عودة فاينا

By Medusa_Morae

2.8M 117K 55.5K

"هل تعتقد أنك قوي لمحاربتك بعض البشر؟.. فقط جرب محاربة أفكارك مثلي" -فاينا فيدور نيكولاييف. ♠ ♠ ♠ ♠ ♠ ♠ في عا... More

الشخصيات الرئيسية
الفصل الأول "كوابيس"
الفصل الثاني "الأمل الضائع"
الفصل الثالث "خيبة أمل"
الفصل الرابع "الحفل"
الفصل الخامس "ترحيب مبهر"
الفصل السادس "باعت جسدها؟"
الفصل السابع "ال DNA لا يصنع العائلة"
الفصل الثامن "رصاصة!"
الفصل التاسع "إيما!؟"
الفصل العاشر "لما لا ننم سوياً؟"
الفصل الحادي عشر "مشاعر مبعثرة"
الفصل الثاني عشر"الحقيقة"
الفصل الثالث عشر "وغد متملك لعين"
الفصل الرابع عشر "ميت لا محالة"
الفصل الخامس عشر "قاتلة رحيمة؟"
الفصل السادس عشر "صفعة"
الفصل السابع عشر "بيتروڤ إيجور"
الفصل الثامن عشر "قُبلة"
الفصل التاسع عشر "موعد غرامي مع المافيا"
الفصل العشرون "غيرة قاتلة"
إقتباس "الوداع يا حبي"
الفصل الواحد والعشرون "عاهرة"
الفصل الثاني والعشرون "فضيحة؟"
الفصل الثالث والعشرون "جاسوسة؟"
الفصل الرابع والعشرون "مكر أنثى"
الفصل الخامس والعشرون "آل نيكولاييف"
الفصل السادس والعشرون "مارسيل؟"
الفصل السابع والعشرون "ظـل القمـر"
إقتباس "القاعدة رقم واحد: لا تثق بأحد"
الفصل الثامن والعشرون "هروب مُرتجل"
الفصل التاسع والعشرون "كريستوفر فونيكس"
الفصل الثلاثون "طباخ السم يتذوقه"
الفصل الحادي والثلاثون "هدوء ما قبل العاصفة"
إقتباس "لأني وقعت بحبك..."
الفصل الثاني والثلاثون "إبتزاز عاطفي"
الفصل الثالث والثلاثون "فقط لأجلك"
الفصل الرابع والثلاثون "تملك مُخيف"
الفصل الخامس والثلاثون "كـارثـة!"
الفصل السادس والثلاثون "الوجه الآخر"
الفصل السابع والثلاثون "كـرم فريـد مـن نوعـه"
الفصل الثامن والثلاثون "نبش في المـاضي"
الفصل التاسع والثلاثون "صداقة بنكهة الموت"
الفصل الأربعون "أخوية المُسوخ"
الفصل الواحد والأربعون "كراسيفا"
الفصل الثاني والأربعون "هدية وكرم ضيافة"
الفصل الثالث والأربعون "فريا سوليفان"
الفصل الرابع والأربعون "صلاة وتضرع للرب"
الفصل الخامس والأربعون "هدية ثمينة للغاية"
شروط الفصول...
الفصل السادس والأربعون "ذكريات ضائعة"
الفصل السابع والأربعون "آباء وقسم الدماء"
الفصل الثامن والأربعون "بيكاسو ولوحة المعاناة"
الفصل التاسع والأربعون "أساطير الموت وعرش الدماء"
الفصل الخمسون "فاينا فريدريك فونيكس"
الفصل الواحد والخمسون "عباءة الفجور وعدالتها المُلتوية"
الفصل الثاني والخمسون "عقدة الذنب ونذر بالهلاك"
الفصل الثالث والخمسون "رفاهية الموت والسراب الملعون"
الفصل الرابع والخمسون "الجراند ماستر"
اقتباس من الفصل القادم 🤍
الفصل الخامس والخمسون "لعنة الأفكار التي لا تموت... أبدًا!"
أين يمكن ايجادي 🤫🤗
الفصل السادس والخمسون "قتل ثلاثة طيور بحجر واحد!"
إقتباس "لقد فقدت نفسي.."
الفصل السابع والخمسون "دموع في الظلام"
إقتباس من الفصل القادم.. "فن مواساة الزوجة ١٠١"
الفصل الثامن والخمسون "الخيانة تجري في الدماء"
الفصل التاسع والخمسون "في ظل الضغائن القديمة"
إقتباس من الفصل القادم... "إنه ملكي"
الفصل الستـون "مائدة من الجحيم"
الفصل الواحد والستون "في غياهب الماضي"
الفصل الثاني والستـون "غـرام القـديس"
إلى قرائي الأعزاء... يكفي!
الفصل الرابع والستـون "العنقاء والغرفة الحمراء"
إقتباس من الفصل القادم - كأس الغيـرة
الفصل الخامس والستون "جنون على حافة النصل"
الفصل السادس والستون "مناورة الأشقاء"
إقتباس من الفصل القادم.. "عصير التفاح"
الفصل السابع والستون "نذير بالرحيل"
الفصل الثامن والستـون "الاسم ألكساندر.. حامي العائلة"

الفصل الثالث والستـون "سيمفونية الرغبة والمـوت"

27.7K 1.4K 1.2K
By Medusa_Morae

لا تنسوا أشقائنا الفلسطينيين من دعائكم 🫶🏻❤️🥹

*شروط الفصل وهي انه يوصل لـ ١٠٠٠ تصويت و ١٠٠٠ تعليق*

فصل ٨٩٠٠ كلمة صافي بدون حسب الفواصل بين المشاهد ❤️

 هاتوا أي مشروب ساخن تحبوه وأستمتعوا بالقراءة ومتنسوش التعليق بين الفقرات ❤️

هتلاقوني علي تيك توك واليوتيوب باسم: Medusa_Morae

 وعلي تيليجرام وفيسبوك باسم: روايات نرمين عصام

وعلى انستاجرام: Medusa.Morae

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

"يجب أن تعرفي، أنني لا أستطيع أن أتذكر الوقت الذي لم أحبك فيه، ولا أعتقد أن مثل هذا الوقت موجود على الإطلاق"

{في قصر آل فونيكس بلندن؛ بريطانيا}

 ""وعندما كانت يديه علي، تخيلت أنك أنت من تلمسني يا فريدريك".

"حبً بالله اخرسي انتي لستي بواعية بما تتفوهين به!!" اردف من بين اسنانه في سخط لما يسمعه ولكنها فقط تابعت بتحدي: كلا، لن أصمت؛ أنا أحبك يا فريدريك! أحبك بشدة لدرجة تؤلم قلبي…

أنهت حديثها دون أن تعطيه فرصة للحديث، إذ أمسكت بذراعه وهي ترمي بثقل جسمها على السرير خلفها، مما أدى إلى سقوطها وسقوطه فوقها من حركتها المفاجئة.

"ماذا بحق خالق الجحيم يا هيلين!" زمجر بغضب وهو يحاول النهوض من عليها؛ لكنها فاجأته وطوقت خسره بساقيها تتشبث به بكل ما أوتيت من قوة ليلتفت نحوها بأعين تقدح شرًا لتستغل الفرصة على الفور وتحمل وجهه بين يديها وقبل أن تتاح له الفرصة للتحدث وربما نهرها على فعلتها… كانت شفتيها على شفتيه تقبله!"

قبلته لثانية؛ لثانية واحدة فقط قبل أن يقبض على فخذيها بأصابعه في أقصى همجية، لتصرخ من الألم تاركة فمه وهي تشعر بأصابعه تحفر ثقوباً في لحمها.

ولم تكد تستعيد رباطة جأشها حتى وجدته ينهض من فوقها، فاستقامت بسرعة في محاولة للإمساك به مرة أخرى، لكن هذه المرة؛ لم تقابل الرجل الغاضب الذي يوبخها على فسوقها، بل قُوبلت بظهر يده يرتطم بخدها بعنف شديد، مما جعلها تشهق من الألم المفاجئ وهي تسقط مرة أخرى على الفراش بينما يمتلئ فمها بطعم الصدى من فمها الذي أخذ ينزف من قوة صفعته عليها.

عانقت خدها براحة يدها وهي تلتفت نحوه ببطء بينما تحاول تهدئة خدها المحترق من صفعته، لترى الشيء الذي خلع قلبها من بين ضلوعها ومزقه إربًا!

فلم يكن ابتعاده عنها ولا صفعه لها بقسوة رؤيتها له وهو يبصق على الأرض ويمسح فمه بظهر يده وكأنه يتخلص من شيء مقزز!

كان يتخلص من آثار قبلتها التي لم تستمر إلا لثانية واحدة!

"فريد..." قالت بصدمة من فعله، وعيناها ممتلئتان بالدموع التي تهدد بالسقوط في أي لحظة.. لكن فريدريك لم يمنحها الفرصة لتقول المزيد، إذ هز رأسه وقاطعها بهدير أرعبها: لقد فقدتي عقلك بالتأكيد! كيف تجرؤين على تقبيلي عنوًة!!

"لقد فقدت عقلي لأنني أحببتك!" صرخت به بغضب قبل أن تنهض من على الفراش منفعلة، متجاهلة الصداع الذي بدأ ينبض في رأسها نتيجة صفعته الهمجية لها، وهي واقفة أمامه وجهًا لوجه، والدموع تنهمر على خديها، أثناء متابعتها صارخة باستنكار شديد: بصقت على الأرض لمجرد أنني قبلتك!!

"صوتك يا امرأة!" زمجر وهو يمد يده ممسكاً فكها بين أصابعه الغليظة، وهو يتابع بغضب جليّ: أحمدي ربك أني رضيت بالبصق على الأرض بدلاً من تشويه وجهك!

كانت تكافح تحت قبضته بينما استمرت دموعها في التساقط وهي تستمع إلى كلماته الجارحة؛ وللحظة؛ للحظة، لم ترى فريدريك باعتباره الرجل الحنون والمراعي الذي رأته مع روز.. بل رأت التعبير الأكثر اشمئزازًا على وجهه، كما لو كانت مجرد قذارة!

"لماذا كل هذا الإشمئزاز يا فريدريك؟" سألته بصعوبة وحزن من أسفل قبضته بينما امتدت إحدى يديها لتمسك بيده التي تعتصر فكها عصرًا ليقوم بنفض يده بعيدًا بمجرد أن لامست أصابعها بشرته. 

نفوره منها دفعها إلى الجنون! كيف يمكنه أن يعاملها بمثل هذه الطريقة!! فيما أجرمت ليعاملها هكذا!

"هل أخطأت بأني أحببتك؟!" صرخت به قبل أن تتقدم خطوة منه قائلة وهي تحاول احتضان وجهه: لماذا تعاملني بهذا الاشمئزاز وكأن حبي لك خطيئة!

لكن قبل أن تلمس يديها وجهه، كان يمسك بمعصميها يضغط عليهما بقبضته، وقال من بين أسنانه باشمئزاز شديد: نعم، لقد ارتكبتي خطأً كبيراً عندما وقعتي في حبي!

"هل هذا بسبب ماضيي؟" شهقت وهي تتساءل عن سبب اشمئزازه منها، ليقابلها صمت فريدريك للحظات قبل أن يفك قيود يديها لتحتضنها إلى صدرها بينما تقوم بتدليك معصميها في محاولة لتخفيف آلام عنفه ضدها.

"أجب يا فريدريك! قل لي الحقيقة! هل تُحاسبني على ماضٍ لم أتمكن من اختياره؟ هل تحاسبني على أب ألقى بي في حفرة من الجحيم وأم لم تحبني أبدًا؟ " سألت بإلحاح، وصوتها يتصدع من الألم عندما رأت ماضيها القذر يقف في الطريق بينها وبين الرجل الذي تحبه!

