عودة فاينا

By Medusa_Morae

2.8M 117K 55.5K

"هل تعتقد أنك قوي لمحاربتك بعض البشر؟.. فقط جرب محاربة أفكارك مثلي" -فاينا فيدور نيكولاييف. ♠ ♠ ♠ ♠ ♠ ♠ في عا... More

الشخصيات الرئيسية
الفصل الأول "كوابيس"
الفصل الثاني "الأمل الضائع"
الفصل الثالث "خيبة أمل"
الفصل الرابع "الحفل"
الفصل الخامس "ترحيب مبهر"
الفصل السادس "باعت جسدها؟"
الفصل السابع "ال DNA لا يصنع العائلة"
الفصل الثامن "رصاصة!"
الفصل التاسع "إيما!؟"
الفصل العاشر "لما لا ننم سوياً؟"
الفصل الحادي عشر "مشاعر مبعثرة"
الفصل الثاني عشر"الحقيقة"
الفصل الثالث عشر "وغد متملك لعين"
الفصل الرابع عشر "ميت لا محالة"
الفصل الخامس عشر "قاتلة رحيمة؟"
الفصل السادس عشر "صفعة"
الفصل السابع عشر "بيتروڤ إيجور"
الفصل الثامن عشر "قُبلة"
الفصل التاسع عشر "موعد غرامي مع المافيا"
الفصل العشرون "غيرة قاتلة"
إقتباس "الوداع يا حبي"
الفصل الواحد والعشرون "عاهرة"
الفصل الثاني والعشرون "فضيحة؟"
الفصل الثالث والعشرون "جاسوسة؟"
الفصل الرابع والعشرون "مكر أنثى"
الفصل الخامس والعشرون "آل نيكولاييف"
الفصل السادس والعشرون "مارسيل؟"
الفصل السابع والعشرون "ظـل القمـر"
إقتباس "القاعدة رقم واحد: لا تثق بأحد"
الفصل الثامن والعشرون "هروب مُرتجل"
الفصل التاسع والعشرون "كريستوفر فونيكس"
الفصل الثلاثون "طباخ السم يتذوقه"
الفصل الحادي والثلاثون "هدوء ما قبل العاصفة"
إقتباس "لأني وقعت بحبك..."
الفصل الثاني والثلاثون "إبتزاز عاطفي"
الفصل الثالث والثلاثون "فقط لأجلك"
الفصل الرابع والثلاثون "تملك مُخيف"
الفصل الخامس والثلاثون "كـارثـة!"
الفصل السادس والثلاثون "الوجه الآخر"
الفصل السابع والثلاثون "كـرم فريـد مـن نوعـه"
الفصل الثامن والثلاثون "نبش في المـاضي"
الفصل التاسع والثلاثون "صداقة بنكهة الموت"
الفصل الأربعون "أخوية المُسوخ"
الفصل الواحد والأربعون "كراسيفا"
الفصل الثاني والأربعون "هدية وكرم ضيافة"
الفصل الثالث والأربعون "فريا سوليفان"
الفصل الرابع والأربعون "صلاة وتضرع للرب"
الفصل الخامس والأربعون "هدية ثمينة للغاية"
شروط الفصول...
الفصل السادس والأربعون "ذكريات ضائعة"
الفصل السابع والأربعون "آباء وقسم الدماء"
الفصل الثامن والأربعون "بيكاسو ولوحة المعاناة"
الفصل التاسع والأربعون "أساطير الموت وعرش الدماء"
الفصل الخمسون "فاينا فريدريك فونيكس"
الفصل الواحد والخمسون "عباءة الفجور وعدالتها المُلتوية"
الفصل الثاني والخمسون "عقدة الذنب ونذر بالهلاك"
الفصل الثالث والخمسون "رفاهية الموت والسراب الملعون"
الفصل الرابع والخمسون "الجراند ماستر"
اقتباس من الفصل القادم 🤍
الفصل الخامس والخمسون "لعنة الأفكار التي لا تموت... أبدًا!"
أين يمكن ايجادي 🤫🤗
الفصل السادس والخمسون "قتل ثلاثة طيور بحجر واحد!"
إقتباس "لقد فقدت نفسي.."
الفصل السابع والخمسون "دموع في الظلام"
إقتباس من الفصل القادم.. "فن مواساة الزوجة ١٠١"
الفصل الثامن والخمسون "الخيانة تجري في الدماء"
الفصل التاسع والخمسون "في ظل الضغائن القديمة"
إقتباس من الفصل القادم... "إنه ملكي"
الفصل الستـون "مائدة من الجحيم"
الفصل الواحد والستون "في غياهب الماضي"
الفصل الثالث والستـون "سيمفونية الرغبة والمـوت"
إلى قرائي الأعزاء... يكفي!
الفصل الرابع والستـون "العنقاء والغرفة الحمراء"
إقتباس من الفصل القادم - كأس الغيـرة
الفصل الخامس والستون "جنون على حافة النصل"
الفصل السادس والستون "مناورة الأشقاء"
إقتباس من الفصل القادم.. "عصير التفاح"
الفصل السابع والستون "نذير بالرحيل"
الفصل الثامن والستـون "الاسم ألكساندر.. حامي العائلة"

الفصل الثاني والستـون "غـرام القـديس"

23.6K 1.5K 1.1K
By Medusa_Morae

*شروط الفصل وهي انه يوصل لـ ١٠٠٠ تصويت و ١٠٠٠ تعليق*

فصل ٦٤٣٠ كلمة صافي بدون حسب الفواصل بين المشاهد ❤️

 هاتوا أي مشروب ساخن تحبوه وأستمتعوا بالقراءة ومتنسوش التعليق بين الفقرات ❤️

هتلاقوني علي تيك توك واليوتيوب باسم: Medusa_Morae

 وعلي تيليجرام وفيسبوك باسم: روايات نرمين عصام

وعلى انستاجرام: Medusa.Morae

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ١٠٠٠ تعليق و ١٠٠٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم بإذن الله قريبًا (١٥ أكتوبر)… رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب ولا أرقام أو أي تعليق ليس له معنى ولا يخص الرواية لأن هذه التعليقات لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅

"هذه الأيام

يتلبد في الصدر ندم سري

ويغلق في وجهي أبواب الضحكات"

{في غرفة فاينا بقصر آل نيكولاييف بموسكو، روسيا}

"أعذري فضولي يا فاينا؛ لكن كيف لكي معرفة شئ كهذا وانتي من المفترض أنك لا تتذكرين أي شئ عن عائلتك؟" 

ظلت تحدق في وجهه الذي لم يكن يوضح أي أثر لما يدور في ذهنه، وكلا؛ مشكلتها لم تكن في أنه يسألها لأن ذلك كان متوقعا وأي شخص في مكانه كان سيتساءل كيف عرفت بمثل هذا الشأن.. بل كانت مشكلتها تكمن في طريقة سؤاله لها.. سألها بطريقة غريبة وباردة بينما كان يطالعها شذرًا!! أما نبرة صوته؛ فكانت نبرة غير مألوفة لها منه!

عادت ترتشف من نبيذها ونظراتها لا تترك عينيه وبدأت تشعر أن مجيئ ألكساندر إلى هنا لم يكن بغرض قضاء بعض الوقت معها، بل غرضه كان استجوابها، مما يعني أن الشكوك تساوره حولها بالفعل!

خفضت مشروبها، وحافظت على الاتصال البصري بهما قبل تحويل نظرتها إلى فقاعات الصابون التي تستر عورتها وقالت بهدوء متفقة مع حديثه: أعلم أن كل هذا الكلام غير مبرر لأنني كنت أعرف عن والدتك.

ومن ثم أعادت النظر نحوه و واصلت بنبرتها الهادئة: ما لفت انتباهي للأمر هو هيلين في المقام الأول.

"وكيف لفتت هيلين انتباهك إلى حقيقة أن والدتي لا تزال على قيد الحياة؟" سأل ألكساندر مستفسرًا بينما كانت لهجته مليئة بالسخرية المبطنة وهو يفكر في ماهية الحجة التي هي على وشك قولها. 

استرخت على جدار حوض الاستحمام خلفها وأراحت ذراعيها على حوافه بينما ثنت ذراعها الحامل للكأس ليصبح أمام وجهها على بعد طفيف، قبل النفي بخفة متجاهلة تلك السخرية التي التقطتها صادرة منه: أنا لست بساحرة يا ألكساندر.. بالطبع لم أنظر إلى وجهها ثم بوم! عرفت أنها تسببت في تلك الكارثة لوالدتك!

قالت ستتجاهل سخريته؟

همم، لقد حاولت، لكن فاينا ستبقى فاينا!

كانت نظرتها حادة كالثلج في أعماق الشتاء؛ لكن تلك الشدة لم تكن موجهة إلى ألكساندر، بل ظهرت ببساطة لأن هيلين قفزت في مخيلتها! تلك القذرة!

