الخطايا السبع || The 7 sins

By VIP097

29.2K 3.4K 6.8K

(نقيّة تَماماً من الشُّذوذ) "لست ضعيفاً لكنّ العدو كان صديقي" لم يقتلْني عدوِّي قتلَني صَديقي... لم يقتلْنِي... More

Intro
- 1 -
- 2 -
- 3 -
- 4 -
- 5 -
- 6 -
- 7 -
- 8 -
- 9 -
- 10 -
- 11 -
- 12 -
- 13 -
- 14 -
- 15 -
- 16 -
- 17 -
- 18 -
- 20 -
- 21 -
- 22 -
- 23 -
- 24 -
- 25 -
- 26 -

- 19 -

1.4K 146 309
By VIP097















عدنا ❤️❤️










شروط البارت القادم

100 Vote












~~~~~~~






















استلمت الدفعة الأخيرة من المجندين الجدد بدلاتهم وأحذيتهم العسكرية وتلقوا بعض التعليمات...

"جونغكوك لم تستمر بارتداء القبعة انزعها "

"أريد ارتدائها وحسب "

"هل يعقل أنك خجل من إظهار صلعتك لقد رأيتها بالفعل "

"اسكت و دع القبعة مكانها "

بعد لحظة واحدة نزع القبعة

يطل بنظرات غريبة على انعكاس صورته في المرآة....ويقوم بحول عيونه على صورته

يتنهد تاي قائلاً

"أشك أن الحلاق حلق دماغك أيضاً وليس فقط شعرك "

غارق بعالمه منشغل بتقييم شكله بشعره الخفيف جداً





يهمس تاي

"بالمناسبة لم جيمين غير حليق الشعر "

"وما أدراني إنه ابن بارك وما ينطبق عليه لا ينطبق علينا "

تقصد كوك رفع صوته...و رأس جيمين بالمقلوب ظهر فجأة مع نزول خصلات شعره

"لماذا تتهامسان عني..."

صفع كوك رأسه

"عادتك التي لا تتركها تتدلى من سريرك فجأة "

"أنا لن احلق شعري مهما كلفني الأمر...ما القوانين التافهة التي يضعونها ما علاقة قص الشعر بالذهاب للجيش "

وهو ينظر لتاي قال ذلك وأجابه الأخير إجابة تلخص السبب الكافي والمبرر وهو يعقد ساعديه ضد صدره

"هذا الأمر متفق عليه عالمياً بكل جيوش العالم...إنه نوع من التماثل بيننا..تسريحة شعر موحدة قد تساهم في خلق روح الانتماء والتوحيد بين الجنود و ذلك يقضي على الفروقات الاجتماعية...أضف إلى ذلك النظافة الشخصية لتسهيل عملية غسل الرأس...لا يعقل أن تقضي فترة الجيش بالعناية بنظافة شعرك...بسبب العرق والتراب والطين خلال التدريب من وقت الاستيقاظ من النوم حتى وقت النوم...فتخيل كم مرة يجب عليك ان تستحم لو كنت تمتلك شعراً طويلاً... وأيضاً العامل النفسي أن حلاقة شعر الجندي ضد رغبته نوع من أنواع قمع الشخصية وتعويد المجند على إطاعة الأوامر....لأن فترة الدورة العسكرية هي فترة تدريب لك كأسير حرب تحرم من النوم و من خصوصيتك وتطيع الاوامر و يحلق شعرك كنوع من الإهانة لك "

"إهانة قمع !! ما هذه المفاهيم أنا لا أقبل بها.. ثم لم تتحدث وكأنك تلقي خطاباً "

"هل تظن أنك أتيت للجيش كي ترتاح...ما ينطبق علينا سينطبق عليك..وأجل أنا تدربت على تلك الطريقة بالحديث لأني مشروع معلم بالمستقبل "

"دعه تاي لن يفهم ...لكن ما أنا واثق به أن الضابط مين لن يدعه وشأنه..."

"اخرس كوك !! "

ويعيد جسده لسريره وتاي ينظر لوجه كوك المستفز بالنسبة لجيمين ويظل كوك يضحك بسخرية...وجيمين يقول

"اللعنة عليك وعلى تاي كلاكما وعلى الضابط مين "

يرتفع حاجبي تاي وكوك يقول

"هذا هو جيمين ماذا تظن أقدم لك بارك جيمين "

" لا يعنيكما شعري ولا أي شيء يخصني اهتما بشؤونكما فقط !! بالذات أنت جونغكوك "

"وكأني أقتل نفسي بشؤونك جيمين ! "

"ما هذا لم الصراخ...إن فترة بقائنا بالجيش ستطول لا نعلم لمتى ومنذ البداية ونحن هكذا..."

"اسمع تاي حينما نخرج من الجيش قدم طلباً لدى والده حتى يتم توظيفك بسرعة كما ساعدك في المرة السابقة ! "

بطريقة ساخرة متهكمة...فهم كل من تاي وجيمين الرسالة المبطنة...فقبلاً ذكر كوك أمام جيمين أن تاي التجأ لوالده ولم يساعده...لكن كل ما قاله جيمين

"حسناً هنالك خطأ ما بالنسبة لموضوع طلبك تاي وإن لم تصدقا فلا يهمني...فقط دعاني وشأني اعتبرانني غير موجود "

"حسناً عددنا اثنين هنا كوك اتفقنا "

"أجل اتفقنا تاي "

وكأنما شكلا حلفاً ضد جيمين...والذي استلقى وأعطاهما ظهره لا يبالي...

جيمين لا يعرف عن طلب تاي وأي طلب بالذات وأنه ذاته الذي قام بإلقائه بالنار....

"لا يمكنني أن أنس مساعدته لي حينما كنت بأمس الحاجة لذلك كوك..."

همس بهذا تاي ملتفتاً وكأنه تذكر أمراً ما

"من هو الضابط مين كوك ؟"

ورأس جيمين تدلى للمرة الثانية

"ها ماذا جيمين أنت قلت اعتبرانني غير موجود "

تجاهله قائلاً موجهاً حديثه لتاي

"إنه أحقر ضابط بالعالم يدعى الضابط مين يونغي "

"الضابط مين سيشويك جيمين "

"يا رجل أنا أرتجف "

و أعاد رأسه للأعلى...

يجيب كوك على سؤال تاي

"ستراه غداً صباحاً حسناً بداية طوله لن يغريك إنه أقصر مني ومنك هو بطول جيمين تقريباً "

و تدلى رأس جيمين للأسفل مرة ثالثة

"هل تعني أن طولي لا يغري جونغكوك "

"عد إلى سريرك وكفاك إزعاجاً لنا "

وعاد لسريره...

اكمل كوك حديثه عن الضابط مين

"لكنه مخيف جداً... بشرته فاتحة كأنه أوروبي ملامحه حادة وهو خشن الطباع الجميع يخشاه هنا "

وتدلى رأس جيمين للمرة العاشرة

"ما عداي أنا لا أخشاه "

ضرب تاي على صدره وكوك على جبهته مستاءان من هذا الفتى الذي لا يمل ولا يكل

جيمين ومين متلازمين....

أينما يذكر يونغي يذكر جيمين هذه قاعدة سائدة في الجيش....

بعد قليل

"بل عشيرة كيم هم الأكبر !"

"لا عشيرة بارك الأكبر !"

والآن لدينا مناورة حادة في الحوار على العشائر كل يعتز بالعائلة التي ينتمي إليها...

هذا حوار الجهلاء في الحقيقة...لكن بين الحين والآخر تشتد النزعة العشائرية والانتماء مع دم الشخص وكل يعتز بعائلته مهما كان....

"كوك من العشيرة الأكبر كيم أم بارك "

استعان تاي بصديقه

"لا هذا ولا ذاك إنها جيون "

خذله ذلك الخائن...أظلمت ملامح الاثنين على مزحة كوك بجدية الموضوع الهام الذي يتناقشان حوله

يتحدث جيمين وهو يكتف ساعديه

"حسناً عشيرة كيم كثر وأكثر من بارك بقليل جداً جداً لكن أبناء عشيرة بارك كلهم أطباء ومهندسين و وزراء و ذوو مناصب كبيرة "

تلك كانت إساءة واضحة لعشيرة كيم...هجم تاي على رأس جيمين وبالتحديد شعره ليقبض على عدة خصلات ويشدها...يبادله الآخر ذات الشيء لكن بشد الخدود...

"من الجيد ألا تحلق شعرك كي أقدر على شده..دع خدي أيها الحقير"

"أنت أفلت كي أفلت "

"واحد "

"اثنان "

"ثلاثة !! "

وظلا متمسكين ببعضهما...أحدهما بالشعر والآخر بالخد

