ᴅᴏɴ'ᴛ ᴛᴇʟʟ ᴀɴʏᴏɴᴇ ᴀʙᴏᴜᴛ ᴍᴀʀɪᴀ...

By asoum_an

1.1M 54.8K 53.6K

ترغب ماريا روزا بدأ حياة جديدة متخلية عن أكاذيبها الصغيرة السابقة إلا أن قدرها يختم بقدر فتاة أخرى وكذبة أكبر... More

𝚌𝚑𝚊𝚙𝚝𝚎𝚛𝟷: شقراء غير محظوظة
𝚌𝚑𝚊𝚙𝚝𝚎𝚛2:كاذبة سيئة
𝚌𝚑𝚊𝚙𝚝𝚎𝚛3:كالرَجل كَإِبنته
𝚌𝚑𝚊𝚙𝚝𝚎𝚛4:الحب أم المال؟
cհαթԵҽɾ5:ميلانو
cհαթԵҽɾ6:لقاء
chapter 7:صوفيا سولارا
chapter 8:هوس جديد
𝙲𝚑𝚊𝚙𝚝𝚎𝚛 𝟿:العشاء الأخوي الأحمر
chapter 10:الشَقِيقة المزيفة
chapter11:أُرِيدك
chapter 12:بين الأسوأ
chapter 13:فتى الدراجة
chapter 14:غريبين وغرفة واحدة
chapter 15:واحد وعشرون زهرة
chapter16:الإخوة الحمر
chapter 17:المهمة الأولى
chapter 18:رافقيني
chapter 19:إستعراض
chapter 20:الطائر المحاكي
chapter21:إجعل مني إستثناء
chapter:العقد
chapter 23:حُلم مدفوع
chapter 24:الأرشِدُوق وزَوْجاته الثَلاثَة
chapter 25:موعِد مع الشَيطَان
chapter 26:هدية
Part 27:يوم سيء
Part 28:هدنة
chapter30:ثِقِي بي
31:MI ROSA

chapter 29:حلم صغير

30.8K 1.5K 1.9K
By asoum_an

ماريا روزا:

جفلت أتحسس شفتي ما أن تحرك أغوست على الوسادة يفتح عينيه ببطء.لم أكن أعرف إن كانت قبلتي من أيقظته,ملامحه لا تظهر أي مشاعر واضحة غير التعب والإسترخاء التام. تململت من جانبه ما أن رأيت نظراته الثاقبة لذراعي حول شعره.

"هل أنت بخير الآن؟"

لم يجب رفع جذعه العلوي بينما يعيد شعره إلى الوراء.
كان الظلام يغلب على الغرفة ووحده الضوء المنبعث من الشرفة ما يضيء جسده على السرير.شعيراته الداكنة كانت تلمع في الضوء وبشرته الصافية تتشبع بالبريق إلا أن إنظفاء عينيه كان نفسه لم يتغير.

"لما أنت هنا؟"نبرة صوته كانت جافة وبالكاد تتجمع الكلمات بين شفتيه التي تتحرك بصعوبة.

أنت مريض.." إستنكرت بروده.

"لست كذلك..هذه أعراض جانبية فقط" تيبست ملامحه للحظة ما أن تحدث وظهر له أن ما قاله خرج بعفوية غير مقصودة يندم عليها.

"دواء ماذا؟"

تجاهل سؤالي يسند نفسه على الوسادة من ورائه,فكرت في إحتمالية أن يكون هناك مرض متوارث في عائلة آل سولارا بما أن صوفيا كانت مريضة أيضا إلا أن أفكاري تغيرت وأنا أتذكر بنيته الصلبة وجسده الضخم الذي يملئ السرير.

كما أنني لم أراه مريضا من قبل.

"كيف عرفت أنني هنا؟"

خمنت أنه سيسألني عن القبلة أو يناديني بإسمي على الأقل إلا أنه خالف توقعاتي تماما ما جعلني أستوعب أنه كان نائما بالفعل ولم يشعربما فعلت أو يسمع ما قلته.لسبب ما شعرت بخيبة الأمل والذي إختفت ما أن تذكرت الإنجراف والتهور الذي كنت أعلنه.

كان جميلا ومثاليا وأنا معجبة به جدا وخائفة لأول مرة أن أخسر إعجابي برجل كأغوستينو لكن كل هذا لم يكن كافيا.

لاتوجد أي إحتمالية قريبة أو بعيدة لنتواعد,سأخرج بعد أيام للعلن وسيوصم وجهي وإن كان معدلا بوجه صوفيا سولارا أمام الجميع منهم الخدم هنا والموظفين والحراس.لم يكن مخطئا عندما وصفني بالمتهورة,إبتعادي عن عائلتي وأصدقائي وعن العالم داخل هذه الجدران كان يجعل أفكاري تتصلب يوما بعد يوم.

"رأيتك تفتح الشرفة.."

"كنت تبدو متعبا.." كذبت أبرر إقتحامي لغرفته.

"وهل تنتظرينني في الشرفة كل يوم؟"سخريته كانت واضحة

"ربما"نبست بهدوء أقترب من الضوء حتى يراني.

"أنت صريحة أكثر من الازم.."

"يعجبني هذا...جدا.." إشتعلت عينيه فجأة وعاد اللون الأزرق يغلي بينهما.

"ليس من الجيد أن تكذب على شخص مريض..إعتادت أن تخبرني جدتي هذا.."

أبعد الملاءة عن جذعه العاري يستدير نحوي.

"وجدتك تكون؟"

"والدة والدي.." أجبت أملة أن يتذكر إسمي ويناديني به

"ورثت إسمي منها..هي من أسمتني على إسمها.." أردفت أحاول إنعاش ذاكرته لكنه لم يستجب كان هادئا فقط ويتأمل تغير تعابيري.لم يسألني عن إسمي ولم يناديني به.

لم يتذكر القبلة وإسمي أيضا..

"بشأن والدك..لست بحاجة للإنتظار حتى ينتهي الإنتقاء الخريفي لتحضريه من قريتك..المركز الطبي قدم الإجراءات بأكملها للمحامي الذي أوكلته بشروط العقد بيننا.. يمكنك مراسلته ليمدك بالمعلومات والتقرير بعد ذلك..سيحضره رجال الشركة الأمنية إلى ميلانو ما أن تطلبي.." إستقام من السرير يرتدي قميصه الموضوع على المنضدة بجانبه وكأنه لم يكن يحترق قبل قليل.خطواته بدت واثقة وثقيلة ونظراته ثاقبة ومليئة بالعنفوان الذي إعتدت عليه منه.

تحدثه عن والدي جعل مزاجي يتغير تماما ومشاعري تتبدد أيضا.إستوعبت الموقف الذي أنا فيه وإسترجعت وعيي بما حولي.ولسبب ما شعرت أن ذكره لوالدي ليس من باب المصادفة. أغوستينو سولارا الذي أعرف يتحدث في الوقت والمكان المناسب عن الأمور الجدية والرسمية بيننا.هو لن يتحدث عن والدي المدمن بينما أنا على سريره في الظلام.

"سأفكر في الأمر.." إستقمت أيضا أتجاوزه نحو الباب إلا أنه لحقني بعد خطوات يمسك بذراعي بخفة من الوراء يعيد إنتباهي إليه.

لم يتحدث لثواني طويلة ينظر لعيني فقط وكأنه يجاهد نفسه إن كان عليه أن يتحدث أم لا.

"إن كنت معجبة بي لهذا الحد تواصلي مع المحامي سيقدم لك نسخة من العقد لجعل الأمر بيننا واضحا..لا تتلاعبي بي..لا تقبليني إلا وأنت متأكدة تماما من تحمل مسؤولية أفعالك وأنك لن تصديني بعد ذلك.." شدت يده على معصمي بصلابة وتجمدت ملامحه بجدية

"لا أحب الألعاب..ولا أحب المتذاكيات ايضا.."

أفلت معصمي من بين يديه أصعد بخطوات سريعة نحو الطابق العلوي وذراعي ترتجفان بإندفاع بينما يخفق قلبي دون إنقطاع.

عندنا إستيقظت صباح اليوم التالي لم أكن أتذكر كيف نمت,كل ما أتذكره أنني ظللت أفكر بالساعات في ما قاله لي. لم أكن عاضبة منه بالقدر نفسه من غضبي من نفسي.كلامه كان واضحا ومتوقعا..كان يرفضني بطريقته الخاصة,طريقة السيد سولارا اللبقة التي إعتدت عليها.والتي تنعتني بالغير المسؤولة للمرة الثانية.

تجولت في الحديقة بضجر أقرأ محادثتي الأخيرة مع جيوفاني وأفكر بما سأفعله بشأن والدي.جزء كبير من قلقي على عائلتي كان بسببه علمت أنه يجعل أيامهم صعبة وأن والدتي تضطر لحمله كل يوم للمنزل,إبعاده عنهم وإحضاره إلى هنا كان يثلج صدري لبعض الوقت لكنه لم يكن الصواب.

سيقتحم رجال ال سولارا منزلي ويخرجون والدي السكير منه دابين الرعب في عائلتي.وجيوفاني لن ينسى ذلك أبدا كما لم أنسى اليوم الذي إقتحم فيه رجال الشرطة منزلنا وأخدوه. لم أكن لأفعل هذا بهم

قاطعت أفكاري الخادمة

"أنستي..السيد سولارا في إنتظارك..في الجناح الرئيسي.."

كانت الساعة لم تتجاوز التاسعة صباحا,شعرت بالغرابة أنظر للساعة في الهاتف

"إجتماع؟"إستغربت

"من أجل تناول الفطور أنستي.."

