رواية هوس التمساح

נכתב על ידי MiakaSukunami3

999 12 0

الملخص صرخت فيه وقد اطلقت نيران غضبها باتجاهه قائلة : من أنت كي تحدد مسار حياتي وتتحكم بي أنا لست دميتك يا ه... עוד

الفصل الأول :
الفصل الثاني :
الفصل الثالث :
الفصل الرابع:
الفصل الخامس :
الفصل السادس:
الفصل السابع
الفصل الثامن:
الفصل التاسع:
الفصل الحادي عشر:
الحلقة الثانية عشر:

الفصل العاشر:

20 0 0
נכתב על ידי MiakaSukunami3

الفصل العاشر:
الكراهية والحب متشابهان يا أسيرتي.... كلاهما عاطفة عمياء".-
-انت ماء السقاء
وهي زهرة السوسن فلا يمكن أن تعيش دونك
..........................................................
...........................................................
........
تحركت في نومها بانزعاج وانسلت بعض قطرات العرق من جبينها دليلاً قاطعاً على أنها تبذل مجهودًا جبارا لتفتح عينيها السماوية الجميلة باستغراب لما أحست بألم لا يحتمل في كل جسدها وبالأخص في منطقة بطنها يبدو وكأنه أفضع و أقوى من اي الم قد تواجهه في حياتها لذا بدأت تتأوه وتنتحب بألم فتك بروحها
وقد أطلقت صيحتها المتوجعة وانهمرت دموعها سخية

كانت تصرخ بألم قاتل يكاد يزهق روحها حتى شعرت بيدين حديديتين تحيطان بها ففزعت لتستجمع قواها فاتحة عينيها بذعر وبدأت بالتخبط ومحاولة الافلات منه صائحة به بصوت مرتعب عالٍ باكي : دعني ..اتركني أرجوك ؟
أجفل (قيس) من صراخها فابتعد عنها عدة خطوات واضعاً يديه بجيبه مفكراً بندم في نفسه : لقد أرهبتها فكيف أتوقع الأن أن لا تخافني وأن لا تكرهني وهي الأن قد صارت رسميا تخاف مني وهذا واضح من توسع بؤبؤيها تفكيره هذا لم يزد إلا إحساسه بالذنب أكثر والذي شعر به ينهش كالذئب روحه
اتجاهها ليتنهد ويقول : على كل حال ليس هناك شيء أستطيع فعله كي أوقف رعبها هذا مني
لذا بأسرع ما لديه من سرعة كان قد ابتعد عنها واضعا يديه بجيب بنطاله سائلا إياها عن حالها قائلاً : أأنت بخير عزيزتي؟
عندها حل الغضب ب(نازلي) وشعشع السخط ملهبا ساحات وجهها بالكامل قائلة في نفسها : (أحقًا يتجرأ على السؤال بعدما فعله بي؟
سرعان ما رفعت رأسها له لتنظر له نظرات منكسرة سرعان ما بدأ دمعها بالتدفق نازلا كأمطار غزيرة على خديها