"إذًا ماذا حدث لتعرفي شيئا كهذا؟" استفسر والملل واضح في صوته ولكن عينيه امتلأت ببرودة تتطابق مع الماء الذي كانا يستحمان فيه.

مطت فاينا شفتيها وهي تهز كتفها العاري بعدم اكتراث مجيبة إياه: في محادثاتي الأولى معها، أثارت شكي بها عندما هددتني بالابتعاد عن "ابنها" وأني لست على دراية بما يمكنها القيام به إذا لم أمتثل لأوامرها… وبصراحة، كان هذا أطرف تهديد تلقيته على الإطلاق.

أنهت جملتها بابتسامة استهزاء واضحة وهي تسترجع حديثهما تلك الليلة، بينما ضاقت عيناه العسليتان قليلاً عند سماعه تلك الكلمات وسأل بجدية هذه المرة: لماذا اعتبرتي فعلتها مثيرة للشك؟ لماذا لم تعتبريها مجرد "أم" تغار من "ابنها"؟

تلفظ بكلمة "الأم" باشمئزاز شديد وشعر بموجة من الغثيان تغسله لتلقيب مثل تلك العا*رة بأمه… ولكن الغاية تبرر الوسيلة؛ أي شيء لتحقيق هدفه، وهو اعترافها بأنها تتذكر كل شيء!

لقد كان يناقش حجتها بعقلانية حتى عندما تضمن الحديث سيرة المرأة التي دمرت حياة والدته!.. هنا أدركت أن هذا الجدال سيستمر مع كل جملة تنطق بها، مما يعني أنها ستضطر إلى اختيار كل كلماتها بعناية شديدة، كلمة بكلمة، لأنه لن يمرر أي خطأ قد ترتكبه. 

"حسنًا يا ألكساندر" قالت تلك الكلمات داخل عقلها بينما انزلقت نظرتها مرة أخرى إلى كأس النبيذ الخاص بها وهزته بخفة لتحريك محتوياته بنمط دائري أثناء تعليقها على سؤاله موضحة: لم يبدو الأمر أموميا بالنسبة لي عندما أحضرت فيكتوريا إلى القصر في محاولة لأخذ مكاني، أعني إذا كانت المعضلة في الغيرة لما جاءت بأخرى… ولم تبدو لي كأم غيورة على ابنها الكبير عندما هددتني بالإبتعاد عنك، فكل ما رأيته حينها؛ هو ألوانها الحقيقية.. 

"إمرأة حاقدة!" أردفت ببطء وعيون تضيق في ازدراء قبل أن تأخذ نفسا عميقا، مما جعل صدرها يرتفع بشكل خطير، مما يهدد بكشف مفاتنها.. إلا أنها انزلقت قليلاً في الماء عندما لاحظت عريها الزائد أسفل نظرات ألكساندر التي إتجهت على الفور لصدرها وبمجرد أن غطت صدرها بالمياه شاهدته وهو يقلب عينيه بضجر بينما يسحب نفسًا عميقًا وهو يتململ في جلسته بضيق، لتتابع وهي تمط شفتيها مشيرة إلى ألكساندر: لكن أتعرفين أكثر ما لفت انتباهي؛ هو أنه لا تتواجد بينها وبين عمي أوين وثيقة زواج.. لذا، اعتقدت... أنها قد تكون مجرد عشيقة... لكن هذا الاحتمال تم دحضه عندما رأيت بأم عيني كيف يعاملها عمي... تمامًا مثل القمامة التي هي عليها!

ثم لوحت بيدها في الهواء وكأنها تعرف أحداً عن شيء ما وقالت: وبما أنني غريبة عن العائلة وليس لدي أي ذكريات عنكم، فهذا يجب أن يجعلني فريسة سهلة وأن أخاف من تهديد كهذا عندما يأتي من عشيقة زعيم الأسرة، حتى لو لم يكن للعائلة أي صلة بالمافيا.

"لقد كانت تحاول فرض سلطتها علي!" نبست من بين أسنانها باشمئزاز قبل خدش تحت فكها، وقابلت عينيه مرة أخرى متابعة: ولا أحد يسيطر علي ويفرض سلطته علي! لا يمكن لأحد أن يخبرني ماذا أفعل ولا أفعل إلا والدي.. لذا، من تكون هي لتأتي وتحاول معاملتي مثل بيدق حقير يتم التلاعب به بين أصابعها؟

كان رفض فاينا واضحا مع استمرارها بنبرة استنكار واضحة كما تألق فخرها واحترامها لذاتها وهي تتابع بعزة نفس تقطر من بين كلماتها المهيمنة: أنا الشخص الذي يعامل الآخرين كبيادق لخدمتي، وليس العكس.. وكان هذا خطأها الأول، الاستخفاف بي؛ سواء بإحضارها لفيكتوريا أو تهديدي بالابتعاد عنك ومحاولة التحكم بي.

"وخطأها الثاني؟" سألت بحنكة وهو يحثها على الاستمرار بينما كان بداخله يحاول السيطرة على الإثارة التي كانت تتصاعد في دمه مع إزدياد شوقه للوصول إليها وتقبيلها إلى ما لا نهاية لأنها عندما تتحدث بمثل هذا الإنفعال والكبرياء؛ تبدو مثيرة بشكل لا يصدق.. ولكن؛ وحتى لا يخرج عن سياق الحديث مدمرًا ما بدأه فآثر الرد بإحترام والتفاعل مع حديثها عوضًا عن التفاعل مع خيالاته المنحرفة حولها!

لكنه سيعترف؛ أنه وعلى الرغم من استيائه الشديد منها لكذبها عليه، إلا أنه يحب مراوغتها في الحديث، وكبرياءها الأنثوي الذي تدافع عنه بهذه العاطفة، امرأته التي لا تتسامح مع من يحاول التقليل منها مهما حدث!

كيف تتماسك أمامه ثم تتناثر بلمسة واحدة منه، كما كان الحال عندما وضع يده عليها قبل دقائق قليلة.. كان لرؤية تأثيره على امرأة مثلها ذات كبرياء شامخ؛ يرضي غروره وكبريائه كرجل… وكلما نظر إليها وإلى قوتها؛ أيقن أنها كانت ولا تزال أغلى نعم الله عليه.

في النهاية؛ ربما لو كانت لطيفة كما اعتادت أن تكون؛ فاينا صغيرته اللطيفة البريئة التي لا تتحمل حزن أحد.. لربما انكسرت بين يدين ألكساندر زعيم المافيا… وكلا، ليس منه والله ليقتلن نفسه قبل أن تمسسها يده بسوء… ولكن السوء كان سيطولها في النهاية كونها ستربط اسمها به وبعالمه الذي تتناثر به الدماء كالمياه التي تنهمر من الشلالات… فاينا طفلته المدللة ما كانت لتتحمل مثل هذه الحياة.

أما فاينا إمراته التي أمامه؛ سوف تمسح الدم عن وجهه بيدها العارية.. وهذه الفكرة؛ لسبب ملتوي لا يعرفه؛ كانت تثيره بطريقة لا يستطيع التعبير عنها.

"عندما خرجت الأمور عن السيطرة بالفعل وارسلت لي من يقوم باغتيالي بين جدران منزل بداخل غرفتي" واصلت كلامها مجيبة على إستفساره مما جعل فك ألكساندر يشتد من الانفعال بينما يغلي غضبه في عروقه وهو يتذكر أنه كان على وشك أن يفقدها في تلك الليلة لولا أنها تمكنت من الدفاع عن نفسها!

"فينيسنت!" لفظ من بين فكه المطبق وأسنانه شبه المحطمة من شدة اطباقه عليها لتومئ إليه بهدوء بينما مالت يمينًا قليلًا على جدار حوض الاستحمام، وتحول تعبيرها إلى تعبير مدروس وهي تحلل الموقف كما قامت بتدوير كأس النبيذ الخاص بها في يدها والسائل بداخله يدور مثل أفكارها: كان هذا خطأها الثاني.. وهو ما نبهني إلى أنها قد تكون لديها أجندة خفية، على عكس المرأة ذات الابتسامة المشرقة التي قضت حياتها في حماية أطفال أختها، وضحت بكل شيء من أجل ذلك، ناسية حياتها بلا زوج ولا أولاد...

"وهي في الحقيقة لم تبدو لي كامرأة مضحية عندما قررت التخلص مني بعد أيام قليلة من عودتي إلى عائلتي التي كنت غائبة عنها لمدة خمسة عشر عاما…" توقفت مؤقتًا قبل المتابعة بسخرية وهي تسند كأسها على حافة حوض الإستحمام: أعني؛ تصرف كهذا لا يأتي من امرأة ذات اللطف الذي تحاول إظهاره من شخصيتها، بل يأتي من حرباء تتعدد ألوانها!