كان يجلس في مقدمة طاولة الطعام ببذلته النفطية المعتادة بينما يحمل أحد الملفات,إلتف إلي ما أن سمع صوت خطواتي القريبة منه.إلتقت نظراتنا لجزء من الثانية قبل أن يعود لتفحص الملفات. تجاهلت الكرسي بجانبه حيث أدوات المائدة الموضوعة من أجلي وجلست في الكرسي في المقعد الذي يليه أحرك الأدوات نحوي.

"ألست هنا لتناول الفطور؟" سألت ما أن وضعت الخادمة فطوري المعتاد أمامي .

"الوقت متأخر..تناولت فطوري باكرا.."رشف من القهوة أمامه ينظر إلي.

"لما أنت هنا إذا؟.." شربت من كأس العصير بجانبي بتوتر,لقائه بعد ليلة أمس وبعد كلامه لي كان محرجا.

"بقي يومين على ظهورك العلني وحتى ذلك اليوم سنلتقي هنا كل صباح.."

كان من الواضح أنه ليس السبب الوحيد إلا أنني أومأت بتفهم فقط أتناول طعامي بهدوء.

"هل سترافقني؟...في الخروج العلني..."

"لا.." وضع الملفات جانبا يمسد جسده على الكرسي وعينه لا تنزاح عني.

التحدث عن الظهور العلني والنظر إليه كان يوترني ويدب مشاعر مختلطة داخلي.رغبت بأن أسأله عن السبب لكنني إمتنعت بضيق,كنت خائفة من سماع شيء يزيد من قلقي.

"هل فكرت فيما ستفعلينه بشأن والدك؟" قطع دقائق الصمت الطويلة بيننا. لم أكن أفهم تركيزه المفاجئ على والدي.

"هناك الكثير من الأشياء التي تتطلب تركيزك سيد سولارا..لما والدي فجأة؟" شعور بعدم الإرتياح كان ينهش دواخلي كلما تكلم عنه.كنت مدركة أن رجلا مثله لا يتحدث دون هدف واضح.

ذكره لوالدي ليلة أمس كان لتذكيري بالعائلة التي سأخاطر بها بتهوري معه.أما أسبابه الان كانت غير واضحة بالنسبة لي.

"سيتغير الكثير بعد ظهورك العلني..سيكون علينا تجنب المشاكل الخاصة بعائلتك.."

"أخبرتني أنني أستطيع الذهاب إلى فرانشاكورتا ما أنتهي من الإنتقاء؟"نبرة صوتي كانت عدائية أكثر من الازم.
"الكثير من الأشياء تتغير صوفي..إعتادي على هذا..أقترح أن ندخل والدك للمركز أولا وبعدها يمكنك نقل عائلتك إلى ميلانو..

لا أملك أي مشكلة في مكوثهم هنا كما لا أملك أي مشكلة في تأمين مكان أخر من إخيارك.."

كل حرف يخرج من فاهه كان يجعلني أشتاط غضبا.

"هل تظن أن الأمر بهذه السهولة؟..لايمكنني السماح لرجالك بإقتحام منزلي وجر والدي أمام عائلتي"

"لن يحدث هذا..سيأخدونه عندما يكون خارج المنزل.."

"يختطفونه؟"صدحت

"هل لديك حل آخر؟.." كان لهجته صارمة ومنفعلة أيضا.

"سيتصل بهم المركز بعد وصوله إلى هناك لإطمئنانهم.." أردف يوضح كلامه

"حسنا..ماذا عن عائلتي؟ كيف سأقنعهم بترك كل شيء والإنتقال إلى هنا من الهاتف فقط؟.."

إستقام يحمل الملف بينما يعدل قفازه بهدوء

"هذه مشكلتك أنستي..جدِ حلا. هم عائلتك,أنت تعرفينهم أكثر من أي شخص آخر.." تجاوز الكرسي الفارغ يقف بجانبي ويرفع رأسي نحوه يطبع قبلة صغيرة ودية على جبيني.

"سأكون مشغولا اليوم..تواصلي مع الموظفين إن إحتجت لأي شيء.."

أحبطت بعدها وقضيت الصباح في الغرفة,أتمدد على السرير وأقلب بين صور عائلتي في الهاتف.من قبل كنت حرة,لا أملك الكثير من الإحتمالات بسبب المال وظروف عائلتي إلا أنني شعرت بالحرية المطلقة لأنني أفكر وأحل مشاكلي كيفما أريد.الشعور بقلة الحيلة كان أمرا غريبا علي.

تجاهلت إتصالات الجميع بعد ذلك ورميت بالهاتف تحت الوسادة وقضيت الظهيرة أرسم خربشات معوجة للتصاميم في مخيلتي.فساتين تخيلت أن صوفيا سولارا قد ترتدي منهم. وتطري ميوتشا بيرتين على جمالهم.

كنت أشعر بالحاجة الشديدة لحمل المقص وقص الأثواب وسماع صوت ماكينة الخياطة.الراحة التي كانت تبعثها الألوان,وملمس القماش كانت كل ما أحتاجه لتذكر الشخص الذي أكونه حتى أستطيع الخروج بقرارات تشبهني.

وصلتني رسالة من أل فياتشيني يخبرونني بها بإعادة الفستان وأنهم سيرسلون أحد الموظفين لنقله من القصر.حملت الفستان من الخزانة حيث كنت أضعه في غطاء من القماش الشفاف لحماية الخرز من التلف والإحتكاك مع باقي الملابس. حملته للمرآة أضعه بخفة على صدري أتذكر شكلي به في الموعد رغم أن إنعكاسي ذلك اليوم كان مختلفا ومملوئا بالمشاعر عكس اليوم.

لا يمكن وصف دواخلي بأي شيء غير القلق والترقب والكثير من التأمل..في الرجل الذي أنا معجبة به وهو معجب بي.وفي الأشخاص الذي نحاول حمايتهم بالتخلي عن إعجابنا هذا.

رافقني الحراس أمام البواية حيث ينتظرني موظفين من دار أزياء أل فياتشيني.حاولت إقناعهم لدقائق طويلة للسماح لهم بتجاوز البوابة على الأقل لكنهم رفضوا بشكل قاطع

"إنها الإجراءات سيدتي..لا يدخل أي أحد إلى القصر إلا وله علاقة بأل سولارا والسيد سولارا بنفسه أمر بدخوله.." كانو يرددون كل مرة.

إستسلمت في النهاية وتجاوزت البوابة معهم,قدم الحارس الصندوق الذي يحمل الفستان لأحد الموظفين. كنت واقفة فقط أمرر عيني بتلف على الشارع الخالي في الخارج والهواء يصعق دواخلي بإنتعاش غريب.لم أشعر بأننا في الخريف حتى  تلك اللحظة وكأن التواجد طوال الأيام الأخيرة في القصر جعل الأيام والمواسم تتجمد كما تتجمد مشاعري وأفكاري.

"أخبر السيدة ميوتشا أنني ممتنة جدا لبادرة لطفها معي.."

تقدم الموظف نحوي ومد ظرفا صغيرا لي,كان الظرف مختوما بالشمع بشعار أل فياتشيني.

"ما هذا؟" سألت

"السيد ميوتشا تدعوك من أجل العرض الأول الإفتتاحي لموسم الخريف أنستي.."

وجدت نفسي أمزق الظرف وأخرج البطاقة داخله ما أن إقتربت من الجناح الغربي.وددت أن أفتحه ما أن أصل للغرفة إلا أن الفضول غلب علي.كانت بطاقة بيضاء صغيرة تحمل إسمي..إسم صوفيا سولارا وموعد الإفتتاح وهدف العرض الإفتتاحي مع توقيع ميوتشا الخاص وطابع أل فياتشيني المعتاد.

إتصلت مرتين بأغوست من جهاز الإتصال لكنه لم يجب ثم أعدت الكرة من جهاز الإتصالات في القاعة الرئيسية حيث إنذار الطوارئ.جهاز الإتصال في الغرفة كان دون وسائط وخط منفصل تماما عن شركة الإتصال كان هذا ما اخبرني به.

عكس الجهاز الإتصال في الدور الأول فكان يوصلني بموظف من جهة الإتصال أولا.

"ما الذي أستطيع مساعدتك به سيدتي؟" خرج الصوت ما أن ضغطت الزر ورفعت السماعة إلى أذني.

"أريد التحدث مع السيد سولارا"

"دقيقة سيدتي.." إنقطع الخط لبعض دقائق قبل أن أسمع صوت أغوست

"نعم" تكلم

"مرحبا" كنت أمسك بالبطاقة في اليد الأخرى بينما أتأمل السلالم.لم أكن أرغب برؤية الموجهة أمامي وأنا أتحدث معه لسبب ما.

"أنا أسمعك" أخرجني من شرودي ما أن سئم من صمتي المفاجئ. بدى مشغولا وجديا أكثر من اللازم كمحادثتنا صباح اليوم.

"ستأتي قريبتي لتبيت معي..سأحتاج لمن يقلها إلى هنا" قلت

"حسنا."

"هل هذا كل شيء؟"

لم يكن كل شيء إلا أنني شعرت بالثقل لإخباره برغبتي الشديدة لقبول دعوة السيدة بيرتين,حتى وأنا أعرف أنه سيكون قبل العرض بيوم فقط.وأنه يعرف بمحادثتي مع الموظف وبالدعوة قبل أن أحدثه أيضا.

لم يكن التحدث عن ما أرغب به سهلا مع ذلك..خصوصا معه.

"أرسلت السيد ميوتشا بيرتين دعوة من أجلي خصيصا للعرض اللإفتتاحي...سيقام يوم الجمعة..أرغب بالذهاب سيد سولارا.."قلت بنفس واحد أترقب جوابه.