أراد (قيس) أن يحاوطها برفق آخذا إيّاها بين أضلاعه الصلبة والتربيت على ظهرها بحنية محاولا تهدئتها لكنه يدرك تماماً بأنه فقد الحق بذلك
ليس بعدما فعله بها يلمسها كأن شيئ لم يكن
؟
لذا أفضل قرار قد يتخذه في مثل هذا الموقف هو الرحيل سيدعها لتهدأ قليلا ثم سيحاول مراضاتها بالكلمات المعسولة والتي يتمنى أن تجدي بفائدة معها
فهو الأن سيرجو حدوث المعجزات كي تسامحه (نازلي) ولن تفعل فامرأة مثل (نازلي) عنيدة وقوية الشخصية ومن المحال
أن تسامح بسهولة وببساطة هكذا
يا الهي ماذا أفعل وبدأ يلعن نفسه مطلقا شتائم فضة كثيرة كان يسير باتجاه الباب وهو يفكر هكذا
مغادرا الغرفة
في حين هي بم تستطع حتى الجلوس ولا البقاء مستلقية بجسدها فبطنها وكأنه مر قطار عبرها هي تشعر وكأن أحدهم غرز سكينا فاترة به أسبلت عيناها لتحت وبدأت تحرك يدها محاولة وضعها على بطنها وقد تجعدت ملامحها وجعا وألما لتطلق صرختها وهي تسقط بيدها بعيدًا عن بطنها متمتمة بألم: هذا مستحيل
فالألم لا يطاق إنه وجع من الصعب علي احتماله
وبينما هي تتوجع هكذا إذ بباب غرفتها يفتح ففزعت لأنها ظنته (قيس) لكنه لم يكن هو فالذي دخل للغرفة لم تكن سوى ابنة عمه الأنسة(صوفيا) والتي بدورها ادعت الحزن وسارت ناحيتها بقلق ظاهر قائلةً : اوه (نازلي) عزيزتي هل أنت بخير ؟
اغتصبت الأخيرة بسمة ونطقت مقاومة الألم : أنا بخير أعني ثم نظرت لبطنها و قالت : أعني هناك فقط ألم قاتل هنا فقط لكن عدى عنه أنا بخير لا تقلقي عليّ حبيبتي
تقدمت (صوفيا) وجلست على الكرسي المنتصب بمحاذاتها وقالت: هذا طبيعي فلقد كنت حامل ثم ادعت الدهشة حين ناظرتها (نازلي) بشحوب الأموات وقالت: لا غير صحيح أنت تكذبين ثم مدت يدها وجاهدت وجعها ولمست بطنها بنعومة محركة يدها عليه وفاضت دموعها سخية: أرجوك قولي غير ذلك فأنا لم أكن حاملاً إلا أن الأخيرة قامت من كرسيها وجلست على السرير بمقربة من(نازلي) قائلةً مدعية الحزن : أتعنين أنك لم تكوني تعلمين؟ أنا أسفة لم يكن علي إخبارك أبداً
في حين تجاهلتها وقد كان كل همها هو ما التقطته ردراتها السمعية لقد كانت حامل و (قيس) زوجها المصون قتله وأخفى عنها خبر حملها يا الهي أي صدمة هذه بل حتى تلك الطبيبة لم تقل هذا اتراها أكانت تكذب (صوفيا) علي أم ماذا وإن لم تكن فهل أخطأت الطبيبة البارحة في تشخيصها لمرضي
لم تسمع ما تفوهت به (صوفيا) وهي تقوم قائلة: حسناً حبيبتي سأتركك قليلاً لتستريحي وأكرر تمنياتي لك بالشفاء العاجل ثم توارت عن أنظارها متجهة للباب لتغادر بعد أن القت قنبلتها وفجرتها في وجه (نازلي) وأحرقت قلبها مبتسمة بانتصار
بعد خروج (صوفيا) من الغرفة انهارت الأخيرة باكية والألم بقلبها صار لا يحتمل فقد قتل (قيس) طفلها أغلى ما تملك لم بيعد موجوداً يا الهي إنه مجرم.. مجرم هذا فظيع هي لن تسامحه إطلاقاً على هذا ولن تغفر له وحشيته وحقارته وسفالته معها لقد ضربها وهي حامل وجعلها تجهض طفلها الأول فلذة كبدها تراه كيف استطاع فعل هذا كيف استطاع أن يفعل هذا الشيء الدنيئ بها إنه قاتل.. قاتل ملعون.. ملعون ستقتله ستنتقم منه ستموت وهي تحاول فعل ذلكـ ستريه من هي (نازلي علامة) كانت بالسابق تخطط للهرب أما الأن فلن تهرب قبل أن تنتقم ستحرق قلبه جمرا ستعذبه أعدك بذلك ستندم يا (قيس) هي سترديه قتيلا ستفعل هذا أجل فهذا ما أقسمت على فعله  بوحشية