"وهكذا، نمت شكوكي تجاهها، مما دفعني إلى التعمق في ماضيها.. لتتضح لي أشياء كثيرة، وأهمها" صمتت للحظات قبل أن تتابع ببطء، وكأنها تضع النقاط على الحروف: أن حادثة زوجة عمي كانت غريبة بعض الشيء، وما تبعها من معاملة لا تليق على امرأة كهيلين، مما جعلني أبحث عنها من أجل التأكد من قصة حادثتها.. وعندما تعمقت في البحث..

"وجدتي أمي" تدخل مقاطعها مكملًا حديثها عوضًا عنها وامتلأ صوته بالحزن وهو يتذكر حالة والدته… ضاق صدره وهو يستحضر صورتها بينما يتساءل بداخله عما حدث معها بالتفصيل؟ وهل سيتحمل معرفة شيء كهذا؟ 

لاحظت فاينا كيف تغيرت نظراته وتحولت هالته من طاقة مظلمة إلى طاقة من البؤس المحض.. كان قلبها يتألم من أجله، وغسلها شعور عميق بالتعاطف معه قبل أن تتخذ قرار تمديد عضلات ساقها بغفلة ذهن؛ متناسية أنها كانت تجلس بين ساقيه حرفيًا، لتصطدم قدمها بفخذه، مما أدى إلى إخراجه من شروده على الفور بفعل حركتها المفاجئة وهو ينظر نحوها بسرعة البرق بأعين متسعة للحظات قبل أن تضيق على وجهها الذي تشنجت عضلاته عندما أدركت ما فعلته للتو!

ولكن؛ سرعان ما استعادت رباطة جأشها، لتقوم بإعادة ساقها في هدوء وبطء مكانها كما لو كانت لم تفعل شيء في المقام الأول وهي تزيح خصلات شعرها بمنتهى البراءة والتي كانت بعيدة عن وجهها في الأساس معيدة إياها للخلف أكثر بينما تنظر نحو النافذة؛ على الأقل أخرجته من حزنه بغض النظر عن الوسائل غير التقليدية التي استخدمتها عن غير قصد تمامًا.. ولكن؛ بعد كل شيء، الغاية تبرر الوسائل، طالما تم تحقيق الهدف المنشود فلا يهم شيء آخر.

غلفهم صمت طويل ولا تزال فاينا تشعر بنظراته الحارة عليها كما شعر حلقها بالجفاف المفاجئ، لتحمحم منظفة إياه قبل تأكيد كلماته، وإن كانت خانتها نبرتها التي خرجت مبحوحة قليلًا: نعم، هذا ما حدث تمامًا ولحسن حظنا وسوء حظ هيلين، كانت توقعاتي وشكوكي حولها في محلها.

أغمض ألكساندر عينيه داعكًا جفنيه بسبابته وإبهامه في محاولة لتخطي ما فعلته قبل لحظات، أخذ يتنهد بشدة من كل ما يحدث مع إدراكه لإفلات فاينا بذكاء شديد من سؤاله مختلقة قصة كاملة من وحي خيالها!

كانت كل محادثة معها بمثابة تذكير بأنها كانت محامية ماهرة في فن الكلمات والتلاعب بالعقول.

لكنه لم يكن بقاضيًا.. لم يكن بحاجة إلى أدلة لدحض شكوكه حولها ببساطة لأن شكوكه قد تحولت إلى يقين حازم بأنه يتم التلاعب به مع غسل عقله على يد المرأة التي يحب!

كم كانت ماكرة!

"حسنا" بدأ وصوته هادئ ينقل شعورا بالاستسلام لتزفر فاينا بعمق من بين شفتيها المنفرجة قليلًا في خفوت معتقدة أنها نجحت في تبديد شكوكه بشأنها.. ومع ذلك، عندما أزال يده من عينيه وثبت نظره عليها، كان لا يزال الشك في عينيه كما استمر بهدوء، ونظرته لم تريحها: هذا يفسر أمر والدتي…

أومأت بترقب وهي تحدق به بإرتياب ولم ترتاح لتلك النظرة التي لا تزال تشغل عينيه وهي تهيئ نفسها لجولة جديدة من الأسئلة… ولكن الفكرة هنا؛ عما سيسألها؟ هل قامت بفعل شيء آخر أثار أية شكوك حولها؟

"لماذا غيرتي سلوكك فجأة تجاهي؟" استفسر مما تسبب في غرق قلب فاينا في قدمها… لقد كانت متأكدة من أن هذا السلوك الهادئ كان مجرد هدوء ما قبل العاصفة وها هو يثبت لها توقعاتها!

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ١٠٠٠ تعليق و ١٠٠٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم بإذن الله قريبًا (١٥ أكتوبر)… رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب ولا أرقام أو أي تعليق ليس له معنى ولا يخص الرواية لأن هذه التعليقات لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅

التوى فمها قليلاً إلى اليسار وهي تعض على لحم فمها داخليًا بأسنانها بعصبية قبل أن تتظاهر بالجهل عندما سألته: ماذا تقصد بتغيير سلوكي معك يا ألكساندر؟

"هل سنلعب تلك اللعبة؟" رد بحدة وثبتت عيناه عليها بتعبير غير قابل للقراءة.. أعاد رأسه للخلف قليلا وأشار إلى محيطهم ثم أشار إليها مباشرة قائلًا: انظري حولك، نحن في غرفتك، داخل حمامك، نتشارك حوض الاستحمام.. أنتي عارية، وأنا رجل، على بعد خطوتين فقط منكي، أرتدي فقط قميصا منفتح لنصفه وسروالا!" رفع حاجبه ونبرته مليئة بالتهكم الذي لم يبذل أي جهد في إخفائه: ألا تجدي أن ذلك غريبًا على المرأة التي أبت مناداتي لها بحبيبتي قبل أيام معدودة فقط؟

جاءت كلماته بسرعة وعن عمد، كما لو كان قد خطط لها طوال الوقت.. واختتم بيانه بتكرار سؤاله، ونبرة صوته ذات مغزي: لذلك، أود أن أعرف؛ لماذا تغيرت معاملتك لي؟ 

ثم التوى فمه بابتسامة ساخرة وهو يقول ببساطة: أتساءل عن ذلك لأنه بالطبع أنتي لا تتذكرينني... أليس كذلك؟

اختتم جملته بنبرة جافة جعلتها تبلل شفتيها بلسانها وظهرت الحيرة جلية على قسمات وجهها لوهلة قبل أن يعود وجهها للجمود بينما شردت للحظة في وجهه المكفهر كما لو كانت تبحث بداخل عقلها على الاجابة الأمثل ولربما كانت تبحث عن الكذبة المحكمة؟

"لأنك مناسب" بعد لحظات من الصمت نطقت بتلك الكلمات بهدوء قبل أن تتابع مرفقة كلامها بأدلة تعزز حجتها: رجل قوي، محترم، ذو نفوذ، ابن عمي، لا تسعى خلف جسدي كالكلاب التي تنتظر أن تنهش بجسدي، تحترمني، تقدرني، تناقشني، لا تمارس قوتك وسلطتك ضدي، لا تتخذني ندًا لك فقط لكوني امرأة لا تنقاد ولا تخضع.

كانت تعدد محاسنه الواحدة تلو الأخرى بهدوء، ورغم جمال حديثها حوله؛ إلا أنها أصابته في مقتل لأنه كان ينقصه أهم ما يريد سماعه... كان ينقصه المشاعر فضغط عليها وسأل بعينين ثاقبتين: هذا كل شيء يا فاينا؟

أمالت فاينا رأسها قليلا إلى اليسار قبل أن تسأله بتعجب لسؤاله بعدما قالت عنه كل تلك الأشياء الجميلة: ألا يكفيك كل هذا يا ألكساندر؟

لانت النظرة في عينيه واستبدلت بخيبة الأمل؛ أصيب بخيبة أمل من إجابتها، ثم علق على سؤالها بنبرة حزينة لم يستطع تغليفها بأي شيء: وماذا عن المشاعر؟

سألها عن مشاعرها تجاهه، آملاً أن تتحدث وتخبره بأنها تتذكره وتحبه... لكن هل ستخبره بذلك حقاً؟

نبرته الحزينة اخترقت قلبها كالسهام لتشعر بقلبها ينقبض بداخل قفصها الصدري وهي تدرك قسوة ما ستتفوه به حيث قالت بنبرة حاولت جعلها عادية بقدر المستطاع: المشاعر… ستأتي مع الوقت بالتأكيد.

