آزُولْ || YM

By 00melas

43.7K 4.7K 9.3K

"أفتقدك للغاية للحد الذي يجعلني أشعر و كأنني كاستور و لن يسطع كوكبي دون بولوكس خاصتي" Cove by : @ymadmselle More

- مُقدمة -
-١- الكاتبُ الشَبح
-٢- عالمٌ فوضوي
-٣- معاً في الجحيم
-٤- رَقصٌ على جمر الذاكرة
-٥- مِصعَد
-٦- أقدارٌ محتومة
-٧- أسفل الأجرام السَماوية
- ٨ - لَحن
-٩- بين آلسنة النيران
-١٠- آزُول
-١١- مَدينة الخطايا
-١٢- نبات البُوتس
-١٣- فَوضى المَشاعر
-١٥- عَواطف الظِلال
-١٦- وُعودٌ خَفية
-١٧- جُذورٌ خَانِقة
- ١٨- مَشاعرٌ لا رُوح لها
-١٩- رَاحة يديك
-٢٠- حُبنا السَماوي
-٢١- مُشكلة مُستحابة
-٢٢- مَنفى
-٢٣- كاستور و بُولوكس
-٢٤- الرُوح و الجَسَد
-٢٥- لِقاء الأعين
- النهاية -
-أزول مُميز-

-١٤- حِطام الحُروب

1.4K 180 359
By 00melas


‏Enjoy

**********************

.

يقف يونغي الى المسرح و يُحيط صدره غيتاره بينما يحاول التقاط أنفاسه و كل ما يدخل الى اذنه هو هتاف جمهوره و تشجيعهم

ثلاثةُ أيامٍ مَضت منذ وصوله الى اليابان و قضى أيامه يتدرب لأدائه الذي اوشك على الانتهاء

تحمحم مُنظفاً حَلقه  بعد شربه للقليل من الماء ثم استعد حين انخفض سطوع الأضواء من حوله

  أعاد رأسه الى الخلف مستمتعاً بينما يمرر ريشته على اوتار الغيتار الكهربائي بشغفٍ مُبهرٍ لكل من يستمع الى موسيقاه

يؤدي أغنيته الأخيرة مستسلماً لصورة جيمين التي ظهرت في خياله أثناء إغلاقه لعيناه و ربما هذا ما جعل من غنائه   أكثر عاطفية

الدقائق الأربع التي مرت استشعر بها النعيم و الخوف كذلك فتذكره لجيمين بينما يغني يعني أنه غرق عميقاً في مشاعره

كانت تلك القبلة كاللعنة كما وصفها يونغي و تسببت في بعدهما اكثر مما سبق

فها هو الكاتب عاد ليكون غريباُ في حياته

فتح يونغي عيناه وتوقف عن العزف معلناً عن نهاية حفله

وهكذا قام بتوديع معجبيه ثم اتجه الى خلف الكواليس حيث كان دراكو بانتظاره برفقة الطاقم الخاص به

جلس على الأريكة بتعب و أخرج هاتفه على أمل وجود إشعار رسالةٍ  ممن ينتظره بلهفة

لكن الخبية أصابته كما حصل في اليوم السابق و اليوم الذي يسبقه و في كل ساعة تمر رؤيته لما يشفي اشتياقه

بدل ثيابه الى أُخرى و  رحل برفقة دراكو الى الفندق الذي يمكث به منذ وصوله

دراكو لاحظ بالفعل شرود يونغي الدائم و عودته للاكثار من حبوب المنوم و الكحول كذلك

أصابه القلق و في كل مَرةٍ يسأله عن أسباب هدوئه يرفض الأخر إخباره

و بطريقةٍ و أخرى عَلِم دراكو أن لجيمين و علاقتهما سببٌ في تَعب يونغي الشديد مؤخراً

لذا حين وصلا الى الفندق قرر دراكو خوض هذا الحديث مع يونغي و لا مَهرب هذه المَرة
فأمسك بساعده و قام بتغيير طَريقهما الى البار التابع للفندق

لم يتساءل يونغي كثيراً و لم يهتم بل تَبِعَ دراكو بهدوء و أعجبته فِكرة الشرب حد الثمالة  لعل النسيان يصيبه لبعضٍ من الوقت

جلسا أمام الساقي و حين قَدم لهما المشروب شَرع دراكو في طرح اسئلته

" أهو جيمين؟"

رفع يونغي حاجبه و نَظر لدراكو متسائلاً

" لا تنظر لي هكذا، أنت تعلم جيداً ما أقصده ، تتفقد هاتفك بين الحين والأخر و لا تكف عن التفكير و التهام أصابعك لشدة توترك، كل ما يحصل لك بسببه أليس كذلك ؟"