"ظننت أنني وضحت موقفنا لك.."

"أعلم..أنا أتجهز منذ أسبوع الأن وأتعلم كل ما استطيع تعلمه..لكن هذا ليس كافيا,لا أستطيع التجول في الغرفة والحديقة وتناول الطعام فقط لأيام منعزلة عن كل شيء.أنا أفقد رباطة جأشي هنا..أشعر بالإختناق والضجر.."

كان صامتا فقط وخمنت أنه يفكر في ما قلته.كنت مدركة أنه يعرف أكثر مني أن تصرفاتي الأخيرة المندفعة كان سببها الضغط الذي يضعني فيه بإجراءاته الخانقة وسبب كبير من جديته المبالغ فيها في كل ما يخصني هو أنني ربما أذكره بتمرد صوفيا ويخاف أن أتهور وألقى نفس مصيرها بينما لا يبقى مكتوف اليدين.

حتى وأنا مؤمنة بأننا لا نتشابه وأن ما أتصور التمرد عليه يمشي في خط متوازي مع صوفيا سولارا إلا أنني أحببت وقع تأثير ما أقوله عليه وهو يفكر في إحتمالية خسارتي بتصرفاته.

"سأذهب لساعات قليلة فقط برفقة الحراس وأعود.." إسترسلت

"لا نملك الوقت ل.."

"أغوست" قاطعته.

ما أن سمع إسمه حتى توقف عن الحديث,لم أتجرأ على مناداته بإسمه المختصر هكذا بصوت عالي وبالحميمية نفسها كما فعلت في تلك الحظة إلا أنني شعرت للحاجة لشده إلى كلامي بشكل شخصي وإخراجه من بذلته المتحجرة للسيد سولارا التي تتحدث فقط ولا تصغي تأمر ولا تراعي.

"بيننا عقد لا سجن..سأفقد صوابي قبل نهاية الأسبوع لو بقيت يوما أخر داخل القصر..تسمح لي بقبول دعوة السيدة بيرتين أو قبول دعوة مانويل..إختر واحدا.." حاكيت لهجته الصارمة والمتعالية أخرج أخر ما لدي.علمت أن ذكر حفل مانويل سيكون للضغط عليه فقط وأنه سيقبل ذهابي للعرض دون شك.ولم يخب ظني لأنه فعل في النهاية

"لن تحدثي أحدا,لن تجيبي على أي أسئلة..ولن تتأخري"

"حسنا..شكرا"

وجدت الموجهة بجانبي ما أن تجاوزت الردهة,كانت تفتح مكتب السيد سولارا-الجد الراحل وتبتعها إلى المكتب حيث قضيت أسوأ أربع ساعات في تعلم اللغة الفرنسية.
كانت لهجة الأخيرة قوية ومرفوعة لأبعد حد ويصعب فرز وجود بعض الحروف بين كلماتها وهي تتحدث ما يجعل نطقي بعدها أسوأ بكثير منها.
إقترحت أكثر من مرة أن تريني الكلمة فقط وسأسمع تسجيلا صوتيا لها ما أن أعود للغرفة. إستخدام الأنترنت لم يكن أمرا صعبا للتعلم إلا أنها رفضت وضجت عقلي بأصواتها المشوهة.

خرجت من المكتب مرة واحدة إستأذنت فيها كي أستقبل لارا وأقودها للغرفة وبعدها  عدت.إنتهينا قبل غروب الشمس بقليل.

كانت أطرافي تتحرك بصعوبة من الساعات الطويلة التي قضيتها في الجلوس.لم أكن معتادة على الكراسي الخشبية الصلبة,جميع الكراسي في القصر تحمل قاعدة جلدية مبطنة بالقطن من الداخل.حتى في المنزل كانت تخيط والدتي القواعد القماشية وتوصلهم بالخشب والكراسي الحديدية.

لم تبدي الموجهة أي إنزعاج رغم هزالة جسدها ورفعة هيكلها النحيف.بدت صلبة ولا تتأثر بالألم الذي يسببه الواجب.

لم أسألها أي أسئلة خارجة عن ما كانت تعلمه لي كما إعتدت أن أفعل.كنت شاردة الذهن وكل ما أردته هو الصعود إلى الغرفة والتحدث مع لاريس حتى الفجر.كما أنها لم تترك لي أي فرصة في التفكير في شيء أخر غير نطقي الذي لا يروق لها.

صعدنا للطابق العلوي معا وإفترقنا هي إلى غرفتها وأنا إلى غرفتي في نهاية الرواق حيث تنتظرني لاريس.

لارا:

سحبت لارا الأرائك في غرفة الجلوس إلى الردهة وأفرشت ملاءات السرير النظيفة على السجاد ترمي بالوسائد بعشوائية على الأرض.

كانت تلك فكرة كلير,ما أن فتحت الباب لها أخبرتها بصوت يتغلب عليه التعب أنها ترغب بالإستلقاء على الأرض.

"هكذا أفضل بكثير" إستلقت بجانب لارا التي مازالت ترتب الملاءات من جانبها.

كانت كلير ترتدي قميصا أبيض وتنورة سوداء قصيرة مع سترة بنفس اللون,اللباس نفسه لموظفات الإستقبال في الفندق.

"هل هي بخير؟"سألت تنظر للارا التي تستلقي بجانبها.

"لا تخبرني بشؤونها لكنها تبدو بخير.." أجابت بإقتضاب تتذكر مكالمتهما الأخيرة قبل أن تسحب الأرائك.سمعت كلارا المحادثة أيضا كما أنها تحدثت معها لبعض الوقت ورغم ذلك لم يكن لأي شيء أن يقربهما لما يحدث مع تاتيانا.

"ماضيها وحاضرها وحتى ما تفكر به وخططها للمستقبل دائما تظهر بشكل غامض..حتى بالنسبة إلي.." علقت بنبرة جامدة على عكس نبرتها المتحمسة والمفتعلة التي صدحت بها قبل دقائق في الهاتف.

ضحكت لارا جاعلة من الأخرى تستدير نحوها بإبتسامة متوترة.

"ماذا؟" إبتسمت بإتساع

"من الغريب أن أسمع منك كلاما كهذا..إن لم تعرفي تاتيانا إذا لا أحد يعرفها.."

رفعت كلير شعرها عن وجهها في قبضة محكومة تربطها للأعلى بينما تستقيم بجذعها العلوي بحركة عفوية.

"لا يمكنني الجزم في أي شيء تخصها كيفما كان..كل واحد من معارفها يملك جزئا منها حتى يظن أنه هي وفي تلك اللحظة فقط تظهر جزء أخر مختلف تماما يجعل كل ما نعرفه يتبخر..ربما هناك شخص واحد رأى أجزائها بأكملها.."

"من؟ زوجها السابق؟" سألت بفضول

نظرت إليها كلير للحظة وكأن الكلمات تحرق فمها من الداخل

"ربما.."

"أيا يكن..ماذا حدث للحاسوب؟"غيرت الموضوع

إستقامت لارا من مكانها وإتجهت للغرفة حيث وضعت الحاسوب وعندما عادت وضعته بحذر على حضن كلير المتفاجئة.

"هل أنت متأكدة أن ريكو من قذف به من السرير إلى الأرض؟ المسافة ليست عالية جدا لا يمكن أن يحدث كسرا كهذا.."

أومأت لارا بتوتر فقط تنظر إليها وهي تحاول فتحه.

"لايهم لقد كان حاسوب خوسيه القديم..هو لا يتذكر إن كان يملكا واحدا الأن." وضعته جانبا ما أن يئست من محاولة فتحه وعادتا للتمدد.

لم تبدو كلير منتبهة جدا لإنفعالات لارا الواضحة عن غير العادة,كانت الساعة تتجاوز الحادية عشرة ليلا وهي منهكة جدا لتلاحظ أي شيء أخر الأمر الذي كان في صالحها.لم تنوي إخبار كلير بالحقيقة بأكملها.

أخبرتها عن ألبيرت وكيفية لقائهم وعن كونه رجلا غنيا ويملك خطيبة وعن لقائهم الأخير أيضا لكنها أخفت من يكون وإسمه الكامل كما إمتنعت عن إخبارها بشأن النادي ويومها السريالي الذي قضته بين رمي ملابسها الفاخرة التي لم تدفع تمنها وبين القلق من التخلي عن كل شيء والإنتقال إلى كومو وبالطبع لم تخبرها أنها رمت حاسوبها على الأرض عمدا في لحظة غضب جارف.

علمت أن حتى المواساة التي تحتاجها من كلير لا ينبغي أن تتعدى الحدود التي وضعتها.عكس ماريا روزا كلير كانت إمرأة ناضجة كتاتيانا وقد تتخلى عن صداقتهما من أجل ما تراه صائبا وتخبر تاتيانا بكل شيء.

لم تكن لتخاطر..

"إذا؟ ماذا حدث بعد ذلك؟.."

جفلت لارا فجأة تستدير نحو الأخرى

"لم يحدث أي شيء..لم أخرج من المنزل منذ تلك الليلة..كما أنه لدي أمور أخرى لأقلق بشأنها.." إمتنعت عن ذكر تهديد والدتها وحاجتها للعمل في أخر لحظة ما أن تذكرت حديثها مع ماريا روزا.

سألتها بعد ذلك عن خطيبته وعن موعدهما الأخير قبل أن تنجرف للتحدث عن لقائها مع زوجها لأول مرة والتضحيات التي قدمتها كي يستطيع كلاهما الزواج قبل إنتهاء الجامعة.شعرت لارا في البداية بالضيق وتغلغل شعور الندم في داخلها للإنفتاح لكلير لكنها إسترخت ما أن بدى لها أن حديثهما في إتجاه أخر يريحها أكثر.