عند إجابتها تلك؛ ابتسم بمرارة واضحة، مكررًا كلامها بنبرة أوضحت خيبة أمله من إجابتها: ستأتي مع الوقت؟.. وماذا لو رأيتي رجلاً غيري مناسب يتمتع بكل تلك الصفات وما هو أفضل؟ هل ستشاركين معه حوض الاستحمام أيضاً؟

أنهى سؤاله بنبرة عالية تسربت فيها إنفعاله لمجرد فكرة ميلها نحو رجل آخر، رغم علمه بأنها كاذبة وأنها تتذكره.. لكن مجرد الفكرة قتلته.. قتلت ألكساندر وأخذت عزائه!

فاينا مع رجل آخر في موضعه؟

اللعنة على عقله الذي لا يرحمه!

وعلى الرغم من بشاعة حديثه واتهامه لها بأنها ستشارك حوض الاستحمام مع أي رجل غيره، إلا أنها لم تنزعج من تصريحه الفج.. بل على العكس تماماً؛ ابتسمت بعدم تصديق وهي تراه ينتقل بين النغمات والمشاعر.. من الهدوء إلى العصبية والانفعال لمجرد أنه خطر بباله أنها قد تنجذب إلى شخص آخر؟

مجرد فكرة تسببت في جنونه وفقدانه لرباطة جأشه الذي يحافظ عليه منذ بداية حديثهما؟

لقد انجذبت إلى مثل هذا النوع من الرجولة والهوس والغيرة القاتلة... مثلها تمامًا!

عضت شفتها في محاولة فاشلة للسيطرة على ابتسامتها الرقيقة التي بدأت تتسع في تسلية واضحة لفقده السيطرة على نفسه لمجرد التفكير في فقدانها، ورأته يقبض فكه وعيناه تلقيان الشر والإختلال لرجل على وشك أن يفقد عقله!

تحب المرأة أن تكون مرغوبة... هذا الشعور الذي تستمده من الرجال... وليس من أي رجل بل من الرجل الذي تحبه لا يقدر بثمن.

لن يكون ألكساندر رجلاً مبتذلاً ويقول إن عضها لشفتها أثاره... لن يكون بهذه الإبتذال لأنه يعاني بالفعل من الأمرين وهو يتمسك بالحوض بكلتا يديه محاولاً إبعاد يديه عنها... يداه التي تشتاق وتتلوى للمسها وهو يقيدها مثل كل شيء فيه.

يقسم بحياتها وبحياة كل غالٍ وعزيز في حياته أنه يمسك نفسه بقبضة من حديد بينما قلبه يوبخه على حرمانه مما يشتاق إليه، متسائلاً ماذا سيحدث لو وضع يده عليها في تلك اللحظة؟

لقد كانت جمرات من اللهب تأكله من الداخل، فهو يحترق للوصول إليها وتقبيل تلك الشفاه الكاذبة الماكرة التي لا تنفك عن التفوه بالكذب والدهاء، ومعاقبتها بين شفتيه بينما يخبرها بمدى عشقه لها... لكنه لا يستطيع فعل ذلك مع الأفكار الدنيئة التي تدور في ذهنه بينما يحاول استجوابها!

هو من كان يتلاعب بمن أمامه ويدفعهم إلى حافة الانهيار مراراً وتكراراً الآن؛ يشعر وكأنه يعاقب نفسه عندما لم ينتظر في الخارج حتى تخرج من الحمام... كان عليه أن يتجنب ذلك الموقف برمته، لكن ماذا عليه أن يفعل بغرائزه التي طغت وتحكمت في لحظة واضعة إياه في هذا الموقف الذي لا يحسد عليه حيث ترسله وتعيده فاينا لحافة الانهيار بمجرد فعل صغير كعض شفتها!

"لا داعي للإستياء يا أليكس" بدأت بنبرة هادئة وكأنها تحاول بث بعض الهدوء والطمأنينة في قلبه الذي امتلأ بحبها، قبل أن تميل برأسها إلى اليمين قليلاً وتابعت بابتسامة صغيرة صادقة وهي تخبره بصدق شديد وأعين تلألأ بها عشقها إليه: لم يكن هناك أحد قبلك يا ألكساندر، ولن يكون هناك أحد بعدك.

لن ينكر أن ردها كان بمثابة إلقاء دلو من الماء المثلج على النار التي كانت تحرق أحشائه من مجرد التفكير في احتمالية تواجدها مع غيره… فكرة أنها قالت واعترفت بنفسها بأنه لم يكن هناك أحد قبله ولا بعده، عززت شعوره برجولته ليعود إلى الخلف مستنداً إلى جدار حوض الاستحمام بينما بسط ساقيه من جديد وحاصرها بينهما.

لقد عاد للخلف في محاولة لخلق أكبر مسافة بينهما عندما كان على وشك أن يفقد السيطرة على يده الملعونة التي كادت أن تفاجئ فاينا وتفاجئه هو أيضًا بفعل مشين!!

ماذا ستقول عنه لو فعل شيئاً كهذا؟

متحرش أم مستغل للفرص؟

هز رأسه بخفة في حالة إنكار بينما كان يخبر نفسه داخليًا أنه يجب عليه التمسك بقوة وإلا فإنه سيخلق كارثة حقيقية!

"لماذا؟" سأل بأهدأ لهجة استطاعها حتى لا يكشف عمق تأثره بكلماتها بينما يهدئ عقله المحترق، كما كافح في محاولة أخرى لدفعها لقول الحقيقة التي كانت تتهرب منها لسبب لا يعرفه!

أما هي؛ عندما استمعت إلى سؤاله اتسعت ابتسامتها الصادقة، وامتلأت بالسعادة التي كانت تشع من عينيها الزرقاوين المذهلتين وهي تجيبه بينما ترمقه بإنبهار شديد وكأنه الرجل الوحيد على وجه الأرض بالنسبة إليها: لأنه لا أحد يستطيع أن يجعلني أشعر بما أشعر به بالقرب منك.

يبدو أن مفاجآت فاينا لن تنتهي في تلك الليلة لأنه في كل مرة تفتح فمها الشهي، كانت تلقي عليه مفاجأة جديدة تسبب في تلاحق أنفاسه وفي قرارة نفسه، أقسم أنه قد أصبح مخمورا بالفعل فقط من قِبل أثر كلماتها العذبة التي كانت كالعسل في حلاوتها.

أراد أن يستمع إلى المزيد، أرادها أن تداعب أذنه أكثر بكلماتها، فخرج منه هذا السؤال هذه المرة دون تخطيط، إذ نطق بأنفاس لاهثة معبرة عن عمق مشاعره في تلك اللحظة لما كانت تقوله: وبماذا تشعرين بقربي يا فاني؟

عند سماع لقبها "فاني" الذي كان يختصر به اسمها في طفولتهما، أغمضت عينيها بعاطفة وشوق، وهي تتكلم بنبرة مبحوحة قليلًا تعبر عن صدقها: ألكساندر؛ أنت تشعرني بالأمان.. بالاحتواء...

ثم رفعت كف يدها ووضعتها على صدرها، وهي تتابع شرحها بنبرة مليئة بالمشاعر، رغم أنها كانت في الغالب هادئة إلا أن نبرتها كانت بها نغمات من تعبر عن الراحة: ذلك الأمان الذي يستقر في قلبك عند دخولك لدور العبادة... تلك الراحة والطمأنينة وكأن كل همومك قد غُسلت... هذا بالضبط ما تشعرني به أيها القديس.

ثم صمتت للحظات قبل أن تفتح عينيها مرة أخرى وهي ترفع ساقها اليمنى لتكشف عن ركبتها وجزء من فخذها من تحت الماء تحت أنظار ألكساندر التي توجهت بسرعة البرق إلى ساقها نصف العارية قبل أن تتابع بحواجب مضمومة قليلًا بتأثر جليّ على قسمات وجهها: والخوف..

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ١٠٠٠ تعليق و ١٠٠٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم بإذن الله قريبًا (١٥ أكتوبر)… رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب ولا أرقام أو أي تعليق ليس له معنى ولا يخص الرواية لأن هذه التعليقات لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅

عندما استمع إليها وهي تجيبه، شعر كما لو كان يذوب في مكانه وللمرة الأولى؛ وجد نفسه يحب لقبه "القديس" الذي أُطلق عليه في عالمهم السفلي عندما قرر كريستوفر المزاح بذلك اللقب في أحد الإجتماعات ومن ثم انتشر كالنار في الهشيم، مع توالي السنوات؛ تم إلحاق العديد من الألقاب الدينية باسمه والتي لا تليق برجل مافيا مثله ربما لا يتذكر متى كانت آخر مرة دخل فيها إلى الكنيسة.

