية لقد اخترنا المكان الخطأ" قال مارياس ونظر لي بأنقى إبتسامة قد يراها أي شخص حي، مع سحر العاشق الولهان في عينيه الكاذبتين
كيف يمكنه التمثيل بهذه الإخترافية ؟!

"أليس كذلك يا أميرة ؟" شد على طرف خصري وقربني إليه أكثر

من منظورهم يروننا محبين واقعين في العشق حد النخاع، لكنه فقط أكَن لي تهديدا واضحا إذا لم أجاريه

"كنت أتناول الإفطار ول…"

"ماذا ؟! تتناولين الإفظار في هذه الساعة ؟! " قالت كاتيا بإستغراب شديد وحدقت بأخيها

" قال مارياس انك متعبة بفعل ليلة البارحة لذلك منعنا من ايقاظك بحجة انكِ ستتناولين الإفطار معه"

بدا الأمر أكثر منطقية الآن، ليلة متعبة ؟ أتساءل كيف تفوه بها وجعلهم يصدقونها، لكني لم أتوقع انه سيفكر في تجويعي
هذا مستوى عالي من الجنون

"أجل كنا لنفعل غير أنني قررت اعداد افطار اكثر صحية من المعتاد"

سيكون الوضع مشكوكا فيه لو حسبو أنه لا يعلم عن نوعية افطاري

"اوه فهمت، في المرة القادمة اطلعينا حتى نعد لك ما تريدينه"

لكن مارياس ابتسم بإمتنان لأخته قائلا"لا بأس كان ذلك فرصة لنحظى بموعد مبطخ بيننا "

كانت أعين جوليا تفيض بقلوب الحب مثلما كاتيا تماما، الوحيد الذي لم يخدع هنا هو لوثاريو، الأمر واضح جداً بالنسبة له نظراته لأخيه نظرات تحذير واضح

"هل أعجبك الخاتم ؟" سألت ريجينا التي جاءت من خلف كاتيا ببسمة مزيفة واضحة تتزع قفازاتها الجلديه من يديها
فهبت أنظاري نحو مارياس الذي تغيرت ملامحه فجأة وصارت أقل حماساً بشكل واضح

"الهي ؟ أمي أظنه اراد مفاجئتها!" تكلمت كاتيا لوالدتها بنوع من العتاب غير أن ريجينا بدت سعيدة لأنها فعلت

"حقاً ؟ آسفة لم أكن أعلم "

" كنتم في الخارج ؟" سألت برسمية وخجل من كوني أجري أول محادثة طبيعية معهم

جوليا انزلت لوكا أرضا "نعم اشترينا بعض الأمور الخاصة وفساتين جديدة للحفلة الليلة"

فهمت، على ما يبدوا أخذت حكما مسبقاً عن أخلاقهم لكن ذلك لا يغير واقع أنهم لم يتقبلوني بعد

"أحضرت لكِ هدية صغيرة معي" تكلمت كاتيا بلطفها وابتسامة جميلة على شفتيها، فوجدت ذلك فرصة للإبتعاد عن قبضة مارياس

" حقاً ؟ متشوقة لها" وفور تفوهي بهذا تقدمت مبتعدة عنه رغم أن اصابعه شدت علي بقوة بعض الشيء لكنه في النهاية أفلتني أخيراً

تقدمت من جوليا وهي تسحب علبة بين يديها

"لقد أصرت على هذا اللون مع أني أحبب الأزرق" قالت والدة مارياس متنهدة قبل أن تتقدم حيث كنت أجلس وتتخذ مقعداً قرب ابنها

كان هناك شعور لطيف بعض الشيء أنها فكرت في لون هدية تخصني مع ابنتها

سحبت جوليا ما بيدها فإذا به حذاء ذو كعف كريستالي وعليه خيوط ورود في رحيقها جواهر صغيرة من الألماس ولمعة خفيفة في مقدمته تنتهي عندها بتلة الزهور

" ما أجمله" قلت بإفتتان أقلبه بين يدي، كان لونه الأسود لامعا جذابا وقد يظيف خمس سنتيمترات لطولي

ثم تذكرت ريجينا فقلت بحماس شديد " الهي كان الازرق ليكون خلابا"

انتشر الحماس على وجهه وأجابت تحرك يدها "حتما لقد كان لونه ينعكس على الماس ويطفي زمرُديا، لقد احببته جداً"

لم تكن تتكلم معي الآن كفتاة لا تريدها في بيتها

" هل سيكون أنانيا لو طلبتُ الأزرق أيضاً" كانت ضحكة صغيرة تتسرب من شفتي جوليا فشعرت بخدي يحمر مجدداً

في حين أخذت كاتيا اياه من يدي ووضعته في علبته "لا بالتأكيد أخشى أنه أُخذ بالفعل فقط"

سيكون ذلك محبطا

"لا بأس سأتصل بمارثا حتى لو باعته فستعيده في الحال وتوصله لك" أجابت ريجينا بكل جدية وأخذت الأمر كمهمة حتمية

في هذه اللحظة ابتسمت أيضاً بدى الجو أقل توترا وعرفت أن لحماتي نقطة ضعف اتجاه الموضة وما يتعلق بالقطع النادرة والجواهر

سأتمكن من التقرب منها لو تعمقت في ذلك معها، فقد تشاركنا نفس الهوس على أي حال

" الجميع صاخب " رفعت بصري نحو العجوز آرماني التي دخلت الحين، كانت خلفها خادمتان يمسكان بسترة مطرزة جميلة بين أيديهم

حين دخلت تحولت معالم ريجينا وبدى عليها انزعاج طفيف

" ريجينا أحضري الجواهر وتعالي معي" تكلمت وعيناها علي ببرود واستخفاف
لكني اخترت الإبتسام لها، فقط لأنني لم أرد خوض أي نوع من المشاعر المؤلمة

فعلت ريجينا ما قالته وامسكت علبة صغيرة بين يديها قبل أن تسير للخارج مع العجوز

وما إن فعلت حتى تنهد لوثاريو"أتمنى أن تعذري طباع العمة، ستحبينها لو علمتِ طيبة قلبها "

حقاً ؟ أشك في ذلك

"لقد وصلت" تلكم مارياس الذي كان ينهي كوب قهوتي، قهوتي اللذيذة!