عندما إتصلت بكلير لتخبرها بإنكسار الحاسوب علمت أنها سترغب بأي فرصة للقدوم إلى منزل تاتيانا لتتصادف معها وربما يبعدان التشاحنات بينهم وهذا ما كانت تهدف له أرادت أن تأتي وتجد فرصة قبل رجوع تاتيانا لتتحدث معها.ظنت أن كلير كما تقول عنها تاتي شخص يبيح كل شيء في الحب وأن ربما إمرأة كهذه قد تفهم هفواتها المحرجة التي قامت بها في سبيل حبها المتوهم برجل إكتشفت أن له خطيبة يحبها.إلا أن هذا لم يكن صحيحا المرأة أمامها كانت صورة هزيلة لإمرأة أهزل من الداخل.

عقلي وجسدها وحتى قلبها كان مشغولا,بدى أن التفكير في شخص أخر أو حتى الحكم عليه لا يحكم بأولوياتها.لسبب ما شعرت أنه لو صرخت أمامها أنها إستعملت حاسوب زوجها لتترصد ألبيرت سالفاتوري وتدفع من المال الذي جنته من عملها كمنظفة للصحافة الصفراء لتسريب معلومات خطيبته لها فلن تهتم وقد تشبع فضولها المؤقت بالأسئلة فقط وتشرب كأس من المارغاريتا قبل أن تفرغ أفكارها تماما أمام عتبة الشقة وتذهب فارغة الذهن إلى أطفالها وزوجها المتطلبين بينما تستعد لعملها المتعب يوم غد.

تمددا على الأرض لساعات بينما يتحدتان فقط,عن كل شيء ولا شيء لم تذهب لارا للنوم إلا بعد الساعة الثانية صباحا.
ودعت كلير التي توجهت لغرفة تاتيانا كي تنام الليلة هناك وإستقلت على سريرها بملابسها الداخلية فقط تحضن ريكو الذي وضع رأسه المدور على عنقها.مدت يدها بعفوية تحت الوسادة كما إعتادت أن تفعل وهي تضع صورته هناك ونامت.

أيقظتها كلير صباحا بصعوبة تقبل وجنتها وتداعب بأطراف أصابعها رأس ريكو قبل أن تذهب إلى العمل,عادت للنوم بعدها حتى العاشرة صباحا.شربت كوبا من القهوة السوداء المرة وأعادت الإتصال بأختها ساندرا ما أن رأت رسائلها.

"مرحبا"

"لاريس" صدحت ساندرا

"ساندي"

"لما لا تجيبين على رسائلي؟" كانت تتحدت بلهجة غير مفهومة حتى للارا,العيش في الضواحي أثر على نطقها تماما. كانت ساندرا الأخت الثالثة للارا,تكبرها بست سنوات

"...إتصلت بك مرتين ليلة أمس"

"لم أنتبه للهاتف.." ودت لو تخبرها أنها مريضة وأنها متعبة لكن التحدث عن إهتماماتها المعوجة لأخواتها وإن كانت ساندرا لم يكن أمرا مقبولا أبدا.أخواتها ليسو أقل تحفظا من والدتها,أغلبهن قد تزوج بعد سن العشرين بأول رجل بهيئة محترمة يعترف بإعجابه لهن.لم يملكن أي طموح أخر غير الإبتعاد عن فارنا وعن أعين والدتهن وبخل والدهن.

"تحدثت معي والدتي ليلة أمس قالت أنك ستأتين إلى كومو.." صوتها كان هادئا إلا أن الترقب كان طاغيا على تعرجات نطقها للأحرف وكأنها ترغب بأن تتأكد مما تقوله.

"أنت تعرفين والدتنا هي تنجرف دائما.."

"لن تأتي إذا؟"

"لا..لا أعلم..مازلت أبحث عن عمل إن سائت الأوضاع سأترك ميلانو وأتي إليك.."

تحدثت ساندرا لدقائق طويلة عن كومو ما أن أوضحت لها إحتمالية قدومها وذكرت بالحرف ما سبق وأخبرتها والدتها على الهاتف,بدى أن كلاهما قد تحدثا عن الموضوع من قبل إتصالها بوالدتها ولسبب ما شعرت أن والدتها ليست جاهلة بوضعها كما تظن وربما هي تترصدها كما تعودت أن تفعل.

"زوجي سيسافر بعد أسبوع في رحلة عمل طويلة لن يأتي قبل فبراير..سأكون لوحدي طوال هذه المدة..أود لو تكونين معي هنا أيضا..وإن كرهت فارنا وأناسها مازلت أشعر بالغربة والوحدة في كومو..كما أن حمل طفل في أحشائي صعب..صعب جدا لاريس"

إنتهت مكالمتها مع ساندرا بصعوبة,علمت أن الأخيرة تعاني أيضا وما ترغب به هو نوع من المواساة التي لن تقدر لارا بتقديمه إليها.لم ترغب بتقديم أي وعود لها بشأن قدومها كما لم ترغب بأن تستسلم بسهولة بعد تخطيطها لسنوات كي تنتقل لميلانو.

المدينة نفسها التي ولدت فيها مارسيليا دولتشي بطلة فيلما المفضل وحيث صور الكثير من مشاهدها المفضلة.حلمها الصغير كان مرتبط بميلانو وليس غيرها وإن وجدت عملا أم لا,وجدت الحب أم لا ستبقى أحلامها مرتبطة بهذه المدينة لوحدها.

إستحملت بعدها وإستلقت بجانب شرفة غرفة تاتيانا تنظر إلى الشارع المقابل بشرود بينما تداعب ريكو.قضت مدة طويلة قبل أن تراسل ماريا روزا ويتحدثا لبعض الوقت.

"سأتصل بك" أرسلت لارا

"لا أستطيع..أنا مشغولة الأن.."

"بخصوص الشخص الذي تحدثي عنه..أرسلت إسمه لأحد مصادري من أعضاء أربرازا..بما أنه شخص عادي وليس مشهورا لن يأخد الأمر الكثير من الوقت..سيرسل لي الملف مساءا على الأغلب.."

"أربرازا؟"

"مجتمع مغلق للأخبار السيبيرانية..أهدافهم مختلفة,لكنني طلبت خدمة شخصية من أحدهم...لا تنتظري أن أقوم بأمر كهذا مجددا..

الأمر مختلف تماما عن التحري عن شخص مشهور,أغلب الأعضاء في الأمن السيبيراني لا يقدمون معلومات شخصية للمواطنين العاديين..هذا ضد سياستهم.."

"حسنا..هل مازلت ستأتين اليوم إلى قصر أل سولارا؟"

"سأنتظر مجيء تاتيانا من العمل أولا.."

"حسنا..أخبريني عندما تكونين جاهزة سأطلب من السيد سولارا أن يرسل سائقا من أجلك.."

"وأيضا لاريس.."

"هل يمكنك تقديم خدمة أخرى لي..أعيدي ماكينة الخياطة للرجل العجور أمام المحل التجاري,لديه محل لبيع الأشياء المستعملة وإصلاحها..أخبريه أنني ممتنة أيضا للطفه معي"

فتحت لارا الخزانة تنظر لماكينة الخياطة التي لم تحركها منذ ذهاب ماريا روزا حتى أنها نست أمرها تماما.لم يكن من الصعب حملها,حجمها كان متوسطا وجزء كبير من الماكينة مصنوع من البلاستيك الذي يجعلها أخف من باقي الماكينات التقليدية.

فكرت بطلب مارياروزا على أنه فرصة لتستنشق البعض من الهواء حتى لا تركز على إنزعاجها الواضح من الخروج من المنزل.

عادتها في الإنعزال كعثة في الأرفف عادت لتقييدها إلا أن حزنها كان يغلب على عاداتها..كانت تحتاج تغييرا والكثير من المواساة.

عندما دخلت إلى المتجر لمحت إمرأة شابة خلف زجاج المكتب تجلس بضجر بينما تغرس أصابعها في لوحة مفاتيح صغيرة بجانب الحاسوب.

"مرحبا..أنا هنا لألتقي صاحب المتجر...لدي ما أعيده له.."

لم تجب المرأة لدقائق ووقفت مشدوهة أمامها تجمع كلماتها.

خرجت بعدها فارغة اليدين إلا أن بالها كان مشغولا مع المرأة في الداخل.التي كانت حفيدة صاحب المتجر وتديره بعد موته الذي مر عليه ثلاث أسابيع.كانت تعلم أن تاتيانا من أحضرت ماريا روزا إليه وهناك إحتمال كبير أن يكون الرجل من معارف عمتها يولاندا.

عمتها التي لا تزال حية في مكان ما لا تعرفه إلا تاتيانا.

تحولت في السوق التجاري لبعض الوقت وأحضرت بعض الفيتامينات والمكملات الغذائية مع علبة كبيرة من علب القهوة والشاي.

دفعت من المال الذي قدمته ماريا روزا لها وعادت أدراجها.منذ مرضها الأخير وهي بالكاد تقدر على تناول أي شيء,حتى التفكير في الطعام كان يثقلها.وإن كانت تحب ذلك في قراراة نفسها وتستمتع بشعور الرضى بعد كل يوم ينقضي دون أن تفقد نفسها أمام الطعام فهي مدركة أنه شعور مؤقت وسيعود على صحتها بالهلاك فقط.

ما أن إقتربت من الشارع الرئيسي الذي يفصل بين مقتطع الطرق والحي الذي تقطن فيه أوقفتها عربة سوداء مفحمة تقطع الطريق أمامها. شهقت ترمي بالكيس على الأرض بينما ترجع للوراء إلا أن ذعرها أصبح أخف ما أن خرج الرجل أمام السائق وفتح الباب الخلفي مظهرا ريكارد في الداخل.