" أرأيت كاذب لم تفلت ! "

"بل أنت الكاذب !...أفلت كي أفلت "

ما زالوا باليوم الأول وهكذا

مجرد أغبياء










.
.
.
.













وعلى الرغم من تفاهة ما حدث وسطحية المحادثات التي جرت والثرثرة هنا وهناك

حينما تبدأ لحظة الخلود كل لفراشه...

وكل منهم الثلاثة واقع بتساؤل ماذا يخبئ لنا الغد

هو ليس فضول وليس ترقب بل لأنه ليس بيدهم سوى الانتظار

"كوك "

نادى بصوت منخفض

"كوك

هل نام "

و زفر بقوة متقلباً للجهة الثانية...

هو لا يزوره النعاس مهما انتظر مجيئه

إن كان جاره في الأسفل نام...ماذا عن جاره في الأعلى

"جيمين هل نمت "

"همم "

"لكنك ترد علي إذاً أنت لست نائم "

"ماذا تريد مني ؟"

"افتتح أي حديث أنا لا أستطيع النوم "

"هل أحكي لك قصة قبل النوم "

ساخراً من تاي

"أجل أريدها نهاية سعيدة "

سخر الآخر

وسكت لهنيهة متحدثاً بعدها

"جيمين أنا أشكرك ثانية على ذلك اليوم الذي ساعدتني فيه...ممتناً جداً لك بداخلي "

"حسناً لا يهم "

"أنا أعلم أنك شخص جيد أنت لم ترض الظلم ولحقتني كي تساعدني ذلك اليوم "

فاجأه بقول ذلك فثار بطريقة مبالغ فيها

"لا أهتم كيف تنظر لي أنت أو غيرك ولا يهمني أن أكون شخصاً جيداً سوى من منظوري أنا "

"حسناً أنا لا أصدق أسلوبك الفظ بل أصدق أفعالك...تصبح على خير"

و ركدت ملامح جيمين على تعبير لا يوصف

هل هو حقاً شخص جيد كما يقول تاي....

بعد شد الشعر والخدود أقفلت ستارة هذا اليوم بهذه الطريقة










.
.
.
.













ضوء القمر يتسلل من النوافذ على بقع مختلفة على إحدى غرف المهجع التي تضم كلاً من الثلاثي....

سلام وهدوء ينتشر بجو الغرفة حيث العيون نائمة والأجساد ساكنة....لا تسمع سوى أنفاس خفيفة من النائمين

لقي النوم صعوبة حتى وقع تاي بأحضانه...ظل عقله سارح بشتى محطات من حياته....

هذه هي الليلة الأولى التي يبيت بها خارج المنزل...وينام على سرير غير سريره....هذه هي المرة الأولى التي تنام فيها والدته وحدها من دونه

ناهيك عن دفاعات جسمه ضد النوم بمكان جديد لم يألفه بعد...

الشيء الوحيد الذي ألفه تاي هو وجود كوك...هذا أراحه بعض الشيء

شعر بطمأنينة ما...أن هنالك شخص يعرفه بين كل هؤلاء الغرباء

لحظة في الأعلى ينام جيمين فتى الخاتم...يا للسخرية تبين أنه ابن بارك...

هل على تاي أن يكن له مشاعر سلبية لأنه ابن بارك

لا سيظل شاكراً لوقوفه معه ذلك اليوم في الوقت الذي وقعت فيه طريحة الفراش وحاجتها الماسة للدواء

في حاجتنا لن ننس ما حيينا الشخص الذي يظهر ويغيثنا....

ولن ننس من يختفي ويبقينا نتخبط بحاجتنا

تجاوز تاي طريقة حديث جيمين المستفزة بوجود كوك قبل بعض من الوقت

أنه لا يقتل نفسه ليكون صديقاً له وأن ما حدث بينهما تبادل منافع لا غير









صرير سرير كوك الذي يقع تحت سريره صدر...ازداد الصرير و رافقه صوت تمتمات غير مفهومة

أغمض تاي عيناه يحاول العودة إلى النوم ثانية...ومرة أخرى صوت أعلى جعله يفتح عيونه

أشبه بأنين...وبكاء مكتوم

رفع تاي جزئه العلوي مجبراً حينما بات صوت أنين جونغكوك واضحاً و جداً...

انسل من سريره وأخفض جذعه وأخذ يهز جسد كوك...

"جونغكوك انهض جونغكوك "

يتقلب جسد النائم داخل الكابوس...يعتصر عيونه

قبض تاي على كف كوك وحاول رفع جسده لأنه لا يستجيب بالصوت ولا الهز...بات كوك بوضعية قائمة

طرقات خفيفة على خدي كوك

وانفتح ستار جفونه شاهقاً يتلفت حوله باضطراب شديد وأنفاس مقطوعة

وما هرب منه بالكابوس وجده ماثلاً أمام عيونه

تايهيونغ

بكابوسه كان يصرخ بوجهه...بل طعنه بسكين

وبالواقع الآن قابله بوجه رحيم وعيونه قلقة...ويداه على كتفيه

"إنه مجرد كابوس...جونغكوك هل تسمعني"

تهتز حدقتي الفتى وتثقل بدموع كادت تنهمر وكل ما فعله أنه صر على أسنانه وضغط بكفيه على أذنيه منتحباً بصرخة ابتلع خنقتها بحنجرته

وحرر جسده من يدي تاي رامياً الغطاء هارباً للحمامات

كما سيظل هارباً من الحقيقة....

حدق تاي بظهره بتساؤل كبير...

كيف سيتحمل كوك كل هذا...عاد تاي بقربه جدا بل بذات الغرفة....

هرب منه...

هل يمكن أن يهرب الإنسان من قدره

وصوت أحد الجنود من الأسرة المجاورة

"إنه كل يوم هكذا يزعجنا بكوابيسه ويقطع علينا راحتنا فلينتقل من غرفتنا !! "

أعطاه تاي نظرة كارهة و رافضة للكلام الذي سمعه

"عد لنومك بلا تعليقات غير مجدية "

"وأنت ما علاقتك ؟"

"أنت لا تعلم ما يعانيه غيرك وتريد النوم فقط !! "

التفت الجندي للجهة الأخرى يتمتم على تاي بشتائم عدة

"أنه بالفعل كل ليلة هكذا...كل ليلة أسمعه بنومه "

جيمين تحدث من سريره...ويبدو أن الصوت لم يكن سبباً لاستيقاظ جيمين...هو مستيقظ من قبل..وصوته الغير ناعس دليل أنه لم يكن نائماً

خلال الأيام القلائل الماضية جيمين كان يشهد على اضطرابات نوم كوك....

وتأبى تاي الكلام...إلا أنه بخلده أضمر وفكر

كوك ما زال يعاني ولم يتخطى وفاة والده ولا طريقة حياته....

ولذا هرب إلى الجيش فجأة...أراد أن ينس بأية وسيلة

لم يكن الأمر بهذه البساطة







ولما عاد كوك ذاته الجندي رفع جزئه العلوي وظل يتبع بنظراته تحرك كوك نحو سريره

يبدو أنه موشك على نشب شجار

" ألا ترى كيف توقظنا كل ليلة مرعوبين بسبب نحيبك وأنينك...جد حلاً ما أو انتقل من هنا !! "

تعليق جانبي من ذات الشاب...اضطرمت عيون كوك بنظرة حادة

"لا تنظر لي هكذا.. لم لا يعفون من الجيش المرضى النفسيين الذين يعانون من اضطرابات بالنوم !! "

"أنت المريض النفسي الوحيد الذي هنا يا هذا !! "

لم يتحمل تاي السكوت أكثر على الكلمات الجارحة بحق كوك

"دعه تاي "

نهاه كوك عن الاستمرار بالجدال بصوت منخفض

لم تلن قسمات وجه تاي بسهولة بل ظل يطلق شرارات مع نظراته ضد ذلك الذي جرح كوك بكلام...

"أنت ما علاقتك بالذات أنا لا أتحدث معك !! "

"إن لي كل العلاقة إنه صديقي يا هذا ! "

"هه صديق يا لها من مبادئ تافهة...هل ستضحي بروحك وحياتك لأجله كذلك في الحرب...أنا أنتظر بفارغ الصبر ما ستثمره هذه الصداقة "

كل ما دار من حديث عن الصداقة كان سطوراً بعقل جيمين وكأن الجندي الوقح يقرأ أفكار جيمين

جيمين عالقاً بتفكيره هو موقف تاي الحاد و دفاعه عن كوك وكأن أمر كوك له ويخصه هو لا كوك...





عاد كوك واستلقى بفراشه وكذلك تاي فعل...







