Twin curse..لعنة التوأم

By Aisha-kasem40

38.8K 2.3K 2.1K

لقد مرت خمسة عشر عاماً على تلك الحادثة.... وقد أقسمت أمامك بأنني سأنتقم منكم جميعاً... وها أنا لا أزال حية... More

الشخصيات
1-مملكة نيكتورين
2-ماريانا
3-دخول القصر بداية الانتقام
4-الأمير النبيل
5-المفقود
6-الفتاة السامة
7-القناع
8-مكيدة
9-القبلة الأخيرة
10-الموت
11-التضحية
12-تلاعبت بي
13-فوضى
Instagram account
14-فتاتي المقنعة
15-القبر
16-خطوبة
17-فوريوس
18-ملك السحرة
19-سيلا
20-الخائن
21-شك
22- اقترب الموعد
23- الحقد القديم
24- السر المدفون
25- الصمت الدموي
27- إعتراف
28- الاختيار
29- الذنب
30- أرواح معذبة
31- إعتراف وهمسات على الشفاه
32- زفاف مفاجئ
33- أفكار خاطئة
34- ذكريات منسيّة
ملاحظة مهمة جداً

26- المرة الأخيرة

787 47 92
By Aisha-kasem40

(البارت 16 ألف كلمة استمتعوااا)

قبل يومين في مملكة بيسلاجين ..

وفي الغرفة التي قضت بيلا ليلتها الأولى بعد أن فقدت الوعي دون أن تدري ما حدث بعد ذلك ..

عقدت حاجبيها بضيق بسبب أشعة الشمس التي دخلت من الستائر وداعبت وجهها الشاحب ..

فاستادرت لطرفها الآخر بخمول محاولة الهرب من ضوء الشمس الذي يزعجها لإكمال نومها عندها حطت يدها الصغيرة على شيء صلب استطاعت معرفة أنه كتف أحدهم!! ..

فعقدت حاجبيها للحظة عندما بدأ الوعي يستيقظ داخلها والخمول بدأ يتلاشى في حين بدأ التوتر والخوف يتسلل لجسدها ببطء بسبب الجسد الدخيل في فراشها ..

فهي لم تنم على سرير مع أحد منذ مدة طويلة!!! ..

عند هذا الأمر فتحت بيلا عينيها بسرعة فوجدت وجه فيليب النائم بجانبها مما جعل عينيها تتوسع بذعر عندما تذكرت ما حدث معها قبل أن تفقد الوعي ..

وعندها رأت يدها على كتفه شهقت بقوة ورعب وهي تنتفض مبتعدة عنه حتى طرف السرير وهي تضم يديها إلى صدرها بصدمة وخوف كبيرين ..

وبسبب ردة فعلها العنيفة جعد فيليب حاجبيه بانزعاج من الشخص الفظّ الذي تجرأ على إيقاظه من نومه العميق ..

بعد تلك الليلة الطويلة التي أمضاها بصعوبة بسبب ملله الشديد ..

فإن كان يغضب من شيء ما فهو يغضب من أن يتم إيقاظه من النوم مبكراً!! ..

وعندما فتح عينيه وحدق بهيئة بيلا المذعوة والمبعثرة بسبب النوم زفر الهواء بنزق ورفع جذعه قليلاً متكئاً على ذراعه وهو يردف بصوته الأجش المنزعج:

"هل تريدين أن تُفسدي صباحي كما أفسدتِ ليلتي و.. أنت انتبهي!"

قطع كلامه وهتفت بقلق عندما وجدها تزحف مبتعدة عنه للخلف دون أن تنتبه للفراغ خلفها فوقعت عن السرير بقوة وانتفض فيليب جالساً يحدق بصدمة حيث اختفى جسدها من أمام عينيه ..

وهو يسمعها تتأوه بألم للحظات قبل أن يلمح خصلاتها الذهبية تظهر من طرف السرير والتي تلاها وجهها الناعم وهي تحدق به بخوف واضطراب وعيونها الزرقاء تبدو متلألئة بسبب الدموع المتجمعة بها ..

فبدت له كقطة صغيرة مذعورة تختبئ خلف السرير وهو يلاحظ تكورها حول نفسها بخوف من مالكها الجديد!! ..

ضيق عينيه للحظة عليها وهو يرى نظراتها المترقبة لما سيقوله أو يفعل دون أن تكلف نفسها حتى عناء الوقوف عن الأرض الباردة ..

فتنهد بصوت مسموع قبل أن يرجع ظهره إلى مقدمة السرير وهو يحاول تخفيض من حدة مزاجه المعكر حتى لا يغمى عليها مجدداً ثم أردف لها ببرود وأمر:

"أنت اجلسي على السرير وتوقفي عن الحماقة والارتجاف فأنا لن أقوم بأكلك"

وبصعوبة ابتلع فيليب ضحكة كانت ستخرج منه عندما وجدها تنتفض بذعر وتنفذ ما أمرها به هي تجلس على زاوية السرير البعيدة عنه وتخفض رأسها للأسفل ..

وكأنه يرى أذني قط صغيرة تنحني للأسفل بينما تنفش شعرها بتوتر وخوف منه! ..

حدّق بها فيليب مطولاً وهو يرى بشرتها الشاحبة تزداد توهجاً بسبب قماش الثوب الأحمر وشعرها الأشقر الجميل يزيد من بريقها ..

وعلى الرغم من جمال بيلا اللطيف إلا أن خوفها منه وارتجافها جعلها تبدو في نظر ذلك الملك أصغر بكثير من أن تكون جارية لديه ..

كفتاة صغيرة بريئة وضائعة تحتاج لمرشد ما! ..

فعلى الرغم من أنه امتلك الكثير من الجاريات إلا أنه لم يرى فتاة تخاف منه بهذا القدر حتى أغمي عليها ..

بل أطعنه بكل شيء رغم خوفهن ..

لذا كان كل شيء طبيعياً أمامه حتى وقعت بين ذراعيه البارحة ..

حكّ فيليب ذقنه وهو يحدق بها مطولاً ثم أردف لها ببرود:

"ما اسمك أيتها الصغيرة؟"

رفعت بيلا عينيها بخوف نحوه ورغم أنها لم تكن تريد الإجابة ولكنها خافت من التعذيب الذي ستتلقاه إن عاندت لذا ابتلعت ريقها بخوف وأردفت بتلعثم:

"ب.بيلا"

همهم فيليب بخفة وهو يعقد ذراعيه إلى صدره ثم أردف لها ببرود:

"ماذا حدث لك هناك؟ ولما كنت في سجون بيرس؟"

رفعت بيلا وجهها نحوه وتوسعت عينيها بخوف منه عند سؤاله وتذكرت بأنه صديق بيرس لذا قد يكون عدائياً معها إن علم بأنها من الثوار ..

وعندما لاحظ فيليب توترها وفهم سببه تلقائياً تنهد بخفة وأردف لها بهدوء ولا مبالاة:

"تكلمي ولا تخافي فأنت الآن في مملكتي ولم يعد لديك أي علاقة بنيكتورين بعد الآن ولا حتى نزاعها لذا أجيبي بصدق على أسئلتي إن كنت تريدين العيش بأمان في هذا القصر"

ابتلعت بيلا ريقها بمرارة وتجهمت ملامحها بألم وحزن عندما سمعت كلماته التي أكدت بأنها أصبحت ملكاً له لبقية حياتها ..

ولكنها لم تستطع أن تجهر بأفكارها بسرعة قبل أن تطمئن بأن هذا الملك لن يؤذيها ..

فشبكت أصابعها معاً بتوتر وهي تخفض عينيها عنه وتنظر نحوها ثم أردفت بتلعثم وخوف:

"ل..لقد قاموا ب.بإختطافي من قريتي.. وسجني منذ أيام في قصر البحر.. ب.بعد أن.. قت.قتلوا أخي.. لأنه ك.كان من.. رجال الثورة"

لاحظ فيليب تلعثمها الزائد وارتجاف صوتها عندما ذكرت أمر موت شقيقها ..

فتنهد بعمق وهو يطالعها بعدم اقتناع من أن يكون سبب ذعرها فقط من هذا الأمر ..

للحظة تذكر أمر لويز الذي كان معلقاً آن ذاك في ساحة القلعة وتذكر كيف كانت تستنجد به فضيق عينيه عليها قبل أن يردف لها ببرود:

"وذلك الشاب الذي كان معلقاً في ساحة القصر؟ أهو أحد قرائبك؟"

انكمشت بيلا بخوف وهي تتذكر ما حدث للويز ثم نظرت نحو فيليب بتوتر كبير قبل أن تردف بصوت خافت:

"صديق أخي وال..القائد السابق.. للثوار"

فصمتت بيلا وهي تحاول تهدئة نفسها من الخوف الذي تملكها عندما رأت نظرات الملك تزداد حدة وهو يحدق بها لسبب غريب لم تفهمه ..

ولكن يبدو بأن هناك ما أزعجه في كلامها ..

فابتلعت ريقها وهي تضغط على أصابعها بقوة محاولة التماسك أكثر أمامه وهي لا تعرف ماذا يدور في رأسه الآن؟! ..

لحظات طويلة وخرج من صمته مردفاً لها ببرود:

"كم عمرك؟"

فابتلعت ريقها بتوتر وأردفت بخفوت:

"ستة عشر"

وبترقب وخوف راقبته يرفع رأسه وهو يتنفس بعمق ثم رفع أحد يديه وحكّ ذقنه مجدداً بينما عينيه الزرقاء الباردة تحدق بها بتفحص مطولاً ..

مما ضايقها وأخافها فرمشت بيلا بارتباك وأنزلت نظرها عنه وهي تزيد من فرك أصابعها مع بعض قبل أن ترفع عينيها بجمود نحوه عندما سمعت صوته اللا مبالي يخرج ببرود:

"لا بأس ما حصل قد حصل وأظن بأنك تعلمين بالوضع الذي أصبحت فيه بمجرد دخولك لقصري"

صمت وهو يطالعها بنظرات حادة وقوية وأردف لها بلا مبالاة:

"بما أنك لا تزالين صغيرة وما حدث لك كان ثقيلاً سأكون كريماً معك وأعطيك وقتاً حتى تهدئي.. انسي نيكتورين وذكرياتها وتقبلي ما أصبحت عليه الآن لأنني لن أكون مسروراً إن تكرر ما حدث البارحة ولا أظن بأن ذلك سيكون لمصلحتك"

التمعت عينا بيلا بالدموع والقهر بسبب كلامه الذي أنهاه بعجرفة وقسوة عندها ضغطت على فكها بقوة وهي تتمسك بثوبها بقوة ثم خرج صوتها المضطرب المعارض دون أن تشعر:

"لا أريد .. لا أريد أن أكون جاريتك"

رفع فيليب أحد حاجبيه بسخرية ودهشة من شجاعتها في الاعتراض على كلامه فابتسم بجانبية وهو يضع قدماً فوق أخرى وهو يريح ظهره أكثر على مقدمة السرير وأردف ساخراً:

"حقاً! أظنك تعلمين بأنك هديتي أيتها الصغيرة وأنك أصبحتِ ملكي حسبب القوانين والأعراف ولأنني كنت متسامحاً معك في الليلة الماضية هذا لا يعني بأنني سأفعل ذلك مجدداً فلما تصعبين الأمور على نفسك أم تريدين مني أن أغضب وأعاقبك؟"

ازداد تجهم وجه بيلا وهي تحدق به بنفور وخوف من العقاب إلا أنها تماسكت أكثر وهي تتفس بتبعثر وتفكر بحل يجعله يتراجع عن ما يفكر به ..

فرمشت باضطراب من نظراته القاسية وهي تضغط أكثر على ثوبها وأردفت بصوت مرتجف وخائف بمحاولة يائسة لتغير حالها:

"أنا لا أقصد إغضابك جلالة الملك ولكني لا أحب الجواري ولا أريد أن أكون جارية أرجوك أستطيع أن أكون خادمة أن أنظف أو أطبخ أو أرتب أو أفعل أي شيء آخر ولكن ليس ذلك أرجوك"

أنهت كلامها وهي تنزل رأسها للأسفل بخوف عندما احتدت عينيه أكثر وضيقها عليها قبل أن تسمع صوته الساخر والحاد يخرج فجأة:

"ولما علي أن أجعلك خادمة وأنا أمتلك الكثير من الخادمات بالفعل؟ في حين أستطيع الاستفادة منك أكثر إن كنت جاريتي وأنا لا أحب تضييع هداياي بدون أن أستفيد منها"

"أنا إنسان ولست دمية حتى تفعل بها ما تريد"

نطقت بيلا بغضب من كلامه دون أن تشعر ونهت كلامها بارتجاف بسبب خوفها منه وهي تنظر لعينيه الحادة وإبتسامته الجانبية الخبيثة وكأنه يستمتع بالتلاعب معها حتى يستفزها ويرى أفعالها ..

صحيح بأنها نطقت كلماتها دون أن تفكر ولكنها كانت تدرك ذلك جيداً وإلا لما كلف نفسه عناء الكلام معها حتى ونفذ ما يريد حقاً ..

لذا لم تتراجع عنها حتى الآن ..

فراقبته يهمهم بخفة قبل أن يردف بصوت ساخر وبارد:

"لقد مرّ زمن طويل منذ أن سمعت هذه الكلمات السخيفة"

وفي لحظة واحدة راقبت تعابيره المرتخية والساخرة تنقلب لأخرى سوداوية قاسية كادت تقتلها مكانها بعد أن أزال إبتسامته أيضاً ..

فتشنجت عضلاتها بالكامل وتصلبت وهي تحدق به بذعر كبير وتراقبه يبتعد عن مقدمة السرير ويستقيم واقفاً ثم يسير نحو منضدة ويأخذ كأساً ويسكب فيه الماء بينما يردف بصوت بارد وقاسي:

"آخر شخص سمعت منه هذه الكلمات قمت بدفنه في التراب بيداي"

سرت قشعريرة باردة في أطراف بيلا وهي توسع عينيها برعب وتراه يلتفت إليها ويحدق بها بنظرات مميتة وقاسية بينما أسقط الكأس الفارغ بعد أن شرب ما فيه محدثاً صوتاً أجفل بيلا أكثر ..

قبل أن يبدأ التقدم منها ببطء وصمت مخيفين!! ..

وكأنه يتعمد إخافتها هذه المرة بعد أن كان ليناً معها قبل لحظات!! ..

وعلى الرغم من أن بيلا كانت تشعر بالرعب منه وبرغبة شديدة بالركض والهرب من هذا الوحش!! ..

إلا أن جسدها لم يطيعها ويتحرك وإنما تجمد كما تجمد نظرها على قميصه الأبيض عندما أصبح أمامها ..

لحظات وشهقت بخوف وهي تنكمش على نفسها وترتجف أكثر عندما أمسك بأصابعه القاسية ذقنها ورفع رأسها نحوه بلمسة ليست رقيقة وليست عنيفة ..

ولكنها كانت كافية لتزيد من رعبها ..

فسارت ببصرها عليه ببطء حتى وصلت حيث وجهه وشعرت بخوفها يزداد بسبب ضخامته وطوله الذي بدا لها كالجبل الضخم ..

ومع نظراته الحادة المظلمة في تلك اللحظة كان كالوحش حقاً!! ..

"أتساءل ماذا سأفعل بك أيتها الصغيرة بعد تلك الكلمات؟ فأنت لا تساعدين أبداً في تحسين مزاجي بعد أن أيقظتني مبكراً بل تزيدين الأمر سوء"

رمشت بيلا وازدادت الدموع بعينيها وهي تزم شفتيها استعداداً للبكاء من شدة خوفها منه ...

إلا أن الدموع علقت بجفونها عندما وجدته فجأة يضغط بقوة على ذقنها حتى آلامها وهدر بها بصوت حاد أجفلها:

"إن كنت تريدين أن يبقى رأسك بين أكتافك فإياك وذرف هذه الدموع أمامي لأنني أمقتها وأغضب بسببها ولن يكون ذلك لصالحك هل فهمت؟"

هزّت بيلا رأسها بخوف وهي تقمع دموعها من النزول بينما تحدق بملامحه المتجهمة والحادة وهو يضغط على فكه بقوة وكأنه يقمع نفسه من قتلها ..

فشتم بهمس وهو يبتعد عنها ويعطيها ظهره قبل أن يردف بأمر وحدة:

"غادري ودعي الحارس يوصلك إلى مخدعك.. بسرعة"


هتف بقوة بنهاية كلامه عندما أحس بجمودها مما جعل بيلا تنتفض واقفة قبل أن تندفع بخطوات سريعة نحو الباب وتفتحه بينما دموعها بدأت تسقط وحدها وهي غير قادرة على ضبطها أو إيقافها ..

فقد فاق رعبها منه الرعب الذي شعرت به أمام بيرس ..

وبمجرد فتحها للباب وخروجها وجدت أمامها مساعد الملك داميان والحارسان مع السيدة كروفي وخادمتان تقفان خلفها فوقفت بجمود تحدق بهم بخوف ..

في حين حدقت المرأة الكبيرة بدموع بيلا وتعابير القلق بدت على وجهها وهي تستدير نحو داميان وتردف له بخفوت وتوتر:

"يا إلهي كانت تبكي حقاً!! الملك غاضب! سيد داميان ماذا سنفعل؟!"

عقد داميان حاجبيه بخفة وهو لا يزال يحدق ببيلا ويشملها بنظراته قبل أن ينظر نحو كروفي ويردف لها ببرود:

"خذيها للمخدع الآن ولكن لا تفعلي أي شيء لها وانتظري حتى يتكلم الملك بشأن ما سيحدث لها وأنا سأتولى الاهتمام بترتيب الفوضى التي افتعلتها هذه الفتاة وأحاول تخفيف حدة غضب الملك هيا تحركوا جهزوا ما أخبرتكم به"

انطلقت الخادمات بخطوات سريعة شبه راكضة في الممر بينما تقدم داميان متجاوزاً بيلا ودخل للغرفة التي كانت بها وأغلق الباب خلفه ..

وقبل أن تستوعب بيلا ما يحدث حولها وجدت كروفي تسحبها في الرواق الآخر وهي تهمس بكلمات غاضبة لنفسها بسبب هذه المصيبة التي وقعوا بها ..

عندها فهمت بيلا أنهم تجمعوا عن باب الجناح منذ الليل بعد أن خرج صوت بكائها وصراخها للخارج قبل فقدانها للوعي ووقفوا باستعداد لأي أمر يصدره ملكهم بأي لحظة ..

وهذا ما أثار دهشتها واستغرابها!! ..

ولكن لما كانوا خائفين من مزاجه هكذا؟ ..

بل لما هو يغضب هكذا من رؤية الدموع من الأساس؟ ..

نظراته الحادة والمخيفة وصوته القوي الآمر والآمر جعل بيلا تشعر بأن نهايتها ستكون على يد هذا الملك المتوحش ..

وأنها لن تستطيع أن تجرؤ على الوقوف أمامه مجدداً ..

أو تمنعه مما قد يفعل بها ..

فصرخة واحدة منه كادت توقف قلبها وجعلتها تنسى كيفية النطق بالكامل!! ..

فماذا إن قرر معاقبتها وجلدها؟! ..

