آزُولْ || YM

By 00melas

43.7K 4.7K 9.3K

"أفتقدك للغاية للحد الذي يجعلني أشعر و كأنني كاستور و لن يسطع كوكبي دون بولوكس خاصتي" Cove by : @ymadmselle More

- مُقدمة -
-١- الكاتبُ الشَبح
-٢- عالمٌ فوضوي
-٣- معاً في الجحيم
-٤- رَقصٌ على جمر الذاكرة
-٥- مِصعَد
-٦- أقدارٌ محتومة
-٧- أسفل الأجرام السَماوية
- ٨ - لَحن
-٩- بين آلسنة النيران
-١٠- آزُول
-١١- مَدينة الخطايا
-١٢- نبات البُوتس
-١٤- حِطام الحُروب
-١٥- عَواطف الظِلال
-١٦- وُعودٌ خَفية
-١٧- جُذورٌ خَانِقة
- ١٨- مَشاعرٌ لا رُوح لها
-١٩- رَاحة يديك
-٢٠- حُبنا السَماوي
-٢١- مُشكلة مُستحابة
-٢٢- مَنفى
-٢٣- كاستور و بُولوكس
-٢٤- الرُوح و الجَسَد
-٢٥- لِقاء الأعين
- النهاية -
-أزول مُميز-

-١٣- فَوضى المَشاعر

1.5K 182 461
By 00melas

‏Enjoy

*****************

- جيمين -

فركت كفاي ببعضهما حين اشتدت برودة الجو بينما أقف بصمتٍ أمام إحدى متاجر النباتات أُعاين كل الأنواع الموجودة بدقة

و كنوعٍ من الترفيه و تجديدٍ لمنزلي ابتاع بين الحين والأخر انواعاً جديدة من النبات

" أدعوك لشرب القهوة سيد بارك جيمين"

وضعت يدي على صدري فزعاً من صوت يونغي الذي تحدث خلفي

كان يمسك بيداه الاثنتان كوبان من القهوة وعلى وجهه ارتسمت ابتسامة جميلة, مشرقة و سعيدة

" شعرت أنها ستكون خيانة عظمى إن ذهبت الى مقهانا لوحدي لذا ابتعت القهوة من مكانٍ أخر, بالإضافة الى أنني سوف أسافر غداً لذا لا ضير من إمضاء بعض الوقت سوياً"

رمشت و نظرت الى كوب القهوة الممدود نحوي ثم رفعت أنظاري الى عيناه المتقوسة ولم يفارق قلبي ذلك النبض السريع

" لكننا لم نفارق بعضنا يونغي, أنت تقوم بزيارتي كل يومٍ تقريباً "

أنحنى قليلاً و اقترب بوجهه مني مُصغراً عيناه ثم همس بتلاعب

" إياك و تقمص شخصية صعب المنال فأنت ترسل لي العديد من الرسائل حين يمضي يومٌ دون زيارتي لك"

أحاول تخطيه و إنكار كل ما يحصل لكنه و بتصرفاته هذه يزيد من مهمتي صعوبة, أجل لم يكن اكتشاف انجذابي له صعباً

ربما فهمت مشاعري من اللحظة التي ابتعدت عنه وغادرت شقته, في ذلك الوقت هاجمتني موجة مشاعرٍ مختلطة من حنينٍ و خوفٍ و اشتياق بالإضافة الى بعض القلق

تنهدت بيأس و أخذت كوب القهوة من يده ثم شكرته و عدت للنظر الى النباتات متجاهلاً قلبي الذي يطالبني بالتحدث إليه لوقتٍ أطول

" أرغب بشراء واحدة من نبتة البوتس تلك"

قال بينما يمرر أصابعه الطويلة على أوراق نبات الزاميا

" كيف علمت بمكاني؟ هل تقوم بملاحقتي سيد مين "