"من وصل ؟" سألت محاولة إلا أرمي عليه حقدي وهو يمسح فمه بمنديل بكل تأني وراحة

"اللذين سيهتمون بمظرهك هذا المساء "

اوه، خرجت مني دون تفكير، رغم أنني لم أكن محتاجة لأحد في الحقيقة أنا جيدة فيما يتعلق بهذه الأمور

لكني أيضا لم اعلق أو اعارض أحاول بكل ما لدي ألا أصطدم به أكثر

الرب وحده يعلم ما سيفعله لو بقينا وحدنا

اقتربت منه سريعا حيث يقف وابتسمت واضعة يدي على هاتفي الذي يمسكه بين يديه
ولأنه بدوره لا يريد اظهار شيء فقد تركه وتركني اذهب

وحين صرت خارج المطبخ وجدت امرأة طويلة ذات شعر وأعين بندقية واسعة قد تكون في اواخر الثلاثينات تقف مع الخدم وخلفها شابتان يحملان حقائبا

حين رأتني ابتسمت بلطف قبل أن اقترب منها خطوات وحينها مدت يدها الي فبادلتها التحية

"ايريكا ساندرو سأعمل جيداً لراحتك سيدة إيفارلين".

.

.

.

دقت الساعة العاشرة والنصف، كنت أنظر لنفسي في المرآة، ثوبٌ قرمزي اللون طويل ملتف حول جسدي، شق من الفخذ للأسفل وشق ظهر أيضا

طقم ماسي حول رقبتي واصابعي وشعرب مصففا للأعلى وخصلات تقع على وجهي

لقد انتهو من العمل على مظهري قبل نصف ساعة، ولكني انتظرت أن يأتي مارياس لا أظن أن لي الجرأة للنزول وحدي

ثم هناك الخاتم، لم يلبسني اياه ولا أريده أن يفعل أمام الجموع كإستعراض

دق على الباب أصحاني من شرودي بتأمل نفسي، نظرت نحوه ثم مرت دقيقة حتى فتح الباب من الخارج

أخذت لصدري نفسا، ونظرت للرجل الذي احببت واراد قتلي

كان يرتدي طقما أسود حالكا وربطة عنق سوادء أيضاً على قميص داخلي مزرر أبيض

السروال قد تناسب تماما على قدميه الطويلتين اللتين ملئتهما العضلات وشعره مصصفا للخلف مبرزا جمال عينيه وحدة ملامحه

ابعدت عيني عنه حين ادركت أنه توقف عن التحديق بي وقرر النظر إلي أيضا ساحبا من جيب سترته علبة قرمزية مرصعة أطرافها بالجواهر

الخاتم إذا ؟

اقترب مني ووقف أمامي، وحينها فتح العلبة ونظر لعيني

"أتمنى أن يعجبك ذوقي" لا أدري هل يسخر مني أم هو جاد

راقبته وهو يأخذ الخاتم من العلبة ويضعها على المنضدة ثم عاد لي مجدداً

كان ينظر للخاتم بين أصابعه وتشكلت إبتسامة على شفتيه، إبتسامة خبيثة وساخرة

"مستعدة لوضع خاتمي يا أميرة ؟" لم أكن أظن أنه سيحب الإستعراض على أي حال هذا أفضل

انتقيت واحدة من ابتساماتي الكاذبة ومددت له يدي اليمنى

وحين أخذها بين أصابعه كرهت أني ارتجفت من لمسته، لكنه لم يكن مهتماً على أي حال

أخذ اصبعي الأوسط وربت عليه مراراً بإصبعه، نظرت إليه مستغربة حركته هذه رغم أني احسست بها مجرد تلاعب

ثم أخيراً وضعه حول اصبعي

ونظرت إليه، كان خاتما ألماسيا تتوسطه ماسة متوسطة الحجم وعلى أطرافها جواهر صغيرة مختلفة ألوانها

كان مبهرا حقاً

لكنه جزء من كذبة فقط

ابتلعت الخيبة التي وقعت على قلبي ونظرت إليه كما كان يفعل

"يجب أن تكوني مستعدة....لما وراء جمال هذا الخاتم، ولهدية الليلة"

قليل فقط وساركل مؤخرته، لأنه فقط يسبب لي موجة فزع من هداياه التي يلمح لها

"شكراً لك على تهديد اليوم رغم أني حسبتك اكتفيت"

لم يبدي على كلامي علامة استياء، بل أخذه كأنه نكتة وابتسم قائلا بضجر واضح

"لننزل عائلتك هنا"

سبقني بخطواته خارج الغرفة، لم يبذل حتى جهداً أن يكون لبقا في حفلة كهذه

أي حياة هذه التي سأعيشها معه ؟!

اغمضت ألمي كما تذكرت أني على وشك رؤيت عائلة والدي، ومن تجنبتهم طويلا هم من سيقفون خلفي

لا أدري هل جدي أحظر أمي ؟ لست متأكدة من هذا اشعر أنه لم يفعل، من أحضر إذا؟ أرجو أن يكون قد أحضر أقل عدد

بالكاد اعرفهم

كنا عند الدرج وحينها قرر مارياس مد يده إلي، فقط لأن حشد الناس في الأسفل لا يتوقعون رؤية خطيبين منفصلين على بعضهما

وضعت يدي بين أصابعه، الشعور به يثير حنقي لكني خرست ولم أعطه نظرة

كل ما فعلته هو احتراف إبتسامة سريعة أثناء نزولنا،
من الأعلى الناس يبدون أقل حجماً، وأقل تأثيرا، كان المكان يعج، بإستثناء عائلته التي تقبع في المقدمة

ثلاث مصورين كانو في الخلف يلتقطون صوراً وبعض من الناس لا اعلمهم ينتشرون على طاولات العشاء الموزعة في القاعة