ولكن؛ على الرغم من كل ذلك، ها هي امرأته الجميلة، حبيبته، تخبره أنه الأمان الذي تشعر به عند دخول دور العبادة... وعندما كاد يجيبها، إستمع إلى كلمتها الأخيرة غير المتوقعة تمامًا، لتتأهب حواسه التي كانت مخدرة بسبب مغازلتها له بإهتمام شديد كما انتصب في جلسته بعد أن كان مسترخيًا ليسألها بحاجبين مقطبين في عدم فهم مطالبها بالإجابة والتوضيح ظنًا منه أنه يتوهم ما سمعه: وماذا يا حبيبتي؟

ظلت تتأمل ملامحه المترقبة لما ستقوله بينما سافر عقلها رغمًا عنها في تلك الرسالة الملعونة…

"أتمنى أن تكوني قد استمتعتي بهديتي بقدر ما استمتعت أنا عند أعدادها من أجلك فقط، لقد كان لرؤيتك باللون الأحمر سحر لا يمكن إنكاره وجعلني أتساءل كيف سيكون الأمر إذا صبغت كل شيء من حولك بنفس اللون بينما يتلألأ الألماس الأزرق بالندى.. 

أراكي قريباً يا ابنة نيكولاييف"

بهتت عيناها واختفى بريقهما في غضون لحظات وهي تتذكر كل كلمة تم تهديدها بها.. وكلا، لم تكن المشكلة في فكرة تعرضها إلى التهديد، لأنها قد تلقت مئات الرسائل التهديدية ولم تكن لتهتم لو كانت مثل الرسائل السابقة.. لكن هذه الرسالة كانت مختلفة، فقد احتوت على شيء جعل الخوف يتسلل إلى قلبها ويقشعر بدنها عند التفكير في هذه الرسالة؛ هو ما تحتويه… 

أيًا كان من أرسل مثل هذه الرسالة؛ فقد بحث بجد حتى وصل إلى نقطة ضعفها، وهي عائلتها.. عائلتها البيولوجية على وجه التحديد! أرسلت الفكرة ذاتها قشعريرة إلى أسفل عمودها الفقري، وعقلها يتسابق مع إمكانيات ما يمكن أن يخبئ لها.

جر عائلتها إلى هذه اللعبة الملتوية من الألغاز جعل معدتها تتقلب كما غسلها شعور رهيب بالهلع الذي أخفته بأعجوبة بينما تومض أسوأ السيناريوهات أمام عينيها، كل واحد منها أكثر سوءًا من الآخر!

أما ألكساندر؛ فلقد لاحظ شرودها في ملامحه، وبدا الأمر وكأنها لا تراه بالأساس، وكأنها ترى شيئاً غيره، وما كاد أن يتكلم ليخرجها من ذلك التشتت الغريب.. وجدها تتنهد معترفة بنبرة منخفضة للغاية، لكنها وصلت إلى مسامع ألكساندر بسهولة لقرب المسافة بينهما: أنا خائفة… خائفة من الغد وما يخبئه...

كان هذا اعترافها الثاني على التوالي بالخوف في ليلة واحدة... الأول؛ كان خوفها من ترك ألكساندر لها... والثاني؛ خوفها من فقدانه هو وعائلتها..

عندما استمع ألكساندر إلى حديثها، أصيب بالصدمة التي ألجمته للحظات، لقد قالت للتو الصفة وعكسها.. كيف يمكن أن يجعلها تشعر بالأمان، والاحتواء، ومن ثم تتبع تلك الصفتين بالخوف؟... لقد صدم من حقيقة أن فاينا كانت خائفة؛ أو ربما صدم عندما رأى لمحة من فاينا الصغيرة التي تخاف من الظلام وتختبئ بين ذراعيه في المساء خوفا من الوحش أسفل الفراش؟

(فلاش باك لقبل تسعة عشر عامًا)

في الغرفة ذات الإضاءة الخافتة من مصباح بجوار الفراش مع تراقص توهج ضوء القمر الناعم من خلال الستائر الكريمية، كاشفًا للمشهد حيث استلقي ألكساندر البالغ من العمر تسع سنوات على الفراش ذو الملاءات البيضاء والغطاء الأزرق المريح، مع الصمت الذي احتضن الغرفة، والذي تم كسره بتلك الهزات اللطيفة المنبعثة من جانبه.

في البداية، رفض ألكساندر الهزات على أنها مجرد نسج من أحلامه.. ولكن مع استمرارهم، لم يستطع تجاهلهم بعد الآن ففتح عينيه ببطء، ونظر من خلال رؤيته المشوشة بفعل النوم ليكتشف مصدر الاهتزازات، والذي كان فاينا البالغة من العمر ست سنوات، تعانق نفسها إلى جانبه، وتتشبث بذراعه بقوة.

نقش التعجب طريقه على ملامح وجهه، ورفع راحة يده لفرك عينيه المتعبتين وهمس باسمها.

"فاينا، ما خطبك؟" كان صوت ألكساندر يغلفه القلق وعدم الاستيعاب، لترفع فاينا رأسها نحوه تزامنًا مع ارتجافة جسدها مرة أخرى.. لينتفض جالسًا بينما تلاشى النعاس من عينيه تمامًا وهو يمد يده نحو جبينها يتحسسه بلطف هاتفًا بقلق شديد: يا إلهي؛ هل أصبتي بحمى؟

ولكنه سرعان ما تنهد براحة وهو لا يجد حرارتها مقلقة بل كانت عادية تماماً… ولكن عندما ارتجفت مجددًا وامتلأت عيناها بالخوف وهي تلقي بنظرة خاطفة على أنحاء الغرفة، تعمق قلقه، وما كاد أن يتحدث مرة أخرى إلا ووجدها اعترفت قائلة: "أنا خائفة يا أليكس"، لقد كان صوتها بالكاد يُسمع… وبمزيج من الحنان والحماية، سحب جسدها المرتجف بين ذراعيه، وجذبها إلى صدره أثناء ربت يده على ظهرها الصغير بهدوء في محاولة لتهدئة مخاوفها.

وبعد لحظات من الصمت سأل ألكساندر بلطف، مرتبكا وفضوليا حول ما قالته "ما الذي تخشاه صغيرتي الجميلة؟" ترددت فاينا، كما لو كانت حذرة من الظلال الذي يستمع إلى محادثتهم.. ولكنها وأخيرا همست مجيبة إياه: أنا خائفة من الوحش المتواجد أسفل الفراش!

عقد حاجبيه قليلًا وهو يكرر كلماتها في نبرة متسائلة عن مصدر مثل تلك الحكايات المخيفة وكيف وصلت لصغيرته: وحش أسفل الفراش؟ من أخبرك بشيء كهذا يا فاينا؟

مرة أخرى جالت بنظراتها في الغرفة المعتمة إلا من ضوء القمر والمصباح الخافت للغاية في ريبة قبل أن تميل أكثر برأسها نحوه وصوتها مجرد همس خافت: كريستوفر... أخبرني اليوم أن هناك وحشا يتربص تحت كل فراش في انتظار فرصة لانتزاع الأطفال بعيدا إذا تجرأوا على دفع الغطاء بعيدًا والكشف عن أقدامهم.

رسمت كلماتها صورة للفزع في ذهن ألكساندر الصغير بينما غلي الغضب بداخله، متعهدا بتعذيب كريستوفر لإرهاب فتاته الصغيرة بهذه الطريقة.

وفي مبادرة لحماية فاينا المرتجفة، لفها بإحكام في الأغطية وطمأنها بحنان طاغي: حبيبتي، لا توجد وحوش تحت الفراش… ليس لديك ما تخشينه وأنتي بين ذراعاي فأنا لن أدع مكروهًا يحدث لكي.

وبينما كان يداعب شعرها الناعم بيده، عقدت حاجبيها بعدم فهم، وعلقت بهمس: وماذا عن ما قاله كريس؟

"بمن تثقي أكثر، أنا أم كريس؟" سألها بصوت خافت وهو يبتسم لها، فأجابته على الفور دون أن تفكر لحظة واحدة: بك أنت أليكس.

اتسعت ابتسامته على إجابتها وهو يربت على رأسها بخفة: إذًا؛ اذهبي إلى النوم ولا تقلقي لأنه لا يوجد وحوش ولا شيء يمكن أن يؤذيكي وأنتي بين ذراعاي.

كلماته وثقتها العمياء به كانت كافية لتجعل جسدها المرتعش يسترخي شيئاً فشيئاً قبل أن ترفع رأسها قليلاً وتزرع قبلة حلوة صغيرة على خده، لترتسم على شفتيه ابتسامة رائعة من فعلها الذي دغدغ قلبه الصغير العاشق لها، كما قالت: جيد؛ لأنني كدت أن أموت خوفاً عليك يا أليكس.

" خائفة على إنا؟ من ماذا يا طفلتي؟" سألها في حيرة من أمره فأكملت موضحة: عندما أخبرني كريس عن الوحش.. خشيت أن يجرك إلى عالمه.. لأنك.. لأنك دائما ما تدفع الغطاء عن جسدك.. لذلك.. سهرت لأتأكد... أن ساقيك مختبئين أسفل الغطاء… ولم ترفع الغطاء وتكشف عن قدميك في… أي لحظة..

