طلبت من الملاح أن يذهب إلى منتصف البحيرة ويعطيني بعض الخصوصية بعيدا عن القوارب الأخرى.
قام الملاح بتجديف القارب دون تردد، استجابة لطلبي .
عندما اتسعت المسافة بيننا وبين الاخرون لدرجة أنه لا يمكن لأحد أن يقاطع حديثنا، التفتت لمواجهة ليا بجدية وقلت : "لم ارك منذ وقت طويل... لكن كان يجب أن أتحدث وجهاً لوجه معك سيدة ساتورنوس بخصوصية."
"ماذا تريدين أن تقولي لي...؟ "
يا إلهي، ارتباكها هكذا يجعلني أبدو كالشريرة.
لا، إنا الشريرة بالفعل لأنها البطلة .
"يا إلهي، أنت لا تعرفين أي شيء حقًا، أليس كذلك؟"
"ماذا...... ؟"
"لقد ذهبت إلى أريس منذ بضعة أيام، أليس كذلك؟ كنت أتساءل ما هو العمل الذي لديك لتذهبي اليه."
تلعثمت : "سيدة أورانوس ... آه ... "
"آمل أنك لم ترتكبي خطأ زيارته في وقت متأخرة كالمرة الماضية ... لم تنس أنك ذهبت لتطلبِ من آريس ان يكون شريكًا لك قبل المأدبة الإمبراطورية، أليس كذلك؟"
"حسنًا، ربما أكد لك آريس عدة مرات أنه يجب أن تكوني على دراية بآداب السلوك، لذلك لا أحتاج إلى مناقشة هذا الأمر أكثر معك."
"سيدة أورانوس....ليس هناك سبب يجعلني أخبرك ما ناقشته مع آريس."
واو، الآن هي تعرف كيف ترد قليلاً...
هذا يبدو ممتعا، أليس كذلك؟
كان تعبير ليا صارمًا جدًا... بدا الأمر أنها توبخني لأنني سألت عن امر لم يكن من المفترض أن اطرحه.
"أوه، هل هذا صحيح؟"
أخذت خطوة إلى الوراء للاستماع إلى ليا أكثر.
وكما هو متوقع، استغلت ليا الفرصة وتحدثت عن دوافعها.
"على الرغم من أن آريس بدأ بمواعدتك، إلا أنني مازلت صديقة له... وبسببك، أصبحت علاقتي مع آريس غير مرحب بها....لماذا أنت حريصة جدًا على جعل العلاقة بيني وبين آريس متوترة؟"
واو، لم أستطع إلا أن أضحك من قلبي.
"من وضع يجعل علاقتكم متوترة؟ انا ... أود أن أقول انك أنت التي تتمسكين برجلي وتحاولين اغوائه!"
"كيف يمكنك قول هذا بهذه الطريقة؟ لقد كنت بالفعل صديقة مقربة لآريس قبل وقت طويل من بدءك مواعدته!"
همست بصوت ناعم لليا التي كانت منزعجة.: "هل أنت متأكدة أنك صديقة فقط ؟ أنت لا تحبينه من طرف واحد؟"
"ربما أنت الوحيد الذي يدعي ذلك؟ اسألي أي شخص عابر... سيقول الجميع أن السيدة ليا ساتورنوس تحب الأمير آريس جوبيتر. "
تعثملت لكن بيانكا اكملت كلامها: "إذن، ألم تذهبِ إلى آريس قبل بضعة أيام وتقصي له حكايا عديمة الفائدة؟"
"إطلاقا انا لن أفعل كما فعلت واكون وقحة ، وأخذ منك آريس بعيدًا !"
كشفت أخيرًا عن مشاعرها الحقيقية.
ليا ساتورنوس، هل جاء دوري الآن في الرد عليك؟
"آه، أنت تعتقدين ذلك... انني سرقت رجلك ."
"صحيح... ".