هذا ما زاد ذعرها وخوفها مما ينتظرها في المستقبل! ..

وبينما كانت بيلا تتخبط بين خوفها واستغرابها مما يحدث ودموعها التي لا تتوقف عن الجريان توقفت تنظر أمامها إلى الغرفة الغريبة التي توقفت أمامها مع كروفي ..

فنظرت نحوها بنظرات مرتبكة وخائفة وهي تراها تخرج مفتاحاً من جيب فستانها قبل أن تفتح باب الغرفة وتسحبها معها بقوة حتى دفعتها بعنف ..

فوقعت بيلا على الأرض وهي تشهق بفزع ورفعت رأسها بسرعة تحدق بكروفي التي وضعت يديها على خصرها وهتفت لها بقسوة:

"أيتها الفتاة الحمقاء حذرتك من عدم مخالفة أوامر الملك والبكاء أمامه ولكنك نسيت كل ما علمتك إياه وصرخت بوجه الملك وبكيتِ أمامه ومنعته من لمسك "

شهقت بيلا ببكاء وهي تنظر إليها بغضب ثم هتفت لها باستنكار وغضب وسط بكائها:

"لن أفعل لن أستمع لك ولا له ولن أسمح له بلمسي أبداً حتى لو قطع رأسي أقسم"

احتدت عينا السيدة وتقدمت رفعة يدها وصفعت بيلا بقوة جاعلة رأسها يلتف للناحية الأخرى ثم أمسكت بذراعها وشدتها نحوها للأعلى وهي تهتف لها بغضب:

"إياك وأن تعيدي كلماتك الوقحة تلك وإلا اقتلعت لسانك بيدي أيتها الفتاة وأزيلي فكرة التمرد من رأسك حتى لا تعاني مما ستتلقينه بسببها وتذكري بأنك هنا من أجل الملك وخدمته وأن حياتك باتت بين يديه هذا هو قدرك فتقبليه بسرعة قبل أن أستخدم طرقي الأخرى في ترويضك"

تركت ذراع بيلا ووقفت تحدق بها بغضب وقسوة ثم أردفت لها ببرود:

"ستبقين هنا بلا طعام أو ماء ولن تري نور الشمس حتى يأذن الملك بذلك لذا راجعي نفسك وتذكري أخطاءك حتى تعتذري عنها عند خروجك من هنا .. هذا إن خرجت حية بعد أن أغضبت الملك بهذا الشكل"

توسعت عينا بيلا باستنكار مما تقوله قبل أن تراها تخرج وتغلق الباب خلفها وتقفله بالمفتاح تاركة إياها في غرفة مظلمة وحيدة ..

فنظرت بيلا حولها في الغرفة ذات الأثاث القليل والإنارة الخفيفة بسبب إغلاق النوافذ الخشبية باحكام بينما شعرت بالبرد بدأ ينخر بعظامها بسبب الأرضية الباردة وقماش فستانها الرقيق ..

فمسحت دموعها بأكمام فستانها بعشوائية قبل أن تستقيم وتنظر حولها برهبة تتفقد محيطها ..

وعندما نظرت إلى الزاوية حيث خزانة قديمة تقدمت نحوها وفتحتها ونظرت داخلها إلى الأثواب القليلة القديمة ..

وكأن صاحبة هذه الغرفة هجرتها منذ زمن طويل ..

فابتلعت ريقها بخوف ثم مدّت يدها تنظر للفساتين واختارت أكثرهم سماكةً وأخرجته وهي تنظر إليه حيث لونه الأخضر باهت بسبب قِدمه ..

بينما تمسح القليل من دموعها لعلها توضح رؤيتها قليلاً قبل أن تقوم بتبديل ثوبها به وتتقدم ببطء نحو السرير وهي ترفع طرف الثوب بيديها حتى لا تقع بسبب طوله ..

فعلى الرغم من كبر قياسه عليها بسبب صغر جسدها إلا أنه كان أفضل من ذلك الثوب الرقيق الذي يزيد من برودة جسدها ..

فجلست على السرير وهي تتكور حول نفسها غير قادرة على إيقاف دموعها أو استيعاب ما يحدث حولها ..

لم تكن تعلم ما عليها فعله حقاً في هذا الوضع؟! ..

وكم ستبقى هنا؟ ..

وماذا سيفعل الملك بها بسبب ما حدث؟ ..

وهل حقاً ستتقبل أن تكون جاريته وتنسى حياة الحرية التي كانت تعيشها مع شقيقها وتنسى حبها للويز؟ ..

هل عليها أن تتخلى على ما تبقى من ذكريات جميلة متعلقة بنيكتورين وتصبح جارية؟! ..

جارية ..

هذه الكلمة لم تكن كلمة عادية بالنسبة لبيلا ..

على الرغم من أن في نظر الناس في ذلك الزمن بأن على الجواري الامتنان للملك الذي إختارهن من بين فتيات المملكة لنفسه ..

لذا كُنَّ يخدمن ملكهن بإخلاص دون أي تذمر واشتكاء ..

ولكن هذا الأمر لم يكن هكذا ..

لأن هذه الكلمة لها وقع مختلف على قلب بيلا وذكريات مؤلمة متعلقة بها ..

فهل حقاً ستستطيع أن تنسى ذلك كله؟ ..

وتصبح جارية!! ..

وبالفعل مرّ يومين كاملين لم يقترب أحد من غرفتها أو ينظر لحالتها حتى ..

على الرغم من جوعها وعطشها الشديد إلا أن بيلا كانت تجلس بهدوء وتحدق أمامها ببرود وشرود كبيرين ..

وكأنها في عالم آخر ..

بعد أن توقفت دموعها عن الهطول منذ وقت طويل في يومها الأول وتدفقت أفكار كثيرة إلى رأسها حول ما ستفعله لاحقاً ..

رغم بُؤسها من الحياة بعد أن فقدت كل شيء لها وتخلى عنها أفراد قريتها وصدقوا ذلك الخائن روي ..

إلا أنها لم تُزِل فكرة حصولها على حريتها من عقلها ..

فروحها الحرة التي تعشعش داخلها لم تتقبل أن تبقى حبيسة جدران هذه القلعة طوال حياتها ..

وتصبح مِلك ذلك الملك القاسي ..

فبالوقت السابق الذي أمضته في هذه الغرفة جعلها تعيد الأحداث التي مرّت عليها ثم بدأت تفكر في كل شيء بمنطقية وتحاول إيجاد حلول لما ستفعله ..

كان عليها انقاذ نفسها بنفسها ..

لم تعد تنتظر أن ينقذها أي أحد ..

بعد أن تخلى عنها الجميع وفقدت من تحبهم ..

ولكنها رغم ذلك لم تتقبل فكرة أن تكون جارية وتسلم نفسها لذلك الملك الظالم ..

لأنها وجدت بقاءها الآن بدون طعام أو ماء وفي البرد القارص أهون من أن تفعل ذلك ..

وتخسر آخر ما بقي لها!! ..

مع أنها تعلم بأنها لن تجلب لنفسها سوى الألم والمشاكل بهذه الأفكار ..

إلا أنها لم تهتم بذلك إن كانت ستحتفظ بنفسها على الأقل بعد أن تخلت عن حريتها ..

ولو بشكل مؤقت! ..

رددت بيلا داخلها وهي تجلس على طرف السرير وتحدق أمامها بشرود وظهرها يستند على أحد أعمدة السرير الحديدية ..

فقد زاد حبسها في هذه الغرفة المظلمة بدون طعام أو ماء من حدة صدمتها النفسية وزاد وحشتها ..

وبدل أن تجد شخصاً يحتويها بحب وحنان وينسيها ما قاسته ..

وجدت أن الجميع يقمعها ويقسوا عليها ..

حتى شعرت بالبرود والفراغ يملؤها ويملأ قلبها الصغير ..

وبينما كانت ضائعة بأفكارها وصمت المكان سمعت صوت خطوات عديدة تخطو بجانب غرفتها إلا أنها لم تتحرك قيد شعرة مما هي عليه ..

لحظات وسمعت قفل الباب يفتح قبل أن يدخل ضوء قوي للغرفة ومعه داميان بينما وقف حارسان عند الباب وخادمتان بجانبهما ..

فنظر داميان إلى بيلا التي لم تتحرك قيد شعرة وهي تحدق أمامها بشرود غير مكترثة لهم ..

أو إن صحّ الأمر لم تكن قادرة على الالتفات نحوه من شدة ارهاق جسدها ..

فحدق بها داميان ملياً وهو يرى شحوبها الظاهر على وجهها ثم أشار لأحد الخادمات بالتقدم فسارت نحوها الخادمة ووضعت أمامها صينية بها طعام وماء وابتعدت عنها ..

بينما الأخرى تقدمت وأحضرت كرسياً لداميان فجلس عليه وهو يرى نظرات بيلا تحدق بالطعام بشرود وكأنها تقاوم حاجتها له فتنهد بخفة وهو يرى العناد لا يزال ظاهراً عليها رغم تعبها ..

"كُلي وتوقفي عن العناد يا فتاة"

رفعت بيلا عينيها ونظرت نحو داميان ببرود وصمت فوجدته يطالعها ببرود قبل أن يردف بصوت هادئ:

"اسمعيني جيداً يا فتاة العناد لن يكون لصالحك أبداً لذا حاولي أن تكوني ذكية ولا تتهوري بالحديث مع من هم أعلى شأناً منك لأنهم من يتحكمون بك وبحياتك الآن .."

صمت وهو يرى البرود لا يزال مخيماً على ملامحها المتعبة وكأنها لا تأبه لكلامه فرمش بخفة وهو يرجع ظهره إلى الكرسي ثم أكمل لها بهدوء:

"أنت أول فتاة تجرؤ على الجهور برفضها أن تكون جارية أمام الملك بنفسه وبسببك عانى سكان القصر في اليومين الماضيين من مزاجية الملك المتقلبة لذا أحذرك من تكرار الأمر مجدداً وإغضابه كالمرة السابقة لأنك ستزيدين من مشقة عملنا جميعاً بفعلتك تلك"

ضيقت بيلا عينيها عليه بصدمة من كلامه ولم ترد على كلامه مجدداً فرأته يبتسم ببرود ثم أردف بنبرة هادئة وساخرة:

"أظن بأننا سنشقى بسبب دخولك للقصر"

ثم همهم بخفة وهو يطالعها ببرود وأردف لها بهدوء:

"عليك تحمل مسؤولية شجاعتك تلك التي سببت لغيرك الشقاء وعدم إغضاب الملك مجدداً حتى لا يتكرر الأمر تناولي طعامك وعودي إلى مكانك بهدوء ولا تحاولي الهرب أو إحداث المشاكل حتى لا تزيدي الأمر علينا"

أنهى كلامه وهو يستقيم ويضع يديه خلف ظهره وهو يرى نظرات الخوف والقلق تملأ عينيها قبل أن يردف بهدوء:

" لا تخافي بعد الآن فليس لدى الملك عادة بإجبار النساء أو تعنيفهم وهذا لصالحك لذا كوني عاقلة وتحكمي بردود أفعالك أكثر في المرة القادمة"

توسعت عينا بيلا للحظة محاولة استيعاب الأمر وهي تراه يبتسم لها ببرود قبل أن يستدير ويغادر تاركاً إياها مع الخادمات والحرس ..
__________________

أما بعيداً عن بيسلاجين وتحديداً في وقت الفجر عند القرية الجبلية ..

عندما كان الجيش بأكمله على أهبة الاستعداد وينتظر إشارة الانطلاق من إيلا وكارلوس حدّق كارلوس بملامح إيلا الشرسة للحظة ثم أعاد عينيه للأمام حيث يرى بقية الجيش وهم يمتطون خيولهم ..

على الرغم من أنهم لم يأخذوا جميع القوات وتركوا عدداً لا بأس به هنا ..

ولكن كان ذلك العدد كافياً بالنسبة لكارلوس ..

لأنه هذه المرة سيسمح لجنوده باستخدام سحرهم لتسهيل الأمور عليهم سيجعل الجنود يهربون دون اللجوء لقتال مباشر ..

وبحسب الوقت الذي قاموا باحتسابه فإنهم سيكونون على بوابات قصر البحر بعد منتصف النهار بساعة او اثنين ..

وبأسوء الحالات سيصلون قبل المغيب بأربع أو خمس ساعات ..

وهذا الوقت سيكون كافياً لأداء الطقوس ..

في حين كانت إيلا تمطي حصانها أيضاً وهي تحدق أمامها بتجهم محاولة تهدئة نفسها قليلاً حتى لا تقتل حصانها بشكل خاطئ ..

فما كان منها إلا أن تتنفس بعمق وهي تمد يدها حيث عنقها بعد أن علقت الخنجر بعنقها بعد أن تذكرت طلب كارلوس لها بتسليم الخنجر لسيلا فور رؤيتها لها ..

رغم أنه لم يخبرها بالسبب عندما سألته عنه ..

ولكنه أخبرها بأن ذلك ضروري من أجل سيلا ..

تنهدت إيلا بعمق وهي تشعر بالرياح الباردة تلفح وجهها ونظرت للسماء التي بدت تنذر بالثلوج الكثيرة ..

ثم نظرت حولها بنظرات حادة حتى تتفقد الصفوف للمرة الأخيرة ثم نظرت حيث تقدم أحد الفرسان ومعه خمس أشخاص ملثمين غرباء يمتطون أحصنتهم ..

"جلالة الملك .. سمو الأميرة لقد وصلت المجموعة"

راقبت إيلا ببرود عندما أومأ كارلوس برأسه وهو يحدق بهم بينما ينحنون له ثم تقدم منه أحدهم وتحدث معه بكلمات خافتة لم تصل إليها ..

فقد أخبرها لاحقاً أنه ينتظر قدوم مجموعة من مملكته سيأتون لذا هو ينتظر هذا الوقت بالذات ..

ورغم أنها لم تجد أن كلامه مقنع إلا انها اضطرت للموافقة ..

بعد ذلك التفت كارلوس لها وأردف ببرود وجدية:

"حان الوقت"

في تلك اللحظة بدأت الثلوج بالتساقط من السماء ومع خيط الفجر الأولى أعطت إيلا الإشارة وانطلق الجميع خلفها هي وكارلوس ..

عندها وبدهشة شديدة غمرت إيلا وفرسانها عندما شاهدوا مجموعات السحرة التي وزعها كارلوس قاموا باستخدام قواهم لحرق نقاط المراقبة قبل حتى أن يقتربوا منها ..

قبل أن يقوموا هم بالاجهاز على البقية الجنود دون أن يكلفوا أنفسهم عناء التوقف حتى!! ..

وهكذا بدأ زحفهم نحو قصر البحر ..

بعد أن تم تقسيم جيشهم لخمس أقسام لتوسيع نطاق زحفهم حيث ستلتقي هذه الفرق عند قصر البحر معاً ..

________________

أما بالعودة للوقت الذي كانت سيلا تقف فيه أمام بيرس وعينيه تطلق شرراً حارقاً يكاد يقتل به سيلا بعد أن سمع كلماتها ..

فأمسكها بيرس من كتفها بعنف وهتف لها بجنون:

"ما الذي تهذين به أيتها اللعينة؟!!"

فأمسكت سيلا بيده التي تضغط على كتفها وهتفت له بحنق وألم:

"ما أقوله هو الحقيقة وما سيحدث هل ظننت حقاً بأنني سآتي إليك بقدماي بسهولة وأنا أعلم ما ينتظرني هنا؟ "

صمتت سيلا وهي تبتلع الأنين الذي كاد يخرج منها بسببه بينما عقدت حاجبيها وأكملت له بغضب:

"عندما علمت بأن حياتي أصبحت قصيرة وأنه لا يوجد حلّ آخر سوى أداء الطقوس هنا سرت بصمت مع رجالك رغم أنني كنت أستطيع الهرب منهم والرجل الذي قتل الرجال التسعة في تلك القرية كان معي لحمايتي وقد كان ساحراً لقد قتلهم وحده بأقل من خمس دقائق وكان يستطيع إنهاء رجالك وتحريري ولكنني أوقفته حتى أكون هنا لحظة اقتحامهم قصرك ولا أعيق قتالهم"

"اخرسي"

هدر بيرس بغضب وهو يدفعها للخلف بقوة حتى تراجعت للخلف عدة خطوات وكادت تسقط لولا تمسكها بطرف الأريكة وهي تلهث بألم وتعب ..

في حين لم يكن بيرس يصدق ما قالته بالكامل وهو يفكر بالمصيبة الجديدة التي حلّت عليه ..

مع أنه لم يكن يصدق كلامها ولكنه قلق من حدوث ذلك واستطاعتهم تجاوز القوات التي وضعها بهذه السرعة ..

فالبارحة مساء وصلته تقارير من رجاله بأن الحدود آمنة ولا يوجد أي تحرك أو محاولة اقتحام منهم ..

وهذا ما زاد الشكّ داخله من صحة كلامها ..

فإن كانوا حقاً سيأتون فهم يستغرقون أكثر من نصف النهار حتى يصلوا إلى حدود القصر ..

دوناً عن الخوض بمعارك مع قواته التي ينشرها على طول الحدود والتي ستأخذ وقتاً طويلاً ..

إذاً كيف سيفعلون ذلك ويصلوا إلى هنا في الوقت المناسب من أجل الطقوس إن كانوا حقاً متهمين بذلك كما تزعم سيلا أمامه الآن ..

خرج بيرس من أفكاره عندما سمع صوت سعال سيلا الحاد ..

فعقد حاجبيه باستغراب للحظة عندما لاحظ قوة موجة السعال التي أصابتها حتى أصبح وجهها أحمراً من شدة اختناقها ..

ولكن عقدة حاجبيه ازدادت وظهر القلق على وجهه عندما تخرج سعالاً حاداً أخيراً ومعه خرجت قطرات دماء ملأت كفها وتساقطت على الأرض ..

فتقدم نحوها عندما لاحظ ارتجاف جسدها وشحوب وجهها يزداد وكأنها ستفقد الوعي بأي لحظة!! ..

وبالفعل أمسك ساعدها وسحب جسدها الهزيل نحوه قبل أن تسقط وهو يرى انهيارها ومرضها للمرة الأولى ..

فشتم بغضب قبل أن يحملها ويخرج من مكتبه بها متجهاً نحو جناحه وهو يهتف بغضب لحراسه أن يحضروا الطبيب لجناحه فوراً ..

في ذلك الوقت كان نيكلاوس في رواق قريب يسير ذهاباً وإياباً بقلق من بقاء سيلا مع شقيقه وحدهما ..

وإن كانت حقاً قد وافقت على الزواج به ..

ولكنه توقف للحظة عندما سمع صوت شقيقه يطلب قدوم الطبيب الملكي فجحظت عيناه بقلق عندما وجده يحمل سيلا ويتجه بها إلى جناحه ..

فتبعه بخطوات سريعة حتى دخل خلفه إلى الجناح وراقبه يضع سيلا على السرير ويجلس بجانبها وعيناه تنبضان بالقلق رغم برودهما ..

"أخي ماذا حدث لها؟"

أردف نيكلاوس ببرود وتوجس من أن يكون بيرس سبب انهيارها عندما لاحظ وجود دماء خارجة من فمها وعلى كفها ..