" بارك جيمين يحب النباتات لكنه لا يحب الابتعاد عن منطقته السكنية كثيراً لذا من المرجح العثور عليك في أقرب متجر نباتاتٍ من منزلك"

أجابني و أمسك حوض التراب الخاص بنبات اجلونيما وعاينه وكأنه يفقه شيئاً و رؤيته يحاول مشاركتي اهتمامي تعجبني بعض الشيء

" لِمَ تحب النباتات, ما الذي يقدمه حبهم لك؟ "

صيغة سؤاله هذه أخبرتني أن يونغي قد واجه الكثير من الحب المزيف بسبب مهنته

" أحبهم لأن حبهم لن يقدم لي شيئاً"

رفع رأسه و حول نظراته من النبتة الى عيناي

" أيعقل؟ لا تنتظر شيئاً منهم و لا حتى إلهامٌ لإتمام كُتبك, أعني لو أن كاتباً أخر في مكانك لكان سيخرج في المقابلات و يخبر الجميع عن استمداده للإلهام من أُمنا الطبيعة "

قهقهت حين بدأ بتقليد بعض المشاهير ممن نعرفهم كِلانا

" إياك و نسيان أن كل كاتب يظن أنه من يكتب النصوص الأكثر ملحمية و شاعرية على مر الزمان"

بسخريةٍ قلت له وتخطيته الى داخل المتجر ومازال هو على وضعيته يتأمل النباتات خارجاً و يحادثني بصوتٍ أكثر ارتفاعاً

" يحدث الأمر ذاته في صناعة الموسيقى, يتصارع الجميع على لقب الأغنية الأكثر لمساً للمشاعر حتى و إن كانت أغنية غريبة عن ممارسة الجنس"

" أوليس الأدب الجنسي مضمونٌ من أنواع الفنون الأكثر شهرة في هذه العصر"

سألته ليبتسم و يترك حوض النبتة ثم يدخل الى المتجر ويقف أمامي

" إن مارست الحب مع من أحب لن أغني عن جمال امتزاج تأوهاتنا اوعن مدى قوتي الجنسية بالطبع, هذا ما يدعى خصوصيتي أنا و محبوبي"

نقر أنفي بإصبعه ثم ابتعد عني و اتجه نحو البائع و على الأرجح يخبره عن رغبته بشراء البوتس

"سأشتري نبات البوتس كي تساعدني في الاعتناء به و تأتي الى منزلي كل يوم و تتفقد أحوالها كي تبق على قيد الحياة لأطول وقتٍ ممكن "

" هل تمتلك نوعاً مفضلاً يونغي "

طرحت عليه هذا السؤال الاحمق و الذي أخبرتني الأصوات داخل عقلي عن ضرورة معرفتي بالأمر

أخفض رأسه و ابتسم ثم كتف ذراعيه ضد صدره وهمهم

" ربما و لكن لِمَ تسأل؟ هل تنوي جعلي بطل روايتك القادمة, إن كان الأمر كذلك فاكتب عني وعنك سوياً "

قال لي و في نهاية جملته غَمَز متسبباُ في اختناقي واحمراري خجلاً

انسحبت من المتجر ووقفت خارجاً محاولاً استرجاع شتات نفسي التي تبعثرت بفعل كلمات ذلك الأحمق و أفعاله

ثم تحركت أقدامي باتجاه منزلي الذي يبعد من هنا بضع دقائق

مؤخراً بات من الصعب البقاء برفقته على وتيرةٍ واحدة و دون وجود هذا النوع المخيف من الخجل

يتصرف هو بشكلٍ طبيعي كما عرفته دوماً, يلقي بالمزاح هنا و هناك و يغيظني في الكثير من الأحيان

المتغير الوحيد هنا هو انا, أنا من اختلفت نظرتي له تماماً بغباء مشاعري الذي انقاد خلفه

و في كل صباح أستيقظ و أتخذ ذات القرار ألا وهو الابتعاد عن يونغي أو رسم حدودٍ في علاقتنا إن أمكن