"تقدمي" أومأ لها بيده الملفوفة بالقفاز الجلدي بينما يحمل بيده الأخرى العارية سيجارة كوبية وينفث الدخان بإتجاهها.

جزء من الراحة الذي إعترتها وبصرها يقع عليه إختفت تماما ما أن نظرت إلى مظهره المبعثر. كان يرتدي بذلة مفحمة دون سترة,أزرار قميصه مفتوحة تظهر وشومه التي تصل لجزء من عنقه في الخلف.وعلى صدره حزام جلدي يظهر مسدسين ذهبيين يقوم بلمس حوافهم بعفوية كلما تكلم.شعره كان مربوطا في قبضة صغيرة للوراء وعينيه محمرتين ومنطفئتين.

أومأ لها بيده كي تتقدم بينما يمسك السيجارة بين شفتيه ما أن لاحظ تجمدها وتجاهلها التام لكلماته. وكما أخبرها تقدمت بضع خطوات نحوه.

"سأسألك بعض الأسئلة فقط..لا تذعري.." صوته الجاف والحاد الممزوج برائحة الدخان الذي ينفثه أمام وجهها جعل خوفها يزداد وأطرافها ترتجف ما جعله يلين بضيق من لكنته.

"هل عادت تاتيانا من العمل؟"عادت نبرته الجامدة للظهور.

"إنها الظهيرة..هي لا تنتهي قبل الرابعة.."

"لا أقصد اليوم..بالأمس..هل عادت إلى المنزل؟"

تجمدت لارا في مكانها تتذكر موعد تاتيانا بالأمس كما أنها لن تنم في المنزل كذلك.

"إن كذبتي علي سأعرف.."

"لا" نبست بصعوبة وهي تنظر لملامحه المجبرة كصنم من الجبص.

عاد لوضع السيجارة بين شفتيه بينما يدفع الباب نحوه وتحرك السيارة مجددا مبتعدة عن طريقها.ظلت في مكانها لدقائق تستوعب ما حدث قبل أن تعود للمنزل أخيرا. ترددت في أن تتصل بتاتيانا وتخبرها عن زيارته الغير ودودة لها.وظلت ساعات بعد ذلك تفكر في ما ستقوله ما أن تعود من العمل.

عندما قاربت الرابعة لمحت سيارة أل سولارا  بشعار بالعملتين الذهبيتين تنتظرها خارجا وبعدها بدقائق فقط دخلت تاتيانا إلى المنزل وهي بالكاد تستطيع جر قدميها عن الأرض.

"هل أنت بخير؟" سألت

"متعبة فقط.." توجهت لغرفتها تتمدد على السرير تتبعها لارا.

"كنت أنتظرك لتأتي أولا كي أخرج.."

رفعت تاتيانا نظرها نحوها تفحص مظهرها البسيط الذي لم تعتد عليه.والذي يدل أن الأخرى لن تذهب في موعد

"إلى أين؟"

"قصر آل سولارا..ماريا روزا لا تستطيع الخروج هذه الأيام..يجب أن أزورها..أرسلو سيارة لإيصالي كذلك.."

همهمت فقط تعود لحضن الوسادة بينما يمسح ريكو رأسه في بطنها.

وقفت أمامها للحظات طويلة تحاول إستجماع شجاعتها وكلماتها لتقول ما عندها إلا أنها عجزت عن وضع سياق مناسب وقررت إخراجه مرة واحدة.

"إلتقيت بريكارد اليوم..سألني إن نمتي في المنزل ليلة أمس كما أنه هدد أنه سيعرف لو كذبت عليه..لقد كان مخيفا وقد ذعرت.."

إستقامت تاتيانا تحمل ريكو وتنظر لها بجمود وخمول فقط. وعلى عكس توقعاتها ردها كان باردا:

"لابأس.." نبست

"هل عاد ليلاحقك؟"سألت بقلق جاعلة من تاتيانا تبتسم بعصبية واضحة.

"الحوم حولي بسيارته لا يعد ملاحقة..إتصلت بالإلكسندر لأتأكد هو لا يعرف أي شيء لا أخبره به..أخبره داميان ليلة أمس عن المطعم كذلك.."

"لماذا؟ أليس من السهل أن يعرف لو أراد ذلك.."

"صحيح..لكنه لا يستطيع..عندما تطلقنا زرت الإلكسندر وأخذت عهدا من الريسكا أن لا يلاحقني..رجال الريسكا يقدسون عهودهم عكس باقي المنظمات.." إبتسمت بإتساع هذه المرة وأردفت "سيكون عليه أن ينزاح من منصبه إن تجرأ و نكث بالعهد الذي أقسمه في المقر أمام شريكه ورجاله..لهذا هو لا يفعل ويستخدم حيله الرخيصة في إخراج الكلام ممن حوله.." تمددت تغطي وجهها بعدم إهتمام بينما تتجاوز لارا باب غرفتها إلى الخارج.

فتح السائق باب السيارة لها ما أن وصلت للقصر,إستغرق دقائق طويلة ليدخلها من البوابة الرئيسية إلى الملحق الغربي حيث ماريا روزا تنتظرها أمام الباب بإبتسامة واسعة.

"تأخرتي" عانقتها بخفة تنظر إلى وجهها الشاحب بينما يدخلان إلى الداخل.

"إنتظرت تاتيانا كي تعود قبل أن أخرج من المنزل.."

كانت تتبع ماريا روزا بهدوء بينما هي مشدوهة  في المكان من حولها,عينيها لم تكن ترمش من التحديق المستمر.كانت ماريا تلمع أيضا بملابسها الفاخرة وشعرها الذهبي وإبتسامتها الصادقة.
عكس لارا تماما.

لم تكن تلك المرة الأولى التي تزور فيها المكان,تذكر دخولها هي وتاتيانا ليلا إلى هناك بينما يتتبعان إحداثيات هاتف ماريا روزا التي أوصلتهم لغرفتها.إلا أنه بدى مختلفا ليلا

توجهو نحو الغرفة وانسدحت لارا على السرير ما أن وقع نظرها عليه.

"أحضرت ملابسا للنوم؟"سألتها ماريا روزا بينما تبحث في الخزانة.

"لا."

"لا أملك شيئا بمقاسك.."

"لابأس..أنام بملابسي الداخلية مؤخرا.." ابتسمت جاعلة من إبتسامة الأخرى تتسع

"حسنا.. سأذهب الآن..سأعود ما أن أنتهي "غادرت ماريا روزا الغرفة وعرفت لارا أن الاخيرة كانت تراسلها وهي في إجتماع مع أحد موظفين أل سولارا.

لم تتحرك من السرير لساعة كاملة.كل ما فعلته هو فتح الحاسوب وتفقد بريدها الإلكتروني  في إنتظار إرسال الملف الذي أوصت عليه.

كانت قد نقلت جميع البيانات من هاتفها لحاسوب مارياروزا كي يسهل عليها تفقدهم.رتبت البيانات ومسحت جميع الملفات عن ألبيرت بتردد وتوتر شديدين.رفضت حتى تفقد صوره من الملفات قبل حذفهم.

لكنها لم تجرأ على حذف ملف واحد..ملف إيما الذي أرسلوه لها قبل أيام.لم تكن قد قرأته بشكل كامل,قرأت القليل من البداية ومنعت نفسها لأيام للرجوع إلى قرائته.لأنها ببساطة لا ترغب أن تكون فضولية بشأنها وإن كانت فضولية بالفعل.

"يجب أن تهتمي بشؤونك الخاصة لاريس" ذكرت نفسها رغبت بحذفه إلا أن شجاعتها تخور فجأة وتجد نفسها تتجاهله فقط.

تجولت في الغرفة لبعض الوقت.فتحت الخزانة ولمست الملابس كما أنها قاست البعض منها أيضا وفتحت الأدراج تبحث عن أي ملابس قد تليق أن ترتديها ما أن تستحم.إنتهى بها المطاف بإختيار أحد الفساتين القديمة لماريا الذي كانت تضعهم في نهاية الأدراج.

الإستلقاء في حوض الإستحمام الكبير بين الصابون المعطر غير مزاجها تماما لم تدرك كم مر من الوقت حتى سمعت طرقات خفيفة على الباب.

"يمكنك الدخول"

تقدمت ماريا روزا إلى الداخل تحمل بعضا من الملابس والفوط تضعها على المنضدة الرخامية في الحمام.

"طلبت من الحراس أن يشترو ملابسا على مقاسك..لا أرغب أن تنامي بجانب على السرير بملابسك الداخلية" إبتسمت ممازحة إياها فيما رمت لارا القليل من الماء على وجه الاخرى التي رجعت للوراء.

"إنتهيت من الإجتماع؟" سألت تعود لملامحها الجدية

"ليس إجتماعا..أحضر السيد سولارا موجهة صوفيا لتقوم بتوجيهي للظهور العلني..نلتقي كل يوم ..الأمر أشبه بالدروس التعليمية"

"لا أحسدك" نبست لارا بسخرية.لا يخفى على أحد يعرفها كرهها الشديد للمدرسة.

وضعت ماريا روزا الأزهار المجففة على حوض الإستحمام.

"لاشيء أفضل من حمام إسترخاء بعد التعافي من المرض" تجاوزتها نحو الباب بعد ذلك وإسترسلت "سأنتظرك من أجل تناول العشاء معا..أنا اتضور جوعا لا تتأخري.." 

نسيت لارا ما قالته ماريا روزا وقضت ساعتين تسترخي في الحوض دون حراك.لم تخرج إلا بعد أن عادت الاخرى للطرق على الباب بتذمر.

