بعد أن عبرنا الساحة، أصبح الأمر أكثر هدوءا قليلا. نظرًا لأن الحشد لم يكن كثيفًا كما كان من قبل، تردد للحظه آريس لكنه أبعد يده عني في النهاية.
اختفى الدفء الذي كان يحيط بي بشكل مطمئن، فشعرت بالفراغ قليلاً، وكنت قد اعتدت عليه.
"أعتقد أن الجميع يشاهدون الأداء في الساحة معا ، إنه مثل الموعد هنا."
كانت الأمور على وشك أن تصبح محرجة بعض الشيء، لذلك تحدثت أولاً.
"أنا أوافق..... ".
أجاب آريس على كلامي مع تنهد.
تمتم وهو ينظر حوله.
"لكل فرد شريك."
عند هذه الكلمات، أدرت رأسي ونظرت إلى الناس.
انها حقيقة! هل هي قاعدة غير مكتوبة أن يذهب شخصان إلى مهرجان أزهار الكرز في موعد؟
لذلك لم يكن الأمر محرج على الإطلاق بالنسبة لنا أن نتجول بهذه الطريقة.
شعرت بطريقة ما بأنني محظوظة بهذه الحقيقة.
" حقا ، يا لها من راحة."
ابتسمت ووافقت ببساطة على ما قاله.
ثم شعرت بأن آريس ينظر إلي بحيرة.
"آه، أعتقد أننا ننسجم بشكل طبيعي مع هذا الشارع ، لقد اصبحنا مثلهم ."
أمال آريس رأسه قليلاً وقال بعدم موافقة : "لكنهم جميعا يمسكون بايدي بعضهم البعض."
" آها."
لقد كان قوله سخيفًا بعض الشيء لذا انفجرت من الضحك.
يا هذا ، إذا كنت تريد أن تمسك بيدي، فقط قلها.
"والآن، هل يمكننا أن نفعل مثلهم؟"
المرة الأولى كانت صعبة، لكن المرة الثانية ستكون اسهل.
مددت يدي له بلطف.
فقال آريس: "همف"، وأمسك بيدي بمكر.
أنا لست شخصية لديها أي حيل ملتوية في هذا المجال، و يبدو أن آريس قرر أن ينسى الحيل ويتبع قلبه فقط.
كيف يمكن لشخص مثله أن يتحمل حبه لي وانا أمامه لفترة طويلة؟
إذا كنت فضولية علي أن اسأل.
"ألم تقل أنك أحببتني منذ أول مرة رأيتني فيها؟"
"فعلتُ."
"ولكن لماذا لم تقل أي شيء طوال هذا الوقت؟"
أجاب آريس وهو ينظر إلي بعيون يبدو أن لديها الكثير لتقوله.
"سيستغرق الحديث عن ذلك وقتًا طويلاً، لذا سأخبرك عندما نصل إلى حانة النبيذ."
مشينا بهدوء حتى وصلنا إلى بار النبيذ.
من مدخل بيت الشاي أفروديت، شعرت بغرابة عند دخولي إلى حانة النبيذ المقابلة لبيت الشاي.
رفعت رأسي ونظرت إلى النافذة التي أجلس فيها دائمًا.
أعتقد أنه كان يستطيع رؤيتي جيدًا إذا كنت جالسة هناك الآن.
"بيانكا، هل ندخل؟"
"أه نعم."
قمت بسرعة بتقويم جسدي مرة أخرى واتبعت توجيهات آريس في حانة النبيذ.
وكزائر منتظم هنا، سرعان ما وجد مقعدًا وصعد إلى الطابق الثاني حتى دون أن يرشده أحد.
ربما لأنه كان مكاناً للشرب، على عكس المقاهي، كانت النوافذ مصنوعة من الزجاج الداكن بحيث لا يمكن رؤية الداخل من الخارج.
قديما كنت مشغولة جدًا بمشاهدة آريس وهو يدخل هذا المكان لدرجة أنني لم أكن مهتمة بالشكل الذي يبدو عليه مقهى النبيذ هذا.
