آزُولْ || YM

By 00melas

43.6K 4.7K 9.3K

"أفتقدك للغاية للحد الذي يجعلني أشعر و كأنني كاستور و لن يسطع كوكبي دون بولوكس خاصتي" Cove by : @ymadmselle More

- مُقدمة -
-١- الكاتبُ الشَبح
-٢- عالمٌ فوضوي
-٣- معاً في الجحيم
-٤- رَقصٌ على جمر الذاكرة
-٥- مِصعَد
-٦- أقدارٌ محتومة
-٧- أسفل الأجرام السَماوية
- ٨ - لَحن
-٩- بين آلسنة النيران
-١٠- آزُول
-١١- مَدينة الخطايا
-١٢- نبات البُوتس
-١٣- فَوضى المَشاعر
-١٤- حِطام الحُروب
-١٥- عَواطف الظِلال
-١٦- وُعودٌ خَفية
-١٧- جُذورٌ خَانِقة
- ١٨- مَشاعرٌ لا رُوح لها
-١٩- رَاحة يديك
-٢٠- حُبنا السَماوي
-٢١- مُشكلة مُستحابة
-٢٢- مَنفى
-٢٣- كاستور و بُولوكس
-٢٤- الرُوح و الجَسَد
-٢٥- لِقاء الأعين
-أزول مُميز-

- النهاية -

1.7K 163 413
By 00melas

Enjoy

********************

- يُونغي -

تخترق الهتافات العالية باسم 'مين يونغي' أُذني بينما أغمض عيناي مُستمتعاً و متلذذاً بلحظات انتصاري على خشبة المَسرح

أخذت نَفساً عميقاً و ابتسمت بوسعٍ ثم أفرجت عن عيناي مُبصراً عصيان التشجيع المُضيئة و اللافتات ذات العبارات اللطيفة

تجولت بعيناي بين معجبيني و لوحت لهم ليزداد الهتاف

أرجعت خُصلات شعري الطويلة الى الوراء و أرخيت كفاي على الغيتار الذي يُحيط بي

"يبدو بأننا قد وصلنا الى الأُغنية الأخيرة بالفعل "

تحدثت اليهم فأصبحت الهتافات حَزينة بعض الشيء

"هذه الأغنية مُميزة، هي الأقرب لِقلبي من بين جميع إصداراتي مؤخراً، و لكن لن أتمكن من غنائها مُباشرةً الا في حَالةٍ واحدة "

انخفض نَظري الى الصف الأمامي الشِبه فارغ في الزاوية

كتلتي الصغيرة يقف وحيداً و عيناه النجمية لا تنظر لأحدٍ سواي 

" في مِثل هذا اليوم قَبل سنةٍ تماماً قام أحدهم بإطلاق شائعاتٍ جمعتني بِمُمَيزي و قادتني الى العثور على سعادتي في أحلك أيام مَسيرتي "

تنهدت براحةٍ بينما أنظر له و لا يسعني سوا الشعور بالفرحة العارمة لوجوده بجانبي الى يومنا هذا

"أرغب بشكر كل من ساهم في إطلاق تلك الشائعة، فبدلاً من تدميركم لعالمي قُمتم بمساعدتي في بنائه و تلوين حياتي بالأزرق  بعد أن كانت أيامي رمادية مُتعبة "

يُخفي وجهه كالمعتاد خلف القناع و يُكتف ذراعيه ضد صدره ، يُحاول تَشتيت انتباهه  عن كل تلك الأعين و الهمسات المصوبة نحوه
و مؤكدٌ بأنه يشتمني فأنا قد جذبت أغلب الأنظار اليه

"ها هو ذا شغفي، جيد سأتمكن الأن من إتمام الأغنية بشكلٍ مثالي"

أخفض رأسه خَجلاً و رأيته كتفيه يهتزان دليلاً على ضَحكه الخافت حين ارتفعت أصوات الصراخ مجدداً

" إياكم و الوقوع في حُبه، أنا غَيورٌ بعض الشيء"

حادثتهم بعبثٍ فَصاحت إحداهن بجملتها

' بارك جيمين لطيف، لا أستطيع التوقف عن حبه'

قهقهت و شاركني جمهوري الضحك ثم أجبتها

"مُحقة، هو شديد اللطافة و يجعلني أغرق في حُبه كُل يوم"