ولكنه لم يرى آثاراً لتعنيف أو ضرب على وجهها رغم شحوبه يدل على أن بيرس السبب فيما حدث لها ..

وعندما رأى نيكلاوس أن بيرس يتجاهل كلامه صمت ووقف يراقب سيلا التي تتنفس بتبعثر ..

في تلك اللحظة دخل ريتشارد مع الطبيب وحدق باقطاب بجسد سيلا الضعيف ثم حدق ببيرس ورأى القلق والغضب يملأ وجهه قبل أن يلتفت نحو الطبيب ويردف له بصوت حاد وغاضب:

"قم بفحصها حالاً وأخبرني ما بها ولما تخرج الدماء من جوفها؟"

"أمرك جلالتك"

أردف الطبيب بخوف وهو يحني رأسه قبل أن يتقدم منها ويبدأ بفحصها بينما استقام بيرس وجلس على أريكة جانبية يراقب ما يحدث أمامه بقلق كبير ..

فقد أخبرته سيلا بأشياء لا تصدق بدء من موتها وفك اللعنة وتورط جون باللعنة التي تهدد البلاد ..

إضافة للجيش القادم إليه الآن ..

والذي ليس واثقاً بعد إن كان له وجود من الأصل! ..

ولكن انهيارها أمام عينيه جعله يدرك بأن ما تكلمت به لم يكن من فراغ ..

فإن كانت تحتضر فعلاً فهذا يعني بأن اللعنة موجودة حقاً وستقع عليهم ..

ويعني بأن جون قد خطط لكل شيء منذ البداية ..

فقد كان موجوداً يوم ولادة التوأم ورأى يومها جون  يهنئ الملك جيمسون ومعه الكاهنة الخاصة بالمجلس كاساندرا ..

والتي قدمت معه قبل ولادة الطفلتين بيوم لمناقشة بعض الأمور السياسية الخاصة بالممالك ..

هذا يعني بأن كلامها عن وضع كاساندرا اللعنة عليهما كان صحيحاً ..

رغم أنه لم يكن يعلم بأن لديها قدرات أو هي ساحرة أصلاً ..

ولكن ذكرها لحدث قديم شهده جعله يتيقن بأنه صحيح ..

فخبيث مثل جون لن يُكذّب أي أمر عنه فهو سيفعل أي شيء دنيء فقط ليصل إلى أهدافه الشخصية ..

وهذا يعني بأنهم حقاً على أعتاب معركة كبيرة بينهم وبين جيش المملكة الملعونة عليه الاستعداد لها فوراً!! ..

ردد بيرس بداخله بقلق وهو لا يزال يحاول تكذيب ما يحدث أمامه الآن ..

وبعد مدة وقف الطبيب أمامه بعد أن انتهى من فحص سيلا ثم اردف له بصوت قلق وهادئ:

"جلالتك لقد قمت بفحصها وعلمت بمرض الفتاة كما أمرتني ولكن يوسفني القول بأن جسدها ضعيف جداً ونبض قلبها ليس منتظماً وهو أقرب للتباطؤ كما أتوقع أما الدماء التي خرجت من صدرها بسبب نوبة سعال حادة قد جرحت حلقها ومزقت بعض الأغشية الموجودة هناك بسبب حدتها لا أستطيع أن أعطيها مسكن أو مخدر حتى لا تدخل بغيبوبة أو يتوقف قلبها فحالتها متقدمة جداً ومن المستحيل علاجها"

أنهى الطبيب كلامه بقلق بينما توسعت عينا نيكلاوس بصدمة مما سمعه وهو يرى سيلا تفتح عينيها بضعف وتحدق بسقف الغرفة بصمت بينما تتنفس من بين شفتيها بتبعثر ..

فازدادت عقدة حاجبي بيرس قبل أن يردف ببرود:

"يمكنكم الانصراف جميعاً"

انحنى ريتشارد له مع الطبيب قبل أن يخرجوا معاً من الجناح بينما وقف نيكلاوس بصمت ينظر لسيلا مرة أخيرة محاولاً فهم ما حدث لها قبل أن يستدير ويغادر خلفهم ..

بينما رفعت سيلا جذعها ببطء واستندت على مقدمة السرير مقاومة ألام جسدها ثم حدّقت ببيرس وأردفت بصوت ضعيف وهادئ:

"هل صدقت كلامي الآن بيرس؟"

وعندما رأت نظرات بيرس الغاضبة تحرقها ابتسمت بضعف وأردفت له بهدوء:

"لا تحاول أن تفكر في الحل لأنك لن تستطيع الوقوف في وجههم حتى ولو جمعت جيشك بالكامل ... رجل واحد قتل تسعة رجال بدون أن يخدش وقتل اثنان بدون أن يلمسهما بسيفه أظن بأنك رأيت الجثث بنفسك واستطعت تمييز تلك الجثتين عن البقية"

لهثت سيلا بتعب وهي ترى بيرس يقف ويحدق بها بحدة بينما يتذكر منظر تلك الجثث بالفعل قبل أن يجدها تكمل له بصوت جاد:

"إن كان رجل واحد فعل ذلك فأخبرني كيف ستصمد حصونك أمام جيش منهم قد يصل إلى هنا في أي لحظة"

"اخرسي سيلا إياك وأن تنطقي بكلمة واحدة أخرى حتى لا أقتلك بيدي حالاً"

هتف بيرس بغضب وهو يحدق بها بحدة فبقيت سيلا هادئة تحدق به بنظرات كارهة وهي تراه يسير نحوها قبل أن يهتف بحدة:

"لا تهمني أختك ولا جيش الملعونين ذاك أنا لن أخسر أمامكم ولن أدع أحداً يدمر ما بنيته لسنوات"

أنهى كلامه وخرج بخطوات سريعة تاركاً سيلا وحدها في الغرفة ..

فتنفست سيلا بعمق وهي تريح رأسها على الخشب العتيق بينما تتمنى أن يكون كلامها صحيح وتصل إيلا في الوقت المناسب قبل أن يفوت الأوان ..

فهي الآن باتت تشعر بنفسها لن تصمد إلى آخر اليوم حتى ..
________________

في الوقت نفسه عند إيلا وكارلوس ..

اللذان كانا يقودان الجيش الذي يزحف نحو قصر البحر بسرعة كبيرة حارقاً كل شيء يقف أمامه بالمعنى الحرفي ..

وهذا ما جعل جنود بيرس يهربون قبل أن يصلوا إليهم بعد أن رؤوا مراكز الحراس تحرق في القرى المجاورة لهم بينما شهدوا الجيش الذي يزحف نحوهم ..

بذلك قاموا بالانسحاب قبل الوصول إليهم وحذروا النقاط التالية قبل أن يتجهوا إلى قصر البحر بأقصى سرعة ..

وقبل أن ينتصف النهار بساعة كان جيش الأحرار والسحرة قد قطع شوطاً طويلاً ولم يبقى لهم الكثير حتى يصلوا لقصر البحر ..

"هيا تابعوا نكاد نصل"


صرخت إيلا بقوة وهي تزيد من سرعة حصانها بينما صرخ الفرسان خلفها بحماسة وهم يزيدون سرعتهم أكثر ..

على الرغم من تقدمهم واقترابهم من قصر البحر ولكن قلب إيلا كان ينذرها بخطر كبير يهدد حياة سيلا ..

لذا كل ما كانت تستطيع فعله هو الإسراع مع جنودها ..

قبل أن يحدث شيء لسيلا ..

وتفقدها مجدداً ..

في حين لم يكن كارلوس أفضل حالاً منها ..

بل كان يشعر بتوتر وخوف على حياة سيلا وصحتها ويشعر الغضب والعجز لأنه لم يستطع رؤيتها أو سماع أخبارها طيلة تلك الساعات الماضية ..

لذا كان يفرغ غضبه وبؤسه بكل شيء يخرج حوله ..

وقد أظهر شراسة وقوة لا مثيل لها جعلت الجنود تتراجع بسرعة هرباً منه تحديداً ..

وفي الوقت الذي صرخت به إيلا وأسرعت بحصانها تحرك أيضاً وأسرع وهو يشعر بأغلال اللعنة تشتدّ على جسده بشكل مؤلم ..

وكأنها تنذره بتعب سيلا والخطر الذي يهدد حياتها!! ..
__________________

أما في قصر البحر ..

حيث وصل الجنود الهاربين إليه جاعلين من الفوضى تنتشر بسبب ما قصّوه لهم عن ما رؤوه في المراكز التي تدمرت عن بكرة أبيها ..

على الرغم من أن بيرس كان قد جمع رجاله بالكامل وتجهز للمعركة ..

ولكن ما قيل له عن حرق المراكز قبل وصول الجيش إليهم أقلقه بشدة ..

فقد تذكر القصص التي تناقلتها الأجيال عن قوة جيش السحرة الذي احتلّ نيكتورين في وقت سابق قبل لعنهم ..

ولكنه وجد أن الطريقة الأكثر ضماناً له هي استخدام سيلا للضغط عليهم لاضعافهم ريثما يستطيع جنوده قتالهم وإنهاءهم ..

وعلى الرغم من ذلك لم يكن يضمن فوزه عليهم ..

وشعر بأن كل شيء بناه يكاد يتدمر أمام عينيه الآن!! ..

شتم بغضب وهو يرمي رسائل الاستغاثة أرضاً والتي وصلته من بعض المقرات قبل أن يتم حرقها ..

ثم نظر نحو سيلا التي تجلس وتنظر إليه بشماتة وتراقب ما يحدث أمامها بهدوء ..

للحظة أراد قتلها الآن بسبب نظراتها التي تثير غضبه ..

فهو لا يستطيع أن يتقبل ذلك ..

كان يحتاج للمزيد من القوات حتى يستطيع الوقوف أمامهم بشكل قوي ..

ولكن الوقت القصير كان هو من يتحكم بالأمر ويضغط عليه ..

فجيش ميريديونالس كان يحتاج ثلاثة أيام للوصول إليهم بينما جيش إيلا والملعونين لم يتبقى لهم سوى عدة ساعات للوصول إليهم ..

وهو وقت قصير لترتيب الجنود وجعلهم يستعدوا للقتال ..

وفي الوقت نفسه لم يكن يريد وضع جيشه بالكامل وخسارته في هذه المذبحة التي ستحدث اليوم ..

تدفقت الأفكار بشدة في رأسه وهو لا يرال في حرة من أمره ثم التفت نحو سيلا التي أردفت بهدوء كاسرة صمت الغرفة:

"هل تريد أن أساعدك على إيجاد حلّ ينقذك من الموت على يدي أختي اليوم؟"

عقد بيرس حاجبيه بغضب من كلامها ثم وجد سيلا ترفع حاجبيها وتكمل له بهدوء:

"ماذا؟! أتوقع أنك تعلم جيداً تلهّف إيلا لقتلك وبقاؤك هنا اليوم لن يحتمل أي خيار آخر سوى قتلك مع أتباعك المخلصين وإنهاء حكمك بالكامل"

أنهت كلامها وهي تحدق به بحقد فتقدم منها وأردف لها بصوت حاد:

"سيلا اصمتي ولا تجبريني على قتلك منذ الآن لأنني أحاول أن أصبر نفسي لقدوم شقيقتك حتى أقطع رأسك أمامها"

بقيت ملامح سيلا جامدة ثم أردفت له ببرود:

"سأموت في كل الأحوال اليوم فلا تعذب نفسك بتهديدي بهذا الأمر ولكن بدل ذلك تذكر نفسك وأفعالك بإيلا وتأكد بأنك ستتمنى الموت إن أمسكت بك اليوم أنت تعلم جيداً بأن جميع جنودك لن يصمدوا أمام الجيش سوى لحظات قليلة لذا أنا مستغربة من كونك ترى الحل أمامك ولا تريد تنفيذه"

احتدت عينا بيرس بغضب ثم أردف لها بغضب مكتوم:

"ما الذي تعنينه؟"

راقب وجه سيلا الشاحب ونظراتها الباردة تحدق بوجهه للحظات قبل أن تردف له بجمود:

"اهرب.. اهرب إلى القلعة مع جنودك وتحصن بها قبل أن يصل الزحف إلى هنا وتخسر حياتك وجنودك وكل انجازاتك التي فعلتها في السنوات الماضية"

صمتت سيلا وهي ترى تجهم وجهه وكأنه فكّر بهذا الحل من قبل ولكنه تجاهله مما جعلها تبتسم قبل أن تردف له ببرود:

"أعلم بأن كبرياءك وخوفك من انقلاب أتباعك عليك هو من يمنعك من ذلك أليس كذلك بيرس غلاود؟ ولكن أخبرني ما فائدة كبريائك إن فقدت حياتك؟"

تقدم بيرس نحوها حيث كانت تجلس على الأريكة وأردف لها بصوت ساخر وغاضب وهو ينحني فوقها قليلاً:

"حقاً لست يائساً لهذه الدرجة سيلا وأستطيع إيقاف زحفهم عندما سأضع سيفي على عنقك أو ربما أدع أحد الكهنة يزوجني بك الآن ألا ترين بأن ذلك أفضل؟"

عقدت سيلا حاجبيها بغضب من كلامه وأردفت له بحدة:

"لا تدفع الجنود للاقتتال بيرس لا يجب أن تزهق الكثير من الأرواح اليوم يكفي حتى الآن نيكتورين ستكون بمأزق إن وقعت اللعنة عليها جميعنا سنتضرر منها يجب علينا إيقاف ذلك قبل فوات الأوان"

فابتسم بيرس بقسوة وأردف لها ببرود وسخرية:

"حقاً هل تقنعيني بأنك تريدين مصلحتي وليس حماية شقيقتك الملعونة؟"

ازداد تجهم وجه سيلا بسبب كلامه الساخر وهتفت له بحنق وغضب:

"أختي ليست بحاجة لحمايتي فهي تستطيع حماية نفسها بنفسها ولكنني أحاول حماية أرواح المقاتلين البريئة هم لا ذنب لهم في العِداء الذي بيننا كما ليس لسكان البلاد ذنب في الحروب والأزمات التي ستحدث إن وقعت اللعنة عليهم أنا لا أريد مصلحتك أو مصلحة أختي وإنما أريد مصلحة نيكتورين وشعبها وأن أؤدي واجبي كأميرة في آخر شيء أستطيع فعله من أجلهم قبل أن أضحي بقلبي حتى أكسر اللعنة عنهم كن عادلاً مرة واحدة مع شعبك وجنّبه المواجهة الخاسرة أمام جيش السحرة"

صرخت سيلا بغضب في نهاية كلامها وحدقت به بحدة وهي تهثت بغضب فطالعها بيرس ببرود ثم أمسك بذقنها يرفع رأسها أكثر إليه وأردف لها ببرود ساخراً:

"أنت تفاجئينني بك سيلا حكمتك وخوفك على الشعب يثبت لي بأنك حقاً تستحقين أن تكوني ملكة وتثبتين لي أنني لم أخطئ عندما اخترتك لتكوني بجانبي"

عقدت سيلا حاجبيها بتقزز وهي تبعد رأسها عنه وتحاول ضبط أعصابها بينما سمعت ضحكته الخافتة تخرج للحظة قبل أن يعتدل بوقفته ويردف لها بخبث وهو يبتعد عن الأريكة:

"كلامك هذا أقنعني حقاً سيلا ولكن ليس بالشكل الذي سيجعلني أهرب وأسلم قصري بهذه السهولة "

رفعت سيلا عينيها إليه باضطراب وهي تراه يتوقف ثم يستدير لها وعينيه تلتمع بالشر قبل أن يردف لها بخبث:

"إن كان جيوش أختك والمملكة الملعونة ستدخل لا محالة إلى القصر اليوم فسأحرص على أن يخسروا نصف جنودهم قبل أن يصلوا إلى بوابات القصر"

فتوسعت عينا سيلا بخوف وهي تراه يبتسم لها بشر وتوعد ..

وكأنه يخفي شيئاً عن الجميع ..

وكأنها بطاقته الرابحة!! ..

فابتلعت ريقها بخوف وهي تقف وتنظر إليه باضطراب وخوف مما يخبئه لهم عندما كانت يبتسم بتوعد فتقدم منها حتى وقف قبالتها وأردف لها بخبث وسخرية:

"سأجعلهم يعلمون بأن بيرس غلاود ليس لقمة سائغة كما يظنون وأنني سأبقى كالشوكة في حلوقهم قبل أن أستجمع قوتي وأحاربهم مجدداً لاستعادة قصر البحر وكل شبر من نيكتورين"

ارتجفت حدقية سيلا بخوف منه وعندما أرادت الابتعاد عنه حتى لا يتجعل المسافة بينهما تصغر أكثر وجدته يمسك بساعدها ويسحبها نحوه وهو يردف بخبث وكأنه يتوقع أفكارها:

"الشيء الوحيد الذي لا أريد تصديقه هو موتك سيلا وإن حدث أمر ما وبقيت حية بعد الطقوس اليوم فأنا أعلم كيف أعيدك إلي مجدداً أميرتي"

ازداد الخوف والاضطراب على ملامح سيلا وهي تحدق به بصمت قبل أن تستدير برأسها جانباً ..

وتتمنى داخلها أن ينتهي كل شيء على خير!!! ..
_________________

وبالفعل بدأ توزيع الجنود يتغير مع أوامر بيرس التي خرجت وفاجأت الجميع بأنه سيخرج مع نصف الجيش إلى القلعة حتى يتحصنوا بها حتى لا يقتتل الجنود بالكامل ..

في حين تمّ توزيع البقية ما بين رماة للسهام والمدافع التي تم نشرها على السور الخارجي للقصر في وقت سابق ..

في ذلك الوقت كانت خادمات إيرا يحزمن أمتعتها استعداداً للذهاب معه إلى القلعة ..

عندما دخل نيكلاوس إلى جناح إيرا وهو يحدق بها ببرود وهو يتقدم ببطء نحوها في حين رمشت إيرا بصدمة وذهول من دخوله إلى جناحها بشكل مفاجئ ..

فقد كانت أول مرة يفعل ذلك! ..

وبدا لها يريد أن يكلمها هذه المرة وليس أن يهرب منها ككل مرة ..

إلا أنها أعادت ملامحها للهدوء والتفتت تنظر لخادمتها قبل أن تأمرهن بالخروج ..

لم تكن تعلم ما يريده منها في هذا الوقت؟ ولما يريد مقابلتها؟ ..

فبعد ذلك اليوم الذي أهانها فيه ابتعدت عنه ولم تحاول التقرب منه مجدداً ..

على الرغم بأنها تعلم أنه سيكون السبيل لخلاص شعبها وهو الحل الوحيد لتصبح ملكة شرعية على عرش والدها ..

فالقوانين كانت تلزم الإناث أمثالها بهذه الزواجات حتى تعطيهن الحق في حكم شعبهن ..

فلا سلطة للإناث بذلك العالم ..

ولولا ذلك لما تحملت ما ستتلقاه هنا من معاملة مهينة بحقها كالأميرة الوحيدة ووريثة عائلة إيفوروسا ..

بقيت إيرا صامتة دون أن تلتفت نحو نيكلاوس حتى والأفكار كانت تتدفق في رأسها وتتساءل داخلها عن سبب مجيئه إليها ..