"مشكلتي ليست مع ماضيكي يا هيلين!" أخبرها بانفعال ثم أخذ نفسًا عميقًا من أنفه قبل أن يكمل بهدوء محاولًا السيطرة على الموقف والتعامل بصبر، رغم أنه أراد وبشدة أن يفرغ مسدسه بها بسبب جرأتها على تقبيله: خطيئتك هنا؛ هي أنكي وقعتي في حب رجل متزوج، وله عائلة، ويحب التراب الذي تدوس عليه زوجته! خطيئتك أنك رميتي شباكك على رجل لم يكن ولن يكون ملكك!

كانت كلماته تقتلها؛ إنها تعرف مدى حبه لعائلته، لكن ماذا تفعل بقلبها الذي سقط صريع حبه؟

خطت نحوه خطوة وهي تجفف دموعها قبل أن تبتسم ابتسامة لم تصل إلى عينيها وهي تقول له في محاولة تصليح الموقف: أعرف أعرف أنك تحب عائلتك...ولكني أحبك… قلبي ليس بيدي يا فريدريك...

نظر إليها جانبًا وهو يستمع إلى هذا الهراء من وجهة نظره، وبمجرد أن همّ بالرد، هزت رأسها عدة مرات وهي تتابع بنبرة مُلحة: لا بأس لدي بأن أحظى بمكانة العشيقة لديك… أن تبقى علاقتنا سرًا… طالما سأكون معك… ليس لدي أي مشكلة في الكيفية…

ثم خطت خطوة أخرى لتقف أمامه قبل أن ترمي بنفسها عليه وتحتضنه بكل قوتها وهي تتابع بتوسل شديد: أرجوك لا تدفعني بعيدًا.. فقط حاول.. جربني الليلة.. سأظهر لك كم أعشقك... وأقسم أنه لن يعلم بذلك أحد... ولا أحد!

"أجربك؟" كرر كلمتها تلك على وجه الخصوص، لتأومئ برأسها عدة مرات، ولا تزال تريح وجهها على صدره.

وما أن ظنت أنه يشاور نفسه بخصوصها، فهو لم ينفر منها ويدفعها بعيدًا مثل المرات السابقة، ابتسمت بارتياح وهي تدير رأسها لتقبل صدره من فوق ملابسه، ولكن بمجرد أن لمست شفتيها صدره، تأوهت بصوت عالٍ من الألم عندما شعرت بخصلات شعرها تكاد تنتزع من مكانها وبصق قوله في وجهها بمنتهى الاشمئزاز: 

"كنت أحاول أن أحترمك وأراعي مرحلة المراهقة المتأخرة التي تمرين بها! ولكن العاهـ.ـرة ستبقى عاهـ.ـرة!"

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ١٠٠٠ تعليق و ١٠٠٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم بإذن الله قريبًا… رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب ولا أرقام أو أي تعليق ليس له معنى ولا يخص الرواية لأن هذه التعليقات لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅

{في حمام غرفة فاينا بقصر آل نيكولاييف بموسكو؛ روسيا}

تشبثت أكثر بنفسي، بحثا عن العزاء في احتضانها لذاتها وابتسامة حزينة تسحب زوايا شفتيها بينما تومض صورة أمام عقلها، تذكرها بالمشهد عندما وقف منتصبا وتركها وحدها في العناق البارد لحوض الاستحمام الفارغ.

كانت هذه هي المرة الأولى التي ينأى فيها بنفسه عنها، والمرة الأولى التي يصمت فيها في حوار يدور بينهما، والمرة الأولى التي يدير فيها ظهره لها.

وبقيت هناك في الماء البارد، لم تتحرك، ولم تنظر إلى الوراء، بل بقيت هناك، تحتضن نفسها، تستشعر برودة الماء من حولها، لكن تلك البرودة لا شيء مقارنة بالبرودة التي كانت تنمو بداخلها مع الثواني التي تمر عليها هناك وهي تعلم أنه ربما يكون ألكساندر قد غادرها للتو.

الثواني التي قضتها بمفردها في حوض الاستحمام؛ كانت واحدة من أطول الأوقات وأكثرها وحدة في حياتها، إنه لأمرًا غريبًا للغاية أن يتركك شخص واحد فقط، مُعطيك ظهره، قد يجعلك تشعر وكأنه أخذ حياتك بأكملها معه في ثانية واحدة فقط!

ومعرفتها بأنها كانت مخطئة بكذبها، لم يجعلها تشعر إلا بالسوء أكثر خصوصًا أنها ليس بيدها أي شيء آخر لتفعله في هذه اللحظة.. لقد شعرت بالعجز كما لو كانت مشلولة لدرجة أنها لا تستطيع فعل أي شيء آخر عوضًا عن البقاء هناك، تنظر للأفق البعيد بأفكارها ولا ترى إلا نتيجة كذبها ووحدتها…

"هل ستبقين هناك لفترة أطول؟"

دعاها ذلك الصوت الرجولي العميق ليقطع أفكارها السوداوية التي كانت تنهش بروحها، وجعلها تتفاعل على الفور معه وهي تلتفت سريعًا للنظر نحو مصدر الصوت، والذي كان ألكساندر، واقفًا مهيمنًا عليها بطول قامته، ينظر إليها بعينيه الجميلتين الباردتين.

صدمت بتواجده وكان ارتباكها مما يحدث مكتوبًا على قسمات وجهها وهي تمعن النظر إليه بعينيها التي تتحرك ببطء بينما تخفض نظراتها على جسده لترى أنه عارٍ تمامًا إلا من هاتين المنشفتين، واحدة حول كتفيه، انخفضت نظراتها أكثر وتعلقت بتلك العضلات المنحوتة بجذعه العلوي لتبتلع لعابها مبللة حلقها الجاف بينما تخفض أنظارها أكثر لترى أن المنشفة الأخرى ملفوفة حول خصره.

كانت مصدومة، مصدومة ومرتبكة، وحقًا لا تعرف متى أو كيف خلع كل ملابسه ولف نفسه بهذه المناشف دون أن تسمع حتى، أم أنها ضائعة في أفكارها لدرجة أنها لم تسمع لما يفعله؟

"أنت" بدأت وصوتها يرتجف قليلاً بينما كانت المفاجأة تملأ عينيها الزرقاوين التي بها لمحة من اللون الأخضر، قبل أن تبدأ مرة أخرى أثناء محاولتها التحدث بصوت أكثر هدوءًا لاحتواء دهشتها بالموقف برمته وكيف انقلبت الأحداث بقولها متسائلًة: أنت.. لم ترحل؟

"بدونك؟" أجابها على الفور، وكأن ذلك أبسط شيء على الإطلاق، وكأنها تسأله كم الساعة!

إجابته الفورية فاجأتها.. خاصةً، مع الطريقة التي كانت تفكر بها قبل ثوانٍ أو دقائق أنه ربما تركها، عقدت حاجبيها بخفة وهي تشعر بأنها عقلها لا يستوعب ماهية ما يحدث الآن، ألم يتركها؟ ألم يستقيم دون أن ينبث ببنت شفة؟ إذًا لماذا يجيبها بهذا الشكل الآن؟

لقد كانت تشعر بالضياع، بالضياع الشديد.

"اعتقدت أنك رحلت" صارحته وصوتها بالكاد يفوق الهمس، ليجيبها مرة أخرى على الفور بنفس الإجابة ولكن استنكاره الشديد كان واضحًا في لهجته هذه المرة: بربك فاينا؛ هل قد أرحل يومًا بدونك؟

شيء ما في استنكاره الشديد لمس قلبها مباشرًة، ومع ذلك، كانت لا تزال لا تستوعب لماذا استقام بهذا الشكل إذا لم يكن الرحيل غايته، لذلك؛ واجهته هذه المرة وسألته بصوت أهدأ بعد أن هدأت من روعها قليلاً: إذًا؛ لماذا استقمت فجأة وخرجت من حوض الاستحمام.. وتركتني وحدي؟

شددت على جملة "تركتني وحدي"، وصوتها في هذه الكلمتين تحديداً كان يحمل نبرة جرح لم تستطع احتواءها، لتراه يجيبها برفع حاجبه الأيسر متابعًا باستنكار: هل ظننتي حقاً أنني تركتك هنا وحدكي؟

أجاب وهو يهز كتفيه وكأنه لا يصدق أنها فكرت في شيء كهذا في المقام الأول، مما جعلها تتجهم بضيق من عدم فهمها لما يحدث حولها بينما تساءلت مباشرًة في محاولة للبحث عن أجوبة تحل لغز رحيله قبل دقائق: إذًا، لماذا تركت حوض الاستحمام في المقام الأول يا ألكساندر؟

"فاينا، لماذا تعتقدين أنني قد تركتك وحدك؟" تساءل بتعجب مزيف قبل أن يكمل وهو يضيق بعينيه عليها قليلاً بقوله: أم أنكي تشعرين بالذنب تجاه شيء ما لا أعرفه؛ هو ما يجعلك تظنين شيئًا كهذا؟

 سأل بصوت أكثر حزمًا مما جعلها تشعر وكأنه يستجوبها مرة أخرى.. كلا، ليس مجرد شعور، بل كانت متأكدة من ذلك خصوصًا مع طريقة طرحه للسؤال واختياره مرادفاته المعنية بدقة.. لكنها قررت أنها لن تمضي في الأمر أبعد من ذلك، وسوف تتصرف كما لو كانت غافلة عما كان يقصده.

وهذا تمامًا ما فعلته أثناء هز رأسها يمينًا ويسارًا والإجابة ببراءة، حسنًا، لم تكن براءة حقيقية، بل كانت أشبه بالعرض، أو قناعًا لإخفاء إرتباكها وحزنها خلفه.

 "لا" بدأت بصوت قوي ليس فيه ما يشير إلى إرتباكها قبل أن تتابع بصوت أكثر ترويضًا: لماذا قد أشعر بالذنب في المقام الأول يا ألكساندر؟ لماذا تعتقد شيئًا كهذا؟

ألقت سؤاله عليه مرة أخرى، مستخدمة كلمات مطابقة لما استخدمها، وكأنها لا تعرف لماذا ستشعر بالذنب، بينما تنظر بداخل عينيه ببراءة مصطنعة.

وبعد ثانيتين أو أكثر، لم تستطع حمل ثقل التواصل البصري بينهما وبدأت تنظر بعيدًا، هربًا من نظراته، من عينيه التي كانت تطلب منها أن تنهي هذا الهراء، وقالت بإرتباك طفيف يكاد لا يُلاحظ: أتعلم؛ ربما الشيء الوحيد الذي أشعر بالذنب بسببه هو عدم تذكرك..

قالت وهي لا تزال تتجنب النظر في عينيه قبل أن تكمل بتنهيدة طويلة صادرة من أعماقها، ولا، لم تكن تنهيدة حنين كما تُظهر، بل كانت تنهيدة إرتباك لم تستطع كبحها: ولكنني أتمنى أن أستعيد في يوم من الأيام كل ذكرياتي عنك، عن عائلتي، عن أصدقائي وإخوتي..

ثم نظرت إليه مرة أخرى، في أعماق عينيه، وهي تتابع قائلة تلك الكلمات بقلب حزين ونفس خائفة: ربما يومًا ما سأعرف ألكساندر الصغير، تمامًا كما تتذكر أنت فاينا الصغيرة..

ونعم، لقد تلاعبت بكلماتها، ووضعتها في الأماكن الصحيحة، ضاربة إياه في الأماكن المعنية تمامًا!

نعم، كانت حزينة.. نعم، كانت خائفة.. ونعم، كانت تستغل الموقف برمته!