تقطعت جملتها بتثاؤبها المستمر بسبب نعاسها الشديد، بينما سحبها النوم إلى عالمه خلال لحظات، تاركة ألكساندر الذي انكمشت ملامح وجهه بتأثر حينما استوعب بانها لم تكن خائفة على نفسها بل عليه هو… لقد سهرت لحمايته هو… 

 قام بإمالة رأسه نحوها، وطبع قبلة رقيقة على جبينها بينما فكر بصمت فيما فعله ليستحق وجود فاينا في حياته، ليبارك بمثل هذا الحب غير الأناني والنقي، فليحفظها الرب له إلى الأبد.

(عودة للوقت الحاضر)

تلك المرة لم يقم ألكساندر فقط باختصار المسافة بينهما للنصف؛ بل فك حصاره لساقيها بينما اقترب وهو يمد يده لتمسك بيدها المثلجة قبل أن ينحنى ملثمًا اصبعًا تلو الآخر بشفتيه في قبلات صغيرة هادئة… كانت قبلاته لطيفة مراعية، كانت لمساته مثل البلسم لروحها… كانت لمساته تهديها السكينة والطمأنينة التي تتوق إليهم روحها بشدة… كانت لمساته بمثابة تذكير بكونه معها وسيظل معها… كانت لمساته تخرس جميع شياطينها بينما تهدم حصونها واحدًا تلو الآخر… ولو سألها احدهم يومًا ان الامساك بيدها بتلك الرقة وتقبيلها بذلك الشغف من قِبل رجلًا للمافيا سيبعثر ما بداخلها لاتهمته بالجنون… ولكنه ألكساندر… اليد التي احتضنت وراعت منذ أن تستطيع التذكر… اليد التي ركضت إليها طوال سنوات عمرها…

وعندما انتهى من إعطاء كفها العناية الكافية من القبل؛ تطرق لذراعها مرورًا بجرح السكين الذي أخلفه بيتروڤ عليها ليقبله قبلة مطولة قبل أن يُقبل طريقه لأعلى.

انقبضت بطنها عندما شعرت بيده تطوق خصرها العاري أسفل المياه بينما يدفع جسدها نحوه لتتوسط أحضانه كما تابع مسيرته في التقبيل لحين بلغ الترقوة خاصتها لتسحب نفسًا عميقًا وهي تشعر بشفاهه تتجول على عنقها بينما كانت ذراعه تسحبها نحوه أكثر كما لو كان ذلك ممكنًا في المقام الأول!

مع كل قبلة كانت أنفاسها تتهدج… ومع متابعة الشعور بشفتيه فوق جسدها كانت تشعر وكأنها تفقد قدرتها على التنفس شيئًا فشيء… وعلى الرغم من أنه كان يقبل كل إنش واضحًا منها فوق المياه؛ إلا أنها لم تشعر بأن قبلاته كانت نابعة من شهوته، بل كانت قبلات حب صافية… تلك القبلات ذات المعاني العديدة لما هو أكثر من الحاجة الجسدية بين رجل وامرأة.

لقد كان يقوم ألكساندر بعشق كل إنش تلامسه شفتيه منها… ظل يقبلها بهدوء وروية، لا عنف، ولا إلحاح، فقط يستمتع بملمس بشرتها ضد شفتيه.

صعد بقبلاته لفكها مقبلًا طريقه لأذنها بينما أخذت ذراعه التي تمسك بخصرها تتحرك ممسدًا على خصرها بإبهامه قبل قوله بنبرة رجولية مبحوحة مشوشة من قوة مشاعره في تلك اللحظة: سنواجه الغد معًا…

ومن ثم تحرك بذراعه الآخر ليمسك بكفها مشبكًا أصابعهم معًا بإحكام متابعًا: يدي متشابكة بيدك…

انحنى أكثر نحوها ليستطيع احتضان جسدها لصدره بإحكام وهو يسترسل قوله بحنان بالغ: قلبي يعانق قلبك، سنواجه الغد معًا وهذا ما يهم؛ أننا سنكون معًا…

كان يؤكد على كل كلمة قبل أن ينحني برأسه يقبل أعلى كتفها بينما استطاع الشعور برعشة جسدها العاري الملتصق به بين ذراعيه والتي كادت أن تودي به لفعل غير محسوب عواقبه ليشغل عقله بتقبيله لعنقها في شوق بالغ لها وهو يتابع نبرة يشوبها العزم هامسًا في أذنها: لا مزيد من المواجهة بمفردك، لا مزيد من الوحدة التي نهشت بقلبي لسنوات.. لذلك؛ مهما كان الغد سيئًا لن يكون بسوء ما مضى ونحن بعيدين عن بعضنا البعض… لذلك؛ اطمئني… 

"اطمئني يا جميلتي، لأنه إذا كنت قديسًا فأنتي غرامي… أنتي غرام القديس… فتنته على الأرض وخطيئته التي لن يتوب عنها أبدًا" صمت عن الحديث ولكن شفتيه لم تتوقف عن تقبيلها صعودًا وهبوطًا على طول عنقها لتميل برأسها للجهة الأخرى دون وعيًا منها مفسحة الطريق لها للمزيد من بشرتها بينما لفت ذراعها حوله محتضنة إياه هي الأخرى ويدها تستقر على ظهره الذي شعرت بتيبس عضلاته أسفل كفها الذي يصعد ويهبط عليه في حنو وخفة.

كلاهما كان غارقًا في اللحظة الحسية بينهما، كلاهما كان يطمح للمزيد، ولكن كعادة اللحظات السعيدة في هذه الحياة تكون قصيرة… حيث ابتعد ألكساندر عن جسدها قليلًا ولا تزال يده تطوقها وذراعها يعانقه، لينظر في وجهها المحمر بشدة وعيونها الزائغة بالرغبة التي تعكس تمامًا رغبته هو الآخر بها، قبل أن يفك شباك أصابعهم ويصل براحته لوجهها حيث وجنتها، مداعبًا اياها بانامله في خفة جعلتها تغلق عينيها في محاولة لتعزيز شعور أصابعه عليها وهو يزيح تلك الخصلات الملتصقة بوجهها في رقة بالغة حتى استمعت إليه يردف قائلًا: ولكن يا حبيبة عمري بأكمله؛ عليكي معرفة شيئًا ما في غاية الأهمية قبل المضي قدمًا معي…

عند كلماته تلك؛ أعادت فتح عينيها تطالع وجهه الذي تحول فجأة للبرود المفاجئة!

لقد اختفى الشبق من قسماته، لقد اختفى التشوش بالرغبة من عسليتاه، لتعقد حاجبيها بشدة تطالعه بدهشة لذلك التحول الذي حدث في غضون لحظات، فقط لحظات بين إغلاقها لعينيها وفتحهما تغير ألكساندر وتغير حاله!

"وما الذي على معرفته يا ألكساندر؟" تساءلت مستفسرة  لجملته الأخيرة في ترقب أتضح في دقات قلبها المتسارعة، وحينما طال الصمت بينهما، ارتسم على شفتيه ابتسامة لم تصل لعينيه وهو يتخلل بأصابعه داخل شعرها يمشطه بعشوائية باستخدام أنامله كما أجاب سؤالها قائلًا بنبرة منخفضة باردة: هو أنني لن أسامحكي إذا تبين لي انكي كذبتي علي بشأن استعادتك لذكرياتك.. 

"لن اسامحك يا فاينا…" هز رأسه يمينًا ويسارًا عند تأكيده لعدم مسامحته لها إذا كانت تكذب.

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ١٠٠٠ تعليق و ١٠٠٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم بإذن الله قريبًا (١٥ أكتوبر)… رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب ولا أرقام أو أي تعليق ليس له معنى ولا يخص الرواية لأن هذه التعليقات لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅

أما هي؛ فتابعت حديثه وهي تفقد شعورها بالدفء لحظة تلو الأخرى بينما تستشعر برودة المياه من حولهما مرًة أخرى… وليس ذلك فقط؛ بل تسربت البرودة لقلبها بينما أبعدت يدها عن ظهره وهي تستعيدها جوارها على هيئة قبضة غير مرئية بفعل المياه… كانت تعلم أنه يستجوبها منذ البداية… ولكن؛ أن يخبرها صراحًة بذلك؛ كان… غريبًا خصوصًا بعد اللحظات الحميمية التي تشاركوها قبل لحظات فقط!

استمرت في تمرير عينيها بين عينيه الباردتين وهي تستوعب ما فعله للتو.. هزتها شدة أفعاله حتى النخاع، مما جعلها تشعر بالغضب يرتفع بداخلها عندما استفاقت لما يحدث حقًا… لقد استخدم نفسه كإلهاء لها، مما أدى إلى بعثرة أفكارها وعواطفها فقط ليستخرج منها المعلومة التي يطمح إليها؟ كيف يمكنه فعل شيء كهذا بها!!!