أخفى ما تبقى من وجهه خلف كفيه و لا بُد وأنه ينعتني بالمبتذل و كل تلك الألقاب الشقية التي تخرج من فمه حين يشعر بالخجل إثر غَزلي

أصبحت الإضاءة خافتة و موسيقى آزول الخلفية صَدحت في أُذني و على مسامع جمهوري الكبير

تَحركت أصابعي على غيتاري أعزف اللحن الذي شاركني محبوبي في تأليفه سابقاً

خرجت الكلمات الهادئة من فَمي كَغزلٍ أتلوه عليه كل يوم، ليست أغنيه وحَسب بل كُل ما أشعر به نحوه

مَحبوبي المُضيء أراه بين الجموع الغفيرة كالملاك الأبيض ينتظر مني الاقتراب منه

أستطيع تمييز لَمعة عيناه الشغوفة نحوي و لا رغبة لي بأي شيءٍ في هذا العالم سوا استمرار هذا الشغف في عدستيه

شعرت بظلالٍ زرقاء تُحيطه و تُحيطني كذلك، مُجدداً لا أشعر بوجود أحدٍ سواه

تنساب كلمات اغنيتنا من بين شفتاي و عيناي لم تنزاح عن هيئته التي تشاركني تواصلنا البصري

اللحظات التي أعزف فيها دون الغناء أستغلها في الابتسام له دون غَيره

يحرك جسده بهدوء و يميل قليلاً مع لحن الأغنية فتنبثق الفراشات في قلبي لتلك الأفعال الرقيقة و الصغيرة القادرة على قَلب احزاني الى سعادةٍ مُطلقة

ألقيت بنظرةٍ خاطفة على جمهوري ثم أعدت نَظري اليه و عاد قلبي لِصخبه المعتاد و كأنها المرة الأولى التي أراه بها

وضع يده على قلبه ففعلت المِثل حين حان وقت جملتنا المفضلة من الأغنية

'الاسم الأخر للحب هو الأزرق'

بشغفٍ قمت بغناء هذه الكلمات و تابعت العزف على غيتاري و كُل ما أتمناه هو الحصول على قبلة من شفتيه في أسرع وقتٍ ممكن

عَزفت موسيقى النِهاية و لم يُسعفني الصبر أو التحمل أبداً فها أنا ذا أتحرك من مكاني و أسير باتجاهه مُتجاوزاً تلك الدرجات القليلة الى أسفل المَسرح

سِرت اليه و لاحظت اتساع عينيه و تَجمد جسده في مكانه

اقتربت منه شيئاً فشيء و مع اقترابي منه ترتفع أصوات الصخب و الهتافات بشكل لم أسمعه من قبل

وقفت أمامه و نظرت لعينيه مباشرةً ثُم كوبت وجنته بعد إزالتي لقناعه واقتربت منه أمنع الكاميرات من إظهار وجهه

"أُحبك"

همست له وانحنيت مُقبلاً شفاهه الثخينة بكل ما أوتيت من قوة ، قبلته بلهفةٍ و عاطفة مُتفاخراً بأن من يقبع بين أحضاني هو حبيبي و من اختارني و اخترته لإكمال حياتنا سوياً

أُقبله أمام أعين كُل المتواجدين و الابتسامات الصغيرة التي يهديني إياها أثناء قبلتنا خلقت في داخلي رغبة في الهروب برفقته الى مَكان لا يطاله بشريٌ غيرنا ...

أنهيت حَفلتي بعد تِلك القُبلة التي أثارت صخب معجبيني و الصحفيين كَذلك

و انتظرت حُضوره الى خَلف الكواليس بينما أقضم شِفتي التي باتت داميه لكثرة عَض أسناني عليها

قُرع الباب و علمت بأنه سيدخل تالياً

"يون، أخبروني بأنك في انتظاري هنا"

صوته ذو البحة الرقيقة أصاب قلبي بسهام عِشقه فاقتربت منه و أمسكت بيده ساحباً إياه لأحضاني

"لطيفي اشتاق لك"

قهقه بعذوبةٍ و بادلني العناق

"يون لقد كنا سوياً قبل حَفلك كما أنك قمت بتقبيلي بِنهمٍ أثناء حفلتك و ها نحن ذا سوياً"

"اللعنة، أنا أشتاق لك حتى أثناء تواجدك بقربي"