~~~~~~~















قبيل طلوع الشمس













"استيقظوا أيها الجنود !! "

صوت صارخ مع طرق قوي بعصا حديدية مغلفة بجلد أسود على الباب من قبل العريف هوسوك

"استيقظوا !! "

وطرق طرق مزعج

"خلال خمس دقائق سيكون الضابط مين مزروعاً هنا !! "

وكأنها صعقة جعلت من النوم يطير بذات اللحظة من عيون الجنود

قفزوا من الأسرة وكادوا يصطدمون ببعض كل يبدل لباسه ويخرج بدلته من خزانته وكذلك الحذاء بسرعة البرق

"تاي انهض بسرعة أيها الاحمق الضابط مين سيقتلنا بسرعة !! "

يهزه هزاً عنيفاً...وتفتحت عيون تاي...والإدراك كان مغيباً للحظة وتسائل ماذا يفعل كوك عند سريره وفي بيته...

"نحن في الجيش أيها الأحمق هيا انهض "

وقفز تاي يحرك رأسه يمنة ويسرة يرى الجميع يتراكضون

"ماذا يحدث ؟"

"تجهز وارتدي بدلتك وحذائك و رتب سريرك في الحال وإلا سيعاقبك الضابط مين "

قالها وهو يخرج بدلة تاي من خزانته يرميها بوجهه

"ارتدي بسرعة "

"أريد الدخول للحمام أولاً ! "

"احبسها سنتأخر !"

"ما الذي تقوله؟؟!..ماذا عن جيمين ألن نوقظه "

"هو لن يستيقظ لا تتعب نفسك "

و ركض تاي للحمام حتى قبل أن ينهي كوك جملته..