"كل ما حدث بيننا للتو؛ كان مجرد جزء من استجوابك لي؟" كان صوتها ممزوجا بالثلج بعدما كانت كتلة من المشاعر بين ذراعيه قبل لحظات!

فلقد تبدد الدفء الذي غلفها لفترة وجيزة بين يديه وحل محله مرة أخرى البرودة التي تسربت إلى عظامها.. لقد كانت تلك هي الآلية الدفاعية التي تلجأ إليها لحماية نفسها من الألم الذي يهدد باستهلاكها فتقوم بحماية نفسها بأن تدع الحرية للبرودة أن تطفو على سطح جميع مشاعرها. 

كانت تنظر إليه بعين امرأة جُرحت أنوثتها بفعلته.. كانت غاضبة ومستاءة، وكانت تحاول قمع كل تلك المشاعر بداخلها والحفاظ على رباطة جأشها بينما صدرها أخذ يرتفع وينخفض ​​ليظهر عمق إنفعالها الذي كانت تكبته بداخلها!

في تلك اللحظة، لاحظ التحول في أفكارها، في مسار مشاعرها، لتنزلق أطراف أصابعه بلطف على خدها، وهي لفتة رقيقة تهدف إلى بث الطمأنينة بقلب إمرأته الشرسة التي تهدد بإفتراسه بينما انتقلت لمسته إلى شفتيها المضمومتين بشدة وإبهامه يداعبهما برفق.. كانت الحركة مهدئة ومنومة على حد سواء، مما أدى لتراخى جسدها قليلًا مرة أخرى.

"بالطبع لا" أجاب وعيناه لا تفارق شفتيها المكتظة العابسة، وكان رده عفويًا وصوته يحمل صدقا تردد صداه في الهواء حولهما.

"أنا لا أقترب منكي لأي غرض سوى أنني أحبك يا فاني" وقد كان لكلماته المصحوبة بالحركة اللطيفة لأصابعه، تأثيرًا ساحرًا عليها وبدأ الغضب الذي مر عبر عروقها في التبدد بالفعل وحل محله شعور بالهدوء وهي تشعر به يضمد جروح أنوثتها.

"ولكن لا مانع من استغلال الفرص!" هذا ما تابع جملته به في داخله دون التصريح عن إستغلاله للموقف كما اتهمته للتو بينما أمالت هي رأسها في دفء كفه، بحثا عن العزاء في لمسته المراعية وسألته بدلال يشوبه اللوم قائلة: حقًا؟ فماذا يعني أن تسأل عن شيء كهذا بعد كل ما حدث بيننا للتو؟

هذه المرة، كانت هي من تحاول تشتيت أفكاره بينما ارتفعت يدها للتسلل إلى صدره العاري، الذي أخذ انقبضت عضلاته تحت كف يدها بينما رأته يغلق عينيه بإحكام وفكه ينقبض بقسوة.

تألقت عيناها بسرور ومتعة عندما رأت مدى تأثره بلمستها كما حاولت تحريك يدها على صدره، لكنها وجدت يدًا كالحديد وضعت فوق يدها، وأمسكتها مثبتة إياها في مكانها أثناء إعادته فتح عينيه اللتين غطاهم الظلام، وبحركة مفاجئة، وجدت نفسها تسقط بين ذراعيه أثناء أخبارها بنبرة منخفضة وخطيرة، أنفاسه المتعالية تضرب وجهها بحرارة: الآن أي منا يحاول التأثير على الآخر يا حبي؟

"وماذا فعلت أنا؟؟" سألت ببراءة كانت غير مناسبة تماما لوضعهم اللاأخلاقي بالمرة، ليجيبها ببطء أثناء تشديد احتضانه لها بين ذراعيه: أنتي تعرفين جيدًا ما فعلته للتو يا فاينا.

كانت على وشك التحدث، لكنه استمر في مقاطعتها، ونبرة صوته الآن ترن بتحذير أرسل الرعشات إلى أسفل عمودها الفقري، وكلماته مشبعة بالإلحاح ونفاد الصبر: سأعطيكي فرصة أخيرة وسأطلب منكي للمرة الأخيرة، مباشرة ودون مماطلة في الإجابة..

رمقته بريبة مترقبة ما هو أتي لأنها كانت تعلم أنه يشك بها… هي فقط عرفت ذلك والآن لقد مل من مراوغتها في الحديث!

صمت لوهلة وهو ينظر لداخل عمق عينيها قبل نبسه بهدوء: فاينا؛ هل استعدتي ذكرياتك؟

قصف قلبها في صدرها، وعلق لعابها في حلقها كالصخرة التي دفعتها دفعًا للأسفل بصعوبة بالغة بينما يمكنها أن تشعر بثقل نظرته عليها والتي تخترقها خرقًا وتطالب بإجابة لم تكن مستعدة لتقديمها الآن على الإطلاق!

لربما لو تساءل مسبقًا عن الأمر لأخبرته الحقيقة ولكن الآن؟

لا تظن أنه الوقت المناسب لمثل هذا الاكتشاف حولها!

غامت عينيها بالتعاسة على ما هي ستقدم عليه، يعز عليها أن تكذب أمام نظراته تلك، ولكن؛ ما باليد أية حيلة.

وفي محاولة للعثور على صوتها وسط التوتر المتصاعد بينهما في ذلك الصمت المميت، تمكنت من النطق وصوتها ثابت لا ينم عن الصراع الذي يدور بخلدها: لماذا تظن أنني أكذب عليك في هذا الشأن يا ألكساندر؟

أجابت سؤاله بسؤال ليكون رده سريعًا مثل قطع السكين في الهواء وهو يخبرها بلهجة جليدية وخالية من أية مشاعر: أنا لست معتادا على غض الطرف عن الأشياء الواضحة.. وبالرغم من مبرراتك المثالية بصورة مبالغ بها..

صمت وهو يضغط بخفة على كفها الذي لا يزال متواجدًا على صدره قبل أن يتابع قائلاً بحواجب معقودة بشدة ونبرة يشوبها الشك: إلا أن قلبي هذا لا يصدق أياً من هذه المبررات يا فاينا... وأكثر ما يثبت شكي هو مماطلتك في الإجابة وتجنب الرد بوضوح عندما سألتك مباشرة!

ثم تابع بنبرة باردة تحتوي على تهديدات خفية: قد أسامح في أي شيء يا فاينا إلا الكذب... خاصة إذا جاء الكذب منكي أنتي!

كانت صامتة تمامًا وهي تستمع لحديثه، بينما كان جزء منها يريد أن يسأله عن عواقب الأمور إذا تبين أنها كذبة، وجزء آخر كان خائفًا من معرفة الإجابة، فاختارت الصمت و أن لا تعبر عن فضولها حول العواقب مقررة أن تترك القلق بشأن هذا الأمر لوقته، وخاصة السؤال عن عاقبة الأمور سيوضح كذبها على الفور! وإلا لماذا قد تكون مهتمة بمعرفة شيء كهذا؟

"لا يستطيع إثبات أي شيء إذا لم تخرج الكلمات من فمها، ولن توقع بنفسها، فلا داعي للقلق، فهو لن يعرف أي شيء وإن كان يشك بها بالفعل!" وهذا ما قالته لنفسها لتطمئنها وهي تستمع إليه وهو يحثها على الرد عليه قائلًا بحزم: مازلت أنتظر الجواب يا حبيبتي!

"أنا ..." بدأت وصوتها يقطر بعدم اليقين وهي تبحث بيأس في عقلها عن الكلمات التي أرادت قولها.. ولكن قبل أن تتمكن من نطق كلمة واحدة أخرى، قاطعها بصرامة مما لم يترك لها مجالا للتفسيرات أو المبررات أثناء قوله بنبرة مهيمنة بالسلطة التي تليق برجل في مكانته: أجيبيني بنعم أو لا، لا أعذار ولا مماطلة! فقط نعم أو لا يا فاينا!

بعد كلماته تلك سقطت الغرفة في صمت خانق، بينما تشكل العرق على جبينها وانزلق ولكن بسبب وضعها وابتلالها بالكامل لم يكن هذا الأمر بواضح لعيون ألكساندر؛ ولكنها كانت تعلم أنها لا تستطيع تحمل أن تكون متوترة، ليس الآن، لأن كل حركة تقوم بها سيتم فحصها بلا هوادة من خلال النظرة الشبيهة بالصقر التي يرمقها بها ألكساندر رافضًا أن يزحزح نظره بعيدًا عنها!

 

كانت المخاطر كبيرة، ولكنها وأخيرا، حشدت الشجاعة للتحدث، وصوتها طبيعي لا يشوبه شائبة بينما لا تفارق عينيها عينيه: كلا، أنا لا أتذكر أي شيء.. ربما استعدت مجرد لمحات عابرة عن الماضي، ولكن لا شيء أكثر من ذلك.