مال برأسه و نَظر لي بينما يصغر عينيه بشك

" يون، هل تُخفي شيئاً ما؟ أعلم جيداً أن التوتر يتراقص داخلك"

تنهدت بتعبٍ فكوب وجنتي وقَبَل شفتاي ثم مُقدمة أنفي

"عزيزي فلتهدأ و اخبرني ما المشكلة"

"المُشكلة هي أنني سيءٌ في تقديم الهدايا"

اخبرته بسرعة فاتسعت ابتسامته و تَحولت لضحكاتٍ ناعمة

"هدية؟ هل أحضرت واحدة لي؟"

أومأت فهمهم مُتفهماً

" و ما تكون هذه الهَدية، هيا أرغب برؤيتها"

ابتعدت عنه و سِرت نَحو حًقيبتي فَلحق بي كالطفل الصغير و حاول رؤية ما أُخرج منها

وضعت العُلبة الصغيرة في يده بِسرعةٍ و أغمضت عيناي

يا لي من فاشلٍ و عديم الرومانسية، مُبتذلٌ  و مُمل
فقد أحضرت له خاتماً يحتوي على جوهرةٍ زرقاء كلون حُبنا

طال صمته ففتحت عيناي لأراه ينظر لهديتي بِصدمةٍ و سعادة

"يونغي، هذا لَطيفٌ للغاية ، يا لجماله"

"حقاً؟"

أومأ و عيناه تلمع فزفرتُ مُرتاحاً ثم أمسكت بالخاتم و وضعته في إصبعه اللطيف بعد أن طبعت قُبلةً عليه

"ماذا عنك؟ ألم تُحضر لنفسك خاتماً ذو جوهرةٍ زرقاء؟"

"أجل بالطبع فعلت"

نَظرت لجمال التفاف الخاتم حول إصبعه و بعض الأفكار الغربية بدأت تُداهم رأسي

"جيمين فلنعد الى المنزل حالاً"

ارتقى جيمين بحدقتاه الى الأعلى حيث تشابكت نظراتنا، ابتسم و لا بُد وأنه استشعر توتري

كنت أنظر له بتبعثر أثناء محاولتي في تهدئة معدل ضربات قلبي غير الطبيعية

كان من السهل على جِيمين رؤية  الشك كما لـو كان هناك معركة ضارية تقام داخل رأسي حول ما يجب عليَّ فعله تالياً

"فقط قُل لي، تحدث و أفصح عن رغبتك يونغي"

" لاحقاً، لَستُ مُستعداً بعد"

****************

في ذات الليلة و بعد نهاية الحفل يسير يونغي في شِقته بينما قَطرات الماء تُقطر  من شعره الرطب

في يده يتموضع هاتفه و ابتسامةٌ راضية رُسِمت  على وجهه بينما يقرأ المقالات التي تتحدث عن قبلتهما في حفله اليوم

ضوضاءٌ من المَطبخ جذب انتباهه و لم يكن سِوى جيمين الذي يُعد لنفسه كوباً من القهوة

"كتلتي الصَغيرة ظننتك لا تزال نائماً "

قال بمرحٍ بينما يُحيط خصره و يعانقه من الخلف

"يونغي أخبرتك مِراراً ألا تقترب مني حين يكون شعرك بهذه الرطوبة"

لكن يونغي لم يكترث بما قاله بل حشر رأسه في عنق صغيره الذي ضحك و حرك رأسه بيأس

"قِط مُشاكس"

"هل أزعجك صوت الماء اثناء استحمامي؟"

نفى جيمين بينما يحرك المِلعقة داخل كوبه و يمزج القهوة مع الماء الساخن

"لا، بل اتصال دراكو بك هو من أيقظني، صدقاً عليك التحدث اليه بلطفٍ أكثر"

"يُفترض به تحمل مزاحي، لم يجبره أحد على أن يكون مدير أعمالي و صَديقي"

استدار الكاتب مُواجهاً يونغي بينما يتذوق القليل من مشروبه 

"و ما الذي يرغب به دراكو؟"

"زوجته قامت بدعوتنا الى منزلها لتناول العشاء غداً"

انهى يونغي جُملته و انحنى ينوي تقبيل شفاه حبيبه لكن تلك الأصابع الصغيرة المُنتفخة أوقفته

"أنت حددت موعداً لتناول العشاء دون سؤالي عن رغبتي في ذلك"