حين نزلنا وصرنا قرب عائلته أول من لاحظت هي كاتيا بفستان أزرق لطيف لأسفل قدميها وقربها جوليا بفستان ساتان بني عاري الظهر مع ابتساماتهم الودودة

عكس ريجينا والعجوز اللتين لم تعرنني أهمية حتى، في ذلك الوقت اقترب ثلاث رجال من الأمن نحو باب المدخل

نظر لي السيد أماراس وقال مبتسما "هاهو جدك أتى من أجلك"

وتلاها فتح الباب، كنت امسك بذراعه وشددت عليه بقوة فورما فتح الباب شعرت به ينظر إلي لكني لم أرفع عيني لأقابل عينيه

" فاميليا آرماندو في حضور دافيير" لم أكن أعلم سبب هذا الاعلان المهيب ولكنه اثار رعشة على جلدي

طول مهيب وشعر أسود مع بضع خصلات بيضاء وعصاه التي تحمل شعاره تقف معه وتطرق أرض القاعة معلنة التكبر والعلياء الجد غابرييل..انه مخيف وذو حظور مهيب

خلفه كانت عمتي ايزابيلا وابنها راسيل وعمي أرفيلو وابنته ألينا وأخوها الأكبر إلياس

جيد..لم يحظر من اكرهه في العائلة وهذا مريح

تقدم أماراس دوق دافيير ووالد مارياس نحو جدي ووقفا هناك في نقطة بين العائلتين

نظرات دامت لثواني قصيرة تلاها إرتفاع يد أماراس للوسط وفورها أمسكها جدي وتبادلا حديثاً خافتا مع ابتسامة باهتة قبل أن ينظرا إلي كليهما

"إني اليوم أؤمن أن الحب يصلح كل شيء"

لا سيد دافيير أنت لا تصدق أن ولدك مغرم بي صحيح ؟

" الاختيارات التي تبنى على المجازفة لا يقوم بها إلا الشجعان" أجابه جدي واخذ خطواته نحوي

كانت يدي رطبة من البلل الذي نتج عن التوتر ولمستي على ذراع مارياس قد زادت

لأنني ببساطة لم أكن فتاة الجد الذي ترتاح اذا رأته ولم اقف معه في أي من المواقف المحرجة

لكن الآن الوضع مربك

وقف جدي أمامنا ثم نظر ليدي على ذراع مارياس، شعرت أنه انزعج لذلك سحبت يدي بعيدا عن زوجي

حتى شعرت بيده خلف ظهري تربت عليه، نظرت له بطرفي مستغربة حركته المراعية هذه

فهو آخر من قد يفعلها

لكني ركزت على جدي وابتسمت متملقة، وأخذت أنفاسي بقوة حين رفع يده نحوي

تجمدت وأنا أحس بيده على رأسي تربت علي كما لو أنني طفلة حضانة، ولن انكر شعور الراحة رغم أنه صاحب الشك والحيرة

"كيف حالك يا فتاتي، لقد مر زمن وجعلتِ هذا العجوز يفقد نبضات قلبه خشية عليكِ"

كنت أبدو كالساذجة وأنا أنظر لعينيه وفكي واقع وعيناي فتحتا صدمة، والسيء في الأمر أن حنية عينيه التي لم اشهدها قبلا كانت تزيد صدق كلامه

لكني مرتابة ولا أعلم ماذا أفعل، حتى قام مارياس بدفع ظهري للأمام قليلا وحينها أدركت أني أطلت التحديق الصامت

"أ..أنا آسفة جدي لم أتصرف بحكمة"

قلت محنية رأسي، رغم أن هذه ليست الجملة التي تدربت على قولها صباحا

" لا بأس المرء يخطأ والحياة مريخٌ من الخيارات نحن هنا من أجلكِ الآن" صمت قليلا وبسمته تعتلي وجهه

ثم لم اكن اتخيل حين تكلم بحدة لمارياس "ولا أحد يؤذيك وأنا معكِ إيفارالين"

لقد كان يتعمد ذلك، لا أعلم لماذا لكنه أراد فرض سيطرته على مارياس

"شكراً على وجودك معي في مثل هذا اليوم جدي"

ابتسم هو الآخر بشكل ارسل الطمئنينة لننفسي ثم التفت ليصافح مارياس

وكان واضحا من الشحنة والبرود بينهما أن لا أحد يرغب بالثاني، شددت على ذراع مارياس ليعدل ملامحه المعكرة، وأخيرا سرح ابتسامة متملقة

"أهلا بك بيننا بارون آرماندو "

وحينها فقط تنفست مرتاحة من الضغط الذي وقع على رأسي
ولم أكن الوحيدة على ما يبدوا لأن تنهيدات الحظور المرتاحة ارتفعت بيننا تليها نغمات البيان من الفرقة التي أحظروها

وجدي اقترب مني ومد يده إلي فإبتعدت عن مارياس وامسكت به، شدني له اقرب وقال لمارياس باستخفاف

"لا أدري ما وجدته حفيدتي فيك لتختارك"

اللعنة ؟

"جدي!" هتفت محرجة ونظرت لمارياس بطرفي خاشية رد فعله، كنت أعلم أنه لن يصمت على كلام جدي، هو يبحث عن الفرصة أساسا

"لا تقل هذا سيد آرماندو لقد أنقذتها يجب أن تكون ممتنا"

ما أثقل هذا العيار

كنت ارفع حاجبي بسخط وعيناي عليه، حين نظر إلي ابتسم تلك الابتسامة الساخرة المتعجرفة

كم اردت خسف رأسه بالأرض في هذه اللحظة!

" جيد كنت أخشى أن يكون بينكما مشاعر، اشكرك على اعتنائك بحفيدتي لهذه الفترة لست مضطرا لأي موقف بعد الآن"

مهلا مالذي يعنيه هذا ؟!