هكذا عقلها المحامي يعمل دائمًا لصالحها بشكل خاص في مثل هذه المواقف، لأن عقلها لديه آليته الخاصة، الآلية التي أنقذتها منذ سنوات وسنوات، مرارًا وتكرارًا.

آلية البقاء!

إنها تحاول أن تجعله يشعر بالذنب لأنه دفعها للحديث عن شيء لا تتذكره ومن الواضح أنها حزينة لأنها لا تتذكره.. موضوع حساس من الأفضل تجنبه وعدم التحدث فيه أكثر.

نعم، لقد كانت تقلب الطاولة عليه!

أما ألكساندر فلم يكن بمغفلًا؛ لقد كان يعرف بالضبط ما كانت تفعله، وكانت دماؤه تغلي بداخل عروقه وهو يستمع لها تسترسل بهذه الكلمات، وهو لا يدرى كم عدد هذه المرة التي تحاول فيها استغلاله عاطفيًا!

وهو حقًا لم يكن ينوي الإنخراط في أيًا من هذه الألعاب الذهنية والتلاعب بالكلمات التي تتقنها فاينا حقًا، لذلك؛ وعلى الرغم من رغبته في الصراخ الشديد في وجهها، إلا أنه سألها بصوت أكثر حزمًا في إشارة إلى أنه لم يعد مستعدًا لأي ألعاب بعد الآن: إذًا لماذا فكرتي في شيء كهذا في المقام الأول؟

كان يتحدث عن ظنها أنه تركها في حوض الاستحمام بمفردها، متعمدًا تجاهل كل حديثها السابق متعهدًا بداخله لئلا يترك لمشاعره زمام الأمور مهما حدث ومهما ضربت على أوصال قلبه بمطرقة كلماتها الجارحة، نعم، كلماتها كانت تجرح ألكساندر العاشق الولهان تمامًا كما حدث بالغرفة وهي تبكي بين ذراعيه كاذبة!

بعد تساؤله هذا أسر عينا فاينا بعينيه الصارمة فلم تستطع أن تزحزح عينيها عنه حتى وهي ترغب في ذلك وبشدة!

رباه! كانت تحاول قلب الطاولة عليه لتراه ترك الطاولة منذ زمن!

وبينما كانت عينيها مُعلقة بعينيه؛ لم تستطع فاينا ألا ترى مدى جمال تلك الأقداح من العسل.. عسل يشوبه ما يومض أمامها مباشرًة داخلهما، لقد كان يومض خلف عينيه التي وعلى الرغم من إفتتانها بهما؛ أستطاعت أن ترى بهما ما هو أبعد من الصرامة والجمال، وإذا كانت قد رأت بشكل صحيح، فلقد رأت زوبعة من العواطف القوية تعصف بعينيه واحدة تلو الأخرى.. لقد كان هناك غضب، جنون، خيانة، حزن إحباط ثم برودة تامة كما لو كانت تلك الأعين لا تمت بصلة للأعين التي عصفت بها تلك المشاعر المتناقضة!

ما رأته داخل عينيه في تلك اللحظات المعدودة هزها حتى النخاع، خصوصًا؛ عندما نمت عيناه بالبرود!.. ولكنها أبقت فمها مغلقًا، وكأنها لم تستوعب ما رأته، لم تتساءل، لم تتحدث، فمن الأفضل أن تظل هادئًا وتدرس الموقف، كل تلميح، كل حركة، بدلاً من الانجراف في التعبير عما تشعر به حقًا.

من الجيد دائمًا أن يكون لديك تكتيكات لسلوكك، خاصةً عندما تكون تخفي شيئًا ما.

وبعد توقف طويل بينهما كلاهما يدرس تصرفات الآخر، بينما كانا ينظران إلى بعضهما البعض تاركين أعينهما تتحدث، فقالت لها أعين ألكساندر "كيف تجرؤين على خيانتي بهذه الطريقة!؟" بينما أعتذرت هي منه بصمت، مُلقية عليه نظرة عاجزة لأنه لا يوجد شيء آخر يمكنها أن تفعله في هذه اللحظة!

وعندما طال الصمت بينهما، واصل ألكساندر شرح نفسه بصوت أكثر هدوءًا، محاولًا وضع حد لهذا الحديث لأنه تيقن من حديثه معها أنها لن تقول الحقيقة، وهو يريد في هذه اللحظة أن تنتهي المحادثة حتى يتمكن من التفكير بشكل أكثر وضوحًا فيما سيفعله بعد ذلك، خصوصًا مع إلتزام فاينا الصمت وكأنها لم تفهم ما يرمي إليه بحديثه: لقد أحضرت لكي منشفة لأنني رأيت أن أصابعك قد بدأت تتجعد، لربما أنكي قضيتي الكثير من الوقت في الماء وأعتقد أنه حان وقت خروجك من حوض الاستحمام..

ثم أخذ نفساً عميقاً قبل أن يقول آخر كلماته بأقصى درجات من الكذب المبهم: لهذا السبب تركتك بمفردك.

عندما أخبرها عن تجعد أصابعها بسبب قضاء الكثير من الوقت في حوض الاستحمام، بسطت يدها أمام عينيها وألقت نظرة فاحصة.. ونعم، كانت أصابعها متجعدة بالفعل، ولكن شيئًا ما في إجابته لم يكن مُريحًا، فعلى الرغم من أن الأمر كان منطقيًا حقًا، لكنها شعرت أن هناك شيئًا ما يختبئ خلف كلماته الأخيرة بينما استمر ألكساندر بصوت عميق ومظلم يفتقر إلى التعاطف ولم يحاول حتى إخفاء جفاءه: لقد أخبرتك أنني لن أسامحك إذا كنتي تكذبين علي.. وأنتي نظرتي داخل عيني وأخبرتيني أنكي لا تتذكرينني..

صمت لوهلة قبل أن يقوس شفتيه في عبوس طفيف قبل متابعته برفع حاجبيه بصوت أكثر هدوءًا مُصرحًا: نعم، يجب أن أقول، أن هذا ليس الجواب الذي كنت أنتظره، لكن هذا لا يعني أنكي تكذبين.. أليس كذلك يا فاينا؟

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ١٠٠٠ تعليق و ١٠٠٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم بإذن الله قريبًا… رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب ولا أرقام أو أي تعليق ليس له معنى ولا يخص الرواية لأن هذه التعليقات لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅

{في مكان مجهول بقصر آل نيكولاييف بموسكو؛ روسيا}

كان هذا الرجل يجلس على ذلك المقعد الحديدي، مقيدًا بسلاسل حديدية شلت حركته تمامًا، بينما وجهه مغطى بهذا الكيس القماشي الأحمر، مما يحجب رؤيته تمامًا.

كان هناك، صامتًا، هادئًا، بلا حراك، حتى سمع صوت صرير قوي يرجح أنه جاء من فتح باب صدئ جدًا، أعقبه صوت خطوات بعيدة كانت تقترب أكثر فأكثر من مكانه، كل هذا وهو لا يتحرك، يتابع الوضع بحاسة السمع فقط.

أستمع لتلك الخطوات مرة أخرى مصحوبة بشيء يتم جره على الأرض، يبدو الأمر وكأن شيء معدتي يحتك بالصخر، قبل أن يهدأ كل شيء مرة واحدة.

ابتلع لعابه في ترقب، مدركًا تمامًا أنه لم يكن وحيدًا رغم هذا الصمت المميت.

استمر هذا الصمت، وهو يحاول اكتشاف ما يحدث حوله في هذا السكون القاتل، لكن دون جدوى.. لم يكن هناك صوت يدل على وجود أي شيء، رغم يقينه بوجود من حوله، فهو يشعر بوجودهم، إلا أنهم قرروا الصمت فقط.

وبعد لحظات اخترقت تلك الرائحة أنفه.. رائحة السجائر.. لقد كانوا يلعبون على أعصابه ويضغطون عليه.. كان يعلم ذلك جيدًا، ولكن بالنسبة له أن يكون هو الشخص الذي يَفعل ذلك للآخرين مختلفًا تمامًا عن كونه الشخص الذي يُفعل ذلك به!

وبعد صمت بدا وكأنه سيستمر إلى أجل غير مسمى؛ استمع إلى تلك الفرقعة التي جاءت من أمامه، ثم أعقبها سحب عنيف لذلك القماش الأحمر من خلف رأسه!

أغمض عينيه بإحكام عندما هاجمه ذلك الضوء القوي، قبل أن يفتحهما ببطء مرة أخرى حتى يعتاد على تلك الإضاءة، التي تبين أنها ليست بهذه القوة؛ لقد كان هو الذي ظل محجوبًا عن الرؤية لفترة طويلة.

ظل ينظر إلى الأسفل لبضع لحظات قبل أن ينظر إلى الأعلى شيئًا فشيئًا حيث رأى تلك الأقدام الرجولية تجلس أمامه وإحدى ساقيه فوق الأخرى.. ظل يتسلق تلك الأرجل ليرى تلك اليد التي تستقر على فخذه.. ظل ينظر إلى أعلى وأعلى حتى وصل إلى هوية الشخص الذي يجلس أمامه... كان فيدور نيكولاييف... يجلس بمنتهى الإرياحية وهو ينفث دخان سيجارته ولم يحرك عينيه عنه حتى التقت أعينهما ليرى كيف انتشرت تلك الابتسامة غير المريحة تماماً على شفتي فيدور الذي أردف بمرح والدخان يتسرب من فمه: فالكور؛ أتمنى أن تكون قد استمتعت بضيافتي.

لم يكن فالكور بحاجة إلى من يشرح له أن فيدور كان يسخر منه، لكنه لم يقبل بتلك السخرية!

"ماذا يا فيدور؟ هل كبرت وخرفت؟ هل تسمي هذه ضيافة؟" قال بسخرية تشبه سخرية فيدور، فقط ليراه يرفع كفه في إشارة للتوقف، استدار فالكور بسرعة ونظر خلفه ليرى ذلك الرجل ذو الملامح الجليدية يخفض يده، والتي كان من المرجح أن يضرب فالكور بها لعدم احترامه لزعيمه!

"من الأفضل أن أصاب بالشيخوخة والخرف بدلاً من أن أتقدم في السن وأكون مقيدًا في القبو مثل الفئران القذرة التي وقعت في المصيدة" أجاب فيدور بكل بساطة وهو يستنشق نفخة من سيجارته، فرد عليه فالكور بانفعال من بين أسنانه على الفور: أنت ترتكب خطأً كبيراً! أنت تعاديني!! هل تعتقد أن رجالي سيقفون موقف المتفرج دون الرد على هذا الفعل الأهوج!

"تؤ تؤ" هز فيدور رأسه يميناً ويساراً وهو يخرج هاتفه من جيب بنطاله وأخذ يعبث به للحظات قبل أن يوجه الشاشة نحو وجه فالكور حيث يستطيع رؤية ما هو معروض أمامه وهو يعلق بلهجة سوداء: طبعًا رجالتك لن يتركوك، لكن في النهاية؛ أي شخص يقترب من ممتلكاتي، هو ميت!!

بهذه الجملة اختتم حديثه وهو يرى عيون فالكور تتسع وهو يرى صور جثث العديد من الرجال الذين تمكن من التعرف على الكثير منهم.

لقد كانوا رجاله، رجال عشيرة الخطيئة!

"وإذا؟" علق فالكور وهو ينظر نحو فيدور بينما يتظاهر بالشجاعة قبل أن يكمل بيقين: أنت تعلم أننا لم ننتهي، سيأتي المزيد والمزيد، وبالتأكيد سيتمكن بعضهم من أن يطولك بالأذى!