قلب شاحب البشرة عيناه و أومأ بقلة صبر فجميع رغباته في هذه اللحظة تنحصر حول تقبيل جيمين و شفتيه العذبة

"أجل،أعني أتصدق تتم دعوتنا الى العشاء كثنائي، أليست هذه حياة المتزوجين؟"

"نحتاج الى اقتناء قِطة، ربما جرو كذلك لإتمام العائلة"

ابتسم يونغي لهذه الفكرة بحماسٍ ثم تحدث بصخبٍ ينم عن فرحته الشديدة

"سيكتب أعلى بطاقات الكريسماس 'الى عائلة مين' يا الهي هذا يجعل قلبي يخفق بشدة"

"عائلة مين؟ لا لا قطعاً لن أتخلى عن اسم عائلتي، بالإضافة الى أنه يمكنك أن تكون بارك كذلك "

قال جيمين بينما يُبعده عن طريقه و يتجه نحو غرفة المَعيشة و لم تكن سوا لحظاتٍ معدودة قبل أن يستمع لتذمر يونغي 

"ممل، سأمتلك أكثر الأسماء مللاً على الإطلاق إن كُنت بارك يونغي، أعني انظر الى القافية في اسمك حين تتم دعوتك بمين جيمين، أليست جميلة؟"

وقف جيمين أمام النافذة الكَبيرة مُراقباً أضواء المدينة و من الانعكاس أمامه لاحظ اقتراب يونغي منه

"هل ستؤلف أغنية عني و تدعوها بمين جيمين؟ أستطيع رؤيتك تفعل ذلك بالفعل"

"أجل حين أتزوجك"

"أنت تُفصح عن مُفاجأتك، بالإضافة الى أنني لا أحب الزواج"

تناول يونغي كوب القهوة من يد جيمين و شرب القليل منه ثم تساءل

"ماذا عن امتلاك جرو و قطة، ما كان كل ذلك"

"مجرد أحلام؟ ما بِك هل أخذت الزواج كخطوة جِدية؟"

همهم يونغي مستنكراً ارتباك جيمين الطفيف ثم طرح عليه سؤالاً قد بدأ بأخذ حيزٍ من تفكيره

"هل ستهرب إن عرضت عليك الزواج مني؟"

قلب جيمين عيناه و نفى برأسه ثم استعاد كوب قهوته من يد يونغي

"توقف عن ذِكر هروبي، لن أهرب منك مُجدداً ثق بي، و لكن إن عَرضت عليَّ الزواج سأقبل بالخاتم و أرفض عرضك"

ضحك يونغي و أحاط خصر جيمين يشد عليه بِتملك

"هذا يُحطم قلبي، ألا تُحبني الى حد رغبتك بالزواج بي؟"

مازحه القول لكن الكاتب أجابه بِصدق، فهو يعلم جيداً أن نوع الأسئلة التي يقوم يونغي بطرحها مُزاحاً تتخللها بعض الجِدية

"لأنني أحبك لا أرغب بالزواج بك، كُل ما في الأمر هو أن الزواج من وجهة نَظري مجرد حياةٍ روتينية و الروتين قد يقتل ما بيننا من حُب و هذا ما أخشاه تحديداً، و كذلك العلاقات الزوجية في مُحيط عائلتي كانت الأكثر فشلاً لذا أخشى هذه الخطوة بعض الشيء"

"لطيف، تَخافُ أن يموت حُبنا و أنا أخشى الموت في حُبك "

أمسك يونغي بِيد مَحبوبه و شَد عليها ثم رفعها نحو شفتيه و قَبل الخاتم ذو الجوهرة الزرقاء

"في الواقع لن أُمانع الموت في سبيل حُبك مولاي، كيف لك أن تسمح لأفكارٍ كهذه بالسيطرة على عقلك، فمين يونغي الجندي الشجاع لن يتوقف عن حُب الملك مين جيمين يوماً "

"أيها المُبتذل لن أتزوج بك "

"ستفعل و إن لم تفعل سأجبرك على ذلك "

حرك جيمين رأسه نافياً بحزم

"لا مُحال و لن يتغير قراري"

وضع يونغي يده على قَلبه مُؤدياً أحد مَشاهده الدرامية

"أنت لا تُحبني، فقط دعنا ننفصل"