" إذا كنت تحلم أنك ستأخذها فإحمل سلاحك بين يديك لا أمانع ارتكاب مجزرة"

الهي رحمتك ؟

كان الوضع قبيحا خاصة أن هذه المحادثة تسري بالخفاء بيننا فيما يتبادلان الابتسامات المنمقة

" سنتكلم حول هذا ايها الكابو "

ثم أمسك جدي كتفي وأخذني أسفل ذراعيه، ولن انكر أني ارتحت أكثر ولم أفكر أبدا حتى في النظر لمارياس

"مالذي فعلته يا بنتي" تكلم هامسا لي لكنه لم يكن سؤالا حقاً، بل انما كان يتحسر على قراري، لذلك لم أشأ أن أرد عليه لأني بالفعل محرجة منه

السير قرب جدي و قرب السيد اماراس والقاء التحية على الحظور

كان محرجا القيام بهذا والتصرف بلباقة مع أسئلة الضيوف الوقحة حول كيف تعرفنا واننا مجازفان وغيرها من هذا الهراء

لذلك كنت اختصر اجاباتي

" في حفلة السنة الماضية، لكننا حاولنا ألا نبدي علاقتنا لأي أحد"

كنت أقول للمراة المدعوة جينا وهي صديقة قديمة للعائلة شقراء ذات ابتسامة نبهة ماكرة

" جيد لكما قررتما تفجير الحدث في زمن مناسب"

جمعت حاجبي بغير فهم لما اشارت له آخر حديثها، ولم أوشيك سؤالها عن مقصدها حتى شعرت بلمسة تشد على يدي من الأسفل

التففت للخلف ونظرت للأسفل

كانت طفلة، طفلة شديدة الجمال زرقاء العينين سوداء الشعر صغيرة الحجم قد لا تتعدى الرابعة من عمرها، ترتدي فستانا أبيضاً مزركشا بالدانتيل وتمسك قطعة حلوى بيدها اليسرى

هذا الكائن هو أكثر المخلوقات لطافة هنا

"ساعديني" همست بذلك وقد امتدت شفتاها للأسفل فحزرت أنها على وشك البكاء

كان جدي واماراس منشغلين بالكلام بينهما فلم يعيراني اهتماما، لذلك اغتنمت الفرصة وأمسكت يدها الصغيرة

" هل أنتِ ضائعة ؟" سألتها بنبرة حانية وربتت على شعرها فإقتربت إلي أكثر

"لا أجد أبي" كانت جملها مختصرة وقد أكلت بضع حروف وهذا أمر في غاية اللطافة في نظري

"حقاً ؟ إذا لنبحث عن أبيك ؟ " كنت متشوقة للإبتعاد عنهم على أي حال ووجود هذه الفتاة سبب مثالي

أمسكت يدي بأصابعها لكني ملت إليها وحملتها بين يدي كانت تبدو كفأر صغير وسط هذه الأجساد العملاقة، ثم إن لدي فضولا كبيرا لأعرف والدها المهمل هذا

سرنا في القاعة بين الناس ونظرت للحظور أي أحد له ملامح تشبهها، وهي لم تكن توقفني عند أي شخص

"إذا جئتِ مع أبيكِ" سألتها مبتسمة وعيناي في سحر زرقة عينيها علي اخفف ارتعاشها

"لا، جئت مع أمي " تعددت رمشاتي بإستغراب، لما تبحث عن والدها إذا جائت مع أمها ؟

وأيضاً هناك أمر غريب بشأن هته الطفلة، إنها تحمر بطريقة غريبة وتتشنج بين يدي

سيكون فضيعا لو أنها مصابة بمرض وتمر بنوبة

"لا بأس سنجد أم…."

" باتريشيا!" نظرت خلفي فورما ارتفع صوت إمرأة ذات شعر بني واعين عسلية تقف هناك تنظر للطفلة ثم إلي، في البداية بدت عليها الراحة لكن سرعان ما وقعت ملامحها فورما نظرت إلي وتمعنت في وجهي

سارعت خطواتها نحوي وقبل أن انطق حرفا حملت الفتاة بشدة من بين يدي وأخذتها لحضنها وعيناه تطلقان النار صوبي

"مالذي تفعلينه ؟"

ما هذا السؤال ؟!

"لقد طلبت الطفلة مساعدة لأنها كانت ضائعة" قلت مرتبكة لأنها جمعت بعض الإنظار إلينا

" هل هناك أمر ما ؟ إيفارلين ؟ سارة ؟ "

انزعجت حقاً حين تدخلت بيننا كاتيا، كان واضحا أنها تعرف المرأة والفتاة كما بدى جداً أنها تعرفهم أكثر مما تعرفني

"لقد تركتني باتي كدت اموت قلقا"

لو كان الأمر حقاً لما تركتها وحدها

"لقد قالت أنها اضاعت والدها لذلك حاولت البحث عنه في الأرجاء"

لا أدري لما كنت اسارع في التبرير كما أن ملامح كاتيا التي عبرت عن التعجب وترتني بشدة

" لم أعلم أن والدها غير موجود"

"إيفارلين هل ثملتِ؟ مالذي تعنينه أن والدها غير موجود ؟"

شعرت بالغرابة كونها تتوقع مني أن أعلم والد الطفلة، أنا لم أراها من قبل فلما يجب أن أعرف والدها ؟!

"سيدة سارة الكابو يبحث عنكِ"

الكابو ؟ أليس بكلامه يقصد مارياس ؟

تلك المرأة نظرت إلي مرة اخيرة بسخرية وغضب قبل أن توليني ظهرها وتبتعد عني، شيعتها ببصري وهي تسير بخطواتها

مشت ومشت حتى وصلت عند لوثاريو الذي كان يقف مع مارياس ثم قام بأخذ الطفلة منها وحملها بين يديه مستضحكا في حين كانت تلك المرأة تبتسم وتكلم مارياس

" من تلك الفتاة كاتيا ؟" سألتها، فقط لأن شعور الوغز الذي كان في صدري طول الوقت قد زاد

"مستحيل! إيفارلين ألا تعرفين ؟"

نظرت إليها وكان وجهها شاحبا مندهشا تنظر إلي ثم لأخيها البعيد عنا ولا تجيبني

"سارة.. إنها باتريشيا أقصد..' تلعثمت واقتربت نحوي ممسكة ذراعي وهي تبعدني عن الحشد خلف الدرج، وكنت اتبعها بصمت أنفي أي خيار جاء عقلي

"ياللهول كيف لا تعلمين بهذا! إيفارلين سارة هي حبيبة أخي السابقة وباتريشيا تكون…."