تناولا العشاء معا أمام الشرفة,كانت تلك الوجبة الأولى التي تتناولها لارا بعد أيام من المرض وتناول الفيتامينات والشاي فقط.

تحدثا عن تاتيانا لبعض الوقت وعن كلير وحتى أنها أخبرتها بشأن السيد العجوز الذي قدم لها ماكينة الخياطة.كانت تشعر ببعض الإرتياح لإمتناعها عن إخبارها منذ البداية لأنها لم تلمس طعامها منذ أن أخبرتها وتعكر مزاجها لبعض الوقت.

"لا أعرفه جيدا,إلتقيت به مرة واحدة فقط..كان لطيفا معي مع ذلك..وقدم لي ماكينة الخياطة الخاصة بإبنته.."

"هل تاتيانا تعرفه؟"
"نعم..كما أنه سألها عن عمتها أيضا"

لم يتحدثا عن الموضوع مرة أخرى وتجاهلا التحدث عن تاتيانا كذلك لتجنب الخوض في تفاصيل حياتها الفوضوية مؤخرا التي تنعش فضولهما معا.كل ما أخبرته به هو لقائها بريكارد والذي ضحكا عليه معا.

"كان سيغمى علي من الخوف..هو وسيم مع ذلك.." علقت لارا دافعة ماريا روزا للضحك.

إستلقا على السرير كما إعتادا أن يفعلا في فارنا وفي منزل تايتانا أيضا.من قبل كانت تتذمر من مشاركة ماريا روزا للغرفة معها كلاهما كان يملك عادات مختلفة تماما.في النوم وفي الإستيقاظ وفي كل شيء ما يجعل الشجارات لا تنتهي بينهما.

إلا أن الإختلافات بدأت تتبدد اليوم ,كانا يتشابهان..القريبتين المنحوستين من عائلة فيغو الملعونة.كلاهما تائه وحائر ويحتاج للرفقة والمواساة.

أطفأت ماريا روزا الإنارة في الغرفة بأكملها وفتحت الشرفة بينما تحمل لارا الحاسوب.

"لقد وصل الملف" صدحت لارا جاعلة من الأخرى ترتمي على السرير بجانبها بفضول.

"إفتحيه"

"أخبريني من هو أولا" أصرت لارا

"سأخبرك لاحقا..إفتحيه أولا.."

"آرجي إيفرو.."

"هل إسمه الحقيقي أرجي ظننته إسما مختصرا"

"هو فرنسي..27 سنة..إنتقل لباريس في عمر 17 وإلى إيطاليا في عمر 22..لديه سجل حافل بالتجارب,عمل في الكثير من العروض كمصفف شعر...متزوج حديثا.."توقفت لارا عن التحدث تنظر لماريا روزا

"كيف تعرفينه؟"
"قابلت يوم الإفتتاح..هو من صبغ شعري ووضع الزينة..قدم لي بعض الإكسسوارات أيضا,حذاء,حقيبة وحتى القرطين.."

"كيف دفعتي لكل هذا؟"

"هذا الجزء الغريب أنا لم أدفع..نسيت أمره بعد كل ما حدث,كنت أحاول إيجاد أقرب فرصة لأعيد ما قدمه لي لكن أمرا أخر طرأ.."

أخذت الحاسوب منها تظهر صور الحقيبة والحذاء لها

"هل ترين..ثمنهما معا يفوق 18000 يورو!..مهما فكرت يبدو الأمر غريبا بالنسبة إلي..لم أخبره أنني صوفيا سولارا..عرفت نفسي بإسم أخر وإن كان قريبا لصوفيا سولارا لم يكن أي شيء في مظهري يدل على الثراء..نسيت حذائي الرياضي هناك أيضا.."

"ألم يطلب منك أي مقابل إذا؟"

"طلب ان أرجع كل ما قدمه لي ..حتى أنه أسماه بالإستثمار.." قدمت الحاسوب للارا تتمدد على السرير بجانبها.

"ماذا تقصدين بالإستثمار؟"

"هذا موضوع طويل.."معالم عدم الإرتياح كانت واضحة عليها

"سأحب أن أسمعه رغم ذلك.."

على مضض وبإيجاز حكت لها تفاصيل ذلك اليوم وكيف إنتهى به الأمر للحديث عن أغوستينو سولارا الغامض وحبيباته الموسميات ما أن عرف أنها ستذهب للإفتتاح.

"إذا هو يرغب بشيء من السيد سولارا.."خمنت

"ربما..وربما هو يرغب بأن يتم ترقيته ليس إلا..رغم هذا يبدو الأمر غريبا..لن تقدم أغراضا باهضة الثمن لكل فتاة تصادفها أول مرة.لم يبدو ودودا أو مساعدا كذلك.."

"لا توجد  أي معلومات مثيرة الإهتمام هنا.غير مساره الدراسي,عمله وبعض المعلومات الشخصية العامة..سيكون عليك أن تقابليه وتسأليه بنفسك.."

أومأت بتفهم تعيد نظرها للملف المفتوح مع لارا.

"يجب أن أعترف أنه مستثمر جيد..فزت بالسيد سولارا في النهاية" مزحت لارا تضع الحاسوب جانبا بينما تتمدد هي الأخرى.

"لا تجمعني أي علاقة معه.."نفت بحزم

"ألم تذهبي في موعد معه تلك الليلة..اليوم الذي ذهبنا فيه إلى التسوق..أليس ذلك هو السبب الذي أصررت من أجله على إقتناء فستان الخرز؟" رفعت لارا جذعها العلوي تضع ذراعها خلف رأسها دافعة بجسدها للإسترخاء.

"صحيح..لم يكن موعدا من ذلك القبيل رغم هذا"

أخبرتها بعدها بشأن ما حدث وعن إكتشافها للحقيقة التي تجاهلتها طوال تلك الأيام

"ظننت أن السيد سولارا رجل عجوز..أنت محظوظة ..يملك وجها لا تستطيعين إيجاده حتى في المجلات.."

"هل أنت معجبة به؟" سألت

حتى والظلام يغلب على الغرفة كانت تستطيع تمييز نظرات ماريا روزا الثاقبة والتي لا تنزاح عنها.تذكرت الليلة الصيفية في فارنا عنما تحدثا عن الحب والمال وأصرت ماريا أن المال هو كل ما يهمها.همت بتغيير الموضوع لكنها توقفت ما أن سمعت صوتها.

"نعم..."

في حالات أخرى كانت لارا لتسخر منها وتضايقها كما إعتادا أن يفعلا كلما إعترفت إحداهما بإعجابها برجل ما.لكنها لم تفعل,لا شيء في صوت ماريا روزا كان يدل على الحب.بدت مرهقة,وكأن التفكير وحده بمشاعرها يرهقها.

"هو معجب بي أيضا.."أردفت

"هذا جيد..أليس كذلك؟ّ" كانت تعرف وضعها الصعب وبشأن العقد بينهما والخطر المحدق الذي يلحقها لكن للقلب دائما مسار أخر.وهي تفضل أن تعيش كل هذا الألم والعذاب وتحضى بحب متبادل على أن تعيش المر كله لوحدها.

"ليس جيدا لارا...هناك الكثير من المخاطر...ظهوري العلني بعد يومين..سيعرفني الجميع بعدها كصوفيا سولارا..سأمشي في القصر على أنني إبنة وسليلة أل سولارا وسينظر الخدم والموظفون والحراس إلينا كأخ وشقيقته.

أي خطأ,لمسة غير متعمدة,كلمة غير متعمدة..قبلة..وسينتهي أمري..الإجراءات مشددة لكن الثغرات دائما موجودة..

أغوستسنو سولارا رجل عبقري,مثالي ومن الصعب تجاوزه لكنه ليس ملاكا وليس معصوما من الأخطاء بكل تأكيد..لقد أخطأ من قبل بالسماح لي الدخول إلى الإجتماع والدخول لحياته وسيخطأ مستقبلا أيضا.."صوتها كان يرتفع تارة وينخفض تارة أخرى ما بين اليأس,الحيرة والكبرياء.

قبل لحظات فقط فكرت لارا أن حبا متبادلا أفضل من حب من طرف واحد لكن أفكارها عادت لتتشوش.إحتمالية أن يحبها ألبيرت أيضا ويعرف بحبها له وأن يصعب على كلاهما الدخول في علاقة كان يبدو أسوأ.

"هل تتذكرين تلك الليلة في فارنا..عندما سألتك عن ما ترغبين به؟"

همهمت ماريا روزا

"قلت أنك ترغبين بأن تكوني غنية..أنظري إلى نفسك الأن..تعيشين في قصر كالأميرات..وإن إنتهى كل شيء ووجدو صوفيا ستخرجين من هنا بأموال ستكفيك وتكفي عائلتك لسنوات وأجيال.."كلامها كان لتزيح ثقل ما أخبرتها به إلا أنها كانت صادقة أيضا في كل ما قالته.عندما أقنعت ماريا روزا كي تنتقل معها لميلانو ليعيشا أحلامهما معا جزء كبير منها شعر بالمسؤولية تجاهها.

فبخلافها ماريا روزا كانت تملك عائلة تصرف عليها .أب مدمن تدفع ديونه,أخ صغير وهش ترعاه,جدة مريضة وأم متعبة من الحياة والعمل.هربت لارا من فارنا كي تحقق أحلامها إلا أن ماريا روزا دفعها الواجب والعمل.

"ماذا عنك؟ هل وجدت ما أتيت من أجله؟" كان من الواضح أنها تحاول عدم ذكر ألبيرت.