أخفض يونغي أنظاره الى كأسه ثم تجرع مشروبه و طلب من الساقي كأساً أخر

" لا يُهم إن كان بسببه أم لا ، النتيجة واحدة و هي الألم و المَزيد منه لقد اعتدت على الأمر "

"هل هي مسألة مشاعر أم شِجارٌ تسبب لك بكل هذا الدمار؟"

قدم الساقي الكأس ليونغي الذي أمسك به و حَركه مستمعاً لصوت مكعبات الثلج ترتطم ضد الزجاج

" كلاهما، مَشاعرٌ انتهت قبل بدايتها "

"هل استمعت لاسبابه؟"

ضحك يونغي بسخرية و تابع شُربه ملتزماً الصمت قليلاً محاولاً تجاهل عينا دراكو الفضولية

"أمرني بالخروج من منزله، كان غاضباً كما لم أراه من قَبل و بات يكن لي الكره، يا الهي كم أنا أحمق "

تنهد وها هو يحصل على كأسه الثالث ثم الرابع و الخامس

" قد أعود الليلة من يدري، إن لم تجدني في غرفتي غداً أخبر جميع المحطات الاذاعية التي تتوقع لقاءً معي أن ظرفاً طارئاً قد حصل لي و توجب عليَّ العودة "

" لكن يونغي، الشَركة ستغضب للغاية و ستواجه الكثير من المشاكل بالاضافة الى أن العودة لوحدك ستكون خطيرة"

عقد حاجبيه و أفلت الكأس من يده ثم دعك وجهه حين بدأ يثمل

" سأختنق إن بقيت هنا لوقتٍ أطول، لم أعد أحتمل و لست مستعداً لمجاملة أحد لذا أرجوك دعني أعود الى منزلي ، بالاضافة الى أن جونغكوك سيكون في انتظاري هناك لا تقلق فهو سيعيدني الى المنزل بأمان"

أخرج يونغي هاتفه متفقداً إياه للمرة التي لا تعد ولا تحصى خلال يومه هذا

وبعنفٍ رماه أمامه حين خاب أمله لتصيب الشاشة بعض التصدعات

"فقط توقف حسناً؟ توقف عن زرع الكثير من التوقعات و تقبل ما يحصل، أنت لم تغرق عميقاً بعد لذا خروجك لن يكون صعباً "

ضحك يونغي بصخب جاذباً أنظار المتواجدين ليزفر دراكو و ينحني معتذراً على الازعاج

" من السهل التفوه بهذا النوع من الهراء دراكو، أنت لا تعلم شيئاً عن الذكريات التي صنعتها برفقته في هذه المُدة "

و قبل أن يجيب دراكو بشتائمه المعتادة رنَّ هاتف يونغي مقاطعاً الحوار الحاد بينهما

اسم كيم تايهيونغ توسط الشاشة و لم يتمهل يونغي ثانيةً بل استقام مبتعداً عن دراكو و أجاب على الفور 

**********************

كل ما يسمع في هي هذه الليلة الباردة هو صوت ارتطام قطرات المطر على مظلة جيمين الذي يقف على رصيف الشارع العام مراقباً خلو المكان تماماً

بجمودٍ و يدٍ مرتجفة ينظر حوله و الخوف ينهش قلبه فما أقدم على فعله للتو هو خطوة صاخبة و كبيرة بعيدة كل البعد عن شخصيته الساكنة

عض على شِفته يقمع رغبته في البكاء ورفع هاتفه متصلاً برقم تايهيونغ الذي أجابه على الفور

" أجل جيمين "

" هل تلقيت اتصالاُ منهم كذلك؟"

سمع تنهيدة تايهيونغ ثم صوت خطواته و إغلاقه للباب

" لقد كان ابنُ عمك الأكبر هنا للتو يسأل عن مكانك لكنني أخبرتهم بعدم معرفتي لذا تسبب ببعض المشاكل كما تعلم، كان جونغكوك على وشك مشاجرته و لكنني أوقفت الكارثة قبل حصولها"

شتم جيمين و ألقى باللوم على نفسه فهو كاد يتسبب بأذية صديقه

" أصبح اختباؤك هنا صعباً جيمين ،منزلي لم يعد مكاناً أمناً"

تلفت جيمين في جميع الاتجاهات و زفر متعباً من كل ما يحصل

" هربت من المنزل و لا طاقة لي على ملاقاتهم في هذه اللحظة, لا مكان أذهب له و إن قررت قضاء ليلتي في أحد الفنادق سيعثرون على مكاني"

طال الصمت بينهما و دمعة تمردت على خد جيمين لكنه كتم شهقاته بصعوبة

" سأغلق المكالمة و أعاود الاتصال بك مجدداُ, لا تقلق جيمينآه سأجد لك حلاً"