كان الأمر أكبر من مجرد انجذابي لأحدهم أو رغبتي بعلاقةٍ عاطفية

في حياتي الأمر يفوق الرغبة، بل كل ما أستطيع فعله حيال يونغي هو التمني و اللجوء الى خيالي

التفت متفقداً إن كان يسير خلفي و لم أجده, لذا تنهدت و عدت ادراجي الى المتجر لكنني مجدداً لم أعثر عليه هناك

و حين سألت صاحب المتجر عن مكان الشاب الذي كان برفقتي رفع كتفيه بجهل ثم قال
" بحث عنك في بداية الامر ثم لقد تلقى اتصالاً جعله يخرج مسرعاً دون أن يأخذ النبتة التي ابتاعها "

عقدت حاجباي و أرسلت له برسالةٍ أسأله فيها عن مكانه لكنه لم يُجبني مما دفعني للتفكير بأنه مشغولٌ بجدول أعماله كالمعتاد

في الآونة الأخيرة يقوم بزيارتي في الصباح الباكر ثم يرحل و ينجز أعماله من تدريب الى تصوير مجلات و مقابلاتٍ جديدة والتي بالطبع تحتوي على أسئلة عن طبيعة العلاقة التي تجمعنا ثم يعود الى منزلي في المساء وفي بعض الأحيان يقضي ليلته برفقتي و في أحيانٍ أخرى يغادر عائداً الى منزله

قام بخلق نوعٍ من أنواع الروتين اليومي لكلينا مما جعلني أشعر بالقليل من الفراغ حين لا يأتيني في الصباح كما حدث اليوم

و حسناً أُقر بالأمر، لأنني شعرت بالفراغ جئت الى متجر النباتات لكنه قام بمفاجأتي و جعلي من قلبي يعود للرقص فرحاً

يا لسذاجتي و لِمَ أوقعت نفسي ضمن هذه الدوامة اللعينة
فحياتي لم تكن بحاجة الى ما يحصل الأن من قلقٍ و لهفة

حملت حوض النبتة وخرجت من المتجر مجدداً الى طريق منزلي و المختلف هذه المرة أن الامطار بدأت تهطل بغزارة

نظرت الى ملابسي التي بدأت تبتل لكنني لم أكترث و تابعت المشي ثم توقفت مجدداً و التفت مغيراً طريقي نحو الطريق العام

أوقفت سيارة أُجرة و أخبرت السائق بالتوجه الى منزل تايهيونغ, لعله يكون المساعد في العثور على حلٍ لتخطي مشاعري اتجاه مين يونغي في أسرع وقت

أجل تايهيونغ هو الأنسب لهذه المهمة

شَكَلَت الأمطار الغزيرة أنهاراً ضئيلة على نافذة السيارة, كان هذا هو جزئي المفضل في الأيام الباردة

أحب حين تعمى أبصاري بفعل الضباب أو الأمطار, إنه المجهول الوحيد المحبب لي

ترجلت من السيارة حين وصلت و شكرت السائق ثم اخبرته أن يقود بحذر
و في هذه اللحظة تذكرت يونغي وقيادته المتهورة في بعض الأحيان فأصابني القلق و تمنيت أن يصل لوجهته بسلام

أغمضت عيناي و أصابني اليأس من نفسي , فحتى في أصغر المواقف يقتحم يونغي أفكاري و يحرمني من التفكير بسلامٍ بعيداً عنه

قرعت الجرس ثم وقفت أضم النبتة الى صدري بينما انتظر فتح تايهيونغ للباب

و ثم كل ما قابلته عيناي هو صدرٌ عارٍ يعود لشخصٍ أعرفه جيداً

"أنت؟"

"بارك جيمين؟"

وقفت لا أحرك ساكناً و كل ما أفعله هو النظر لأمامي بغضب وفي هذه الاثناء ظهر تايهيونغ من خلفه بابتسامةٍ مشرقة