"ابنته.. وأنا خطيبته السابقة كاتيا أشعر بالخجل من تعريفي كحبيبة سابقة "

كانت تلك المدعوة سارة تقف بعيدا عنا بخطوات وعلى وجهها علامات الأستخفاف والسخرية

فيما كان عقلي يراجع ما سمعته أذناي، لأن تلك الكلمات بدت أبعد من أن استوعبها

"حسبته اخبرك ؟ انتما معا منذ سنة أليس ؟ "

نظرت خلف الدرج، كان لدي فضول أن أراه، أردت أن أعلم ما يفعله
وكان ينظر نحونا

بعينيه اللتين طغى عليهما الخبث ينظر نحوي والطفلة الصغيرة بين ذراعيه تحيط كتفه

هذا..هذا مستوى عالي جداً جداً من اللعب, بالكاد استوعبه

هذا الرجل…لديه طفلة!

كنت أنظر إليه فقط، أجل منصدمة وعيناي تحرقانني رغبة في انزال دموع، لكني حبستها بقوة

تراجعت للخلف خطوة وشعرت كأنما ينهال الواقع على رأسي ثقيلا ومحطما، واندلعت عاصفة من الفزع والخيبة في قلبي، لقد كنت أحبه، بطريقة غبية، لكنه رجل كامل المستقبل فعلا

لقد فعل هذا عمدا، لم يخبرني ولم يلمح

"لكنك حقاً ساقطة أليس كذلك ؟ لم أتوقع أن يبعد مارياس طفلته عنه فقط كي لا تزعجكِ"

لففت رأسي نحوها، وكل تلك الخيبة والخزي اللذين شعرت بهما مع الغضب والحقد قد تجمع رغبة في الأنفجار عليها وتحطيم إبتسامتها

لكني ان فعلت..سأعطيه رغبته، يردني أن انهار قرب عائلتي واحرجهم واحرج نفسي وبكل بساطة سيدعي أنه اخبرني فعلا ومن الغبي ألا يصدقه أحد بما أنني لا لم اعارض على قصة علاقتنا التي بدأت منذ سنة

يا الهي هذا الرجل حقاً..

زفرت ضحكة خالية من الفكاهة ونظرت مجددا نحوه، كانت ملامحه متطلعة بشكل واضح

هذا ما قصده بهدية الليلة ؟ هدية فريدة إذا..

إبتسمت..وحين فعلت، انقلبت تعابيره، وتغير مكره لتعجب لم يخفه

احنيت رأسي قليلاً وعيناي على عينيه، كان لوثاريو يحدثه وحين لاحظ نظرات اخيه إلي صار ينظر نحوي هو الآخر

كانت في قلبي رغبة ملحة في البكاء..لكني لن أبكي هنا أمامك وأسعدك

" ما هذا الكلام سارة!" قلت مستضحكة ونظرت إليها هذه المرة معيدة من خصلات شعري خلف أذني

"بالتأكيد أعلم عنك وعن باتي، لكني لم أتوقع أنه سيحظرها إضافة أن مارياس أخبرني أنها مسافرة لذلك لم أعتقد أني ساراها أو أراكِ"

لقد ذهب صباحًا للمطار صحيح ؟ ليحظرها، كنت مندفعة وخشيت أن أحرج

لكنها قالت وبدى على صوتها الغيض "أجل كنا في ألمانيا الشهرين السابقين، عدنا اليوم صباحًا"

تنهدت براحة "أجل لقد قال أن لي منه الليلة مفاجئة لكني لم أتوقع أنها هي.. إضافة أنها مختلفة عما كانت عليه آخر مرة رأيتها فيها"

لم ارها من قبل.  لكني يمكنني الكذب

"كم تشبه مارياس" قلت كالحالمة العاشقة ونظرت نحو كاتيا التي تبدد القلق من وجهها واستبدلته بإبتسامة

" لا تفهميني خطأ سيدة سارة، أنا أتفهم وجود ابنتي هنا"

قلت ابنتي، في تلك اللحظة قلتها لأجاري تمثيلي، لكن وقعها على قلبي كان ثقيلا..

"لكني لا أفهم وجودك أنتِ هنا ؟ هل تحظرين حفل عشيقك السابق ؟ من دعاكِ"

كان يجب أن أرسم قناعا متقنا ليتم تصديقي، وسأكون غريبة لو تصرفت كاني مرتاحة مع وجود عشيقة خطيبي في حفلة خطبتي

المرأة العاشقة تغار على زوجها

لذلك أنا الغيورة هنا

" باتي متعلقة بي، ولا تفارقني ابدا وأنا معها أين ذهبت"

"هل ستنامين بيني وبين زوجي إذا ؟"

"إيفارلين ! " هتفت كاتيا واقتربت لتمسك ذراعي، حينها استوعبت أني رفعت صوتي بما يكفي ليسمعني بعض من الناس حولي

ابتسمت لهم وأعدت بصري للمراة قربي وقد كان وجهها محمرا من الغيض والغضب

"من الأفضل لك أن تراعي كلماتكِ…"

"كل شيء بخير ؟"

نظرت يساري كانت العجوز وريجينا مع عمتي يقفون خلفنا
لا أعلم كيف اجتمعو لكنهم بالتأكيد يتشاركون الحقد علي

هذا مثير للشفقة أي حال أنا فيها؟

"أجل كل شيء على أحسن ما يرام.. إعذروني قليلاً"

قلت متمسكة ببسمتي الخادعة وابتعدت عنهم سيرا سريعا حيث يقف هو

وعندما لاحظني مد الطفلة الصغيرة نحو لوثاريو الذي استقبلها بصدر رحب وهمس له مارياس بشيء جعله ينظر الي والشك في عينيه، ثم ببطئ انسحب للخلف نحو جدي ووالده