" حسناً "

تراجع جيمين الى الخلف مستنداً على إحدى الجدران وبعض الدموع حجبت عنه رؤية الطريق أمامه , تائهٌ في طريق قلبه و لا يدري الى أين تنتمي رغباته

يفقد شعوره بالأمان في هذه الدقائق التي بقي بها منتظراً أسفل المَطر

و في هذه اللحظة تحديداً لم يرغب بالانصياع للواقع و الواجبات التي تفرض عليه العودة الى منزله و تقبل وجود بعضاً ممن يسببون له الاختناق  

طال انتظاره و تأخر تايهيونغ في معاودة الاتصال به لذا أمسك هاتفه مجدداً و حين أراد الاتصال بصديقه قاطعه اسمٌ قام بتجاهله في الأيام السابقة

يتصل به يونغي و تضطرب أنفاسه بفعل قلبه ذو النبض السريع و لبضع ثوانٍ وقف ينظر الى اسمه محتاراً بما يفعل و لكن انتهى الأمر به مجيباً

دون الترحيب به وضع الهاتف على اذنه و كل ما استمع اليه هو أنفاس يونغي و أنفاسه, حافظا على الهدوء في البداية ثم بخمولٍ همس يونغي باسمه

" جيمين "

همهم الكاتب و استشعر يونغي غصته الحزينة ليكرر همسه

" لِماذا لم تخبرني بما حصل؟ "

كانت اللحظة التي فقد فيها جيمين سيطرته على شهقاته التي تسببت ليونغي بجروحٍ في قلبه

تمنى في هذه اللحظات اختفاء ما يدعى مسافة بينهما, و تمنى لو أنه يضيق العناق حول جيمين , ذاته الذي تجاهل رسائله و مكالمته لوقتٍ طويل

"اذهب الى مَسكني, ستجد جميع الأمان الذي ترغب به هناك"

الحنان في جملة يونغي اصابت قلب جيمين لكنه شعر كذلك ببروده, حزنه ربما و ندم اشد الندم على ما يقدمه ليونغي من آلامٍ

كان عليه حسم الأمر في الأيام القادمة لكن كيف لتائهٍ مثله ان يحدد رغباته, شعر بفقدانه لهويته التي تفاخر بها لسنين طويلة

و فقد كل ما بناه من جدران مبادئه و التي تقوم على حماية نفسه من خطر نبضات القلب

شعر و كان العالم ينظر له من الأعلى و يراقبه منتظراً اتخاذه للقرار الصحيح و ما القرار الصحيح في حاله

حماية جسده من الامطار و برودة الجو كانت أولويته لذا استمع لطلب يونغي و اخذته اقدامه في اتجاه الشِقة

مازال الاتصال بينهما قائماً بطلبٍ من يونغي الذي أراد التأكد من وصول جيمين بأمان, ولكن دون أن تخرج أي كلمة منهما فقط يستمعان الى صمت بعضهما

ضغط على أرقام كلمة السر التي اخبره يونغي بها و حال دخوله زفر يونغي براحة وقام بتوديعه

أغلق جيمين الباب ثم أسرع في خلع معطفه و الهروب الى غرفة يونغي مستلقياً على سريره يُغرق نفسه بين الاغطية التي تحمل رائحته

وعلى وضعيته التي يضم بها الوسادة الى صدره غفى بعمقٍ شديد

**************

- جيمين -

صوت الرياح و ارتطامها بنافذة الغرفة أيقظني من نومي العميق

الظلام الدامس واجهني لأبحث بيدي عن هاتفي الغارق بين الأغطية ربما و بصعوبةٍ عثرت عليه

كنت قد أطفأته بعد نهاية مكالمتي مع يونغي و حين أعدت تشغيله هاجمني كمٌّ من الاتصالات من عائلتي

و كم رَغِبت بمعاودة الاتصال بأمي لكنني أعلم أن الوقت لم يحين بعد

تشير الساعة الى الثانية فجراً أي أنني نِمت ما يقارب السبع ساعاتٍ بشكلٍ متواصل

أخذت نفساً عميقاً و استقمت بجذعي ثم رفعت يدي مدلكاً رقبتي

أنرت بهاتفي الطريق أمامي متجهاً نحو باب الغرفة حيث واجهني ظلامٌ أقل فالقمر قد أضاء بعض زوايا الشقة

توقفت عن المَشي حين استمعت لصوت مياهٍ تنهمر و قرع قلبي بعنف

ثم نفضت رأسي وتذكرت أن لا أحد يمتلك كلمة سر هذه الشقة سِوا يونغي

مما يعني أن يونغي قد عاد حتماً و لم يعد وحيداً بل عاد برفقته نبض قلبي السريع 

احتضنت نفسي و تتبعت الضوء الخافت الصادر من غرفة المَعيشة

أضواء المدينة الخلابة , الأحمر و الأزرق و الأصفر كل تلك الألوان اجتمعت لتكون إطلالة تلك النافذة الضخمة في شِقته