ليلا دلف (قيس) غرفته فوجدها صاحية تفكر حتى أنها لم تشعر بوجوده الأمر الذي جعله يبتسم بسخرية على حاله ثم يغرق في تفكسر عميق  ابتدرته  (نازلي)بالسؤال قائلة بنبرة خبيثة وقد بدأت بالفعل بخطتها والتي رسمتها وهاهي تتعمد اغوائه: اين كنت حبيبي؟
اندهش (قيس) من كلماتها وظن انها سخرية كالمعتاد وبالفعل كانت كذلك فهو قد كشفها من ملامح وجهها التي تنطق بالألم فعرف أنها لابد أنها اكتشفت أمر الطفل فضحك  بسخرية من نفسه قائلا : أظن أنك تسخرين كالعادة مني
لتقول (نازلي) باستغراب : أسخر سامحك الله حبي
إنما ..
وتحاملت على نفسها ورفعت يداها له قائلة : إنما اريد تدليل حبيبي؟
والأن ألن تجيبني
فقال بارهاق وهو يجلس على الأريكة أمامها وينزع سترته ملقيها جانباً : أيهمك هذا؟!
حسنا لأرضي فضولك كنت عند امرأة من نسائي
شحب وجه نازلي وكأنه لكمها بكلماته لكنها أخفت ذلك سريعا عنه وقالت بغضب وقد شعرت بقشعريرة الغيرة تلذغها : سامحك الله حبيبي بينما أنا مريضة أنت تلهوا مع النساء؟؟
ضحك (قيس) ضحكة طويلة وقال : لما أتشعرين بالغيرة علي!!
ابتلعت (نازلي) غصتها وقالت بعدما ادعت الحزن : هل تصدقني إن قلت نعم وأسبلت جفنيها كالقطة ثم أكملت: فأنا أحبك يا (قيس)
شعر (قيس) بصدق مشاعرها في تلك اللّحظة فارتبك ولم يدر ما يقول ثم حين رفعت عينيها المنكسرة إليه تسمرت نظرات عينيها بعينيه فشعر بمقدار الحب الذي يحتويه قلبها له فاندفع بسرعة لاحتوائها بين يديه وهو يحتظنها قائلا بحزن: أنا آسف كنت أمزح معك لم أكن عند امرأة أخرى بل خرجت لأستنشق بعض الهواء النقي وذهبت للعمل
في حين هي استمرت بتقطير سحائبها الثقال بثمتيل وقالت بيما لا تزال بين أحضانه : أه حقا هل هذا صحيح ألم تكن تخونني ؟
-بالطبع يا حمقاء ثم كيف تريدينني أن أخون وأجمل النساء هي بين يدي ومعي وفي أحضاني؟
ضربت ( نازلي) كتفه بخفة قائلة : كف عن مغازلتي؟
ليضحك الأخير ضحكاته المتتالية قائلاً : وهل المغازلة بين زوجين تعتبر خطيئة؟
احمرت (نازلي) خجلا وقالت و قد أرادت النهوض لتشعر بالألم القوي يتسرب اليها فقامت بالتأوه من الوجع ليسمعها (قيس) ليقوم بحملها تفاجأت (نازلي) من قيامه بذلك فصرخت بقوة وهي تردد: انزلني.. ايها الخبيث انزلني
لكنه تجاهلها وقام بايصالها لباب الحمام فاتحاً إياه بقدمه ليضعها في حوض الاستحمام ثم عندما أراد أن يخلع عنها ملابسها قالت بخجل : هذا يكف أرجوك استطيع القيام بذلك وحدي أخرج
أراد (قيس) أن يحرجها أكثر قائلاً : إن أردت أستطيع مساعدتك والقيام بدور الوصيفة لأجلك وفي نفس الوقت أمتع نفسي بملامست...
عندها صرخت والاحراج جعل وجهها كالطماطم باترة كلامه المنحرف: لا داع لا تكمل يا منحرف وأشارت للباب وأكملت قائلة: إلى الخارج من فضلك!
...