أما أنا فقد كنت أحدق بالطفلة الصغيرة وجمالها الذي يعود لوالدها

وكرهت أنها اثقلت علي رغم برائتها

"كيف يمكنك أن تكون بهذه الوضاعة؟" قلت ونقرت بإصبعي على صدره فاقدة اخر مراحل الهدوء والصبر معه، كما أنه لا يساعدني بنظرات الرضا في عينيه

"اهدئي يا أميرة نحن وسط الناس"

زاد غضبي، لقد كان مستفزا وكنت أصل حدودي، من كل ما حصل خلال ثلاث إيام، كل شيء كان يضغط علي وأنا وحيدة بين مجموعة من الناس لا أعرف عنهم شيئا

الشعور بالوحدة والخذلان والإذلال

كم تمنيت لو كانت أمي أو خالتي هنا

" هل كان يستحق ؟" قلت محاولة بكل ما لدي ألا اصرخ واقوم بفضيحة لنفسي، وهو كان ناظرا لعيني مجيدا تقمص البرود والعجرفة

" مالذي استفدته من هذه الحركة القذرة في مثل هذا اليوم ؟"

اندلعت الموسيقى من الهادئة للرومنسية الراقصة، وحين بدأ الناس يسيرون للوسط من أجل الرقص زاد غضبي ووجدت فرصة للتصرف بأريحية أكثر

"لماذا لم تخبرني من قبل !" رفعت صوتي ودفعته عني بشدة كادت توقع كوب شرابه

لذلك امسك معصمي بين اصابعه بقوة فاوقفني عن أي حركة ثم استدار لوضع كوبه على الطاولة وعاد محدقا بي شادا جسدي إليه اقرب

"كنتِ لتنسحبي لو علمتِ من قبل وهذا لا يخدم الخطة الذي قلتها البارحة"

كيف يمكنه أن يكون بهذه الراحة واللامبالاة وهو يذكرني بحقارته وأنه خطط لقتلي ويخطط مجددا لتدميري

"وهل تظن أنني لا أستطيع الإنسحاب الآن ؟" قلت ورصصت اسناني غضبا

كانت عيناه هادئة وثابتة، بل بدت مستمتعة أيضاً، وأنا هنا أكاد أنهار غلا و أستشيط غضبا

"هدئي من روعك زوجتي" قال واقترب خطوة مني فتراجعت للخلف رافعة يدي له كي يتوقف عن أي خطوة

نظر هو خلفي ثم ليدي الواقفة بيننا، وأخيراً حدق بعيني واحتلت إبتسامة شفتيه

قبل أن أستوعب حتى دفع كتفي للخلف قليلاً وفي نقطة معينة شد خصري بذراعه اليسرى وارتفعت يده لتمسك اناملي واضعا اياها على كتفه

ثم فجأة لف جسدي متقدما للخلف وحينها

صرنا وسط حلبة الرقص بين الأجساد المتناغمة

"تظنين أن بضع كلمات قالها جدك العزيز سلاح بين يديك"

همس مع ابتسامته تلك وشد يدي وخصري اقرب إليه حين حاولت التملص منه

ثم خطى خطوة للخلف وأخذني معه فيها

يراقصني

" هذا الزواج يا أميرة، كالغنيمة المنتظرة بعد المعارك القاتلة"

تحركنا للأمام خطوة ثم عن يساره خطوتين للخلف

" ليس فقط جدك وجدي والعائلتان من يرانا املا، بل كل الناس التابعين لنا يرون هذا الزفاف حلا لمعضلة استمرت لسنوات"

يا الهي أنا أعرف هذا

"ربما جدك عدائي قليلاً، لكنه لن يفكر في أمر كإنقاذك مني، ويمكنك التجربة لاحقا وطلب النجدة" أضاف بسخرية آخر جملته وأفلت يدي دافعا جسدي للخلف ثم أعاد إمساكي مع الإيقاع

"لم أكن أحتاج حفل خطوبة حتى، كل ما سعيت له أن يصل الأمر لعائلتينا، وحينها سيقع الأمر عليك شئتِ أم ابيتِ"

كنت أستمع له، وذلك الغضب الذي كان داخلي بدأ يخف، ليس لأنني ارتحت، بل لأنني تعبت

" في الواقع حصلت على أفضل مما توقعت،جدك متعاون وقد حظرت الصحافة لنشر الحدث وغدا سيصير في كل الصحف والقنوات، سيصل لأتباعنا وسيتلهفون له أكثر ويزيد ربح جدك وأبي، ثم سيسمع جوزيف بهذا وتصيرين في خطر أعظم "

مال قبالتي ورفع ذراعه فقط ليلفني للداخل إلى صدره

"وحينها لن يكون لكِ ملجئ سواي "

لذلك أنا

"أنتِ عالقة مع قابض روحك ؟ أجل"

توقفت الألحان حين نطق بآخر كلمة، واندلعت بعد ذلك فوضى من الضحك والكلام بين الحضور، حتى أن رجلا قد اقترب منا وبدأ كلاما مع مارياس، فيما كنت أقف مكاني مع إبتسامة ميتة وكل فكري يدور حول وقوعي في هذا الفخ القذر

يا الهي..

"سيدة إيفارلين أتسمعينني ؟" رفعت عيني نحو الرجل ذو البسمة العريضة والشعر الأشيب وكانت تمسك ذراعه فتاة شابة في مقتبل العمر مع إبتسامة ودودة على وجهها

"اعذرني سيدي لقد سرحت قليلاً" قلت بنبرة كلها احراجا ولففت يدي حول ذراع مارياس، حينها شعرت بتصلب جسده وعينيه تثقبان جانب رأسي

ذلك الرجل نظر إلي ثم إلى مارياس وقال مستضحكا "أوه هذا الأمر الذي يحدث بين الأحباء في الخفاء إذا!"