توقف صوت المياه و هنا بدأت اتساءل عما سيخبرني به بعد جفائي الطَويل معه و استعجب مدى لطفه رغم صدي الدائم له

فمما كُوِنت يونغي، و من أي زهرةٍ تم استخراجك لتكون بهذا اللطف

سمعت خطواتٍ بطيئة تقترب من موقعي

ثم تم احتلال جسدي بعناقٍ خلفي ومرر يداه على طول ذراعاي المكتفان ضد صدري

شعرت بتفاصيل صدره العاري ضد ظهري و أنفاسه التي بدأت تلفح رقبتي

في هذه اللحظة بحثت عن نفوري المعتاد من الملامسات، و بيأسٍ بحثت عن الأحجار التي بنيت بها جدراني ضد كل من يقترب مني

لكن برفقته تهدم جميع تلك الحواجز و لا يبقى من جدراني حتى أثار الحطام

وجدت صعوبةً في التقاط أنفاسي بينما أراه من انعكاس النافذة يغمض عيناه و يحافظ على عناقه المتين لي

لا مسمى لما نكون و ربما كلمة الصداقة لم تعد تفيد في حالاتٍ كهذه

ربما أحدنا تعدى الحد و الاخر استمتع بهذا التعدي

نعم لا بُد أن هذا ما نحن عليه , و هذه طبيعة الحرب بيننا

أحدنا مُحتلٌ طامع و الأخر ضحية مستمتعة

" افتقدتك "

همس لأشعر بضعف ساقاي و ما كان عليه أن يكون بهذه القوة , ما كان عليه أن يكون بهذه الهيمنة على مشاعري

و ما كان عليَّ استقباله في مدينة قلبي

أنا الملام الذي سمعت لمُحتلي باقتحام أسواري مع ابتسامةٍ حمقاء على وجهي

و الأن في هذه اللحظة التي يستمتع بها قلبي بما يحصل يفكر عقلي بإيقاف هذا الهجوم الى الأبد

أحطمه ثم أعيد بناء حطامه و يال سوئي فكل ما أرغب به هو الهروب من مشاعري، من واقعي و من نفسي كذلك

يُريني جنته و أقابله بجحيم بُعدي و يا ليتني المتحكم في قراري لأبقيته بجانبي

ربما لم أُولد لأقع في الحب، و ربما الحب لباساً لا يناسب مقاسي

"لِمَ تخفي في قلبك هذا الكم من الأسرار "

سألني فأجبته بسؤالٍ  أخر

" لِمَ تحتويني على الرغم من إخفائي للكثير "

" أنت تعلم"

بصوتٍ عميق همس في أذني فاقشعر جسدي لهذا الكم الكبير من المشاعر

" انا لا أعلم"

أجبته ولمحت ابتسامته ثم عناقه الذي ازداد قوة

" فالتشعر به"

" دع اليأس يصيبك، إن شعوري مُحال "

قلت له ساخراً من نفسي، فعن أي يأسٍ أتكلم و أنا أُريه خضوعي لأحضانه

" قسوتك تؤلمني جيمين، لكن اعتذر لك لست ممن يصيبهم اليأس بل ممن يحصلون على مبتغاهم "

*****************

يُتبع

ملاحظة: هلأ بدينا برواية آزول ، كل البارتات يلي قبل كانت تمهيد🤍

Continue Reading

You'll Also Like

2.3K 272 22
" أما عن جواب الإلهة، فلم أكثرت به، لما قد أكون في حاجة اليها أو لحمايتها؟ ليس كما لو أنني أخطط للعيش بعد رحيله "- تاي كبتروكلس ⚠️ كل الحقوق محفوظة...
53.8K 4K 9
الفتىٰ الّذي وقعَ في حُبّ السّماء. - جميعُ الحقُوق تعود لِي. لم يتمّ إقتباس شيء،ولو كانَ هُناك تشابه فهذِه حَتمًا صُدفه. Top : yoongi.
34.7K 1.2K 29
عندما كنت أبحث عن مكان لتدريبي الجامعي لم أكن أظن أنني سألتقي بمن ينتشلني من آلامي . جونغكوك "جيمين مارس معي الجنس " جيمين "الهذا السبب قبلتني بالعم...
174K 5.1K 26
"سببان جعلاني مضطرباً طوال الستة أشهر الفائتة لكن كل شيء انتهى الان انا سأنهي الامر بطريقة صحيحة اليوم هو يوم الحسم يوم اعلان قراري النهائي" جيكوك...