وعلى الرغم من أن الجناح أصبح فارغاً إلا أن نيكلاوس لم يتخذ نحوها أي خطوة عكس ما كان ويليام سيفعله بمجرد بقائها معه لوحدهما ..

ولأن إيرا كانت فتاة ذكية استطاعت رؤية الفرق بينهما منذ أن خطت أول خطوة لها في هذا القصر ..

ورغم أن انجذاب ويليام الذي كان يسهل مهمتها إلا أنها لم تعطه أي فرصة للتقرب منها ..

لأنها تعلم بأنه لن يتراجع وقتها ..

عكس نيكلاوس الذي كان كالجبل الجليدي أمامها ورغم أنها حاولت بشتى الوسائل إذابته إلا أنها فشلت وظنت لوهلة أنها تقف أمامه كرجل وليس كامرأة!! ..

وعندما انتهى الأمر بإهانته لها اعتزلت ذلك وابتعدت عنه نهائياً ..

بعد أن أهان كرامتها وجرحها بشدة بكلماته الوقحة تلك التي لم تستطع نسيانها حتى الآن ..

ولكن لأجل شعبها بقيت صامتة وتحملت ذلك حتى يتمّ هذا الزواج ..

وقتها لكل حادث حديث! ..

خرجت إيرا من أفكارها على صوت نيكلاوس البارد الذي بدا مرتبكاً بعض الشيء وكأنه لا يدري كيف سيفتح الموضوع معها:

"قبل أن تغادري ... أردت رؤيتك"

حمحم بتوتر في نهاية كلامه عندما وجدها تنظر إليه بعدم تصديق وسخرية بعد آخر محادثة بينهما ..

فشتم بين أنفاسه وهو يدير رأسه عنها ويضع إحدى يديه خلف ظهره بينما يعقد حاجبيه بغضب من نفسه بسبب توتره وهو يتذكر فظاظته معها في آخر مرة قبل أن يردف لها ببرود:

"اسمعيني جيداً أميرة إيرا أنا لم آتِ إلى هنا من أجل الشجار أو افتعال مشكلة معك ولكن كان لدي موضوع مهم كان علي إخبارك به"

عقدت إيرا حاجبيها باستغراب من كلامه وأردفت له بانزعاج وبعض السخرية:

"وما هو الموضوع المهم الذي تريد إخباري به أمير نيكلاوس ولا تستطيع تأجيله حتى نصل للقلعة؟"

أنهت كلامها وهي تراقب نظراته الجادة تحط عليها قبل أن يردف ببرود:

"أنا لن أذهب معكم إيرا بل سأقود القتال الذي سيبدأ هنا "

شعرت إيرا بالذهول والقلق للحظة من لهجته وأحست بأنه يخبرها بأنه لن يخرج من هذا القتال الذي سينشأ اليوم حياً ..

وكأنه يريد إعطاءها وصيته الأخيرة ..

وحدث ما كانت تفكر فيه تلك اللحظة وأردف لها ببرود وهو يخرج ظرفاً بُنياً من خلف ردائه الفروسي:

"لذا أردت قبل ذهابك أن أعطيك هذا .. إنها وثيقة لإنهاء الخطبة بيننا لقد جعلت الكاهن يكتبها صباحاً لذا كان علي إعطاءك إياها الآن فربما لن نلتقي مجدداً"

رمشت إيرا بذهول وهي تمسك بالظرف وتقلبه بين يدها بصمت ثم رفعت رأسها نحوه عندما سمعته يردف بصوت هادئ وصريح:

"اسمعيني أعلم بأنك تحقدين علي بسبب ما حدث ذلك اليوم ولكن علي الاعتراف بشيء قبل أن أذهب أنا لم أرفضك لأنك كنت ناقصة لشيء أو أنك لست جميلة ولكنني لم أستطع الاقتراب منك وتقبلك إلى جانبي لأنني أحب فتاة أخرى أنت تعرفينها جيداً"

رفعت إيرا عينيها المذهولة لصراحته ورأت الصدق يلتمع في خضراويه ثم راقبته يكمل لها ببرود:

"لا يهم إن كنا أعداء أو لا ولكنني أكننت مشاعر صادقة نحوها وهذا القدر كافٍ بالنسبة لي وهو الذي يمنعني من الاقتراب من غيرها ورغم أني حاولت تقبلك كشريكة لحياتي وتأدية واجبي بعد مراسم الخطبة التي أديناها ولكنني لم أستطع تخيل غيرها يقف إلى جانبي لذا قلت الذي قلته لك ذلك اليوم حتى أبعدك عني .. آسف لأنني جرحتك بكلماتي وآسف لأنني لن أستطيع الإكمال بهذا الاتفاق لذا أردت توضيح ذلك لك قبل ذهابك"

أنهى كلامه بأسف صادق وهو يبعد عينيه عنها بهدوء بينما أزال بكلماته الاستياء الذي كانت تشعر به إيرا فهدأت ملامحها قليلاً وهي تحدق به للحظات قبل أن تبتسم بخفة وتردف له بهدوء:


"لا بأس لقد سامحتك على ذلك وشكراً على صراحتك معي أمير نيكلاوس"

صمتت وهي تنظر للظرف بين يديها وتردف بهدوء:

"على كل حال كلّ منا كان له هدفه من أجل هذا الزواج أنت وافقت بسبب شقيقك وأنا من أجل مملكتي لذا لا يوجد داع لنحزن إن لم نكن نمتلك مشاعر لبعضنا"

أنهت كلامها وهي ترمي الظرف بإهمال على المنضدة القريبة منها ثم نظرت نحو نيكلاوس الذي حدق بها بهدوء وراقب فعلتها قبل أن تتنهد بخفة وتردف له بهدوء:

"على الرغم من أن ماريانا كانت خادمتي في يوم من الأيام قبل أن أكتشف خداعها لي وأنها تكون إيلا مارنال كانت متخفية في مملكتي طوال تلك السنوات إلا أنها كانت مقربة مني كصديقة أو أخت تقريباً وساعدتني في كثير من الأمور وبالنظر للحب الذي تُكنه لها أظن بأنني سأحسدها قليلاً على ذلك"

توسعت عينا نيكلاوس للحظة في آخر كلماتها وهي تبتسم بعفوية وخفة ثم أدارت عينيها عنه ونطقت بهدوء:

"من الجميل أن يجد الإنسان شخصاً يحبه ويؤسس حياته معه ولكنه في الوقت نفسه صعب بسبب هذه القوانين والاضطرابات التي تتحكم بنا جميعاً"

أنهت كلامها بمواساة لنفسها ولنيكلاوس وهي تنظر إليه بهدوء فابتسم هو الآخر بهدوء وكانت هذه المرة الأولى التي يبتسم أمامها قبل أن يردف لها بهدوء:

"أتمنى أن نلتقي مجدداً في ظروف أفضل من هذه"

"أتمنى ذلك"

أومأت له إيرا بهدوء ثم راقبته يخرج من حزامه كيساً قماشياً كان معلقاً به وهو يردف لها بهدوء:

"أميرة إيرا لدي طلب أخير منك أرجو أن تفعليه من أجلي"

عقدت إيرا حاجبيها وهي تحدق به قبل أن تنطق بهدوء واستغراب:

"ما هو؟"

راقبته يمدّ لها الكيس القماشي فمدت يدها وأخذته منه ثم فتحت الرباط الذي يغلقه فوجدت ورقة مطوية وبجانبها زجاج تحوي على دواء ما ..

فعقدت حاجبيها وهي تنظر له بعدم الفهم لإعطائه إياها إلا أنها تفاجأت به يردف بهدوء وبعض التردد:

"إنها ليست من أجلك بصراحة يمكنك أن تعدينها طلباً شخصياً سأكون ممنوناً لك إن فعلته وهي أن تقومي بالإشراف على علاج لويز بورش في القلعة لأنهم سيأخذونه معهم وعليه أن يكمل علاجه حتى يستعيد قوته بالكامل وتشفى جراحه وأنا لن أكون هناك حتى أهتم بذلك بنفسي"

ازدادت عقدة حاجبي إيرا باستغراب من كلامه ثم أردفت له باستنكار:

"لما تهتم به إن كان عدوك؟!"

فابتسم نيكلاوس بخفة وهو يشيح بنظره عنها قبل أن يردف لها بهدوء:

"إنه مجرد مبدأ لدي ولا أحب تغيره وهو أنني لا أحبذ أن يتم تعذيب الفرسان الأقوياء في السجون بعد تجريدهم من أسلحتهم فهذا يهين فروسيتهم وكرامتهم كفرسان لذا أجد أن قتلهم في أرض المعركة هو الأفضل لإعطائهم حقهم في كفاحهم وهو الموت بشرف"

لانت تعابير إيرا وتأثرت بكلامه بعد أن أحست بمقدار طيبته ونُبله عكس شقيقيه ثم أومأت له بخفة وأردفت بهدوء:

"أعدك بأنني سأحرص على ذلك"

أومأ نيكلاوس بخفة وامتنان واستدار حتى يغادر ولكنه توقف عندما سمع صوتها الهادئ يخرج بهدوء:

"انتظر قليلاً"

استدار نيكلاوس نحوها فوجدها تضع الكيس بحرص على المنضدة قبل أن تستقيم وتقترب منه حتى وقفت قبالته ثم أردفت له بهدوء:

"أيمكنك أن تظهر سيفك لي قليلاً؟"

عقد نيكلاوس حاجبيه باستغراب للحظات ولكنه فعل ذلك وأخرجه من حزامه وهو لا يزال بغمده وبدهشة راقبها تخرج منديلاً قماشياً وقامت بطيه جيداً ثم لفته بعناية على مقبض السيف حتى لا يزعجه وهي تردف له بهدوء:

"إنها عادة من مملكتي تقوم بها الفتيات بلفّ منديل على مقبض سيف الفارس قبل كل معركة وذلك باعتقادهم بأنها كالأمنية لحماية الفارس وحتى تكون كدافع له في إكمال القتال دون أن يفقد شجاعته للعودة إلى عائلته"

أنهت كلامها وهي تعقد طرفي المنديل ثم أنزلت يديها للأسفل وأردفت بهدوء بصوتها الواثق:

"مع أننا قد أنهينا علاقتنا لتونا ولا يوجد أي صفة أضع بها هذا المنديل لك ولكنني حقاً أتمنى لك النجاة من معركة اليوم لأنك شخص نادر ومن المؤسف خسارته "

أنهت إيرا كلامها بإبتسامة خفيفة فأومأ لها نيكلاوس برأسه وأردف لها بهدوء وامتنان:

"شكراً لك أميرة إيرا سأحاول ألا أفقده"

أنهى كلامه واستدار بنية الخروج إلا أنه توقف مكانه عندما تذكر أمراً وشعر بضميره يؤنبه لأنه سيخفيه عنها ..

وهو يعلم مقدار حساسيته لها ..

بعد أن رأى تمنياتها له بالنجاة ..

وعلى الرغم من أنه لا يستطيع البوح به بشكل مباشر إلا أنه استدار نحوها برأسه وأردف لها بهدوء ممزوج بالذنب:

"أميرة إيرا قبل أن أذهب أريد إخبارك بشيء أخير"

أومأت له بخفة وهي تعقد حاجبيها بقلق من ملامحه قبل أن تجده يردف ببرود:

"احذري من بيرس فهو يخدعك ويستغل سلطتك"

أنهى كلامه وهو يغادر الجناح بهدوء في حين حدقت إيرا بظهره بهدوء وقلق وهي تراقب ابتعاده بينما تفكر بكلماته الأخيرة ..

ربما لم يكونان يمتلكان المشاعر لبعضهما ولم يكونا يتقبلان بعضهما في وقت سابق ..

ولكن بعد هذه المحادثة التي دارت بينهما أكن كلٌّ منهما الإحترام للآخر ..

لذا عندما رأى نيكلاوس إيرا تتمنى له السلامة لم يستطع أن يمنع نفسه من تحذيرها من بيرس ..

فمنذ أن سمع من سيلا أن فيليب كان في القصر علم بأن شقيقه يلعب على حبال عدة رغم أنه يعلم بأنه يكون عدو إيرا ..

لذا لم يكن سيرتاح ضميره إلا إذا حذرها منه ..

لأنه يعلم بأنها ستستطيع معرفة الحقيقة وحدها! ..

__________________

وبعد وقت قليل انطلقت القوات المجهزة إلى القلعة مع إيرا وفرسان مملكتها المتواجدين معها ..

وذلك بعد أن وضعوا سيلا في السجن وأخرجوا لويز منه بعد تقيده وأخذوه معهم ..

لأن بيرس وجد بأنه سيفيده بالمستقبل لإكمال انتقامه من ماكسمليان ..

وبسبب ذلك انتشرت الفوضى في القصر وانتظر الجميع بترقب وصول جيش إيلا وكارلوس ..

في هذا الوقت كانت سيلا تسير ذهاباً وإياباً من شدة قلقها مما يخبئه لهم بيرس بعد أن فهمت أن هنالك حركة قذرة ينوي فعلها معهم ..

وبينما كانت تفكر في طريقة لإنهاء القتال دون خسارة أرواح أكثر مما خسروا اليوم التفتت نحو نيكلاوس الذي ظهر أمامها وهو يحدق بها ببرود ..

فعقدت حاجبيها باستغراب من ظهوره هنا وأردفت له بقلق وهي تقترب من القضبان الحديدية الفاصلة بينهما:

"م.ما الذي تفعله هنا؟ لما لم تذهب معهم للقلعة؟"

عقد نيكلاوس حاجبيه بخفة وأردف لها ببرود:

"قصر البحر هو منزلي أكثر من كونه جزء من منطقة أخي وأنا لن أتركه بسهولة"

"سيقتلونك إن بقيت هنا هل جننت؟!"

هتفت سيلا بقلق وهي تتمسك بالقضبان حديدية مما جعل نيكلاوس يعقد حاجبيه قبل أن يردف لها باندفاع:

"لما تهتمين إن كنت متُّ أم لا سيلا؟ بدل أن تقلقي علي اقلقي على نفسك وعلى ما سيحدث لمقاتليكم"

توسعت عينا سيلا بقلق وخوف وهي تراقبه وهو يردف لها مكملاً ببرود:

"بيرس قام بتوزيع قنابل دخانية سامة قام سيد السم بابتكارها قبل مدة من موته وجعل عدداً من الفرسان يختبئون في منازل متفرقة في القرية حتى يقومون بقذفها بمجرد اقتراب جيشكم هكذا سيموت كل من يستنشق الدخان السام لذا مهما بلغت قوتهم لن يستطيعوا الصمود أمام خطة بيرس المحكمة "

التمعت عينا سيلا بالدموع وهي تحدق به وتنفي باستنكار وخوف مما سيحدث قبل أن تردف بصوت محشرج:

"لا نيكلاوس أرجوك أوقف ذلك لا يجب أن تحدث مذبحة اليوم أرجوك لا يجب أن توقفوهم"

"سيلا القصر يعدّ مكاناً لنا ولدنا ونشأنا فيه وعلينا الدفاع عليه بأرواحنا حتى وإن كنت ابنة الملك السابق ولكننا منذ أن أصبحنا فرساناً قد ألقينا قسم الولاء لبيرس وليس لوالدك لذا لا يهم من يكون ملكنا فنحن اليوم سندافع عن أرضنا ولا تتوقعي مني أن أتهاون في ذلك حتى إن كنت أحب شقيقتك فلا تحاولي إضعافي بها"

هتف نيكلاوس بحدة واندفاع عندما وجدها تحاول إضعافه فنفت سيلا برأسها وهي بالكاد تمنع دموعها من التساقط قبل أن تردف له بصوت مضطرب وخائف:

"أنا لا أفعل ذلك أقسم لقد حاولت جعل بيرس يتجنب القتال ولكنه لم يستمع إلي أقسم بأنني لا أريد أن يتأذى أحداً من كلا الطرفين ولم أقل لك هذا حتى أضعفك ولكن نيكلاوس اليوم ليس مناسباً للقتال أرجوك امنع المعركة من الحدوث اليوم فقد تأخذ وقتاً طويلاً وسينفد الوقت منا أرجوك"

عقد نيكلاوس حاجبيه باستغراب من كلامه وأردف لها بشك:

"ماذا تقصدين؟"

انهمرت دموع سيلا ببطء وهي تنظر حولها بارتباك قبل أن تردف له بصوت مرتجف وتوتر:

"اسمعني جيداً نيكلاوس وصدّق الكلام الذي سأخبرك به الآن لأني أقسم بأنه حقيقي لا بدّ أنك سمعت عن اللعنة التي ألقيت علي وعلى إيلا والتي لم نستطع كسرها في الماضي ولكنني قبل أن آتِ إلى هنا ذهبت إلى الحكيمة العجوز وقد أخبرتني بأن اللعنة ليست علي وعلى إيلا فحسب بل هي لعنة على المملكة بأكملها وإن وقعت عليها ستجلب الدمار الدائم للمملكة وشعبها وحتى تقع نهائياً على المملكة سيكون عندما تموت إحدانا أنا وإيلا ولكسرها علينا إعادة طقوس الإلتحام اليوم وهنا في قصر البحر"

شهقت سيلا ببكاء وهي تحدق بملامح نيكلاوس المتجهمة والغير مصدقة بذلك فأردفت له سيلا بارتجاف وحرقة:

"أقسم بأنني أقول الحقيقة وقد أخبرت بيرس بذلك ولكنه لم يستمع إلي أخبرته أن يسمح لنا بأداء الطقوس وتكملة الحرب بعدها ولكنه لم يفعل ورغم أنه كان يريد الزواج بي لإيقاف أختي ولكنه عندما علم بأمر موتي تراجع عن ذلك ولم يأخذني معه كما فعل مع لويز ووضعكم هنا ككبش الفداء وهو يعلم بأنكم لن تستطيعوا الصمود في وجه جيش السحرة وقوتهم وأخرجك من الغرفة حتى لا تسمع ذلك وتتراجع أرجوك نيكلاوس صدقني الأمر ليس متعلقاً بي وبإيلا فحسب بل أهل المملكة بالكامل مرتبطون بالأمر واليوم هو الحاسم والأخير لكل شيء"

توسعت عينا نيكلاوس الخضراء وهو يحدق بها بصدمة مما تتحدث عنه قبل أن يردف لها بترقب:

"لما هو اليوم الأخير؟ وماذا تعنين بموتك؟"

فأغمضت سيلا عينيها وأخفضت رأسها للأسفل قبل أن تردف بحزن وألم:

"لكسر اللعنة عن المملكة علي التضحية بقلبي في يوم مولدي أنا وإيلا أي اليوم وإلا لن تنجح طقوس التلاحم وإن لم تتم الطقوس قبل غروب شمس اليوم هنا في قصر البحر ستسقط اللعنة على المملكة للأبد وسأموت أنا بسبب اللعنة التي ستوقف قلبي أما إيلا ستتحول لوحش للأبد"

"ما الذي تهذين به؟!"