"أنا أحيا بِحُبك فالحب شيءٌ لن أشعر به الا لآزول خَاصتي فقط "

أفصح جيمين عن مشاعره فانخفض يونغي برأسه قليلاً و قام بِعَض تلك الوجنة المُنتفخة ليتذمر صاحبها

"تزوجني وحينها سأصدق كلماتك اللعوبة هذه كتلتي الصغيرة"

"إن تزوجنا ستراني في كُل صباح، حتماً نَظاراتي الطبية بجانب كُتبي ستُشعرك بالملل بالإضافة، تذمراي اللانهائية حول عدم تنظيمك ستصبح روتيناً مُزعجاً و حين أختلي بنفسي لأيامٍ دون اي رغبة في الحديث أو التفاعل معك ستجعلك تفقد اهتمامك بي، و دعني لا ابدأ بحياتنا الجنسية التي لن تكون أحد اهتماماتك أو رغباتك بعد سنواتٍ طويلة من الزواج"

توقف جيمين عن الحديث حين أبصر ابتسامة يونغي الحَالمة

"ما بك تبتسم هكذا يونغي"

" لا شيء، فقط أكمل الحديث عن حياتنا الزوجية"

تنهد الكاتب بيأسٍ و تابع سرد مخاوفه على مسامع حبيبه

"يونغي قد أتجاهلك لأيامٍ عدة دون شعورٍ مني فقط لأن كتاباً ما قد جذبني، و تعلم أكثر ما أخشاه؟ هو رؤيتك حزيناً بسبب أفعالي، لن أحتمل الأمر لذا لا لا يمكنني الموافقة على الزواج منك"

استطاع يونغي تفهم خوف جيمين الدفين مما يُدعى العلاقة الزوجية المُملة

و لم يكن يونغي الرجل الذي أراد دوماً الزواج و الاستقرار مع عائلته بل وضع دوماً عمله و الموسيقى قَبل أي خُطةٍ أُخرى

لكن الزواج من جيمين؟ هو شيءٌ حتماً سيضحي  لأجله بكل ما يمتلكه

"أتعلم عزيزي صغير الحجم؟ يمكنك قراءة كتابك بينما تجلس في أحضاني و أطبع قبلاتٍ على وجنتيك و كتفك، أنت بالفعل كثير التذمر منذ لحظة لقائي بك لأول مرة،  صَدق أو لا تُصدق أنا أقلب عيناي في كُل مرةٍ تصرخ بها في وجهي و تؤنبني على عدم  اهتمامي و عن كم الفوضى الذي اصنعه، لقد  هجرتني مرتان لأيامٍ طويلة دون التحدث لي و دعني لا أتحدث عن الأيام التي تجلس فيها داخل الغرفة و تنهك نفسك في الكتابة دون التفوه بأي كلمة و في كُل يوم أزداد رغبةً بك و حُباً لك، جيمين كُتلتي الصغيرة أنت تقوم بالفعل بكل هذه الأفعال دون حاجتنا الى الزواج ، و يا الهي قلبي يكاد يصرخ باسمك عالياً لشدة حبي لك "

نال الصمت منهما لبرهةٍ من الوقت ثم ضَحك جيمين بخفة

"كان يجدر بك الالتحاق بكلية الحقوق يونغي"

رفع يونغي حاجبه باستنكارٍ و تَساءل عن سبب هذا القول الغريب

"مُثيرٌ للاهتمام، ولكن لماذا؟ "

"تمتلك قدرة عجيبة في الإقناع "

"هل توافق على الزواج بي جيمين؟"

"لا"

أجاب جيمين ثم ضَحك بشدة حين بهتت ملامح يونغي

"أخبرني يونغي، ما الذي ستفعله لي إن تزوجنا؟ قُل كُل ما تراه في رأسك عن فكرة زواجنا"

ابتسم يونغي وطبع قبلة صغيرة على جبهة جيمين ثم أمسك بِكوب القهوة وتخطاه متجهاً نحو هاتفه المُلقى بإهمالٍ على الأريكة

أفلت الكوب على طاولةٍ صغيرة ثم ابتسم حين عثر على مُراده في هاتفه

كانت لحظاتٍ معدودة قبل أن يعود اليه و تصدح اغنية إلفيس Can't help falling in love 

"اذن دعني أخبرك قولاً و فِعلاً كذلك"