"حسنا دعيني أسألك مرة أخرى. ماذا قلت لأريس؟ هل قلت إنني علمت مسبقًا بالهجوم على الأميرة آرييل ولكنني تجاهلته عمدًا؟"
شحب وجه ليا لحظة... اقتحن وجهها ثم ابيض فجأة، وكأنها قد ذهلت تمامًا.
ضحكت واكملت.: "هل اعتقدت أن هناك شيئًا لا في هذا المجتمع؟ سوف تري... سأجعلك تدفعين ثمناً باهظاً مقابل كلامك الرخيص....أولاً، اخبريني ما قلته لآريس دون اغفال كلمة واحدة!"
مسحت ابتسامتي ونظرت بقسوة إلى ليا.
إذا قررت أن أغير نظرتي، سيكون من الصعب علي أن أواجه ذلك بأي شجاعة.
فتحت ليا فمها وأغلقته بتردد، وهي ترتعش مثل ذيل سمكة. ثم بالكاد فتحت فمها: "ماذا حدث بينك انت وآريس ؟"
"فقط أجيبي على سؤالي أولاً."
"هل تشاجرت معه؟"
"نعم. بسبب كلمة واحدة منك... تشاجر معي آريس بهذه الطريقة. الآن بعد أن عرفت، هل تشعرين بالراحة الان؟ بما أننا انفصلنا بسببك، هل انت سعيدة جدًا انك ستتمكنين الآن من إغواء آريس دون ازعاج؟"
عند الكلمات التي أطلقتها كالرصاص، بدت ليا مصعوقة مرة أخرى.
"لقد انفصلتم بسببي؟"
"معم. لقد انفصلت عن آريس ليلة أمس."
"آه... ".
"حسنًا، لقد وضعت جدار بينك وبينه كاصدقاء بين الأصدقاء، وانت فرقتي بيننا كحبيبين، نحن الآن في نفس الوضع... كيف الامر بالنسبة لك؟ ما هو شعورك حيال أن تصبحي شريرة؟"
آه، ليا، إلى متى تعتقدين أنك حسنة الطباع؟
إنه فقط شيء في رأسك، والآن بعد أن أصبحت شريرة بشكل لا يمكن دحضه ماذا ستقول؟
عندما سمعتني ليا أنتقدها بشكل صارخ، تجمدت في مكانها. ثم بدأت تتلعثم وقالت : "أنا فقط، ذهبت إلى آريس.. لاخبره اذا كان يعرف حقا كل شيء عنك كما يظن ... "
نظرت بصمت إلى ليا.
لقد كان ضغطًا كبير علي أن اواصل الحديث معها.
"سألته لانني شككت فيك بعد الهجوم على صاحبة السمو الملكي عن ما إذا ظهر عليك اي سلوك مريب مؤخرا او التقيت بشخص غريب؟ ".
غريب .... ربما كان أول شخص تبادر إلى ذهن آريس هو "الكاتبة".
" وسألته أيضا اذا كنت حقا تفكرين فيه؟ وتساءلت عما إذا كان لديك أفكار أخرى غير افكاره ..."
اللعنة! كل كلمة قالتها ليا لآريس لامست نقاط حساسة عند آريس و مؤلمة.
لأنني علمت مصيري في هذه الرواية، كان آريس دائمًا قلقًا ومتألمًا من تصرفاتي ومشاعري التي تظهر على وجهي دون علمي.
شعرت بالحزن الشديد، واعتقدت أنني لا يمكن الاعتماد علي لأنه كان علي أن أتحمل حقيقة هذا العالم وحدي.
كيف يمكنك أن ترشي الملح على جرح آريس بعنف ريا ساتورنوس!
آريس الخاص بي. آسفة. أنا آسفة حقًا لأنني لم أتمكن من التمثيل جيدا واقلقتك وآلمتك.
عندما افكر فيه لا بد انه عانى من كلمات ليا، شعرت بألم وكأن قلبي يعتصر.
وفي الوقت نفسه، انهمرت الدموع بسرعة على وجهي.