في الحمام وعندما عرت (نازلي) نفسها حتى شهقت بصدمة من منظر جسدها المقرف والذي تشوه حرفياً تحت سياط عنفه فعضت شفتيها بألم وهي تكتم شهقات وجعها باكية ثم مسحت عينيها من الدمع وعقدت حاجبيها بغضب مطلقة وعيدها وهي تقول: ستندم أعدك ستندم كثيراً لما فعلته بي ولقتلك طفلي الصغير الذي لم تسمح له حتى بالحياة
ترى أي قلب لديك أيها السافل وكيف تجرأت على هذا أيها الحقير السافل؟
كان (قيس) في الغرفة ينتظرها على أحر من الجمر فهو لا زال حتى الأن لا يريد تصديق ما تفوهت به قبل قليل أعني اعترافها لقد شعر وكأنه ملك قد امتلك الدنيا وبمن فيها فيا الهي اعترافها كان بمثابة شيء مقدس شيئاً لطالما حلمت به وأخيرا تحقق كم أنا سعيد بهذا لكنه شعر بسكين فاترة حادة تنغرس عنيقا في قلبه لأنه يعرف أن كل ما قالته هدفه السخرية والاستهزاء به ليس بعد أن قتل طفلها بل طفله أيضاً قال ذلك وهو يتوجه للسرير ليستلقي واضعاً يده اليمنى تحت رأسه ناظرا للسقف وبالتحديد لتلك الثريا محدقا بها  ؟ كان يتساءل عن هذا بفضول ورعب وهو يعلم أنه حين متى ستنتهي مسرحيتها السخيفة وتنفث مطلقة سمومها  كل سمومها كالأفعى هو يعلم تمام العلم أنه لا يستطيع لومها وبهذا إن أقامت الدُنيا وأقعدتها ولم تغفر له مطلقا سيكون هذا تماما حقها وهو حقا يستحق هذا وبالتالي أصبح يخاف من  حدوث الكارثة
...
في تلك الأثناء كانت (نازلي) قد أنهت استحمامها بصعوبة وفعلا قد خف الألم مع الماء الساخن كما قال الطبيب تماما وهاهي، ذي تخرج متجهة ناحية الدولاب بمنشفتها الوردية
بعد أن لاحظت أن زوجها لا زال بالغرفة وهو يناظر السقف ويبدو في تفكير عميق كست ملامحها الصدمة فهي ظنت لغبائها أنه خرج من المنزل أو على الأقل خرج من غرفتها ومنحها حريتها
لكن قد سائت ظنونها وخابت حظوظها فهاهو مستلقي هناك على السرير بكل وسامته الفتاكة التي لطالما أبهرتها وتغلغت في دواخلها يحدق بالسقف بشرود تام تنهدت بحزن فهي لا تستطيع أن تصدق أنه هو من فعل هو من قتل طفلها أو بالأحرى طفله واتجهت للدولاب لتخرج ملابسها
-ملابسك هناك لقد أخرجتها لك ارتديها ووافيني لغرفة الطعام قال ذلك وهو يتجه للباب مغادرا الغرفة
لم يمهل (نازلي) حتى الوقت لتعترض على كلامه لتتنهد بغضب ثم تعتزم الوصول للسرير لاقتناء ملابسها إنه حتى لم يسألني عن رأيي فيما كنت أريد ارتداء هذا الفستان أم لا
يا الهي إنه فضفاض جدا وكبير أيضًا ويستحيل علي ارتداء هكذا فستان مضحك إنه يبدو للمهرجين
ثم تذكرت خطتها وقالت باستسلام مستدركة أمرها: لكني مضطرة فهذا سبيلي الوحيد إن أردت الانتقام منه
...
في الممر كان (قيس) ينزل الدرجات حين رأى وبالصدفة ابنة عمه تخرج بملابسها الشفافة المغرية من غرفة صديقه (سامر) على أصابع قدميها بشعر مشعث وملابس ممزقة لكنها تسمرت بصدمة وأخذت تشهق بقوة وهي تطالع نظراته الساخرة الحادة بخجل أرادت التفسير له بقولها: إنه اخطأ في فهم المرضوع لكنه لم يمهلها الوقت مغادرا بعد أن تمتم ب(عاهرة)
تاركا الصدمة تجفلها
كانت لا تزال في مكانها عندما خرجت(نازلي) من غرفتها فرأتها قائلة بدهشة : اوه(صوفي) أأنت هنا وحينما استدارت (صوفي) ورأتها شهقت(نازلي) بقوة من حالتها السيئة