يبدو أن الوضع لديه متأزم

بعد دقائق معدودة

"إنه قادم إنه قادم "

أحد الجنود ركض و تركن بجانب سريره

كما فعل كل جندي

بقلب كل هذه الزلزال ودبيب الأحذية والمناوشات بالكلام بين الجنود

هنالك من يغرق بالنوم ولم يرف له جفن بل يحتضن الأغطية الوثيرة بكل حب...ويهمهم مستمتعاً







"أيها الجنود !! "

نداء بكلمتين جعل من الهمس ينعدم في الغرفة...حتى وقع الإبرة ستسمعه

يتجول الضابط مين ويعقد ساعديه عند ظهره...وكأنه في جولة تفتيش

يقف كل ثلاثة جنود عند أسرتهم...باستقامة ظهر و عيون لا ترمش

هذه أول مرة يدخل الضابط مين مداهمة على الجنود

لقد انتظر حتى اكتملت الأعداد والآن سيباشر مهمته

بالفعل وجدهم مجموعات كل مجموعة ثلاثة جنود...كل مجموعة تقف عند الأسرة خاصتها

ما عدا مجموعة واحدة تألفت من جنديين فقط

أنها مجموعة تاي وكوك و جيمين

تاي وكوك متواجدين

الغائب كالمتوقع جيمين

نظر إلى أسرتهما وجدها مرتبة....

البدلة والقبعة موجودتان والشعر محلوق...

"أين ثالثكما ؟!"

لم يجرؤ أحدهما على الإجابة...بل لم يجرؤ أحدهما على مقابلة تلك العيون الحادة التي تقطع القلب خوفاً من حدتها

الإجابة وصلته

تتدلى قدم صغيرة من السرير الثالث ذات اصابع صغيرة طرية وناعمة لم تذق بعد طعم الأرض الخشنة ولا قسوة و وعورة المشي والركض

تتدلى أمام وجه الضابط مين وحيث يقف خلفه جيش بالكامل

جيمين هل سيكون نسخة مكررة وتنقاد بسهولة لا سيكون متفردا بتصرفاته وبنمط حياته...

إنه وقح للغاية والضابط مين أمهله عدة فرص شفقة عليه وباعتباره غير ناضج...

لكنه لا يفهم بالكلام

طفح كيل الملازم مين...

لم يتوقف الأمر هنا بل تمتمات بدأ يصدرها من فمه النائم...إذا هو غارق بالنوم...لم يهتم للتهديدات والتعليمات التي طال شرحها بأنظمة الجيش هنا

"بارك جيمين !! "

"امم أوما لا أريد "

إذاً الضابط مين يقال له أوما...

جنود آخر زمن

توقيت خاطئ اختاره كوك حينما نظر لتاي وخرجت ضحكة من كليهما بلا سيطرة...جعلتهما يزمان شفتيهما على نظرة الضابط المظلمة....

فحينما دب النوم جيميم كان يتأخر بالنوم في القصر أمه تصرخ به باسمه الكامل بارك جيمين...الإدراك غائب لديه

يظنها والدته توقظه

إن حياة القصر مؤثرة بشكل كبير على العقل الباطن لدى جيمين

"أيها المجند أحضر لي دلو ماء واملأه من البحيرة "

البحيرة ماءها متجمد...لسعة البرد القارص خصوصاً بفترات الصباح تجعل درجة حرارة مائها منخفضة

وسريعاً عاد الجندي بدلو ممتلئ ماء

"جميعكم تشعرون بالغيظ من ابن بارك أليس كذلك إنه يتبختر عليكم ويعاملكم بتعال...هذه لأجلكم "

ورشق يونغي كامل ما حواه الدلو الخشبي متسبباً بشهقة من قبل جيمين وارتفاع جزئه العلوي...

انطلقت ضحكات خفية إلا أنها مسموعة

خصوصاً من تاي وكوك





"لا أريد أي صوت

جميعكم إلى الساحة في الحال...

ثلاثة

اثناان

واحد "

وتبخروا جميعاً من الغرفة بغضون ثوان...وكأنهم في ماراثون يتدافعون كل يبغي النجاة من عقوبة

ولا أحد منهم تمنى أن يكون بمكان جيمين

والضابط مين على انفراد معه

عداه هوسوك...وحالاً انتشل الضابط العصا الحديدية من يد العريف هوسوك قائلاً

"اذهب واجعل بقية الغرف تخلى...والتجمع في الساحة "

"حاضر سيدي "

ضارباً التحية العسكرية









استدار الضابط وحان وقت التعامل مع الطفل الي ما زال يظن أن الجيش لعبة

بحلق الضابط بالفتى جيمين الذي ما زال فزعاً من البرودة التي استوطنت جسده فجأة

نزل جيمين من سريره وشعره يمطر

إنها المرة الأولى التي يظهر بها الضابط مين هذا الوجه أمام جيمين....

كان شعر جيمين يقطر ماء...بعد الحمام المجاني الذي قدمه له الضابط مين

والغرفة تخلو من أي أحد سواهما

صوت ضرب كعب حذاء الضابط و العنق الطويل بالأرضية على رتم هادئ وبطيء زاد من الجو توتر...مع كل خطوة كان يقترب منها اتجاه جيمين كان نبضة أخرى تنضم لنبضات قلب جيمين وتتراكض مع رفيقاتها....

لا يدري جيمين لم لأول مرة شعر بالرهبة بداخله وبإنذار الخطر....

عيون الضابط حالكة ولا تحمل أي تعبير مفهوم...يطبطب بالعصا على كف باطن كفه الأيسر بكفه الأيمن وهو يقترب شيئاً فشيئاً من جيمين

توقف أخيراً وأنفاس جيمين محبوسة لشدة الخوف رغم أنه يحاول إظهار عكس ذلك

"حماماً هنيئاً بارك جيمين "

تراجع المعني خطوة للوراء والضابط يتقدم خطوة للأمام...حتى بات على الحافة من الاصطدام به

طريقة حديث الضابط معه ببرود تام...وخامة صوته الرخيمة والمتماسكة بشدة

ونظراته القانصة اتجاهه بحادتيه المصقولتين...

"العصا لمن عصى جيمين...هل تريدني أن أطبع شكل هذه العصا على جلدك...هل تحب أن تجرب ذلك

أخبرني ها !! "

يدور حوله

خائف إذاً هل أنت خائف ؟"

"ك..كلا لست خائفاً منك "

"واضح للغاية..."

توقف للحظة ثم قال بعد سحب نفس

"بارك جيمين لقد قمت بالصبر عليك وتقدير مكانة والدك على أمل أن تصبح مطيعاً...كنت ليناً معك..تغاضيت عن الكثير لكنك لا تفهم بالكلام "

"ارتدي بدلتك وإلى مكتبي أمامي في الحال

ظل جيمين منتصباً لم يتزحزح

ما زلت واقفاً تحرك !! "

اتجه الضابط للخزانة وأخرج بدلته له و رماها عليه فالتقطها

"هيا اخلع ملابسك "

لم يبدأ جيمين بعد ما زال واقفاً ذات الوقفة

"ما هذا حتى ملابسك لا تعرف كيف تخلعها هل الخدم كانوا يفعلون ذلك لك أيضاً !! "

وهجم نحو جيمين الذي ارتعد وأطاع وأخذ ينزع ملابسه خوفاً منه مع نظرات حانقة

باتت ملابسه تحت أقدامه...وتناول لباسه العسكري...