ثم شيئاً فشيء اختفت تلك الابتسامة ليحل محلها ملامح متوترة و خائفة

رفع سبابته و أشار الى جونغكوك بينما يبتلع ريقه

" جونغكوك سيشرح لك "

**************************

في ذات اليوم مساءً يجلس يونغي برفقة رجلٍ يراه للمرة الأولى داخل سيارةٍ سوداء
قيل له من قِبَل الشركة أن مدير الأعمال هذا سيعمل بدلاً عن دراكو اليوم فقط

فحين كان في متجر النباتات قام رئيس شركته بالاتصال به و طلب منه الحضور في اسرع وقتٍ ممكن

و على هذه الحال  أمضى يونغي يوماً حافلاً بمناقشة شركته و رفضه القاطع لطريقة إنهائهم للشائعات

" أنتم تخفون الشائعة بشائعةٍ أُخرى أليس كذلك؟ يا لها من طريقةٍ فاشلة وضعيفة"

قال يونغي بينما يشد على قبضته و ينظر لمدير الأعمال الجديد بعدم اعجاب

" أنت من طلب مساعدة بارك جيمين و إبعاده عن كل هذه الفوضى"

تم استبعاد دراكو من هذه المهمة لأن الشركة تعلم جيداً أنه سينصاع لطلبات يونغي و لن يرفض هروبه مما يحصل

كان يونغي على عِلمٍ بالأمر, لكنه لم يكن مستعداً بعد لمقاضاة شركته على إجباره على الخروج في موعدٍ رفقة فتاةٍ حديثة الشهرة

لن يلوم الفتاة فهو يعلم كذلك ان شركتها قد أجبرتها كذلك , كل ما يلقي باللوم عليه هو هذه الطرق الغبية في حل شؤونه

" هيا يونغي, الفتاة تنتظر في المطعم"

طلب يونغي المساعدة من شركته بعد ان شهد على تكرر الاحداث التي أزعجت جيمين كثيراً في الآونة الأخيرة

و جزءٌ كبيرٌ منه يعتقد ان سبب عدم تطور علاقته به هو الأضواء الكثيرة المُسلطة عليهما في كل مكان

كان هذا هو السبيل الأخير بالنسبة ليونغي لكنه لم يظن أن الامر قد ينعكس ضده و في هذه اللحظة بينما يسير نحو طاولة الفتاة تجري فكرة واحدة في رأسه
ـ لِمَ أشعر و كأنني أقوم بخيانة جيمين ـ

لم يفصح عن مشاعره و كان متأكداً أن جيمين لا يكن له المثل, ربما ابتعاد الكاتب عنه و مزاجه المتقلب قد جعله يظن هكذا

"مرحباً يونغي"

بابتسامة صغيرة رحبت الفتاة المدعوة بـ يورا بيونغي الذي جلس مقابلاً لها مكتفياً بإيماءةٍ بسيطة

اعتقد يونغِي انه مِنْ المخيف و الغريب أن يجد نفسه بين ليلة و ضحاها يخرج مع فتاةٍ غريبة عنه تماماً

حسناً عَلَى الأقل لم تكن حبيبته الحقيقية، غير ذلك يمكنه دائماً أن يفعل متطلبات الشركة اذا كَانت لصالحه

"هل أتيتِ مبكراً؟ أم أنني متأخر جداً؟"

"أعتقد أنك من تأخر قليلاً, لكن لا بأس أتفهم الأمر, لقد صعقت كذلك بهذا الموعد في الصباح"

كَانَ من المضحك أنهما مضطران لمجاراة هذا الموعد المزيف مع ملابس غير رسمية و أحاديث لا معنى لها في أحد مراكز التسوق الأكثر ازدحاماً في العاصمة فَقَط لإظهار الأمر بشكل طبيعي و كي يسهل التقاطهما من قبل الصحافة