"رجاء اجلسي هنا."
جلست على الأريكة في زاوية الطابق الثاني.
كان الجو مختلفًا بالتأكيد عن جو المقهى، حيث كانت هناك طاولات يصل ارتفاعها إلى الركبة تقريبًا.
عندما جلسنا، نظر الموظف إلى وجه آريس، وأومأ برأسه، وأخرج على الفور النبيذ الذي كان يستمتع به دائما
جلس آريس بجانبي:"هل يمكنك رؤية تلك النافذة من هنا؟"
عندما نظرت نحو طرف اصبعه الذي كان يشير إليه، تمكنت من رؤية الجانب الآخر من خلال النافذة الزجاجية الداكنة اللون.
ذلك المكان هو ...... ؟
بعد التحقق مما أمكنني رؤيته خارج النافذة، بدأ قلبي يرفرف ويصبح ساخنًا.
"نعم، أستطيع أن أرى ذلك جيدا."
هنا، في هذا المكان، كان آريس ينظر إليّ مباشرةً.
"لابد انك تعتقدين اني غبي."
ابتسم بمرارة وتمتم.
ولكن كيف يمكن أن أتهمه بأنه غبي؟ كنت أيضًا جالسة في المقهى أحاول رؤيته.
عندما لم أقل أي شيء، تنهد آريس بهدوء واستمر.
"لم تكن لدي الشجاعة، شعرت وكأنك تتجنبني عن قصد، حاولت أن أنظر إلى الوراء مرارًا وتكرارًا لأرى ما إذا كنت قد فعلت شيئًا خاطئًا دون علمي، لكنني لم أتمكن من معرفة ذلك ، ربما كنت تعتقدين أنني شخص يصعب الاقتراب منه ..... ".
لا أستطيع أن أقول لا.
كان دائمًا مثل فتى الاحلام في مكان مرتفع بالنسبة للشابات مثلي، و رجلاً لم يمنح أي فرصة لأي امرأة.
قلت بابتسامة طفيفة.
"لقد كنت فتى الاحلام للفتيات في عمري."
"لقد أخبرتك من قبل، انني لست شخصًا يتمتع بأخلاق جيدة حقًا."
حسنًا، لا أستطيع أن أتفق مع هذا أبدًا.
فهززت رأسي وأنكرت ما قاله.
"أوه، هذا ليس هو الحال بالتأكيد ، سبب شعبيتك الكبيرة بين السيدات هو أن لديك أخلاقًا ممتازة وحادة كالسيف."
ضحك آريس بضعف
"كان ذلك بسبب شخص ما، كنت آمل أنه إذا تمكنت من الوصول إلى هذا المستوى، فسوف أبدو لك شخصًا محترمًا ولم اهتم بأحد غيرك...".
ابتلع كلماته الأخيرة واستغرق لحظة لالتقاط أنفاسه.
"لم أكن شجاعًا أبدًا بما يكفي للاقتراب من شخص بدا انه يتجنبني. أنتِ من أجمل نساء المجتمع ، بالإضافة إلى، هناك الكثير من الأشخاص الذين يتمنون حبك."
أعتقد أننا كنا جبناء ومثقلين بمظهرنا لدرجة أننا شعرنا بالخوف واستسلمنا.
على الرغم من أنني أفتخر بكوني زهرة المجتمع، إلا أنني أعلم جيدًا أنني في الواقع لست شخصًا عظيمًا كما بخبرمي الآخرون .
كنت خائفة من أن يتم اكتشاف وجهي الحقيقي، لذلك قمت ببناء جدار حديدي قوي حولي، ولكن هل كان هذا هو الحال أيضًا؟
تحدثت إلى آريس باعتراف.
"صحيح أنني أردت أن أُلقب بزهرة العالم الاجتماعي، لكن هذا الامر بدا وكأنه مجاملة لجهودي، وشعرت عندما لقبت بهذا اللقب وكأنني قد تم الاعتراف بي على إنجازي العظيم، ومع ذلك، فأنا أعلم أكثر من أي شخص آخر أن ذاتي الداخلية ليست بهذه الروعة."