لا يدري كيف ارتداه...وجده مقلوباً وقلبه على الوجه الصحيح و شعر بنظرات الضابط تأكله

"ماذا !! إنه مقلوب مقلوب أنا أصلحه انتظرني قليلاً "

وحالاً شعر بوخز مؤلم بعظامه فها هو الضابط قام بضربه بالعصا التي بين يديه على كتفه مسبباً تجعد ملامحه ألماً

"صوتك !! "

حقد جيمين على الضابط الذي تجرأ وضربه....

أكمل ارتداء لباسه وهو يتمتم بحنق

"انتهيت !"

"حذائك أين حذائك؟! "

"ماذا تريد مني دعني وشأني لا علاقة لك بي !! "

"ارتدي حذائك وبلا كلام فارغ في الحال !! "

وارتداه...يسير وفق الأوامر كدوران عقارب الساعة...

لأنه يشعر بالخوف...إن طريقة حياته والدلال الذي نشأ عليه سيجعله جباناً هكذا حينما يقابله خوف حقيقي

"أصابك صمم سر أمامي هيا "

بتردد خطى وكل وهلة يدير عنقه يحاول سرق نظرة على الضابط...لم يشعر بارتجافه حتى

"امش ولا تخف لن أقتلك "

"ماذا تريد مني إلى أين تأخذني ؟!"

"إلى الجحيم هيا "

يوكزه بعصاه على ظهره يجبره على الإسراع في السير

المكان الذي يسيران به مألوف لدى جيمين...هو الطريق نحو مكتب الملازم مين

جعله يسبقه للداخل...واستدار جيمين بعنقه فقط حينما سمع طقة قفل الباب مرتين متتاليتين...ليقطب حاجبيه مستنكراً

"لم اقفلت الباب ؟!"

فرت ضحكة مستمتعة مقتطعة من ثغر الضابط وهو يهز رأسه بمتعة وهذا أرسل مزيداً من الخوف لجسد جيمين

"اجلس على الكرسي عندك "

"لا أريد الجلوس أخبرني ماذا تريد مني في الحال !"

"أقول لك اجلس !! "

جلس جيمين على مضض...وارتعش جسده من الرياح المنبعثة من النافذة التي فتحها يونغي لتهوية مكتبه منذ الصباح...

سيرتعش بالتأكيد واغلب جزئه العلوي مع شعره مبلول...على الرغم من أنه بدل ملابسه إلا أن ملابسه الداخلية نال منها البلل...

يسمع جيمين صوت تحرك الضابط في المكتب وخشخشة الأشياء هنا وهناك

داهمه الضابط فوق رأسه فجأة كالشبح قائلاً

"امم ها قد حممنا هذا الشعر حان الوقت لنحلقه لك"

"م..ماذا لا أريد ذلك...ماذا تفعل "

توسعت عيون جيمين وتثاقلت أنفاسه حينما شعر أن الضابط أخذ يقيده بالحبال بالكرسي الجالس عليه...لفه عدة لفات بسرعة ومهارة وجسد جيمين يتخبط ويحاول الهرب والتفلت

"سأربطك كي لا تتعبني وأنا أقص شعرك "

"توقف توقف !!"

لم يكتفي يونغي بهذا بل ربط له قدميه وجيمين يقاومه بكل ذرة منه....

وتوغل المقص بشعر الفتى وأخذ يونغي يقتطع الكثير منه...وأخذ المقص الحاد يقضم خصلات شعر الفتى



"لا تحرك رأسك !!

عليك أن تكون ممتناً لي كنت سأضعك بمنتصف الساحة أمام كل الجنود وأقوم بقص شعرك...لكني أشفقت عليك ! "

"ت.توقف لا تف.عل ! "

يتساقط الشعر تحت أقدام جيمين وعند أرجل الكرسي...ويتقطع صوت الفتى وأنفاسه تتثاقل..

وهنالك شيء غريب يحدث

"تو..توقف ل..لا تفعل أأر.جوك "

ينكمش حول جسده رغم التفاف الحبل حول جزئه العلوي...ليس جيمين الذي ينكسر ويرجو ببساطة...

انهارت دفاعات جسد جيمين الذي قاوم حتى آخر رمق..وسكن جسده فجاة والشعر يتساقط حول الكرسي

وصوت احتكاك المقص بشعره وهو يقتطع كانت صورة بشعة للغاية وصوتها أبشع

وشهقة فرت ونحيب علا...جاعلاً من الضابط يتوقف عما يفعله

"ل.لا ت.تفعل ت.توقف ! "

بانتحاب مخنوق وعيون تهتز...وكأنه أحداً على وشك إطلاق النار عليه...

"أأر.جوك "

وكان هنا لا بد أن تتوقف يدي الضابط عن فعل ما تفعله...يبتعد قليلاً حتى يرى وجه الفتى والشهقات الغريبة التي تخرج مع صوته والترجيات مع كلامه وكأنه سيقتله...وصرخاته وكأنه يعذبه

قطرات دم أحمر قان أخذت تتساقط على حذاء الضابط الذي ما إن رفع رأسه مصدوماً حتى وجد أن أنف الفتى كان يرعف بغزارة...

الدم كان ينزل بلا توقف...قطرة تتبعها قطرة

توسعت عيون الضابط

"ما الذي يحدث معك ؟ ماذا أصابك يا فتى !؟"

بدأ يفك وثاق الفتى...ساعديه وكذلك قدميه

أخذ دقيقة كاملة يستوعب ما حدث...وأما الفتى فأسقط جسده عن الكرسي وحشر نفسه بالحائط يتكور حول نفسه وما تزال الدماء تقطر من أنفه...والدموع من عيونه

وحمرة خدوده الدموية دليل قاطع أن الفتى تعرض لضغط نفسي شديد جعل من ضغط دمه يرتفع ويندفع خارج جسده برعاف أنفه

ما شعر به لم يكن ما قاله له تاي بالأمس...ذل وقمع..