بغض النظر كيف فسرت ليا بكائي لكنها صرخت فجأة في وجهي بنبرة غاضبة: "لو كنت صادقة حقًا معه، لما سألك آريس بهذه الطريقة! كل هذا خطأك! أنا فقط... !"
لم أستطع تحمل ذلك بعد الآن.
والدموع في عيني، رفعت يدي دون وعي وصفعت ليا أمامي بكل قوتي!
مع صوت "الطرقعة"، دفع جسد ليا بقوة وتمايل بشدة.
فقد القارب الصغير مركز ثقله وتمايل.
أصيب الملاح بالذعر وحاول موازنة القارب، لكن الأوان كان قد فات بالفعل.
وبضربة قوية، سقطت ليا ساتورنوس في البحيرة الباردة...
سمعت صراخ متألم من مكان ما.
"آآآه! لقد سقطت السيدة ساتورنوس في الماء!
ماذا علي أن أفعل! إنها لا تستطيع السباحة!"
ماذا ماذا؟!
في تلك اللحظة، أدرت عيني ونظرت إلى ليا التي صفعتها، وكانت تغرق وهي تكافح وتلهث.
و الملاح كان مشغولاً بموازنة القارب.
و القوارب الأخرى بعيدة جدًا عنا لمساعدتها.
انا الوحيدة المتبقية ... !
ليس لدي الوقت لاتردد.. وبدون تفكير، خلعت قبعتي وقفزت في الماء.
أحاطت بي مياه البحيرة الباردة على الفور.
غطست بالكامل في المياه وأمسكت ليا التي كانت تكافح، ودفعتها إلى سطح الماء بكل قوتي.
قبل أن أقفز أخذت نفسًا عميقًا، لكنني لا أستطيع أن اسم الآن وتنفسي اصبح أثقل تدريجيًا.
ومع ذلك، وبما أنها سباحة جيدة، فقد تمكنت من الصمود.
أخيرًا، لا بد أن ليا قد أمسكت بشيء ما على سطح الماء فخفف عني وزنها قليلًا الذي كنت أدفعه بذراعي للأعلى .
الحمدلله! والآن يجب أن أصعد انا أيضاً..
آه... ... !
ربما لأنني قفزت فجأة في الماء البارد، التوت فجأة رجلي التي من المفترض أن اسبح بها.
شعرت بالخدؤ في أطرافي التي أصبحت متصلبة .
وظل جسدي يغرق رغماً عني.
يجب أن أصعد إلى الماء... !
لكن اللون يزداد قتامة...
آه... هذه هي نهايتي...
امي... أبي ...
آسفة ....
آريس....
آسفة ... مع خالص حبي ...
لكن يجب أن تكونوا سعداء ...
وداعًا....
***
لا يوجد كاتب كامل
عاد آريس إلى دوقية جوبتر في حالة يكاد أن يفقد فيها عقله.
كان صوت بيانكا البارد لا يزال يرن في أذنيه.
"الأمير آريس جوبيتر.... قد كانت الفترة السابقة ممتعة وسعيدة ... أتمنى أن تحظى برحلة آمنة إلى بيتك"
ما كان يخشاه دائمًا أصبح حقيقة.
'لقد تركتني!'
كانت رؤيته مشوشة، وانقبض قلبه بشدة لدرجة أنه لم يستطع حتى التنفس.
عندما فقد تحكمه جسده بالكامل وترنح، أمسكه كبير ااخدم في حالة صدمة.
"سيد آريس!"
صفع آريس كردة فعل يدن التي كانت تحاول مساعدته.
وعلى الرغم من شعوره بأنه على وشك ان يقع في أي لحظة، إلا أنه ذهب مترنحا الى غرفته بمفرده دون مساعدة أحد..
بمجرد دخوله الغرفة المليئة بالظلام الأسود، جلس بانهيار.
ما الخطأ الذي فعله؟ ظل في حالة ذهول وحاول إيقاف التفكير، لكنه ظل يفكر في ما قالته.
* * *
بدأ كل شيء في المساء الذي عاد فيه من رحلته مع بيانكا.