"الحب.." بصقت الكلمة بينما تبتسم بتشنج.وقع الكلمة على شفتيها كان كالتحدث عن شيء خيالي.

"ربما الأفلام مجرد أفلام..ومارسيلا مجرد قصة خيالية أخرى ماريا روزا.." كذبت تحاول إخفاء يئسها إلى الحب.

"لست كاذبة جيدة" إبتسمت ماريا روزا

"حسنا..مازلت أرغب بالحب..لكنني أبحث عن شيء أخر الأن.."

"ماذا؟"

"عن وظيفة مثلا.." ضحكت دافعة الأخرى للضحك أيضا.

"سأرسل المزيد من المال لحسابك..أعدك سأحصل على عمل مناسب من أجلك إبتداءا من الأسبوع القادم"

أومأت بتفهم فقط تزيح بوجهها عنها.لم تكن الوظيفة كل ما تبحث عنه,لاريس فيغو كانت تبحث عن نفسها وربما عن حلم آخر.

"بالمناسبة سأذهب لإفتتاحية العرض الأول لموسم الخريف..دعتني السيد ميوتشا شخصيا.."

"ماذا عن السيد سولارا؟"سألت

"سمح لي بالذهاب..من الواضح أنه سيشدد الحراسة مع ذلك.."

"هل أنت متأكدة أنك لا ترغبين بالذهاب إلى حفل مانويل؟"أردفت

تأفأفت لارا بقنوط تستدير نحو ماريا روزا

"قام بدعوتك لا دعوتي..سيكون الحفل مليئا بالمشاهير والعارضات..هل تظنين أنني سأحرج نفسي بالذهاب إلى مكان لست مدعوة له؟" لهجتها كانت متوترة كما انها تقف بين حرف وأخر وكأنها تنسى كيف تتنفس وتتحدث في نفس الوقت.

"لايهم إن كنت ترغبين بالذهاب سأتصل بمانويل وأخبره بقدومك..هو يسعى لإرضائي منذ أخر لقاء بيننا لن يرفض.."

كانت لارا تفكر في كلامها بينما تتأمل الشرفة أمامها.

"لا أعلم..سأفكر في الأمر.."

"أخبريني عندما تقررين كي أتواصل مع مانويل.."

إحتاجت لارا أن تستدير نحو ماريا روزا وتقترب منها حتى يتلاقا وجهيهما وتهمس لها أنها تحب ألبيرت سالفاتوري وتشتاق له ولا تعتقد أنها ستنساه أبدا وأنها لا تفهم كيف تستطيع أن تعجب برجل فقط وأن لا تقع بكل جوارحها في حبه منذ المرة الأولى.

لكنه لم تفعل وبدل ذلك سألتها عن ما يجعلها تفرق أن مشاعرها ل السيد سولارا هو إعجاب وليس حب.

"لأنني أعجبت من قبل بالكثير من الرجال أيضا..وإن كانت مشاعري لأغوست مختلفة جدا وإعجابي به يفوق إعجابي بأي شخص عرفته من قبل إلا أنه مختلف تماما عن الحب.."

"ماذا عن ريغوري؟ كان حبيبك.. ألم تحبيه أبدا؟"

"لا..أبدا.."

"ماهو المختلف في الحب إذا؟"

"كل شيء مختلف بشأن الحب...يستطيع الشخص التوقف عن الإعجاب لكنه لا يستطيع التوقف عن الحب.."

"هل تظنين أنه بإستطاعتك التوقف عن الإعجاب بالسيد سولارا؟"

"لا أعلم"

سرعان ما عادت الهواجس القديمة لتأكل عقل لارا وهي تفكر بماريا روزا. شخصيتها كانت تثير فضولها دائما كان من الصعب أن تفهم كيف تفكر أو ماذا تشعر. من الصعب نعتها بالبرود ومن الصعب وصف ودها بالتعاطف.كل شيء بشأنها كان ما بين وبين. حتى عيوبها وهوسها المرضي بالكذب لم يكن يجذب لها أي سمعة سيئة عكس ما كانت تتصوره.كان يجلب لها الخلافات والمشاكل.

لكن الجميع كان يحترم عقلها النابض وحسها المسؤول وروحها الحرة.

سرا ..الجميع كان يتمنى أن يصبح ماريا روزا فيغو..وإن عادوها علنا بسبب الغيرة.

أدركت وهي تسمع كلامها أنها قد تجاوزتها بمراحل.ولا يمكن القلق على فتاة بذكائها.

"هل تتذكرين حلمنا الصغير؟"سألت ماريا روزا فجأة

"هل تقصدين ليلتنا الأخيرة في فارنا؟" ذهب عقل لارا لمحادثتهما التي كانت تحاول إقناعها فيها للإنتقال إلى ميلانو.عندما أخبرتها أنها ترغب بأن تصبح مارسيلا كما ترغب ماريا روزا بأن تكون صوفي سولاري.

"لا..تلك الليلة في رأس السنة..لقد كان يوم ميلادك..وكانت ليلتي الأولى في فارنا أنا وجيوفاني بعد رحيل والدتي إلى روما"

"أنت الوحيدة التي تتذكر يوم ميلادي مارياروزا"همست

"أتذكر.." أردفت لارا

"كان المتجر مزدحما بسبب العيد..وحتى وأنا قد وصلت لفارنا للتو أجبرت على العمل بجانبك في المتجر..أرسلتنا والدتك مساءا إلى المدينة..كانت تلك المرة الأولى التي اسافر بها لوحدي في القطار.."

"كنت معك أيضا..كما أنني أكبر منك.." إحتجت لارا بطفولية

"كنا صغارا مع ذلك لارا..كما أننا تهنا عن المحطة وفقدنا 10 يورو في الطريق.." إبتسمت تنظر إلى الأخرى

" تجولنا في المدينة ..كنا نشتري ما قد دونته والدتك على لائحة المشتريات ونساوم كي يبقى لنا مال إضافي لشراء كعكة ميلاد لك..تجاوزنا المتاجر الكبرى.يدا في يد كنا نتمشى في الأزقة ونضحك على المارة ونسترق النظر لأشجار الميلاد المضاءة التي تظهرها النوافذ المفتوحة من البيوت..وفرنا تسع يورو وترددنا في أن نحتفظ بها  من أجل المال المفقود أو نشتري الكعكة.

إشترينا الحلوى في النهاية وجرينا نحو المحطة هربا من هطول الأمطار..أمسكنا بأيدينا معا وتمنت كل واحدة منا أمنية إحتفظت بها لنفسها وقطعنا وعدا أننا سنحقق أحلامنا الصغيرة هذه وما أن نفعل ستفصح كل واحدة منا على أمنيتها للأخرى.."

كانت لارا تتذكر ذلك اليوم وكأنه حدث بالأمس لكنه لم يكن ذكرى سعيدة لها كما كان لماريا روزا.ما أن عادو للمنزل حتى حاسبتهم والدتها على كل فلس وما أن علمت عن العشر يورو المفقودة حتى ثارت غاضبة في وجهها.غطت على ماريا روزا وإعترفت أنها من أوقعت المال,كان تعلم أن والدتها فظة وقاسية وهي لن تعامل ماريا روزا معاملة ضيفة بل ستقطعها من أجرها وتفسد عليها يوم العيد.الطفلة الصغيرة كانت تعاني بما فيه الكفاية وهي ترعى شقيقها الذي لم يكمل الاربع سنوات لوحدها بعيدا عن والدتها وفي غرفة تشاركها مع إثنين من شقيقات لارا.إلا أنها لم تعلم أن تضحيتها ستعود عليها باسوأ مما توقعته.

وضعت والدتها ميزانا في غرفة الجلوس أمام جدتها وأخواتها وأرغمتها على الصعود عليه.وما أن رأت وزنها حتى أتهمتها بسرقة المال وشراء الطعام به.

"أيتها الشرهة ..قليلة الحياء" كانت تناديها بينما تجرها إلى غرفتها وتقفلها.قضت ليلة رأس السنة في تلك الغرفة بينما تسمع أصوات الحديث والضحك في الخارج.تشعر بالجوع والبرد والسوء من نفسها ومن العالم.

لم تحب عيد ميلادها بعد ذلك ولم تصر كما إعتادت على الإحتفال به.

"هل تحققت أمنيك من تلك الليلة؟" سألت ماريا روزا

"لا..ماذا عنك؟"

"أنا أيضا.."

أمسكت بيدها من تحت الملاءة وإسترسلت"لنجدد عهدنا إذا..لنحقق أحلامنا الصغيرة وعندما نفعل تخبر كل واحدة منا حلمها للأخرى.."

"حسنا..أعدك..سأحاول.." نامت لارا وهي تمسك بيد ماريا روزا تلك الليلة كما إعتادا أن يفعلا في طفولتهما في فارنا.

قررت لارا المغادرة ما أن إستيقظت صباحا حتى بعد محاولات ماريا المتكررة لجعلها تتناول الفطور معها قبل أن تأتي الموظفات لتجهيزها من أجل العرض.

"يجب أن أتحدث مع تاتيانا قبل أن تذهب إلى العمل..هي لا تبدو بخير مؤخرا"

تفهمت ماريا في النهاية ورافقتها إلى البوابة الرئيسية حيث ينتظرها السائق وقبل أن تدخل لارا إلى السيارة إستدارت نحوها

"تحدثي مع مانويل بشأن الحفل..سأذهب"

"حسنا" إبتسمت تلوح لها.

لم تكن تاتيانا في المنزل عندما عادت,بدى أنها غادرت قبل وقت طويل أيضا. كوب قهوتها كان بارد تماما وطعام ريكو الصباحي كان منتهي وريكو نائم بالفعل.كما أنها وجدت ملاحظة على الثلاجة..