كان شيئاً أسوأ بأضعاف

وكلما أوشك على السيطرة على جسده...والقبض على جلده كي يوقف اهتزاز اطرافه عادت وارتعشت وأنفاسه المضطربة لهثت تفضحه

تكررت ذكرى سيئة حدثت معه سابقاً

تصبغت بدلته من ناحية الصدر ببقع دماء عدة...

وغطى بكفه أنفه يوقف رعاف أنفه

في الماضي وعلى كرسي مشابه لهذا وجسده مبلول

وكذلك مكبل اليدين والقدمين

ذاق اليوم ذات المشهد

من أبشع اللحظات التي مرت على ذاكرة جيمين وما زالت آثارها مصاحبة لأحاسيسه...

على الرغم من أن جيمين مدلل بالفعل وحياته رغيدة وكأنه لم يعاني طوال حياته

لكن منصب والده كان له ثمنه ذات مرة

اختطف جيمين من قبل جهة مجهولة...وتم تهديد بارك به

ولولا حذاقة والده وقوته ما استطاع إعادته حياً

لم يسلم جيمين من التعذيب من قبل تلك الجهة...

التعذيب الجسدي والنفسي

أن تعيش حياتك برخاء وأمان وتظن أنه لا خوف في هذه الحياة ثم يتم اختطافك ونسف كل نظرتك لوردية الحياة...

كما قبل قليل قيدوه على كرسي وأخذوا يتلذذون بإذلاله وتعذيبه بأساليب وأحدها قص شعره وتغذية أسماعه بكلمات مهددة بالموت...وكذلك السخرية منه والضحك بصوت عال

كان في الثانية والعشرين من عمره وقتها...أي قبل ما يقارب السنتين..

وللآن جيمين ما زال يصاب بنوبات هلع لو تكرر مجرد تفصيل لا يذكر من ذلك اليوم....

لم يتعافى من أثر ذلك اليوم للآن

ما زال لهيب أنفاسه يحرق رئتيه...وصوت لهاثه مسموع...شعر بشيء حرك جسده ثم هزه وصوت مألوف فوق رأسه





"تنفس تنفس ما خطبك !"

يهزه الضابط كي يستعيد وعيه وإدراكه لما حوله

وأخيراً عادت النظرة الآدمية المدركة الطبيعية للجندي...

جف الدم عند أنف جيمين وتوقف رعافه..بدا كمن كان يركض منذ وقت طويل... كما لو أن قلبه كان ينبض ألف نبضة بالثانية الواحدة

لقد فقد طاقته بالكامل وهمد جسده...أخذ نبضه ينتظم...وهو يرخي جسده جالساً على الأرض

رغب بالتمدد والحصول على قيلولة

بدا كمن ينظر لمكان غير موجود...

على الرغم من أن عيونه وقعت بعيون الضابط...لكن مين أحس أنه ينظر لمكان آخر بخياله

كان منهكاً...يرجع رأسه يثبته على الحائط







"هيا انهض "

لم يظهر الضابط شفقة اتجاه الفتى لكن دماغه عالج الأمر وببساطة كان يمكنه معرفة أن الجندي الذي بين يديه لم يكن طبيعياً و رعاف أنفه ولغة جسده خير دليل...

تمنى جيمين لو يموت وألا يقع بموقف كهذا لا يتمناه سوى لأعدائه...أن يشهد أحد على ضعفه وهو المتعالي القوي الذي لا يهزه شيء

اعتمد على كفيه بالاتكاء عليهما لرفع جسده...كان خائر القوى...وكيف تتحاشى عيونه أن تقع بعيون الضابط أمامه

"خذ قبعتك أولاً...ثانياً إلى الساحة وإياك ثم إياك أن تتهرب...سأبحث عنك بينهم وإن لم أجدك فالويل لك

ثالثاً بعدها تذهب لغرف الإطعام وتحضر وجبتي "



استدار ينوي المغادرة وصوت الضابط الآمر أوقفه 

"امسح دمائك عن الأرض "

اصطدمت بصدره قطعة قماشية مكورة وسقطت عند أقدامه

"وقم بكنس شعرك المقصوص "

"لا أعرف كيف أكنس "

"بسرعة ! "









ها هو جيمين مسح وكذلك يحمل المكنسة بغضب

"نظف جيداً لا أريد أثراً لشعرة واحدة "



يتلكأ جيمين

"بسرعة !! "

"لا أريد !!"

و ألقى المكنسة على الأرض...انقض يونغي اتجاهه منتشلاً العصا خاصته ضارباً جيمين على جسده ضربتين متتاليتين

تألم جيمين وأخذ يفرك مكان الضربة

"لقد قصصت لك شعرك هذه المرة...المرة القادمة سأقص لك لسانك "


"أأ.أنا سأقص لك عنقك ! "

بارتجاف قالها

اطلق ضحكة قصيرة وهو يشهد على ارتجاف جيمين...



"اغرب من أمام وجهي في الحال !! "


ها هو يسير في الرواق بعد أن خرج من مكتب الضابط... وألف غضب يستوطن دواخله...ضغط على صدره يستعيد أنفاسه واتكأ لا شعورياً على الحائط يصر على عينيه...يحاول إخراج جسده وعقله من الذكريات

إنه أسوأ أيام حياته...الجيش حل لعنة على حياته

أول مرة حينما ساقوه من غرفة نومه والآن حينما قص له الضابط مين شعره و ربطه كما تربط الحيوانات