نطق نيكلاوس باستنكار دون أن يشعر عندما سمع كلماتها وكأن دلو ثلج سقط على جسده ففتحت عينيها وحدقت به بألم وأردفت له بحرقة:

"ستفقد إيلا مشاعرها وتتوحش وستؤذي جميع من حولها دون أن تفرق بين عدو أو صديق إن متُّ قبل أن أتمّ مهمتي صدقني هذا الذي سيحدث لها اسمعني نيكلاوس أنا أفعل ذلك كآخر شيء أستطيع فعله من أجل نيكتورين بأكملها وليس من أجل ألا أخسر أختي فقط ومن أجل ذلك أنا مستعدة لطعن نفسي في سبيل نجاة الجميع لذا عليك أن تفعل ذلك أنت أيضاً لا يهمّ إن كان ولاؤنا لأي ملك فنحن نبقى أبناء مملكة واحدة نحن أبناء نيكتورين وعلينا أن تنحد لمنع الخطر المهدد لمملكتنا علينا حماية السكان من الخطر القادم أرجوك ما حدث قبل خمسة عشر عاماً لا تدعه يتكرر مجدداً"

أنهت كلامها وهي تحدق برجاء وألم إلى نيكلاوس الذي كان متجمداً مكانه بصدمة مما سمعه الآن ولم يملك أدنى فكرة عما سيفعله والحرب على الأبواب ..

فرمش بضياع قبل أن يستدير ويسير بصمت مبتعداً عنها بينما يسمع صراخ سيلا خلفه وهي تضرب القضبان بيديها بانفعال وهي تبكي بحرقة وتهتف له بأعلى صوتها:

" نيكلاوس أرجوك كل شيء أصبح بين يديك الآن أوقف الإقتتال قبل حدوثه لا تسمح بإراقة دم الأبرياء نيكلاوس دعهم يدخلون بسلام لا تعِق عمل الطقوس أرجوك لا تسمح لأختي أن تفقد إنسانيها.. لا أريد أن تصبح أختي وحشاً!"

أنهت سيلا كلامها بصوت مهزوز وحرقة وهي تنهار على الأرض وتكمل بكاءها بحرقة ومرارة بينما تستند على القضبان برأسها وتمسك بإحدى يديها قضبان زنزانتها ..

وهي عاجزة عن فعل أي شيء لمنع هذه المذبحة من الحصول مجدداً ..
_________________

في وقت لاحق من النهار ..

كانت الشمس قد قطعت النصف الأول من السماء ..

في ذلك الوقت التقت صفوف جيش السحرة والأحرار وهم يقفون على أعتاب القرية التي تقع أمام قصر البحر والتي تُعدّ آخر محطاتهم ..

فتوقفت القوات بأمر من كارلوس وتحقق من سلامتهم وجاهزيتهم لدخول المعركة الأساسية والأقوى اليوم مع ماكسمليان ..

وبسبب حماسة الرجال العالية جعلتهم يقاومون تعبهم من قيادتهم السريعة منذ الفجر ..

ووجدوا أنهم سيستطيعون القتال بكل نشاط وتحقيق نصر كبير على العدو ..

في ذلك الوقت كانت إيلا تقف على حصانها عند النقطة نفسها التي وقفت بها أول مرة دخلت بها مع جانيت إلى المملكة بعد أن كبرت وعادت للانتقام ..

عيناها الزرقاء الحادة وحدها كانت كافية لرؤية غضبها وجنونها للانتقام وانقاذ شقيقتها ..

في تلك اللحظة وهي تقف على حصانها تذكرت كل لحظة قضتها في السجن عند بيرس ..

[أهلاً بك في جحيمي الخاص أميرتي الصغيرة]

تلك الكلمات التي كانت حقاً كبوابة عبورها لها للجحيم الذي لاقته على يديه هو وسيد السم ..

تذكرت كل كلمة قالها لها بيرس وهو يعذبها بسبب عضها لشقيقتها ويلومها على موتها بينما كان من المفترض أن تموت هي ..

بينما زرع بها القسوة والتوحش في كل مرة كان يضحك على رؤيته لدموعها وصرخاتها المتألمة بسبب التجارب التي كانوا يجرونها عليها ..

التمعت عينا إيلا بالأخضر المتوهج وهي تحدق بالقصر من بعيد بينما تشعر بالسم يغلي بشدة في عروقها أكثر من أي وقت مضى ..

وهي تحمل الجحيم المسعور في عينيها وكأنه توعد لما ستفعله عندما تمسك ببيرس غلاود بين يديها ..

وتحقق انتقامها بالكامل اليوم ..

ربما هذا الانتقام الذي أخاف سيلا والذي جعلها تُبعد بيرس اليوم حتى توقف اندفاع شقيقتها للانتقام وتترك أمر الطقوس بدون اهتمام ..

في تلك اللحظة نظر ماكسمليان بقلق من جمود إيلا وهو قلق من حالتها المضطربة التي قد تؤذي نفسها بها ..

ثم التفت نحو كارلوس الذي كان يحدق بها أيضاً بحاجبين معقودين وشرود ..

وكأنه يفكر بأمر ما ..

في تلك اللحظة استندارت إيلا وهي تحدق بهم بحدة وشراسة جاعلة الجميع يبتلع ريقه بتوتر من عيونها الخضراء التي كانت هي بداية لتحولها ..

والذي استغربوه أكثر لما عينيها التمعت دون أن يكتمل تحولها؟! ..

ولكنهم لم يعرفوا بأنها وصلت لحدودها وبالكاد بقيت ذرة تعقل في عقلها منعتها من الهجوم عليهم ..

فهيجان طاقتها وسمها كان يحفزها على القتال والقتل ..

وسيكون من المشكلة عليهم أن يتأخروا في المعركة لوقت أطول!! ..

"هيا استعدوا سنبدأ بالهجوم"

هتف كارلوس بصوته القوي وهو يسير بحصانه أمام الصفوف قبل أن يقف أمامهم بشكل مجاور لإيلا وهو يلاحظ نظراتها تحدق به قبل أن تتجه نحو القرية ..

"إنهم ينتظروننا عن بوابة القصر هنالك حركة مريبة بين السكان يبدوا أنهم نصبوا كميناً لنا"

صوت كارلوس البارد خرج جاعلاً إيلا وماكسمليان مع عدد من الفرسان ينظرون إليه بترقب ..

بعد أن استخدم حواسه في متابعة ما يحدث هناك وشعر في اضطراب بين صفوفهم لم يعرف سببه ..

ولكنه شعر بأنه خلاف بينهم ..

خرج كارلوس من أفكاره والتفت نحو إيلا التي أردفت بصوت بارد وقوي وعينيها تضيء بوميض أخضر من شدة غضبها:

"لا يهم إن كان هنالك فخ أم لا لأنني سأقتل كل شخص يتجرأ على الوقوف في وجهي ويمنعني من الدخول"

أما في الجهة المقابلة حيث وقف نيكلاوس أمام فرسانه بعد أن أعطى أمراً للسكان بالاختباء في الملاجئ لحمايتهم من المعركة التي ستحدث ..

ثم وقف ينتظر قدوم قوات إيلا وكارلوس إليهم بينما كلمات سيلا له لم تغادر مخيلته أبداً ..

لم يكن يعرف ما يفعله في تلك اللحظة ..

كان متحيّراً بين ولائه لشقيقه وولائه لأرضه كما أخبرته سيلا بذلك ..

رغم أن جزء كبير من ولائه قد تزعزع باكتشافه حقيقة أفعال شقيقه الشنيعة بعد أن كان أعمى البصيرة طيلة تلك السنوات ويتحرك كما يريد شقيقه كالبيدق تماماً ..

ولكن كلمات قسمه التي ألقاها له بعد أن عاد من معسكر التدريب كفارس لا تزال ترنّ بأذنيه ..

لذا وقف مكانه يحاول التمسك بموقفه مقنعاً نفسه أنه لا يفعل الشيء الخاطئ الآن ..

وعندما نظر نحو الأفق وظهر أعداد الجيش الذي تمركزوا أعلى التل أمام ناظريهم دون خوف بل وكأنهم يريدون إخافتهم حقاً ..

فبدأت الهمسات القلقة والخائفة تنتشر بين صفوف المقاتلين ..

الذين رؤوا أنهم هالكون لا محالة ..

في هذا الوقت اقترب أربع فرسان من رجال نيكلاوس المخلصين اقتربوا بخطوات سريعة منه وبمجرد توقفهم انحنوا له وأردف أحدهم له بهدوء:

"لقد تمّ تنفيذ ما أمرت به سمو الأمير"

أومأ نيكلاوس لهم ثم استدار ينظر إلى الفرسان خلفه وهو ينقل عينيه عليهم واحداً واحداً وشعر بالمسؤلية التي أُلقيت على عاتقه الآن باتت كبيرة جداً ..

وأن حياة هؤلاء الفرسان باتت بين يديه فعلاً ..

كما قالت سيلا له قبل مدة ..

خرج نيكلاوس من أفكاره على صوت نيد الذي اقترب وهو يهتف بغضب:

"أنت تخالف الخطة التي وضعها الملك بأفعالك تلك هل تعي ما تفعل؟"

عقد نيكلاوس حاجبيه بغضب وهتف له بقوة:

"أنا أفعل ما هو صحيح من أجل الجميع"

"هذه خيانة للملك!"

هتف نيد بغضب مما جعل الفرسان يتهامسون فيما بينهم في حين تجهم وجه نيكلاوس بشدة وهتف له بغضب وقوة:

"لم أقصر يوماً في خدمة الملك وكنت أقف في الصف الأول في كل معركة تحدث بينما كنتَ فقط تحرس الملك بدون أن تخرج سيفك حتى لذا تدعي الولاء والإخلاص أمامي وأنت لم تقد معركة واحدة نيد ريغولد"

توسعت عينا نيد بغضب من نيكلاوس لأنه أهانه وراقبه يردف مكملاً له بقوة وحزم:

"هؤلاء الفرسان هم فرساني وأنا المسؤول عنهم صحيح بأنني مستعد للموت في هذه اللحظة من أجل الملك ولكنني لست مستعداً لأخذهم معي"

صمت نيكلاوس وعينيه تطلق شرارات غاضبة وهو يحدق بنيد بقوة ثم استدار نحو الجنود وهتف بقوة:

"أنا أكره الخيانة أكثر من الخسارة بكثير لذا سأخيركم بأن تختاروا قائدكم بأنفسكم اليوم أيها الفرسان من يريد اتباع نيد ريغولد فليفعل ومن يريد أن يتبعني فليقف خلفي وينفذ أوامري كاملة"

ازداد الاضطراب بين الجنود بينما كان نيكلاوس ونيد يقفان مقابل بعض وهما يحدقان ببعضهما بحدة وتحدي ..

بعد أن نيكلاوس جعل فرسانه يجمعون جميع القنابل السامة ويخفونها في منزله الخاص بسرية تامة مستغلاً انشغال الجميع بتحضير أنفسهم للمعركة ..

وهذا ما أغضب نيد الذي لم يجد القنابل في أي مكان بعد أن عاد إليه بعض الفرسان يخبروه بما حدث معهم فأردف نيد له بتحد:

"لا تظن بأنك قد تحكمت بكل شيء إن لم يكن الملك هنا لأن الملك قد تركني مع ريتشارد لأنه ليس واثقاً بإخلاصك ونحن تداركنا الوضع جيداً"

عقد نيكلاوس حاجبيه بغضب عندما علم بأن هنالك أمر ما حاكه شقيقه من خلف ظهره مجدداً ..

وأن بيرس حقاً لا يفكر بأرواح الفرسان التي ستزهق الآن في سبيل إضعاف جيش إيلا وكارلوس حتى ولو قليلاً ..

في ذلك الوقت علت صوت هتافات الجيش القادم مع أصوات خيولهم فالتفت الجميع يحدقون بالخيول التي بدأت تقترب منهم فهتف نيكلاوس بحزم:

"استعدوا جميعاً وانتظروا إشارتي"

فأخرج جميع الفرسان سيوفهم وأحكموا إمساك دروعهم وما هي إلا دقائق قليلة حتى استطاعوا رؤية الخيول تدخل الأزقة بين المنازل وتتجه لهم عندها رفع نيد سيفه وهتف بقوة:

"هجوم"

وبالفعل انطلق عدد من الفرسان بينما بقي أغلبية الفرسان يحدقون بنيكلاوس وينتظرون إشارته كما اعتادوا على الحروب التي خاضوها معه ..

في حين تقدمت إيلا وهي تخرج سيفها عندما رأت اندفاع الجنود إليهم قفزت بمهارة عن حصانها وبدأت بقتالهم بشراسة كما فعل ماكسمليان والبقية ..

في حين عقد كارلوس حاجبيه باستغراب وهو ينظر لنيكلاوس الذي يقف أمامه مجموعة كبيرة من الجنود دون أن يتحركوا ويساندوا أولئك الذين بدؤوا القتال ..

في ذلك الوقت تفاجأ قوات الجيش بخروج جنود من البيوت وهم يرتدون ملابس المزارعين وبدؤوا بالقتال معهم ومنهم من بدأ يرميهم بالسهام ..

فعقد نيكلاوس حاجبيه بغضب وعدم رضاً عما يحدث أمامه وهو يرى بدأ المعركة بالفعل أمامه وأنه إن لم يتدخل الآن سيُقتل نيد ومن تبعه جميعاً بسبب قلة عددهم مقابل جيش إيلا وكارلوس ..

"سمو الأمير افعل شيئاً"

نطق أحد الفرسان بارتباك وهو بالكاد يمسك نفسه عن الاندفاع للدفاع عن أخوته المحاربين فازدادت عقدة حاجبي نيكلاوس وتقدم بضع خطوات وهتف في رجاله الذين يكادوا يندفعون للمعركة:

"إياكم وأن تتدخلوا حتى آذن لكم فهم من أرادوا الموت بمخالفتهم الأوامر"

عقد ماكسمليان حاجبيه باستغراب عندما وصله صوت نيكلاوس ولم يفهم سبب امتناعه عن القتال كما فعل جزء من جنوده ..

ولكن نيكلاوس لم يكن يريد أن يصلوا لهنا ويبدؤوا بخسارة الأرواح ..

لأنهم إن تابعوا ذلك حقاً فستحدث نفس المذبحة التي حدثت قبل خمسة عشر عاماً وفي مثل هذا اليوم بالفعل!! ..

وعندما رأى فرسانه بدوؤا يصابون تقدم بخطوات عديدة وهتف بقوة في رجاله:

"أوقفوا القتال في الحال توقفوا عن مخالفة الأوامر لا يوجد داعٍ إلى القتال"

ارتدّ صوته في المكان وشلّ حركة الفرسان للحظة بسبب صوت نيكلاوس فرفع كارلوس ذراعه وأردف بصوت قوي وحازم:

"أوقفوا القتال"

صوت كارلوس الآخر أوقف ما بقي من السيوف المرتدة مما جعل الفرسان تتراجع في كلا الطرفين ووقفوا بوضع دفاعي بانتظار أوامر قاداتهم ..

في تلك اللحظة سقطت عيني نيكلاوس على إيلا التي لم تستمع لأحد منهما وتابعت قتالها بوجه نيد حتى طرحته أرضاً ..

ومن دون أن تمهله أي لحظة للرد أو التنفس مدت يدها مخرجة أظافرها وأدخلتها في صدره ثم تراجعت للخلف عنه خطوتان وهي تراقبه يصرخ بألم من السم قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة ..

في حين تراجع الجنود بخوف للخلف عندما رؤوا نظرات إيلا الحادة تحدق بهم بشراسة بينما بدأ جلدها يزرق بالكامل وعينيها تزداد توهجها مع شراستها وملامحها التي احتدت أكثر ..

وأصبحت أشبه بوحش ما!! ..

بعد أن سيطرت قوتها بالكامل على عقلها ..

وباتت لا ترى أمامها سوى القتل والدماء ..

في ذلك الوقت تقدم ماكسمليان بسرعة بين أعداد المحاربين وهو يهتف لها بقلق:

"أميرتي اهدئي هم لا يريدون القتال ضدنا"

ولكن ما فاجأ الجميع وأخافهم عندما وجدوا إيلا تزمجر بحدة في وجه ماكسمليان مما جعله يتوقف بمكانه عندما رآها تفقد السيطرة على نفسها مجدداً ..

في حين عقد كارلوس حاجبيه بقلق من فقدانها التحكم بنفسها بالكامل ورجح أن ذلك بسبب تمكن اللعنة منها ..

فلم يبقى للغروب سوى خمس ساعات بالفعل!! ..

في حين شعر بهذه اللحظات بالذات بالسلاسل يزداد إلتفافها على جسده بشكل مؤلم وكبير جداً ..

وكأنه آخر تحذير له بأن الوقت قد نفذ بالفعل ..

وقلب سيلا لن يصمد حتى الغروب كما كان يظن!! ..

وعندما قرر استخدام سحره لإيقافها قبل أن تقتل الفرسان توقف للحظة وهو يعقد حاجبيه باستغراب لما يحدث أمامه ..

في ذلك الوقت كان نيكلاوس يراقب تحول إيلا وكلمات سيلا تُعاد في عقله مراراً وتكراراً ..

ستصبح وحشاً وستفقد إنسانيتها بالكامل ولن تفرق بين عدو أو صديق!! ..

تلك الكلمات التي جعلت قلبه يكاد يتوقف من الخوف عليها وهو يراها تحدق بالجنود وكأنهم فرائسها دون التفريق بين رجالها وأعدائها ..

وعندما وجدها تزمجر في وجه ماكسمليان لم يجد أمامه سوى حلّ واحداً ..

وهو أن يوقفها بنفسه!! ..

وبالفعل عندما وجدها تستعد لمهاجمة أحد الفرسان تقدم بسرعة وأخرج سيف وتصدى لضربتها ثم دفعها للخلف وعندما زمجرت إيلا بصوت مخيف اندفع ثلاثة فرسان إليها لقتلها بدافع الخوف ..

عندها تقدمت إيلا نحوهم وهاجمتهم بشراسة في حين تقدم نيكلاوس بسرعة وضرب أحد جنوده وأبعد الآخر دون إيذائهم ..

وبحركة سريعة تقدم نحو إيلا التي ثبتت الفارس بسيفها ورفعت يدها الحرة تريد قتله بأظافرها ..

وقبل أن تفعل ذلك وجدت نيكلاوس يمسك بذراعها ثم استخدم قوته الجسدية لدفعها عن الرجل دون أن تقتله وهو يهتف بقوة وحزم:

"إياكم وأن يقترب أحد منها تراجعوا للخلف فوراً"

وبالفعل تراجع الجنود للخلف جميعاً فاسحين المجال لنيكلاوس حتى يتصدى بنفسه لإيلا ..

في حين عقد ماكسمليان حاجبيه وأراد التقدم ومنعه من قتال إيلا إلا أنه وجد كارلوس يتوقف بجانبه ويردف له:

"لا تتدخل فهو لا يريد قتلها وإن خرج الأمر عن السيطرة سأتدخل بنفسي لتهدئتها"

ابتلع ماكسمليان ريقه بقلق وهو ينظر نحو نيكلاوس الذي يحدق بها بملامح متجهمة وقوية مستعداً لقتالها وهو يراقب نظراتها نحوه قبل أن يهتف لها بحدة:

"تعالي إلي"

وبالفعل ودون أن تتمهل إيلا أي لحظة اندفعت تقاتل نيكلاوس بشراسة وكأنها لم تحبه يوماً بل وكأنها لم تتعرف عليه أساساً ..