"سأتأخر.

.تناولي طعامك..وإتصلي بي إن كنت ستخرجين..

تاتيانا"

غيرت ملابسها وأعدت كوب من القهوة مخرجة الحاسوب الذي قدمته ماريا روزا لها على الطاولة.

حديثها ليلة أمس جعلها تتذكر كل ما عانته لتصل إلى هنا..ميلانو.المال الذي إدخرته,الأحلام التي نسجتها.لم تكن لتستسلم بعد كل ما حدث لها.

"لنرى من تكون إيميليانا سوران." فتحت الملف بشدوه تقرأ الصفحة تلو الأخرى.

لم تكن ما تراه متوقعا,بالكاد صدقت أن الشخص في الملف هي نفسها إيما..كان لعائلتها مشاكل كبيرة مع الضرائب وتوفو والديها الإثنين تاركين على عاتق شقيقها وعاتقها الديون الغير مدفوعة ومسؤولية أعمال فاشلة..شقيقها يكبرها بعشر سنوات.

باع كل شيء ودفع ديونهم بمساعدة أل سالفاتوري والسيدة سولارا..وإختفا بعدها تاركا شقيقته ذات الرابعة عشرة في ميلانو مع السيدة سالفاتوري..والدة ألبيرت..التي أخذتها معها إلى شيكاغو ما أن إنفصلت عن زوجها..كانت تعيش مع والدة ألبيرت لبعض الوقت حتى عاد شقيقها ونقلها لهانغاريا ولم تعد إلى ميلانو وإيطاليا حتى تجاوزت العشرين سنة وخرج شقيقها من السجن..

التهمة المخدرات..لا تملك أي أصول أو أراضي أو حتى أملاك بإسمها.."

بقدرما شعرت بالتعاطف  مع إيما إزداد فضولها بشأن المعرض وعلاقتها بألبيرت. حركت الصفحات تكمل تفحص الملف.كانت تنظر لإيداعات مختلفة للسنة الماضية فقط بأموال ضخمة من ألبيرت سالفاتوري.

"هو من كان يمولها طوال هذه المدة إذا.." لم يكن الأمر غريبا مع ذلك.كانت خطيبته,وألبيرت رجل غني.من العادي أن يساعدها.

حتى وإن كانت تشعر بالضيق وهي ترى ما بذله من أجلها إلا أن الموضوع بدى مليئا بالثغرات.

إستمرت بالتفقد,صفحة بعد أخرى ترشف من قهوتها السوداء وعيناها لا تنزاح عن الحاسوب حتى شهقت واضعا كوب القهوة جانبا بصدمة.

"يا إلاهي!.."وضعت يدها بعدم تصديق على فاهها بينما يموء ريكو من بين قدميها.كبرت الصور تقرب نفسها من الشاشة بينما تقرأ تقرير المصور الذي إلتقط الصورة.

"الأنسة إيما سوران في منزل رافاييل ميلاسكو,رجل الأعمال الألباني" كانت الصورة حديثة تظهر إيما في حضن رافاييل من الشرفة يغطي جسدهما فوط الحمام.

حذفت الملف بعدها ووضعت الحاسوب في الخزانة.

"ليس من شأني بعد الان..لا يهمني.."كررت بينما تبحث بين ملابسها عن فستان لائق لحفل الليلة لكنها توقفت ما أن إهتز الهاتف في جيب سروالها الخلفي جاعلا منها تتجمد.

"تبا" لعنت تنظر لإسم ألبيرت والقلب الأحمر الذي وضعته بجانب إسمه.

"مرحبا"

"لاريس"تكلم

أغوست:

شرب أغوست حبتين من مسكنات الرأس,وكوبين من القهوة وثلاث حبات من الدواء الذي قدمته إيزابيلا له.

كان يفقد نفسه شيئا فشيئا.بالكاد يستطيع تدارك العمل وإجتماعه مع الفريق المتكلف بقضية صوفيا والإجراءات التي يرأسها بخصوص الظهور العلني ناهيك عن الشيفرات التي يأخدها معه إلى كل مكان محاولة فكها.

ولا شيء من إلتزاماته يضاهي الثقل الذي شعر به بسبب ليلة أمس وهو يستيقظ على قبلتها الرطبة على شفتيه.كان يحارب أن لا يفتح عينه.ما دفعه للنهوض هو للخروج من الغرفة وتدارك أعصابه.

هو حتى لا يصدق الأفكار التي راودته ليلة أمس حتى أنه حلم بها لأول مرة ما أن باغته النوم أخيرا.حلم أنها في فراشه وتقبله كما يقبلها.عارية بين ذراعيه ولا شيء في العالم يستطيع التفريق بينه وبينها.لكنه إستيقظ مفجوعا وغلب عليه الإشمئزاز مما يراه عنها.

لن يخفي أنه يرغب بها إلا أن النظر إليها بشهوة تامة كانت تنفره من نفسه.

إتصل بإيزابيلا بعدهة و تذمر لدقائق طويلة بشأن الدواء.

"قدمي لي واحدا مناسبا..بأعراض جانبية أقل.."

"لا يمكن سيد سولارا..جميع الأدوية تملك نفس الأعراض الجانبية.."

تواصل بعدها مع فريقه الخاص في المركز الطبي التابع لأل سولارا للبحث عن دواء مناسب له.

حتى بعد معاناته المتواصلة في إخراج صورتها في حلمه من رأسه إلا أنه أصر على رؤيتها قبل ذهابه إلى العمل.كان يعلم أنه لن يعود حتى وقت متأخر من الليل وقد لا يعود حتى الصباح بما أن الفريق المتكلف بحل الشيفرات سيعقدون إجتماعا لطرح الرسائل التي قامو بإيجادها وقد يأخد منهم ساعات لطرحها أمامه قبل عزلها بما أن الشيفرات بالملايين.وقد أحدث لقائه بها فارقا بالفعل,وإن كان لسانها ونظراتها الحادة ما زالت نفسها.

وضع قبلة رطبة على جبينها وإستمر بلمس شفتيه اليوم بطوله كلما تذكرها.

كما كان متوقع لم ينتهي حتى الخامسة صباحا,نام لساعتين وذهب كعادته لتناول الفطور وقراءة تقريره اليومي في جناح والدته.

كان جناحها الحالي في الطابق الشمالي قد صمم خصيصا لوالده من قبل بعد مرضه وقد نقلها إلى هناك ما أن إستيقظت.الجناح بأكمله عبارة عن قاعة كبيرة واحدة دون أبواب.غرفة جلوس,طاولة للطعام,شرفتين كبيرتين وسرير طبي حيث تنام ليل نهار.

منذ أن نقلها إلى هناك,راها تفتح عينيها مرة واحدة فقط وهو اليوم الذي عرف بإستيقاظها من الغيبوبة.كانت الممرضة تخبره بأنها تسندها ويتحركان معا في الغرفة لبضع دقائق في اليوم إلا أنه لم يشهد على ذلك أبدا.كما لم يشهد هو أو أحد الموظفين على كلمة منها.لم تتحدث منذ إختفاء صوفيا

تقدم لطاولة الطعام مباشرة يحمل الملف بين يده وينظر لفطوره المعتاد الذي أحضره الخدم.

مشروب خضروات,حساء شعير بالحليب والمكسرات,سلطة الطماطم مع الريحان والزعتر مع كوب قهوة سوداء.

هم بحمل كوب قهوته من الطاولة إلا أن يده إهتزت تدفقها على الأرض ما أن سمع صوت والدته يناديه.

"أغوست" كان صوتها ضعيفا و وهنا.

إستقام بخطوات سريعة نحوها وهو يكاد لا يصدق عينه.

"سيدتي.."نبس يقبل راحة يدها بينما تنظر للشرفة متناسية وجوده تماما.غير مرضها بالصرع وعملية القلب التي أجرتها ودخلت بسببها في غيبوبة نفسيتها كان سيئة جدا.لم تتخطى الصدمة وهي تسمع خبر إختفاء إبنتها الوحيدة.

"هل أنت بخير؟"حاول دفعها للتحدث مرة أخرى إلا أن نظرها كان مركزا بشرود في الشرفة أمامها.

إرتخت يد أغوست وهو ينظر إلى الشرفة التي تظهر صوفي وهي تودع قريبتها إلا أن يد والدته شدت عليه.

" أغوست..من تكون..الفتاة؟"سألت بصعوبة

"حبيبتك؟"أردفت

                ___________________

Thank you for waiting dears❤

لا تنسوا التصويت ومشاركة آرائكم معي✨

Continue Reading

You'll Also Like

120K 6.9K 20
«لا تناظرني بعينيك الجميلة فهي لن تجعلني اغفر لك» «كدت تشتمينني سابقا وها انت الان تمدحينني، يا فتاة انت حقا تركيبة غريبة يا صغيرة» «العائلة للفرد...
151K 9.9K 16
قررت، القاعدة التِي ستتبعُها طيّلة مرحلتُها المدرسية الأخيرة هي تجنبُ الفتى الذي يُطعم الطيور.
20.9M 1.3M 49
حياةٌ اعيشها يسودها البرود النظرات تحاوطني أواجهُها بـ صمود نظراتٌ مُترفة .. أعينٌ هائمة ، عاشقة ، مُستغلة ، عازفة ! معاشٌ فاخر ، صوتٌ جاهِـر اذاق...
32.5K 1.2K 10
الجميع ينتظر في امريكا شهر ديسمبر بفارغ الصبر، حيث تهطل الثلوج و يبرد الجو و يتشوق الجميع لشرب الشوكولا الحارة ولكن اهم ما ينتظرونه هي عشية الكريسماس...