همس و أفرج عن كفه يدعو محبوبه لرقصةٍ أسفل أضواء المدينة الخافتة و في مكان جيمين المفضل

استوطنت يد يونغي على خصر كاتبه النحيل ثم جذبه نحو جسده عندما رأى مسافة بينهما

عض جيمين على شِفته بإثارة و رفع يديه ببطء من صدر يونغي الى كتفيه العريضين و تمايل الاثنان بخفة

"مشاهدٌ كهذه هي ما يأتي الى رأسي حين أفكر بنا كأزواج"

قهقه جيمين و مال برأسه مُقبلاً ذقن يونغي ثم همهم برغبةٍ في سماع المزيد

"أرغب بالرقص برفقتك هنا و في غرفة المعيشة و كذلك في مطبخنا و غرفتنا و كل بقعةٍ تراها عيناك"

خفض يونغي رأسه قليلاً ووضع شفتيه عند أُذن جيمين وهمس أثناء استمرار جسديهما بالتمايل على الألحان بِرقة 

"قد تبدو لك كأحلامٍ رومانسية مبتذلة, حتماً أن ما تفكر به الأن هو 'ما هذا الهراء الذي يتفوه به يونغي الأحمق أيعتقد بأن الزواج كفيلمٍ رومانسي', في واقع الأمر أجل برفقتك أعجز عن التفكير بسوداوية, جيمين، بجانبك أنا في عالمي الأزرق و المشرق"

انحنى يونغي بجسد جيمين الى الخلف و استغل الفرصة لتمرير  مقدمة انفه على نقاوة رقبته و استنشاق عبقه اللذيذ 

ثم ارتفعا مجدداً و عادت صدورهما للالتصاق كما فعلت أعينهم , تشاركا ابتسامة لطيفة و قبلة شفاهٍ سطحية و صغيرة

"حين نتزوج سأقوم بإثارة الفوضى هنا و هناك, كما أنك ستفقد أعصابك في كل مرةٍ تدخل الى الاستوديو خاصتي و ترى أكواب القهوة المتجمعة على طاولتي بالإضافة الى الكثير و الكثير من الأوراق, و دعني لا أخبرك بحقيقة أنني أصبح كثير الكلام حين أكون برفقتك الى الحد الذي سيجعلك تصفعني, لا أستطيع الاعتناء بوجباتي و قد أهمل الطعام لمدة يومٍ كامل و في بعض الأحيان أعود متأخراً الى المنزل , و دعني لا أتطرق الى حقيقةِ أنني أصبح أكثر الأشخاص صخباً حين أثمل"

حرك جيمين يديه برفقٍ الى مؤخرة عنق يونغي و ألصق جبهتيهما ضد بعضها ثم أغمض عينيه مستمتعاً بسماع صوت عشيقه العميق

"أنت تعلم بالفعل من أكون و ما هي سلبياتي و عن أفعالي التي تثير جنونك و غضبك دوماً و على الرغمِ من ذلك شاركتني الحب و لم تفقد مشاعرك نحوي"

ابتسم جِيمين و أخفض رأسه ليستغل يونغي الفُرصة و يمرر قُبلة على جبينه

"علمني شخص ما الإفراط فِي التفكير فِي العواقب الوخيمة لكل ما أفعله، لأنه اعتقد أن الوقت ليس لَه رفيق و لهذا يجب أن اخشى سُوءَ العاقبة و أكون حذراً في كُل أفعالي ..."
استنشق جيمين الهواء بعمق الممزوج برائحة عطر يونغي قبل أن يرفع رأسه و يستأنف حديثه
" لكن معك سأحب أن أخاطر بِحُصن مدينة لطالما مَنعت أي شخصِ بولوجها، همم الزواج منك؟ أنا على يقين أنها ستكون مُغامرة مأمونة العواقب يونغي "

نظروا إلِى بعضهم البعض مع بريق يتوهج في عيونهم ، يفيض بالشغف مع كُل ميلٍ لعقرب الساعة و قُبلة بَصرية تبادلاها

كَانت نِهاية الأغنية بداية لقناعةٍ جديدة و رِحلة ثقة سيستغرق جيمين الكثير في خوضها، فبرفقة يونغي يُبصر معانٍ جديدة للحياة بعيداً عن مُعتقدات عُزلته السابقة