قد يكون آريس قادرًا على فهم مشاعري.
لأنه، مثلي، هو أيضًا شخص على قمة المجتمع.
حتى لو انتهى به الأمر مع ليا، ربما يمكننا أن نصبح أنا وهو صديقين مقربين يفهم كل منا مواقف الآخر.
بالطبع إذا كان من الممكن أن يكون الرجل والمرأة صديقين.
"أتمنى أن تعرفي من أنا حقًا، مرة أخرى، أنا لست شخصًا مهذبًا حقًا، لذا ظننت أنك ابتعدت عني أكثر بسبب مظهري المزيف.... "
في كلمات آريس، التي بدت غير عادلة، شعرت بشيء من التعاطف .
ابتسمت له ببراءة.
"أعتقد أننا يمكننا أن نفهم الصعوبات التي يواجهها بعضنا البعض بشكل أفضل."
" ... ".
أغلق فمه بنظرة مريرة إلى حد ما على وجهه.
أعتقد أنني أعرف السبب، لكني مازلت لا أستطيع قبول اعترافه.
على الأقل حتى ينتهي اليوم تمامًا واتأكد من أن «عمود» الرواية لن يظهر.
أعلم في ذهني أنه لا توجد إمكانية لظهور "العمود"، لكن لماذا يستمر حدسي في القلق؟ وكان هذا هو السبب وراء عدم تمكني من إعطاء إجابة لآريس الآن.
لكن آريس كان صبورا ولم يحثني على ذلك.
بمجرد النظر إلى هذا، تمكنت من إلقاء نظرة عليه أنه كان في الواقع شخصًا محترمًا للغاية، تمامًا كما يعرفه بقية العالم.
قال وهو يبتسم لي بهدوء.
"بصراحة، شعرت بالارتياح عندما كشفت عن مشاعري لك بالصدفة، فليست هناك حاجة لإخفاء مشاعري الان، وفي الواقع، أتساءل لماذا لم أعترف بهذه الطريقة منذ وقت طويل."
أصبح قلبي معقدًا من كلامه.
ربما السبب في عدم قدرته على الاعتراف لم يكن بسبب افتقاره إلى الشجاعة.
ولكن بسبب أحداث الرواية التي تجعلني معجبة به.
من ناحية أخرى، كشخص سمع حقيقة هذا العالم من "الكاتبة"، أعتقد أنه من حسن الحظ أنني لم أعترف له بذلك مبكرا.
لكن ماذا لو كشف لها على عجل عن مشاعره الحقيقية وبدأت تحبه، ولكن بعد ذلك ظهرت ليا واصبح قلبه لها في لحظة؟ ربما لن أتمكن من تحمل هذا الوضع.
ولكن هناك أيضًا أشياء جيدة في معرفة مشاعره الحقيقية.
فبفضل اعترافه يمكنني الحصول على يوم سعيد مثل هذا اليوم.
الإمساك بيد الشخص الذي أحبه، والمشي بشكل طبيعي معه بين الناس، ومشاهدة العرض بينما أشعر أنه يراقبني، والجلوس بجانب بعضنا البعض وتقديمه كأس من النبيذ لي، كل هذا بفضل شجاعة آريس .
أنا ممتنة بما فيه الكفاية لأنني مررت بهذه التجربة التي طالما حلمت بها.
تحول ضوء الشمس خارج النافذة إلى اللون الأحمر، وأصبحت الظلال مائلة تمامًا.
قال آريس دون أن يخفي خيبة أمله.
"الشمس تغيب."
بدأ قلبي ينبض بطريقة مختلفة.
والآن، إذا صمدت لفترة أطول قليلاً، فسوف يمر اليوم دون ظهور "عمود" الرواية!
لا أعرف كيف تقبل وجهي القاسي، لكنه مد يده لي بابتسامة عميقة.
"سأوصلك إلى هناك قبل أن يحل الظلام ، إنها مسافة طويلة سيرًا على الأقدام إلى مكان ركن العربة، لذا من الأفضل أن ننهض الآن."