جرت لها بقوة وأمسكت بيديها قائلة بقلق : مابك؟ من فعل هذا! أي وغد هذا الذي فعل بك هذا أخبريني وسأجعله يندم اخبريني هيا صديقتي
- حسنا هذه فرصتي سأقلبها على زوجها وبذلك أزرع الخلافات بينها وبينه كل ما علي فعله هو إدعاء الألم والحزن واسدال بعض الدموع من عيني
هيا ابدأئي يا (صوفيا) هذه فرصتك وفعلت مثلما قالت هاهي تمثل على (نازلي) ببراعة كبيرة قائلة بنبرة منكسرة محطمة أقرب للبكاء : لا تقلقي بشأني أرجوكِ إني بخيرٍ تماماً الآن وأرادت الذهاب راحلة إلا أن (نازلي) لم تسمح لها بذلك بل أمسكت بها بقوة وجرتها برفق قائلةً : أرجوك يا حبيبتي اخبريني من فعل بك هذا؟
فقالت لها (صوفي) بمكر ودهاء : لكن قد لا تصدقي ذلك وحقيقة لن أستغرب ذلك منك لذا اتركيني أذهب
في حين أصرت (نازلي) على كلامها وموقفها فقالت بالحاح وعزيمة: أرجوك أخبريني؟
فقالت (صوفي) مدعية البكاء : إنه ابن عمي وزوجك (قيس)
عندها شعرت (نازلي) برأسها يدور ويدور في دوامة مهلكة من الصدمة وكأن صاعقة ما قد ضربتها وكادت أن تقع أرضاً فهي فكرت بأن هذه المسكينة قد عوملت مثلما عاملها ذلك الشيطان لكن أوصلت بهذه الوقاحة لهذه الدرجة التي جعلت منه يمد يداه على النساء أيضا
لكن ماذا لو كانت تكذب أجل إنها تكذب فيستحيل على (قيس) أن يفعلها أجل لن يفعلها
فبدأت تضحك قائلة : لا لا غير صحيح فلا يمكن ل(قيس) أن يؤذي أي امرأة أنت تكذبين
نظرت لها (صوفي) وقالت : أرأيت لهذا لم أرد إخبارك بشيء لأني عرفت مسبقًا أنك لن تصدقيني
ثم أطلقت صراح يدها من قبضة (نازلي) وهمت بالاستدارة للذهاب لغرفتها مدعية الغضب
إلا أن (نازلي) ظلت جامدة وهي تفكر فيما حدث لها وكيف أنه قتل طفلهما لذا هي تصدقها قليلاً رغم أن قلبها يقول عكس ذلك
ثم قالت لها ما إن خطت أول خطواتها : مهلا انتظري أنا آسفة
أصدقك
استدارت لها (صوفيا) بدهشة قائلةً بتأكيد: أحقاً ما تقولينه هل انت تصدقينني حقاً؟
واندفعت نحوها كالسهم مخترقة أضلاعها محتضنة إياها بقوة: بالطبع أصدقك فأنت صديقتي وأختي ناهيك عن أنك لا تملكين أي دافع لتكذبي علي لذلك أصدقك فلا تقلقي وامسحي دمعك؟
شكرتها الأخرى كثيراً بل شكرت غبائها حقاً على هذا وضحكت وهي تحتظنها من الخلف قائلةً في نفسها :( يبدو أن خداعك سهل جدًا عزيزتي(نازلي) كما أن خطتي تسير على ما يرام كم هذا ممتع سأستمتع وكثيراً)
...
في تلك اللحظة بالذات خرج (سامر) من الغرفة متجها للحمام حين صادفهما يتعانقان هكذا
فقام بالتصفيق عاليا قائلاً :(برافوا ما هذا العرض المثير فعلا أنتما تستحقان جائزة الأوسكار لأفضل عرض للسنة)
ارتجفت(نازلي) لا اراديا وابتعدت عن (صوفيا) لما سمعت صوته الماكر الخشن بخوف ثم وجهت حديثها ل(صوفيا) قائلة بتوتر: حسناً سأكلمه ولن يعيدها مرة أخرى اعدك ثم دون أن تنظر إلى (سامر) كانت قد انسلت هاربة من المكان نازلة من السلالم بسرعة البرق وكأن الجان تلاحقها
عندما وصلت لأسفل السلالم تعثرت وكادت أن تسقط أرضاً إلا أنها في آخر لحظة استعادت توازنها وثبتت قدميها للوقوف باعتدال ثم تنهدت وقامت بالنزول لتحت