شعر بالحقد....








~~~~~~~










في الساحة













حيث يقف كل من الضباط الثلاث

تتوزع أرتال المجندين بتنسيق فائق في الساحة المرصوفة...

لا يرف جفن للمجندين إلا بأمر...

على المذياع يوضع الراديو الذي يبث النشيد الوطني الكوري...

يتصلب المجندين في الساحة.....ثانين ساعدهم جاعلاين من أصابع كفهم الأيمن تكاد تلامس صدغهم على بعد ميليات معدودة...بذات الوضعية ظلوا على ألحان النشيد الوطني...

ترفرف أعلام الدولة الكورية الجنوبية من عدة جهات

وتحلق مروحيات حربية تفرد أجنحتها بساحة السماء...بحركات بهلوانية...

وكأنها تقدم عرضاً افتتاحياً تتباهى به بعتادها وقواتها...

استغل جيمين الضجة ومراسم الافتتاح وانضم للصفوف الأخيرة...غسل أنفه ومسح آثار الدماء وجاء ركضاً للساحة

استطاعت أذنيه التقاط النهاية للنشيد الوطني الذي يحفظونه عن ظهر قلب...يغنونه بالبيوت في المدارس ويسمعونه على الراديو

وقف هنيهة وحاله كحال الجميع....

قلدهم وهم يرفعون كف يدهم اليمنى يجعلونها تلامس قرب جبهتهم....

حتى الضباط يؤدون ذات الحركة...حركة التحية العسكرية

وحدة حال

ألحان النشيد الوطني تداعب الإحساس...توحد الشعور...تؤلف القلوب

شعور الانتماء...بين المئات هنا....

الانتماء لأرض واحدة للغة واحدة...

يجب أن ينتمي الإنسان لشيء حقيقي وإلا ضاع وشعر بالفراغ ينهشه بالكامل

الضابط مين يضع ساعديه عند ظهره...يتجول بينهم يرتجي أن يجد جيمين

كل تجواله لأجل أن يتحقق من وجوده وإطاعته للأوامر...وأنه نجح بهز كبريائه وبرع بتخويفه

وأخيراً وجده...لقد كان مغطى بالجندي الذي يفوق طوله لذا لم يجده يونغي بداية

مثّل جيمين أنه ثابت لا يهتز وظل صنماً لا يتحرك حاله كحال البقية...

وما إن استدار الملازم وابتعد حتى أنزل جيمين كفه وسريعاً أدار يونغي رأسه وكأنه يفهم عقلية جيمين

وأشار له بيده بغضب كي يعيدها ونفذ على مضض

جيمين لا يتغير سيظل جيمين المعهود








خشعت الأسماع حتى آخر لحن من النشيد الوطني


تقدم النقيب جين...بقامته الممشوقة وكتفيه المغريين باتساعهما....

يلقي كلمة افتتاحية بالدفعة الجديدة

" الدفعة المستجدة من المجندين...على أرضنا وتحت سماء بلادنا نجتمع اليوم....أنتم اللاحقون و رفاقكم السابقون...لقد سبقوكم بدرب النضال...من تخرجوا قبلكم..نذروا أنفسهم زاهدين بكل ما في الحياة من أثمان....كلنا هنا تركنا ورائنا شيئاً يخصنا...أهلنا أولادنا زوجاتنا أخواتنا...تركنا أوطاننا الصغيرة التي لن تهنأ وتنام قريرة العين سوى بأمان أوطاننا الكبيرة...نحن العيون الساهرة حتى تنام عيون من نحب... "

وأكمل الضابط يونغي قائلاً

"جئتم إلى هنا لتطيعوا الأوامر فحسب...تدربوا وإلا سيتم قتلكم بلمح البصر حينما يلقى بكم بقلب ساحة المعركة....على كل حال لا فائدة من هذه التدريبات بالنسبة للبعض منكم لأنه مقدر لهم الموت حتى لو تدربوا..."

الخطاب الذي ألقاه يونغي أخفض معنويات المجندين لقاع الأرض

" المسؤولون عنكم هنا

الضابط الرائد كيم نامجون

الضابط النقيب كيم سوكجين

وأنا الضابط الملازم مين يونغي

سنكون مسؤولين عنكم وعن تأمين الحماية لكم وتجهيزكم على أتم الاستعداد "

تقدمهم نامجون آخذاً بالإيماء بيديه وبوجهه

"لم تأتوا لهنا للراحة ولا النوم....ستكون التدريبات مكثفة وستجدون القسوة وعدم الرحمة بالتدريبات...اليوم ستأخذون دروساً نظرية ومن بعدها يبدأ التطبيق العملي "














.
.
.
.
.
.















تفرق المجندون بل تم استدعائهم لتناول وجبة الإفطار

من النوافذ يضحك النقيب جين بطريقة مستفزة وهو ينظر لجموع المجندين يتجهون حيث المطابخ

"انظر إلى كل تلك الوجوه....لم يروا شيئا بعد وهم على هذه الحال...مساكين لم نبدأ بعد "

ينظر كل من يونغي ونامجون وهوسوك نحو النقيب جين ويستصغرون موقفه وسخريته من الجنود الخائفين

لكنه جين يتميز بتفاهته بمنتصف المصيبة






يقول هوسوك

"حالهم كحال طفل وحيد بيومه الأول في المدرسة لكنهم يخجلون من البكاء لأنهم كبار "

ارتفع حاجب جين قائلاً

"وحدي هنا من يقوم بالمزاح أيها الرقيب "

"أمرك سيدي النقيب "



"أنت تافه للغاية جين "

همس له يونغي

وخرج العريف هوسوك من بين مجموعة الضباط المعتوهين

ويبدو أن نامجون أعجبه استخفاف الحاضرين بابن عمه

"إلى ماذا تنظر نامجون !؟"

"أنظر إلى أين أشاء..هذه عيناي وأنا حر بهما "

"لا أريدك أن تنظر إلي.."

"أنا لا أطيق النظر إليك...ولكن لأنك لا تريدني أن أنظر سأنظر "

يهز يونغي رأسه بقلة حيلة خارجاً تاركاً الاثنين يتبادلان الغباء مع بعضهما

"فقط متى ستتزوج سولي وتستقيل من هذا المكان وأتخلص منك ؟"

"لا يا ابن عمي أنت الأكبر ومن المعيب ألا أطمئن عليك وأزوجك قبلي...أنت فقط أشر لي على إحداهن وأنا سأذهب لخطبتها لك بذات نفسي "

"لا لا تخيل أن تتزوج وتنجب نسخاً مكررة منك للعالم...أه قلبي لا أتحمل "

"وتخيل أن تنجب نسخاً منك...حينها سأتمنى أن تنقرض البشرية "

محق يونغي حينما خرج وتركهما






~~~~~~~
















وقت الإفطار








البيض المسلوق كان الطبق الأساسي بإفطار الجنود

يجلس تاي إلى جانب كوك

تدور السيدة مينا حول الطاولات

"أوه ماذا كوك هل تقع بحبك السيدات الأربعينيات "

يصغر كوك عينيه

"ما الذي تقوله؟ "

"السيدة مينا لم تتوقف عن التحديق بك"

"إنها تحب الجميع هنا...قالت سابقاً أنا أم الجميع...وأخيرا حصلت على أم "

كوميديا سوداء ألقاها كوك مع هزة رأس تحكي الكثير

"أنا لا أفهم بكل مرة تتحدث عن والدتك..هل هي ميتة أم ماذا "

"هي ميتة بقلبي "

رشقه بعبارته تلك والتي خرجت من صميم قلبه

لم يفهم تاي...لكنها المرة الأولى التي يرى بها وجه كوك بتلك الطريقة....