"يونغي"
بامتعاضٍ نده له مدير الأعمال لينظر المعني له بقرف

" لِماذا لم تطابق لورا في الملابس؟ لقد تم إخبارك بوضوح عن ضرورة فعلك لذلك "

" لا شان لك, فقط دراكو يُسمح له التدخل في شؤون
أعمالي "

"هَل هناك لقبٌ معين يجب أن أناديك به في حال اقتربت الصحافة منا؟"
سألت يورا فجأة وهي تنظر للاثنان بهدوء

لتشرد عينا يونغِي في اللا شيء ببرود ويهز رأسه نافياً
"لا فقط دعينا لا نثير الجلبة، تكفي بعض الصور ثم سيفترق كُلٌ منا في طريقه"

من المريب الخروج الى أماكن كهذه والتظاهر بقربه الشديد من فتاةٍ  لن يراها مجدداً بعد انتهاء هذا اليوم

و كل ما يحصل اليوم عشوائيٌ و لا يعجبه البتة

المرحلة الثانية كانت تجول يونغِي و يورا حول المركز التجاري و تفقد بعض المتاجر وأخذ بعض الصور مع المعجبين

كَانَ كل شيء يسير عَلَى حسب تخطيط شركتهما، وَ كان سيستمر على هذا النحو، لولا دهشة يونغي بسبب مكالمة من جيمين في منتصف الموعد

عادت مشاعر الخيانة لمراودته و كان يعرف انه في حالته الحالية يمكن أن ينتهي به الأمر إلى التفوه بأي هراء، لهذا اغلق المكالمة و ذهب الى صفحة الرسائل

ـ ما الأمر يا صغير ـ

كتب يونغي الرسالة ثم عاد لمتابعة المشي و الاستماع لأصوات الكاميرات من حولهم

اهتز هاتفه و أضاءت الشاشة برسالةٍ جديدة

الكتلة الصغيرة:

- أنا أنتظر أمام منزلك منذ
عشر دقائق, أين انت؟
ألم تسمع صَوت الطرقات؟
هَلّ حدث شيء ما؟
ألا تريد أن تفتح لي؟
اعتقدت اننا أصدقاء -

ـ أعتذر جيميني, لكن جدولي
لم ينته بعد و مازلت أعمل في الاستوديو ـ

خشي يونغي من إخبار جيمين بحقيقة ما يفعله في الوقت الحالي و مشاعر خيانته قد تفاقمت الى الحد الذي جعله يمقت نفسه

الكتلة الصغيرة:

- حسناً, لا بأس لكن احرص على زيارتي
بعد انتهائك, كي تأخذ البوتس,
لا أصدق أنني قمت بحملها اليوم بأكمله لذا
مُكافأةً لي عليك شراء كعكة -

- سأفعل حتماً , احرص على الوصول الى
المنزل بأمان و كن في انتظاري -

رفع يونغي عيناه عن الهاتف مبتسماً بسعادة للطافة جيمين و من ثم كل ما شعر به هو أضواء الكاميرات و أصوات التقاط الصور

كان يوماً عصيباً انقسمت به مشاعره و شعر بالضغط أثناء محاولته  مواكبة كل ما يحصل

كل ما يدركه في هذه اللحظة هو اشتياقه الى ذلك الهدوء في منزل جيمين بعيداً عن كل شيء , فقط هو والكاتب و الكثير من الأحاديث الشيقة و الإغاظة المُضحكة

*****************

جلس جيمين على أريكته و في يده كوبٌ من القهوة و يده الأُخرى تحمل هاتفه و عيناه تتفحص مقالات اليوم

تمنى جيمين أن يعثر عَلَى شيءٍ يتعلق بعودة يونغي التالية أو ربما تعاونهما لكنه بدلاً من ذلك عثر عَلَى إحدى تلك المقالات التي اراد تجنبها كثيراً