زم فيدور شفتيه وكأنه يفكر في كلام فالكور، فواصل فالكور قوله في محاولة لتشتيت أفكاره: لمن يا فيدور تفعل كل هذا؟ لماذا تدخل نفسك في عداء لا داعي له؟ أردتم المرأة؟ أعطيتكم إياها! لذلك؛ لا أرى أي وجه حق في احتجازي هنا!

"أنت لم تعطينا إياها، ولكنا أخذناها بالقوة!" صحح فيدور تصريح فالكور الذي صمت للحظات وهو يأخذ نفساً عميقاً كما بلل حلقه الجاف من قلة المياه قبل أن يتابع قائلاً بهدوء ورزانة مصطنعة: أطلق سراحي يا فيدور، وسأعتبر أن ما فعلته ابنتك ليس سوى تهور الشباب.

أنهى حديثه وكأنه يعرض عليه شيئًا، ومع نهاية عرضه؛ انفجر فيدور ضاحكًا وترددت ضحكاته مُجلجلة في المحيط من حولهم وهو يقول من خلال ضحكاته: أتعني مثل تهور الشباب الذي أصابك لاستعباد زوجة زعيم المافيا البريطانية؟ والتي كانت أخطر امرأة في المخابرات البريطانية؟

تجهمت ملامح فالكور بسبب كلمات فيدور التي إنتقاها لإهانته وزمجر بغضب بالغ: هذا ليس من شأنك! تلك المرأة لم تكن تخصك لتحاسبني على أي شيء!

أنهى كلامه بالصراخ ليرى فيدور يسحب نفسًا جديدًا من سيجارته بينما يضيق عينيه عليه قبل أن يجيبه ببساطة: تلك المرأة هي زوجة عم ابنتي؛ لذلك فهي تنتمي لي! 

ثم تابع بإزدراء واضح في لهجته: ثم يا فالكور.. لست أنت من يحدد ما لي وما ليس لي! لا تعطني لنفسك حجم أكبر من حجمك!

"هل تفعل كل هذا من أجل تلك اللقيطة؟" وبمجرد أن نطق فالكور بتلك الجملة، شاهد فيدور يشير إلى الرجل الذي يقف خلفه، وقبل أن يتمكن من أن يعطي أية رد فعل، شعر بشيء رفيع يلتف حول عنقه من الخلف، قبل أن يشعر بقطع الهواء عن رئتيه من قِبل الرجل الذي كان يخنقه.

ظل الوضع هكذا لبضع لحظات، وربما دقائق.. لم يكن يعلم، لكن ما كان يعرفه هو أنه كان يقاتل من أجل حياته.. كما لسعت الدموع عينيه من نقص الأكسجين في دمه، بينما كان اللعاب يسيل من زاوية فمه التي كان مفتوحًا في محاولة لسحب أكبر قدر من الهواء.

في تلك الأثناء؛ وقعت نظراته على فيدور الذي كان يجلس بهدوء يراقبه وهو يكاد يموت بعينين باردتين، وعندما بدأت الرؤية تتلاشى أمامه، شعر فجأة بعنقه تتحرر ليبدأ في السُعال بعنف، كما أخذ يبصق لعابه ليفرغ فمه ليسحب أكبر قدر ممكن من الهواء، كل هذا كان يفعله بينما أعطى فيدور نظرة غريبة.. تكاد تقترب من اليأس أكثر مما هي غضبًا.

"ماذا يا فالكور؟ لماذا تبدو مستاءًا من عدم موتك؟" علق فيدور بعيون ضيقة وهو يرى ذلك الاستياء في عيون الآخر، لكن الآخر لم يجب على سؤاله؛ بل صرخ بصوت أجش من شدة الاختناق، حيث تأذى حلقه بشدة من ذلك الشيء الذي كاد أن ينحر عنقه قبل أن يميته خنقًا.

"أنت رجل مجنون! لقيط، ابن عاهـ.ـرة! هل تُعادي عشيرة الخطيئة من أجل ابنة الحرام تلك؟... ومن يدري، ربما أنت تنام معها سراً! ففي النهاية، عن أي أب لفتاة ليست من صلبك تتحدث لكي تعادينا وأنت تعلم تمام العلم بأن من خلفي لن يتركك وشأنك!! بالطبع! تلك العاهـ.ـرة الصغيرة ليست سوى عشيقتك السرية! ولكن أأمل من أن قدرتها في الفراش تستحق ما تورط نفسك به الآن!" كان يصرخ بشدة بتلك الكلمات القذرة عن قصد، كان يصرخ بشدة لدرجة أن لعابه كان يتناثر خارج فمه مع كل كلمة يقولها.. لقد كان منفعلًا بشدة لدرجة أن وجهه تحول إلى اللون الأحمر وانتفخت جميع الأوردة في وجهه.. وعندما سكت، بدأ ينهج بعنف لاهثًا للهواء وهو يحاول أن يتحمل الألم الحارق في حلقه، والذي زاد بسبب صراخه.

وكما اعتقد تمامًا؛ تم لف ذلك الشيء الرفيع حول عنقه مرة أخرى، ولكن هذه المرة بعنف شديد لدرجة أنه شعر وكأنه على وشك الموت خلال دقيقة واحدة فقط!

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ١٠٠٠ تعليق و ١٠٠٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم بإذن الله قريبًا… رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب ولا أرقام أو أي تعليق ليس له معنى ولا يخص الرواية لأن هذه التعليقات لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅

{بالعودة لغرفة هيلين بقصر آل فونيكس بلندن؛ بريطانيا}

"كنت أحاول أن أحترمك وأراعي مرحلة المراهقة المتأخرة التي تمرين بها! ولكن العاهـ.ـرة ستبقى عاهـ.ـرة!"

فرغ فاهها بصدمة من كلامه وكيف انقلب عليها في لحظات بعد أن ظنت أنه أعاد النظر في حديثها.. وما أخرجها من تلك الصدمة كانت صدمة أقوى وهو يواصل النظر في عينيها بازدراء شديد: لماذا الصدمة؟ أنتي عاهـ.ـرة يا هيلين! فاسقة قذرة! ربما لم تكن الدعـ.ـارة هي الطريق الذي سلكتيه بإرادتك، لكن في النهاية، حتى بعد أن حررتك فريا من حياة بيوت الدعـ.ـارة وأحضان الرجال التي لا تُعد ولا تحصى، مازلتي تستخدمين جسدك في القذارة!

"أصمت!" قالت له بصوت لاهث مصدوم من قبح كلامه حيث كانت كل كلمة بمثابة سكين غليظة يطعنها بها مراراً وتكراراً! هل هذا حقًا هو فريدريك الذي أحبته والذي كان يعاملها دائمًا باحترام؟!

ظهرت على شفتيه ابتسامة ساخرة وهو يسأل بسخرية شديدة: هل أحزنك كلامي؟ فلتحترقي في الجحيم!

"ألم تكوني أنتي من أباحت جسدها لرجل بالملهى فقط لجذب انتباهي؟" ثم تابع وقد تقلصت ملامح وجهه بالاشمئزاز وهو يشمل جسدها بنظرة إحتقار: لقد سمحتي له بلمس كل جزء من جسدك دون رقابة فقط لجذب انتباهي، وبعد ذلك تتجرأين على رمي بطاقة الضحية ذات الماضي المظلم لكسب تعاطفي!

"اسكت اسكت!!" صرخت بشكل هستيري وهي تحاول أن تدفعه بعيدًا، لكنها لم تستطع؛ حيث كان فريدريك يمسكها بقبضة فولاذية وهو يواصل جلدها بكلماته المسمومة: ماذا كنتي تأملين من إسقاطي فوقك و تقبيلي؟ هل أعتقدتي أنني سأستسلم لرغبات الحيوانات؟ سأفكر بأنك امرأة رخيصة تعرض نفسها عليّ، فلماذا لا؟

"ابتعد عني! ابتعد!" صرخت برعب من قسوة كلماته التي كانت تمزقها حتى وجدت نفسها تُدفع إلى الخلف بعنف، مما جعل خطواتها تتعثر، وتسقط جالسة على حافة الفراش.

في تلك اللحظة؛ شعرت وكأنها فقدت قدرتها على الكلام.. ولم تستطع أن تتكلم أو تدافع عن نفسها أمام نظراته المحتقرة وكلامات القاسية.. كل ما استطاعت فعله هو التحديق في الرجل الذي أحبته أكثر من أي شيء آخر في حياتها، الرجل الوحيد الذي اختارته بنفسها، الرجل الوحيد الذي ترغب في أن تمنحه جسدها.. حتى لو كانت مجرد عاشقة سرية...

لكن هيلين المسكينة؛ مسكينة ساذجة عندما ظنت أنها بجمالها الخلاب الذي يتوافد عليه الرجال ستستطيع أن توقع الرجل الذي أحبته في غرامها، لتكتشف أن الرجل الذي كان يعاملها باحترام وعناية مسبقاً كان يكن لها كل هذا الازدراء بداخله!

"فريدريك؛ كلماتك تقتلع قلبي! تحرق داخلي! وتمزق أحشائي!" أخبرته بنبرة تقطر ألمًا كما لو كانت تعاني بالفعل وليس فقط مجرد كلمات، قبل المتابعة بشهقات باكية معترفة: لربما كل ما استطيع فعله هو أن أكون عاهـ.ـرة…

خفضت رأسها وأغلقت عينيها من الألم بينما تساقطت دموعها وهي تتابع: لكن من فضلك، لا تخبرني بذلك… ليس أنت على وجه الخصوص، من فضلك فريدريك... من فضلك... لا أستطيع تحمل تلك النظرة المتقززة التي تأتي منك أنت تحديدًا!

توسلت إليه ببكاء مرير أن يكف عن تمزيق قلبها، أن يرحمها وأن لا ينظر إليها كأنها أقذر خلق الله.. ولا ينكر فريدريك أنه تأثر بدموعها وشهقاتها التي تعلو مع مرور اللحظات… لقد تأثر متعاطفًا معها لمعرفته أن الإنسان لا يملك سلطة على قلبه... لكنه ببساطة لا يستطيع أن يمنحها ما تأمله.. لا يستطيع حتى أن يجعلها عشيقته، فهو لم ولن يقم بخيانة روز عشقه الوحيد!

لذلك؛ إذا كانت كلماته تمزقها فسيلقي على مسمعها المزيد؛ لعلها تكرهه وينتهي الأمر!

"لا أهتم!" نبس وهو يستمع لصوت بكائها يزداد؛ ولكنه فقط تجاهل ذلك التعاطف وهو يتابع بنبرة خالية من أية مشاعر أثناء توجهه نحو باب الغرفة: لا أهتم إذا كانت كلماتي تحرقك أم تقتلك؛ كل ما أهتم به أنه طالما تحملين اسم عائلة فونيكس ألا تتجرئين على تلويث سمعتها بعهرك! لأنه في اللحظة التي سيشاع أن فيها هناك عاهـ.ـرة بين آل فونيكس سيكون يوم موتك! سأتخلص منكي بيدي! 

وحالما انتهى من حديثه تحول بكاءها إلى نحيب ينفطر له القلب غير قادرة على تحمل ثقل كلامه وكم الاحتقار الذي يقطر من حديثه.. فيما تردد صدى شهقاتها في أرجاء الغرفة، وهي ما زالت لم تواجهه وجها لوجه خوفًا من رؤية ذلك الاشمئزاز الذي كان يحرقها حية. 

لقد سحقها دون أي رحمة!

أمسك بمقبض الباب وفتحه قبل أن يختتم حديثه بنبرة جليدية: لكن يمكنك دائمًا ممارسة فجورك في الخفاء، طالما أنه لا يؤثر على العائلة وسمعتها!