مواصلة طريقها لغرفة الطعام حيث هناك وجدت زوجها الوغد فزيفت بسمة خدعت بها زوجها الذي ما إن ناظرها حتى قال باشراق وهو يقوم من كرسيه قائلاً : تبدين جميلة للغاية
قالت و هي تتوجه اليه للجلوس على مقعدها المجاور له : بل ابدو مريعة لقد شوهت جسدي تماما
تنهد (قيس) بحزن لكنه سريعا ما أخفاه قائلاً ضاحكاً : هيا لا تكوني دراماتيكية هكذا ليست أول مرة أضربك فيها
نظرت له (نازلي) بغضب وقالت : أجل فأنت لست برجل حتّى
كلامها هذا كان ليغضب (قيس) بشكل خاص لأنه كجزائري يرفض أن ينعته أحد بانعدام الرجولة لكنه في مثل حالته لم يرغب بضربها ليس الآن على الأقل لذا ابتلع جملتها متجرعا اهانتها كأنه يمضغ حصى قائلاً بمكر: أه أظن أنك تحتاجين لاثبات ذلك وانا أكثر من مستعد على انعاش ذاكرتك وتذكيرك ما إذا كنت رجل أم لا
-ترى كيف أمكنه أن يحرف الموضوع بهذا بالشكل المنحرف فأنا أشرت كونه ضربني أردت أن أحسسه بقليل من الذنب لكنه حول الموضوع بالطريقة التي تناسبه كعادته دوما
تنهدت والخجل يكسوني قائلةً : لا داع لأن تسرح بخيالك الواسع فذلك لن يحصل أبدا إلا في أحلامك المنحرفة المريضة
ليمسك يدها بقوة مداعبا يدها بنعومة فائقة أحست (نازلي) بخطرها عندما تكلم: ألن يحدث ذلك ولكني أريد زوجتي الليلة أطول وأعنف فما رأيك حبيبتي؟
انتزعت (نازلي) يدها بقسوة من يده ثم قالت والغضب يعتليها: رأيي أنك مجنون تماما إن ظننت أني سأسمح لك بلمسي بعدما فعلته
فقطب (قيس) حاجبيه وقال برقة لا متناهية : ولما لا ألست تريدين طفلاً جميلاً مثلك
-طفل ،طفل، طفل ترددت هذه الكلمة في رأسي كأغنية في مذياع قديم مهترئ يردد أغانيه بصخب فشحب لوني وانتفظت غضبا مبتعدة عنه صارخة به: تريد طفلا بدل ذاك الذي قضيت عليه أليس كذلك
أجفل (قيس) ووضع يده بجيبه قائلاً ببنبرة باردة جليدية تكاد تماثل الثلج لشدة برودتها : اذن لقد عرفت !
فقالت والدموع تترقرق من عينيها وتسيل بقوة ملهبة خديها: أجل عرفت أنت قاتل كيف استطعت أن تقتل طفلاً صغير لم يخلق بعد لقد سلبته حياته سأقتلك، سأقتلك أيها السافل المنحط وحملت السكين ووجهتها له لقتله
لم تهتز شعرة من (قيس) وبدل، من ذلك أدخل يده بجيبه ظنت (نازلي) لوهلة أنه سيوجه مسدسه نحوها ويقتلها لكنه لم يحدث أي من هذا بل قد أخرج سيجارته مشعلا إياها قائلاً وهو يقف ويفرد يداه كأنه طائر مستسلما لها : افعلي هذا عساك ترتاحين قليلاً
اندهشت (نازلي) من قوله و قد زاد توترها وارتجفت يداها ودون أن تدري تقدمت لطعنه في كتفه الأيمن باكية مرددة : أنت السبب ،أنت السبب حرمتني من حقي في الأمومة ايها الشرير سأنتقم منك
عندما استفاقت واستردت وعيها قالت وهي ترمي السكين المضرج بدمائه من يدها دامعة وهي تردد بانكسار: أسفة... اسفة أرجوك سامحني لم اقصد قتلك
تأوه (قيس) من الألم ومسح دمعها وهو يتوجع قائلا: لا تبك إني أسف جداً اعتذر لم اقصد قتل الطفل صدقيني حبيبتي أنا لطالما أردتُ طفلا منك
لم أقصد قتله إنه طفلي أيضاً فكيف اقوم بقتله
ب