ولأن استنتاجه يخدم مصلحتي حالياً إبتسمت له وبعض الإحمرار زحف لخدي

" لم أكن أعلم انك تملكين تخيلات عني" نظرت للسافل الذي همس في أذني عمدا قرب الرجل بهذا الكلام الذي لايصلح قوله

هل يحسبني قطعة ثلج ؟

"لا الأمر ليس كذلك" الآن..كنت ألعب بما امتاز به كإمراة

"إذا يجب أن نذهب ولا نقاطع الثنائيات" تكلم للفتاة التي تقف جانبه، فقط لألاحظ كيف كانت تنظر لي بحرص وتدقيق

هذا مزعج

" سأراك نهاية الأسبوع لوريسو وآريسيا" قال مارياس رافعا كوبه وأشار له الرجل موافقة

لكني لم أتخيل كيف تغير صوته وهو ينطق اسم تلك الفتاة بحدة

حبيبة سابقة أخرى ؟

" ألا نذهب للطاولة حيث العائلة ؟" سألته بابتسامة عريضة، فترددت ملامحه لوهلة

"لماذا؟ هل تشعرين بالملل مني بهذه السرعة"

تعمقت نظراتي في عينيه تنتقل بينه وبين جسده، ثم اشحت ببصري عنه واستطعت تمثيل الخجل بإتقان

"لا..فقط إنه، لم أتعود على هذا بعد"

أجل يجب عليه أن يصدق أني ضعيفة جداً ولأقصى حد سيكون هذا من مصحلتي

"بما أنكِ تقولين هذا، لا مانع لدي" ثم بحركة لم أتوقعها أمسك يدي بين يديه

نظرت للاسفل حيث تلتأم اصابعنا سويا وتذكرت إني في يوم من الأيام كنت أرى لحظة كهذه حلما

والآن غدت كابوساً

كان الجميع جالساً حول أكبر طاولة عليها من الشراب والحلى فوق أرائك مصفوفة سكرية اللون وكبيرة الحجم من يجلس فوقها ومن يأخذ كرسيا منفصلاً

كانت عمتي وابنة عمي سويا بعيدين عن نساء عائلة دافيير جالسين قرب عمي وجدي وكانت كاتيا وريجينا وغيرهما جالسين في الجانب الآخر قرب لوثاريو و أماراس، لن أراهن لكنهن يغتبن بعضهن البعض حتماً

في الوقت الذي وصلنا إليه وكنا نمسك يدي بعضنا قربهم نزلت أنظارهم علينا، وقد انفعلت ريجينا فشربت كوبا كاملا دفعة واحدة وكانت كاتيا تضع يدها على كتف أمها محاولة تهدئتها

ثم تلك الطفلة الصغيرة التي جاءت مع أمها جعلت قلبي ينقبض حقداً على ما وضعت فيه بسبب أبيها وكذبه ورغبته في الانتقام من عائلتي

"بابا.." همست ومدت كلتا يديها نحوه فاقتربت سارة من مارياس بابتسامة سعيدة على وجهها وأعطته الطفلة التي تعلقت برقبته وشدته بقوة

كان يبتسم بكل ما تعنيه كلمة غبطة وهو يداعب خدها بطرف اصبعه

وأدركت أن جدي كان يعلم أيضاً حين نظرت إليه وشاهدت الاستياء يغزو وجهه ناظرا بيني وبين مارياس فأبعدت عيني عنه محرجة من أنه لاحظ ألمي..فقط أنتِ جاهلة إيفارالين

"إذا أنتِ السيدة والدة الطفلة" سأل جدي فجأة وجعلني أقفز دهشة، حتى المدعوة سارة قد تلعثمت ونظرت لمارياس كأنها ترجو أن ينجدها

" لا، سارة مربيتها، وليست والدتها" قبل الفتاة الصغيرة من خدها قبلة لطيفة

وكنت أشعر أني غبية مجددا بقدر ما ارتحت في الحقيقة

" حقاً ؟ حسبت أني سمعتهم يقولون انكما خطبتما" أضاف جدي على كلامه

وكان واضحاً أنه يحاول مضايقته

"أجل، كنا كذلك لكننا الغينا الامر بما أنه لم يناسبنا، إلا أن عمل سارة كان مجالسة باتريشيا ولم تحاول ترك عملها بعدما حدث لحبها الكبير لها "

اها.. أو ربما للحصول عليك مجددا، نظرت بطرفي له، بالتاكيد هذا هو

والآن..من تكون والدتها ؟

"وأين أم ابنتك ؟" قال جدي مجدداً، والصمت الذي حل على تلك العائلة كان أثقل من أعمدة الحديد على الظهر

" توفيت قبل سنة"

كنت أريد معرفة اسمها من تكون تفاصيل أكثر، لكن البرود الذي حل بيننا جعلني اخرس ولا اتجرا على السؤال حتى جدي لم يتعمق في اسألته أكثر

هناك أمر ارتحت له فقط.. سارة تلك إذا كانت مربية باتريشيا وقرر مارياس خطبتها لكنهما الغو خطبتهما ؟

مثالي لم أكن لأتحمل وجودها الدائم هنا بحجة ابنتها

نظرت لباتاريشيا، كانت تنظر إلي بتطلع وحين وقعت عيناي عليها ادرات وجهها وحشرته في صدر والدها محمرة من الخجل

أريد الصراخ من شدة اللطافة وأريد عضها أيضا، لذلك عضضت شفتي حتى لا أتهور

ربما هذه الفتاة كانت مفاجأة لم اتوقعها لكن..لكنها طفلة فقدت والدتها صحيح ؟ ربما أستطيع أن أكون عوضاً بسيطا ؟

لا..لا يجب أن أندفع للأمر أراهن أن مارياس سيكره ذلك

إذا تعلقت بي ثم انفصلنا بعد مدة سيكون الوضع كارثيا

"إذا كنت مربيتها فقط لماذا أتيتِ؟" شعرت بعنقي يتحطم من قوة نظري نحو عمتي كما كان الجميع هنا

"ألن يكون محرجا أن تأتي لخطبة خطيبك السابق ؟"

وهنا تدخلت ريجينا "إنها هنا لأن باتي لا تفارقها"