وبهذه الكلمات القاتلة؛ خرج من الغرفة، مغلقاً الباب خلفه، تاركاً خلفه امرأة انتزع قلبها من مكانه، وجعل بداخلها حقد دفين ينمو تجاهه خاصًة؛ بعدما وجدت رجل غريب يقتحم عليها الغرفة والذي تبينت من هيئته أنه كان بائع هوى!

وصلت قسوة الرجل الذي أحبته بأن يرسل لها رجلًا مخصوص لمعاشرتها في الخفاء كما أخبرها، كانت تلك الرسالة في غاية القسوة أنه لا يمتلك أي ذرة مشاعر تجاهها لدرجة أنه لا يُمنع نومها مع رجل آخر بل وهو من بعثه ودفع له الثمن!!

يرسل لها الرجال ليمتعونها كالغواني، في تذكير لها لوضعها، بينما يغار على روز من الهواء!

لقد سحقها أسفل قدمه دون رحمة! صانعًا من تلك العاشقة امرأة حقودة ستؤلمه لِما تبقى من حياته!

(عودة للوقت الحاضر)

انزلقت على الأرض مُتكومة لأن ساقيها لم تعد قادرة على تحمل ثقل جسدها؛ لا تعرف هل هو من الحزن أم ألم ساقها التي ثقبها كريستوفر برصاصه!

كانت تجلس هناك على الأرض الباردة في صمت شديد، بينما صورته مع روز الآن في الحديقة تطاردها، كيف كان يحملها على ساقيه ويخفيها بين أحضانه... 

لماذا أحب روز وليس هي؟

لماذا يمطرها بالحب وهي لا تستقبل منه سوى الاحتقار؟

لا تزال تتذكر تلك الليلة المشؤومة وكأنها حدثت بالأمس، نفس الألم الذي يجتاح قلبها، نفس العذاب الذي أصاب روحها... كل شيء يبدو حيًا وطازجًا بصورة مؤلمة...

لقد انزلقت على الأرض وهي تشعر وكأنها على وشك الموت!

الموت قهرًا وهي تراه في كل زاوية يدلل روز، يحب روز، يواسي روز.. ولكن؛ ماذا عنها هي؟ إنه يدمر هيلين، ويمزق هيلين إربًا، ويحتقر هيلين!!

اللعنة عليه وعلى قلبها الوضيع الذي استمر في حب رجل لم يحبها ولو بذرة!

هو، هو الذي جعلها تؤذيه! هو الذي جعلها تضع يدها داخل صدره لتقتلع ذلك القلب الذي لم يتعاطف مع حالها! الذي لم يحبها يومًا!

هو، هو الذي جعلها تمزقه!

هو السبب! لو كان يحبها ربع ما تحبه... لما جعلته يعاني!

لو أنه أحبها فقط، مجرد جزء صغير من الحب الذي سكبه لروز، أو جزء صغير من عشقها له... أو ربما إذا رفضها بقدر قليل من الرحمة، لكانت قد أنقذته من هذا الألم؛ لكانت عدلت عن إيذائه… لكن الأمر فقط؛ أنه لم يكتفي بقتلها بكلماته، لقد أحرق روحها بأفعاله، فبعد تلك الليلة، بدأ يعاملها بنفس الطريقة التي أعتاد الرجال في حياتها أن يعاملوها بها، كان يعاملها كالقمامة!

"اللعنة عليك يا فريدريك!" بصقت من خلال أسنانها المسحوقة بعضلات فكها المقبوض، وكان صوتها مزيجًا خشنًا من الحزن والبكاء المكبوت بينما كانت دموعها تتدفق بحرية، مثل سيل من اليأس لم تعد قادرة على كبحه بعد الآن، على الرغم من أنها كانت تكره البكاء كثيرًا لأنها أقسمت يومًا ما أنها لن تكون ضعيفة مرة أخرى!

ولكن ها هي؛ تدفن رأسها بين يديها المرتعشتين، بينما تصرخ بصوت يمزق الهواء مثل عاصفة عنيفة جاءت بعد الهدوء الزائف: لعنة الله عليك يا سوليفان الحقير وعلى الغانية التي أنجبتني لذلك المستنقع وفريا، وفريا التي سرقت الحياة التي أستحقها مني! أما أنت يا فريدريك، أنا أكرهك بكل ذرة من كياني! أكرهك أيها الوغد المتملق! يا قاسي القلب! أكرهك!

كانت تصرخ بكراهية عميقة ومشتعلة في قلبها المكسور.. وأخذت تلهث من أجل الهواء لشدة صراخها، قبل أن تكمل وصوتها مليء باليأس، وهي تلفظ الكلمات المتضاربة التي عذبت روحها: لا لا، أحبك… أنا أحبك... أحبك، و أكرهك! أكرهك!

واصلت الصراخ، لكن لم يستمع إليها أحد، ووجهها مدفون بين راحتيها كما أخذ جسدها ينتفض بقوة من عمق انفعالها، أو ربما من عمق حزنها؟

ومع كل انتفاضة كانت تزداد حقدًا وكرهًا وتعاهدت بالانتقام منهم جميعاً!

"أنا أكرهكم جميعًا! نهايتكم على يدي! جميعكم! جميعكم ميتون! سأتخلص منكم بأكثر الطرق إيلامًا كما احتقرتموني عمدًا وسببتم لي الألم! سأستمر في سلبكم كل عزيز وغالي كما سُلبت مني حياتي! أنا أكرهكم! أكرهكم!!"

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ١٠٠٠ تعليق و ١٠٠٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم بإذن الله قريبًا… رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب ولا أرقام أو أي تعليق ليس له معنى ولا يخص الرواية لأن هذه التعليقات لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅

{في إحدى الغرف بقصر آل فونيكس بلندن؛ بريطانيا}

صوت صرير باب يُفتح بعد منتصف الليل حيث كانت تلك الشابة نائمة، متبوع بصوت خطى تدخل الغرفة قبل أن يتبعهم نفس ذات الصرير مرة أخرى، لكن هذه المرة لأن الباب كان يُغلق مع صوت تكتكة مما يدل على أن الباب قد تم إغلاقه بالمفتاح.

ظلت تلك الخطوات ثابتة وهي تتقدم من ذلك الفراش الذي كانت فيه ابنة أوين، إيما، مستلقية في نوم عميق، تحتضن دمية كبيرة على هيئة دب.

توقفت الخطى بجوار فراشها، حيث وقف هذا الرجل يراقبها وهي نائمة بسلام، وهو يعض خده من الداخل بغضب شديد وغيظ يترفع بداخله وهو يتابع نومها الهانئ!

"تؤرق منامي وتنام هي؟ ما هذه الوقاحة!" قال من بين أسنانه بصوت منخفض، قبل أن تظهر على شفتيه ابتسامة ساخرة وهو ينظر إلى الدب الذي كانت تحتضنه وتابع بسخرية شديدة: هي ليست نائمة فقط؛ حتى أنها قد قامت باستبدالي بدب حقير!

عض على شفته السفلية بغضب قبل أن يواصل بإستنكار متعجرف: أنا، ماكسيم فيدور نيكولاييف، يتم استبدالي بدمية!؟ يا له من عار لا يُغتفر!

"تعال أيها الوضيع!" بصق كلماته في اشمئزاز وهو يمسك بذراع إيما التي كانت تحتضن الدب ويضعها على جسدها قبل أن يمسك ذلك الدب وكأنه يمسك غريمه الذي ينافسه على حبيبته ويرميه بمنتهى الاحتقار على الأرض بعيدًا عن الفراش.

نفض يده بخفة قبل أن ينظر إلى المرأة التي كانت نائمة في سبات عميق لا تدري بشيء، قبل أن يتكئ على ركبته على الفراش ويصعد بجانبها، ثم يرقد جوارها بالضبط حيث كانت تضع الدب!

أعاد الإمساك بالذراع التي كانت تحتضن بها هذا الدب الحقير ووضعها على جسده وكأنها تحتضنه، وفي هذه اللحظة؛ وجدها تتحرك مطوقة خصره بإحكام، كما استبدلت وسادتها بصدره وهي تدفن رأسها فيه في ارتياح شديد بدا واضحًا من التنهيدة الخافتة التي خرجت من بين شفتيها المفترقتين.

ورغم ضيقه من تصرفاتها السابقة في حمام السباحة؛ إلا أنه لم يستطع السيطرة على الابتسامة التي أضاءت وجهه إذ لف ذراعه أيضًا حول خصرها وقربها منه، وكأن هذا ممكن في المقام الأول، وهو يتمتم بغطرسة: أنا بالتأكيد أفضل من مائة دب يا عصفورتي الصغيرة.

ثم دفن أنفه في أعلى رأسها، يستنشق بشهوة مدمن رائحتها، مواصلًا همسه وهو يشدد حضنه لها: بالتأكيد أباكي هو سبب هذا الجفاء المفاجئ… بالتأكيد هو السبب ومن غيره قد يكون السبب؟

قال تلك الكلمات وهو يتذكر ليلة القبض عليه من قِبل أوين…

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ١٠٠٠ تعليق و ١٠٠٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم بإذن الله قريبًا… رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب ولا أرقام أو أي تعليق ليس له معنى ولا يخص الرواية لأن هذه التعليقات لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅

{بالعودة للحمام بغرفة فاينا بقصر آل نيكولاييف بموسكو؛ روسيا}

صمت لوهلة قبل أن يقوس شفتيه في عبوس طفيف قبل متابعته برفع حاجبيه بصوت أكثر هدوءًا مصرحًا: نعم، يجب أن أقول، أن هذا ليس الجواب الذي كنت أنتظره، لكن هذا لا يعني أنكي تكذبين.. أليس كذلك يا فاينا؟

إزداد لعابها مُغرقًا فمها وهي تستمع له، لتزدرده بصعوبة كما همهمت بإتفاق دون أن تنظر إلى عينيه.. نعم ما زالت تنظر إليه لكنها فقط تتجنب عينيه.. لا تعتقد أنها تستطيع أن تفعل ذلك مرة أخرى بالكذب في وجهه وهي تنظر في عينيه، خاصة بعد أن أخبرها أنها نظرت إليه في عينيه وبالتأكيد لم تكذب!

الرحمة يا الله!

يمكن للكثيرين أن يكذبوا؟ نعم، لأنها فعلت ذلك للتو، لكن لم يكن الأمر سهلاً مثل كذبها على شخص لا تهتم به!

فإن الكذب على ألكساندر على وجه الخصوص يشبه تمامًا التعرض للطعن بسكينًا يقطع أعماق أحشائها مع كل كلمة تتفوه بها لحياكة كذبتها.. لذلك؛ يُعتبر الكذب على شخص تحبه وتهتم به أحد الأشياء القاسية التي يمكنك القيام بها، ليس فقط تجاه من تُحب، بل تجاه نفسك أنت الآخر! 

"هذا ما اعتقدته" أتفق مع همهمتها الخافتة بالإيماء، قبل أن يميل برأسه إلى اليمين قليلاً، بينما يتابع بنبرة ذات مغزى منتقيًا كلماته التالية بدقة لا متناهية: صغيرتي فاينا لم تكن لتكذب علي أبدًا.. ربما لا تتذكرينني الآن؛ ولكن دعيني أخبرك بأن فاينا الخاصة بي لن تكذب علي أبدًا.

أوتش!!

كانت هذه الكلمات؛ ودون مبالغة؛ أكثر إيلامًا بكثير من الرصاصة التي تلقتها منذ يومين، لأن الرصاصة استهدفت ذراعها أما كلمات ألكساندر إخترقت فؤادها!