و كذلك الأمر مع يونغي الذي وجد الحب في كنف شخصٍ لا يُشبهه سِوا بِوصف الحب على أنه أزرق اللون

"أزول خاصتي، ألهذا السبب أصابك التوتر حين اهديتني الخاتم؟"

"حين أمعنت النظر بالتفاف الخاتم حول اصبعك رأيت استقراراً لم أشعر به من قبل، لم تعد رغباتي عشوائية بل شعرت برغبةٍ في تكوين أُسرة برفقتك، الاستقرار ضالتي و حين عثرت عليها برفقتك أصابني التوتر"

ثبت جيمين يديه على صدر يونغي و ارتفع قليلاً بجسده يُقبل عيني محبوبه الحادة

ثم تجول بشفتيه في أرجاء وجه يونغي حتى وصل الى الشفاه الرقيقة

جمعهما بقبلةٍ تمزج العنف بالحب و الرقة و كذلك الشغف المميت ، قُبلة كادت تستهلك أنفاسهما

تعبث ألسنتهما ببعضها و شفاههما تُقلد مَشهد رقصهما السابق

تسلق جيمين جسد يونغي و أحاط خصره بساقيه مُتابعاً تَقبيله و تَذوق رحيقه بينما يداعب تلك الخصلات الشبه مُبتله

"يونغي"

همس جيمين قبل أن يعود للانغماس في قُبلتهما و يسمع همهمة يونغي المستمتعة 

"أنا مُستعد"

قال الكاتب ليتوقف يونغي عن تقبيله و يميل برأسه مُستفهماً

"للممارسة؟ عزيزي نحن قمنا بممارسة الحب مئات المرات لِمَ عليك اخباري باستعدادك؟"

زم جيمين شفتيه ثم انفجر ضاحكاً بينما ينفي برأسه

"يا الهي يونغي، لِمَ مُجريات الأحاديث الرومانسية تأخد مُنحناً فُكاهياً برفقتك"

رفع يونغي كتفيه بجهل فكوب جيمين وجنتيه و ربت عليها برقة

"أنا مُستعدٌ لأي مُغامرةٍ ستأخذني اليها، لأنني أثق أن كُل مكانٍ و كُل لحظةٍ برفقتك ستكون الأجمل على الاطلاق أزرقي"

أشرقت ابتسامة يونغي و حصلت شفاهه على مُداعبة رقيقة من إبهام جيمين

"آزول آهٍ كَم أُحبك ، أرجوك كُن رَحيماً بقلبي فما أنا بفاعلٍ من دون حُبك"

طبول قلب يُونغي قُرعت إثر نبرة كاتبه العاشقة فأجاب همسه بهمسٍ مثير قبل أن يُعاود تَقبيل انتفاخ شفتيه

"فقط انده لي باسم آزول و سوف أنتشلك من كل لحظات حزنك و أخذ بيدك الى عالم حُبنا الأزرق"

***********

النِهاية

اوحح خلصت ازول بسرعة أحس ، كانت اول عمل الي بعد اختفاء طويل و أقرب عمل لقلبي بعد آنجيلوس

آزول هي هديتي لكتلتي الصغيرة يلي عطتني الهام وشغف
لكل كلمة بالرواية ، احبك  ymadmselle

ملاحظة سعيدة، أزولي رح يكون الها سبيشل بارت لطيف

Continue Reading

You'll Also Like

53.7K 4K 9
الفتىٰ الّذي وقعَ في حُبّ السّماء. - جميعُ الحقُوق تعود لِي. لم يتمّ إقتباس شيء،ولو كانَ هُناك تشابه فهذِه حَتمًا صُدفه. Top : yoongi.
240K 9.2K 27
[ ADULT CONTENT ]. _ كنت سعيدة انني سأكمل دراستي وأدخل الجامعة حتى تلقيت صدمة غيرت كل مخططاتي. _ _ العد العكسي لنهاية حياتكِ قد بدأ.. احذري. _ _...
104K 8.7K 30
مَنجَم الذَهب يقبع بَين عينيك العَسلية أيُها المَلك المُسَيطر : يونغي
2M 114K 21
ما الذي سيحدٌث عندما يقع المراهق الإيطالي تايهيونغ، في حٌب تلميذ والده الباحث المٌبتدئ جونغكوك كوري الأصل. لطالما ربطتٌ الوجود بالشعورِ والموسيقى فـ...