فتحت عمتي عينيها بإدراك واعادت الإشارة بسخرية واضحة
" هل هذه الفتاة لا تعيش دون سارة ؟ ما دوركم في حياتها إذا لم تكن ترتاح معكم ؟"

اللعنة.. عضضت شفتي مجدداً محاولة ألا أبتسم من ملامح ريجينا والعمة الكبرى وسارة تلك

لقد تلوني ألوانا وهذا ممتع بعد كل ما سمعته أسفل الدرج
الممتع في الأمر أن لا أحد

"لباتي حالة خاصةً، تجعلها تتعلق بعدد محدد من الناس وترفض البقية وهذا لا يعني أبدا أننا بعيدون عنها"

أجابت كاتيا على هذا، ومن نبرة صوتها وضح الإنزعاج، هي حدقت بي ورأيت أن الغضب اجتمع في عينيها، كانت غاضبة وسيء أني حملت الشخص الوحيد الذي تقبلني ضدي
لكن.. لست من سألت ولست املك أمرا شخصياً ضدها

" لا بد أن الأمر صعب جدا عليك" قال جدي مجدداً، ثم نظر إلي وابتسم إبتسامة حنونا أرسلت لقلبي الراحة

"لا، بما أنها ليست بعيدة عني أنا خاصةً" اجابه مقبلا يد طفلته التي تحركت في حضنه بحماس شديد

ثم نظرت إلي فجأة وقالت "إيف"

مهلا ماذا ؟! 

"إيف، إيف"

هل هذه الطفلة لتوها نطقت اسمي ؟

أعني هي لم تسمعه سوى مرة واحدة لتحفظه!

"مارياس لقد نطقت اسمها" قالت جوليا بدهشة عارمة ونظرت نحوهم محاولة الفهم أيضاً، كيف لها أن تنطق اسمي أنا..هذا غريب حقاً

"إنها..تحفظ بسرعة" رغم أنه حاول جعل صوته طبيعياً إلا انه تعثر آخر كلامه

والآن يبدوا أنني سأسعى لأعلم مرض هذه الطفلة

"على أي حال، لقد قررت قراراً" نظر الجميع لجدي وهو يقف فتبعه السيد أماراس ولكنه كان مثلنا غير عالم بما ينوي جدي فعله

"إني قررت أن آخذ إيفارالين معي للقصر، وستبقى مع العائلة حتى يحين موعد الزفاف ويكون كما العادات"

"مستحيل" قاطعة مارياس بانفعال عجيب ومرر باتريشيا لسارة قبل أن يمسك يدي بين يده مجدداً وشد عليها بقوة

وجدي قد انتشر على ملامحه الغضب قائلا "بلى هذا ما سيحصل، ليس من اللائق مبيتكما معا قبل الزفاف ووجودها هنا قبل الخطبة يكفي"

كنت أرى بوضوح كيف أنهما مستعدان لإطلاق النار في الهواء

" لماذا لا نسأل إيفارالين عن رأيها ؟" صدح صوت لوثاريو مقاطعا الصخب بينهما
ونظر الكل إلي فجأة فأحسست أني مفتاح لتفجير قنبلة

مارياس سيحاول جعلي أفقد عقلي خلال هذا الأسبوع واحتاج أن انظم فكري وخطة لوضعي، ثم يمكن لجدي أن يساعدني ويعلمني بعضا من أسلوب حياتهم أكثر مما أعلم

لذلك بالتأكيد سوف

"أفضل الذهاب مع جدي، سيكون الوضع أكثر راحة " قلت وحدقت بعمته وأمه ثم به، حتى يفهم ما أعنيه

لكنه شد على يدي أكثر وأظلمت عيناه غضبا، أراهن لو كنا لوحدنا لدق عنقي

"معك حق بقائك مع جدك بعدما حصل سيكون مريحاً أكثر لكِ وأيضاً…"
نظر أماراس لجدي وضحك قائلاً"لا يمكنك أن تمنعني من كنتي لا تفكر في اختطافها غابرييل"

وحينها ضحك جدي

و..ياللهول تعدل الجو المشحون

" لا ترتاحي كثيراً" كان همسه على اذني مهتاجا غاضبا واستغل أن الكل شغل بالضحك فقال أخيرا ويده شدت على يدي حتى اغمضت عيني ألما

" وإن فكرتِ في الهروب لن أمانع إحداث نهر دماء في قصر جدك، الأمر سهل"

نظرت لعينيه وحملت نفسي لأبتسم في وجهه "لو كان الأمر بهذه السهولة لفعلت منذ سنوات"

ثم سحبت يدي من يده بقوة واقتربت من عمتي ووقفت قربها

بعد كل شيء..هم أفضل منه.

.

.

.

.

.

هلاوز!

كيفكم ؟ إن شاء الله بخير 🫶🏻

احم اسفة على التاخير بس قاعدة انهرس من قبل

دراستي وقذا

عموماً كيف البارت ؟

إيفارالين ؟

مارياس ؟

غابرييل (جدها)؟

باتريشيا وسارة ؟💀 مفاجأة الليلة

.

Continue Reading

You'll Also Like

5.3K 96 2
روسيا .. العاصمة السوفييتية .. بلد عُرف بثلوجه البيضاء نهارا و بتلطخها باللون الأحمر ليلا .. بلد المافيا و العدل في آن واحد .. بلد يعترف بالقوي و يدع...
677 166 5
"لنتحدث عبر تلك الُوح" -الغلاف بواسطة فريق لافيونا. -الرجاء عدم السرقة أو أقتباس دون ذكر مصدر.
22.9K 1.4K 5
مقتطف: -"لما تنظر لي هكذا، ترى هل أبدو بشعة لهذه الدّرجة؟" -"لم أتوقّع سماع كلام كهذا من فتاةٍ ليس لجمالها مُنافس، جدّياً ليلي أنتِ جميلة جدّا، جميلة...
65.2K 4.4K 16
خدمة توصيل لكل ماهو غير قانوني لوغان رييد ..تم الاستيلام. كريستال تشانغ فتاة الحواسيب غريبة الأطوار ، بعد ثلاث سنوات حافلة بالمغامرات ، قضتها تساع...