"ترى ماذا فعل الضابط مين بجيمين "

"ها انظر لقد أتى "

اخذا يتهامسان معاً حالهم كحال البقية الذين رأوا الدماء على صدر جيمين

و دخل جيمين لغرفة الإطعام...لقد حضر لكي يأخذ وجبة الضابط مين حسب العقوبة التي تلقاها منذ يومين وما زال ماض بتطبيقها

"ماذا جيمين قمت بقص شعرك بعض الشيء "

موجهاً كوك الحديث له

"أجل قمت بقصه "

قهقه كل من تاي وكوك على رأس جيمين...وعلموا أن للضابط مين علاقة بم حدث

"انظر لشعره تاي يبدو مثل حينما كنا صغاراً نلعب بالمقص ونقص شعرنا بشكل مضحك "

ويكملان إغاظة له





"هدووء...فلتأكلوا بصمت حالما تنتهي المدة المحددة لتناول الطعام ترفعون أيديكم وتبتلعون لقمكم وكل يعيد طبقه لمسؤولي الإطعام..تعودون للساحة ركضاً وإلا عوقبتم "



وتناول وجبة الضابط مين وأخذها...ولم يقدر سوى على استخدام أسلوبه ذاته

"أنا سأتناول إفطاري برفقة الضابط مين وليس مثلكم "

جيمين يموت ولا ينكسر كبريائه الأحمق





أحد الجنود علق

"ها بارك جيمين هل جلدك الضابط مين وجعل الدماء تخرج منك "

تغاضى جيمين وحاول التجاهل قدر المستطاع

"سمعت أن الضابط مين حممك هذا الصباح...والآن أنت خادم تأخذ له طعامه "

وبثوان كان الطعام الذي بطبق الجندي المستفز يلطخ وجهه...لقد قلبه




ونهض مباغتاً جيمين بضربة

واندلع القتال وتدخل الجنود...تاي وكوك يشدان جسد جيمين للخلف حتى يتوقف عن ضرب الجندي الآخر

لقد أظهر جيمين قدرات قتالية لا يستهان بها

و تدخل العريف هوسوك موبخاً إياهم ومفرقاً بين الاحتدام


"ها يا للشجاعة...شجعان على بعضكم البعض..سنراكم غداً بساحات المعارك كل يلوذ برأسه ويطاطأه ويخبئه "







~~~~~~~~


















مكتب الضابط مين






حديث يدور...السيدة مينا استغلت تفرغ الضابط مين للحديث معه


"أرجوك تفقد السجلات أكثر !! "

"لا أثر لاسم تاكادا أخبرتك "

"لكنه كان أملي الأخير أرجوك أيها الملازم مين..لم أجده بأية وحدات أخرى "

"ابحثي ببقية المعسكرات "

"لكني بحثت ولم أجد أرجوك دعني اتفقد السجلات بنفسي "

"ما الذي تقولينه !! ...لا يسمح لأي كان بالنبش بأسماء الجنود في السجلات "

"أرجوك سأعطيك المال أيها الضابط مين اطلب بقدر ما تشاء ! "

"سيدة مينا هل أخبرتك أني أريد المال مقابل مساعدتك...لقد بحثت حتى آخر اسم جندي وصل البارحة بالسجلات ولم أجد الاسم الذي تبحثين عنه "


"أرجوك ابحث لي عن الاسم ثانية أرجوك "

زافراً بغضب تاركاً تلك المرأة تجثو على ركبتيها تبكي


لن تجد ذلك الاسم بالتأكيد لأن جيون قام بتغيير اسم تاكادا الياباني الذي سجله عند ولادة ابنه لاسم جونغكوك الكوري حينما عاد من اليابان

لقد عادت مينا بالفعل تريد ابنها...ولم تجد طريقة مضمونة لإيجاد ابنها أكثر من أن تنضم لصفوف الجيش بأي وظيفة كانت لأنها علمت أن الدولة الكورية ستجر كل شبانها للانضمام لصفوف الجيش

"هيا انهضي سيدة مينا "

نهضت وهي تكتم بكائها..

وغادرت بعد أن شكرت الملازم






صدفت بطريق خروجها جيمين الذي تخطاها و دخل

"ضع صينية الإفطار هنا "

تمنى جيمين لو يفرغ ما بالاطباق على شعر الضابط مين بعد أن ذله و قام بربطه وقص شعره

وفوق هذا أعاده لأسوأ كابوس مر عليه بحياته

وأنه ضعف وبكى كالاحمق أمام الملازم الذي يكرهه بشدة ويحاول إذلاله بأية طريقة

باشر يونغي بالأكل...وشعر بوقوف جيمين المستمر




"مازلت واقفاً... "


لم يجبه...ابتسم الضابط بسخرية وهو يحشر اللقمة بفمه

"أتعلم قررت ترك منصبي كملازم وافتتاح دكان حلاقة شكراً بفضل رأسك وجدت شغفي "



هاهات عدة منخفضة يضحكها الضابط وجيمين يقلب عيونه رغم أنه يمثل ثباته الانفعالي


"كأن كلامي لا يعجبك جيمين ؟"



بلى يعجبه جداً أن تذله




"ما زلت واقفاً اذهب لغرفة الطعام وتناول إفطارك مع الجنود "




"أريد أن آكل معك "



وسقط فك يونغي على الأرض...كاد يختنق بلقمته فصرخ



"اغرب عن وجهي في الحال "


رعد صوته ونزل صاعقة على جيمين الذي استدار

"ادي التحية العسكرية قبل ذهابك ! "




استدار وأداها بلا خبرة بل كانت مضحكة...وخرج راكضاً





زفر يونغي يكمل مضغ لقيماته..







~~~~~~~















يتبع....








كيف البارت ؟













نلتقي إن شاء الله ❤️

Continue Reading

You'll Also Like

972 232 11
⠀⠀⠀⠀⠀ᵋ¡ᵌ ׂ ִ 𝓜ɪsᴀᴍᴏ ᴜ'ʀ sᴀғᴇ ᴘʟᴀᴄᴇִ ׂ ᵋ¡ᵌ
943K 59K 37
النيران أشبه بالدمار، تحرق كل ما تطوله ألسنتها، وكأنها غير باقية للحياة، لكن ماذا لو كانت تلك النيران مُتيمة بالعشق!! حينها سيختلف المعنى وستتغير ال...
2.3M 116K 65
↳ ❝ [ INSANITY ] ❞ ━ yandere alastor x fem! reader ┕ 𝐈𝐧 𝐰𝐡𝐢𝐜𝐡, (y/n) dies and for some strange reason, reincarnates as a ...