جاء كبير خدم الدوق إلى آريس، الذي كان يستريح في غرفته، وبحيرة على وجهه قال: "سيدي، لقد وصل ضيف."
عبس آريس قليلا.
لقد قرر بالفعل أنه ما لم يكن الأمر عاجلاً للغاية، فلن يكون هناك أي استقبال لضيوف اليوم.
"هل هم من المتجر؟"
"لا...أنها السيدة ساتورنوس."
تنهد آريس بهدوء: "أوه، فهمت ... من فضلك أرشدها إلى صالة الاستقبال."
عندما اختفى كبير الخدم، هز رأسه.
حتى آريس، الذي تعلم عددًا لا بأس به من الحيل عندما يتعلق الأمر بالعلاقات، وجد صعوبة في الحفاظ على مسافة مناسبة في علاقته مع ليا ساتورنوس.
إذا قال شيئًا مزعج بعض الشيء لها فسوف تتألم للغاية وتعامله باحراج ولكن إذا أظهر لها القليل من اللطف، فسوف تتقترب بسرعة منه كما لو كانو أفضل الأصدقاء.
عادةً ما يظل هذا النوع من الأشخاص متوقعًا الحصول على نوع من المشاعر، لذلك يمكن لآريس أن يبعدها دون أي ندم.
ومع ذلك، كانت ليا تتمتع بقلب رقيق للغاية وكانت مليئة باللطف الحقيقي، لذلك كان من الصعب عليه معاملتها هكذا تمامًا.
كان آريس أيضًا يعلم جيدًا أن بيانكا حساسة بشكل خاص تجاه موضوع ليا.
لذلك، عندما قللت ليا بشكل خطيرًا من احترام ببانكا بشكل لا يمكن التسامح معه، غضب بشدة من ليا على عكس ما يفعل عادة .
تذكر اريس عندما غطت ليا فمها بيدها ونظرت بحزن، وتساقطت الدموع الكثيفة باستمرار من عينيها الكبيرتين،
في الداخل، شعر آريس بالأسف قليلاً عليها ومع ذلك، هو لم يرد أن تقوم بيانكا ببناء جدار غير مرئي يمنعه من الوصول إليها .
فلذلك ولفترة من الوقت، ابعد ليا عنه.
كان هناك هدوء ملحوظ في علاقته مع بيانكا عندما لم تكن موجودة .
اعترف كلا اهلهم أيضًا بهم كزوجين محتملين .
ولذلك اعتقد آريس أنه سيكون قادرًا على الزواج من بيانكا بسلاسة.
أنقذ حياة ليا خلال مسابقة الصيد.
كان من الممكن أن ينقذ أي شخص آخر حتى لو لم تكن ليا .
ولكن يبدو أن ليا اخذت الأمر بمعنى مختلف.
عندما خدشته رصاصة ونزف غطت ليا جراحه وهي تبكي وكأنه على وشك الموت في أي لحظة.
كان رد فعلها محرجًا بعض الشيء، لكن ليا كانت من هذا النوع من الأشخاص.
عندما يواجه شخص ما من حولها مشكلة أو يعاني من الألم، فإنها تأخذ الأمر على محمل الجد كما لو كان الأمر يخصها.
ظننت أنني ابعدتها عني.. لكنه عادت مرة اخرى إلي بهذه الطريقة.
لم تكن طموحة مثل المرة السابقة، لكنها هءه المرة ايضا جاءت بشكل غير متوقع دون أي ابلاغ.
وضع آريس ابتسامة رسمية على وجهه ودخل غرفة المعيشة.
"ليا لماذا جئت في هذه الساعة؟"
أشرق تعبير ليا... و شعرت بالحرج وترددت في الكلام.
"آه... حسنًا، هناك شيء أريد أن أخبرك به. آريس."
****
ادعوا لأهلنا في غزة بالنصر وحقن دمائهم عاجلا غير اجلا
☆☆☆☆
لاتنسوا التعليقات و النجوم والمتابعة
قراءة ممتعة
~~♡~~