في حين تصدى نيكلاوس لها بقوة ومظهراً قوة كبيرة استطاع الجميع رؤيتها دون أن يحاول ولو لمرة واحدة مهاجمتها ..

بل كان فقط يدافع عن نفسه في وجهها محاولاً أن يجعلها تخرج طاقتها الزائدة وتستعيد وعيها ولكنه لم يرى منها سوى ازدياد شراستها ..

وعندما وجهت السيف نحوه رفع سيفه وتصدى لسيفها بسرعة وهو يراها تزيد من حدة ضغطها على السيف لتوقع سيفه من يده ..

عندها اخترق صوت صراخ الرجل أذنيه والذي أنقذه من يديها قبل لحظات ولكنه لم يكن يعلم بأن إيلا قد جرحته في مكان ما قبل أن يصل إليه ..

وعندما انشلّ انتباهه عنها لبضع ثوانٍ رفعت إيلا ذراعها الأخرى بسرعة وحاولت قتله ولكنه تدارك الأمر وقبض على يدها بسرعة دون أن يدرك بأنه يلمس جلدها الآن ..

وعندما حاول منعها من الوصول إليه رأى بالمصادفة سهام تأتي من ناحية القصر ويكاد تدخل في ظهر إيلا فوسعت عيناه بقلق وترك سيفه يسقط وهو يبتعد بينما يجر إيلا بقوة من يده التي تمسكها ..

وبالفعل استطاع إبعادها عن السهام في الوقت المناسب قبل أن يصبنها ولكنه في الوقت نفسه جُرح بأحد أظافرها بجانب عنقه عندما هاجمته لقطع رأسه ولكنه ابتعد عنها في الوقت المناسب..

ولأنه علم بأن هذا الفعل من تخطيط ريتشارد كان عليه تهدئة إيلا في الحال قبل أن يقوم ريتشارد بإنشاء فوضى تعيد القتال الذي أوقفه بصعوبة ..

فشتم بين أنفاسه وهو يلمس الجرح بأصابعه ثم يعيد نظره نحو إيلا مستغرب من نفسه عدم إحساسه بأي ألم عكس الرجلين الذان ماتا قبل قليل بسبب سمها ..

للحظة تذكر لحظة تقربهما الوحيدة التي حدثت بشكل حميمي عندما قَبلته بعد أن اعترف لها بحبه وقارن إيلا تلك التي بذكرياته مع التي تقف أمامه وتريد قتله ..

فاعتصر قلبه ألماً وحزناً لما آل له حبهما ..

وفي اللحظة التي تلتها عندما هاجمته إيلا بمخالبها الطويلة بينما تزمجر بقوة قام نيكلاوس بإمساك قبضتها ثم أمسك بالأخرى عندما حاولت ضربه بها قبل أن يضغط على فكه بغضب ويهدر بها بحدة:

"إيلا اهدئي بحق الجحيم!"

وكل ذلك كان يحدث أمام الجميع الذين صمتوا بذهول وصدمة من عدم تأثر نيكلاوس بلمسة إيلا وكيف أبعدها عن السهام وحماها على الرغم من عدائهما ..

وعندما صرخ بها وتردد صوته في المكان رمش كارلوس بصدمة عندما وجد أظافرها تعود لما كانت عليه وبشرتها تصبح طبيعية قبل أن يختفي توهج عينيها وتعود للونها الأزرق الأصلي ..

رمشت إيلا بصدمة عندما استعادت وعيها وأول شيء قابلها هو وجه نيكلاوس وعينيه الخضراء التي تنبض بالقلق والغضب والتي كانت تفتقدها بشدة بينما لاحظت تنفسه السريع ..

لم تكن تدرك ما حدث الآن أو ما يحدث حولها وهي تشعر بتلاشي جميع مشاعرها السلبية حتى عضلات جسدها ارتخت بالكامل بشكل غريب ..

وعندما أنزلت عينيها عنه رأته لا يزال يمسك بيديها لتزيد من حدة تشتتها في تلك اللحظة وبتلقائية وفي اللحظة نفسها التي أدرك هو الأمر ابتعدا عن بعضهما وتركا بعض المسافة بينهما ..

ثم نظرت حولها إلى الجميع الذي يحدقون بهما بصدمة دون أن تفهم السبب حتى رأت أحد الفرسان يتقدم نحو نيكلاوس الذي يقف بجمود وملامح وجهه متجهمة بالكامل قبل أن يهتف له بقلق:

"سمو الأمير هل أنت بخير لقد أصابتك.."

"أنا بخير اهدؤوا"

هتفت نيكلاوس بحدة قاطعاً كلام الفارس قبل أن يكمله ثم التفت يحدق بقوة وحزم نحو إيلا وكارلوس الذي فهم بنفسه أنه ملك السحرة وهتف بحزم:

"لا يوجد داعٍ للقتال سنسمح لكم بالمرور بسلام"

تقدم ماكسمليان وهو يحدق به باستنكار من كلامه ومن عدم تأثره بسم إيلا بينما أردف كارلوس بعد أن ترجل عن حصانه وتقدم ووقف على بُعد مسافة قليلة من نيكلاوس حتى يتفاهم معه:

"أتريدون الاستسلام لنا؟"

ملامح كارلوس القوية والمتغطرسة جعلت فرسان نيكلاوس يشعرون بالعار للحظات لأن نيكلاوس يريد أن يستسلم بدون أي نزاع ..

ولكن تلاشى ذلك الشعور عندما رؤوا نيكلاوس يرفع رأسه بقوة وكبرياء كقائد ويردف له بقوة وحزم لا يقلّ عن قوة كارلوس:

"أنا لم أقل أننا سنستسلم لكم وإنما سنؤجل المواجهة بيننا لوقت لاحق فمستقبل البلاد على المحك وهو أهم بكثير من التنازع السخيف على الحكم"

رفع كارلوس أحد حاجبيه عندما فهم من كلامه أنه يعرف بالحقيقة كاملة في حين عقدت إيلا حاجبيها بغضب من كلامه الذي لم تفهمه وهتفت له بحدة:

"ولما تفعل ذلك نيكلاوس؟!"

فنظر نحوها نيكلاوس بحدة مقاوماً مشاعره التي تتأجج داخله وأردف لها بحدة:

"أفعل ذلك من أجل نيكتورين وليس من أجل أي أحد آخر"

أحست بأنه يقصدها بكلامه ثم إلتفت إلى فرسانه الذين ينظرون إليه باستغراب رغم رؤيته يتمسك بموقفه قبل أن يردف لهم بصوت قوي:

"جميعنا ولدنا ونشأنا على هذه الأرض ولا نمانع أن نخسر أرواحنا فداء لها ولكن الآن أمر مختلف ولا يجب تضييع ما بقي من وقت في الإقتتال بيننا فالوقت الحاسم قد بدأ ينفذ منا وعلينا تداركه قبل أن ينتهي بالفعل"

صمت وهو يحدق بكارلوس وإيلا منظر رداً منهم فتقدم كارلوس وأردف له ببرود:

"معك حق أيها القائد ولكن هل تضمن ألا يحدث أي غدر إن أعطيناكم الأمان الآن؟"

كان يعلم نيكلاوس بأنهم بالفعل أقوى منهم وأكثر عدداً ولكنه رغم ذلك بقي هادئاً وأردف بثقة:

"لقد خالفت أوامر الملك لأمنع هذا الإقتتال من البدء ولولا ذلك كان قد سقط أكثر من نصف جنودك الآن أيها الملك فلا تستهن بنا وبقوتنا ولكنني هنا اليوم ليس لقتالكم مع أنني أستطيع فعل ذلك ولكن الظروف حكمت علي بمنعه لذا إن أوقفت الفرسان في الخارج أستطيع إيقافهم في الداخل أليس كذلك؟ لذا من الأفضل لكلينا ألا نضيع المزيد من الوقت في الجدال أيها الملك"

أنهى كلامه وهو يحدق بكارلوس بجدية ثم نظر إلى إيلا التي عقدت حاجبيها بعدم الفهم مما يخفيه نيكلاوس عنهم ..

فأومأ كارلوس برأسه له بجمود وراقب نيكلاوس يستدير ويقف أمام فرسانه ثم أردف لهم بصوت حازم:

"ثقوا بي فما سيحدث لمصلحة الجميع"

أومأ الفرسان له بطاعة وثقة وابتعدوا من أمامه فاسحين المجال له فتقدم نيكلاوس بخطوات ثابتة نحو البوابة ورفع ذراعيه وضعاً كفيه عليها قبل أن يدفعها بقوة فاتحاً الطريق أمامهم ..

في ذلك الوقت كان ريتشارد يكاد يصاب بالجنون عندما وجد نيكلاوس يوقف القتال ويخرج عن الخطة التي وضعها بيرس ..

وعندما حاول أمر الرجال بضرب الجيش بالمدافع والسهام تفاجأ بهم يخبرونه أن نيكلاوس أمرهم بعدم فعل ذلك ..

ولأنه القائد الحربي لهم فهم استمعوا له فوراً ..

عندها حاول ريتشارد تسيير الوضع كما خطط له بيرس وأرسل أحد أتباعه المخلصين وجعله يضرب السهام على إيلا إلا أنه فشل بإصابتها ..

وبدل أن يحاول مجدداً استهدافها قام الجنود المنتشرون على السياج بإمساكه وتقييده لأنه خالف التعليمات ..

عندها لجأ ريتشارد إلى آخر شيء ظهر أمامه وهو استخدام سيلا كرهينة للنجاة بنفسه من إيلا بعد أن ظنّ بأنه سيتخلص منها قبل أن تقتحم القلعة ..

ولكن تدخل نيكلاوس قلب الموازين بالكامل وزاد من الخطر الذي يهدد حياته فهو يعلم بأنها ستقتله فور رؤيتها له ..

لذا عليه الهرب بأي طريقة حتى وإن اضطرّ للمساومة بحياة سيلا ..

دون أن يعرف بشخصيتها الحقيقية ..

لذا أمر أربع رجال من أتباعه الباقين بإحضارها من السجن ثم وقفوا بها على المنصة العليا أعلى المدرج الطويل والذي يقابل بوابة القصر الكبيرة وهم ينتظرون ما سيحدث الآن ..

فابتلعت سيلا ريقها وهي تقف وسط رجال ريتشارد وتجهل ما يحدث في الخارج ..

بينما تشعر بضعف شديد في جسدها وهي لا تعلم حتى كيف تستطيع في هذا الوقت الوقوف على قدميها؟ ..

بينما تتنفس بتبعثر وتضع يدها مكان قلبها وهي تشعر بأنها وصلت إلى حدها وتأمل أن يستطيع نيكلاوس إيقاف القتال حقاً ومنع المجزرة من أن تتكرر ..

للحظات وسمعت صدى أصوات صراخ ولم تفهم لمن ولكنها بعد ذلك بقليل رأت البوابة الكبيرة تُفتح ويقف أمامها نيكلاوس يحدق أمامه ببرود حيث التقت عينيه بعيني سيلا ..

بينما تقدمت إيلا بسرعة وخلفها كارلوس وماكسمليان مع عدد من الفرسان لحمايتهم إن حدث أمر ما ..

في هذا الوقت وقفت إيلا تنظر للجنود الذين بدوا هادئين وكأنهم بالفعل يتبعون أوامر نيكلاوس وعندما حدقت به وجدته يحدق أمامه ويومئ برأسه كإشارة ما.. استغربتها! ..

ولكن استغرابها تحول للهفة وحب عندما وقعت عينيها على سيلا التي كانت تبتسم بامتنان لنيكلاوس الذي أوقف بالفعل القتال وكان عند حُسن ظنها به ..

إلا أن إبتسامتها سقطت عن وجهها والتمعت عيناها بالدموع عندما رأت شقيقتها تظهر بجانبه ..

في ذلك الوقت تقدم نيكلاوس بخطواته الواسعة للداخل وهو يرى ريتشارد يحتجز سيلا بين رجاله ثم أردف له بصوت بارد وحازم:

"ريتشارد ابتعد عنها ونفذ الأوامر أنت ورجالك كما فعل البقية"

فأمر ريتشارد الجنود بإمساك سيلا من ذراعيها بينما هتف له بسخط:

"لا ليس بعد أن خالفت خطة الملك بأكملها وأنا لن أسمح بذلك أن يحدث"

توقف نيكلاوس قبل أن يبدأ بصعود المدرج وتجاهل نظرات إيلا إليه وكأنها تنتظر رؤية ما سيفعله لإيقافه وبالفعل عقد نيكلاوس حاجبيه بغضب من تدخل ريتشارد الذي سيدمر ما فعله وهتف له بغضب:

"القصر تحت سيطرتي بالكامل ريتشارد لذا تجرأ على لمس شعرة منها وأعدك بأنني سأقطع رأسك بسيفي"

عقد ريتشارد حاجبيه بغضب وهتف له بغضب:

"خائن"

فتوسعت عينا نيكلاوس بغضب وهتف له بقوة وحدة وهو يصعد عدة درجات للأعلى:

"إن كان حقن الدماء والحفاظ على أرواح الأبرياء هو خيانة فأجل أنا خائن.. خائن للملك الذي ترككم هنا لتهلكوا وهرب دون أن يلتفت خلفه أو يهتم لكم لذا إما أن تخضعوا وتصمتوا وإلا سأقطع أعناق من سيخالفني الآن لأنني لن أسمح لحثالة وحمقى أمثالك أنت وأتباعك ليكونون سبباً في هلاك رجالي"

صوت نيكلاوس القوي تردد في المكان وجعل حراس آخرين كانوا بالقرب من ريتشارد ورجاله يجهرون سيوفهم في وجوههم ..

فشتم ريتشارد بين أنفاسه بغضب وعجز وهو يرى رجاله يتراجعون ويبتعدون عن سيلا ..

بينما تنهد نيكلاوس براحة عندما رأى رجاله يحاصرون ريتشارد وأتباعه حتى استسلموا وتركوا سيلا ..

ثم أعاد نظره نحو كارلوس وماكسمليان اللذين تقدما خلف إيلا مع عدد من الجنود وهم يحدقون حولهم بحذر قبل أن ينظروا لسيلا ..

في حين تنفست سيلا بتبعثر وهي تحدق حولها بالفرسان الذين ابتعدوا عنها ثم أعادت عينيها إلى إيلا  وحدقت بها بشوق وحب كبيرين ..

وعندما لمحت الخنجر المعلق في عنقها امتلأت عينيها بالدموع وابتلعت ريقها بصعوبة عندما فهمت بأن إيلا اكتشفت كل شيء ..

ورغم حزنها لما سيحدث الآن وأنها لن تستطيع أن تُمضي وقتاً أكثر معها وتوديعها بشكل لائق ..

ولكن شعرت بالسعادة لأنها رأت المحبة في عيني إيلا ليس كصديقة وإنما كأخت ..

في حين وقفت إيلا أسفل المدرج وهي تتنهد براحة وهي ترى شقيقتها سيلا سالمة معافاة وترى نظرات الشوق التي ترمقها بها ..

فالتمعت عينا إيلا بالحب للحظات وهي ترغب في الركض نحوها واحتضانها بقوة إلى جسدها ..

ولكن نظراتها المحبة تحولت لأخرى هلعة عندما رأت ظلاً يقترب من شقيقتها بسرعة دون أن تنتبه له فشهقت بخوف قبل أن تهتف بهلع وجنون بأعلى صوتها:

"انتبهي سيلاااااا..!!!"

رمشت سيلا بعدم الفهم وقبل أن تحرك ساكناً شعرت بنصل حاد يخترق جسدها ويخرج من بطنها فشهقت بألم وهي ترفع رأسها وتنظر خلفها حيث وقف ريتشارد ..

الذي كان قد علم بأنه هالك لا محالة ولكنه قرر إشعال الفتنة بين المقاتلين قبل موته عندما أحس بأهمية سيلا لدى إيلا من خلال نظراتها لها ..

فاستغل انشغال الجنود وابتعادهم عنه قليلاً وسحب سيف أحد فرسانه وتقدم بسرعة طاعناً إياها ولكنه تفاجأ بإيلا تصرخ لها بسيلا ..

عندها تأكد بأن بيرس حقاً باعه وتخلى عنه وعن خدماته بالكامل بعد أن ضحى بالكثير من أجله ..

في الوقت ذاته صرخ كارلوس باسم سيلا وهو يرفع قبضته ويخرج طاقته أمام الجميع جاعلاً إياهم يتصلبون برعب مكانهم عندما رؤوا تلك الطاقة الشبه شفافة تخرج من يده وتتجه نحو سيلا متجاوزة إياها بلمح البصر ..

قبل أن تضرب بعنف ريتشارد مخترقة جسده بفضاعة وأسقطت جسده على بلا حراك بعد أن خرجت الدماء ولوثت الرجال والمكان بشكل مخيف جعلت الأنظار تتثبت على كارلوس برهبة كبيرة ..

خرجت شهقة مرتجفة من شفتي سيلا وأغمضت عينيها عندما لفحتها تلك الطاقة للمرة الثانية وشعرت بها تضرب ريتشارد بعنف مما أدى لخروج السيف من جسدها ..

فتنفست بعنف وفزع وهي تلتفت ببطء ممسكة بطنها مكان إصابتها وتنظر لجسد ريتشارد الهامد عندها شعرت بأنها فقدت آخر ذرات قوتها ..

فأغمضت عينيها وهي تشعر بجسدها يهوي للخلف بقوة قبل أن تشعر بألم فظيع ينتشر بجسدها بالكامل ..

"سيلااا"

صرخت إيلا بهلع عندما رأت سيلا تقع وتتدحرج على المدرج قبل أن تركض بأقصى سرعتها على المدرج نحوها كما فعل كارلوس وماكسمليان ..

وعندما وصلت إيلا لها كانت سيلا على الساحة منتصف المدرج ووجهها نحو الأرض دون حراك ..

فجلست إيلا على الأرض بسرعة وأمسكت بكتفيها برقة وهي تحاول إداراتها نحوها والإطمئنان عليها بينما تهمس بارتجاف وهي ترى إصاباتها:

"أختي.. سيلا.. افتحي عينيك أرجوك"

أنّت سيلا بألم وهي تستند على يد إيلا التي أصبحت تحت رأسها بينما تعقد حاجبيها بألم وتشعر بدوار عنيف يضرب رأسها بسبب سقوطها على الدرج ..

إلا أنها كافحت الألم الذي يفتك بجسدها رأسها وفتحت عينيها وأول ما قابلها هو وجه إيلا القلق وهي تراها تقاوم البكاء بصعوبة قبل أن تهتف لها باندفاع وخوف:

"سيلا اصبري قليلاً سأنقذك لن أسمح بأن تتأذي أكثر"

امتلأت عيون سيلا بالدموع وهي تستمع لكلماتها وتشعر بنفسها لم تعد قادرة على التحدث بينما أنفاسها باتت ثقيلة جداً على صدرها وتؤلمها ..

وكأنها انتهى وقتها بالكامل ..