~ تم رصد موعد غرامي بين مين يونغِي و يورا، بدا كلا الفنانين مرتاحان للغاية، حيث قاما بجولة معاً في واحدة من أشهر مراكز التسوق فِي العاصمة، و توقفوا لتناول القهوة ومشاركة لحظات قصيرة مع بعض المعجبين ~

بدا يونغِي سعيداً ومرتاحاً و الصور كانت تبدو جيدة و كان على جيمين الاعتراف بذلك لنفسه

نعم، كان يونغِي يحمل الهاتف في الصورة، ولكن من المؤكد أن الابتسامة على وجهه كانت نتيجة لكل هذا الهراء الذي كانت تقوله له تلك الفتاة كما يظن الكاتب

"الفتاة التي يحبها..."

همس ثم لعن و أراد رمي الهاتف بعيداً و تحطيمه إن كان ذلك سيجعله ينسى المقال الذي قرأه للتو

شعر جِيمين بشيءٌ يثقل و يرتكز على صدره
هل كان على يونغِي أن يكذب عليه؟
و لماذا لم يخبره أنه كان عَلَى موعد مع تلك الفتاة؟

هل كان يعتقد انه سيقدم على ردة فعل غاضبة؟
هُوَ قطعاً لن يفعل ذلك فإن أخبره كان سيتفهم الأمر ،،
ربما ؟

وها هو سؤالٌ جديد في يظهر في رأسه
و من بين الكم الكبير من الأسئلة و مشاعر الغضب الكثيفة قُرع باب منزله و يعلم جيداً بهوية زائره

وضع كوب القهوة على الطاولة ثم أخذ نفساً عميقاً و حاول محايدة مشاعره ليتجه بعدها نحو الباب

حال تلاقي اعينهما تنهد جيمين و التفت عائداً ليدخل يونغي خلفه بارتباك, كان الأمر في نظره و كأنه مشهد خيانة الزوج لزوجته و ها قد حان الأن وقت التبرير

كان امامه خياران لا ثالث لهما, إما الجلوس على الاريكة و التظاهر بالتعب أو أخذ نبتته و من ثم الرحيل الى منزله على الفور

حال وصوله الى غرفة المعيشة استقبلته هيئة جيمين الجالس على الاريكة بصمت بينما يشاهد التلفاز

" هل احضرت ما طلبته منك؟"

أومأ يونغِي برأسه وجلس بالقرب منه ثم ناوله الكيس الورقي باللون البني , و كما يبدو الامر هو قد اختار الجلوس و محادثة جيمين قليلاً

فقبل كل شيءٍ آخر، كان جيمين صديقه و إذا كانت هناك مشاكل، كان من الضروري التحدث عنها قبل أن تؤثر على عملهم و على صدقتهم الحديثة

حتى لو كانت تلك المشكلة هي رؤية يونغي الجديدة لعلاقتهما

حافظ كلاهما على الصمت لفترة قصيرة، قبل أن يزفر يونغِي، مستعداً للتحدث، لكن جِيمين سبقه في كسر حاجز الصمت

" هل حظيت بموعدٍ ممتع؟"

أسدل يونغِي جِفنيه بتعب، نعم بالطبع كان جِيمين سيعلم
فالإعلام لم يكن لينتظر حلول اليوم التالي لنشر خبر الموعد

و الهدف من هذا الموعد كَانْ فِي الأساس ليراه الجميع و جِيمين لم يكن استثناءً

كره يونغِي فكرة أن جِيمين رآه مما تسبب له بالمزيد من شعور بالسوء و الذنب،
وكأنه كان يخون مشاعره غير المتبادلة التي يكنها تجاه الآخر

سأل جِيمين متنهداً

"لماذا لم تخبرني أنك كنت في موعدٍ غرامي؟ "

"لأنه لم يكن موعداً فعلياً، كنت أعمل"

"متأكد؟"
ضحك جِيمين بهدوء قبل أن يسترسل كلامه بسخرية
"أتمنى أن يرسلوني إلى المركز التجاري برفقة فتاةٍ حسناء من أجل الترويج لكتابي القادم "