بدا الأمر كما لو أن ألكساندر كان يعلم بالضبط ما كانت تفعله كلماته بها، حيث استمر في القول بابتسامة كبيرة جعلت أسنانه البيضاء المرتبة تظهر: لهذا السبب بالتحديد؛ أنا أثق بكي، لأنه ليس لديكي أي دافع لتكذبي علي بشأن شيء كهذا.. أليس كذلك يا فاينا؟

ابتلعت الغصة الذي كان تخنقها مع كل كلمة يتفوه بها، حيث شعرت بيد خفيه تقوم بإعتصار عنقها، وما كانت تلك اليد سوى كلمات عشيقها، بينما حافظت على ملامح وجهها محايدة لا تعطيه كيف كان يقطع بداخل أعماقها، يمزق قلبها بكلماته، وابتساماته وثقته بها، والتي من الواضح أنها لا تستحقها، حتى لو كانت تفعل ذلك لسببًا ما، سبب كبير، لم تستطع التخلص التخلص من هذا الشعور بالذنب بينما كان عقلها الباطن يصرخ عليها قائلاً "يا لكي من عاهـ.ـرة لتستطيعي الكذب على مثل هذا الرجل!!"

لكن ماذا يمكنها أن تفعل؟

لا شيء، لا شيء على الإطلاق.

إنها لا تستطيع تغيير إجابتها الآن حتى لو أرادت ذلك بكل ذرة من كيانها، لا تستطيع، لا تستطيع!

أشاحت بعينيها بعيدًا عنه تنظر حول الحمام بلا هدف، تحاول فقط قتل عقلها الباطن ومشاعرها المذنبة قبل أن تأخذ نفسًا عميقًا من فمها وتقول بصوت عادي لكنه كان مهتزًا قليلاً، مجرد إهتزاز صغير، لكنه لم يمر مرور الكرام على ألكساندر الذي لاحظه: أتمنى حقًا أن أعرف تلك الفتاة الصغيرة التي تتذكرها.. ربما في يوم من الأيام سأتذكرها أيضًا.. ربما في يوم من الأيام سأتعرف على تلك الفتاة الصغيرة التي تتحدث عنها الآن، التي أحببتها ووثقت بها إلى هذا الحد.

أنهت كلامها بابتسامة باهتة، حيث بدأت مخاوفها تنمو بداخلها مرة أخرى من أنه يحب النسخة البريئة منها.. يا إلهي، اليوم؛ إنها ليست مثلها ولو بمقدار ذرة واحدة! حتى الكذب عليه الذي لم تكن لتستطيع فعله مسبقًا، فعلته اليوم!

وسرعان ما ستنزاح غشاوة المحبة عن عينيه عندما يدرك أن تلك الفتاة ماتت قبل خمسة عشرة عامًا مع أول رصاصة تُطلقها!

"نعم نعم" كرر ألكساندر بصوت مهزوم كما لو أنه قد فقد الأمل، مما جعلها تنظر نحوه مرة أخرى لترى الحزن الذي كان يتدفق من عينيه العسليتين أمامها بينما كان مبتسما ابتسامة لم تجعله يجعد عينيه لأنها مجرد ابتسامة زائفة قبل أن يقول بنبرة يصحبها الكآبة التى تسربت بين نغمات صوته مرغمة إياه على خفضه مع كل كلمة يتفوه بها: يومًا ما ستتذكرين، ولا يهم متى سيأتي ذلك اليوم.. لأني سأنتظر.. لأنني أستطيع الإنتظار.. أعني أن هذا هو أفضل ما أُجيد فعله.. الإنتظار!

إستمعت إلى صوته المليء بالحزن، أو ربما خيبة الأمل، لم تستطع التمييز لأنه كان يقفز من عاطفة إلى أخرى بسرعة كبيرة، لكنها كانت متأكدة بنسبة مائة بالمائة؛ من أنه في نهاية جملته عندما تفوه قائلًا "أفضل ما أُجيد فعله.. الإنتظار!" أنها سمعت صوت قلبها وهو ينشطر لعشرات القطع، لتبقي عينيها تعانق عينيه في عناق صامت بينما كل ما أرادت فعله هو أن ترمي بنفسها بين ذراعيه وتخبره أنه لا يحتاج إلى الانتظار بعد الآن، وأنها تتذكره، وأنهما يستطيعان أن يعيشا حياتهما الخاصة في سعادة دائمة، تلك السعادة التي سُلبت منه ومنها، أرادت إخباره أن المعاناة قد انتهت و أنها تحبه، وتهتم لأمره، وأنها ممتنة له لأنه انتظرها لمدة خمسة عشر عامًا، وأنها آسفة لأنها اضطرت إلى الكذب عليه، آسفة لأنها اضطرت إلى إيذائه…

وبرغبة ساحقة في إخباره بكل هذا؛ إلا أنها اكتفت بأنها أومأت برأسها ببطء عدة مرات، دون أن تقول أي شيء، مع تزايد شعورها بأنها مكبلة اليدين، وكان هذا أسوأ شعور على الإطلاق!

كانت خائفة إذا فتحت فمها في هذه اللحظة بالضبط بينما مشاعرها تغمرها، مع هذا الأذى الذي يحرق قلبها، أنها ستعترف بكل شيء وتدمر كل شيء بهذا الاعتراف.

"قومي يا حبيبتي" أخبرها ألكساندر بصوت شديد الاهتمام، بعدما قمع كل أحزانه وقرر تناسيها لتلك اللحظة فقط، وكان لذلك الاهتمام الصادق في كلماته مفعول السحر على فاينا، حيث جعلها لا تستطيع أن تمنع نفسها من فعل ما قاله بالضبط، متناسية تمامًا أنها عارية تمامًا!

طاعتها الفورية لكلماته أرسلت هزة كهربائية في أوردته، حيث اتسعت عيناه في حالة صدمة وهو يشاهدها وهي ترتفع عارية في ثانية دون قلق!

لقد فاجأته تمامًا بتلك الحركة!

كان شكلها العاري مشهدًا يحبس الأنفاس مما جعله عاجزًا عن الكلام! نعم لم ينزل ببصره على جسدها يتفرس مفاتنها، ولكن هذا الوضع كان مثل حلمه السابق عنها!

كان الهواء يقل من حوله مع تثاقل أنفاسه بترقب لتزايد رغبته بها، مما يحثه على الاستسلام للشياطين التي تهمس في أذنه مُطالبة إياه أن ينظر ويرى ما كان يتوق لرؤيته، بل ويشجعونه على أخذها على الفور هنا والآن!

بقيت نظراته مثبتة على وجهها على الرغم من تعطش عينيه لإلقاء نظرة خاطفة على ما يكمن أمامه بسخاء، أما هي؛ فلقد وقفت، بلا خجل ولا هوادة وعرضت نفسها عليه دون أن تنطق بحرف، كانت تمنحه الضوء الأخضر الذي ينتظره ليستسلم لدوافعه البدائية ويفعل ما تراه يصارع بداخله ألا يفعله منذ أن تشارك حوض الإستحمام معها… أرادته أن يأخذ خطوة تجاهها.

تعالت وتيرة أنفاسه وهو يقترب منها لحين غطى بجسده على جسدها العاري بينما وضع يديه على خصرها العاري متوقًا إياه بأصابع متعرقة من شدة إثارته، لتشهق هي بخفوت بينما إرتجف جسدها أسفل لمسته، وظلوا هكذا للحظات؛ لربما دقائق، فقط يتوق خصرها بينما يتابعها بأعين تقطر رغبًة.

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ١٠٠٠ تعليق و ١٠٠٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم بإذن الله قريبًا… رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب ولا أرقام أو أي تعليق ليس له معنى ولا يخص الرواية لأن هذه التعليقات لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅

{بالعودة لغرفة إيما بقصر آل فونيكس بلندن؛ بريطانيا}

قال تلك الكلمات وهو يتذكر ليلة القبض عليه من قِبل أوين…

(فلاش باك إلى الليلة التي تم فيها القبض على ماكسيم متلبسًا بينما يغادر غرفة إيما ليلاً)

ابتسم ماكسيم من شدة مفاجأته وهو يقول بعدما استوعب للتو: لم تقع يدك بالصدفة على المكان المجاور لها بالفراش؟.. لقد كنت تستشعر دفء المكان مما كشف وجودي لك.. أليس كذلك؟

 

مجدداً.. لم يكن يجب أن يسأل شئ كهذا لان بمجرد انهائه لحديثه اشتعلت أعين أوين بغضب بينما انتصب في وقفته ومن مظهره كان يبدو وكأنه يستعد للانقضاض على ماكسيم في أي لحظة بينما بصق في وجه ماكسيم كلماته الحادة قائلاً بهدوء مخيف: والان هذا أثار سؤال آخر في ذهني.. هل قمت بلمس ابنتي ايها السافل؟ 

في تلك اللحظة، تسبب توتر ماكسيم من هذا السؤال المباغت في ظهور إبتسامة لا إرادية على وجهه.. والتي بسببها، أساء أوين تفسير الموقف تمامًا.. و دون تردد، سحب مسدسه بسرعة من خصره ووجهه مباشرة إلى رأس ماكسيم.

أوضحت النظرة على وجه أوين أنه لن يتردد في إنهاء حياة ماكسيم.. علاوة على ذلك، كان أوين قد أرفق بالفعل كاتم الصوت بمسدسه قبل محادثتهم.. لذلك؛ فإن التخلص من ماكسيم سيكون سهل، سريع وسري!

إدراكا لخطورة الوضع، رفع ماكسيم يديه في استسلام وشرح على عجل: لا تسيء تفسير ابتسامتي.. أنا لم ألمس ابنتك.. 

أخبره قبل أن يعقد حاجبيه قليلًا وهو يتابع بصدق ليس في محله تمامًا: حسنا، لأكون صادقًا، ربما كان هناك بعض القبلات والعناق البـ...

قبل أن يتمكن ماكسيم من إنهاء جملته، تهرب غريزيا عندما ضغط أوين على الزناد!

وبدلًا من رصاصة تخترق جمجمته، اخترقت الجدار خلفه!

"بريء!... القبلات والعناق البريء!!" أوضح ماكسيم بسرعة حيث رأى أوين لا يزال يشهر المسدس في وجهه مع إستعداد تام لقتله!

خفض أوين سلاحه قليلا ورفع حاجبه بسخرية متسائلًا بتهكم شديد: بريء؟ هل ظننت أنك كنت تقبل أختك وتعانقها؟

"بالطبع لا! بل كنت أقبل وأعانق حبيبتي!" أجاب ماكسيم بتلقائية غير لائقة، وبعد ثانية واحدة من إنهائه هذا التصريح، أدرك خطورة غباءه لأنه أضاف الوقود إلى النار عن غير قصد.

"انظر يا سيد أوين، العنف لن يحل أي شيء!" بدأ ماكسيم، ووضع يده على خصره واستخدام الآخر للإيماء وهو يتحدث بهدوء ليس وكأنه حرفيًا يقف في مواجهة الموت الوشيك: أنا أحب ابنتك... ولا حرج في ذلك.. الحب ليس خطيئة.. ولم أستغلها، ولن أفعل ذلك أبدًا، لأنه يتعارض مع شيم آل نيكولاييف… نحن لا نأخذ النساء سرًا وخلف ظهور عائلتهم!