ثم، بتصميم عميق، رفعت راحة يدها تحتضن وجهه وهي تتابع قولها بنبرة صادقة في محاولة لدفع شعورها بالذنب لكذبها عليه وهي تنظر في عينيه مباشرًة: حتى وإن كنت لا أتذكرك، فلا أظن أن هناك امرأة عاقلة قد تضيع من بين يديها رجلاً أحبها منذ ولادتها وانتظرها خمسة عشر عاماً كاملة!

ثم صمتت وهي تميل برأسها يسارًا متسائلة بنصف ابتسامة في محاولة لتخفيف الأجواء بقولها: إلى أي درجة تعتقد أنني غبية أيها القديس؟

كلماتها، لمساتها، التي كانت قبل لحظات مصدرا للراحة، لم تكن تمتلك الآن أي قوة في مواجهة ثقل حزنه، وما ألمه أكثر من أي شيء آخر هو الطريقة التي حدقت بها مباشرة في عينيه وخدعته دون عناء، على الرغم من تحذيرها من أنه لن يغفر لها أبدا إذا تم الكشف عن أكاذيبها. 

ارتفع شعور ساحق بالظلم بداخله وهو يعيد ذكرى تشبثها به داخل أحضانه وهي تبكي بينما تنسج شبكة من الخدع والأكاذيب… والآن، نفس الشيء بينما كانت تنظر في عينيه مرة أخرى، أصبح عمق خيانتها له لا يطاق. 

ألا يمتلك أي أهمية بالنسبة لها لتخاطر بحزنه إلى هذا الحد؟

كيف هان عليها حزنه؟ كيف هان عليها بهذا الشكل وهي تتذكره؟ كيف؟

عند هذه الفكرة كانت عيناه مغطاة بمزيج من الغضب من تصرفها وخيبة الأمل من فعلتها، بينما شعرت فاينا بنظرات خيبة أمله بها تصفعها بعنف على وجهها ويتسرب حزنه منها إلى قلبها، ليبدأ تأنيب ضميرها لها بينما ينهشها نهشًا شعورها بالذنب وهي تراه يطالعها بتلك النظرات القاتلة!

كانت تنتظر منه أن يرد على حديثها، ربما ليجادلها، لكنها بدلا من ذلك، قوبلت بصمت تقشعر له الأبدان وهو يفك حصاره من عليها، لتشعر بلفحة من البرد تضرب جسدها بعنف عندما رأته استقام في حوض الاستحمام، وعيناه لا تتركانها، وبطنها يلتوي إلى عقد عديدة من القلق ولم تستطع أن تزحزح نظرها عن عينيه ولو للحظة حتى وعندما كان جسده شبه عاري أمامها مجسم بالكامل بفعل المياه التي ألصقت ملابسه في جسده… ولكن على عكس بداية اللقاء؛ لم تستسلم لأفكارها المنحرفة لأن كل ما يشغل بالها كانت نظراته المعاتبة وماذا ستكون ردة فعله على حديثها… تعرف أنه لا يمتلك دليلًا قاطعًا على كذبها… ولكن نظراته اخبرتها بأنه يدرك أنها لم تكن تقول الحقيقة لذلك خافت… خافت وارتجفت مقلتيها وهي تراه يستدير ويخرج من حوض الاستحمام تاركها وحدها!

خفضت رأسها للأسفل وهي تلف ذراعيها حول جسدها في محاولة لاستعادة الدفء الذي سحبه منها ألكساندر في لحظة كذبها... كيف يكون لأبتعاده عنها هذه البرودة التي تزيد أضعافًا مضاعفة عن برودة المياه التي تجلس بها؟

لقد اختارت الكذب، والآن سيتعين عليها مواجهة عواقب أفعالها.

أغمضت عينيها بقوة، لا تجرؤ على الالتفات والنظر نحوه، كانت تحاول إبعاد نظراته الحزينة عن ناظرها لكن دون جدوى... كانت كل ثانية تمر كأنها دهر، ثقل نظراته التي تلومها في عتاب صامت كانت تمزقها إربًا ويمكنها أن تشعر بالفعل بأن نظراته المعاتبة لها ستطاردها وتعذبها بسبب الخيانة التي ارتكبتها في حقه!

تنهدت بإرهاق وهي تلوم نفسها على كذبها مرة تلو الأخرى في وجهه!

مسدت بخفة على جسدها بذراعيها في محاولة مواساة نفسها حتى لا تضعف وتخبره بكل شيء...

انحدرت رغبة ساحقة في الصراخ بداخلها، وهي محاولة يائسة للإفراج عن طوفان المشاعر السلبية التي تتصاعد بداخل عروقها.. كانت تتوق إليه ليقول شيئا، أي شيء، حتى لو كان مليئا بالغضب وخيبة الأمل.. أي شيء كان سيكون أفضل من صمته المؤلم وتركها لعقلها!

هل سيتركها الآن؟ هل وصلت اللحظة التي كانت تخشاها أخيرا؟ كيف أتت بتلك السرعة؟ ماذا لو اختلقت عذرا؟ ماذا لو تمسكت بسردها المفبرك؟ هل سيكون كافيا لوقف رحيله؟

كانت آسفة على ما آلت إليه الأمور… ولكن؛ هذا هو ما يجب فعله!

تشبثت أكثر بنفسي، بحثا عن العزاء في احتضانها لذاتها وابتسامة حزينة تسحب زوايا شفتيها بينما تومض صورة أمام عقلها، تذكرها بالمشهد عندما وقف منتصبا وتركها وحدها في العناق البارد لحوض الاستحمام الفارغ.

كانت هذه هي المرة الأولى التي ينأى فيها بنفسه عنها، والمرة الأولى التي يصمت فيها في حوار يدور بينهما، والمرة الأولى التي يدير فيها ظهره لها.

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ١٠٠٠ تعليق و ١٠٠٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم بإذن الله قريبًا (١٥ أكتوبر)… رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب ولا أرقام أو أي تعليق ليس له معنى ولا يخص الرواية لأن هذه التعليقات لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅

بناءًا على طلب القراء الأعزاء؛ ها هو فصل كامل التركيز على البطلين الرئيسين مع بعض المومنتات بينهما كما طلبتم بالضبط… أما النهاية؛ فأعتقد أنكم قد أعتدتم بالفعل على ما أفعل 😂💀

نزلت الفصل بدري علشان اللي عندهم دراسة بكره يلحقوا يقرأوا 💕🤗

وقبل أن أرى تلك التعليقات؛ الفصل ليس بقصير لأن الفصول التي تنشر كل أسبوعين تكون ٦ آلاف كلمة كحد أقصى وأي زيادة يكون دلع ليكم مني يا حبايب قلبي 🦋❤️

أراكم الفصل القادم حيث سنستأنف حكايتنا مع ماكسيم، إيما، جورج، فيدور… إلخ 🫡✨🏃🏻‍♀️

»»————- ♡ ————-««

-انتهى الفصل الثاني والستـون ٦٤٣٠ كلمة 👩🏼‍💻❤️

{شوية اسئلة نتسلى في الكومنتات بيهم}

س: من أي بلد تقرأ الفصل؟

س: كم من الوقت استغرقته في قراءة الفصل؟

س: ألكساندر؟

س: فاينا؟

س: لماذا تشبثت فاينا بالانكار؟ *لقد وضعت تلميح بالفعل للسبب ولكن لا أعتقد أن الجميع سيلاحظه* 🤫🫡😉

س: توقعاتكم للأحداث القادمة؟ 

دمتم بخير 💗🤗

Continue Reading

You'll Also Like

22.1K 1.6K 11
‏أشباهنا الأربعون ،، ‏ليسوا بالضرورة أن يكونوا بشر ‏ربما،، ‏قصائد , نصوص , اقتباسات , و ربما أبطال في روايات .
1.2K 85 4
في أعماق الظلمات، قد تبحث عن شريط من النور لينير طريقك، لتجد نفسك تسير على درب مختلف، دربًا مليئًا بالغموض والتحديات، ولكنك تتحدى هذا الظلام بقوة صام...
2.1K 89 22
وَقَــعَــت فـى حُــبّ مَــنْ أَفَــقَــدَهَــا الـأَمَــان وَ مــا يُــعــيــقُ عَــلـاقَــتِــهــم هــو هــذا الــسِّــر الــذي لـا يَــعَــلــمُ ع...
489K 26.2K 54
فسخت ماريغولد خطبتها لتنقذ طفلا صغيرا، لكنها تجد نفسها متهمة بمحاولة خطفه من طرف خاله القاسي! يسجنها راعي البقر هارولان كينغ في إصطبل على أرضه عقابا...