أومأت برأسي محاولاً تهدئة قلبي الذي ينبض بعنف.
من الطبيعي أن يأخذ آريس يدي ويخرج من الحانة.
في الاتجاه المعاكس للمكان الذي أتينا منه سابقًا، بدأنا بالسير نحو الساحة.
لم يقل أي منا شيئًا وسرنا في الشارع ممسكين بأيديهم بهدوء.
بعد المشي بهذه الطريقة لفترة من الوقت، سألني آريس بصوت قلق.
"بيانكا؟ هل أنت على ما يرام؟ بشرتك شاحبة."
"اه انت بخير ، أعتقد أن هذا لأنني متعبة."
كانت الشمس لا تزال تغرب في الشوارع، لكن الغسق لم يكن قد اتى بعد.
لماذا يمر اليوم ببطء شديد؟
عند رؤية المسرح من بعيد، يبدو وكأننا دخلنا ساحة.
كانت يدي تتعرق من التوتر المتزايد مع مرور الوقت.
"بيانكا؟ هل أنت بخير حقًا؟ أعتقد أننا يجب أن نرتاح هنا قليلاً."
"لا لا ، فقط لنذهب بسرعة إلى مكان الركنة ."
أتمنى أن يغمى علي الآن، وافتح عيني، ليأتي الغد فورا.
لم يكن لدي أي فكرة أن الشعور بمرور الوقت، واحدًا تلو الآخر، سيكون بطيئا إلى هذا الحد.
ثم، في ساحة مليئة بالناس، اصطدمت بشخص ما مرة أخرى.
"اللعنو!"
وبسبب ظهور "العمود" كان قلبي ينبض بقوة وكنت متوترة ،
فلم أتمكن من تحمل قوة الاصطدام وتيبست ساقاي.
وبينما كنت على وشك السقوط للأمام بين الناس، لف آريس ذراعيه بسرعة حول خصري وامسكني.
"بيانكا!"
آه، أستطيع أن أشعر برائحته مرة أخرى.
وقبل أن أدرك ذلك، كانت أذرع آريس القوية تمسك بي بإحكام.
عندما رفعت الجزء العلوي من جسدي المائل، فلف ذراعيه بشكل طبيعي حول خصري فاصبح مقابلة له.
"آه.... ".
رأيت وجهي ينعكس في عينيه البنيتين الذهبيتين. لقد كنت قريبة جدًا منه لدرجة أنني شعرت بأنفاسه .
دق قلبي بصوت عال.
اختفت جميع الأصوات المحيطة، وببطء شديد تمكنت من رؤية شكل شفتيه وهو بسأل عما إذا كنت بخير.
وكأن الزمن قد توقف، و توقفت أنا أيضًا.
وفي تلك اللحظة.
"آريس ... ؟ بيانكا؟"
عدت إلى الواقع في تلك اللحظة عندما سمعت صوتًا يتمتم بعدم تصديق.
نظرتي التي ركزت على آريس وجهة نحز صاحبة الصوت.
"ريا ساتورنوس.... ".
لقد تمتمت باسمها دون أن أدرك ذلك.
في ذلك الوقت ترددت الكلمات التي قالتها "المؤلفة" في ذهني.
"تدرك ليا مشاعرها الخاصة بآريس بينما تستمتع بمهرجان أزهار الكرز !
فقط عندما كانت تستمتع بالمهرجان معًا أدركت أنها تحب آريس.
"الركائز" المهمة للرواية لا بد أن تظهر على أية حال."
"لا يوجد شيء يمكنك القيام به فاستخدام "عمود" لا يوجد مكان للالإرادة!"
وبينما كنت أفكر في كلام «الكاتبة»، تلعثمت ليا وتحدثت إلينا بتعبير حائر:
"أوه، مهلا .... لماذا انتم معا..... ماذا يوجد بينكم...... ؟ "
أصابتني صدمة كبيرة، مثل مطرقة كبيرة تضرب مؤخرة رأسي.
****
لا تنسوا التعليقات و النجوم والمتابعة
قراءة ممتعة
~~♡~~