صمت ماكسيم لوهلة وهو يرى تلك النظرة القذرة التي اعتلت أعين أوين مع قوله بسخرية لاذعة: ماذا يا سقراط؟ هل تعتقد أنني مهتم بسماع فلسفتك في الحب؟

 ومع تلك السخرية الشديدة؛ تأكد ماكسيم من أن أوين لم يقتنع بأيًا مما قاله ليتابع قائلًا ببساطة وهدوء: يمكنك الضغط على الزناد وقتلي إذا كنت ترغب في ذلك.. ولكن هل ستسامحك ابنتك على مثل هذا الفعل؟

مرة أخرى، عادت النظرة غير الراضية إلى عيون أوين وهو يوجه مسدسه مرة أخرى إلى وجه ماكسيم، وإصبعه يلوح بشكل خطير على الزناد ليقوم مكسيم بمحاولة أخيرة مع ذلك الثور الذي يشعر بالغيرة الشديدة على ابنته لدرجة أنه سيقتله رغم علمه بميل إبنته له!

ليقول ماكسيم وهو يلعب بطاقته الأخيرة: تخيل لو كان الشخص في داخل الغرفة هو حبيبتك، السيدة فريا سوليفان ... وكنت أنا، أنت، أوين فينيكس.. هل كنت ستستسلم للتهديدات بالابتعاد عنها؟ أم أنك ستحتضن الرصاصة، مع الفخر بأنك لم تتخلى عن حبك؟

شاهد ماكسيم بقلق تعبير أوين الجامد، على أمل أن يرى وميضًا من الفهم في عينيه.. حتى رأى تلك اللمعة التي إنعكست عليها الإضاءة الخافتة، لقد كانت لمعة من طبقة خفيفة من الدموع، والحزن الذي سيطر على هالته السوداء، رأى كيف أغمض عينيه وصر على أسنانه بقسوة قبل أن يخفض مسدسه وهو يستدير تاركًا ماكسيم وحده في الردهة وهو يربت على كتفه فخورا بأنه لعب البطاقة الصحيحة لإنقاذ حياته.

المسكين كان يعتقد أن أوين قد اقتنع.. ومع ذلك، سرعان ما تلاشى تفاؤله وفخره في اليوم التالي عندما استيقظ ليجد نفسه محاصرًا داخل جدران غرفته، تحت الإقامة الجبرية التي فرضها عليه أوين فونيكس!!!

(عودة للوقت الحاضر) 

أعاد رأسه للوراء على الوسادة وهو ينظر إلى سقف الغرفة مواصلًا بحيرة كبيرة: ولكن كيف جعلك تنقلبين علي هكذا بعد أن وقفتي في وجه أوامره من أجلي يا إيما؟

تنهد بتعب وهو ينزلق ببصره من السقف إلى كتلة الشعر المتناثرة على صدره وهو يردد بتعب: كيف يا حبيبتي.. كيف؟

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ١٠٠٠ تعليق و ١٠٠٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم بإذن الله قريبًا… رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب ولا أرقام أو أي تعليق ليس له معنى ولا يخص الرواية لأن هذه التعليقات لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅

{بالعودة للحمام بغرفة فاينا بقصر آل نيكولاييف بموسكو؛ روسيا}

تعالت وتيرة أنفاسه وهو يقترب منها لحين غطى بجسده على جسدها العاري بينما وضع يديه على خصرها العاري متوقًا إياه بأصابع متعرقة من شدة إثارته، لتشهق هي بخفوت بينما إرتجف جسدها أسفل لمسته، وظلوا هكذا للحظات؛ لربما دقائق، فقط يتوق خصرها بينما يتابعها بأعين تقطر رغبًة.

كان كل شبر من كيانه يصرخ عليه ليغتنم اللحظة، لينغمس في الملذات التي ينتظرها، ليفعل ما انتظره طوال حياته.. لكن طبيعته المهذبة سادت، وبضبط نفسه بقبضة من حديد، قاوم إغراء استغلال الموقف.

وبحركة واحدة سريعة، لفها بعناية داخل حضن المنشفة الناعم والمريح.. كانت المنشفة تغلف جسدها الرقيق، ويحميها من أعينه الجائعة.. لقد تأكد من تغطية كل شبر منها، ثم أدخل أصابعه بطرف المنشفة الأخير عند صدرها ليُحكم لفها حولها. 

وبينما كان واقفاً هناك، محاطاً بمزيج حلو ومر من الشوق وضبط النفس، عرف أنه اتخذ القرار الصحيح.. كان من الممكن أن يكون الرضا عن الانغماس في رغباته عابرًا، لكن معرفة أنه تصرف بنزاهة ولطف ستدوم دائمًا خصوصًا أنها أحبته لأنه لم يرغب في النهش بجسدها كما أخبرته.

وحتى لو أن رغبته إنتصرت وأتاها ما يأتي الحبيبة من حبيبها؛ لما أعتبره نهشًا بجسدها، لكان اعتبره إنه قد بلغ حده في الصبر، فرغبته بها ليست محدودة بهذا التقييم القذر الشهواني للعلاقة بين الرجل والمرأة، هو يريدها لأنه يحبها، يرغب في معاشرتها لأنه يعتبرها امرأته، وإلا لذهب لمعاشرة العاهـ.ـرات إذا كان الأمر يتعلق بالرغبات الجسدية البحتة!

إنه يحبها لذلك هو يرغبها ويشعر معها بتلك الرغبات التي غادرته طوال سنوات شباب في بعدها.

تابعت فاينا فعلته؛ بالأخص عندما ظنت أنه استسلم لرغباته ولكنه كالعادة يفاجئها بنُبله، فمنذ أن كان في العاشرة من عمره، كان يجسد جوهر الرجل النبيل، والآن، في سن الثامنة والعشرين، ظل ثابتًا في احترام حبه، فتاته الصغيرة، وامرأته.

كان هذا المزيج المُسكر من القوة وضبط النفس هو الذي أشعال لهب شغفها.. لذلك؛ لا عجب في أنها قد وقعت في حبه مرة أخرى بعد خمسة عشر عامًا، حتى دون أن تتذكر حياتهم الماضية، كانت مشاعرها تتحرك تجاهه لأن جاذبية نزاهته التي لا تتزعزع لا تقاوم، لأنه نام جوارها ولم يحاول دفعها لفعل أي شيء قد يدفعها لفعله أي رجل في موضعه، لأنه امسكها بين ذراعيه بحنان وحماية، لأنه لم يصدق إدعاءات لوسيندا حولها وأولاها ثقته التامة رافضًا حتى النظر في الصور المفبركة، لقد كان ألكساندر هو الرجل الوحيد الذي أستطاعت أن ترى نفسها جواره، حتى وهي لا تتذكره!

"اعتقدت أنه لا يمكنكي تخيل نفسك تتعرين أمام رجل!" تنفس بشدة وصوته يقطر من الرغبة وهو يشير إلى مكالمتهم الهاتفية الأخيرة حول أحلامه الساخنة التي تنطوي عليها، كان يائسًا لقول أي شيء، للتحرر من هذا الوضع الخطير بينهما، فعلى الرغم من نواياه النبيلة، لم يستطع إنكار الغرائز التي أخذت تتصاعد بداخله مع مرور اللحظات بمجرد تواجدها أمامه في هذه الهيئة، متخيلا نفسه يمزق المنشفة التي تشبثت بجسدها!

كان رجل شريف، ولكن لديه حدوده، والتي كانت تتلاشى بالفعل!

ولكن هذا السؤال لم يفعل شيء سوى أنه غذى شوقه فقط بإعادة تفاصيل حلمه لتغزو مخيلته في أكثر الأوقات صعوبة عليه!

وبحديثه عن شيء آخر غير كذبها وأمر استعادتها لذكرياتها؛ تشبثت هي بالفرصة بأسنانها كما لعبت ابتسامة ماكر على شفتيها أثناء استجابتها لتصريحه وصوتها مزين بنبرة مغرية: أوه، أنت على حق.. ولكن ماذا أفعل عندما أكون عارية بالفعل؟ في النهاية لم أخلع ملابسي كما أخبرتك، لقد كنت عارية منذ البداية. 

فقط اللعنة على كل شيء!.. كان يجب أن يفكر في أنها على الأغلب ستقول شيئًا كهذا.

فلقد كانت تمتلك موهبة فريدة من نوعها للتلاعب بالكلمات دون عناء واستمتعت بعرض براعتها في كل فرصة حصلت عليها في كل مرة تفتح فمها الشهي والمغري.

وقبل أن يرضخ للشياطين التي رقصت في ذهنه يوسوسون إليه، يحثونه على القيام بأفعال فاحشة لا توصف، سحبها إلى عناقه مع ذراع واحدة تطوق ظهرها والأخرى تمسكها من أسفل مؤخرتها ليرفعها دون عناء، كما لو كانت عروسًا على وشك أن تُحمل فوق عتبة منزلها الجديد يوم زفافها.

تسببت مفاجأة تصرفه في أن تنفلت تلك الشهقة الخافتة من بين شفتيها وكان ردها الغريزي هو لف ذراعيها حول عنقه تتشبث به بصورة أفضل.

"ماذا تفعل؟" تعجبت بصدمة من تصرفه المفاجئ، فنظر إليها بنظرة جانبية بتلك العيون التي فقدت بريقها وحل محلها ذلك السواد الذي يعبر عن ظلمة أفكاره التي تجول بخاطره كما أجابها بنبرة متحشرجة: أنا آخذك إلى النوم، فهذا القدر من الإغراء يكفيني يا امرأة!

إعترافه بعدم قدرته على تحمل المزيد أرضت غرورها كامرأة، لتتابع متسائلة في دلال وصوت ناعم رقيق، لقد كان صوتها أسوأ بكثير من شياطينه، فلقد كان كالسيمفونية المحرمة على أذنيه كما أخبرته: لماذا؟ هل أنت غير قادر على المقاومة وتحمل المزيد أيها القديس؟

 لقد كانت تضايقه باللعب على أعصابه بينما يدها تنزلق عبر صدره في خطوة جريئة.

ولكن؛ في تلك اللحظة، وجدت نفسها مُلقاة بلطف على شيء ناعم للغاية والذي كان فراشها الخاص قبل أن تعتدل متكئة على ساعديها للخلف لتواجهه مرًة أخرى وترى كيف تحولت لهجته إلى نبرة تقشعر لها الأبدان عندما حذرها بقوله: بل أخشى أنكي لن تكوني قادرًة على تحمل عواقب أفعالك يا ظل القمر!!

حملت كلماته تحذيرًا خطيرًا، نداءًا لها للتوقف عن إستفزاز رجولته وإثارة رغباته.. لأنه كان بالفعل يخوض معركة داخله ضد نفسه، ويحاول يائسا مقاومة الإغراء الساحق الذي يهدد باستهلاك كليهما.

فاليوم؛ ليس باليوم المناسب لفعل شيء كهذا؛ ليست اللحظة المناسبة لممارسة الحب؛ ليس مع كل ما يعيق الطريق بينهما! وكلا؛ نُبله ليس السبب الوحيد في الأمر، بل لأنه أدرك في تلك اللحظة؛ أنه إذا استسلم كلاهما لتلك الرغبة؛ لن يكون فعل حب بقدر ما سيكون تفريغًا للتوتر والارتباك الذي نشأ بينهما؛ بينما يتعمد كلاهما تجاهل الحديث السابق الذي دار بينهما وكأنه لم يحدث أبدًا!

آخر ما يريده ألكساندر هو تشويه تجربتهم الأولى في محاولة لقمع مشاكلهم!

تلك الأفكار كانت تشغل عقله أمام فاينا التي كانت لا تزال مستلقية على الفراش مواجهة إياه وهي تراقب صمته الذي ينم على أنه غارق في تفكير عميق، وخشت أن يكون هذا التفكير خاص بمحادثتهم السابقة!