دا الكلام أصعب على (قيس) لكن رغم ذلك واصل الكلام قائلاً وهو ينزف محاولا تهدئة بكاء زوجته : لا تبك حبيبتي
وهو يرفع يده الملطخة بدمه ناحية وجهها وتحديداً إلى عينيها ليمسح دمعها المتساقط كقطرات ندى سقطت من غيم السماء لكنه لم يستطع وهو يشعر وكأن وعيه بدأ يسحب منه تدريجيًا عندها دعا الله أن يمنحه القليل والقليل جدا من الوقت كي يخبر(نازلي) أن لا تقلق لكنه الوقت لم يسعفه فغاب عن الوعي لتصرخ (نازلي) برعب اسمه : (قيس) (قيس) أرجوك أجبني افتح عيناك (قيس) كانت تصرخ وقد أصابتها نوبة قوية من الهستيريا ليدخل على صوتها (سامر) و تتبعه تلك الفتاة المدعوة( صوفيا) شاهقين برعب شديد : وخصوصا لما رأيا (قيس) فاقد للوعي و(نازلي ) والتي تجلس بقربه آخذة رأسه واضعة إياه بحجرها تبكي بغزارة
عندها جرت إليها (صوفيا) ودفعتها بعيدا عن(قيس) صارخة بها : أيتها الحمقاء السافلة لما فعلت هذا بابن عمي سأقتلك وأمسكت بالسكين و الذي كان مضرجا بدماء (قيس) ووجهته ناحيتها لقتلها إلا أن (سامر) وقف بينها وبين(نازلي) دافعا إياها بعيدا عن (نازلي) المصدومة قائلاً : لو أعدت هذا الفعل مجدداً فسأقتلك
عندها همست(صوفيا)بضعف وانكسار سائلة إياه عن سبب دفاعها عن (نازلي) قائلة : لماذا.. لماذا تدافع عن هذه القاتلة ألا تر لقد قتلته.. قتلت (قيس) حبيبي انها قاتلة.. قاتلة علي قتلها دعني.. دعني ؟
ترددت تلك الكلمات في عقلي ودارت كعجلة دراجة بسرعة كبيرة وحانت لحظة الاصطدام لأرتطم بالواقع لأباغث بألم فظيع.. ألم شديد لم يسعني احتماله لأمسك جهة قلبي وأضغط عليه بقوة عساني أستطيع التنفس او أجعله يتوقف الوجع لكنه لم يتوقف حتى. احتلني الرعب وسيطر علي بالكامل د بالكامل لأطلق صرخة مهولة من أعماقي صدحت عاليا وترددت بأنحاء الغرفة
كلها
جعلت (سامر) يترك (صوفيا) بسرعة ويأتي إلي ليربت على ظهري قائلاً : اهدئي.. اهدئي
هربت أنفاسي مني في تلك اللحظات وفي عقلي ترددت فكرة واحدة : أنا السبب، أنا السبب ودموعي أمطار لا متناهية غزيرة مصحوبة بأهات وصرخات لم أستطع ورغم قوتي كبح لجامها لتنطلق عاليا بصدى مزعج مثيرة بذلك ضوضاء عالية بالغرفة ليمسكني (سامر) قائلاً : اهدئي اهدئي
وتوقفي أرجوك

המשך קריאה

You'll Also Like

775K 11.9K 31
تنبيه:الرواية لبالغين 18+ تحتوي على مشاهد مرعبة وكلام قد لا يناسب ألا فوق 18+ صعب فقدان القدره على الحب والأصعب أن تظل مؤمناً بفقدان هذه القدرة. هو...
4.1M 61.3K 66
تتشابك أقدارنا ... سواء قبلنا بها أم رفضناها .. فهي حق وعلينا التسليم ‏هل أسلمك حصوني وقلاعي وأنت من فرضت عليا الخضوع والإذلال فلتكن حر...
318K 15K 22
مًنِ قُآلَ أنِهّآ لَيَسِتٌ بًآلَأمًآکْنِ کْمً آشُتٌآقُ لذالك المكان الذي ضم ذكريات لن تعود
34.7K 862 20
ماذا لو وقع شخص مهووس في حبك.. ماذا لو فاق مرحلت الهوس... ماذا لو اصبح يجمع كل شيئ تلمسينه لان به رائحتك.. ماذا لو كان هو مع الكل الشيطان ومعكي العاش...