" و لماذا انت مستاءٌ من الأمر جيمين ؟ "

سأله يونغي بينما يرفع حاجبه مستنكراً ردود أفعال الكاتب المنزعج

"أنا لست كذَلَك "

"يبدو الامر لي عكس ذلك, أنت مستعدٌ لقطع رأس كل من يزعجك الان و من ثم تخبرني بانك لست كذلك , أنظر الى نفسك جيداً "

"أترك الأمر يسقط هنا يونغِي, دع النقاش ينتهي
عند هذا الحد "

ضِحكة ساخرة قصيرة هي كل ما أصدره يونغي قبل أن يتكلم بجدية

" أجل أنت تبدأ متى شئت و تنهي الاحاديث حين تشاء كذلك, ولا مجال للاستماع لتبريراتي و فقط لزيادة معرفتك بما حصل أنا خرجت بموعدٍ لأجلك و كي أخلصك من كل هراء الأضواء هذا "

" حقاً؟ اذا الحل في نهاية الأمر هو ملاطفة فتاةٍ في مركزِ تجاري لأتحول من كوني حبيبك الى عشيقك السابق الذي تمت خيانته بالفعل, جيد مين يونغي كل ما تفعله هو إفساد الامر, أعني ليس عليًّ القلق من تصديق الجميع لأمر الموعد فأنت كنت تبتسم بإشراقٍ في تلك الصور "

وقف يونغي من على الأريكة بانفعال و عيناه تنظر لجيمين بعدم تصديق

" حقاً جيمين؟ ألم تبصر جيداً أنني كنت أمسك بهاتفي أي ان لحظة ابتسامي الوحيدة هي حين كنت أحادثك "

أنهى يونغي جملته و التفت ينوي الرحيل و حين وصل الى الباب سمع ما صاح به جيمين

" أجل سترحل الأن و تبقى جميع مشاكلنا مُتوقفة الى إشعارٍ أخر, انت تتهرب دوماً في كل مرة تواجهنا مشكلة و بهذه الطريقة أنت تفسد صداقتنا مين يونغي"

ابتسم يونغي بجانبية ساخراً ثم حرك أقدامه و عاد أدراجه الى حيث يقف جيمين قائلاً

" سأريك الأن إحدى طرق نهاية صداقتنا"

كوب وجنتيه وانحنى هاجماً على شفتيه مقبلاً إياه بعنفٍ شديد
مستلذاً بانتفاخها
بينما الأخر يقف بصمتٍ موسعاً عيناه لا يقوى على الحركة و كل ما يشعر به هو شفاه يونغي التي تلتهمه

************

يُتبع

Continue Reading

You'll Also Like

29.8K 3.7K 11
"مِن مَن تهرب القطة الصغيرة؟" توقفت لوڤينا عن السير لتنظر خلفها بحدة عندما تقابلت عينيها مع أعين إبن جيون و الذي يكون من العائلة المعادية لعائلتها عا...
241K 5.9K 32
❝ إذا زوَجـتُك لا تُمـتِعُك يا اخَـي ، انا سـأفَعل ❞ بـارك بيـكهيون. أحـببُت اخـي حُـباً مُـحرم قـذراً بِـه مـن الدنـاسَه والنجـاسه والقـذاره كـماً...
2.3K 272 22
" أما عن جواب الإلهة، فلم أكثرت به، لما قد أكون في حاجة اليها أو لحمايتها؟ ليس كما لو أنني أخطط للعيش بعد رحيله "- تاي كبتروكلس ⚠️ كل الحقوق محفوظة...
162K 6.2K 27
-مَا رأيكِ في أن نتحَدث في مَكتبي على إنفِراد؟ 'لكِنّي طالبتك أستاذ جُيون،ألا تَعتقد أنّ هَذا مُثير للشّكوك؟' -لَن يُلاحِظ أَحد هَذا عَزيزتي،هَذا بَي...