شاهدته يتنهد في النهاية مغمضًا عينيه بإرهاق كما هم ليبتعد ولكن يدها كانت أسرع حيث استقامت على الفور متكئة هذه المرة على ركبتيها فوق الفراش، ممسكة بيده مشبكة أصابعها بداخل أصابعه ليعطي ألكساندر تلك المرأة التي تتلاعب الآن بالنيران وليس الكلمات في تلك اللحظة، نظرة صارمة، وبصوت يحمل تلميحًا من المعنى وهو ينادي باسمها "فاينا!" هزت رأسها قائلة بجدية صادقة: لا مزيد من الألعاب، أقسم بشرف نيكولاييف.

للحظة وجيزة، ومض عدم الفهم على وجهه عندما رآها تمسك بيده بإحكام، على الرغم من أنه لم يحاول الانسحاب في المقام الأول، ولكنها كانت تحكم قبضتها عليه كما لو كان سيختفي في أي لحظة، نظرت إلى عينيه وكأنها تبحث عن شيء ما مختبئ بهما قبل قولها بهدوء وصوتها مشوب بالتردد: فقط ابق، ابق معي ...

لقد أعربت عن رغبتها، وقلبها يتسارع مع الترقب والخوف، خوفًا من أن يرفض مناشدتها إذا كان عقله لا يزال مشغولا بمحادثتهما السابقة.. ولكن عندما استمع إليها، لم يستطع إلا أن يمتثل لمطلبها وقام بتغطية خدها بيده في لطف، وصوته حنون على عكس الصرامة السابقة وهو يجيبها بابتسامة خفيفة: كما تأمر الملكة.

تألقت عيناها بالحب والامتنان أثناء رده، وسحبته نحو الفراش في حركة سريعة وهي تلقي جسدها على المرتبة، مما تسبب في سقوطها وتعثره ساقطًا بجانبها.. ودون إعطائه فرصة للتعبير عن صدمته، تشبثت بجسده، وأرخت رأسها على صدره مع لف ذراعها حول خصره العاري كما تشابكت إحدى ساقيها مع ساقه، محتضنة إياه بجانبية.

وبفعلتها تلك؛ لم يستطع إلا أن يلف إحدى ذراعه حول خصرها هو الآخر، وبيده الشاغرة ربت على رأسها ومرر أصابعه عبر خصلاتها التي لا تزال رطبة: أعني، أنا لا أعترض…

بدأ وامتلأ صوته بمزيج من التسلية والشوق على تلك المرأة التي تتشبث به تمامًا كما كان الحال في طفولتهما حيث يقتحم عمه فريدريك الغرفة كشرطة الآداب ويوسعه ضربًا على الإمساك بصغيرته بهذا القرب مخبره أن صغر سنه لن يجعله يمرر إنحرافه الذي يجري بدمائه من أبيه! وماذا كان يفعل هو؟ كان يقف ويتبجح مخبره أنها صغيرتهم وليس صغيرته وحده! لينخرط عمه فريدريك في نوبة من الصراخ في وجهه والتي لم يكن يجني منها أي شيء سوى قرب إصابته بجلطة من شدة برودة ألكساندر!

ابتسم بحنين على تلك الذكريات البعيدة حيث كانت حياتهم أهدأ وكل شيء يحبه على بعد أن يمد ذراعه فقط ليمسكه، كما أخبرها متنهدًا وهو يستشعر حرارة جسدها أثناء رفع حاجبه الأيسر في تساؤل: لكن ألا يمكننا على الأقل ارتداء ملابسنا؟

هزت رأسها ببساطة، ورفضت تركه حيث ظل خدها مضغوطا على صدره وهي تتمسح به كالقطة، ليطلق زفيرًا قويًا، وتحولت نظرته إلى السقف في محاولة لنسيان عدم أخلاقية وضعهم وأن كلاهما لا يرتديان سوى المناشف!

وبرجولة مثارة وعقل رزين، تمتم تحت أنفاسه لاعنًا كما استمرت أصابعه في مداعبة فروة رأسها: 

"سحقًا لحياتي!"

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ١٠٠٠ تعليق و ١٠٠٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم بإذن الله قريبًا… رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب ولا أرقام أو أي تعليق ليس له معنى ولا يخص الرواية لأن هذه التعليقات لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅

{بالعودة للقبو بقصر آل نيكولاييف بموسكو؛ روسيا}

وكما اعتقد تمامًا؛ تم لف ذلك الشيء الرفيع حول عنقه مرة أخرى، ولكن هذه المرة بعنف شديد لدرجة أنه شعر وكأنه على وشك الموت خلال دقيقة واحدة فقط!

وثم؛ عندما بدأت رؤيته تتلاشى مرة أخرى؛ تم تحرير عنقه ليبدأ في السُعال بقوة واللهاث للحصول على الهواء، قبل أن يسمع صوت فيدور الساخر يخترق سعاله: هل أوين مخيف إلى هذه الدرجة؟ إلى درجة جعلك تحاول الموت بهذه الطريقة المثيرة.. للشفقة؟

نظر فالكور إلى الأعلى وعيناه تحترقان بالدموع من شدة خنق الرجال القابع خلفه إليه، قبل أن يتلوى فم فيدور بابتسامة ساخرة وهو يقول بتسلية واضحة في نبرة صوته: لن أعطيك ما تطمح إليه... لن أرسلك إلى الجحيم...

ثم صمت للحظات قبل أن يتابع بقهقهة غير مرحة على الإطلاق: بل سأرسلك إلى ما هو أفضل بكثير.. سأرسلك إلى أوين فونيكس بنفسه!!

ارتعشت عيون فالكور عند سماع هذا التصريح من فيدور؛ وبدا أنه فقد عقله للحظة وهو يتابع بصوت متحشرج مبحوح: ماذا أتوقع منك؟ لو كان غوستاف مكانك، لقطع حنجرتي في اللحظة التي أهينه فيها! لكن أنت! عباد لتلك العاهـ.ـرة! التي جعلتك تبتلع كبرياءك من أجلها! 

"وماذا أيضًا؟" سأل فيدور كما لو كان مهتمًا وهو يحك ذقنه بأنامله، ليبصق فالكور تجاهه وهو يواصل على أمل أن يضرب على وتر حساس عند فيدور حتى يقتله على الفور: كان غوستاف رجلاً أكثر منك! رجلًا مثله فقط من كان يجب أن يمسك البراتفا، وليس مخنثًا مثلك! بلا كرامة! عبدًا للعاهـ.ـرات! زانـ.ـي ينام مع من يخبر العالم أنها ابنته!

وبمجرد بصقه لتلك القذارة التي تشمل إهانة مزدوجة لفيدور وفاينا؛ ابتسم فيدور على نطاق واسع لدرجة أن أسنانه ظهرت أثناء نفثه دخان سيجارته وهو يومئ بتفهم قائلاً: وجهة نظر جميلة، أنصحك بمشاركتها مع غوستاف عندما يرسلك أوين إلى الجحيم لتحافظوا على صحبة بعضكم البعض! تمامًا كما أرسلت فريا سوليفان غوستاف للجحيم! 

أنهى كلماته وهو ينهض من مقعده بعد أن أومأ للرجل الذي يقف خلف فالكور، وبمجرد أن أدار ظهره لهم؛ سمع شهقة قوية أعقبتها حشرجة عالية ولم يهتم ليلتفت، بل واصل طريقه للخروج من المكان بأكمله وهو يصفر بصوت عالٍ غير أبه لأي شيء.

نعم؛ سيرسله وسيعيده من حافة الموت مراراً وتكراراً دون أن يمنحه الموت كما يرغب!!!

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ١٠٠٠ تعليق و ١٠٠٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم بإذن الله قريبًا… رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب ولا أرقام أو أي تعليق ليس له معنى ولا يخص الرواية لأن هذه التعليقات لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅

وإنقضت الليلة الطويلة، بحلوها ومرارتها، بأحزانها وأفراحها، بمشاكلها وهدوءها، مرت الليلة لتشرق شمس يوم جديد على موسكو المغطاة بالثلوج.. لتشرق شمس جديدة على حياة فاينا نيكولاييف داخل مكتب المحاماة خاصتها.

حيث كانت تجلس وأمامها هذا الشيء المعدني الكبير، الذي كان ينعكس على جدرانه ضوء الشمس البسيط الدخيل من نافذة مكتبها، إلى جانب ورقة كبيرة مغطاة بالبلاستيك الشفاف كانت على أحد جدرانه والتي كُتبت عليها باللون الأحمر الفاتح عبارة "إلى فاينا فريدريك فونيكس!"

نعم؛ لقد كان وكان، لأن فاينا قد فتحت ذلك الصندوق الغريب وتفاجأت عندما وجدت أن الجدران الحديدية تشققت وغُمر مكتبها بالكامل بذلك السائل اللزج الذي تمكن من تلطيخ جزء من ملابسها وأرضية مكتبها.

ظلت جالسة هناك على مقعدها في هدوء؛ وهي تستمع إلى صوت تلك القطرات المتساقطة على الأرض، قطرة قطرة، وكأنها سيمفونية مريضة مقززة، بينما تحدق في… تحدق في تلك الأشلاء البشرية!

نعم؛ ما كان بداخل الصندوق؛ كان عبارة عن أعضاء بشرية!

لكن السؤال هنا؛

كيف وجد صندوق الأهوال هذا طريقه إلى أيدي فاينا نيكولاييف في المقام الأول؟

من سيرسل مثل هذه الهدية المرعبة والمروعة؟

ومن هم الأشخاص الذين حُبست رفاتهم داخل الصندوق

 وعُرضت أمام فاينا نيكولاييف الآن؟

 ولماذا أُرسلوا إليها تحديداً؟

حسنًا؛ كل هذه الإجابات تقع على عاتق فاينا فقط... التي جلست تتذكر ما فعلته في الليلة السابقة؛ تحديدًا قبل الدخول للاستحمام..

 •❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ١٠٠٠ تعليق و ١٠٠٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم بإذن الله قريبًا… رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب ولا أرقام أو أي تعليق ليس له معنى ولا يخص الرواية لأن هذه التعليقات لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅

»»————- ♡ ————-««

-انتهى الفصل الثالث والستـون ٨٩٠٠ كلمة 👩🏼‍💻❤️

{شوية اسئلة نتسلى في الكومنتات بيهم}

س: من أي بلد تقرأ الفصل؟

س: كم من الوقت استغرقته في قراءة الفصل؟

س: ألكساندر؟

س: فاينا؟

س: فيدور؟

س: فالكور؟

س: هيلين؟

س: فريدريك؟

س: إيما؟

س: ماكسيم؟

س: أوين؟

س: إيه اللي حصل في المشهد الأخير وفاينا ممكن تكون عملت ايه أدى لـ ده؟

س: توقعاتكم للأحداث القادمة؟ 

دمتم بخير 💗🤗


Continue Reading

You'll Also Like

842 110 33
هو ذلك الشخص الذي يتلاعب بمن حوله وكنهم دما يحركهم كيف ما يحب ويفعل ذلك دون بذل أي جهد او حتى ان يتحرك شخصيا فهو قادر على ذلك من خلال الناس نفسهم كيف...
1.1K 147 3
المشاعر ضعف ان تهتم لأحد بتلك الطريقة أنت فقط تعطي لنفسك سببا آخر للخوف والقلق من المستقبل سببا اخر للتحطم وبالتأكيد انت تفسح المجال لخيبة امل جديدة
1.2K 234 8
في حسراتِ الماضي، يُسجن جون بعد وفاة زوجته كلوي، وتُسجن آليسون، بعدما عانت مِن ما آلت إليها حياتها. فَيَلتقيان على طاولة مهمشة، بزاوية مظلمة من تلك ا...
244 53 7
بعيدًا عن الظلام هي رواية نفسية مثيرة، تدور أحداثها في شيكاغو . تحكي قصة نواه، شاب مبرمج ومطور، يعاني من اضطرابات نفسية، نتيجة ماضيه المؤلم. يحاول نو...