وبضعف رأت إيلا تلتفت وتصرخ لطلب المساعدة عندها التقت عينيها بخاصة ماكسمليان وكارلوس فأخرجت سيلا نفساً ثقيلاً ومؤلماً وهي تركز عينيها نحو كارلوس ثم همست بخفوت باسمه ..

وعندما رأت توهج عينيه الشديدة شعرت بغضبه وخوفه عليها وكأنه بالكاد يمنع نفسه من الإقتراب نحوها ..

في حين حاول ماكسمليان التقدم نحوهما إلا أنه تفاجأ بكارلوس يضع ذراعه أمامه لمنعه وهو يحدق به بحزم مما جعل ماكسمليان يعقد حاجبيه باستنكار وعدم الفهم لفعلته ..

وقبل أن يعترض نظر حيث سيلا التي أخرجت أنيناً متألماً وهي تستند على إيلا وترفع جذعها للأعلى وتحدق به بحزن وتنفي برأسها ببطء حتى لا يفعل بينما سمع صوت كارلوس البارد يخرج حازماً:

"ابدؤوا في الحال"

وقف الجميع بذهول ولم يستطع أحد منهم الحركة من شدة صدمتهم مما حدث أمامهم بعد أن اكتشفوا لتوهم بأن سورسي هي نفسها سيلا الشقّ الثاني للتوأم الملعون! ..

لا تزال حية بعد أن أدخلت إيلا السم بجسدها! ..

قبل أن يرو أعداداً من فرسان السحرة يصعدون المدرج بسرعة ويحاصروا المنصة بالكامل لحمايتها من أي غدر آخر ..

بينما تقدمت مجموعة الملثمين الخمسة التي أتت معهم في وقت سابق وتقدم أربعة منهم إلى الساحة يقفون قبالة بعض كأنهم يشكلون شكل مربع وفي منتصفه سيلا وإيلا ..

بينما بقي الخامس يقف خلف كارلوس بقليل مما جعل ماكسمليان يوسع عينيه بذعر عندما فهم ما سيحدث وهو يرى إيلا تهتف بغضب واستنكار من إلتفافهم حولها مع سيلا:

"ما الذي تفعلونه بحق خالق السماء؟! ابتعدوا من هنا"

كانت إيلا تشعر بخوف كبير وقلبها يقرع بقوة كالطبول وهي ترى وقفة الكهنة التي ذكرتها بما حدث قبل خمسة عشر عاماً ..

ولم ترد أن تعيد تلك الذكرى مجدداً ..

ولكن قبل أن تأتي بحركة أخرى شعرت بيد سيلا تمسك ثوبها ثم تلاه صوتها الضعيف الذي يخرج بتعب وتقطع:

"دعيهم يكملوا..  ما كان علينا.. إكماله في الماضي"

فتوسعت عينا إيلا باستنكار وهتفت لها بخوف واندفاع:

"محال لن أسمح بحدوث ذلك ستموتين إن بقيت هكذا بدون علاج سيلا"

فانهمرت دموع سيلا ببطء وهي تسمع الكهنة يبدوؤن يتلون الطقوس ثم نطقت بصعوبة وغصة واضحة:

"ولكنني سأموت.. في كلا الحالتين إيلا.. لذا دعينا نكمل هذه المرة للنهاية.. قبل أن ينتهي وقتي .. أرجوك لا تتركيني.. كما فعلتِ في الماضي"

انهمرت دموع إيلا بغزارة وهي تحتضن جسد سيلا إليها بينما اسندت رأسها على قمة رأس سيلا وهي تهمس بانكسار:

"أنا آسفة على كل شيء"

فرفعت سيلا رأسها بخدر وهي تشعر بالتنميل يزحف إلى جسدها ببطء ثم نطقت بصعوبة وبطء:

"لم .. يكن الأمر خطأك .. كان ذلك .. بسبب اللعنة.. أنا وأنت .. ما كان علينا .. أن نفترق.."

ابتلعت سيلا ريقها بصعوبة وأردفت بارهاق مكملة:

"آسفة لأنني.. أخفيت.. الحقيقة عنك.. لو أنني كنت.. أعلم ب.بأن.. الأمر سينتهي بنا.. هنا .. لكنت .. استغنمت كل .. وقتي الباقي معك.. آسفة أختي.."

فنظرت إيلا نحوها بألم وهي تنفي برأسها وتنظر إلى سيلا التي تستند عليها بالكامل ورأسها صدرها فأردفت لها إيلا بحرقة:

"أرجوك سيلا لا تقولي ذلك أنا لن أسمح لك بتركي مجدداً أرجوك ابقي معي"

فرفعت سيلا عيناها بصعوبة نحوها وهي تشعر بخدر جسدها يزداد ثم مدّت يدها ببطء وسحبت الخنجر من عنق إيلا مخرجة إياه من غمده وهي تحدق بنصله الغريب ..

الذي يشبه الزجاج الملون بتدرجات عدة ولكنه مسنن وحاد جداً ..

كانت سيلا خائفة في تلك اللحظة من أن تموت قبل أن يأتي وقت التضحية فأمسكت الخنجر بين يديها وهي ترى شقيقتها تبكي بشدة ..

ثم رفعت عينيها نحو ماكسمليان الذي بالكاد يحافظ على دموعه في عينيه وبجانبه كارلوس الذي يضغط بشدة على فكه وعينيه الحادة تحدق بها بقوة ..

"أسرعوا"

نطق كارلوس بحزم للكهنة عندما شعر بأن سيلا لم تعد تستطيع الاحتمال قبل أن يجدها تردف بهدوء محدثة أختها:

"بغض النظر عما.. سيحدث.. فأنا سأبقى معك .. في قلبك.. حبي وذكرياتي.. ستبقى معك.. فلا تحزني"

نفت إيلا برأسها بشدة وهي تنظر نحوها بألم غير قادرة على تصديق بأنها ستتركها فعلاً بينما شعر كارلوس بأن كلماتها كانت له أيضاً وليست لإيلا فقط ..

وكأنها تعتذر منه لأنها لن تفي بوعدها له ..

في هذا الوقت توقف صوت الكهنة ونطق أحدهم ببرود:

"حان وقت طقوس الالتحام"

فعقدت إيلا حاجبيها بعدم رضاً عن ذلك وهي ترى سيلا تمسح دموعها وتتجاهل إصابتها بالكامل وهي تمسك بيدها وتفتح كفها بينما تردف لها بتقطع:

"دعينا.. نؤدي واجبنا.. كأميرتيّ.. نيكتورين..وننقذ بلادنا"

أنهت سيلا كلامها وهي تجرح كف إيلا بالكامل ثم نظرت للنصل للحظة وأنفاسها زادت بثقلها وهي تشعر بخوف شديد لحظتها ..

خوف شديد.. ولكن ليس على نفسها بل على كان ما سيحدث لإيلا عندما تراها تفعل ذلك أمامها وتعلم بأمر اللعنة كامل ..

كانت تعلم بأنها لم تكن ستسامح نفسها أبداً على ذلك ..

وربما لن تسامحها على تضحيتها هذه أيضاً! ..

كانت سيلا خائفة أن تعيش إيلا بهذا الذنب طوال حياتها وتعاقب نفسها على تضحية شقيقتها ..

كما رأتها تعاقب نفسها سابقاً والذنب الذي لم ينمحي من عينيها حتى بعد خمسة عشر عاماً ..

عند هذا التفكير ارتجف قلب سيلا كما أنفاسها وهي تعدل من إمساك الخنجر بيديها وتركز نظرها عليه محاولة استجماع ما بقي من طاقتها لتنفيذ آخر مهامها ..

في تلك اللحظة رفعت عينيها نحو كارلوس للحظة قبل أن تهمس لإيلا بارتجاف:

"حاولي أن تسامحي نفسك إيلا"

لم تفهم إيلا كلماتها وهي ترى نظراتها المتوترة والخائفة اتجاه الخنجر وعندما رأتها تعدل من إمساك الخنجر وتدير نصله لها لم تفهم ما تحاول فعله ..

وفي اللحظة التي نطقت بآخر كلماتها توسعت عينا إيلا برعب وشهقت بعنف عندما وجدت سيلا تطعن نفسها فصرخت برعب ودموعها تزداد ..

وهي ترى النصل قد غُرس بالكامل قبل تنزع سيلا النصل وتسقطه مع يدها على الأرض وترتخي بين يدي إيلا ..

والتي هتفت باسمها بلوعة ولمجرد أن خرج النصل من صدرها حتى مدت يدها بسرعة نحو الجرح تغلقه قبل أن تنفر دماءه برد فعل لا إرادي ..

وهي لا تعي ما حدث أمامها!! ..

وبأنفاس مكتومة راقب الجميع بخوف وصدمة ما حدث عندما طعنت سيلا صدرها وراقبوا إيلا تضع يدها المجروحة فوراً على جرح صدر سيلا ..

في تلك اللحظة التي تلامس الجرحان مع بعض خرج ضوء أبيض قوي من اللامكان والتفّ حولهما كلمح البصر مانعاً على الجميع رؤيتهما ..

قبل أن يصعد للسماء وينتشر في كل مكان جاعلاً من الجميع يغطي عينيه من شدة الضوء الذي استغرق وقتاً حتى اختفى ..

عمّ الصمت المكان والجميع يغلق عينيه بإحكام للحظات طويلة قبل أن يبدؤوا بفتح عينيهم تِباعاً ..

في تلك اللحظة فتح نيكلاوس عينيه وحدق بسرعة نحو سيلا وإيلا التي اختفت أصواتهما بمجرد خروج الضوء فاختفت أنفاسه وارتجف قلبه بخوف ..

عندما وجدهما تغمضان عينيهما وأجسادهما نائمة على الأرض بنفس وضعية جلوسهما قبل قليل ..

وكأن إيلا فقدت الوعي لحظة ظهور الضوء ووقعت بجانب سيلا وهي لا تزال تضمها إلى صدرها ويدها على جرح قلبها ..

وفي نفس اللحظة ارتجفت أنفاس ماكسمليان الذي لم يصدق ما يراه أمام عينيه واندفع نحوهما بجنون وهو يجلس على ركبتيه بجانب إيلا ونظر لكارلوس الذي جلس مقابله وهو يحدق بسيلا ..

"أميرتيّ إيلا..سيلا"

نطق ماكسمليان بارتجاف والدموع تتجمع بقوة في عينيه وهو يضع إحدى يديه على كتف إيلا والأخرى على رأس سيلا ..

بينما بقي كارلوس يحدق بجمود بجسد سيلا وهو يشعر بالعجز والخوف من مدّ يده نحوها ولمسها ..

وهو يرى ارتخاء جسدها وعيونها المغلقة ويشعر بضوضاء عنيفة تحدث داخل صدره منعته من التركيز حوله ..

في تلك اللحظة عقدت إيلا حاجبيها وهي تشعر برأسها ثقيل وكأنها كانت نائمة لدهر طويل وليس لعدة ثوان أو دقائق ..

وعندما سمعت صوت ماكسمليان الحنون جعدت عينيها قبل أن تفتحهما وتنظر إلى قمة رأس سيلا التي ظهرت أمامه عينيها فتذكرت فوراً ما حدث قبل قليل ..

عندها انتفضت جالسة بخوف وهي تمد يدها وتضرب خدّ سيلا بخفة وتهزها بينما تهتف بلوعة وخوف:

"سيلا أختي أرجوك افتحي عينيك أرجوك افتحي عينيك سيلا"

انهمرت دموع إيلا مجدداً عند آخر كلمة نطقتها عندما لم تجد الرد منها وأغمضت عينيها وهي تحني رأسها للأسفل ودموعها تتساقط بغزارة وهي لا تصدق ما حدث قبل لحظات..

وكيف ضحت سيلا بنفسها من أجل كسر اللعنة؟! ..

في ذلك وقت جلس ماكسمليان وقلبه منفطر بالحزن وهو يحدق بأميرتيه ودموعه سقطت ببطء وهو عاجز عن النطق أو الحركة لمواساة إيلا ..

لم يستطع منعها من أن تهتف باسم سيلا مراراً وتكراراً وتحاول إيقاظها فهو أيضاً لم يصدق بأنه خسرها أمام بهذه الطريقة!! ..

بينما لم يكن حال الفرسان الذين يحدقون بما حدث بحال أفضل بعد أن رؤوا تضحية سيلا التي أثرت بهم جميعاً ..

وأكثرهم تأثراً كان نيكلاوس الذي تذكر كلماتها له ورأى إخلاصها ومحبتها الصادقة لبلادها ..

والذي وقف بعجز يراقب إنهيار إيلا عليها دون أن يستطيع أن يحرك ساكناً ..

وكأنه رغم حبه لها وجد نفسه أبعد من أن يستحق مواساتها وما حدث لها ولشقيقتها حتى الآن بسبب شقيقه ..

فابتلع ريقه بصعوبة ومرارة وهو يرى تتوقف عن مناداتها وهي تحنى رأسها للأسفل مغمضة العينين وتكمل بكاءها بعجز عندما فقدت الأمل في استيقاظ شقيقتها ..

في تلك اللحظة التي شعرت إيلا بأن عالمها كله تدمر ..

وأنها لن تسامح نفسها على ما حدث لشقيقتها ..

همست باسم توأمها بيأس للمرة الأخيرة وهي تشعر بقلبها تحطم وتهشم كقطع صغيرة بعد أن ماتت شقيقتها بين يديها وفي نفس اليوم ونفس الطقوس ..

ولكن بعد خمسة عشر عاماً ..

بعد أن تأملت بأن تستطيع القضاء معها لوقت أطول وتعوضها عما حدث لها ..

ولكن كل شيء انتهى الآن ..

ولم يعد لدى إيلا سوى الذكريات القليلة التي تمتلكها مع سيلا وهي تناديها بسورسي ..

عند هذا التفكير انكمش جسد إيلا أكثر وهي تمسك بيد سيلا عير قادرة على فتح عينيها والنظر إلى جثتها مجدداً ..

غير منتبهة لجرح قلبها الذي شفي من تلقاء نفسه منذ أن لمستها بيديها وقلبها الذي عاد ينبض من جديد بمجرد إمساكها بيدها ..

في تلك اللحظة لم يكن أحد قد انتبه لذلك كل واحد منهم كان لا يزال تحت صدمة ما حدث ..

ولم ينتبهوا للتغير الذي طرأ حولهم ..

ولا للثلوج البيضاء التي بدأت تتساقط ببطء من السماء وكأنها كانت دليلاً على تطهير هذه الأرض من اللعنة السوداء التي حتى تعود مفروشة بالأبيض ..

وكأنها عروس تنتظر زفافها ..

وبخمول شديد وجسد لا يحمل أي ذرة طاقة ووعي ضبابي بدأت الأصوات الغريبة تتداخل إلى قنوات السمع الخاصة بسيلا ..

على الرغم الظلام الشديد حولها ذلك الظلام الذي عاشته قبل مرة في ذات اليوم قبل خمسة عشر عاماً ..

وشعرت بتلك القطرات الدافئة تسقط على جسدها البارد ..

ولكن الصوت لم يكن صوت ماكسمليان كالمرة السابقة ..

بل كان يخص شقيقتها إيلا ..

هذا الأمر جعل الروح المحاربة والمضحية داخل سيلا تنتفض وتقاوم الظلام ..

على الرغم من أنها حاولت مناداتها أكثر من مرة إلا أنها فشلت ..

إدراكها للواقع ودموع إيلا التي تتساقط على وجهها جعلها تبدأ بالشعور بالآلام التي تصيب جسدها بسبب طعنها وسقوطها عن الدرج ..

وبعد محاولات عديدة في الاسيقاظ أو مناداتهم حولها استطاعت تحريك أصابعها وإمساك يد إيلا التي تمسكها  بالفعل ..

عندها فتحت إيلا عينيها بغير تصديق وتصلب جسدها حتى أنفاسها اختنقت برئتيها عندما أحست بأصابع شقيقتها تضغط على يدها بخفة وكأنها تخبرها بأنها لا تزال معها ..

كانت رغم سعادتها لا تزال تحت الصدمة وهي تحدق بسيلا للتأكد من أنها حقاً حية ..

وما هي إلا أجزاء قليلة من الثانية حتى خرج أنين متألم من بين شفتي سيلا جعل كارلوس وماكسمليان ينتفضان ويحدقان بها بجحوظ عندما أخرجت أنفاس ثقيلة من صدرها ..

ومن بعدها فتحت عينيها بضعف ورمشت ببطء تحدق بدون وعي جيد أمامها محاولة توضيح رؤيتها مما جعل إيلا تشهق وسط بكائها وهي تهتف بغير تصديق:

"سيلا أنت.. أنت حية!!.."

في تلك اللحظة مدّ كارلوس ذراعيه نحوها بسرعة بعد أن خرج من صدمته ورفع جذعها مسنداً إياها على فخذه بينما يحدق بها بغير تصديق وينظر لجرح صدرها الذي شفي من تلقاء نفسه وهو يراها تخرج أنيناً متألماً فقط! ..

فرفع كارلوس رأسه وحدق بالرجل الخامس من تلك المجموعة الذي كان يقف بجانبه بنظرات مضطربة دون أن يقدر على التكلم حتى فانحنى الرجل بسرعة وجلس بجانبهم عندما فهم ما يريده الملك منه ..

وهو يرفع اللثام عن رأسه مظهراً شعره الكستنائي المجعد وعينيه الصفراء بينما يحدق بسيلا التي لم تكن قادرة على الكلام بعد ثم مدّ يده وضعاً إياها على جرح بطنها وأردف لها بصوت هادئ:

"سيدتي اهدئي وأغمضي عينيك سأعالج جراحك بسحري قد تتألمين قليلاً لذا اصبري"

فأغمضت سيلا عينيها ببطء وأنّت بألم عندما شعرت بطاقته تدخل لجسدها بكثافة وشعرت بجراحها تلتهب بالنار معاً قبل أن يتحول ذلك الألم إلى راحة ملأت جسدها ..

في حين كانت كانت إيلا تبكي بصمت وتراقب بعيون دامعة كدمات سيلا وجروحها تتوهج بضوء سحري قبل أن تبدأ بالإلتئام من تلقاء نفسها ..

وحين حاولت إيلا نزع يدها من يد سيلا حتى تمسح دموعها بدون أن تنتبه بأن أيديهما لا تزال متمسكة ببعض ..

وجدت أصابع سيلا تضغط على أصابعها رافضة تركها مما جعل عيني إيلا تتوسع بصدمة وهي تنظر إلى أيديهما المتشابكة ..

قبل أن ترفع نظرها إلى وجه سيلا وهي تراها تفتح عينيها وتحدق بها قبل أن تبتسم لها برقة أذابت قلبها ..

في هذا الوقت هدأ قلب كارلوس عندما وجد سيلا تفتح عينيها بعد أن اختفت كدماتها وتبتسم بحب لإيلا ..

على الرغم من أنها لم تنتبه له في تلك اللحظة إلا أنه كان سعيداً جداً لنجاتها ولصدق توقعه الذي توقعه في وقت سابق ..

"السيدة سيلا أصبحت بخير وحتى قلبها عاد قوياً وطبيعياً كأي شخص عادي وأظن ذلك دليل على نجاح كسر اللعنة"

صدح صوت الطبيب الملكي في المكان وهو يبعد يده عن سيلا قبل ان يستقيم متراجعاً عنهم فابتسم الجميع بسعادة لسماعهم ذلك وحدقوا ببعضهم بسعادة ..

عندها رفعت سيلا عينيها حولها ونظرت لكارلوس الذي لا تزال تتكئ على قدمه فرمشت بخفة وهي ترى عيناه الصفراويين تحدقان عميقاً بها مما جعلها تبلع ريقها بتوتر وإحراج ..

ومن ثم حركت يديها تاركة يد إيلا حتى تستطيع الجلوس فأسندتها إيلا من الأمام وكارلوس من الخلف قليلاً حتى جلست مقابل إيلا التي كانت تنظر إليها بلهفة وحب غير مصدقة بأنها لا تزال حية ..

بينما نقلت سيلا نظرها إلى كارلوس وماكسمليان وهي ترى دموعه تنهمر بغزارة وهو يبتسم بسعادة لأنها لا تزال حية مما جعل عينا سيلا تلتمع بالدموع ثم استدارات نحو إيلا التي همست لها باسمها بحب:

"سيلا"

فازدادت الدموع بعيني سيلا وهي ترى دموع شقيقتها ونظراتها المحبة لها فرفعت يديها وأحاطت بوجهها تمسح دموعها برقة بينما تردف لها بعاطفة وحب:

"أنا بخير إيلا لا تبكي أختي"

ارتجف قلب إيلا بعاطفة جياشة وهي تشعر بلمسة شقيقتها على وجهها أخيراً دون أن ترى ملامح الألم على وجهها فرمشت وهي ترفع يديها وتمسك بيدي سيلا وتردف لها باضطراب وخوف:

"أنت لا تتألمين!"

عندها عقدت سيلا حانبيها عندما وعت على هذا الأمر مما زاد الدموع بعينيها حتى انهمرت ببطء وهي تنفي برأسها وتتمسك وجه إيلا ..

"سيلا أختي"

هتفت إيلا بلهفة وهي تندفع معانقة سيلا بلهفة وقوة وهي تنفجر بالبكاء مجدداً بينما بادلتها سيلا العناق بلهفة مماثلة وهي تردف لها بصوت متقطع:

"لقد انتهت اللعنة للأبد أنا لن أتركك مجدداً أعدك أختي"

وكأنه كان اللقاء الأول لهما بعد خمسة عشر عاماً كانت كل واحدة منهما تعبر عن حبها واشتياقها للأخرى بعد اللحظات الصعبة التي عاشتاها في الماضي ..

والتي كان انتهاؤها منذ اللحظة التي تلاقت أيديهما معاً والتي شهد عليها عدد غفير من المقاتلين وهم يشاهدون تحقق ما أعدوها يوماً أسطورة أو خرافة ما ..

وها هم رؤوا التضحية أمام أعينهم والضوء المنبثق من إلتحام دماء التوأم الملعون الذي أبعد عن أرضهم ظلام اللعنة التي سببت لهم الكثير من الأزمات ..

في حين عانق ماكسمليان إيلا وسيلا معاً إلى صدره عندما فشل في تهدئة نفسه والتماسك أمام الجميع وهو يهمس لهما بحنان:

"الحمد لله أنكما بخير صغيرتيّ"

ابتسمت كلٌّ من إيلا وسيلا بين دموعهما وهما تتمسكان به وتنظران لبعضهما عندما تذكرتا لحظات طفولتهما في حضنه ..

في حين وقف كارلوس بهدوء بعد أن اطمأن على سيلا ورأى سعادتها بعودتها لشقيقتها حتى لا يزعج لحظتهم المميزة هذه ويشتت لمّ شملهم الذي لم يكتمل سوى بشقّ الأنفس ..

ورفع نظره نحو المقاتلين وهو يرى عيونهم الملتمعة والإبتسامة تشقّ وجوههم جميعاً دون استثناء وكأنهم نسوا العداء بينهم ..

أو إن صحّ التعبير بأنهم استطاعوا رؤية الحقيقة التي كانت مخفية عن عيونهم طوال تلك المدة ..

بعد أن بقوا متمسكين بولائهم لبيرس طوال المدة الماضية ظانين بأنه الأحق بالحكم ..

وبعد خروج إيلا ظنوا بأنها لا تستحق ذلك بسبب أنها ملعونة ..

ولكن بتضحية سيلا الآن بحياتها من أجل إزالة اللعنة أثرت بهم وجعلتها تكسب إحترامهم دون أن تدري هي بذلك ..

مع أنهم لا يعلمون بكامل الحقيقة عن اللعنة ..

وبينما أنظار الجميع مثبتة عليهم مسح ماكسمليان دموعه وهو يبتسم لهما عندما راى أعينهما البراقة عادت تحمل الحب واللهفة وكأنهما نفس الطفلتان اللتان لم تتعديا الخامسة ..

وبينما كانتا تحدقان ببعضهما بإبتسامة محبة ومشتاقة رفعت كلّ منهما يدها وقربتها ببطء كما كانتا تفعلان في صغرهما حتى تشابكت أصابعهما مما جعل الاثنتين تضحكان بسعادة ..

إلا أنهما التفتا بدهشة عندما سمعا تصفيقاً حاراً انبثق فجأة حولهما وبعيون متوسعة مذهولة وجدتا جميع الفرسان يصفقون بسعادة قبل أن يهتفوا باسميهما عالياً ..

فوقفت إيلا وسيلا بجانب بعض ونظروا لماكسمليان الذي وقف بجانبهما يبتسم بسعادة وحب أبوي لهما عندها تقدم فينكس بأمر من كارلوس وهنأهما على سلامتهما قبل أن يلتفت نحو المقاتلين ويردف بصوت عال حتى يسمعه الجميع:

"أيها المقاتلين يا أبناء نيكتورين في هذا اليوم العظيم الذي شهده جميع الحاضرين، اليوم تم كسر اللعنة عن مملكة نيكتورين بأكملها، اللعنة التي كانت تسبب الحروب والأمراض والمجاعات الماضية، والتي كانت ستزيد من قساوة الصراع والعيش وستمنع السلام والأمان للأبد، ولكسر اللعنة كما شهدتم كان على إحدى الأميرتين أن تضحي بقلبها كما فعلت حتى يتم تلاحم الدماء قبل غروب الشمس وبتضحيتها هذه كسرت اللعنة للأبد وأنهت المستقبل المظلم الذي يخيم عليكم وبسببهما الآن عاد الأمل لنيكتورين أن تعود مزدهرة وقوية كما كانت على عهد والدهما الملك جيمسون مارنال لذا حيّوا معاً الأميرتين المخلصتين إيلا وسيلا اللتين أنقذتا المملكة اليوم واللتين ستقودا المملكة إلى مستقبل مشرق خالٍ من الصراع والحروب"

وبمجرد أن أنهى فينكس كلامه حتى تراجع مبتعداً إلى طرف الساحة بينما وقفت سيلا وإيلا يحدقان بالجمع الغفير الذي عاد ليهتف لهما بحماس أكبر بعد أن فهموا قصة اللعنة أكثر ..

في تلك اللحظة التفتت سيلا نحو كارلوس وهي تبتسم له بامتنان كبير وعينيها تلتمع بالسعادة لأنها الآن واقفة بجانب شقيقتها بعد انتهاء اللعنة وذلك بفضله ..

عندها تذكرت ما حدث قبل ثلاثة أيام بعد أن كانت منهارة في حضنه وهي تقصّ عليه ما حدث معها عند الحكيمة وهي تخبره عن الخنجر المخبأ في القبر ..

وقتها عقد كارلوس حاجبيه وسألها باستغراب وهدوء:

"هل يمكنك وصف الخنجر لي سيلا؟"

عندها رفعت سيلا رأسها تحدق به للحظات ثم أردفت بصوت متقطع بسبب بكائها:

"كان خنجراً غريباً يشبه الزجاج الملون بعدة ألوان ولكنه حاد جداً لما تسألني عنه كارلوس"

أنهت كلامها بسؤال عندما وجدته يعقد حاجبيه بتفكير عندها تنهد كارلوس بخفة وأردف لها بهدوء:

"إن كان فعلاً كما وصفته لي فأنا أعلم ما يكون إنه خنجر سحري صنعه الأجداد القدامى للسحرة وكان يستعمل لقتل الشيطان المرافق دون إيذاء الشخص البشري عندما كانوا يرون شخصاً يستخدم قواه للشر ولكن لا أعلم إن كان سينفع بكسر لعنتكم فأنتما لستما بسحرة"

"ماذا تعني بذلك كارلوس"

همست سيلا بقلق وترقب فوجدته يعيد نظره نحوها ويردف لها بجدية:

"أعني بأنه إن كان فعلاً من تلك الخناجر الخاصة بنا فأظن بأن الحكيمة ورثته عن جدتها الكبرى وأعتطك إياه عندما رأت سلاسل اللعنة عليك أنت وإيلا وإن صدق حدسي فإنها أكدت عليك استخدامه حتى لا تموتي وقت التضحية "

صمت وهو يبتلع ريقه ويرى سيلا توسع عينيها بعدم الاستيعاب ثم أكمل لها:

"لا أعلم حقاً إن كان ينفع معك أو لا ولكن أتمنى أن يكون حدسي صحيحاً ويقوم الخنجر ذاك بقطع سلاسل اللعنة عنكما دون أن تخسري حياتك سيلا"

فانهمرت دموع سيلا بحزن وهي تستمع لكلماته بصمت التي أيقظت داخلها أمل صغير بالبقاء حية مع شقيقتها دون أن تكسرها بموتها أمامها بتلك الطريقة ..

عندها أحاط كارلوس بوجهها وهو يردف لها برقة:

"اهدئي سيلا كل شيء سيكون بخير سنجد حلاً لكل شيء أعدك"

خرجت سيلا من ذكرياتها وهي تحدق به وتبتسم بإمتنان له لأنه صدق مجدداً معها وأنقذ كل شيء كاد أن يحطم ..

حتى أنه أحضر الكهنة والطبيب من مملكته حتى يتمكن من إنقاذ سيلا إن لم يكن الخنجر نافع معها ..

فابتسم لها كارلوس بهدوء وعينيه تحدقان بها بعمق وسعادة وهو يشعر بالراحة أخيراً ملأت قلبه ..

وبعد أن هدأ المكان تذكر الجميع المعركة التي كادت تنشأ بينهم فحدق ماكسمليان بنيكلاوس الذي بقي واقفاً مكانه وهو يحدق بهدوء بهم ثم أردف بصوت عال وهادئ حتى يصل للجميع:

"أميرتيّ بعد أن انتهى كل شيء على خير بقي أمر أخير علينا انهاءه وهو القتال الذي أجله نيكلاوس غلاود حتى تتم طقوس الإلتحام أظن بأنه حان الوقت لتقول ما تطلبه مقابل ما فعلته اليوم"

نظر الجميع نحو نيكلاوس الذي بقيت ملامحه هادئة قبل أن يردف بهدوء:

"أنا لم أفعل شيء سيد ماكسمليان سوى أنني أردت حماية أراوح مقاتلين عندما أخبرتني الأميرة سيلا بحقيقة اللعنة وأننا أبناء مملكة واحدة علينا أن نتحد معاً لنبعد الشر عن البلاد وأننا جميعنا نمتلك الولاء المطلق لهذه الأرض بغض النظر عن الحاكم"

ابتسمت سيلا بوسع وهي تراه يعيد كلماتها ثم راقبته ينظر لفرسانه الذين التمعت أعينهم بتأييد وكأنهم فهموا ما سيقوله من بداية الحديث الذي بدأه ..

والذي لم يعودوا ممانعين به ..

وبالفعل حدق نيكلاوس بهم للحظات ثم أعاد نظره حيث سيلا وإيلا وأردف بصوته القوي والعالي:

"لقد قالت الأميرة سيلا مسبقاً أن ولاء الشخص للملك ينتهي عندما يراه لا يستحق الحكم ومن الخطأ أن ننحني لملك لم يعد ولاؤنا له وأظن بعد التضحية التي شهدناها جميعاً استطعنا أن نرى من الملك الذي يستحق ولاءنا ومن سيتركنا خلفه ومن سيضحي من أجلنا"

توسعت عينا إيلا للحظات وهي تحدق به بصدمة ثم نظرت إلى شقيقتها التي تبتسم بوسع وتحدق به ثم حدقت بماكسمليان الذي أردف له ببرود:

"نيكلاوس غلاود أنت تدرك بأنك بكلماتك هذه ستفقد لقب الأمير وميزاته وستعود لفارس عادي تحت قيادة الأميرتين"

فابتسم نيكلاوس بخفة وأردف له ببرود:

"ليس لدي ما أخسره سيد ماكسمليان طالما أنا أسلم ولائي للملك الذي يهتم لمصلحة أرضي لأنني قبل أن أكون شقيق بيرس غلاود فأنا فرد من مملكة نيكتورين وإن وافق جميع الفرسان على تغيير ولائهم فلما علي ألا أفعل فجميعنا في أرض المعركة سواسية ولا نهتم بالرتب بل بمن سيعيش"

في تلك اللحظة انحنى نيكلاوس على ركبته وهو يخرج سيفه ويوقفه أمامه كما انحنى بقية الفرسان مقسمين بولائهم لسيلا وإيلا ..

فابتسمت سيلا بسعادة وهي تنظر لشقيقتها لأن كل شيء قد انتهى وقد تجنبوا تلك المجزرة التي كانت ستحصد الكثير من الأرواح ..

في ذلك اليوم انقلب جميع الفرسان الذين تركهم بيرس وأقسموا بولائهم لسيلا وإيلا بعد أن رؤوا فيهما الملك المضحي ..

الذي يحكم بعدل وإنصاف وهدفه هو راحة شعبه ليس كمن يحكم إمساك شعبه بقبضة من حديد ..

فقد وقفت سيلا وإيلا على تلك المنصة يسمعون هتافات حماسية باسمهما وهما تمسكان بأيدي بعض وكأنهما شخص واحد ..

أو إن صحّ التعبير كانتا تكملان بعضهما البعض ..

إحداهما قوية وحازمة في أوقات الشدة ..

والأخرى طيبة وحكيمة تخاف على حياة شعبها وتريد مصلحتهم ..

وهذه كانت مؤهلاتهما التي رآها جميع الفرسان في ذلك اليوم لذا بعد أن فقدوا الأمل بحياتهم وتقطعت حبال الولاء من قلوبهم برؤية اقتراب نهايتهم على أيدي جيش الأحرار ..

والذي زاد تقطعها رؤية كارلوس يستخدم سحره أمامهم وهذا ما جعلهم يدركون بأنهم مهما فعلوا ما كانوا سيفوزون عليهم ..

وآخر حبل من ولائهم انقطع لحظة رؤية تضحية سيلا بحياتها أمامهم ..

لذا لم يتردد أحد منهم في نطق قسم الولاء لها ..

في حين انقلب تلك المجزرة التي كانت ستحدث إلى احتفال كبير بهذا الفوز الذي حققوه وبكسر اللعنة التي كانت ستزيد من عذابهم ..

.
.
.

وبعيداً عن الأجواء الفرحة تلك ناحية الغرب ..

اندفع حصان أبيض بسرعة كبيرة يخترق حدود نيكتورين ..

كان يقوده فارس مقشع بالسواد بشكل سريع ومندفع كاندفاع قلبه وروحه المتعلقة بوجهته ..

ربما لم يكن يعلم ما حدث وما ينتظره ..

ولكن عيناه البُنية كانت مصممة على الوصول لمقصده ..

مهما كان الثمن!! ..

____________________

كيف كان البارت  ..

رأيكم بالأحداث ..

بداية مع بيلا وفيليب إلي لسا ببداية علاقتهم لهيك بحب حط شوية دراما ومشاكل بينهم ..

بعدين بحكمة سيلا إلي قنعت بيرس يهرب قبل ما توصل إيلا حتى ما تخلي أختها تتلهى بالحرب وتنسى الطقوس وشفنا كيف ايلا للحظة كانت رح توقف الطقوس بهيك كان تصرف كارلوس صحيح أنو ما خبرها بشيء ..

كمان مواجهة نيكلاوس وإيلا الي فاجأت الكل ووقفته القوية أمام الجميع وكيف استمع لكلام سيلا وما خلى رجالو يقتتلوا إلى أن وصلنا لالقاؤه قسم الولاء وتجريده من لقب الأمير يعني صار فارس عادي ..

أظن الكل انتظر هاللحظة حتى تبدأ قصة حبو مع إيلا والي حتخالف التوقعات حتى ما تنصدموا بعدين🙂

كمان مشهد نيكلاوس وإيرا كمان كان مهم منشان الأحداث القادمة وأظن انتبهتوا أني بهل الحركة رح أبدأ بجمع لويز مع إيرا بما أنها حتكون المسؤولة عن علاجه وهل حتعرف بحقيقة تحالف بيرس مع فيليب او لا ..

ومنجي على الحدث الأهم وهو طقوس كسر اللعنة إلي نشفوا دموعي حتى خلصتها وكمان ما حبيت اختصر أبداً من مشاعر الأبطال بهديك اللحظات وأظن انتبهتو لهيك شو رأيكم ..

كمان اذا نتبهتوا عملت فلاش باك على كلام سيلا وكارلوس أنا ما اظهرته لما حكتلو سيلا الكلام الي دار بينها وبين الحكيمة وهيك فهمتو ليش ما ماتت سيلا👍

يعني لو أنها عملت التضحية بخنجر تاني كانت ماتت ولكن لأنه خنجر سحري ما قتلها ولكن كسر اللعنة عنها ورجع قلبها لحالتو الطبيعية بدون أي مرض ..

أما إيلا فأنا حكيت أنو حسنت تلمسها سيلا وكمان عانقها ماكسمليان يعني ما عادت بتموت حدا بلمستها ..

وبالنهاية أظن الكل انتبه اني حكيت على ليوناردو الي دخل الحدود رايح لسيلا بعد ما استلم رسالة نيكلاوس إلي حكيت عنها بالبارت الماضي ..

بعرف الأحداث كلها حارقة للأعصاب ولكن كلها ضرورية للحبكة الدرامية في هذا القسم من الرواية لهيك اصبروا شوي على النكد والدراما لأنو الأحداث حتتعقد أكثر بعدين😁👍

أشوفكم ببارت جديد إن شاء الله❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

Continue Reading

You'll Also Like

54.4K 3.1K 50
فتاه تواجه الحياه بجداره وقوه وتتميز بتصرافاتها العفويه والمرحه وتتعرض للتحرش بعده انواع فهل سوف تنتقم.......
2.8M 195K 22
{مكتملة} "إن لم تستطيعي رؤيتي.. فاشعري بي"
1.2M 38.7K 32
(ROMANTIC) JEON JUNGKOOK. KIM RIMASS. ••••• ~+18~ «هُو خَطِيئَة إِقَْترَفْـتُهَا، إِلاّ أَنّ فِتْنَته تُبِيحُهَا» _مَا نَقُومْ به مُـح...
78.3K 4.6K 149
الوصف بالتشابتر 0 رواية مترجمة